
تصعيد حوثي في البحر الأحمر على إيقاع التفاوض الأميركي
وأدى هجوم، هو الثاني من نوعه في غضون أسبوع، نفذه الحوثيون المرتبطون بإيران، الاثنين الماضي، على سفينة إترنيتي سي للشحن، التي ترفع العلم الليبيري إلى غرق السفينة في البحر الأحمر قبالة اليمن، ومقتل 4 على الأقل من أفراد الطاقم، هم 3 بحارة وعنصر أمن، في حين عملت فرق الإنقاذ أمس على البحث عن بقية أفراد الطاقم، البالغ عددهم 22 فردا، هم 21 فلبينيا، وروسي واحد، وعنصرا أمن كانا على متن السفينة.
وأعلن مركز عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، الذي يديره الجيش البريطاني، أن عمليات البحث والإنقاذ بدأت ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، وتم إنقاذ 5 من أفراد الطاقم حتى الآن.
وذكرت مصادر أمنية بحرية أن «إترنيتي سي» تعرضت للهجوم يوم الاثنين بزوارق مسيّرة، وقذائف صاروخية أطلقها الحوثيون من قوارب سريعة. وأبلغ مصدران أمنيان «رويترز» بأن السفينة تعرضت للهجوم مرة أخرى مساء أمس الأول، مما أجبر الطاقم على القفز في الماء.
وعبّر مصدر عن مخاوف من احتمال خطف الحوثيين بعض أفراد الطاقم. وذكرت مصادر أن مسؤولين من الحكومة اليونانية يجرون محادثات دبلوماسية مع السعودية بشأن الواقعة.
وتعد «إترنيتي سي» ثاني سفينة تتعرض للهجوم في البحر الأحمر، بعد أن هاجم الحوثيون سفينة الشحن «إم. في ماجيك سيز» عقب هدوء في المنطقة استمر شهورا.
ودانت وزارة الخارجية الأميركية «الهجوم الإرهابي الحوثي» على السفينتين المدنيتين، مشيرة إلى أن «هذه الهجمات تبرز التهديد المتواصل الذي يمثله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران لحريّة الملاحة والأمن البحري والاقتصادي الإقليمي»، وأكدت أن «الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية خطوط الشحن التجاري وحرية الملاحة من الهجمات الحوثية، التي يجب على المجتمع الدولي بأسره إدانتها بشكل قاطع».
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أطلقت، في 15 مارس 2025، عملية عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، غير أن العملية توقفت بعد 52 يوماً، في أعقاب وساطة عمانية أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار، تعهّد بموجبه الحوثيون بوقف هجماتهم على السفن الأميركية.
لكن تصعيد الحوثيين الأخير، الذي أعقب انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، والتي شملت مشاركة أميركية في استهداف 3 منشآت نووية إيرانية، يطرح تساؤلات استراتيجية حول دوافع هذا التصعيد وتوقيته.
ويرى عدد من المراقبين أن استئناف الحوثيين عملياتهم في البحر الأحمر قد لا يكون مجرد تحرّك موضعي، بل يدخل في إطار إدارة إيرانية مدروسة للتصعيد غير المباشر ضمن أدوات الحرب الهجينة التي توظفها طهران في سياق الضغط السياسي والردع غير المتكافئ، وترجح هذه القراءة أن إيران توظف الهجمات الحوثية كورقة تفاوضية تكميلية في محادثاتها النووية، في ظل سعيها إلى رفع سقف مطالبها التفاوضية، مقابل محاولات إدارة ترامب تسريع العودة إلى طاولة المفاوضات.
ويشير هؤلاء المحللون إلى أن الضغط على الحوثيين لطالما شكّل أحد بنود المقايضة في مفاوضات واشنطن مع طهران، وأن إيران قد تعرض تخفيض وتيرة التصعيد الحوثي كبديل عن تقديم تنازلات ملموسة في ملفها النووي، أو حتى كجزء من «إجراءات بناء الثقة» الأولية، دون أن تمس جوهر برنامجها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 2 ساعات
- الجريدة
مراكز تعذيب تصبح تراثاً عالمياً
شهدت كمبوديا، اليوم، إقامة مراسم للاحتفال بإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ثلاثة مواقع سابقة للخمير الحمر في قائمة التراث العالمي، بما شكّل تكريماً يحوِّلها من مراكز للقمع إلى مواقع للسلام والتأمل. وخلال اجتماع في باريس، الجمعة، صنَّفت «اليونسكو» سجن تول سلينغ وحقول القتل في تشويونغ إيك في فنومبينه وسجن إم-13 في إقليم كامبونغ تشنانغ على أنها «مواقع تذكارية كمبودية: من مراكز للقمع إلى أماكن للسلام والتأمل». وقال القائم بأعمال وزير الثقافة، في تصريح نقلته «رويترز»، اليوم: «هذا نموذج للعالم يُظهر نضال كمبوديا الطويل، والمصالحة، وروح الوحدة الوطنية، وإيجاد العدالة للضحايا، وبناء السلام». وتمثل مواقع الخمير الحمر تذكيراً قوياً بالفظائع التي ارتُكبت في عهد نظام بول بوت من عام 1975 إلى 1979. وتشير تقديرات إلى أن تلك الفترة شهدت مقتل ما يتراوح بين 1.7 و2.2 مليون شخص، الكثير منهم فقدوا أرواحهم بسبب الجوع أو التعذيب أو في عمليات إعدام. وسجن تول سلينغ، الذي كان يضم حوالي 15 ألف سجين، أصبح الآن متحفاً لتاريخ الإبادة الجماعية.


المدى
منذ 9 ساعات
- المدى
'بلومبرغ': سباق محموم بين حلفاء واشنطن لتجنّب موعد ترامب النهائي بشأن الرسوم الجمركية
يحاول شركاء الولايات المتحدة التجاريون اجتياز الأسابيع الأخيرة من المفاوضات قبل دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ في 1 آب، بينما يواجهون زعيماً أبدى بوضوح 'نفاد صبره' تجاه المحادثات، وفق 'بلومبرغ'. ورغم أن المفاوضين، من بروكسل إلى نيودلهي، يسابقون الزمن للبحث عن مخرج من 'الرسوم العقابية'، التي لوح بها ترامب، واصل الرئيس الأميركي إرسال رسائل يحدد فيها معدلات الرسوم بشكل أحادي، مع ترك هامش ضئيل للمناورة. ونشر ترامب السبت، رسائل موجهة إلى رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، معلناً فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي بدءاً من 1 آب المقبل. وقال إن المكسيك لم تبذل ما يكفي لوقف تدفق مخدر الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وشكا من أن العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع بلاده 'غير عادل'، لكنه ألمح إلى أن كلا الشريكين يمكنهما اتخاذ خطوات لتخفيف الرسوم، لكنه حذر من أنه قد يرفعها أكثر إذا لم تعجبه ردودهما. وتوقعت 'بلومبرغ' أن تتكثف جهود تلك الدول وغيرها خلال الأسبوع المقبل، بحثاً عن مخرج من الرسوم العقابية قبل الموعد النهائي لتطبيق العديد من الضرائب على الواردات في 1 آب المقبل. ويتوجه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، إلى اليابان، بينما يركز مفاوضو الاتحاد الأوروبي اهتمامهم على الرسوم المفروضة على السيارات والمنتجات الزراعية، على أمل التوصل إلى اتفاق موقّت على الأقل. وذكرت 'بلومبرغ' أن الأيام المقبلة قد تشهد موجة جديدة من الرسائل الأحادية من البيت الأبيض، يحدد فيها الرئيس مستويات الرسوم الجمركية على دول يعتبر أنها 'لم تعد تستحق الاستمرار في التفاوض معها'.


كويت نيوز
منذ يوم واحد
- كويت نيوز
ترامب يفرض 30% رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي والمكسيك
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور عبر منصة تروث سوشيال، السبت، إن السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك ستواجه رسوماً جمركية أمريكية بنسبة 30%، اعتباراً من أول أغسطس المقبل. كان الاتحاد الأوروبي يأمل في التوصل إلى اتفاقية تجارية شاملة مع الولايات المتحدة، تضم التكتل المكون من 27 دولة. منذ بداية الأسبوع، تلقّى أكثر من 20 بلداً، غالبيتها في آسيا، رسالة مشابهة لتلك الموجّهة إلى كندا، مع إعلان رسوم بنسبة 25% لمنتجات آتية من شركاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وبلغت هذه النسبة 40% لبعض بلدان جنوب شرق آسيا. لكن أعلى نسبة أعلنت هي تلك التي قد تطال البرازيل، التي لم تكن قبل الآن مستهدفة برسوم أعلى من 10%، بعدما أعلن ترامب نيّته فرض زيادات بقيمة 50 % على المنتجات البرازيلية، ردّاً على الملاحقات القضائية ضدّ الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونار، والمتّهم بتدبير انقلاب على الدولة. وكان من المفترض في بادئ الأمر بدء تطبيق هذه الزيادات الجمركية الجديدة اعتباراً من التاسع من تموز (يوليو)، بعد تأجيلها مرّة أولى، ولكن ترامب وقّع مطلع الأسبوع مرسوما يؤجّل بموجبه تطبيقها إلى الأوّل من أغسطس (آب). وأكّد الرئيس الأمريكي في رسائله أن أيّ ردّ جمركي سيواجه بزيادة إضافية بالنسبة عينها. وبعد الفولاذ والألمينيوم والسيارات، وفي حين يتوقّع صدور إعلانات بشأن خشب البناء وأشباه الموصلات والمنتجات الصيدلانية، أعلن ترامب، الأربعاء، رسوماً بقيمة 50% ستطبّق على النحاس المستورد، اعتبارا من الأوّل من أغسطس. من جهتها، انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، السبت، الرسوم الجمركية الجديدة التي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها، لكنها أكدت استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة العمل على اتفاق مع واشنطن. وقالت فون دير لايين في بيان إن 'فرض رسوم بنسبة 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على ضفتي الأطلسي'. وأضافت: 'ما زلنا مستعدين لمواصلة العمل نحو اتفاق بحلول الأول من أغسطس (آب). وفي الوقت نفسه، سنتخذ كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على مصالح الاتحاد الأوروبي، ويشمل ذلك تبني إجراءات مضادة متكافئة، إذا كان ذلك ضرورياً'.