
«في تدريب أممي».. خبراء يقدمون نصائح لحماية الصحفيين الليبيين من «التهديدات الرقمية»
جاء ذلك خلال جلسة تدريبية نظمتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبر الإنترنت في 31 يوليو الماضي لـ16 إعلاميا من جميع أنحاء ليبيا، «لفهم كيفية حماية أنفسهم وبياناتهم»، وفق بيان نشرته البعثة الأممية عبر موقعها الإلكتروني.
والجلسة جزء من برنامج «بصيرة» للتطوير المهني الذي تقدمه البعثة للصحفيين ومدققي الحقائق وأساتذة وطلاب الإعلام. واستعرضت المتحدثة إيلا ستابلي مستشارة السلامة الرقمية في لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة دولية غير حكومية، مجموعة من النصائح للحد من التتبع الإلكتروني وتأمين المعلومات.
التهديدات الرقمية للصحفيين
وفي استطلاع رأي أُجري بعد الجلسة، عبّر الإعلاميون عن اعتقادهم بأن التهديدات الرقمية تزيد من تعرض سلامتهم الشخصية وسلامة مصادرهم للخطر. وقال 85% منهم إن مخاوف الأمن الرقمي أثرت على أسلوب عملهم الصحفي، وأعرب 92% عن قلقهم إزاء نقص التدريب على كيفية حماية أنفسهم، بحسب بيان البعثة.
من جانبه، يقول أستاذ الإعلام في الأكاديمية الليبية بطرابلس أحمد صالح البرياف: «إذا كتب صحفي رأيًا على مواقع التواصل الاجتماعي أو غطى أحداثًا لا تروق لزعيم ميليشيا أو السلطات الفعلية التي يحميها، فإن حريته ستكون مهددة. سيُراقَب رقميًا ويُلاحق شخصيًا. قد يمرّ حتى بنقطة تفتيش، ويُعتقل، وتُصادر هواتفه، وتُفحص رسائله السرية. عندها يواجه مخاطر جسيمة، بما في ذلك الاختفاء القسري، والإساءة، والتعذيب».
كيف يُنتهك أمان الصحفيين؟
ومع تزايد اعتماد العالم على الإنترنت، أصبح الجميع عرضة للتهديدات الرقمية، لكن المخاطر أكبر بالنسبة للصحفيين نظرًا لدورهم في التعامل مع الجمهور، كما تقول ستابلي، مضيفةً: «الناس يعرفونك؛ يظهر اسمك بجوار التقارير التي تكتبها. تتطلب وظيفتك التواصل مع أشخاص قد يكونون هم أنفسهم في خطر. قد تكتب عن أمور لا يرغب الآخرون في نشرها».
وعلى الرغم من تزايد المخاطر، قالت ستابلي إن الصحفيين غالبًا ما يتمتعون بمستوى منخفض من الحماية الرقمية نظرًا لعدم توفر الوقت الكافي لديهم لتعلم التكنولوجيا، موصية الصحفيين بتقييم كمية المعلومات المتاحة عنهم على الإنترنت وكيفية تتبع أنشطتهم من قِبل مختلف المواقع الإلكترونية. ونوهت إلى إمكانية تعقب البيانات من قبل شركات الهاتف المحمول، ومقدمي خدمات الإنترنت، وشركات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والحكومات، والهيئات.
وقد يحصل الأشخاص أيضًا على المعلومات من خلال البرامج الضارة، بما في ذلك برامج التجسس، والقرصنة، والوصول الفعلي إلى الأجهزة، أو التصيد الاحتيالي، وهو نوع من الهجمات الإلكترونية يستخدم روابط احتيالية لخداع الأفراد وحثهم على مشاركة معلومات حساسة.
نصائح لتقليل المخاطر الرقمية للصحفيين
ولتقليل المخاطر، أوصت ستابلي بالتشفير، وتأمين الحسابات الإلكترونية بفصل حسابات العمل عن الحسابات الشخصية، وتجنب ربط الملفات الشخصية بالموافقة على «تسجيل الدخول» إلى مواقع جديدة عبر «جوجل» أو «فيسبوك»، وتفعيل المصادقة الثنائية، وإنشاء كلمات مرور لا تتجاوز 15 حرفًا. كما حذّرت من استخدام تقنية التعرف على الوجه أو بصمة الإصبع، إذ يُمكن إجبار المستخدمين على تسجيل الدخول.
وأكدت أهمية استخدام خطوط اتصال آمنة، إذ يُمكن بسهولة اعتراض بيانات مكالمات الهاتف المحمول أو الرسائل النصية القصيرة أو جمعها لاحقًا، إن لم يكن حساب بريدك الإلكتروني مشفّرًا باستخدام تقنية التشفير التام بين الطرفين، يُمكن اعتراضه أيضًا. وقالت: «إذا كنت تُجري محادثة حساسة لا ترغب في إخبار أي شخص غريب بها، فلا تستخدم أيًا من هذه الخدمات».
وأضافت: «تشمل الخيارات الأقل خطورة تطبيق واتساب، الذي لا يُمكنه الوصول إلى محتوى الرسائل، وبالتالي لا يُمكن إجباره قانونيًا على الكشف عنها، وسيجنال، الذي لا يحتفظ بأي معلومات شخصية باستثناء رقم هاتفك. يمكن للصحفيين حماية أنفسهم بشكل أكبر من خلال تشفير وثائقهم باستخدام أدوات مثل Cryptomator أو Veracrypt».
أما في حال سرقة جهاز، أوصت ستابلي الصحفيين بتحميل الاتصالات الحساسة على قرص صلب خارجي مشفر أو حساب سحابي غير مرتبط بهواتفهم، مشددة على ضرورة حذف البيانات من الجهاز فورًا.
لمزيد من الأمان، أشارت إلى إمكانية حمل هاتف ثانٍ يحتوي على أقل قدر ممكن من البيانات، وقالت: «قد تبدو مريبًا عند امتلاكك لهاتف يحتوي على بيانات قليلة جدًا، لذا من المهم جدًا أن تفهم ما ستقوله في حال احتجازك –قد تقول: آه، إنه هاتف جديد!».
وقالت هديل خير، الصحفية المستقلة المقيمة في طرابلس، إن إتقان الصحفيين في ليبيا السلامة الرقمية «هو ضرورة قصوى، لضمان استمرار العمل الإعلامي الحر الذي نطمح إليه دون تعريض أنفسنا أو مصادرنا للخطر». وقالت هالة عبدالله، مدققة الحقائق في مبادرة «هي تتحقق» غير الحكومية: «أي اختراق لحساب صحفي قد يكشف هوية المصادر، ويعرّضها للخطر أو الانتقام، أو حتى يعرض الصحفيين أنفسهم للاختطاف أو الابتزاز».
وأضافت: «يحتاج الصحفيون إلى أدوات تحقق رقمية لتجنب الوقوع ضحية للتصيد الاحتيالي، والبرامج الضارة، والمواقع الإلكترونية المزيفة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 12 ساعات
- الوسط
عضو بـ«تأسيسية الدستور» ينتقد الفشل في توحيد جيش ليبي مقارنة بتجربة السنوسي (فيديو)
انتقد عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور محمد الأغا فشل البلاد في التوحد تحت سلطة جيش واحد، مقارنة بتجربة الملك الراحل إدريس السنوسي في إنشاء الجيش الليبي عام 1940. وقال الأغا في مداخلة إلى برنامج «وسط الخبر»، الذي بثته قناة «الوسط» أمس السبت: «منذ 15 عاماً لم نستطيع أن نوحّد ليبيا تحت جيش واحد، وأصبحنا أمام جيش في الشرق وآخر في الغرب بأدوات وإمكانات عالية». جيشان في ليبيا وقارن عضو «تأسيسية الدستور» بين الوضع القائم والمتشظي بين جيشين وبين تجربة السنوسي، التي كونت «بأبسط الإمكانات مؤسسة عسكرية ودولة». وأوضح الأغا: «السلطة السياسية لا يمكن لها أن تتحرك سوى بجناح عسكري وجناح مدني وجناح سياسي». ولخص عضو «تأسيسية الدستور» موقف المؤسستين السياسية والعسكرية قائلا: «تجد في المنطقة الغربية اعترافاً دولياً بسلطة سياسية، وفي المنطقة الشرقية شبه اعتراف دولي بالجيش، بدليل تعامل الأمم المتحدة وغيرها معه، وبقرار من البرلمان». واحتفلت ليبيا، أمس السبت، بذكرى تأسيس الجيش الليبي في التاسع من أغسطس 1940. وقد اجتمع الأمير إدريس السنوسي، في 20 أكتوبر 1939 بمنزله في الإسكندرية، مع أربعين من القادة والزعماء الليبيين المقيمين في مصر، وذلك لبحث سبل مواجهة الاحتلال الإبطالي، وتداعيات الحرب العالمية الثانية. واتخذ الجميع قرارهم بتفويض الأمير إدريس للتفاوض مع الحكومة الإنجليزية بشأن تكوين جيش مهمته المشاركة في تحرير ليبيا. وانطلقت مفاوضات مع الإنجليز، أسفرت عن تشكيل وحدات من الليبيين، للقتال من أجل تخليص ليبيا من الاحتلال الإيطالي. وبعد سنوات من تشكيل الجيش، تأسست الكلية العسكرية الملكية العام 1957 في بنغازي.


عين ليبيا
منذ 17 ساعات
- عين ليبيا
إعلاميون ليبيون يفتقرون للتجهيز لمواجهة التهديدات الرقمية.. وبعثة الأمم المتحدة تنظم تدريبًا لتعزيز السلامة
عبّر عدد من الإعلاميين الليبيين لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن عدم جاهزيتهم للتعامل مع تهديدات السلامة الرقمية، ما دفع البعثة لتنظيم جلسة تدريبية عبر الإنترنت في 31 يوليو الماضي لبحث سبل حماية الصحفيين وبياناتهم. وشارك في الجلسة 16 إعلاميًا من مختلف مناطق ليبيا، ضمن برنامج «بصيرة» للتطوير المهني المخصص للصحفيين ومدققي الحقائق وأساتذة وطلاب الإعلام. وقدمت إيلا ستابلي، مستشارة السلامة الرقمية في لجنة حماية الصحفيين، مجموعة من النصائح لتقليل التتبع الإلكتروني وتأمين المعلومات. وأظهر استطلاع للرأي عقب الجلسة أن جميع المشاركين يرون أن التهديدات الرقمية تزيد من خطر تعرضهم وسلامة مصادرهم للخطر، فيما أفاد 85% منهم أن هذه المخاوف أثرت على أسلوب عملهم، وأعرب 92% عن قلقهم من نقص التدريب في هذا المجال. وأوضح أحمد صالح البرياف، أستاذ الإعلام بالأكاديمية الليبية في طرابلس، أن الصحفي قد يواجه تهديدات جسيمة إذا نشر آراء أو غطى أحداثًا لا ترضي أطرافًا مسلحة أو سلطات فعلية، تشمل المراقبة الرقمية والملاحقة والاعتقال ومصادرة الأجهزة، وصولًا إلى مخاطر الاختفاء القسري أو التعذيب.


عين ليبيا
منذ يوم واحد
- عين ليبيا
شلقم: الجيوش تحولت من حماية الأوطان إلى أدوات للحكم
سلّط وزير الخارجية الليبي الأسبق ومندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة، عبد الرحمن شلقم، الضوء على محطات تاريخية شكلت مسار العالم الحديث وأثّرت في الواقع العربي، منذ اتفاقية وستفاليا عام 1648 التي أرست مفهوم الدولة القومية، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الاستقلال العربي، وما تخللها من انقلابات عسكرية وصراعات سياسية، وذلك في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تحت عنوان 'تيه في صخب عربي مزمن'، وتابعته عين ليبيا. وأوضح شلقم أن العالم العربي لم يعرف الدولة الحديثة بمفهومها الأوروبي إلا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتقسيم المنطقة بين القوى الاستعمارية، مشيراً إلى أن اتفاقية سايكس بيكو لم تقسم دولة عربية موحدة بقدر ما وزعت ولايات عثمانية بين بريطانيا وفرنسا، فيما كانت مناطق أخرى تحت الاستعمار الأوروبي المباشر. وأشار إلى أن مرحلة ما بعد الاستقلال شهدت سعي الأنظمة الملكية لبناء الدولة الحديثة، مع تركيز على التنمية والتعليم والصحة، قبل أن يفتح احتلال فلسطين وقيام إسرائيل باب 'التيه العربي'. واعتبر أن أول انقلاب عسكري في سوريا عام 1949 كان بداية الانحدار، حيث تحولت الجيوش من حماة للحدود إلى أدوات للوصول إلى السلطة. وانتقد شلقم ما وصفه بـ'الصخب الإيديولوجي' الذي رافق الانقلابات العسكرية في دول عربية عدة، من مصر إلى العراق واليمن والجزائر وليبيا، مؤكداً أن هذه الأنظمة لم تحقق شعاراتها الكبرى من وحدة عربية أو تحرير فلسطين أو تنمية اقتصادية، بل انشغلت بتصفية قياداتها وتكريس أمن النظام على حساب سيادة القانون والوحدة الوطنية.