
اتهامات بالتزييف واعترافات ضمنية بالخيانة...وثائقي 'العربية' عن 'صالح' يشعل غضب الحوثيين
واتهم عامر القناة بـ"تزوير الحقائق وتزييف الوقائع"، مؤكدًا أن الوثائقي تضمن "مغالطات عديدة ومخالفة للروايات السابقة التي تم تقديمها"، على حد تعبيره. كما وصف أحداث ديسمبر 2017 بـ"الفتنة والجريمة"، مكررًا الأوصاف التي درج إعلام الجماعة على إطلاقها على تلك الانتفاضة.
وأضاف عامر أن لديه معلومات وتفاصيل دقيقة لم تُذكر في البرنامج، مشيرًا إلى أن إنتاج الوثائقي جاء نتيجة خلافات داخل أسرة الرئيس الراحل، بالإضافة إلى "صراعات بين الإمارات ودول أخرى"، دون أن يخوض في تفاصيل تلك الجزئية، مكتفيًا بالقول: "أتمنى لهم جميعًا الجحيم".
وفي معرض حديثه، دافع عامر عن الرواية الحوثية بشأن موقع مقتل الرئيس السابق، واعتبر أن ما كشفه إعلام الجماعة هو "الصحيح"، مشيرًا إلى أن طيران التحالف العربي كان يؤمن تحرك صالح أثناء محاولته مغادرة صنعاء، من خلال تنفيذ غارات على مواقع عسكرية حوثية، منها نقاط تفتيش وعربات مسلحة، لا سيما على الطريق المؤدي إلى محافظة مأرب.
واعترف عامر، في سياق تصريحاته، بمصرع "المئات من عناصر الجماعة" خلال انتفاضة ديسمبر 2017، جراء غارات التحالف، خصوصًا في منطقة سنحان وعلى امتداد الطريق إلى مأرب، مؤكدًا أن العشرات من العربات العسكرية الحوثية عادت من تلك الجبهة بعد أن لحقت بها خسائر كبيرة.
وفي تصعيد لافت، اختلق عامر جملة من الاتهامات، من بينها "تورط أسرة صالح في علاقات مزعومة مع إسرائيل"، وهي تهمة اعتادت الجماعة الحوثية إطلاقها ضد خصومها السياسيين في محاولة لتحسين صورتها أمام الشارع اليمني، رغم سجلها الحقوقي المتخم بالانتهاكات منذ اندلاع أولى حروب صعدة عام 2004 وحتى اليوم.
كما أقر عامر، بشكل غير مباشر، بخيانة جماعته للرئيس الراحل بعد تحالفهم معه في سنوات سابقة، متهمًا نظام صالح بأنه كان مسؤولًا عن "مقتل عناصر من جماعته" خلال الحروب الستة في صعدة، واصفًا التحالف الذي جمع الحوثيين بصالح لاحقًا بأنه "تسامح من جانبهم"، متجاهلًا أن انتفاضة ديسمبر اندلعت بعد قيام جماعته بتطويق منازل صالح، وقتل مرافقي أبنائه، بل ومحاصرة منزل الرئيس نفسه.
وأشار عامر إلى خطابات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي وصفها بالموجهة، رغم أن الممارسات على الأرض، وفقًا للواقع، تتناقض مع مضامين تلك الخطابات، بدءًا من ما وصفه بـ"الجرعة" ووعد تحسين الأوضاع المعيشية، في حين أقدمت الجماعة على إيقاف رواتب الموظفين ورفع الأسعار، ما فاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مناطق سيطرتهم.
يُذكر أن البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" أثار تفاعلًا واسعًا، نظرًا لما تضمنه من شهادات حصرية ومقاطع مصورة، سلطت الضوء على الساعات الحرجة قبيل مقتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في واحدة من أكثر اللحظات المحورية في تاريخ اليمن الحديث.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 12 دقائق
- اليمن الآن
بعد "تسونامي" الاعترافات المنتظرة بفلسطين.. قصة دولة قررت الانتحار
ليس هناك في وسائل الإعلام الإسرائيلية تعبير أكثر شيوعا هذه الأيام من "تسونامي سياسي" وتجده على كل لسان من اليمين واليسار على حد سواء. فهو الخطر الداهم الذي يوصف وكأنه "كارثة طبيعية" صعبة ينبغي الاستعداد لمواجهتها، بعد أن وصل الإنذار الوشيك بقرب حدوثها، بإعلان فرنسا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية والدور الذي لعبته في مؤتمر "حل الدولتين" في الأمم المتحدة. والقصة في إسرائيل ليست مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ هناك ما لا يقل عن 140 دولة معترفة بدولة فلسطين. القصة أعمق بكثير وتكمن في أن فرنسا تمثل السنونو التي تبشر بربيع فلسطين وتنذر بخريف إسرائيل. فرنسا ليست فقط واحدة من الدول العظمى القديمة، وإنما هي أول عضو من مجموعة السبع الصناعية الكبرى، وهي واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. صحيح أن من المعترفين بدولة فلسطين روسيا والصين وهما من الدول العظمى والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، لكنهما ليستا من دول الحضارة الغربية، التي تعتبر إسرائيل نفسها رأس حربتهم في الشرق البربري. وفرنسا تقدمت صفوف الدول الأوروبية التي تغيرت بشكل كبير مواقف شعوبها وباتت ترى في إسرائيل، وحكومتها الحالية ونهجها الحربي، عنوان الشر في العالم. وليس صدفة أن ظهرت في مؤتمر الأمم المتحدة نوايا دول أوروبية وغربية أخرى بعد أن أعلنت 15 دولة منها نيتها الاعتراف بدولة فلسطين قريبا أو في سبتمبر/أيلول المقبل. وما زاد الطين بلة في نظر إسرائيل أنه في ختام "مؤتمر الدولتين"، أصدر وزراء الخارجية المشاركين بيانًا مشتركًا دعوا فيه إلى تحقيق حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأصدر وزراء خارجية أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، وفرنسا، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا بيانًا دعوا فيه إلى تطبيق حل الدولتين، وعرضوا مبادئ توجيهية لمستقبل المنطقة. القبة الأوروبية وتسونامي هو التعبير الأشد خطورة لأن إسرائيل الحالية، ائتلافا ومعارضة، صعدت أعلى الجبال من دون أن تدرك أن لا نجاة لها من الطوفان الذي أحاط بها من كل جانب. والأدهى أن أوروبا كانت "القبة الحديدية" التي تحمي إسرائيل في المحافل الدولية، إلى جانب أميركا التي كانت الحاضنة والمدافع الرئيس عنها. ونظرا لأن الواقع في أميركا يتغير وبسرعة فإن الذعر يدب في أرجاء مختلفة من إسرائيل، خصوصا أن الدولة العبرية فقدت منذ زمن اتحاد الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، حول تأييدها. فخسارة الحزب الديمقراطي صارت واضحة ومكشوفة، بينما تفكك الالتفاف الجمهوري حولها يهدد ما تبقى من تأييد لها. وحسب كل الإشارات فإن الكتلة الصلبة لمؤيدي ترامب باتت منقسمة على نفسها بشأن الموقف من إسرائيل. بل إن قيادات جمهورية صارت تصرح علنا بأن إسرائيل ترتكب في غزة إبادة جماعية. صحيح أن ترامب اعتبر إعلان فرنسا الاعتراف بفلسطين وكأنه لم يكن، وصحيح أنه هدد ضمنا كندا بعواقب وخيمة إذا نفذت نيتها الاعتراف بفلسطين، وأنه وصف المؤتمر الدولي لحل الدولتين بسخرية، لكن إسرائيل نفسها لا تثق في أن ترامب سيبقى على موقفه. فإنجلترا أيضا أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبعدها ذكرت الدول الناوية الاعتراف، لدرجة أن هناك في إسرائيل من يقول، إنه لن يبقى إلى جانبها في هذا الشأن سوى إدارة ترامب وميكرونيزيا. وهذا ما يزيد التساؤل في إسرائيل عما يمكن أن يحدث بعد انتهاء ولاية ترامب، وكيف ستواجه إسرائيل التطورات الجوهرية الأخيرة؟. بعض العاقلين في إسرائيل يذكرون الجميع بأن المسألة ليست الاعتراف بحد ذاته، فهو من الوجهة العملية لن يغير شيئا في المستقبل القريب. إسرائيل ستواصل سيطرتها على غزة والضفة الغربية وهي من تقرر حتى متى يمكن للرئيس الفلسطيني أن ينتقل من مكان إلى آخر، أو حتى من يستقبل من ضيوفه الخارجيين. فالجمعية العمومية للأمم المتحدة سبق وأن أقرت في العام 2012 الاعتراف بفلسطين وضمتها عضوا مراقبا. كما أن ما لا يقل عن 96 دولة منها روسيا والصين تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين. إن الاعتراف بفلسطين يوفر أساسا للانتقال لاحقا إلى فرض عقوبات على إسرائيل لحرمانها الفلسطينيين من تجسيد حقهم الأساسي هذا. مبادرة فايننشال تايمز وربما في هذا السياق ثمة أهمية كبيرة لافتتاحية صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، غير المألوفة الأسبوع الفائت، والتي دعت فيها دول العالم إلى فرض عقوبات على إسرائيل. وكان لافتا أيضا أنها دعت، من بين أمور أخرى، الدول الأعضاء في اتفاقيات أبراهام، ودولاً أخرى في المنطقة مثل الأردن ومصر، إلى التهديد بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم تُغير سياستها في غزة. وأضافت أن "الجنود الإسرائيليين قتلوا المئات قرب مراكز الإغاثة"، وأن الحرب أصبحت "هجومًا انتقاميًا من حكومة يمينية متطرفة". من الوجهة العملية، وكما سلف، الاعتراف بفلسطين لن يغير شيئا حتى في واقع الحصار والتجويع في غزة، ولكنه يشعر الفلسطينيين بأن سطوة القوة الفاشية في إسرائيل لن تدفع العالم إلى التخلي عن الشرعية الدولية، وعن حق الفلسطينيين في دولتهم. وثمة في إسرائيل من يرون في موجات الاعتراف مجرد تنصل من الوحشية الإسرائيلية، وإعلان تبرؤ منها ومن سلوكياتها في الضفة والقطاع. وبعضهم يشدد على أن الأمر مجرد إذلال سياسي لإسرائيل التي لا ترى العالم إلا من فوهة البندقية. "مكافأة حماس" رأت حكومة نتنياهو في التسونامي السياسي هذا خليطا من السذاجة السياسية، والعداء للسامية والجهل بمعطيات التاريخ وآفاقه. وهي تعتبر أن التحولات في مواقف هذه الدول نوع من الخضوع للإرهاب، وتقديم مكافأة لحماس على هجوم 7 أكتوبر، وليس إقرارا بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم. فإسرائيل التي ترى نفسها المدافع الأول عن الحضارة الغربية في مواجهة البربرية وما تسميه "النازية الإسلامية" الجديدة، تستغرب مواقف الدول الأوروبية. هذا ما تلمسه من "توبيخ" وزير الخارجية الإسرائيلية، جدعون ساعر للسفيرة الهولندية بعد قرار منع دخول الوزيرين سموتريتش وبن غفير الأراضي الهولندية. إذ اعتبر الموقف تغذية لعداء للسامية وشدد: "لن تستسلم إسرائيل للعناصر الجهادية"، وتمنى لهولندا "النجاح في مواجهتها المستقبلية مع العناصر الإسلامية المتطرفة التي رسخت وجودها على أراضيها". كما أن الرد "الصهيوني" الطبيعي على "تسونامي" الاعترافات بفلسطين تكرر على لسان سموتريتش، عندما قال في مؤتمر استيطان الشمال: "علينا ببساطة التأكد من عدم وجود ما يستحق الاعتراف". فاليمين يرى في الإبادة الجماعية في غزة وتهجير أهلها، وتفكيك السلطة الفلسطينية في الضفة وتهجير أهلها الحل الأنسب، خصوصا في ظل الظروف الإقليمية والدولية القائمة. ويزداد هوس اليمين ضد الفلسطينيين، بمقدار ما تتزعزع ثقتهم في قدرتهم على تحقيق أهدافهم في الإبادة والتهجير. ويرون بأم العين أنهم باتوا "غير مرغوب فيهم" من جانب أغلب شعوب الأرض حيث تتزايد مظاهر العداء لهم. جامعات تقطع العلاقات معهم وأبحاث لإسرائيليين ترفض هذه الجامعات نشرها في مجلاتها العلمية. وفرق رياضية إسرائيلية تتهرب الفرق الدولية من استضافتها أو اللعب معها. وسياح إسرائيليون يطردون من فنادق ومطاعم، وتلاحقهم لعنات شعار "الحرية لفلسطين" في كل مكان. وحفلات موسيقية عالمية تتحول إلى مظاهرات هامة لدعم القضية الفلسطينية وغزة وضد الجيش والبربرية الإسرائيلية. ولا أقل أهمية من ذلك تحول كثير من يهود العالم وخاصة في أميركا ضد إسرائيل والبراءة العلنية منها ومن جرائمها. المشكلة ليست بن غفير يتدهور وضع إسرائيل في العالم وبحق ليس بسبب تصريحات سموتريتش وبن غفير وإنما بسبب تبني إسرائيل، وليس فقط حكومتها سياسة الإبادة الجماعية. فضعيفة تلك الأصوات التي خرجت في إسرائيل ضد هذه الحرب ووحشيتها وتقريبا كان هناك ما يشبه الإجماع حولها. وربما فقط في الأسبوعين الأخيرين، بدأت بعض منظمات حقوق الإنسان والمعلقين في إسرائيل بتسمية الولد باسمه، وكثر الحديث عن الإبادة الجماعية. ومع ذلك يمكن القول، إن غالبية القوى السياسية تتبنى موقفا يرى في الاعتراف بفلسطين جريمة لا تغتفر. وتكفي نظرة واحدة إلى مواقف قادة ما يسمى بالمعارضة لمعرفة الوجهة. كتب روغل الفر، في هآرتس أن المرشح الأقوى لخلافة نتنياهو بعد انتخابات جديدة، نفتالي بينت، اعتبر اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية "تدهورا أخلاقيا" و"هدية للقتل الجماعي ورسالة للمنظمات الإرهابية الإسلامية بأن اقتلوا اليهود وستحصلون على الدولة. هذا القرار المخجل سيتم رميه في سلة قمامة التاريخ". أما زعيم المعارضة، يائير لبيد فاعتبر هذا الإعلان "خطيئة قيمية". كما أن زعيم "أزرق أبيض"، الجنرال بني غانتس رأى أن هذا "إعلان مزيف ومتخيل، ويخدم المتطرفين بدل المعتدلين". بل إن أمل اليسار في إسرائيل زعيم الديمقراطيين، الجنرال يائير جولان رأى أن الاعتراف "ليس الطريقة الصحيحة للدفع قدما بالعملية السياسية في المنطقة"، معتبرا هذه "الخطوة أحادية الجانب وستؤدي إلى التمترس والتخندق". وكذلك فعل الجنرال غادي آيزنكوت الذي ينظر كثيرون إليه بوصفه أملا صاعدا حينما تفاخر في مقابلة تلفزيونية: "لن تجدوا أي مكان فيه "دولتان لشعبين". وهو لا يرى مستقبلا سوى لدولة واحدة لليهود و"ليس دولة" لفلسطينيين. ويشدد ألفر على أنه "لا يوجد أي زعيم "معارضة" في إسرائيل يعلن بوضوح أنه قريب من ماكرون أكثر مما هو قريب من نتنياهو في القضية الفلسطينية، العكس هو الصحيح. بدلا من التنافس بينهم على طرح بديل أفضل من نتنياهو فإنهم يتنافسون على من سينجح في أن يشبهه أكثر في الموضوع الأكثر أهمية لمستقبل المجتمع الإسرائيلي. لا يوجد لأي واحد منهم، حتى غولان، الشجاعة والرؤية للاعتراف مع ماكرون بالدولة الفلسطينية. حلمهم هو إقامة حكومة تمنع الاعتراف الغربي الجارف بالدولة الفلسطينية. كما يبدو "الدولة الفلسطينية هي هدية للإرهاب"، بدلا من هدية لحقوق الإنسان الأساسية والأخلاق العالمية والحكمة السياسية". ثمة بدايات بين عقلاء في إسرائيل ترى أن حكومة اليمين في سعيها لمحو غزة من الخريطة، سمحت لغزة بمحو إسرائيل من خريطة العالم في نظر الرأي العام العالمي. كما أن مسؤولا سابقا مثل شمعون شيفز كتب في موقع والا الإخباري إن إسرائيل تتحول إلى (متسادا) ثانية، وإن فيها "حكومة تقفز إلى الهاوية، وبلد بأكمله على ظهرها". وحذر من أن "العالم يضيّق الخناق علينا، والكراهية تتصاعد، والدعم ينهار، والقادة منشغلون بأنفسهم. إسرائيل في حالة انحدار غير مسبوقة. ليس بسبب أعدائها، بل بسبب من يقودونها. انظروا حولكم، استمعوا إلى نشرات الأخبار في العالم، اقرأوا المنشورات والتغريدات، استمعوا إلى الأصوات. ذلك الضجيج الذي تسمعونه؟ إنه بلدنا الذي قرر الانتحار. لا أقل من ذلك. والعالم أجمع يقف مذهولاً من حولنا، ويرى وحشاً أمام عينيه".


اليمن الآن
منذ 12 دقائق
- اليمن الآن
شيخ ينسف رواية إسقاط عفاش لصنعاء: ويكشف اتفاق سرّي بين هادي وصالح كاد يسحق الحوثي قبل الاجتياح
اخبار وتقارير شيخ ينسف رواية إسقاط عفاش لصنعاء: ويكشف اتفاق سرّي بين هادي وصالح كاد يسحق الحوثي قبل الاجتياح الجمعة - 01 أغسطس 2025 - 01:14 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص يتجدد الجدل القديم حول دور الرئيس الأسبق الراحل علي عبدالله صالح في دخول مليشيا الحوثي إلى العاصمة المحتلة صنعاء، ليأخذ منحى جديدًا مع كل رواية تُنشر أو شهادة تُكشف من أحد شهود تلك المرحلة الحرجة في تاريخ اليمن الحديث. الإعلامي والكاتب عزت مصطفى أعاد إحياء هذا السؤال – الذي لم يغادر طاولة الجدل السياسي طوال السنوات الماضية – من خلال استعراض شهادة جديدة نشرها الشيخ صلاح علي القادري، تزامنًا مع الذكرى الحادية عشرة لاتصال هاتفي أجراه معه الرئيس الأسبق الراحل صالح، في 29 يوليو 2014. وبحسب شهادة القادري، فقد طلب منه الرئيس صالح الاستعداد للترشح للانتخابات النيابية القادمة بعد ستة أشهر، في إطار اتفاق سياسي تم التوصل إليه مع الرئيس عبدربه منصور هادي، يقضي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، ما يكشف عن تحضير سياسي مختلف تمامًا عن المزاعم التي ربطت بين صالح والحوثيين. عزت مصطفى أشار في تحليله إلى أن هذه الشهادة تثبت أن الرئيس صالح كان يتحرك في مسار دستوري انتخابي، يهدف إلى إنهاء المرحلة الانتقالية عبر صناديق الاقتراع، وهو ما يخالف رواية تورطه في التمهيد لانقلاب الحوثيين. وأضاف أن صالح، المعروف بتواصله الشخصي مع المؤثرين المحليين في مختلف المناطق، من المرجح أنه أجرى اتصالات مماثلة مع شخصيات سياسية وشعبية أخرى، استعدادًا لمعركة انتخابية كان يثق بقدرته على كسبها من خلال حزب المؤتمر الشعبي العام. وأوضح مصطفى أن أهمية شهادة القادري لا تكمن فقط في مضمونها، بل أيضًا في توقيتها، إذ تعود إلى ما يقارب الشهرين قبل اجتياح مليشيا الحوثي لصنعاء، وهي فترة كانت تشهد تفاعلات سياسية دقيقة، لم تُكشف تفاصيلها الكاملة بعد. وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي العام – برئاسة صالح – كان يرى في الانتخابات مخرجًا من المرحلة الانتقالية، ومفتاحًا لاستعادة السيطرة السياسية، وهو ما أقلق جماعة الحوثي وطهران، ودفعهم لتسريع الانقلاب خشية انتقال الشرعية إلى سلطة منتخبة جديدة، قد تُعقّد تنفيذ مشروعهم الانقلابي. ويضيف مصطفى أن سرعة تنفيذ الحوثيين لانقلابهم، بعد نحو شهر وثلاثة أسابيع من لقاء صالح وهادي، تكشف عن تخوفهم العميق من تنفيذ هذا الاتفاق السياسي، خاصة مع توفر عوامل التهيئة، مثل حالة عدم الثقة بين القوى السياسية، ووجود تغطية دولية غامضة من قبل المبعوث الأممي حينها، ما سهل لهم اقتحام العاصمة وفرض أمر واقع على الجميع. ويرى أن المشروع الحوثي استهدف منذ لحظاته الأولى النظام الجمهوري والمؤسسات السياسية، بما فيها حزب المؤتمر الشعبي العام نفسه، رغم ما راج لاحقًا عن تحالف مفترض بين صالح والحوثيين. وأكد أن صالح اختار البقاء في صنعاء وتعامل بحذر مع الأمر الواقع، قبل أن يدخل في مواجهة مسلحة معهم في ديسمبر 2017م، انتهت باستشهاده. وخلص مصطفى إلى أن الاتفاق بين الرئيسين صالح وهادي على إجراء انتخابات في مطلع 2015م يستحق أن يُكشف بكامل تفاصيله، وعلى السياسيين المعنيين الإدلاء بشهاداتهم حوله، لأن هذا الاتفاق – الذي لم يُمنح الوقت الكافي للتنفيذ – كان كفيلًا بإعادة الشرعية الدستورية ومنع الانقلاب، كما أنه يثبت أن صالح لم يكن شريكًا في دخول الحوثيين إلى صنعاء، بل كان ضحية انقلابهم على مشروعه السياسي. وختم بالقول إن إعادة فتح هذا الملف بات ضرورة سياسية وتاريخية، لإعادة قراءة أحداث الانقلاب وفق روايات دقيقة وموثقة، بعيدًا عن المكايدات التي حجبت الحقيقة عن الرأي العام طوال عقد من الزيف والتشويه. الاكثر زيارة اخبار وتقارير الريال السعودي ينخفض إلى مستوى غير مسبوق أمام الريال اليمني. اخبار وتقارير هبوط ناري في سعر الصرف وخبير اقتصادي يرسم خارطة وصول السعودي إلى 400 ريال. اخبار وتقارير هو الثاني خلال 6 ساعات.. مركزي عدن يحدد سعر جديد للريال اليمني امام العملات. اخبار وتقارير البنك المركزي بعدن يحدد السعر النهائي للريال اليمني امام العملات الأجنبية...


اليمن الآن
منذ 12 دقائق
- اليمن الآن
قصة إثيوبية تختزل معاناة المهاجرين الأفارقة باليمن
اخبار وتقارير قصة إثيوبية تختزل معاناة المهاجرين الأفارقة باليمن الجمعة - 01 أغسطس 2025 - 01:26 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - عدن تختزل قصة مهاجرة أفريقية في اليمن معاناة آلاف يعبرون البحر قادمين من القرن الأفريقي. وتقدر منظمة الهجرة الدولية بأن أكثر من 200 ألف مهاجر، غالبيتهم من القرن الأفريقي، يعبرون إلى اليمن في كل سنة، والعديد منهم من النساء اللاتي يسافرن بمفردهن ويواجهن خطر الاستغلال بشكل كبير. ومع استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين على السواحل اليمنية بهدف الوصول إلى دول الخليج العربي، أبرزت المنظمة الأممية حالة شابة إثيوبية مثالاً على المخاطر والاستغلال والمعاناة التي يواجهها النساء خلال رحلات الموت التي تبدأ من السواحل الصومالية أو الجيبوتية. فضمن مجموعة تضم أربعة عشر رجلاً وأربع نساء انطلقوا من القرن الأفريقي، يحملهم البحر نحو المجهول، كانت هناك شابةٌ إثيوبيةٌ في العشرين من عمرها، يَجثُمُ على قلبها حزنٌ على وفاة والدها، وجراحٌ خلّفتها الرحلة المروّعة من قريتها إلى مدينة بوصاصو الصومالية، حيث كانت تعيش حياة بسيطة، تذهب إلى المدرسة، وتضحك مع صديقاتها، وتساعد والدها في مزرعتهم الصغيرة، لكن بعد وفاته تغيّر كل شيء. تقول الشابة إنها شعرت بفراغ في الحياة، ووجدت نفسها وحيدةً في هذا العالم، وبعدها شدتها قصص الهجرة التي سمعتها عن فرص عمل أفضل في الخارج، واتخذت قراراً اعتقدت أنه سينقذ أسرتها، وبصحبة ثلاث من صديقاتها، باعت ما تملكه أسرتها من ماعز، وجمعت ما تقدر عليه من المال، وأخبرت والدتها بيقينٍ يجهل مخاطر هذه المغامرة أنها ستجد عملاً في دول الخليج وسترسل لها المال. فقدان الأمل هذا الأمل سرعان ما تحول إلى خطر، حين قام المهربون بتفريق الفتيات، ووضعوهن في مجموعة أصغر، وسارت لمدة أربعة أسابيع عبر الصحراء باتجاه ميناء بوصاصو، الذي يتجمع فيه المهاجرون لمواصلة رحلتهم بحراً، وهناك، آلت بها الأمور إلى منعطف آخر مظلم، فقد أسرها المتاجرون بالبشر وطالبوا بمزيد من المال. وفق رواية المنظمة الأممية. لم تستطع الشابة دفع المبلغ الذي طلبوه، وعندما توسلت طلباً للرحمة، تعرضت للاعتداء والعنف الجنسي، ومثل غيرها على طريق الهجرة من القرن الأفريقي إلى اليمن، كانت ضحية للمتاجرين بالبشر الذين يستغلون الضعفاء، حيث تعتمد هذه الشبكات على العنف والابتزاز والترهيب للسيطرة على من هاجروا بحثاً عن الأمان. عقب تعرضها لهذه الانتهاكات، تعاون معها أحد المهربين، وكان يتحدث لغتها، وساعدها على الصعود على قارب متجه إلى اليمن، وهناك، التقت صديقاتها، فسالت دموعهن جميعاً، لكن لم تُحدّث إحداهن الأخرى عمّا حصل لها، فقد كُنَّ في حال خوف شديدة من القادم. وبعد يومين شاقين في البحر، وصلن أخيراً إلى الساحل، حيث هزّ المهربون القارب بعنف، ليجبروا الناس على القفز منه، فهرعن إلى مكان مقفر، وحيدات، تائهات، ومشين حتى صادفن قرويات يمنيات قدمن لهن الطعام والملابس، وحتى تلك اللحظة، كنّ يحسبن أنهن قد وصلن إلى دول الخليج، لكن بعد معرفة الحقيقة واصلن السير لا يدرين أين وجهتهن، قبل أن يتوقف رجل يمني وينقلهن بسيارته إلى عدن، وأعطاهن بعض المال وتمنى لهن السلامة. هناك في عدن، استضافتهن امرأة سبق لها أن قطعت نفس الرحلة، وبعد ثلاثة أيام، ساعدتهن في الترتيب لسفرهن إلى صنعاء، على أمل أن يجدن عملاً أو دعماً. ولكن بمجرد أن وصلن إلى هناك، تفرقت الصديقات للبحث عن عمل، حيث التقت الشابة رجلاً عرّفها على امرأة إثيوبية قدّمت لها مكاناً للإقامة وعملاً في متجرها. بعد أشهر لاحظت المرأة التي تملك المتجر انتفاخاً في بطن الشابة، فشعرت بالقلق، وأخذتها لزيارة المستشفى، وتبيّن أنها حامل في شهرها السادس، فانفجرت بالبكاء، لأنها لم تكن تعرف حتى أنها حامل، ولم يكن لديها أدنى فكرة عمّا سيحدث بعد ذلك، وقد ساعدتها صديقتها في الانتقال إلى منزل أختها للراحة، لكن الضغوط المالية استمرت في الازدياد، وفي النهاية، أخذتها الأسرة إلى المنظمة الدولية للهجرة، وعندما وصلت إلى هناك، تحدثت عن كل شيء، الألم والخوف، وكل ما كتمته في داخلها منذ أن غادرت أسرتها. وضعت الشابة العشرينية مولودها في نقطة الاستجابة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في صنعاء، وإلى الآن -حسب منظمة الهجرة الدولية- لا تزال هي وطفلها يتلقيان الرعاية الطبية والمشورات والدعم الضروري، مما يساعدهما على العيش بكرامة، لكن من دون وثائق هوية، كما أن حصول طفلها على التعليم وحقوقه الأساسية غير مؤكد. وتقدّم نقطة الاستجابة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة -حسب المنظمة- مساعدات منقذة للحياة للمهاجرين الضعفاء، كما توفّر لهم مساحة للتشافي والتعافي وتساعدهم على العودة إلى ديارهم، وهذا ما تأمل الشابة الإثيوبية تحقيقه الآن من خلال برنامج العودة الإنسانية الطوعية، وتقول إنها لو أخبرها أحدهم بأنه يخطط لخوض هذه الرحلة لَتوسلت إليه أن يعيد النظر، لأن الأمر لا يستحق كل ذلك الخوف والألم وكل ما فقدته. الاكثر زيارة اخبار وتقارير الريال السعودي ينخفض إلى مستوى غير مسبوق أمام الريال اليمني. اخبار وتقارير هبوط ناري في سعر الصرف وخبير اقتصادي يرسم خارطة وصول السعودي إلى 400 ريال. اخبار وتقارير هو الثاني خلال 6 ساعات.. مركزي عدن يحدد سعر جديد للريال اليمني امام العملات. اخبار وتقارير البنك المركزي بعدن يحدد السعر النهائي للريال اليمني امام العملات الأجنبية...