
مصادر دبلوماسية إيرانية تكشف بعض خفايا المواجهة: الضربة لم تكن مفاجئة
اليوم، رواية طهران الرسمية لا تزال تُبقي الكثير من أوراقها طيّ الكتمان، لكن مصادر دبلوماسية إيرانيّة رفيعة تضع بعض النقاط فوق الحروف، كاشفة عن العمق الحقيقي للمواجهة التي خاضتها إيران، وما تحمله الأيام المقبلة من سيناريوهات.
اللحظة الأولى
من أكثر محطات الحرب دلالة، كانت لحظة انتظار إيران قبل الردّ على الاعتداء الإسرائيلي، رغم قدرتها على إطلاق الصواريخ خلال الدقائق التي تلت بدء العدوان، تؤكد المصادر، مشيرة إلى أن "الانتظار لم يكن ضعفاً، بل رسالة مدروسة رغم الضرر الذي تعرضت له الهيكلية العسكرية، فالقيادة أرادت أن تُظهر للعالم، لشعبها، وللشعوب العربية، كيف تتصرّف إسرائيل، وكيف تُمارس الاعتداءات بلا حسيب ولا رقيب، وتمسكت بحق تثبيت حقها القانوني بالرد في الأمم المتحدة، وعملاً بالقوانين، ورغم ذلك كانت الإدانات شبه محدودة للعدوان، في حين أن أول صاروخ إيراني أطلق على إسرائيل فتح أبواب الإدانات الدولية.
من النقاط التي كانت مثيرة للجدل في هذه الحرب هو تواجد العملاء لإسرائيل بكثافة داخل إيران، وإنشاء مصانع مسيّرات، وتنفيذ عمليّات من الداخل بالتزامن مع الاستهداف الصاروخي الإسرائيلي، وهنا ترى المصادر أن "إيران ليست دولة صغيرة بل مساحة مترامية، مع حدود طويلة ومعقّدة مع 7 دول، وتنوع قومي وعرقي وديني يجعل البيئة الداخلية نفسها عرضة للاختراقات"، مضيفة أننا "مخروقون نعم، بحكم الجغرافيا وتعدد البيئات، لكن ذلك لم يُترجم خلال الحرب إلى تهديد جدي لكيان الدولة أو إسقاط النظام"، مشيرة إلى أن محاولات الانقلاب السياسي و الأمن ي التي راهن عليها الأميركيون والإسرائيليون فشلت مراراً، والسبب ببساطة "أن النسيج الإيراني رغم تنوعه يحمل مناعة عميقة، وتجربة متراكمة في إدارة الأزمات".
حرب متوقعة بتقنيات غير متوقعة
ترى المصادر أن الخرق التكنولوجي الذي تعرضت له طهران لا يمكن وضعه بالكامل في إطار "ذلك الناتج عن تقصير أو تراخٍ، بل بإطار التفوق التكنولوجي الذي يتمتع به الكيان الإسرائيلي على إيران وكل دول العالم"، مشيرة إلى أن إيران لم تُفاجأ باندلاع المواجهة مع إسرائيل، بل كانت تتحسّب منذ ما قبل عملية "طوفان الأقصى" لإمكانية توسّع الصراع، وتعمل على تطوير تقنياتها العسكرية بوتيرة متسارعة، "لكن حجم الهجمات العسكرية، سواء من الداخل أو الخارج، كان أعلى من التوقع، رغم أنه ليس خارج الحسابات".
رغم ذلك تمكنت إيران من الصمود وتوجيه ضربات قاسية جداً للكيان جعلته يطلب وقف إطلاق النار، ولكن في سياق الحرب دارت تساؤلات كثيرة حول إسقاط إيران لطائرة، او أكثر، من طائرات إف-35 الإسرائيلية، وهو ما لا تؤكده المصادر الدبلوماسية ولا تنفيه، وتقول: "عدم التأكيد أو النفي هو قرار محسوب، فإذا سقطت الطائرة فعلاً، لن نُعلن ذلك الآن، لأن هذه المسألة ستكون بمثابة ورقة تفاوض كبرى تُستخدم في الوقت المناسب.
إذا، يبدو أن إيران تقيس حساباتها في توقيت كشف الإنجازات أو حتى الاعتراف بالخسائر، وهو ما ينسحب أيضاً على حجم الضربات التقنية التي تلقتها خلال الحرب، والتي ستدخل حكماً في معادلات التفاوض لاحقاً.
ذاكرة... وتراكم النفوذ
المقاربة الإيرانية للحرب ليست آنية، فهم يعتبرون أن حرب العراق وتضحياتها أسست لوصول الجمهورية الإسلامية إلى حيث هي اليوم، والضربة الإسرائيلية الأخيرة، رغم الألم والخسائر، ستؤسس بعد سنوات لمرحلة جديدة في إيران، على مستوى تطوير القدرات الدفاع ية، تحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار العربي، وهو ما تؤكد المصادر أنه سيكون على رأس جدول أعمال القيادة الإيرانية، ومن أبرز مهامها المستقبلية.
برؤية طهران، الصراع مع إسرائيل دخل طوراً جديداً من المواجهة المباشرة، وهي لا تُنكر الثغرات، ولا الخسائر التي طالت في بعض الأحيان قيادات من المؤسسين والمعاصرين لمرحلة انتصار الثورة الإسلامية، لكنها في المقابل، لا تعترف بالانكسار وتدير معركتها بإيقاع طويل النفس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المركزية
منذ 42 دقائق
- المركزية
سلام يلتقي قائد اليونيفيل ويوجّه رسالة إلى الأمم المتحدة يطلب فيها تمديد تفويض قواتها حتى آب 2026
استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفداً من قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) برئاسة قائد القوّة الجنرال ديوداتو أباغنارا. وجرى خلال اللقاء عرض للوضع الميداني في الجنوب، ومسار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والتعاون القائم بين اليونيفيل والجيش اللبناني، ولا سيما في ما يتعلق بتكثيف التنسيق والعمليات المشتركة. كما تم التطرق إلى التحديات المستجدة التي تواجه مهام القوات الدولية. وأكد سلام التزام الحكومة اللبنانية التام بالقرار 1701، وحرصها على توفير البيئة المناسبة التي تتيح لليونيفيل تنفيذ ولايتها كاملة، مشدّداً على أهمية الحفاظ على سلامة عناصرها. وفي هذا السياق، أشار سلام إلى أنّ لبنان كان قد وجّه رسميًا إلى الأمم المتحدة رسالة يطلب فيها تمديد تفويض "اليونيفيل" لعام إضافي ينتهي في 31 آب 2026، انسجاماً مع قرار الحكومة اللبنانية الصادر بتاريخ 14 أيار 2025. كما شدّد سلام على أنّ تحقيق الاستقرار الكامل في الجنوب لا يمكن أن يتمّ دون انسحاب إسرائيل الكامل من الاراضي اللبانيية ووقفها لاعتداءاتها. واستقبل سلام بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، وفدا من مجلس بلدية بيروت برئاسة رئيسه إبراهيم زيدان. وتناول اللقاء أبرز التحديات التي تواجه العاصمة بيروت على الصعيدين الإنمائي والخدماتي، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. كما جرى عرض عدد من المقترحات والمطالب المرتبطة بتحسين أداء المرافق العامة عموما وتعزيز العمل البلدي. وأكد الرئيس سلام خلال الاجتماع، على "ضرورة دعم السلطات المحلية لتمكينها من تأدية مهامها على النحو المطلوب". بعد اللقاء، قال زيدان: "زرنا دولة الرئيس كمجلس بلدي لمدينة بيروت وبحثنا معه المواضيع والخدمات المطلوبة لبيروت. ووضعنا دولة الرئيس سلام في ما يقوم به مجلس الوزراء من تعيينات، واجراءات لتأمين الشفافية. ولمسنا خلال الاجتماع ان دولته يتابع بالتفاصيل كل ما يخص شؤون العاصمة، ونحن بدورنا كمجلس بلدي وضعناه في اجواء برنامجنا للمشاريع السريعة والمستعجلة ومشاريعنا التي تتطلب وقتا. وكان دولته متجاوبا معنا ومساندا لنا، وقدم لنا كل الدعم وسيطلب من الوزراء دعمنا كل باختصاصه، لانجاح مشاريع الحوكمة والرقمنة والسير وكل ما يتعلق بمواضيع الكهرباء والمياه والخدمات المطلوبة لأهلنا في بيروت. ولقد شكرناه على استضافتنا ونأمل إكمال التواصل معه". وعن أولوية مشاريع المجلس البلدي، قال: "اي مشروع نقوم به في بيروت هو أولوية بالنسبة الينا، هناك أمور مستعجلة انجازها يأخذ وقتا قليلا وأمورها الفنية أسهل وميزانيتها أقل، وهي تتعلق بالسير والوسطيات والاشارات والحدائق، والشواطىء البحرية والنظافة. ونظرتنا الى بيروت هي كاملة متكاملة وسنستمر بالأعمال التي كنا ملتزمين بها مع الهيئات والشركات التي تنجز الأعمال. كذلك هناك المشاريع الأخرى التي تستغرق وقتا أكبر، كالمياه والكهرباء التي يمكن أن نتعاون فيها مع الوزارات المعنية" .


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
سلام استقبل مجلس بلدية بيروت ووفدًا من قيادة اليونيفيل
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي وفدًا من مجلس بلدية بيروت، برئاسة الرئيس إبراهيم زيدان. وتناول اللقاء أبرز التحديات التي تواجه العاصمة بيروت على الصعيدين الإنمائي والخدماتي، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، كما جرى عرض عدد من المقترحات والمطالب المرتبطة بتحسين أداء المرافق العامة عموماً وتعزيز العمل البلدي. وأكد الرئيس سلام خلال الاجتماع على ضرورة دعم السلطات المحلية لتمكينها من تأدية مهامها على النحو المطلوب. بعد اللقاء قال زيدان: زرنا دولة الرئيس كمجلس بلدي لمدينة بيروت وبحثنا معه المواضيع والخدمات المطلوبة لبيروت. ووضعنا دولة الرئيس سلام في ما يقوم به مجلس الوزراء من تعيينات، واجراءات لتأمين الشفافية. ولمسنا خلال الاجتماع ان دولته يتابع بالتفاصيل كل ما يخص شؤون العاصمة، ونحن بدورنا كمجلس بلدي وضعناه في اجواء برنامجنا للمشاريع السريعة والمستعجلة ومشاريعنا التي تتطلب وقتا. وكان دولته متجاوبا معنا ومساندا لنا، وقدم لنا كل الدعم وسيطلب من الوزراء دعمنا كل باختصاصه لانجاح مشاريع الحوكمة والرقمنة والسير وكل ما يتعلق بمواضيع الكهرباء والمياه والخدمات المطلوبة لأهلنا في بيروت. ولقد شكرناه على استضافتنا ونأمل بإكمال التواصل معه. وعن أولوية مشاريع المجلس البلدي قال:' اي مشروع نقوم به في بيروت هو أولوية بالنسبة الينا، هناك أمور مستعجلة انجازها يأخذ وقتا قليلا وأمورها الفنية أسهل وميزانيتها أقل، وهي تتعلق بالسير وبالوسطيات والاشارات والحدائق، والشواطىء البحرية والنظافة. ونظرتنا الى بيروت هي كاملة متكاملة وسنستمر بالأعمال التي كنا ملتزمين بها مع الهيئات والشركات التي تنجز الأعمال. كذلك هناك المشاريع الأخرى التي تستغرق وقتا أكثر كالمياه والكهرباء التي يمكن أن نتعاون فيها مع الوزارات المعنية . وفد اليونيفيل واستقبل الرئيس سلام وفدًا من قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) برئاسة قائد القوة الجنرال ديوداتو أباغنارا. وجرى خلال اللقاء عرض للوضع الميداني في الجنوب، ومسار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والتعاون القائم بين اليونيفيل والجيش اللبناني، ولا سيما في ما يتعلق بتكثيف التنسيق والعمليات المشتركة. كما تم التطرق إلى التحديات المستجدة التي تواجه مهام القوات الدولية. وأكد الرئيس سلام التزام الحكومة اللبنانية التام بالقرار 1701، وحرصها على توفير البيئة المناسبة التي تتيح لليونيفيل تنفيذ ولايتها كاملة، مشددًا على أهمية الحفاظ على سلامة عناصرها. وفي هذا السياق، أشار الرئيس سلام إلى أن لبنان كان قد وجّه رسميًا إلى الأمم المتحدة رسالة يطلب فيها تمديد تفويض اليونيفيل لعام إضافي ينتهي في 31 آب 2026، انسجامًا مع قرار الحكومة اللبنانية الصادر بتاريخ 14 أيار 2025. كما شدّد الرئيس سلام على أن تحقيق الاستقرار الكامل في الجنوب لا يمكن أن يتمّ دون انسحاب إسرائيل الكامل من الاراضي اللبانيية ووقفها لاعتداءاتها. القائم بأعمال العراق والتقى رئيس الحكومة القائم بأعمال جمهورية العراق في لبنان، السيد محمد رضا الحسيني، وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. سفير بنغلادش كما استقبل سفير جمهورية بنغلادش الشعبية في لبنان، اللواء محمد جُبيير صالِحين. وجرى خلال اللقاء التباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
منسي يستقبل القائد الجديد لـ'اليونيفيل': التمديد دون تعديل في المهام أولوية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى في مكتبه في اليرزة القائد الجديد لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء الإيطالي ديوداتو أبانيارا، في زيارة تعارف، بعد تسلّمه مهامه خلفا للجنرال الإسباني أرولدو لاثارو. وقد شدّد أبانيارا على التزام اليونيفيل بمواصلة تنفيذ مهامها في جنوب لبنان، بالتنسيق مع الجيش اللبناني. من جهته، أكد منسى التزام لبنان الكامل بالقرار 1701، مشددا على ضرورة تكثيف الضغوط الدولية على العدو الإسرائيلي للإنسحاب الكامل من جنوب لبنان، لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره على كل الأراضي اللبنانية في الجنوب. وأكد كل من اللواء منسى واللواء أبانيارا 'ضرورة التمديد لولاية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان في آب المقبل من دون أي تعديل في مهامها'. كما التقى وزير الدفاع مدير دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية روماريك رونيان، والسفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو. وتم خلال اللقاء البحث في المستجدات الإقليمية والدولية، إضافة إلى مناقشة أطر التعاون القائم بين لبنان وفرنسا ولا سيما في ما يتعلق بدعم مهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. وقد أكّد رونيان 'استمرار بلاده في القيام بالجهود اللازمة مع المجتمع الدولي من أجل التمديد لولاية اليونيفيل في آب المقبل من دون أي تعديل في مهامها، لما لذلك من أهمية في مساندة الجيش اللبناني على ضمان الأمن والاستقرار في جنوب لبنان'. واستقبل اللواء منسى أيضًا النائب فادي كرم، وجرى خلال اللقاء التطرق إلى أوضاع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها، مع التشديد على أهمية دعم الجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة. كما استقبل وزير الدفاع الوطني رئيس جامعة البلمند البروفيسور إلياس ورّاق والدكتور فادي قمير، وتم خلال اللقاء البحث في قضايا أكاديمية وإنمائية تتقاطع مع دور المؤسسة العسكرية.