logo
هل تُرمى "قسد" في أحضان إيران؟

هل تُرمى "قسد" في أحضان إيران؟

المدنمنذ يوم واحد

يمر تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بظروف صعبة في ظل المتغيرات الكبيرة في الموقف الأميركي من المنطقة عموماً، وسوريا خصوصاً، بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما جعل هامش مناورة "قسد" ضيقاً للغاية، حيث تعرضت لضغوطات أميركية لتوقيع اتفاق مع الإدارة السورية الجديدة في آذار/مارس الماضي، يقرّ بوحدة الأراضي السورية.
تنسيق أميركي-تركي-سوري
مؤشرات عديدة أكدت أن ترامب ينظر لسوريا من المنظورين التركي والسعودي، وكان آخرها تأكيدات الرئيس الأميركي أن قرار تجميد العقوبات على سوريا، أتى بموجب طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأردفها بتعيين السفير الأميركي في تركيا توماس باراك، مبعوثاً أميركيا إلى سوريا، وهو أيضاً شخصية مقربة من ترامب.
وقبل أيام من تعيين المبعوث الجديد، سهّلت القوات الأميركية المتمركزة شمال شرق سوريا، زيارة وفد حكومي سوري إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة، الذي يقطنه عوائل يتهم بعض أفرادهم بالانتساب سابقاً إلى تنظيم "داعش"، تمهيداً لتولي الحكومة السورية مسؤولية الإشراف على هذه العائلات، وتسهيل إعادة دمجها في المجتمع السوري، وبالتالي ستفقد "قسد" ورقة مهمة كانت تلوح فيها بوجه الغرب كلما تعرضت لضغوطات تركية أو سورية.
الخطوة الأميركية الكبيرة كانت في 29 أيار/مايو الجاري، حين حضر المبعوث الأميركي توم باراك حفل توقيع اتفاقيات تركية وقطرية مع الحكومة السورية لتطوير قطاع الطاقة والكهرباء، وقام برفع علم الولايات المتحدة في المنزل المخصص للسفير الأميركي في سوريا، مع تأكيده على إمكانية بناء شراكة مع الجانب السوري، مما يشير بوضوح إلى نية لدى واشنطن بترقية العلاقة مع دمشق من المستوى الأمني الذي تعزز خلال الأشهر الماضية إلى المستويين الاقتصادي والسياسي.
بطبيعة الحال لا يمكن أن ترتاح "قسد" لهذه التطورات التي من شأنها أن تقلص من الاعتماد الأميركي عليها، رغبة من إدارة ترامب بإصلاح العلاقات مع تركيا، ولتوفير الدعم للإدارة السورية الجديدة لمنع الفوضى التي قد تتيح لإيران العودة إلى سوريا مجدداً.
قسد تفخخ شمال شرق سوريا
وفقاً للمعلومات الميدانية، تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" شمال شرق سوريا، وصول قيادات من حزب "العمال الكردستاني" بشكل شبه يومي، قادمين من جبال قنديل وكارا، وينتمي هؤلاء لتيار داخل الحزب لا يرغب بإلقاء السلاح، وعلى رأسه جميل باييك الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع إيران.
من جهة أخرى، فتحت "قسد" أبوابها منذ عدة أشهر، لانتساب عناصر سابقين في صفوف نظام الأسد، بعضهم ينحدر من محافظات شمال شرق سوريا، والبعض الآخر يهرب إلى مناطق سيطرة قسد من العمليات الأمنية التي تنفذها الحكومة السورية في الساحل لتفكيك شبكات تتبع للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، التي كانت تدين بالولاء لإيران.
ومنذ منتصف أيار/مايو الجاري، بات عناصر فلول الأسد يتولون مهاماً ميدانية تحت مظلة "قسد"، مثل الانتشار في بعض مناطق محافظة دير الزور لحراسة الحقول النفطية.
فرصة إيرانية محتملة
تمثل التطورات شمال شرق سوريا فرصة محتملة لإيران، التي تعتبر الخاسر الأبرز من سقوط بشار الأسد نهاية عام 2024.
وتفيد المعلومات بأن الاتصالات الإيرانية مع قيادات "قسد" مستمرة منذ سقوط الأسد، نظراً لشعورهم بالتهديد المشترك من تنامي الدور التركي في الإقليم، وسوريا خاصة، وبالتالي فإن ابتعاد واشنطن عن "قسد" وممارستها ضغوطاً عليها للاندماج ضمن الدولة السورية، قد يفتح المجال أمام الاستثمار الإيراني، لأن طهران فيما يبدو مستاءة من شعورهم بمساعي تركيا ودول الخليج العربي للتفرد بالملف السوري وإبعادها، وقد يكون خيار تعزيز التعاون مع "قسد" مناسباً جداً لإيران التي فقدت الكثير من شبكاتها المنتشرة في الساحل السوري، التي كانت تديرها عن طريق ضباط من الفرقة الرابعة فروا برفقة ضباط من الحرس الثوري الإيراني، إلى معسكرات إيرانية قرب الحدود العراقية، بعيد سقوط الأسد.
عموما، التعاون بين وحدات حماية الشعب التي تشكل غالبية تنظيم "قسد" والجانب الإيراني، ليس جديداً، حيث لدى الجانبين بالفعل اتصالات وثيقة منذ 2013، ولكن تراجعت العلاقة بشكل ملحوظ بعد تلقي الوحدات لدعم التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة منذ عام 2014، وقد تعود المصالح للتلاقي من جديد، خصوصاً أن هذه العلاقة لم تنقطع بالكامل، بل بقيت "قسد" تتحرك ضمن محور تحت الغطاء الإيراني يشمل أيضاً حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" العراقي، وفصائل عراقية تحظى بالدعم الإيراني، وقد ساهمت السليمانية الخاضعة لسيطرة الحزب الوطني، بتقديم الدعم الأمني واللوجستي لـ"قسد" طيلة السنوات الماضية، في ظل تغاضي الديمقراطيين الأميركيين عن هذا المحور تبعاً للهوامش التي كانت ممنوحة لإيران بالأصل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب سعى للتأثير عليها... الانتخابات الرئاسية في بولندا مقياس لموجة الشعبوية في أوروبا
ترامب سعى للتأثير عليها... الانتخابات الرئاسية في بولندا مقياس لموجة الشعبوية في أوروبا

النهار

timeمنذ 22 دقائق

  • النهار

ترامب سعى للتأثير عليها... الانتخابات الرئاسية في بولندا مقياس لموجة الشعبوية في أوروبا

في انتخابات رئاسية محتدمة، تواجه بولندا خيارًا مصيريًا بين مرشّحين، هما عمدة ليبراليّ مؤيّد لأوروبا في مقابل محافظ قوميّ متشدّد، وسط محاولة تأثير من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وترقّب أوروبي حذر لمآلات التصويت. وتقترب نتائج استطلاعات الرأي بينهما إلى درجة أنه من المستحيل التنبّؤ بنتيجة الجولة الثانية يوم الأحد. ورغم الشؤون الداخلية لبولندا، ألقى ترامب بثقله وراء المرشّح القومي كارول ناوروكسي، ووعد بتوثيق العلاقات العسكرية إذا اختاره البولنديون على رئيس بلدية وارسو الليبرالي رافاو تراسكوفسكي. منافسة ذات تداعيات عالمية التقى ترامب مع ناوروكسكي في وقت سابق من هذا الشهر في البيت الأبيض، وأرسل وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إلى اجتماع لمجموعة الضغط المحافظة CPAC في بولندا، حيث أعربت عن تأييدها القويّ له، بل أشارت إلى احتمال توثيق العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وبولندا إذا فاز ناوروكسكي، مع تلميح إلى أن فوز تراسكوفسكي قد يعرّض أمن بولندا للخطر. ولا تضع هذه الانتخابات مستقبل بولندا الداخلي على المحك فحسب، بل المكانة الدولية لعضو رئيسي في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على الجناح الشرقي للحلف، في منطقة تسيطر عليها المخاوف من حرب روسيا في أوكرانيا. يقول أنصار ترزاسكوفسكي إن زعيماً مؤيداً لأوروبا سيعزز مكانة بولندا على الساحة الدولية، في وقت تشهد فيه أوروبا حرباً. أما أنصار ناوروكسكي فيعتقدون بأن الحكم المحافظ وحده هو الذي يمكن أن يحمي السيادة الوطنية والقيم المسيحية التقليدية، ويقولون إن دعم ترامب سيعزّز أمن بولندا بشكل كبير. من يُحدد النتيجة؟ المرشح الذي قد يحدّد النتيجة في نهاية المطاف هو مرشح لن يظهر في جولة الإعادة. سلاوومير مينتزن سياسي يميني متطرّف، يبلغ من العمر 38 عامًا، ومنتج جعة من مدينة تورون الواقعة في وسط البلاد، احتلّ المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات، التي جرت في 18 أيار/مايو، بحصوله على ما يقرب من 15% من الأصوات. وعلى الرغم من خروجه من السباق، أصبح أنصاره، وأغلبهم من الشباب المناهضين للمؤسسة الحاكمة ومن المتشكّكين بشدّة في كل من بروكسل والمؤسسة السياسية البولندية، من أكثر الناخبين سعيًا وراءهم في البلاد. يبرز نفوذه تحولًا أوسع في السياسة البولندية، حيث أصبح اليمين المتطرف، الذي كان يعتبر في السابق قوة هامشية، يؤثر بشكل متزايد على الأجندة الوطنية، كما أنه جزء من اتجاه أوسع نطاقًا يتمثل باكتساب الأحزاب اليمينية المتطرّفة زخمًا في جميع أنحاء أوروبا. تفوّق تراسكوفسكي، عمدة وارسو والمرشح عن التحالف المدني الحاكم بزعامة رئيس الوزراء دونالد تاسك، على منافسه كارول ناوروكسكي، المرشح عن حزب "القانون والعدالة" المتشكك في الاتحاد الأوروبي، في الجولة الأولى من الانتخابات. ويخوض الرجلان الآن جولة إعادة محتدمة يوم الأحد. ستؤدّي الانتخابات إمّا إلى تمكين تاسك، وهو إصلاحي مؤيد للاتحاد الأوروبي، من خلال حليف رئاسي، وإمّا إلى إثقال كاهله بمنافس يُمكنه استخدام حقّ النقض ضد التشريعات وعرقلة مبادرات الحكومة. وتحظى الانتخابات باهتمام كبير في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، حيث استسلمت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد، بما في ذلك المجر وسلوفاكيا، للحكم الشعبوي، وتشجّعت القوى اليمينية المتطرفة بعودة ترامب إلى البيت الابيض. وقد تكون الانتخابات البولندية اختبارًا حقيقيًا لمدى صمود اليمين المتطرف في وسط وشرقي أوروبا. وفي حين حققت الأحزاب الوسطية التقليدية انتصارات ضئيلة في الانتخابات الأخيرة في رومانيا والبرتغال، حصل اليمين المتطرف على دعم كبير. قد يكون لنتيجة الانتخابات البولندية تداعيات على الأمن الأوروبي بشكل عام. فقد برزت بولندا كطريق إمداد رئيسية للأسلحة والمساعدات الغربية إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي، وفتحت حدودها لملايين اللاجئين. ما الذي تراهن عليه بولندا في هذه الانتخابات؟ وظيفة الرئيس في بولندا هي وظيفة شرفية إلى حد كبير، لكن القدرة على نقض التشريعات تجعل الرئاسة منصبًا حاسمًا بالنسبة للأحزاب الحاكمة. يمكن للرؤساء في بولندا أن يخدموا لفترتين رئاسيتين كحد أقصى، مدة كل منهما خمس سنوات؛ لذا فإن انتهاء ولاية الرئيس أندريه دودا، الذي أعاق استخدامه لحق النقض أجندة تاسك الداخلية، يمثل فرصة لرئيس الوزراء. إذا فاز تراسكوفسكي، فإن احتمال استخدام حق النقض الرئاسي سيكون أقلّ بكثير. أما فوز ناورتسكي فقد يؤدي إلى إضعاف ائتلاف تاسك. بالإضافة إلى حق النقض، يوقّع الرئيس أيضًا على تعيين السفراء، وهو مجال آخر جعل فيه دودا من الصعب على الحكومة العمل. كذلك يمثل بولندا في قمم حلف شمال الأطلسي، وهو دور مهم بالنظر إلى قرب البلاد من الحرب بين روسيا وأوكرانيا؛ ويقوم بتعيين محافظ البنك المركزي. قضايا الحملة الانتخابية لدى المرشّحين رؤى مختلفة تمامًا لمكانة بولندا في العالم: ترازاسكوفسكي: - تركّز حملة ترازاسكوفسكي، الذي خسر الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل أمام دودا قبل خمس سنوات، على قضايا الأمن، مع تبني موقف أكثر يمينية بشأن الهجرة وأمن الحدود. - يؤيد ترازاسكوفسكي، البالغ من العمر 53 عامًا، دورًا أكبر لأوروبا في الدفاع مع الحفاظ على علاقات وثيقة بين وارسو وواشنطن. - جعل سنواته على رأس العاصمة البولندية المتنامية حجر الزاوية في حملته الانتخابية، وهو معروف بآرائه التقدمية بشأن حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية، ودفاعه عن إلغاء قانون الإجهاض الصارم في بولندا. ناوروكسكي: - لم يكن ناوروكسكي، الملاكم السابق والرئيس الحالي للمعهد الوطني للذاكرة الوطنية الذي يحقق في جرائم العهد النازي والشيوعي، معروفًا على نطاق واسع قبل هذه الانتخابات الرئاسية. - سعى إلى النأي بنفسه عن إدارة حزب القانون والعدالة السابقة من خلال انتقاد بعض القيود التي فرضتها خلال جائحة كورونا. - يرى أن أميركا هي الحليف الوحيد الموثوق به لبولندا. - متشكك من الاندماج في الاتحاد الأوروبي، وأعطى صوتًا للمشاعر المعادية لأوكرانيا المتصاعدة في بعض قطاعات المجتمع البولندي. - يتبنى القيم الكاثوليكية التقليدية، التي يقول إنها مهددة، ويختلف بشدة مع منافسه في قضايا زواج المثليين والإجهاض، التي يرفضها.

ترامب أعلن سحب ترشيحه لحليف إيلون ماسك لتولي رئاسة وكالة ناسا
ترامب أعلن سحب ترشيحه لحليف إيلون ماسك لتولي رئاسة وكالة ناسا

النشرة

timeمنذ 37 دقائق

  • النشرة

ترامب أعلن سحب ترشيحه لحليف إيلون ماسك لتولي رئاسة وكالة ناسا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ​ ترامب ​، سحب ترشيحه للملياردير جاريد ايزاكمان، الحليف المقرب من الملياردير ​ إيلون ماسك ​، لتولي رئاسة وكالة ​ ناسا ​ للفضاء. وكان ترامب قد أعرب في كانون الأول الماضي وقبل عودته إلى الرئاسة عن رغبته بأن يكون ايزاكمان، رائد الأعمال وأول رائد فضاء غير محترف يسير في الفضاء، المدير المقبل لناسا. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق السبت ونقلا عن مصادر لم تسمها، أن ترامب سيسحب هذا الترشيح بعدما علم أن ايزاكمان قدم تبرعات لديموقراطيين بارزين. وقال البيت الأبيض في رسالة بريد إلكتروني إلى وكالة فرانس برس "من الضروري أن يكون الرئيس المقبل لوكالة ناسا متوافقا تماما مع برنامج ترامب: أميركا أولا". وأضاف "مدير وكالة ناسا سيساعد في قيادة البشرية إلى الفضاء وتنفيذ مهمة ترامب الجريئة المتمثلة في غرس العلم الأميركي على كوكب المريخ". ويبدو أن هذه الخطوة تمثل تجاهلا للملياردير ايلون ماسك الذي تنحى الجمعة عن منصبه في قيادة وزارة الكفاءة الحكومية. ووفقا للتقارير، فقد مارس ماسك ضغوطا مباشرة على ترامب ليتولى ايزاكمان الذي كانت له تعاملات تجارية مهمة مع شركة سبايس اكس، المنصب الأعلى في وكالة ناسا، ما أثار تساؤلات حول احتمال وجود تضارب مصالح. ومع ظهور الخبر، أكد ماسك أنه "من النادر العثور على شخص بهذه الكفاءة وطيبة القلب". وبرز ايزاكمان مؤسس شركة "شيفت 4 للمدفوعات" البالغ 42 عاما كشخصية رائدة في مجال رحلات الفضاء التجارية من خلال تعاونه البارز مع سبايس اكس. وقد صنع ايزاكمان التاريخ في أيلول الماضي عندما خرج من مركبة "كرو دراغون" لينظر إلى الأرض من الفضاء وهو يمسك بالهيكل الخارجي للمركبة، في أول عملية سير في الفضاء يقوم بها مدني ورائد فضاء غير محترف.

لقيادة "ناسا"... ترامب يسحب ترشيحه لحليف ماسك
لقيادة "ناسا"... ترامب يسحب ترشيحه لحليف ماسك

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

لقيادة "ناسا"... ترامب يسحب ترشيحه لحليف ماسك

أعلن البيت الأبيض، يوم أمس السبت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب ترشيحه للملياردير جاريد إيزاكمان، حليف إيلون ماسك، لتولّي قيادة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، في خطوة تعكس توترات داخلية حول تضارب المصالح وتبرعات انتخابية مثيرة للجدل. وكان ترامب قد أعرب، في كانون الأول الماضي وقبيل عودته إلى الرئاسة، عن رغبته في تعيين إيزاكمان، مؤسس شركة "شيفت 4 للمدفوعات" وأول رائد فضاء غير محترف يسير في الفضاء، على رأس الوكالة، معتبرًا أنه يمثل نموذجًا ناجحًا للقطاع الخاص في دعم الفضاء الأميركي. لكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر مطلعة أن ترامب عدَل عن قراره بعد اطلاعه على معلومات تشير إلى أن إيزاكمان قدّم تبرعات سابقة لعدد من الشخصيات الديمقراطية البارزة، ما اعتُبر خروجًا عن الخط السياسي لمبدأ "أميركا أولاً" الذي يرفعه ترامب. وفي رسالة بريد إلكتروني إلى وكالة فرانس برس، قال البيت الأبيض: "من الضروري أن يكون الرئيس القادم لوكالة ناسا متوافقًا تمامًا مع برنامج الرئيس ترامب 'أميركا أولًا'"، مضيفًا أن ترامب "سيُعلن عن بديل له قريبًا". ووفق تقارير متقاطعة، فإن القرار قد يشكّل صفعة غير مباشرة لإيلون ماسك، الذي تنحّى، يوم الجمعة، عن منصبه كوزير للكفاءة الحكومية، وذلك بعد أيام من توتّر علني مع وسائل إعلامية بشأن سلوكه الشخصي وتعاطيه للكيتامين. وأشارت المصادر إلى أن ماسك مارس ضغوطًا مباشرة على الرئيس الأميركي لترشيح إيزاكمان، الذي تجمعه به علاقات عمل متقدمة من خلال شراكة مع "سبايس إكس"، ما أثار مخاوف بشأن وجود تضارب مصالح محتمل في حال تولّى إيزاكمان المنصب الأرفع في وكالة الفضاء الأميركية. ورغم القرار الرئاسي، كتب ماسك على منصة إكس: "من النادر العثور على شخص بهذه الكفاءة وطيبة القلب"، في إشارة إلى دعمه المستمر لصديقه إيزاكمان. يُعدّ إيزاكمان (42 عامًا)، أحد أبرز وجوه قطاع الفضاء الخاص في السنوات الأخيرة. وهو مؤسس شركة "شيفت 4 للمدفوعات"، وقاد عدة رحلات تجارية إلى الفضاء بالتعاون مع "سبايس إكس". وفي أيلول الماضي، سجّل إيزاكمان إنجازًا تاريخيًا كأول مدني غير محترف يسير في الفضاء، حين خرج من كبسولة "كرو دراغون" وظهر ممسكًا بهيكل المركبة في مشهد بثّته الوكالات الفضائية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store