
لماذا تراجعت ثقة الروس بالروبل الرقمي رغم حملة الترويج؟
وبيّن الاستطلاع أن 7% فقط من الروس لديهم دراية جيدة بالروبل الرقمي، بينما قال 45% من المشاركين إن لديهم فكرة عامة عنه، في حين أكد 43% أنهم سمعوا بالمصطلح دون فهم جوهره.
كما أظهرت النتائج أن 5% من المشاركين صادفوا هذا المفهوم للمرة الأولى خلال الاستطلاع ذاته.
وعبّر 35% من المشاركين عن استعدادهم لاستخدام الروبل الرقمي، وهي نسبة أعلى بـ5% مقارنة بالعام الماضي، بينما أبدى 51% رفضهم، لأسباب تتعلق أساسا بالسلامة الرقمية.
عملة ثالثة
الروبل الرقمي هو عملة وطنية أُطلقت عملياتها التجريبية في روسيا بتاريخ 1 أبريل/نيسان 2023، ويُعد الشكل الثالث من أشكال العملة التي يعتزم بنك روسيا إصدارها، إلى جانب الشكلين الحاليين: النقدي وغير النقدي.
ويُصدر الروبل الرقمي من قبل البنك المركزي حصريا، وهو مدعوم باحتياطيات الذهب والعملات الأجنبية، ومرتبط بقيمة العملة الوطنية، ويتم تخزين الروبلات الرقمية في محافظ خاصة على منصة الجهة التنظيمية.
وسيكون استخدام الروبل الرقمي طوعيا، بحيث تكون المعاملات مجانية للأفراد، في حين تُفرض على الشركات والمؤسسات عمولة بنسبة 0.3% من قيمة الدفع.
وقد أعلن البنك المركزي الروسي عن المبادئ الأساسية لإطلاق الشكل الرقمي من العملة الوطنية، وأبرزها:
تسريع المدفوعات.
سهولة الاستخدام.
الأمان.
خفض تكلفة خدمات الدفع والتحويلات المالية.
تحفيز المنافسة بين المؤسسات المالية وظهور ابتكارات في نظم المدفوعات.
تعزيز الاقتصاد الرقمي.
دعم استدامة النظام المالي والاستقرار الاقتصادي الكلي.
إشراك البائعين والمشترين في المناطق النائية في النظام الاقتصادي الوطني.
كما أوضح البنك المركزي أن الروبل الرقمي لا يختلف من حيث القيمة عن الروبل الورقي أو غير النقدي، وسيُصدر رقميا إلى جانب العملتين الحاليتين. ونتيجة لذلك، سيكون عرضة لتأثير الوضع الاقتصادي في البلاد، بما في ذلك أخطار تراجع القوة الشرائية وانخفاض قيمة المدخرات.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن الحملة الترويجية التي أطلقها البنك المركزي الروسي لم تحقق الأهداف المرجوة في تشجيع المواطنين على تبني الشكل الجديد للعملة الوطنية.
ويعود أول ذكر رسمي لمشروع الروبل الرقمي إلى عام 2020، حين أعلن البنك المركزي عن إطلاق مبادرة للنقود الرقمية، كان من المفترض أن يبدأ تجريبها في 2021، غير أن جائحة كورونا أدت إلى تأجيل التنفيذ، ليبدأ لاحقا في عام 2022.
المال موجود والثقة معدومة
توضح الباحثة في مركز التحليل الاقتصادي الكلي سفيتلانا شتورغينا أن نسبة كبيرة من الروس لا ترى أي فوائد ملموسة من استخدام الروبل الرقمي بسبب غياب الخبرة الشخصية في التعامل معه، في حين أنهم يُدركون الأخطار المرتبطة به.
وتشير في حديثها للجزيرة نت إلى أن محورَي الاهتمام العام الرئيسيين حاليا يتمثلان في سلامة الشكل الجديد للعملة وانعدام الثقة به، مضيفة أن هذه "المشاعر الملتبسة" بين الشك والثقة هي التي تُحدد موقف الرأي العام حتى اللحظة.
وتضيف أن المخاوف المرتبطة بالخصوصية والأمن تحتل مكانة بارزة في أسباب العزوف، إذ يخشى كثيرون من استخدام الروبل الرقمي كأداة للمراقبة، أو من تسرب البيانات المالية الشخصية، مما يجعله، في نظرهم، "لغزا أكثر منه أداة مالية مفهومة".
كما تلفت شتورغينا إلى أن إدخال العملة الرقمية قد يُفقد البنوك المركزية دورها كمشارك مستقل في السوق، وأن الشكل الرقمي قد يفرض ضغوطا غير ضرورية على المؤسسات التجارية.
ومع ذلك، ترى الباحثة أن الروبل الرقمي يمكن أن يتحول إلى بديل محتمل لنظام " سويفت"، وإن لم تتضح بعد القيمة المضافة التي قد يقدمها للمستخدم، لا سيما في ظل توافر أدوات دفع عديدة مثل البطاقات المصرفية، والمحافظ الإلكترونية، ورموز الاستجابة السريعة، ونظام الدفع السريع.
طلب ضعيف
من جهته، يفسر الخبير الاقتصادي أندريه زايتسف تراجع الثقة بمشروع الروبل الرقمي بأن كثيرا من تفاصيله لا تزال غامضة وقيد التطوير، وهو ما ينعكس على عدم وضوح الصورة لدى المستخدمين.
ويرى زايتسف في حديث للجزيرة نت أنه إذا طُرح الروبل الرقمي كخدمة مماثلة لما هو متاح حاليا في السوق من حلول مالية، فقد لا يكون له أي حافز جذب فعلي، خاصة إذا بقيت المشاركة في استخدامه اختيارية.
ويُقدّر الخبير حجم الطلب الحالي على الروبل الرقمي بنقطتين من أصل 10، قد ترتفع إلى 6 فقط في حال وُضعت عروض محددة وجاذبة للفئات المستهدفة.
ويشير إلى أن البنك المركزي الروسي سيواجه معضلة "البيضة والدجاجة" عند تطبيق الروبل الرقمي، في إشارة إلى ضرورة تحديد الجهة التي ستقود اعتماد العملة الجديدة: هل هو المستخدم العادي أم قطاع التجارة والخدمات؟
إعلان
ويعتقد زايتسف أن معالجة فجوة الثقة بالعملة الجديدة تقتضي تقديم مزايا أو خصائص فريدة تميز الروبل الرقمي عن أدوات الدفع التقليدية، إلى جانب تقديم ضمانات قوية بشأن حمايته من القرصنة والاختراق.
ويحذر كذلك من أن استخدام الروبل الرقمي كأداة تنافس مباشرة البنوك الوسيطة قد يؤدي إلى خلل في توازن النظام المالي، لا سيما في حال عرض البنك المركزي خدمات الإقراض أو الإيداع باستخدام الروبل الرقمي، مما يجعله لاعبا منافسا في السوق المصرفي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
مطبخ بوروسيا دورتموند يمنعه من عقد صفقات جديدة
لم يتمكن فريق بوروسيا دورتموند الألماني من عقد جميع صفقاته المقررة في سوق الانتقالات الصيفية بسبب مشاريع أخرى باهظة التكلفة على رأسها مطبخ النادي. ولم يتعاقد بوروسيا دورتموند إلا مع 3 لاعبين هم جوبي بيلينغهام، ويان كوتو، ودانيال سفينسون خلال سوق الانتقالات الصيفية، بإجمالي 57 مليون يورو. ووفقًا لصحيفة "سبورت بيلد" الألمانية، فإن ميزانية بوروسيا دورتموند في الميركاتو الصيفي محدودة للغاية بسبب تجديد مطبخ الملعب بالكامل بتكلفة إجمالية بلغت 11 مليون يورو. وقبل نحو عام، أفادت التقارير بأن هيئة التفتيش التجاري زارت ملعب سيغنال إيدونا بارك وأعلنت أن مرافق المطبخ بأكملها قديمة وغير مطابقة للمواصفات، مما أدى إلى هذا الاستثمار الضخم. صفقة أخيرة قبل نهاية سوق الانتقالات رغم تأهله لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل ومشاركته في كأس العالم للأندية هذا الصيف، لم يعد بإمكان بوروسيا دورتموند الاستثمار. وتشير التقارير إلى أن المديرين الرياضيين لارس ريكن وسيباستيان كيل يمتلكان ميزانية تتراوح بين 30 و40 مليون يورو لرسوم الانتقالات، مما قد يسمح لهما على الأرجح بالتعاقد مع فابيو سيلفا، أحدث أهداف النادي الألماني في سوق الانتقالات. علاوة على ذلك، لم ينجح بوروسيا دورتموند بعد في بيع أي لاعب من أصحاب الرواتب الكبيرة. ويضم النادي الألماني 5 لاعبين ستنتهي عقودهم بنهاية الموسم الجديد وهم: نيكولاس زوله (29 عاما) وإمري جان (31 عاما) وباسكال غروس (34 عاما) وصالح أوزكان (27 عاما) وجوليان براندت (29 عاما).


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
الهلال السعودي يقترب من حسم صفقة نونيز مهاجم ليفربول
ذكر تقرير إعلامي أن نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم توصل لاتفاق مع الهلال السعودي على بيع المهاجم الأوروغواياني داروين نونيز. وذكرت شبكة "سكاي سبورتس" الأربعاء أن النادي تقدم بعرض بقيمة ثابتة تبلغ 46.2 مليون جنيه إسترليني (53 مليون يورو)، بالإضافة إلى مكافآت قد ترفع الصفقة إلى 56.6 مليون جنيه إسترليني (65 مليون يورو). كما كتب الصحافي الإيطالي فابريتسيو رومانو، المتخصص بالانتقالات، على إكس "حصريا: الهلال يقترب من حسم صفقة الحصول على داروين نونيز بعد التوصل إلى اتفاق شفهي مع ليفربول"، مضيفا "الاتفاق بين الناديين قد حصل، والهلال يتفاوض مع داروين بشأن الشروط الشخصية. القرار يعود للاعب لكن المفاوضات جارية. إينزاغي يريده"، في إشارة إلى مدرب الهلال الجديد الإيطالي سيموني إينزاغي. ويدافع الأوروغواياني عن ألوان ليفربول منذ 3 أعوام بعدما انضم إليه من بنفيكا البرتغالي في صفقة قدرت بـ75 مليون يورو (87 مليون دولار)، لكنه لم يرتقِ فعلا إلى حجم التوقعات المحيطة به، واكتفى بتسجيل 40 هدفا في 143 مباراة بألوان "الحمر" في كافة المسابقات. ورغم أنه سجل 18 هدفا في الموسم الأخير للمدرب يورغن كلوب مع ليفربول، سجل نونيز 7 أهداف فقط في الموسم الماضي مع المدرب أرني سلوت. ويبدو ليفربول الذي توج الموسم الماضي بقيادة مدربه الجديد الهولندي أرني سلوت بلقبه العشرين في الدوري الممتاز، مستعدا للتخلي عن نونيز بعد تعاقده مع الفرنسي أوغو إيكيتيكي من آينتراخت فرانكفورت الألماني في صفقة قدرت بـ69 مليون جنيه إسترليني، وسعيه لضم السويدي ألكسندر إيزاك من مواطنه نيوكاسل الذي يطالب بـ150 مليون جنيه (قرابة 200 مليون دولار) للتخلي عنه. وأنفق بطل الدوري الممتاز حتى الآن 116 مليونا لضم صانع الألعاب الألماني فلوريان فيرتس من باير ليفركوزن، بالإضافة إلى التعاقد مع المدافعين الهولندي ييريمي فريمبونغ من ليفركوزن أيضا، والمجري ميلوش كيركيز من بورنموث. كما انضم حارس المرمى الدولي الجورجي جورجي مامارداشفيلي إلى فريق سلوت منذ نهاية الموسم الماضي، بعد الموافقة على انتقاله من فالنسيا الإسباني في عام 2024.


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
مستشار مودي يزور موسكو بعد تهديد واشنطن بزيادة الرسوم الجمركية
يزور أجيت دوفال مستشار رئيس الوزراء الهندي للأمن القومي موسكو -اليوم الأربعاء- بعد أن هددت واشنطن بزيادة الرسوم الجمركية على نيودلهي بسبب شرائها النفط الروسي. وذكرت صحيفة "هندو" أن دوفال توجه إلى العاصمة الروسية مساء أمس، وهو ما أكدته قناة "إن تي دي في" التلفزيونية. ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو. وأول أمس، قالت الخارجية الهندية إن الضغط الأميركي لوقف مشترياتها من النفط الروسي "غير مبرر وغير منطقي" وتعهدت بحماية مصالح البلاد. وأوضحت الهند أنها بدأت الاستيراد من روسيا لأن الإمدادات التقليدية تم تحويلها إلى أوروبا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقال الخبير الاقتصادي شيلان شاه لدى "كابيتال إيكونوميكس" إن الهند تستطيع من حيث المبدأ إيجاد موردين آخرين بسهولة نسبيا ودون تأثير اقتصادي كبير، ولكن ذلك يشكل تحديا من الناحية السياسية. وأوضح شيلان شاه في مذكرة أن صناع السياسات سيبدون تحفظا حيال الإضرار بالعلاقات مع روسيا والتي غالبا ما تكون ودية، ومنذ مدة طويلة. وأعلنت أوكرانيا أمس العثور على مكونات هندية الصنع في مسيرات روسية. وقد زودت روسيا الهند بما يصل إلى 76% من وارداتها العسكرية بين عامي 2009 و2013، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ومع تراجع هذه النسبة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ما زالت الهند تعتمد على روسيا للتزود بالقطع الأساسية.