
الإعلامي الدكتور محمد العشي : إلى من يشككون... هذا هو الأردن حين يكون الوفاء فعلًا لا شعارًا
بقلم: الإعلامي الدكتور محمد العشي
في زحمة التناقضات، وتكاثر الأبواق، وتضخّم المساحات الرمادية على منصات التواصل، برزت في الآونة الأخيرة أصوات تشكك، وتطعن، وتحاول زعزعة الثقة بين الأردن وفلسطين، وتحديدًا غزة.
سؤال يتردد همسًا وصخبًا: ماذا قدّم الأردن لغزة؟ ولماذا صمت؟ وأين دوره؟ وكأن تاريخًا من الدم والدعم والتضحيات يمكن إنكاره بجملة، أو مسحه بتغريدة.
لهؤلاء... لا بد من وقفة، ليس للدفاع، بل للتذكير.
فالأردن، الذي وُلد على حدود فلسطين، لم يكن يومًا دولة تقف في الصفوف الخلفية، ولا انتظر التعليمات من أحد ليفتح أبوابه لغزة. لم يكن يومًا عابرًا في المشهد الفلسطيني، بل كان وما زال، جزءًا أصيلًا منه، حارسًا للعقيدة، ومدافعًا عن الإنسان، ورافدًا للدعم في كل محنة.
دعم لا يحتاج لإثبات
لم يدخل الأردن يوماً في مزاد الدعم ولا في حلبة الاستعراض السياسي. لم يُصوّر قوافله ليحصد إعجابات، ولم يعلّق لافتات على المساعدات بحثًا عن التصفيق.
فهو يعرف أن غزة لا تحتاج إلى خطابات، بل إلى أفعال. وأن التضامن الحقيقي لا يُقاس بما يُقال، بل بما يُبذل.
هذا البلد، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، مدّ يده لغزة كلما اشتدت عليها الخطوب، ولم يُعلن ذلك ترفًا ولا منّة. كان يفعل لأنه يؤمن، ويستجيب لأنه يعتبر فلسطين مسؤوليته لا مصلحته.
من يُشكك... فليسأل التاريخ
من يشكك في موقف الأردن، فليعد إلى صفحات تاريخه القريب والبعيد.
من حمى القدس سياسيًا ودينيًا؟
من قاد الدفاع عن المسجد الأقصى وأصرّ على الوصاية الهاشمية؟
من أقام المستشفيات في غزة؟
من حمل الجرحى؟
من خاطب العالم بلغته لا بلغة التهديد؟
منذ اندلاع الحرب الأخيرة، لم يُبدّل الأردن موقعه. لم يجلس متفرجًا، ولم يتردّد في الفعل، رغم تعقيد المشهد وضغوط السياسة الدولية.
تحرّك على الأرض، بالصمت حين اقتضى الأمر، وبالكلمة حين وجب أن تُقال.
إنسانية الأردن لا تحتاج شهادة
ما يميّز موقف الأردن أنه لم يكن مشروطًا. لم يربط الدعم بموقف سياسي، ولم يستخدمه كورقة ضغط. لم ينتقِ من يدعمه بناءً على الاصطفافات.
بل اختار أن يوجّه دعمه للإنسان فقط، في أي مخيم كان، وتحت أي سقف سكن، وفي أي زاوية من زوايا الألم كان يقيم.
فالدعم الأردني ليس خطابًا ناريًا ولا عنوانًا عاطفيًا، بل فعلٌ مستمر، هادئ، دؤوب، لا يحتاج إلى ضجيج.
من القوافل التي انطلقت، إلى الطواقم الطبية التي خدمت، إلى الحملات الشعبية التي نظّمت... كان هناك أردنيون يعملون بصمتٍ من أجل غزة.
البعض يجهل... والبعض يتجاهل
نعلم أن بعض التشكيك ناتج عن جهل بالمشهد، لكن بعضه الآخر مقصود وموجّه.
هناك من لا يحتمل فكرة أن يظل الأردن حاضرًا بهيبته ووزنه في قلب المعادلة الفلسطينية. وهناك من يخشى أن تبقى المملكة سندًا أخلاقيًا للشعب الفلسطيني في زمن السقوط.
ولذلك، تُطلق حملات منظمة، تُشوّه الموقف، وتحرّف الوقائع، وتبث إشاعات الغياب، رغم أن الأثر أوضح من أن يُنكر.
ليس صمتًا... بل نُبل
أولئك الذين يسألون: لماذا لم يتحدث الأردن كثيرًا؟
الجواب ببساطة: لأنه يعمل، ومن يعمل لا يحتاج إلى ضجيج.
الصمت في حضرة الواجب فضيلة، لا تراجع. ومن يعرف مدرسة القيادة الهاشمية، يعرف أن الفعل فيها أسبق من القول، وأن العطاء فيها لا يُربط بعدسات الكاميرا.
غزة ليست مجرد "قضية"
في الأردن، لا تُعامَل غزة كملف دبلوماسي ولا ورقة سياسية، بل كامتداد شعبي وإنساني.
هي ليست عنوانًا لموقف خارجي، بل نبضٌ داخلي يعيش في كل بيت، وكل وجدان.
الطفل الأردني يعرف أن دم الطفل الغزي يشبهه. والمرأة الأردنية تعرف أن الألم هناك يطرق بابها.
وهذا الإحساس، لا يمكن أن يُمنح ولا يُدرّس، بل يُورث... ونحن ورثناه.
لا نرد على الشتائم... بل نرد بالوفاء
لن تجد الأردن يرد على كل من تطاول أو افترى. لأنه ببساطة لا يغيّر بوصلته لأجل من لا يرى.
لكنه في المقابل، يرد بإرسال المعونات، وتسيير الطواقم، وبناء المستشفيات، وفتح حدوده للجرحى، ونقل رسالته للمجتمع الدولي بثبات.
هو لا ينافس في خطابات المزايدة، لكنه يتصدّر في ميادين العمل.
ومن يُنصف، سيرى الحقيقة واضحة: أن الأردن لم يتخلّ، ولم يتغيّر، ولم يتأخر.
خاتمة:
إلى من يُشكّك، لا نرد بالاتهام، بل بالحقيقة.
وإلى من يُنكر، لا نرد بالغضب، بل بالفعل.
هذا هو الأردن... لا يُعرّف نفسه بالشعارات، بل يُثبت نفسه بالميدان.
وفي زمن الضجيج... يبقى صوته خافتًا لكنه عميق.
وفي زمن النكران... يبقى عطاؤه صامتًا لكنه صادق.
وفي زمن الانقسام... يبقى حضوره وحدويًا، وإنسانيًا، وعروبيًا بلا قيد.
وغزة، إن نطقت، فستقول: "كان الأردن هنا... وما زال.'
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هلا اخبار
منذ 44 دقائق
- هلا اخبار
وزير الأوقاف يحمّل الاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى
هلا أخبار – أدان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور محمد الخلايلة، بأشد العبارات الاقتحام الاستفزازي الذي أقدم عليه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير صباح اليوم للمسجد الأقصى المبارك تزامنا مع ما يسمى 'ذكرى خراب الهيكل' لباحات الحرم القدسي الشريف والتي تمت بحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة المدججة بالسلاح، والتي قامت بدورها باعتقال ثلاثة من حراس المسجد الأقصى المبارك. وقال الوزير إن هذه الاقتحامات والانتهاكات والتحريض عليها من قبل جماعات الهيكل المزعوم وبأعداد غير مسبوقة من المتطرفين هي أعمال مدانة ومرفوضة بالمعايير الدولية كافة، وتنتهك حرمة هذا المكان المقدس وتخالف القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، التي تؤكد على ضرورة احترام أماكن العبادة. وحمّل الوزير السلطة القائمة بالاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى وموظفيه وحراسه ومصليه، وطالبها بوقف هذه الانتهاكات الاستفزازية والتي تستهدف مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، لأن مثل هذه الأعمال توتر المنطقة وتنذر بحدوث حالة من العنف في المنطقة والعالم أجمع. وأكد أن المسجد الأقصى المبارك هو حق خالص للمسلمين وحدهم، وهو جزء لا يتجزأ من عقيدتهم، وأنه غير قابل للقسمة ولا للشراكة، وأن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية تحت الوصاية الهاشمية، هي الجهة المختصة بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف.


هلا اخبار
منذ 44 دقائق
- هلا اخبار
'فلسطين النيابية' تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للأقصى
هلا أخبار – عبرت لجنة فلسطين النيابية عن إدانتها الشديدة لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأكد رئيس اللجنة، النائب سليمان السعود، خلال اجتماع عقدته اللجنة اليوم الأحد مع مجموعة من النشطاء الشباب من مؤسسة 'أبتناء' للعمل التطوعي، أن هذا الاقتحام يُعدّ انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، ومحاولة لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، واستفزازًا لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم. وأشار السعود إلى أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري في إدارة شؤون المسجد الأقصى وتنظيم الدخول إليه. واستعرض السعود مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني الداعمة للقضية الفلسطينية، وجهود الأردن الإغاثية المتواصلة تجاه قطاع غزة من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي. وأكد السعود أهمية وحدة الصف الأردني في مواجهة حملات التشكيك التي تستهدف مواقف المملكة، مشددًا على أن الأردن يتعرض لهجمات منظمة للنيل من مواقفه، ويواصل في الوقت ذاته أداء دوره العروبي والإنساني تجاه الأشقاء الفلسطينيين. كما أشار إلى أن مجلس النواب، من خلال رئيسه السيد أحمد الصفدي، يواصل جهوده في الدبلوماسية البرلمانية مع رؤساء البرلمانات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، دعماً للموقف الأردني. من جانبهم، أكد الحضور موقفهم الثابت والداعم لمواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة التصدي لكل محاولات التشكيك، مشيدين بدور لجنة فلسطين ومجلس النواب في المحافل البرلمانية، ومطالبين بتكثيف الإنزالات الجوية للمساعدات إلى قطاع غزة. وشددوا على أن إدارة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة الوحيدة صاحبة الصلاحية في إدارة المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه، ضمن إطار الوصاية الهاشمية التاريخية.


وطنا نيوز
منذ ساعة واحدة
- وطنا نيوز
وزير الأوقاف: انتهاك حرمة الأقصى استفزاز خطير وتحدٍ للقانون الدولي
وطنا اليوم:أدان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، بأشد العبارات الاقتحام الاستفزازي الذي أقدم عليه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير صباح اليوم للمسجد الأقصى المبارك تزامنا مع ما يسمى 'ذكرى خراب الهيكل' لباحات الحرم القدسي الشريف والتي تمت بحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة المدججة بالسلاح, والتي قامت بدورها باعتقال ثلاثة من حراس المسجد الأقصى المبارك. وقال الوزير الخلايلة، إن هذه الاقتحامات والانتهاكات والتحريض عليها من قبل جماعات الهيكل المزعوم وبأعداد غير مسبوقة من المتطرفين هي أعمال مدانة ومرفوضة بكافة المعايير الدولية , وتنتهك حرمة هذا المكان المقدس وتخالف القوانين والأعراف الدولية والإنسانية , التي تؤكد على ضرورة احترام أماكن العبادة. وحمّل الوزير السلطة القائمة بالاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى وموظفيه وحراسه ومصليه وطالبها بوقف هذه الانتهاكات الاستفزازية والتي تستهدف مشاعر ملايين المسلمين حول العالم, لأن مثل هذه الأعمال توتر المنطقة وتنذر بحدوث حالة من العنف في المنطقة والعالم أجمع. وأكد على أن المسجد الأقصى المبارك هو حق خالص للمسلمين وحدهم وهو جزء لا يتجزأ من عقيدتهم وأنه غير قابل للقسمة ولا للشراكة , وأن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية تحت الوصاية الهاشمية ، هي الجهة المختصة بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف.