logo
مجلس الشيوخ يقر حزمة سياسات ترامب المثيرة للجدل

مجلس الشيوخ يقر حزمة سياسات ترامب المثيرة للجدل

المستقلة/- في تصويت مثير واستمر لساعات، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مساء السبت، حزمة سياسات داخلية شاملة تناسب أجندة الرئيس دونالد ترامب، مما يقرب هذه الحزمة خطوة مهمة نحو تطبيقها.
جاء التصويت بنتيجة 51 صوتًا مقابل 49، بعد انضمام اثنين من الجمهوريين، السيناتور توم تيليس من كارولينا الشمالية والسيناتور راند بول من كنتاكي، إلى جانب جميع الديمقراطيين في معارضة الحزمة. وقد شهد التصويت تأخيرات كبيرة، إذ عمل قادة الحزب الجمهوري على تجاوز خلافات داخلية حادة، حيث تحرك نائب الرئيس جيه دي فانس إلى الكابيتول تحسبًا لضرورة التصويت الحاسم في حال تساوي الأصوات (50-50). وفي نهاية المطاف، قام السيناتور الجمهوري رون جونسون من ويسكونسن بتغيير موقفه السابق معارضًا ليؤيد مشروع القانون.
تتضمن الحزمة التشريعية، التي تصل إلى 940 صفحة، تخفيضات ضريبية مكملة لتلك التي أقرها ترامب عام 2017، بالإضافة إلى زيادة في تمويل إنفاذ قوانين الهجرة والحدود، وتخفيضات في برامج الرعاية الصحية مثل Medicaid. كما تشتمل على زيادة كبيرة تصل إلى 150 مليار دولار في الإنفاق العسكري لهذا العام، إلى جانب تخصيص أموال فدرالية لتنفيذ سياسات ترامب المتعلقة بالترحيل الجماعي وإنفاذ قوانين الهجرة.
تُعتبر هذه الحزمة خطوة كبيرة لدعم أجندة ترامب السياسية، لكنها تحمل عواقب مالية خطيرة، إذ يُتوقع أن تضيف حوالي 4 تريليونات دولار إلى الدين الوطني الأمريكي عند احتساب مدفوعات الفائدة، وفقًا لتحليل لجنة الميزانية الفيدرالية المستقلة.
وقد انتقد السيناتور راند بول مشروع القانون، معتبرًا أنه يمثل 'مشروع قانون إنفاق أكثر منه معالجة جادة لمشكلة الدين الوطني'. كما عبّر السيناتور توم تيليس عن قلقه من تخفيضات Medicaid التي قد تؤثر سلبًا على سكان ولايته، وهو ما جعله يعارض التشريع.
ردًا على ذلك، هاجم ترامب تيليس عبر منصة 'تروث سوشيال'، متهمًا إياه بخيانة مصالح أمريكا وشعب كارولينا الشمالية، ومهددًا بالتصدي لمنافسيه المحتملين في الانتخابات التمهيدية القادمة.
تشير هذه التطورات إلى استمرار الانقسامات داخل الحزب الجمهوري بين التيار المحافظ المتشدد وأنصار ترامب، وبين المعتدلين الذين يعارضون بعض بنود التشريع. وفي الوقت نفسه، يبقى الموقف الديمقراطي موحدًا في معارضة الحزمة، معربين عن مخاوفهم من تأثيراتها الاجتماعية والمالية.
مع اقتراب تنفيذ هذه الحزمة، يترقب المراقبون كيفية تعامل الحكومة الأمريكية مع التحديات المالية والسياسية التي سترافق تطبيق هذه السياسات، وتأثيرها على المشهد السياسي قبل الانتخابات المقبلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صادرات النفط الإيرانية إلى الصين تحطم الرقم القياسي
صادرات النفط الإيرانية إلى الصين تحطم الرقم القياسي

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 4 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

صادرات النفط الإيرانية إلى الصين تحطم الرقم القياسي

بعد انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي خلال ولايته الرئاسية الأولى عام 2018، أعلن عن سياسة "الضغط الأقصى" لمحاولة خفض مبيعات النفط الإيراني إلى الصفر من خلال فرض عقوبات غير مسبوقة، والتي لم يكتب لها النجاح حتى الآن. تُعدّ الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني. ووفقًا لبيانات جديدة، فقد وصلت الصين إلى مستوى قياسي بلغ 1.8 مليون برميل يوميا هذا الشهر مع زيادة كبيرة في واردات النفط الخام من إيران. ووفقًا لبيانات شركات تتبع ناقلات النفط، وفي ظل ارتفاع إجمالي الواردات في الأسابيع الأخيرة، والتي تأثرت ب انخفاض أسعار النفط في أبريل ومايو، زادت الصين بشكل كبير وارداتها من النفط الخام الإيراني هذا الشهر. وفقًا لبيانات "فيرتيكسا"، بلغت واردات الصين من النفط الإيراني مستوى قياسيًا بلغ 1.8 مليون برميل يوميًا بين 1 و20 يونيو. وأظهرت بيانات "كيبلر" أن متوسط ​​واردات الصين من النفط الإيراني بلغ 1.46 مليون برميل يوميًا بين 1 و27 يونيو، أي بزيادة قدرها حوالي 500 ألف برميل يوميًا عن تقديرات واردات الصين من إيران في مايو. ويعزى ارتفاع صادرات النفط الإيرانية إلى الصين إلى ارتفاع حمولات الخام الإيراني في مايو، وزيادة مشتريات المصافي الصينية المستقلة، المعروفة باسم "تيبات" (Teapot)، والتي اشترت خامًا إيرانيًا أرخص لملء مخزوناتها خلال ذروة الطلب الصيفي. ارتفعت صادرات النفط الإيرانية اليومية بنسبة 44% في الأسبوع الأول من العدوان العسكري الإسرائيلي، ويتوقع المحللون أن تظل واردات الصين من النفط الإيراني عند مستويات مرتفعة في الأسابيع المقبلة. وفقًا لموقع "أويل برايس"، بعد فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي: "يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران. نأمل أن تشتري كميات كبيرة من النفط من الولايات المتحدة أيضًا". وفي هذا الصدد، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا تشون، للولايات المتحدة: "ستتخذ الصين إجراءات معقولة لضمان أمن الطاقة بما يتماشى مع مصالحها الوطنية".

12 مليار دولار خسائر إسرائيل في الحرب مع إيران
12 مليار دولار خسائر إسرائيل في الحرب مع إيران

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 4 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

12 مليار دولار خسائر إسرائيل في الحرب مع إيران

تكبدت إسرائيل خسارة مباشرة تقارب 12 مليار دولار بعد حرب الـ 12 يومًا مع إيران. وأعلنت مصادر إعلامية واقتصادية إسرائيلية أن هذا المبلغ يشمل التكاليف العسكرية، أضرار الهجمات الصاروخية، تعويضات الأفراد والشركات، وتكاليف إعادة الإعمار. في الوقت نفسه، طلب الجيش الإسرائيلي تمويلًا إضافيًا قدره 40 مليار شيكل (حوالي 11.7 مليار دولار) لتجديد مخزوناته من الأسلحة، شراء المزيد من أنظمة الاعتراض والمعدات الهجومية، والحفاظ على قوات الاحتياط. لا تشمل هذه الأرقام التكاليف الجارية، مثل الإقامة المؤقتة في الفنادق والمنازل البديلة لسكان المناطق التي تم إخلاؤها؛ كما لا تشمل الأرقام الأضرار التي لحقت بنحو ثلث الممتلكات المتضررة، والتي لم يتم تقييمها بالكامل بعد. وقد تكلف إعادة بناء هذه الممتلكات ما بين 1 و1.5 مليار شيكل (حوالي 294-440 مليون دولار). ولتغطية تكاليف الحرب، من المتوقع أن يصل عجز الموازنة الإسرائيلية، الذي ارتفع بالفعل خلال حرب غزة، إلى حوالي 6%. وفي الوقت نفسه، سينخفض ​​النمو الاقتصادي للكيان بنسبة 0.2% على الأقل، مما سيؤدي إلى انخفاض عائدات الضرائب. أعلن مصدر في وزارة المالية الإسرائيلية لصحيفة يديعوت أحرونوت أن الكيان قد يطلب مساعدة مالية أو ضمانات قروض من الولايات المتحدة لتعويض تكاليف الحرب وتلبية الاحتياجات الدفاعية العاجلة. صرح آدم بلومبرغ، نائب المدير الاقتصادي في أكبر نقابة عمالية في إسرائيل، المسماة باسم "الهستدروت"، لموقع معاريف الإخباري أن الإغلاق الاقتصادي الناجم عن الحرب كلف الاقتصاد الإسرائيلي حوالي 1.5 مليار شيكل (294 مليون دولار) يوميًا، وتسبب في خسارة إجمالية تزيد عن 3.5 مليار دولار على مدار 12 يومًا. كما صرّح ناصر عبد الكريم، الأستاذ المساعد في الشؤون المالية بالجامعة الأمريكية باسم "فلسطين"، لوكالة الأناضول بأن الهجمات لم تؤثر بشكل مباشر على الإنفاق العسكري الإسرائيلي فحسب، بل أثرت أيضًا على الأنشطة الإنتاجية للكيان. وقال عبد الكريم إن دفع تعويضات للمواطنين المتضررين سيزيد من تدهور المالية العامة للكيان. يقول خبراء إن إيران استهدفت بنى تحتية حيوية في تل أبيب وحيفا، بما في ذلك هجوم أدى إلى إغلاق مصفاة "بازان"، أكبر مصفاة نفط في إسرائيل، متسببًا في خسائر تُقدر بثلاثة ملايين دولار يوميًا، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز. علّق مطار بن غوريون عملياته ردًا على الهجمات الانتقامية الإيرانية. ويستقبل المطار عادةً حوالي 300 رحلة و35 ألف مسافر يوميًا، ولم يُفتح سوى جزء منه منذ يوم الأحد لأغراض إعادة المواطنين إلى أوطانهم. وقد يؤدي هذا التعطيل إلى خسائر اقتصادية أكبر. ووفقًا لـ "معهد الماس الإسرائيلي"، أثارت الهجمات الإيرانية مخاوف في بورصة تل أبيب. ووفقًا لوكالة الأناضول، فقد تسبب الضرر الذي لحق بسوق الأسهم في حالة من الذعر بين المستثمرين، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق وتسارع وتيرة تراجع السوق، مما عرّض استقرار الاقتصاد الإسرائيلي للخطر على المدى القصير.

قراءة في الحرب الخاطفة حرب ترامب المنتصر بلعبته الدولية لخلق الشرق الاوسط الجديد
قراءة في الحرب الخاطفة حرب ترامب المنتصر بلعبته الدولية لخلق الشرق الاوسط الجديد

موقع كتابات

timeمنذ 5 ساعات

  • موقع كتابات

قراءة في الحرب الخاطفة حرب ترامب المنتصر بلعبته الدولية لخلق الشرق الاوسط الجديد

منذ حرب الايام الستة لتي شنتها إسرائيل سنة 1967 على مصر وسوريا والأردن والعراق ، لم تكن قادرة على شن مثلها في حربها مع ايران .. فالحرب هذه المرة استمرت 12 يوماً عاش سكان في رعب حقيقي داخل الملاجيء ولوقت قاتل وطويل ،إيران أدمت تل أبيب وحيفا، وهدمت معسكرات ومطارات وعمارات، وحتى مستشفيات، وأنزلت ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأجبرت الآلاف منهم على ركوب البحر هربا من صواريخ لم تكن في الحسبان ,, اسرائيل كسرت العمود الفقري لايران , وشلت اخطبوط سياستها التوسعية , وقتلت قادتها العسكريين وعلماؤها النووين يقول الراحل نزار قباني // ان من اشعل النيران يطفيها , ترامب اعطى الضوء الاخضر لاسرائيللضرب ايران الجمعة 13 حزيران , وأمر نتنياهو فجر 24 حزيران لوقف النار مع ايران — انها اللعبة الدولية لخلق الشرق الاوسط الجديد ,, تلتقي رغبات ترامب ونتنياهو في كسر العمود الفقري لإيران بعد أن كُسّرت أذرعها. فالعمود الفقري هو أسلحة منجزة وأخرى تطمح إلى إنجازها، إضافة إلى شلّ أخطبوط سياستها الثورية، ومنعها من تفريخ حركات مقاومة تكون بمثابة حصون متقدمة لها، وصندوق ابتزاز لدول المنطقة, ولهذا، لن تكون ضربة إسرائيل لإيران ردعية، بل تدميرية. لقد تجاوز نتنياهو مرحلة التراجع عن إنهاك إيران عسكريًا، وهو ماضٍ في تجريدها من كل ما قد يهدد أمن إسرائيل، وإشغالها بصراعات داخلية واضطرابات سياسية تولّدها الضربة، وتُظهر نزعات المعارضة في السعي للتخلص من 'الخامنئية السياسية' والعبور إلى دولة جديدة منفصلة عن أيديولوجيا الثورة الإسلامية. وقد يؤدي هذا إلى تفكيك إيران وتحويلها إلى أقاليم إثنية وقومية متعددة هناك أغلبية من المراقبين والمحللين ترى أن ما جرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، لم يكن إلا 'مسرحية سياسية'. ورغم أن هذا التحليل قد يبدو سطحيًا، إلا أن ما جرى لا يقتصر على تصفية البرنامج النووي فقط؛ بل هناك قضايا أكثر تشابكًا وتعقيدًا,, الضربات الإسرائيلية الخاطفة أثبتت أن إيران دولة مُخترقة أولا، كما أنها ضعيفة على مستوى تقنيات دفاعها ثانيا، وهي لا تملك السلاح الذي يُدهش بدقة إصابته لأهدافه النوعية. لقد قصفت إيران الأراضي الفلسطينية المحتلة ولكنها هدمت بنايات وقتلت مدنيين. وفي ذلك ما يكشف عن ضعفها في مواجهة الهجمات الإسرائيلية التي تميزت بدقتها النوعية بصراحة إن هذه الحرب الخاسرة المُذلة المنهكة للطرفين الإسرائيلي والإيراني معا، هي حرب االرئيس الأميركي دونالد ترامب بامتياز, ، يبحث ترامب عن صورة القائد الحاسم في موسم انتخابي ساخن، خاصة في ظل انقسام داخلي عميق. سياسيا، يريد أن يرسّخ أن واشنطن لا تنتظر تل أبيب لتدافع عن نفسها، بل تدافع عنها من تلقاء نفسها، كما قال أحد المسؤولين الأميركيين في تسريب لاحق , ترامب لم يُخفِ هدفه. الرسالة المعلنة: نحن لا نستهدف إيران كدولة، بل مشروعها النووي الذي يُهدّد المنطقة والعالم. لكن الرسالة الأعمق كانت تُقال بلغة أكثر خشونة: إما أن تأتوا إلى الطاولة، أو نُعيدكم إلى ما قبل تخصيب اليورانيوم, فهو الذي هيأ ظروفها حين حدد لإيران مهلة ستين يوما للعودة إلى طاولة المفاوضات لكي تتلقى مطالبه الاستسلامية، ثم هددها بما لا يسر إن هي لم تأتِ ولم تعقل ولم تدع العناد,, هذه هي أول مرة في التاريخ تكون أميركا هي التي تستغل اليهود، وتحارب بدمائهم، لخدمة مصالحها، بعد أن كان اليهود، منذ عشرات السنين، هم الذين يحاربون أعداءهم العرب بسلاح أميركا وأموالها ورجالها ,, ترامب هو المنتصر في الحرب وليست إسرائيل التي نزفت دما غزيرا في غزة ولبنان وسوريا واليمن، ولا حكومة المرشد الأعلى التي أنهكتها الحرب وستبكي كثيرا وطويلا على موانئها ومطاراتها ومؤسساتها وبناها التحتية واقتصادها سنين طويلة قادمة,, لقد نُكبت إيران، فعلا، في قدراتها العسكرية وبرنامجها النووي، وفي قادتها العسكريين وعلمائها وأمنها القومي وكرامتها، إلى الحد الذي اضطر معه وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى توسيط دولة ثالثة للحصول على موافقة إسرائيل على إقلاع طائرته من طهران متوجهة إلى جنيف للقاء وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك لأن الفضاء الإيراني أصبح ملعبا حرا للطيران الإسرائيلي دون منافس ولا شريك , ورغم كل ما تلقته إيران من خراب ودمار فقد أثبت النظام الإيراني أنه يمتلك قدرات عسكرية هجومية هائلة وفاعلة أدمت إسرائيل، وجعلتها تذوق لأول مرة طعم الكؤوس التي أشربتها لفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وتركتها تبحث عمن يعينها على وقف إطلاق الصواريخ والمسيرات، ولكن ليس قبل إبطال معداتها النووية، بقنابل الرئيس الأميركي أو بمواهبه التجارية، لإرغام العدو على العودة إلى طاولة المفاوضات، تسليم سلاحه، دون قتال — إيران تريد ان تبني امبراطوريتها الفارسية وان تتحول الى دولة استعمارية في زمن انتهى فيه الاستعمار. تلك حقيقة ما انطوى عليه السلوك السياسي الإيراني المتغطرس والمتعالي وغير المنضبط. إذا كان البعض يصف الإيرانيين بالدهاء والمكر فإن ذلك ليس صحيحا ولا يمكن التسليم به في زماننا. لقد ضحت إيران بوكلائها وكانت تأمل أن الآخرين سيعفونها من المسؤولية، بل إن الولايات المتحدة ستكافئها باتفاق نووي مريح جديد. غير أن إسرائيل وقد جُنّ جنونها في غزة لم تكن على استعداد للانتظار أكثر, قادة ايران .. ان يتركو منطق الثورة ، ويعودوا لمنطق الدولة ، والافادة من نتائج هذه الحرب التي أرهقتهم كثيراً ، وهم يواجهون العدوان الاسرائيليالأمريكي ، عدوان أتقن فن الخداع ، وسقوط الأخلاق ، وان يكفوا عن سياسة الهيمنة و النفوذ ، وضرورة التصالح مع المحيط العربي والإقليمي بشكل يحفظ امن ومصالح الدول العربية و الاسلامية ,, العراق نجا مرتين من الأنزلاق بحروب عبثية ، مرة لم يتدخل في سوريا ولبنان ، ولم ينخرط في حرب إسرائيل على ايران — وهو ما تطابق مع وجهة نظر الرئيس الأميركي التي عبر عنها في رسالته إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي. لذلك يمكن القول بناء على المعطيات السابقة إن هذه الحرب ليست تأديبية وهي لن تنتهي إلا إذا حققت هدفها الرئيس وهو إعادة إيران إلى داخلها دولة تفكر في أمنها بمعزل عن أوهام السلاح النووي. ولا معنى لمهلة الأسبوعين التي منحها ترامب لإيران بعد أن وجهت الولايات المتحدة ضرباتها الصاروخية إلى ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية. وبعكس ما كانت تأمل إيران فإن الجبهة المعادية لها قد اتسعت ولم يعد قبولها بالعودة إلى المفاوضات كفيلا بدفع الخطر عنها ,, زعماء إيران، الذين يشعرون بالإهانة ويزداد انشغالهم بالبقاء في السلطة، لا يمكنهم تحمّل الظهور بمظهر الضعفاء بالرضوخ للضغط العسكري الإسرائيلي , إسرائيل قضت على القيادة النووية والعسكرية الإيرانية بضربة واحدة، ما ترك طهران أمام خيارات قليلة للرد بما في ذلك دخول حرب شاملة ليست مستعدة لها ومن غير المرجح أن تنتصر فيها. وجاء رد إيران غير مؤثر رغم إطلاق عشرات الصواريخ لأن نفوذها في المنطقة تدهور بشدة على يد إسرائيل منذ هجمات حماس التي أشعلت فتيل حرب غزةوبشكل عام، يمكن القول إن إسرائيل تسعى دائما إلى تعزيز أمنها ومكانتها في المنطقة، والهجمات على إيران، وإن كان لها أهداف مباشرة تتعلق ببرنامج طهران النووي أو قدراتها العسكرية، إلا أنها تندرج ضمن رؤية إسرائيلية أوسع لتشكيل 'شرق أوسط جديد' أو على الأقل التأثير بشكل كبير على دينامياته ,حيث تعتبر إسرائيل إيران أكبر تهديد لأمنها، سواء بسبب برنامجها النووي، أو دعمها لوكلاء إقليميين مثل حزب الله وحماس والفصائل العراقية واليمنية، أو سعيها لمد نفوذها في المنطقة. والهجمات المباغتة والمستمرة تهدف بشكل مباشر إلى تقويض هذه القدرات والنفوذ , كما تسعى إسرائيل إلى إضعاف 'محور المقاومة' الذي تقوده إيران والذي يهدد مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة وقد اختبرت قبل الهجمات الأخيرة على إيران قدرة وكلائهاخاصة حزب الله ونجحت في تحجيم دوره ونفوذه وقامت أيضا باختبار قدرات طهران حين هاجمت في خضم الحرب على الجماعة الشيعية اللبنانية قدرة الجمهورية الإسلامية على الرد نعم لقد أدمت إيران تل أبيب وحيفا، وهدمت معسكرات ومطارات وعمارات، وحتى مستشفيات،وأنزلت ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأجبرت الآلاف منهم على ركوب البحر هربا من صواريخ لم تكن في الحسبان. ولكن ماذا بعد أن حرثت قنابل ترامب ونتنياهو إيران من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، واستنزفت صواريخها ومسيراتها وأموالها وموانئها ومطاراتها، وحرمتها من أية قدرة على الصمود وعلى التحدي والعناد؟ أشك في ذلكنقولها بصراحة // لتشتعل طهران.. ولتحترق تل أبيب ليس منّا من يرى الاحتلال الإسرائيلي يحترق الا ويقول: 'اللهم زد وبارك'.. وليس مِنّا من يرى إيران تحترق ولا يشعر بالسعادة.. فحين تُحرق طهران، نرى في الدخان وجه بغداد ولبنان ودمشق وصنعاء وهي تنتقم.. وحين تشتعل تل أبيب، نسمع في ألسنة اللهب صراخ غزة وكل فلسطين وهي تثأر.. فلتضرب إيران إسرائيل، ولتضرب إسرائيل إيران.. لتشتعل طهران ولتحترق تل أبيب.. فكلاهما وجهان لخرابٍ واحد. نحن لا نشمت في الخراب، لكننا نبتسم حين يصيب من خرّبوا أوطاننا.. لا نضحك على النكبات، لكننا نسعد حين تدور الدائرة على من زرعوها في بلادنا.. وكلما سقطت صواريخهم فوق رؤوس بعضهم، سمعنا في صدورنا أول نبضة حياة.. نريد لهذه الحرب ألا تنتهي سريعًا، نريدها نارًا تأكل بعضهم بعضًا، نريدها طويلة، عادلة، مُنهِكة ومدمّرة للطرفين، لطهران وتل أبيب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store