
دراسة تكتشف السبب الحقيقي للسرطان
في كثير من الأحيان نشعر أن السرطان مرض عشوائي مخيف يضربنا دون سابق إنذار. يتساءل العديد من الأشخاص عما إذا كان هناك أي شيء يمكنهم فعله لوقف ذلك.
تقربنا دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة ييل خطوة أخرى من الإجابة على هذا السؤال من خلال البحث بعمق في أسباب الإصابة بالسرطان، وخاصة التغيرات في الحمض النووي لدينا والتي تؤدي إلى ظهور الأورام.
حمضنا النووي أشبه بمجموعة من التعليمات التي تُرشد خلايانا إلى كيفية عملها. مع مرور الوقت ، قد تُسبب بعض العوامل تغيرات طفيفة - تُسمى طفرات - في حمضنا النووي. بعض هذه التغيرات قد يُؤدي إلى نمو الخلايا بشكل خارج عن السيطرة، وهو ما نُسميه السرطان.
درس فريق جامعة ييل 24 نوعًا مختلفًا من السرطان، ودققوا في الطفرات المرتبطة بكل منها. أرادوا معرفة ما إذا كانت هذه الطفرات ناجمة عن عوامل يمكن التحكم بها - مثل التدخين أو التعرض المفرط لأشعة الشمس - أو عوامل خارجة عن إرادتنا، مثل الشيخوخة أو الأخطاء العشوائية التي تحدث بشكل طبيعي في الجسم.
هذا السؤال مهم لأن بعض أنواع السرطان ترتبط ارتباطًا واضحًا بالسلوك. على سبيل المثال، المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، ومن يقضون وقتًا طويلًا تحت أشعة الشمس دون حماية هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد. في هذه الحالات، يمكن الوقاية من السبب في الغالب. أما بالنسبة لأنواع أخرى من السرطان، فالأسباب أقل وضوحًا.
وجد باحثو جامعة ييل أن بعض أنواع السرطان قابلة للوقاية إلى حد كبير. على سبيل المثال، اكتشفوا أن نسبة كبيرة من سرطانات المثانة والجلد يمكن ربطها بخيارات نمط الحياة والتعرض لمواد ضارة. هذه أنواع سرطان يمكن للكثيرين تجنبها بإجراء تغييرات في سلوكهم أو بيئتهم.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أيضًا أن أنواعًا أخرى من السرطان - مثل سرطان البروستاتا والأورام الدبقية، وهو نوع من سرطان الدماغ - غالبًا ما تكون ناجمة عن عوامل خارجة عن السيطرة. ومن المرجح أن ترتبط هذه الأنواع من السرطان بالشيخوخة أو الطفرات العشوائية التي تحدث أثناء انقسام الخلايا الطبيعي. بمعنى آخر، حتى الأشخاص الأصحاء الذين يتجنبون جميع المخاطر المعروفة قد يُصابون بها.
من أهم جوانب هذه الدراسة قدرتها على دعم جهود الصحة العامة. ففي الأماكن أو المهن التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالسرطان بشكل خاص، فإن معرفة أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها يمكن أن تساعد القادة على اتخاذ الإجراءات اللازمة.
إذا كانت معدلات الإصابة بسرطان قابل للوقاية مرتفعة في مجتمع معين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تعرضهم لمواد كيميائية ضارة أو عملهم في ظروف غير آمنة. إن تحديد هذه المخاطر وإزالتها قد ينقذ الأرواح.
مع ذلك، لا تُمثّل هذه الدراسة سوى جزء من الصورة. ركّز الباحثون بشكل رئيسي على نوع واحد من الطفرات. هناك تغيرات أخرى أكثر تعقيدًا في الحمض النووي - مثل تكرار أو نقل أجزاء كبيرة من الكروموسوم - تلعب دورًا أيضًا في السرطان. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه التغيرات بشكل أفضل.
حتى مع محدوديتها، تُمثل هذه الدراسة تقدمًا حقيقيًا. فهي تساعدنا على فهم أنواع السرطان التي يُمكن الوقاية منها، وتلك التي يُحتمل أن تكون ناجمة عن أسباب طبيعية. وهذا يُتيح للأفراد ومسؤولي الصحة أدوات فعّالة. إذا عرفنا السلوكيات المرتبطة بالسرطان، يُمكننا اتخاذ خيارات أفضل. وإذا عرفنا أماكن وجود المخاطر البيئية، يُمكننا النضال لإزالتها.
في عالمٍ لا يزال فيه السرطان أحد أهم أسباب الوفاة، فإن كل فهمٍ له أهميته. كلما تمكّنا من تحديد مسببات السرطان بشكل أفضل، زادت قدرتنا على حماية أنفسنا ومن نهتم لأمرهم. هذا البحث يبعث الأمل، ليس فقط في تحسين العلاج، بل في تحسين الوقاية أيضًا. وهذا قد يُحدث فرقًا يُنقذ حياةً. (knowridge)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 12 ساعات
- LBCI
صلة بين تناول الأدوية المحسّنة للمزاج ومكافحة السرطان... دراسة جديدة وهذه تفاصيلها!
وجدت دراسة جديدة أن بعض الأدوية الشائعة المستخدمة لتحسين الحالة المزاجية قد تكون فعالة أيضًا في مكافحة السرطان. وصرّحت الدكتورة ليلي يانغ، عضو مركز إيلي وإيديث برود للطب التجديدي وأبحاث الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، في بيان صحفي: "تُستخدم هذه الأدوية على نطاق واسع وآمن لعلاج الاكتئاب منذ عقود، لذا فإن إعادة استخدامها لعلاج السرطان أسهل بكثير من تطوير علاج جديد كليًا". ووجدت يانغ وفريقها أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهي أدوية مثل بروزاك وسيليكسا يمكن أن تساعد الخلايا التائية على مكافحة الأورام بكفاءة أكبر. وفي الاختبارات المعملية التي أجريت على نماذج أورام الفئران والبشر والتي شملت سرطان الجلد، وسرطان الثدي، والبروستات، والقولون، والمثانة، قلّصت مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية الأورام بنسبة تزيد عن 50 في المئة. وقالت يانغ: "جعلت مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية الخلايا التائية القاتلة أكثر نشاطًا في بيئة الورم القمعية من خلال زيادة وصولها إلى إشارات السيروتونين، مما أعاد تنشيطها لمحاربة الخلايا السرطانية والقضاء عليها". المصدر


ليبانون 24
منذ 13 ساعات
- ليبانون 24
دراسة تكتشف السبب الحقيقي للسرطان
في كثير من الأحيان نشعر أن السرطان مرض عشوائي مخيف يضربنا دون سابق إنذار. يتساءل العديد من الأشخاص عما إذا كان هناك أي شيء يمكنهم فعله لوقف ذلك. تقربنا دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة ييل خطوة أخرى من الإجابة على هذا السؤال من خلال البحث بعمق في أسباب الإصابة بالسرطان، وخاصة التغيرات في الحمض النووي لدينا والتي تؤدي إلى ظهور الأورام. حمضنا النووي أشبه بمجموعة من التعليمات التي تُرشد خلايانا إلى كيفية عملها. مع مرور الوقت ، قد تُسبب بعض العوامل تغيرات طفيفة - تُسمى طفرات - في حمضنا النووي. بعض هذه التغيرات قد يُؤدي إلى نمو الخلايا بشكل خارج عن السيطرة، وهو ما نُسميه السرطان. درس فريق جامعة ييل 24 نوعًا مختلفًا من السرطان، ودققوا في الطفرات المرتبطة بكل منها. أرادوا معرفة ما إذا كانت هذه الطفرات ناجمة عن عوامل يمكن التحكم بها - مثل التدخين أو التعرض المفرط لأشعة الشمس - أو عوامل خارجة عن إرادتنا، مثل الشيخوخة أو الأخطاء العشوائية التي تحدث بشكل طبيعي في الجسم. هذا السؤال مهم لأن بعض أنواع السرطان ترتبط ارتباطًا واضحًا بالسلوك. على سبيل المثال، المدخنون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، ومن يقضون وقتًا طويلًا تحت أشعة الشمس دون حماية هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد. في هذه الحالات، يمكن الوقاية من السبب في الغالب. أما بالنسبة لأنواع أخرى من السرطان، فالأسباب أقل وضوحًا. وجد باحثو جامعة ييل أن بعض أنواع السرطان قابلة للوقاية إلى حد كبير. على سبيل المثال، اكتشفوا أن نسبة كبيرة من سرطانات المثانة والجلد يمكن ربطها بخيارات نمط الحياة والتعرض لمواد ضارة. هذه أنواع سرطان يمكن للكثيرين تجنبها بإجراء تغييرات في سلوكهم أو بيئتهم. ومع ذلك، أظهرت الدراسة أيضًا أن أنواعًا أخرى من السرطان - مثل سرطان البروستاتا والأورام الدبقية، وهو نوع من سرطان الدماغ - غالبًا ما تكون ناجمة عن عوامل خارجة عن السيطرة. ومن المرجح أن ترتبط هذه الأنواع من السرطان بالشيخوخة أو الطفرات العشوائية التي تحدث أثناء انقسام الخلايا الطبيعي. بمعنى آخر، حتى الأشخاص الأصحاء الذين يتجنبون جميع المخاطر المعروفة قد يُصابون بها. من أهم جوانب هذه الدراسة قدرتها على دعم جهود الصحة العامة. ففي الأماكن أو المهن التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالسرطان بشكل خاص، فإن معرفة أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها يمكن أن تساعد القادة على اتخاذ الإجراءات اللازمة. إذا كانت معدلات الإصابة بسرطان قابل للوقاية مرتفعة في مجتمع معين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تعرضهم لمواد كيميائية ضارة أو عملهم في ظروف غير آمنة. إن تحديد هذه المخاطر وإزالتها قد ينقذ الأرواح. مع ذلك، لا تُمثّل هذه الدراسة سوى جزء من الصورة. ركّز الباحثون بشكل رئيسي على نوع واحد من الطفرات. هناك تغيرات أخرى أكثر تعقيدًا في الحمض النووي - مثل تكرار أو نقل أجزاء كبيرة من الكروموسوم - تلعب دورًا أيضًا في السرطان. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه التغيرات بشكل أفضل. حتى مع محدوديتها، تُمثل هذه الدراسة تقدمًا حقيقيًا. فهي تساعدنا على فهم أنواع السرطان التي يُمكن الوقاية منها، وتلك التي يُحتمل أن تكون ناجمة عن أسباب طبيعية. وهذا يُتيح للأفراد ومسؤولي الصحة أدوات فعّالة. إذا عرفنا السلوكيات المرتبطة بالسرطان، يُمكننا اتخاذ خيارات أفضل. وإذا عرفنا أماكن وجود المخاطر البيئية، يُمكننا النضال لإزالتها. في عالمٍ لا يزال فيه السرطان أحد أهم أسباب الوفاة، فإن كل فهمٍ له أهميته. كلما تمكّنا من تحديد مسببات السرطان بشكل أفضل، زادت قدرتنا على حماية أنفسنا ومن نهتم لأمرهم. هذا البحث يبعث الأمل، ليس فقط في تحسين العلاج، بل في تحسين الوقاية أيضًا. وهذا قد يُحدث فرقًا يُنقذ حياةً. (knowridge)


صدى البلد
منذ يوم واحد
- صدى البلد
عادات يومية غير متوقعة قد تقودك للإصابة بالسرطان .. احذرها
حذر طبيب أمريكي من أن بعض العادات اليومية التي تبدو عادية، مثل تناول الطعام السريع، أو الرغبة المتكررة في الأكل وحتى التعرض المستمر للتوتر، قد تمهد الطريق للإصابة بالسرطان لاحقًا في الحياة. عادات يومية تقودك للإصابة بالسرطان وأكد الدكتور رافاييل كوامو، أستاذ الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أن هذه السلوكيات ليست مجرد اختيارات يومية، بل هي عوامل قوية تُضعف قدرة الجسم على إصلاح نفسه، مما يزيد خطر تحوله إلى بيئة خصبة لنمو الخلايا السرطانية. وقال كوامو، في كتابه الجديد بعنوان "Crave: The Hidden Biology of Addiction and Cancer"، ان الرغبة هي ما يُضعف الجسم، ويقوده ببطء نحو السرطان. ليس الأمر متعلقًا بالوراثة أو سوء الحظ، بل بالقرارات التي نتخذها كل يوم، وفقا لما صرح به لصحيفة 'ديلي ميل' البريطانية. وأضاف كوامو، إلى أن تدخين السجائر، وانا لو الوجبات السريعة، الإدمان الإلكتروني، النوم القليل، وحتى جدولك المزدحم. كلها عوامل تُنهك الجسم على المدى الطويل."، وهو ما وضحه في السطور التالية: الوجبات السريعة ـ الوجبات السريعة سم بطيء: ووصف كوامو، تناول الوجبات السريعة بأنه "سم بطيء"، وقال إنها قد لا تُظهر آثارها فورًا، لكنها تُحدث ضررًا تراكميًا في الجسم. وأوضح كوامو، أن بعض المطاعم الشهيرة سجلت نسبًا عالية من الفثالات، وهي مواد كيميائية مرتبطة بالإصابة بالسرطان والعقم واضطرابات الهرمونات. وأشار كوامو، إلى أن تناول الألياف يلعب دورًا مهمًا في عكس هذه الأضرار، من خلال تحسين البكتيريا النافعة في الأمعاء وتقليل الالتهاب. التدخين ـ التدخين وشرب الكحول طريق مختصر للموت: وأوضح كوامو، أن التدخين مسؤول عن حوالي 30% من وفيات السرطان في أمريكا، خاصة سرطان الرئة، والمخ، والرقبة، والمثانة. أما شرب الكحول، فقد ثبت علميًا أنه يرفع خطر الإصابة بسرطانات الثدي، والكبد، والقولون، والمريء. فقط 100 سيجارة في حياة الشخص ترفع خطر سرطان القولون بنسبة 59%، أما شرب الكحول يوميًا حتى وإن كان بمقدار كأس واحد فقد يزيد الخطر بنسبة 39%، بحسب دراسة ألمانية. التوتر المستمر ـ التوتر المستمر يقتل المناعة ويسرّع نمو الأورام: أظهرت دراسة حديثة من الصين أن القلق المزمن والتوتر المستمر يؤديان إلى تدهور البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يسمح للخلايا السرطانية بالنمو بشكل أسرع وأكثر شراسة، خاصة في القولون. كما أشار باحثون من كلية ترينتي في أيرلندا إلى أن هذه البكتيريا تحمي الجسم من الفيروسات وتُقوي المناعة. ومع ذلك، فإن الهرمونات الناتجة عن التوتر مثل الكورتيزول تُحفز انتشار الخلايا السرطانية وتُضعف الجهاز المناعي. كيف تقي نفسك من السرطان؟ كيف تتغلب على ادمان هذه العادات وتقي نفسك من السرطان؟ بحسب الدكتور كوامو، الحل يكمن في "كسر دائرة الرغبة"، وقال: "ليست المشكلة التخلي عن التدخين أو التوقف عن تناول قطعة حلوى، بل في الشهوة التي تُعيدك لها كل مرة. ابدأ بتحدي بسيط: أسبوع بدون سلوكك الإدماني. فقط 7 أيام. ستُفاجأ بما ستكتشفه عن جسدك." ونصح كوامو، خلال هذا الأسبوع بـ: ـ النوم العميق المنتظم. ـ الحركة اليومية (مثل المشي). ـ تناول الطعام الحقيقي غير المصنع. ـ قضاء الوقت مع أشخاص موثوقين.