logo
هل جعل نقاش اغتيال خامنئي استهداف رؤساء الدول مباحا؟

هل جعل نقاش اغتيال خامنئي استهداف رؤساء الدول مباحا؟

الغدمنذ 2 أيام
جدعون ليفي* - (هآرتس بالعربي) 2025/6/22
جدعون ليفي* - (هآرتس بالعربي) 2025/6/22
من المعروف أن بنيامين نتنياهو مسؤول عن مقتل عشرات الآلاف في غزة. فهل يبرر هذا الواقع الدعوة إلى اغتياله؟ هناك الكثيرون في إسرائيل الذين يرونه طاغية ومدمرا للدولة والديمقراطية، ومع ذلك لا أحد -كما نأمل- يطرح اغتياله كخيار.
* * *
هل يجوز طرح مسألة اغتيال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في المجال العام وكأنها نقاش مشروع؟ وهل يصح، من حيث المبدأ، اغتيال رؤساء الدول؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب، فمن هو الذي يحدد متى يكون ذلك مسموحا، وأي زعيم يجب أن يكون مستثنى من هذا المصير؟ من يملك الحق في أن يقول إن خامنئي هدف مشروع بينما بنيامين نتنياهو ليس كذلك؟ أو أن بوتين يمكن اغتياله، أما ترامب فلا؟ مَن من هؤلاء القادة يشكل تهديدا أكبر لمستقبل البشرية؟ سوف تتغير الإجابات عن هذه الأسئلة وفقا لمن يطرحها، لكن خطورتها تبقى ثابتة.
اضافة اعلان
وفي سياق متصل، لماذا يعد قتل علماء الذرة الإيرانيين أمرا مقبولا، بينما يمنع المساس بنظرائهم الإسرائيليين؟ أليس كلا الطرفين يعمل في خدمة آلة القتل النووية ذاتها؟ وهل من المنطقي أن يسمح لدولة بامتلاك السلاح النووي بينما يحرم امتلاكه على أخرى؟
إن التهديد لا يرتبط بجنسية الدولة. لم تكن إيران دائما عدوا، ولم تكن إسرائيل دائما آمنة.
وفي هذه الأوقات، يوجد في إسرائيل عدد كاف من الساسة المتطرفين الذين يهددون استقرار المنطقة بأسرها. فهل نثق، نحن في إسرائيل، بوضع الشيفرات النووية بين أيديهم؟ وهل يكون اغتيالهم مشروعا هو الآخر؟
هذه الأسئلة تلامس حدود المحرم والمخيف، ومع ذلك تتجنب إسرائيل مواجهتها، وتتمسك بدلا من ذلك بردها المألوف: "لا مجال للمقارنة". في الحقيقة، تعتبر إسرائيل نفسها حالة فريدة، استثناء مطلقا، وكأن قوانين العالم لا تنطبق عليها. لكنها ليست كذلك. حتى أن ييغال عمير اعتبَر أن إسحق رابين هو خطر وجودي -ومع ذلك، لا أحد في إسرائيل يبرر اغتياله.
اليوم، ترى إسرائيل في خامنئي تهديدا وجوديا وتعتبر اغتياله خيارا مشروعا، وتقول ذلك من دون مواربة أو خجل. ولكن حين ننزع غطاء "الخصوصية الإسرائيلية" -الذي يبرر لإسرائيل فعل كل شيء باسم الهولوكوست ومجزرة السابع من تشرين الأول (أكتوبر)- تظهر الأسئلة على حقيقتها، ولا يمكن الهروب منها. وهذه الأسئلة تتطلب إجابات كونية، لا استثنائية.
تستحضر إسرائيل اسم هتلر لتبرير اغتيال خامنئي، كما لو أن المرشد الإيراني هو تجسيد جديد للنازية. لكن خامنئي ليس هتلر، وتكشف مجرد المقارنة من هذا النوع عن خواء أخلاقي. تدعي إسرائيل أنها لا تستهدف المدنيين، لكن خامنئي ليس عسكريا، وإنما رجل دين وزعيم سياسي.
مع ذلك، دعونا نضع مسألة الشرعية جانبا ونسأل: هل الاغتيال خطوة حكيمة أصلا؟ حتى كتابة هذه السطور، تنزلق الحرب مع إيران إلى مستنقع. وفقا لتقارير يانيف كوفوفيتش، لم يعد الجيش الإسرائيلي قادرا على تحديد مدى زمني للعمليات. ويغلب أن الاغتيال لن يوقف هذا المسار، بل سيزيد الأمور اشتعالا.
في هذه الأثناء، يتصرف وزير الدفاع الإسرائيلي وكأنه إله. ويعلن، بكل صلف، أن "خامنئي لا يحق له الوجود". ولكن ما هي معاييره لامتلاك هذا الحق؟ من خوّله بتحديد من يعيش ومن يموت؟ هل نعيش تحت سلطة محكمة سماوية يرأسها وزير إسرائيلي؟
وإذا كان الأمر كذلك، هل يحق لوزير الدفاع الإيراني أن يهدد باغتيال نظيره الإسرائيلي؟ وبالإضافة إلى ذلك، يتحدث الإعلام الإسرائيلي عن "صيد العلماء" الإيرانيين، في تكرار مرعب لمصطلحات الستينيات في مصر. لكن العلماء لا يُصادون، لأنهم ليسوا طرائد -حتى مع أن صيد الحيوانات هو في حد ذاته جريمة أخلاقية- فكيف إذا كانوا بشرا؟
لا يمكن أن تكون الدعوات إلى اغتيال رؤساء الدول، أيا كانت خلفياتهم، مشروعة. من المعروف أن بنيامين نتنياهو مسؤول عن مقتل عشرات الآلاف في غزة. فهل يبرر هذا الدعوة إلى اغتياله؟ هناك الكثيرون في إسرائيل الذين يرونه طاغية ومدمرا للدولة والديمقراطية، ومع ذلك لا أحد -كما نأمل- يطرح اغتياله كخيار.
يعني فتح باب الحديث عن اغتيال خامنئي القبول بفكرة أن اغتيال القادة هو أداة مشروعة في العلاقات الدولية. وسرعان ما يتحول السؤال مِن "هل يجوز الاغتيال"؟ إلى "من الذي يجوز اغتياله؟ ومن الذي لا يجوز اغتياله"؟ -والإسرائيليون، بطبيعة الحال، مستثنون.
*جدعون ليفي: صحفي وكاتب ومحلل سياسي إسرائيلي بارز، يُعرف بمواقفه النقدية والجريئة تجاه السياسات الإسرائيلية، خاصة في ما يتعلق بالاحتلال ومعاملة الفلسطينيين.
يعمل منذ عقود في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، حيث يكتب عمودا أسبوعيا يعد من بين أكثر الأعمدة إثارة للجدل في الإعلام الإسرائيلي، ويغطي فيه الواقع اليومي للفلسطينيين تحت الاحتلال. ينظر إليه كأحد الأصوات القليلة داخل إسرائيل التي تتحدث بوضوح عن الانتهاكات وجرائم الحرب، وقد أثار إعجابًا واسعًا في الأوساط الحقوقية الدولية، في مقابل تعرضه لهجوم شديد داخل إسرائيل من قبل اليمين والإعلام السائد، مما جعله رمزًا للنزاهة الصحفية والموقف الأخلاقي النادر.
في ترجمات:
لماذا تحد من تخصيب يورانيوم إيران سلميا إذا كان بوسعك قصفهما معا؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على خمس مراحل… تفاصيل الصفقة بين إسرائيل وحما.س
على خمس مراحل… تفاصيل الصفقة بين إسرائيل وحما.س

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

على خمس مراحل… تفاصيل الصفقة بين إسرائيل وحما.س

كشفت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأميركية تفاصيل تتعلق بالصفقة المرتقبة بين إسرائيل وحركة 'حماس'. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي، وآخر فلسطيني مقرّب من حماس، قولهما إن 'الصفقة ستشمل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى نقل 18 جثة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين'. وسيتم إطلاق سراح الرهائن ونقل الجثث على خمس مراحل خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. وأكد المصدر الإسرائيلي أنه بموجب الخطة، سيُطلب من حماس الامتناع عن إقامة مراسم إطلاق سراح مصوّرة، كما فعلت عند الإفراج عن رهائن خلال وقف لإطلاق النار تمّ التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين خلال المراحل المتفق عليها. وتقول المصادر إن هذه الترتيبات ستتم برعاية وضمانات من وسطاء دوليين، خاصة قطر ومصر، لضمان الالتزام بالاتفاق وتسهيل تنفيذه. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لهدنة في قطاع غزة مدتها 60 يوماً. وأضاف ترامب في منشور على حسابه في منصة 'تروث سوشيال': 'ممثلون عني عقدوا اجتماعاً طويلاً وبنّاءً مع الإسرائيليين اليوم بشأن غزة'. ولم يكشف ترامب عن ممثليه، إلا أن اجتماعا كان مقرراً بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وأوضح أن 'إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما، وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب'. وتابع: 'سيقدّم القطريون والمصريون، اللذان عملا بجدّ لإحلال السلام، هذا الاقتراح النهائي'. واختتم قائلاً: 'آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً'

إسرائيل: نهاية "عربات جدعون" في غزة
إسرائيل: نهاية "عربات جدعون" في غزة

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

إسرائيل: نهاية "عربات جدعون" في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، انتهاء عملية "عربات جدعون" وبدء مرحلة جديدة من الحرب في غزة تحت اسم "الأسد ينهض". وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن أهداف المرحلة الجديدة هي إعادة الرهائن والقضاء على حماس بالكامل، مشددًا على أن إسرائيل لن تتراجع عن هذه الأهداف. جاء ذلك بالتزامن مع خسائر تعرض لها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية، حيث قُتل قائد دبابة وأصيب 8 جنود، وسط استمرار جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار، بينما تجري حماس مشاورات لمناقشة مقترحات إنهاء الحرب.

أكثر من 300 شهيد خلال 48 ساعة.." إسرائيل" ترتكب 26 مجزرة دموية في غزة
أكثر من 300 شهيد خلال 48 ساعة.." إسرائيل" ترتكب 26 مجزرة دموية في غزة

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

أكثر من 300 شهيد خلال 48 ساعة.." إسرائيل" ترتكب 26 مجزرة دموية في غزة

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 26 مجزرة دامية خلال 48 ساعة فقط، أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 مدني، إلى جانب مئات الجرحى والمفقودين، في هجمات متفرقة استهدفت مناطق مختلفة من القطاع. وأوضح المكتب أن المجازر نُفذت من خلال قصف متعمد لمراكز الإيواء والنزوح المكتظة بعشرات آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى استهداف الاستراحات العامة مثل "استراحة الباقة"، والأسواق الشعبية، والمنازل السكنية، والمرافق الحيوية. كما استهدف الاحتلال مدنيين أثناء بحثهم عن الغذاء، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية خانقة. وفي سياق متصل، جدد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير موقفه الرافض لأي اتفاق تهدئة مع المقاومة الفلسطينية، قائلاً: "لن أسمح بتمرير صفقة متهورة، وآمل أن ينضم إليّ سموتريتش". وأضاف أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة كان "خطأ كبيراً"، داعياً إلى مواصلة العمليات العسكرية بـ"قوة"، ورافضاً أي توقف للحرب قبل "القضاء التام على حركة حماس". وأكد بن غفير أن إجراء الانتخابات الإسرائيلية في الوقت الراهن ليس أولوية، مشدداً على أهمية "الحفاظ على حياة جنود الاحتلال واحتلال كامل قطاع غزة وتشجيع الهجرة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store