
أخبار العالم : مجلة "داون" تسلط الضوء على "الزينيبات" في اليمن.. الجناح النسائي العسكري للحوثيين وأنشطتهن (ترجمة خاصة)
الأربعاء 16 أبريل 2025 10:55 صباحاً
من القصص الأقل شهرة في الصراع اليمني أن جماعة الحوثي، لديها كتيبة عسكرية نسائية بالكامل تُسمى "الزينبيات". تتكون الكتيبة من نساء وفتيات صغيرات من الطبقات الاجتماعية الأكثر ضعفًا ومن المهمشين (يمنيات يُزعم أنهن من أصول أفريقية ويواجهن التمييز)، وقد تم تدريبهن وفقًا لبروتوكولات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
تأسست "الزينبيات" في محافظة صعدة منذ أكثر من عقد، ونشطت خلال النزاعات الستة بين أنصار الله والدولة. ومع ذلك، ازدادت أهميتها بعد سيطرة أنصار الله على اليمن في سبتمبر 2014. وتمثل دورها بشكل أساسي في جمع المعلومات الاستخبارية وتقديم الدعم اللوجستي لأنصار الله، بالإضافة إلى نشر أيديولوجية الجماعة. وقد أفادت التقارير أن كتيبة "الزينبيات" تدربت في العاصمة اليمنية صنعاء، ولبنان، وإيران. يُزعم أن تأسيسها استلهم من تجربة قوات الباسيج شبه العسكرية في إيران، إلا أن مقارنات جرت أيضًا مع قوة الحسبة التابعة لما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ووحدة فراجا الأمنية النسائية الإيرانية.
من بين أنشطة الزينبيات المشاركة في التجمعات النسائية، وتجنيد النساء والأطفال، وجمع المعلومات عن معارضي أنصار الله. في عام 2017، ظهرت الكتيبة لأول مرة علنًا في عرض عسكري بصنعاء. المعلومات حول هيكلها وعدد مجنداتها غير متسقة أو واضحة، ولكن يُقدر عددهن بأكثر من 4000 امرأة في عام 2022. ما هو معروف علنًا هو أن الزينبيات تتكون من أربع وحدات تشرف عليها زوجات وأخوات قادة أنصار الله: وحدة عسكرية؛ ومجموعة إلكترونية تُعنى أيضًا بوسائل التواصل الاجتماعي؛ ووحدة احتجاز؛ ووحدة تجسس وقائية تتجسس على المجتمع اليمني.
يمكن القول إن أخطر وحدة على الحريات في اليمن هي وحدة التجسس الوقائي، التي تخترق التجمعات النسائية غير الرسمية لجمع المعلومات. ففي الثقافة اليمنية، يُقيّد وصول الرجال، حتى العسكريين منهم، إلى الأماكن المخصصة للنساء. لذا، تستطيع الزينبيات سدّ هذه الفجوة دون انتقام من قبائل المجتمع أو نخبه. علاوة على ذلك، يمنح نشر الوحدة جماعة أنصار الله نفوذًا ونفوذًا كاملين على جميع شرائح المجتمع، مما يجعل الزينبيات أداة قوية، وإن كانت غالبًا ما تكون خفية، في أنظمة حكمها وقمعها.
تشمل أنشطة الكتيبة مداهمة مساجد النساء لإجبار الحاضرات على الاستماع إلى محاضرات تُشيد بجماعة أنصار الله، وترسيخ فكرة أن سلطتهن وقيادتهن شرعية، نظرًا لاعتبار أعضائها من نسل النبي محمد. وقد أفادت التقارير بأن جهاز أمن الزينبيات نفّذ اعتقالات واعتداءات ضد ناشطات معارضات لأنصار الله، وفضّ احتجاجات نسائية، بل وقام بمهام أكثر دناءة. وردت تقارير تفيد بتورط الزينبيات في تعذيب النساء المعتقلات لإجبارهن على الإدلاء باعترافات مسجلة.
على سبيل المثال، قبل عدة سنوات، روت ناشطة مُفرج عنها تُدعى عائشة قصة اختطافها وسجنها في سجن سري بصنعاء. تعرضت لاعتداءات جسدية يومية، لدرجة أنها فقدت الوعي عدة مرات. كما أفادت بتعرضها للتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب إذا لم تقبل الاتهامات الباطلة بتعاونها مع التحالف الذي تقوده السعودية. قاومت لمدة شهرين، ثم وافقت أخيرًا على تسجيل اعتراف مصور مقابل إطلاق سراحها. ومع ذلك، بعد تسجيل الفيديو، بقيت مسجونة لمدة عام وشهرين إضافيين.
من أشهر أفعال الزينبيات احتجاز النساء اللاتي احتججن للمطالبة بدفن جثمان علي عبد الله صالح عام 2017 بعد اغتياله. في النهاية، دفن أنصار الله صالح في مكان مجهول، بحضور عدد قليل من أفراد عائلته. كان المتظاهرون واثقين من أن الرجال لن يهاجموهم، لأن مهاجمة النساء بهذه الطريقة مرفوضة في الأعراف اليمنية، لكنهم فوجئوا برد الفعل العنيف من المسلحين وأعضاء الزينبيات. بعد أيام قليلة، قاموا بتفتيش المنازل بحثًا عن عسكريين موالين لصالح أو حزبه السياسي. بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شاركوا في الضغط على النساء لحضور مراسم التعبئة في صنعاء وإب وحجة، بهدف دعم غزة وبناء القدرة العسكرية لأنصار الله للتضامن مع فلسطين ولبنان.
في السنوات الأخيرة، دأبت الزينبيات على القيام بزيارات مفاجئة للمنازل "لتشجيع" النساء على التبرع بالمال والمجوهرات لتمويل المجهود الحربي، ولا يزال هذا السلوك مستمرًا. وهناك شهادات من ربات البيوت زعمن أنه في حال رفضهن التبرع، سيُحرمن من غاز الطهي. ووفقًا لمصادر أنصار الله، تمكنت الزينبيات في ديسمبر/كانون الأول 2024 من جمع حوالي 100 ألف دولار من خلال هذه الأساليب لتطوير القوة الصاروخية للجماعة.
في وقت سابق، عام 2020، تورطت جماعة أنصار الله في مداهمة حفلات التخرج لمنع التجمعات المختلطة ومنع الموسيقى. علاوة على ذلك، شاركت الزينبيات في الإيقاع بالسياسيين الذين يُبدون اختلافهم مع قيادة أنصار الله من خلال إجراء مكالمات ودردشات غير لائقة معهم، ثم ابتزازهم. وقد أفاد تقرير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بـ 1444 انتهاكًا ضد النساء اليمنيات ارتكبتها الزينبيات بين ديسمبر 2017 وأكتوبر 2022.
تكمن أهمية الزينبيات في أنها تُظهر كيف يوسع أنصار الله نطاق أدوات القمع ويرسّخها في المناطق التي يسيطرون عليها. في عام 2020، مُنحت الكتيبة رتبًا عسكرية رسمية، ونُشرت أعضاؤها في جبهات القتال مقابل حوافز مالية. تُثير الزينبيات قلقًا بالغًا لأنهن، كإناث، لديهن القدرة على الاندماج في أعمق نسيج المجتمع اليمني. وقد أُثير هذا القلق أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2020. في فبراير 2021، فرضت الأمم المتحدة عقوبات على المدير العام الراحل لقسم التحقيقات الجنائية، سلطان زابن، لاستخدامه الزينبيات في عمليات المراقبة وتعذيب وإساءة معاملة النساء المحتجزات.
يعكس إضفاء الطابع المؤسسي على الزينبيات مدى تسليح أنصار الله للأدوار الجندرية للوصول إلى مساحات كانت يصعب الوصول إليها تقليديًا. من خلال هذه الكتيبة، أنشأن آلية قوية للمراقبة والتلقين والقمع. إن توسيع حجم الكتيبة وقدراتها قد يؤدي إلى تآكل الحريات المدنية بشكل كامل في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة أنصار الله.
يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا
ترجمة خاصة بالموقع بوست

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 27 دقائق
- الجمهورية
مقتل حفيد نوال الدجوى يُثير مسألة فقهية فى حكم لعن المال
ووفقاً للمعلومات المُتوفرة فإن النيابة العامة طلبت التحريات حول علاقاته وخط سيره خلال الفترة السابقة والاستماع إلى افراد الاسرة المُقربين للوقوف على مُلابسات الحادث ومع انتشار خبر الوفاة لا يمكن للعقول أن تُنحى فكرة الارتباط بين طريقة الوفاة المأساوية و المال المسروق من قريب أو بعيد فهل يجوز أن يلعن الانسان المال بسبب مثل تلك الوقائع التى يُسبب فيها المال فتنة عظيمة وقد قال العُلماء فى هذا الشأن _ اللعن ليس من خلق المسلم، خاصة إذا كان لمال معين فهو منهي عنه. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم نهيا صريحا عن أن يلعن الرجل ماله، أو يدعو عليه، وحذر العباد من ذلك؛ أن يدعو بهذا "الشر"، فيستجيب الله لهم، فيندمو أن المال إذا استخدمه صاحبه في طاعة الله تعالى، وإقامة ذكره: فإنه يكون محمودا ، لا مذموما . وبالارتفاق بهذا المال في المعايش، والاستعانة به على طاعة الله ، تحصل عمارة هذه الأرض، وتتحقق الحكمة الشرعية التي أحبها الله من خلقه، بل خلقهم لأجلها. وقد استشهدوا بواقعة لرجل من الانصار لعن بعيرة لتلدنها عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من هذا اللاعن بعيره؟ " قال: أنا. يا رسول الله! قال "انزل عنه فلا تصحبنا بملعون و قَال رسُولُ اللَّهِ ﷺ:لا تَدعُوا عَلى أَنْفُسِكُم، وَلا تدْعُوا عَلى أَولادِكُم، وَلاَ تَدْعُوا ... روى الإمام أحمد في "مسنده" إِنَّ اللهَ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ ) . كما ذكروا فى فضل استخدام المال فى الاعمال الصالحة بما ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ هَذَا الْكِتَابَ، فَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَتَصَدَّقَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ "رواه البخاري ومسلم . تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي


يمني برس
منذ 32 دقائق
- يمني برس
أكاديميون : التجمهر المليوني جزء من معركة يخوضها اليمنيون ضد الكيان الصهيوني
يمني برس | الباحث في الشؤون الدينية والسياسية 'الأهنومي':اليمنيون يحرصون على تأدية هذا الفرض الجماهيري ليكتمل المشهد اليمني عسكريا ورسميا وشعبيا وجماهيريا. د. قيس الطل: المسيرات الشعبية ترسل رسائلها للشعوب العربية والإسلامية أن يلتفتوا إلى ذلك الأثر العظيم الذي تركه القرآن الكريم وثقافته العالية وتربيته العظيمة في هذا الشعب اليمني. عميد كلية التربية بجامعة صنعاء 'العلوي': التجمهر المليوني في الساحات جزء من معركة يخوضها اليمنيون ضد كيان العدو، تكللت بالنصر وغيرت معادلة الصراع في المنطقة. تكتسب ساحات التظاهر الشعبية أهمية بالغة في كونها تحمل العديد من الرسائل والدلالات، إذ إنها تؤكد ثبات الموقف اليمني المناصر لغزة، وتجدد التفويض المطلق للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع العدوان الصهيوني، وإرغامه على وقف العدوان ورفع الحصار. ويجسد الزخم الجماهيري في الساحات ارتباط الشعب اليمني العميق بالقضية الفلسطينية. ويعكس الخروج الجماهيري الواسع في ساحات التظاهرات التلاؤم الشعبي مع القيادة الحكيمة في الموقف الديني والأخلاقي المساند لغزة. ومن الدلالات المهمة التي ترسلها السيول البشرية في ساحات التظاهرات أنها تجسد الجهوزية العالية في التصدي لأي عدوان يقدم عليه. ويؤكد السيد القائد في خطاباته الأسبوعية حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على أهمية الخروج الجماهيري في الساحات، معتبرا التجمهر في الساحات بالجهاد في سبيل الله. ويصف السيد القائد الخروج الأسبوعي في الساحات بأنها من أعظم الأعمال التي يتقرب بها الناس إلى الله، وذلك كونها تغيظ أعداء الله، وتجسد قوله تعالى 'ولا يطئون موطئا يغيض الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح'. إرادة راسخة تجاه فلسطين وفي هذا السياق يؤكد مدير عام التوجيه والإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل أن التجمهر اليمني المليوني في الساحات يعبر عن الإرادة اليمنية الراسخة في التمسك بالقضية الفلسطينية وعدم التخلي عنها. وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله يستعرض الطل أبرز الرسائل والدلالات التي تحملها السيول البشرية في ساحات التظاهرات، حيث تعبر عن رفض اليمنيين التام والقاطع للمجازر الصهيونية التي يقدم عليها كيان العدو في قطاع غزة. ويضيف 'المسيرات الشعبية ترسل رسائلها للشعوب العربية والإسلامية في أن يلتفتوا إلى ذلك الأثر العظيم الذي تركه القرآن الكريم وثقافته العالية وتربيته العظيمة في هذا الشعب اليمني'. وللمسيرات الشعبية الواسعة في الساحات دور اساسي ومهم في استنهاض الشعوب العربية والإسلامية، وتذكيرهم بمسؤولياتهم الدينية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية. وتحبط المسيرات الشعبية المخططات الصهيونية والأمريكية الرامية لعزل الأمة الإسلامية عن قضاياها المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ويشير الطل إلى أن الشعب اليمني بثباته منقطع النظير في ساحات التظاهرات يثبت للعدو الأمريكي والإسرائيلي فشل الحرب الناعمة التي تسعى لتدجين الأمة العربية والإسلامية وتجريدها من قيمها وأخلاقها ودينها. ويلفت إلى أن الشعب اليمني يجدد أسبوعيا تحديه للعدوان الأمريكي والإسرائيلي، ويؤكد لهم أن اليمنيين بلا استثناء حاضرون في الميدان ومستعدون للمواجهة، وأنهم كما انتصروا في الميدان العسكري سينتصرون في معركة الوعي. تكامل الموقف اليمني إسناداً لغزة وتعكس ساحات التظاهرات تكامل الموقف اليمني العسكري والشعبي والسياسي والاقتصادي المساند لغزة. وحول هذه الجزيئة يقول الباحث في الشؤون الدينية حمود الأهنومي 'يثبت اليمنيون بالخروج المتصاعد أسبوعا بعد أسبوع وشهرا بعد شهر أنهم يأخذون منحى متصاعدا في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي'. ويضيف 'هذا الأمر الذي يجب أن يفهمه أعداء هذه الأمة، أن اليمن من الشعوب التي لا يمكن تهديدها ولا ردعها؛ ذلك أنهم يأخذون قضية فلسطين وقضايا الأمة المركزية من منطلق إيماني، ويرون أن الأوامر الإلهية تلزمهم بالتحرك على هذا النحو الفاعل، وهذا أمر لا يمكن التعامل معه بأي نوع من أنواع التعامل'. ويؤكد الأهنومي أن اليمنيين يحرصون على تأدية هذا الفرض الجماهيري، ليكتمل المشهد اليمني عسكريا ورسميا وشعبيا وجماهيريا، فيقوى الموقف، ويتأكد الاتجاه، ويتحدد المصير العظيم. اكتمال المشهد يعني أن الموقف اليمني موقف صلب وغير قابل للتراجع أو التأثُّر، لا بالضربات العسكرية ولا بالحرب الاقتصادية ولا بغيرهما. ويرى أن التجمهر في الساحات يعبر عن حالة استفتاء يمنية شعبية جماهيرية للقائد وتوجهاته، موضحا أن الزخم الجماهيري في الساحات يعكس الاستجابة السريعة للسيد القائد يحفظه الله. وينظر شعوب العالم بإعجاب وإكبار وإجلال للموقف اليمني المساند لغزة، إذ إن ساحات التظاهرات تمثل مصدر إلهام لكل أحرار العالم. ووفق الأهنومي فإن الموقف اليمني المساند لغزة يكتسب تأثيرا إقليميا وعالميا، موضحا أن العديد من أحرار العالم يدركون قيمة الموقف اليمني ويصفونه بالإنساني. ويحاول العديد من أحرار العالم الانتصار لغزة من خلال الخروج الجماهيري في الساحات بين الحين والآخر، غير أن الأنظمة الحاكمة تقمع تلك المظاهرات، وترغمهم على إخلاء الساحات بذرائع وحجج واهية كالحفاظ على السكنية العامة والمعاداة للسامية، وغيرها من المصطلحات التي تتبناها الأنظمة حماية وخدمة لكيان العدو الإسرائيلي. وفي هذا السياق يصف عميد كلية التربية بجامعة صنعاء البروفيسور سعد العلوي تجمهر ملايين اليمنيين بالاستثناء العربي والإسلامي الوحيد في ظل الصمت والخنوع والخضوع العربي حكاما وشعوب. ويقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- 'هو رسالة تعكس مستوى الوعي والبصيرة والثبات على الحق الذي بلغه الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية وتجاه مظلومية غزة'. ويتساءل العلوي: أي شعب في العالم قد بلغ هذا المستوى من العطاء والبذل والتضحيات غير الشعب اليمني؟ وأي قيادة في العالم قد بلغت هذا الموقف الإيماني في قيادة الأمة الإسلامية في معركتها المصيرية والوجودية الإيمانية ضد الأعداء من اليهود والنصارى غير قيادة السيد العلم المولى عبد الملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله. ويشير إلى أن تجمهر ملايين اليمنيين وما يشكله من تهديد فعلي للعدو الصهيوني الأمريكي يتجسد في حرص العدو على رصد عدد المشاركين وحجم المسافة بين خطوط المتجمهرين، وبين تجمهر وآخر عبر الأقمار الاصطناعية ومراكز الدراسات. ويلفت إلى أن العدو الأمريكي والإسرائيلي لا يستوعب أن تجمهر ووقفات الشعب اليمني نابع من التزام إيماني أخلاقي، وتعبير عن وعي وبصيرة ثاقبة واستمرارية لن تتوقف إلا بالنصر لغزة والانتصار لفلسطين. ويعتبر العلوي التجمهر المليوني في مئات الساحات جزءاً من معركة يخوضها الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية وقواته المسلحة الباسلة تكللت بالحصار البحري والجوي للعدو الصهيوني والأمريكي، وتغيير معادلة الصراع في المنطقة بأن يكون لليمن القيادة والريادة في إلحاق الهزيمة وتحقيق النصر على أعداء الأمة، والعاقبة للمتقين. وفي المجمل تبقى ساحات التظاهرات اليمنية هي الضمير الحي للأمة الإسلامية، والميدان الأمثل للتعبير عن موقف اليمنيين وثباتهم تجاه غزة.


يمني برس
منذ 32 دقائق
- يمني برس
دروس الفشل الأمريكي في البحر الأحمر.. اليمن سيد الموقف!
ترسم معركة البحر الأحمر مساراً جديداً لمستقبل المنطقة، فالهيمنة الأمريكية على الدول عبر حاملات الطائرات لم تعد مجدية، لا سيما بعد نجاح التجربة اليمنية في إذلال هذه الحاملات وقطعها الحربية في البحار. وبقراءة متأنية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تنظر إلى البحر الأحمر، بكونه ممراً مائياً هامشياً، وإنما يقع في صلب استراتيجيتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت من أكبر الدول المتواجدة فيه، ما عطل أي دور للدول العربية المشاطئة له، بل وجعلها عرضة للتدخلات الدولية المتزايدة. ولا يقتصر الدور الأمريكي على حماية ملاحة العدو الإسرائيلي في هذا الممر المائي المهم، فلدى أمريكا من الأطماع ما يجعلها ترابط فيه لأمد طويل، فالبحر الأحمر واحد من أهم طرق الملاحة الرئيسية في العالم، كما يعد أقصر الطرق للمواصلات التجارية والعسكرية، ولذلك سعت واشنطن إلى زيادة قوتها البحرية، بهدف السيطرة على جزره ومضائقه، وعدم السماح لأية دولة منافسة لها بأن يكون لها موطئ قدم في هذه المناطق، ولا سيما الصين. وبالنسبة لأمريكا أيضاً، فإن البحر الأحمر يربط بين أساطيلها المنتشرة في البحار والمحيطات، فهو يصل بين الأسطول السادس في البحر الأبيض المتوسط، والأسطول الخامس في منطقة الخليج وتحديداً في البحرين، بالإضافة إلى الأسطول السابع المتمركز في المحيط الهندي، حيث تعد هذه الأساطيل ضمن أبرز الأدوات لأمريكا في احتلال البلدان أو توجيه الضربات العسكرية المباشرة لها، فقد تم استخدامها في حرب الخليج الثانية، وفي غزو العراق، واحتلال أفغانستان، وفي تعزيز وجودها العسكري في المنطقة. ولهذا، فإن أي اختلال لانسيابية الحركة العسكرية بين هذه الأساطيل، يعرض أمريكا لمخاطر كبيرة، لا سيما وأن عجز أمريكا في العبور من البحر الأحمر يفصل هذه الأساطيل عن بعضها البعض، هذا من ناحية، ويجعل أمريكا عاجزة عن العبور إلى المحيط الهندي، والتوجه صوب بلدان مهمة جداً بالنسبة لها، مثل تايوان واليابان والهند وغيرها. من هنا، تأتي أهمية العمليات اليمنية المساندة لغزة في البحر الأحمر، والتي لم يتم استيعابها حتى الآن من قبل المواطنين اليمنيين، والمتابعين للأحداث، فالقيادة اليمنية اختارت التوقيت المناسب للمعركة، وقد كانت رعاية الله حاضرة بكل قوة، وهي الأهم في الانتصار الكبير الذي تحقق لليمن أمام الأمريكيين، حيث تعرضت البحرية الأمريكية لضربات مسددة لم تشهدها من قبل، بحسب اعترافات الأمريكيين أنفسهم، وتمكن اليمن من أن يكون سيد البحر الأحمر بلا منافس. لقد أدرك الأمريكيون أنهم في مأزق حقيقي، فعدوانهم على اليمن لم يضعف القدرات العسكرية اليمنية، وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، سيراكم من حالة الغضب والاستياء عليهم سواء داخل اليمن أو خارجه.. وهنا يقفز التساؤل الرئيس أمام الخبراء الأمريكيين والقادة: ماذا لو أصر اليمنيون على منع السفن والأساطيل الحربية الأمريكية من المرور في البحر الأحمر؟ الإجابة على التساؤل كانت المقدمة للتراجع الأمريكي، والبحث عن الوساطة العمانية لإقناع اليمن وقيادته بالتوقيع على اتفاق يفضي إلى وقف العدوان الأمريكي على اليمن، مقابل عدم التعرض للسفن الأمريكية، فالضرر على أمريكا هنا سيكون كبيراً إذا تم منعهم من المرور في البحر الأحمر. نهاية عصر الهيمنة الآن يقول الأمريكيون بكل وضوح: لقد هُزمنا في اليمن. ثم يتحدث نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بلا خجل، مؤكداً بأن 'عصر التفوق الأمريكي المطلق قد ولى'، وأن واشنطن تواجه تحديات جديدة ليس فقط في سباق التسلح بالأسلحة الفرط صوتية، ولكن أيضًا في مواجهة التكتيكات غير المتماثلة، والأسلحة منخفضة التكلفة كالطائرات المسيرة، والتي برزت فعاليتها بشكل واضح في معركة البحر الأحمر. رسالة فانس، بطبيعة الحال، لم تكن موجهة للداخل الأمريكي فقط، وإنما هي مزدوجة لحلفاء أمريكا، من الأوروبيين، والعدو الإسرائيلي، فاليمن الذي استطاع تأديب الأمريكيين في البحر الأحمر، هو ذاته قادر على تكرار التجربة مع أية دولة غربية، وإغلاق البحر الأحمر أمام دول أوروبا، يعني عزل الشرق عن الغرب، وعزل قارة آسيا وأفريقيا عن أوروبا، ولهذا فإن الصراع في هذه المنطقة يحتاج إلى قرارات حكيمة، وعدم التهور أو الاستعجال، لا سيما وأن القوات المسلحة اليمنية نجحت في استغلال الموقع الجغرافي لليمن في كبح جماح الهيمنة الأمريكية والغربية على المنطقة، . تبقى الرسالة الأهم، هي للدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر، فالتجربة اليمنية أثبتت فاعليتها في صناعة المتغيرات، ولو أن هذه الدول سلكت طريق اليمن، لما اضطرت المملكة السعودية أن تخضع وتذل لترامب، وتقدم له تريليونات الدولارات، ولديها من مقومات القوة ما يجعل أمريكا وأوروبا تأتي إليها صاغرة. ويبقى درس الهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر ملهماً لكل دول العالم، للخروج من حالة التبعية والخضوع لأمريكا، وهي رسالة مهمة لهذه الدول بإعادة قراءة الواقع من جديد، فاليمن اليوم غير يمن الأمس، والقيادة التي يجب أن تحظى بالاعتراف والتعامل معها هي الموجودة في صنعاء، ومن الغباء بعد كل هذه التطورات أن تتعامل دول العالم مع مجلس فاشل يسكن أعضاؤه في فنادق أقل من خمسة نجوم في الرياض.