logo
​​​​​​​"ليسوا أرقامًا".. "ضحى" "عادت للحياة" لتروي حكاية أطفالها الشهداء

​​​​​​​"ليسوا أرقامًا".. "ضحى" "عادت للحياة" لتروي حكاية أطفالها الشهداء

فلسطين أون لاينمنذ يوم واحد

غزة/ نبيل سنونو
كان اليأس من بقائها حية سيد الموقف، لكنها استيقظت من غيبوبة كادت أن تأخذها إلى الأبد. شعرت ضحى الصيفي، الأم لأربعة أطفال، بجسدها المثقل، وفكها الذي لا يتحرك، وصوتها الغائب. لا تعرف ماذا حدث، ولا لماذا يهمس من حولها بشفاههم: "اتشاهدي يا ضحى... سامحينا".
حاولت أن تسأل عن أولادها، لكن صوتها كان غائبا. بالكاد حركت يدها، وكتبت على لوح صغير: "أولادي بخير؟". جاءها الرد مبللا بالدموع: "عصافير بالجنة".
تحاملت ضحى (32 عاما)، على نفسها، وكتبت: "الحمد لله... راضية"، وبعد شهر من مجزرة غيرت مسار حياتها، ترفع الأم المكلومة راية الحقيقة: أطفالي، ليسوا أرقاما".
7 أرواح بلحظة واحدة
كان عيد الفطر 2025 على عكس ما تتمناه ضحى. أرادت أن تفرح أولادها: "زينا زي أي حدا بالعيد، قررنا نروح زيارة لأختي النازحة بمدرسة دار الأرقم بغزة".
عندما اتصلت بأختها أخبرتها الأخيرة أن "الوضع صعب"، لكن ضحى أصرت، وأرادت أن ترى أختها وتسعد أولادها الذين كانوا متشوقين لخالتهم.
أعدت لهم سفرة عيد بسيطة، تقول لـ "فلسطين أون لاين": "بالعادة بحشي ساندويشات، لكن هالمرة قررت أعملهم سفرة... وما كنت أعرف إنها آخر سفرة بتجمعنا". أخذت معهم دراجة أسامة، طفلها الأصغر، ليلعب بها.
تضيف: "الطلعة كانت معترسة... كنت بدي ألغيها، بس ما رضيت أكسر فرحتهم".
وصلوا المدرسة، استقبلتهم أختها في "المنورة". نزلت، ضمتها، وسلمت على بناتها. قدمت لها عصير كركديه، واحتفلوا بالعيد. نزل الأطفال إلى الساحة، يركضون ويضحكون.
ابنها نور جاءها يقول إن طفلا كسر شباك السيارة. ضحكت، وطلبت من ريتال أن ترمي لها خمسة شواقل، أعطتها للطفل، وقالت له ممازحة: "شاطر، بس لا تلعب بالسيارة".
لحظات بعد ذلك، كان نور في طريقه ليشرب الماء بالصف. أسامة يلهو على دراجته في الممر. أما ضحى، فكانت جالسة مع أختها وبناتها الثلاث وابنتها ريتال وابنة حماها.
فجأة، لمع وميض، تلاه صوت قصف.
تقول: "أول إشي خطر ببالي أسامة، بدي أروحله، بس ما قدرت. رفعت إصبعي وتشاهدت: اللهم استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك".
استهدفت الغارة المدرسة مباشرة. طارت ضحى في الهواء. فقدت وعيها. لاحقا أخبروها أنهم وجدوها في ساحة المدرسة.
فقدت في الغارة: أطفالها ريتال (13 عاما)، ونور الحق (10 أعوام)، وأسامة (4 أعوام)، وشقيقتها وبناتها الثلاث.
تقول: "سبعة راحوا بلحظة... كنت معهم وما قدرت أحميهم".
ابنها سيف (12 عاما) نجا بأعجوبة. كان يلعب مع نور وابن خالته محمد. استشهد محمد، وأصيب رفيقهم الآخر بإصابات بالغة، لكن سيف خرج برضوض.
أما ضحى فنقلت وقتها إلى المستشفى المعمداني بغزة، ووضعت في البداية على قائمة الشهداء. كانت فاقدة للوعي، ووجهها مشوه بالكامل.
أصر زوجها وأهلها أن يحاول الأطباء إنقاذها. بعد العمليات، علمت أنها فقدت فكها السفلي، وأسنانها، وأُصيبت بيدها اليسرى إصابة بالغة، كما فقدت السمع بأذنها اليمنى وجزئيا باليسرى.
أُدخلت غرفة العمليات، وقيل لعائلتها إنها لن تصحو من البنج، وستفقد النطق لفترة طويلة. بقيت على الأجهزة ٢٠ يوما، لا تأكل ولا تشرب قبل أن ترفع عنها وتعود للحياة بـ"معجزة". وبعد ٢٥ يوما، استردت صوتها.
خضعت لعدة عمليات، منها: تركيب شريحة في الفك، وعمليتان في اليد، وزراعة رقعة من البطن استمرت ثلاثة أسابيع، وعلاج طبيعي مستمر للفك واليد، بينما ما زالت تعاني من كسور وعظام مفقودة في يدها.
رسائل أخيرة
لا تزال ضحى ترى أمام ناظريها ذكريات لا تنسى، تماما كأنها لا تزال تحتضن أطفالها الشهداء الثلاثة بين ذراعيها.
تقول: "اللي بعرفني بعرف إني كنت مكرسة حياتي إلهم. كنت الأم، والأخت، والصديقة، وكل إشي. وما حدا كان يصدق إني ممكن أستوعب استشهادهم، لكن هذا فضل من ربنا، مش شطارتي".
من الذكريات والرسائل الأخيرة، ما قالته ريتال، في أول يوم العيد، لصديقاتها: "العيد الجاي حيكون أحلى، أنا وأسامة بنكون بالجنة".
ورغم بشاعة حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنها نزوح عائلة ضحى قسرا ٢٠ مرة داخل مدينة غزة، كانت ريتال ترفض التهجير القسري وتقول لأمها: "أنا مش خاينة لوطني".
أما نور، فقال لصاحبه: "أنا حستشهد. وإذا اشتقتولي، قولوا لربنا يجيب ماما".
تقول ضحى: "كانوا يسألوا كتير عن الجنة آخر فترة. كانوا استثنائيين، ومتعلقين ببعض كتير. أنشطتهم وفعالياتهم كلها مع بعض".
بينما أسامة الذي ذهب أسبوعا واحدا فقط إلى الروضة، خلال وقف إطلاق النار بغزة، لم يتمكن من إكمال مسيرته في الحياة، أو التعليم.
"نجوت لأحكي حكايتهم"
دفن أسامة دون رأس بسبب فظاعة الغارة، بينما ريتال لم يعثر أهلها سوى على جزء من يدها اليمنى فقط، أما نور فكان جسده كاملا.
"أنا ما متت... بقيت لأوصل صوت أولادي. ليعرف العالم إن أطفال غزة مش أرقام. أطفالنا عندهم أحلام وطموحات، زي كل أطفال العالم، ويمكن أكتر. أطفالي كانوا حياة... وكانوا وطن"، تقول ضحى التي تمتهن الصحافة.
ثم بصوت خافت، لكنها متماسكة، تتمم: "أطفالي لساتهم أحياء... في قلبي، وفي كل حكاية بقولها عنهم".
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير من الصحافة إلى الشهادة.. مجزرة تمحو نور قنديل وزوجها وطفلتهما
تقرير من الصحافة إلى الشهادة.. مجزرة تمحو نور قنديل وزوجها وطفلتهما

فلسطين أون لاين

timeمنذ يوم واحد

  • فلسطين أون لاين

تقرير من الصحافة إلى الشهادة.. مجزرة تمحو نور قنديل وزوجها وطفلتهما

دير البلح/ فاطمة العويني: "لو استُشهدت أنا، مش مجرّد رقم، تمام؟ احكوا عني كثير، ووصلوا صوتي وطموحي وحلمي بعدي، وضلكم ادعولي"... هكذا كتبت الشهيدة الصحفية نور قنديل (27 عامًا) على صفحتها في موقع "فيسبوك"، حين أحاط بها الموت من كل جانب، وكأنها كانت تشعر بأنها ستلتحق قريبًا بركب الشهداء. لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يقتل نور وحدها، بل قتل أسرتها كاملة: زوجها الصحفي خالد أبو شنب (31 عامًا)، وابنتهما أيلول، التي لم تتم عامها الأول، وشطب العائلة كاملة من السجل المدني. "نور"، خريجة قسم الصحافة والإعلام في جامعة الأقصى عام 2020، تنقلت بالتدريب والعمل بين مؤسسات صحفية عدة، وعملت منسقة لفعاليات مقهى الإعلام الاجتماعي في مؤسسة الثريا للإعلام. كان طموحها كبيرًا في مجال الصحافة، وكانت تحلم بأن تصبح اسمًا لامعًا في المهنة، كما تؤكد صديقتها المقربة وزميلتها رزان أبو شنب. تقول أبو شنب لصحيفة "فلسطين": "كانت نور تعشق الصحافة، وتطمح للارتقاء فيها علميًا وعمليًا. كانت تبحث عن فرصة لدراسة الماجستير في الخارج، لكن القدر حال دون ذلك". وتتابع: "نور كانت إنسانة طيبة، حنونة، تحب الحياة والعمل الخيري. كانت يدها دائمًا ممدودة لمساعدة من يحتاج، خاصة في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها القطاع". ولم تكن الصحافة المجال الوحيد الذي أبدعت فيه نور، لكنها لم تنل فيه فرصتها الكاملة بسبب قلة فرص العمل. فقد كانت مبدعة أيضًا في الأعمال اليدوية، وروّجت لإنتاجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واكتسبت زبائن كثرًا يقبلون على الشراء منها. نور لم تكن تحب التمحور حول نقطة واحدة، ولا الاستسلام لأي عقبة. كانت دائمًا تبحث عن نافذة جديدة تُمكّنها من مواصلة الحياة، وتطوّر نفسها عبر التدريبات الصحفية والفنية. أما أسرة نور، فكانت الحضن الدافئ الذي أولته أعظم اهتمامها، خاصة ابنتها أيلول، التي أضفت جمالًا لا يوصف على حياتها. كانت تبذل هي وزوجها خالد كل ما بوسعهما كي تعيش الطفلة حياة كريمة، رغم الظروف المأساوية وحرب الإبادة التي تعصف بالقطاع. تعرض منزل نور في مدينة دير البلح لأضرار إثر غارة إسرائيلية على محيطه، ما دفعها وزوجها للنزوح عنه لفترة طويلة. وبعد عودتهما بوقت قصير، استهدفهما الاحتلال مباشرة في ليلة 18 مايو، في واحدة من أبشع المجازر ضد الصحفيين، حيث استُشهد خلالها خمسة صحفيين، كان من بينهم نور وزوجها. المصدر / فلسطين أون لاين

​​​​​​​"ليسوا أرقامًا".. "ضحى" "عادت للحياة" لتروي حكاية أطفالها الشهداء
​​​​​​​"ليسوا أرقامًا".. "ضحى" "عادت للحياة" لتروي حكاية أطفالها الشهداء

فلسطين أون لاين

timeمنذ يوم واحد

  • فلسطين أون لاين

​​​​​​​"ليسوا أرقامًا".. "ضحى" "عادت للحياة" لتروي حكاية أطفالها الشهداء

غزة/ نبيل سنونو كان اليأس من بقائها حية سيد الموقف، لكنها استيقظت من غيبوبة كادت أن تأخذها إلى الأبد. شعرت ضحى الصيفي، الأم لأربعة أطفال، بجسدها المثقل، وفكها الذي لا يتحرك، وصوتها الغائب. لا تعرف ماذا حدث، ولا لماذا يهمس من حولها بشفاههم: "اتشاهدي يا ضحى... سامحينا". حاولت أن تسأل عن أولادها، لكن صوتها كان غائبا. بالكاد حركت يدها، وكتبت على لوح صغير: "أولادي بخير؟". جاءها الرد مبللا بالدموع: "عصافير بالجنة". تحاملت ضحى (32 عاما)، على نفسها، وكتبت: "الحمد لله... راضية"، وبعد شهر من مجزرة غيرت مسار حياتها، ترفع الأم المكلومة راية الحقيقة: أطفالي، ليسوا أرقاما". 7 أرواح بلحظة واحدة كان عيد الفطر 2025 على عكس ما تتمناه ضحى. أرادت أن تفرح أولادها: "زينا زي أي حدا بالعيد، قررنا نروح زيارة لأختي النازحة بمدرسة دار الأرقم بغزة". عندما اتصلت بأختها أخبرتها الأخيرة أن "الوضع صعب"، لكن ضحى أصرت، وأرادت أن ترى أختها وتسعد أولادها الذين كانوا متشوقين لخالتهم. أعدت لهم سفرة عيد بسيطة، تقول لـ "فلسطين أون لاين": "بالعادة بحشي ساندويشات، لكن هالمرة قررت أعملهم سفرة... وما كنت أعرف إنها آخر سفرة بتجمعنا". أخذت معهم دراجة أسامة، طفلها الأصغر، ليلعب بها. تضيف: "الطلعة كانت معترسة... كنت بدي ألغيها، بس ما رضيت أكسر فرحتهم". وصلوا المدرسة، استقبلتهم أختها في "المنورة". نزلت، ضمتها، وسلمت على بناتها. قدمت لها عصير كركديه، واحتفلوا بالعيد. نزل الأطفال إلى الساحة، يركضون ويضحكون. ابنها نور جاءها يقول إن طفلا كسر شباك السيارة. ضحكت، وطلبت من ريتال أن ترمي لها خمسة شواقل، أعطتها للطفل، وقالت له ممازحة: "شاطر، بس لا تلعب بالسيارة". لحظات بعد ذلك، كان نور في طريقه ليشرب الماء بالصف. أسامة يلهو على دراجته في الممر. أما ضحى، فكانت جالسة مع أختها وبناتها الثلاث وابنتها ريتال وابنة حماها. فجأة، لمع وميض، تلاه صوت قصف. تقول: "أول إشي خطر ببالي أسامة، بدي أروحله، بس ما قدرت. رفعت إصبعي وتشاهدت: اللهم استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك". استهدفت الغارة المدرسة مباشرة. طارت ضحى في الهواء. فقدت وعيها. لاحقا أخبروها أنهم وجدوها في ساحة المدرسة. فقدت في الغارة: أطفالها ريتال (13 عاما)، ونور الحق (10 أعوام)، وأسامة (4 أعوام)، وشقيقتها وبناتها الثلاث. تقول: "سبعة راحوا بلحظة... كنت معهم وما قدرت أحميهم". ابنها سيف (12 عاما) نجا بأعجوبة. كان يلعب مع نور وابن خالته محمد. استشهد محمد، وأصيب رفيقهم الآخر بإصابات بالغة، لكن سيف خرج برضوض. أما ضحى فنقلت وقتها إلى المستشفى المعمداني بغزة، ووضعت في البداية على قائمة الشهداء. كانت فاقدة للوعي، ووجهها مشوه بالكامل. أصر زوجها وأهلها أن يحاول الأطباء إنقاذها. بعد العمليات، علمت أنها فقدت فكها السفلي، وأسنانها، وأُصيبت بيدها اليسرى إصابة بالغة، كما فقدت السمع بأذنها اليمنى وجزئيا باليسرى. أُدخلت غرفة العمليات، وقيل لعائلتها إنها لن تصحو من البنج، وستفقد النطق لفترة طويلة. بقيت على الأجهزة ٢٠ يوما، لا تأكل ولا تشرب قبل أن ترفع عنها وتعود للحياة بـ"معجزة". وبعد ٢٥ يوما، استردت صوتها. خضعت لعدة عمليات، منها: تركيب شريحة في الفك، وعمليتان في اليد، وزراعة رقعة من البطن استمرت ثلاثة أسابيع، وعلاج طبيعي مستمر للفك واليد، بينما ما زالت تعاني من كسور وعظام مفقودة في يدها. رسائل أخيرة لا تزال ضحى ترى أمام ناظريها ذكريات لا تنسى، تماما كأنها لا تزال تحتضن أطفالها الشهداء الثلاثة بين ذراعيها. تقول: "اللي بعرفني بعرف إني كنت مكرسة حياتي إلهم. كنت الأم، والأخت، والصديقة، وكل إشي. وما حدا كان يصدق إني ممكن أستوعب استشهادهم، لكن هذا فضل من ربنا، مش شطارتي". من الذكريات والرسائل الأخيرة، ما قالته ريتال، في أول يوم العيد، لصديقاتها: "العيد الجاي حيكون أحلى، أنا وأسامة بنكون بالجنة". ورغم بشاعة حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنها نزوح عائلة ضحى قسرا ٢٠ مرة داخل مدينة غزة، كانت ريتال ترفض التهجير القسري وتقول لأمها: "أنا مش خاينة لوطني". أما نور، فقال لصاحبه: "أنا حستشهد. وإذا اشتقتولي، قولوا لربنا يجيب ماما". تقول ضحى: "كانوا يسألوا كتير عن الجنة آخر فترة. كانوا استثنائيين، ومتعلقين ببعض كتير. أنشطتهم وفعالياتهم كلها مع بعض". بينما أسامة الذي ذهب أسبوعا واحدا فقط إلى الروضة، خلال وقف إطلاق النار بغزة، لم يتمكن من إكمال مسيرته في الحياة، أو التعليم. "نجوت لأحكي حكايتهم" دفن أسامة دون رأس بسبب فظاعة الغارة، بينما ريتال لم يعثر أهلها سوى على جزء من يدها اليمنى فقط، أما نور فكان جسده كاملا. "أنا ما متت... بقيت لأوصل صوت أولادي. ليعرف العالم إن أطفال غزة مش أرقام. أطفالنا عندهم أحلام وطموحات، زي كل أطفال العالم، ويمكن أكتر. أطفالي كانوا حياة... وكانوا وطن"، تقول ضحى التي تمتهن الصحافة. ثم بصوت خافت، لكنها متماسكة، تتمم: "أطفالي لساتهم أحياء... في قلبي، وفي كل حكاية بقولها عنهم". المصدر / فلسطين أون لاين

بعد ساعات من ولادة طفلته... استشهاد الصَّحفيُّ يحيى صبيح بقصف على حيِّ الرِّمال
بعد ساعات من ولادة طفلته... استشهاد الصَّحفيُّ يحيى صبيح بقصف على حيِّ الرِّمال

فلسطين أون لاين

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • فلسطين أون لاين

بعد ساعات من ولادة طفلته... استشهاد الصَّحفيُّ يحيى صبيح بقصف على حيِّ الرِّمال

متابعة/ فلسطين أون لاين استشهاد الصحافي يحيى صبيح بقصف إسرائيلي استهدف مطعما في حي الرمال غربي مدينة غزة، ظهر اليوم الأربعاء، وبذلك ارتفعت حصيلة الشهداء الصحافيين في غزة إلى 214 شهيدًا منذ بدء حرب الإبادة على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وجاء استشهاد الصحفي صبيح، الذي يعمل بوكالة إخبارية محلية، بعد ساعات فقط من احتضانه مولودته الجديدة، حيث نشر على حسابه في منصة "إنستغرام"، صورة وهو يحملها بين ذراعيه. ودون على الصورة: "نورت دنيتنا أميرة صغيرة، الحمد لله الذي أكرمنا بقدوم ابنتنا الغالية، جعلها الله من الذرية الصالحة وأقر بها أعيننا". ووثقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه المجزرة، جثمان الشهيد صبيح وهو يرتدي ذات الملابس التي التقط فيها صورته مع مولودته الجديدة. واستشهد 25 فلسطينياً وأصيب ما لا يقل عن 60 مواطناً بينهم أطفال، ظهر اليوم الأربعاء، في مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهدافين متزامنين بمنطقة شارع الوحدة بمدينة غزة. قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت أربع مجازر دموية خلال الساعات الـ24 الماضية، كان آخرها قصف مطعم مكتظ بالمدنيين، إضافة إلى استهداف مدرستين تؤويان نازحين، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وأكد المكتب أن الاحتلال استهدف عمدًا المطاعم والمدارس ومراكز الإيواء، حيث بلغ عدد هذه المراكز التي طالتها الغارات نحو 235 مركزًا منذ بدء العدوان، ما يكشف عن نية واضحة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا بين صفوف النازحين الآمنين، ويمثل جريمة حرب مكتملة الأركان. وأدان المكتب الإعلامي هذه المجازر، محملًا الاحتلال الإسرائيلي ومن يسانده المسؤولية الكاملة عنها، وداعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لوقف العدوان الوحشي، وتوفير الحماية للمدنيين، ومحاسبة الاحتلال أمام المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store