logo
المستثمرون يدرسون التداعيات على الأسواق وسط إستمرار الصراع

المستثمرون يدرسون التداعيات على الأسواق وسط إستمرار الصراع

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

يدرس المستثمرون مجموعة من السيناريوهات المختلفة للأسواق في حال زادت الولايات المتحدة من تدخلها في صراع الشرق الأوسط، مع احتمال حدوث تداعيات مضاعفة إذا ارتفعت أسعار الطاقة بصورة حادة.
ووفقاً لوكالة "رويترز" ركز المستثمرون على تطور القتال بين إسرائيل وإيران اللتين تتبادلان الهجمات الصاروخية، ويراقبون عن كثب ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقرر الانضمام إلى إسرائيل في حملة القصف التي تشنها.
وقد تؤدي السيناريوهات المحتملة إلى ارتفاع التضخم، مما يضعف من ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في عمليات بيع أولية للأسهم وإقبال محتمل على الدولار كملاذ آمن.
وفي حين ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي نحو 10 في المئة خلال الأسبوع الماضي، لم يشهد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تغيراً يذكر حتى الآن، بعد انخفاض شهده في بداية الهجمات الإسرائيلية.
ومع ذلك، يقول كبير محللي السوق لدى "بي رايلي ويلث" آرت هوغان "إذا أدت الهجمات إلى انقطاع إمدادات النفط الإيراني، فعندها ستنتبه الأسواق وتتحرك"، مضيفاً أنه "إذا حدث اضطراب في إمدادات المنتجات النفطية في السوق العالمية، فلن ينعكس ذلك على سعر خام غرب تكساس الوسيط اليوم، وهنا ستصبح الأمور سلبية".
وقال البيت الأبيض أول من أمس الخميس إن الرئيس دونالد ترمب سيحدد موقفه حيال مشاركة الولايات المتحدة في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين.
ووضع محللون في "أكسفورد إيكونوميكس" ثلاثة سيناريوهات تراوح ما بين خفض التصعيد في الصراع والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني وإغلاق مضيق هرمز، وأوضحت المؤسسة ضمن المذكرة أن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة في أسعار النفط العالمية".
وأردفت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولاراً للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقارب ستة في المئة بحلول نهاية هذا العام.
وقالت "أكسفورد إيكونوميكس" في المذكرة "على رغم أن صدمة الأسعار ستؤدي حتماً إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أية فرصة لخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم".
تأثير النفط
واقتصر التأثير الأكبر من الصراع المتصاعد في أسواق النفط، إذ ارتفعت أسعار الخام بفعل المخاوف من تعطيل الصراع الإيراني- الإسرائيلي للإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" بما يصل إلى 18 في المئة منذ الـ10 من يونيو (حزيران) الجاري لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريباً عند 79.04 دولار أول من أمس.
وتجاوز ارتفاع توقعات المستثمرين لمزيد من التقلبات على المدى القريب في أسعار النفط زيادة توقعات التقلبات في الأصول الرئيسة الأخرى، مثل الأسهم والسندات.
لكن المحللين يرون أن الأصول الأخرى مثل الأسهم، لا يزال من الممكن أن تتأثر بالتداعيات غير المباشرة لارتفاع أسعار النفط، ولا سيما إذا قفزت أسعار الخام في حال تحققت أسوأ مخاوف السوق، أي تعطل الإمدادات.
وكتب محللو "سيتي غروب" خلال مذكرة أن "الأسهم تجاهلت إلى حد كبير التوتر الجيوسياسي لكن النفط تأثر به"، وأضافوا "بالنسبة إلينا، سيأتي التأثير في الأسهم من تسعير سلع الطاقة".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونجت الأسهم الأميركية حتى الآن من تأثير التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط من دون أية دلالة على الذعر. ومع ذلك، قال المتعاملون إن دخول الولايات المتحدة بصورة مباشرة أكثر في الصراع قد يؤدي إلى إثارة الذعر في الأسواق.
وقد تشهد أسواق المال عمليات بيع أولية في حال هاجم الجيش الأميركي إيران، إذ يحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل ضغوطاً بسبب الرسوم الجمركية التي يفرضها ترمب.
ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابراً، فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت إلى توتر في الشرق الأوسط.
وأظهرت بيانات "ويدبوش سيكوريتيز" و"كاب آي كيو برو" أن "ستاندرد أند بورز 500" تراجع في المتوسط 0.3 في المئة خلال الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء الصراع، لكنه عاود الصعود 2.3 في المئة في المتوسط بعد شهرين من اندلاع الصراع.
محنة الدولار
يمكن أن تكون للتصعيد في الصراع آثار متباينة على الدولار الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأميركي.
وقال محللون إنه في حال دخول الولايات المتحدة بصورة مباشرة في الحرب الإيرانية- الإسرائيلية، فقد يستفيد الدولار في البداية من الطلب على الملاذ الآمن.
ورجح محلل العملات الأجنبية وأسعار الفائدة العالمية في مجموعة "ماكواري" تييري ويزمان ضمن "أن يقلق المتعاملون أكثر من التآكل الضمني لشروط التجارة الخاصة بأوروبا والمملكة المتحدة واليابان، وليس الصدمة الاقتصادية للولايات المتحدة، وهي منتج رئيس للنفط.
وأضاف "نتذكر أنه بعد هجمات الـ11 من سبتمبر، وخلال الوجود الأميركي في أفغانستان والعراق الذي استمر لعقد من الزمن، ضعف الدولار".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شهادات مواطنين من داخل طهران... تضامن وقلق وأمل بالتغيير
شهادات مواطنين من داخل طهران... تضامن وقلق وأمل بالتغيير

Independent عربية

timeمنذ 40 دقائق

  • Independent عربية

شهادات مواطنين من داخل طهران... تضامن وقلق وأمل بالتغيير

على رغم التحذيرات التي صدرت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإخلاء العاصمة الإيرانية طهران، فلا يزال عدد من سكان طهران في منازلهم. تحدثت "اندبندنت فارسية" إلى عدد منهم وسألت عن أسباب قرارهم بالبقاء، ودوافعهم وآمالهم في شأن مستقبل إيران. ألمیرا، صيدلانية تبلغ من العمر 32 سنة وتعمل في إحدى صيدليات وسط طهران، قالت ونحن نطوي اليوم التاسع من هجوم إسرائيل على منشآت النظام الإيراني "صراع طويل دار في داخلي حول ما إذا كان يجب عليّ مغادرة طهران أم أمكث هنا، لكن عندما رأيت أن كثيراً من الصيدليات تعاني نقصاً في الكوادر بسبب مغادرة عدد كبير من الناس، قررت البقاء". وذكرت ألميرا أنها تعمل في صيدليتين، وفي فترتين مختلفتين. وأكدت "من واجبنا الوطني والأخلاقي أن نساعد أولئك الذين لم يتمكنوا أو لم يرغبوا في مغادرة طهران". فاطمة، شابة أخرى قررت مع عائلتها البقاء، وقالت "الواقع أننا نثق في الجيش الإسرائيلي أكثر بكثير من النظام الإيراني، هذه مدينتنا ولا يوجد سبب لترك منزلنا، والسبب الرئيس لبقائنا هو رغبتنا في أن نكون من أوائل من يشهد سقوط النظام بأعيننا، وأريد أن أكون في شوارع طهران في تلك اللحظة التاريخية، لأرقص وأحتفل". وتحدث هادي، وهو سائق تاكسي في غرب طهران، عن القلق الذي يساور الناس من الانفجارات المتتالية في مختلف أنحاء العاصمة، لكنه أكد أنه على رغم تزايد المخاوف "أرى في عيون الناس بريق الأمل". وأضاف هادي "صحيح أن هذه الحرب تسببت بمشكلات عدة مثل نقص الغذاء والدواء والبنزين، وانقطاع الإنترنت، لكننا نحن الشعب الإيراني بذلنا جهداً كبيراً خلال هذه الأعوام لإسقاط النظام، من دون جدوى، والآن، إذا كانت هجمات الجيش الإسرائيلي ستؤدي إلى انهيار النظام، فنحن على استعداد لتحمل هذه المعاناة لننال الحرية أخيراً". أما مبين وهو شاب يبلغ من العمر 17 سنة من شمال طهران فقال "لم نرغب لا أنا ولا والدي في خوض تجربة النزوح أو الفرار من منزلنا، ولهذا خاطرنا بالبقاء في طهران"، مضيفاً "قراءاتي ودراساتي تقول إن كل الديكتاتوريين سلكوا الطريق نفسه الذي يسلكه خامنئي، وفي النهاية انهاروا فجأة، لا أريد أن أضيع شبابي في ظل النظام الإيراني". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتابع مبين "هذه الهجمات العسكرية ألغت بالكامل خطتي للهجرة، لذلك، أعد الثواني لأعيش فترة ما بعد حكم رجال الدين، انظروا كيف يعملون، فقد قطعوا الإنترنت بالكامل وسط الحرب". سحر، ممرضة تبلغ من العمر 44 سنة تعمل في أحد مستشفيات طهران، روت قصة مشابهة قائلة "لم نعد إلى منازلنا، لأن المرضى بقوا في أسرتهم، لو غادرنا أنا وزملائي، من كان سيعتني بهم؟ في رأيي، هذه اللحظات تشبه اللحظات الأخيرة لأية ديكتاتورية". وتابعت سحر "الناس لم يعودوا خائفين، بل مرهقين وحسب، مرهقون من 46 سنة من الإذلال والفقر والرقابة والشعارات الفارغة، نأمل بكل قلوبنا أن نشهد نهاية هذا الكابوس بأنفسنا في طهران". في شوارع طهران خيم صمت ثقيل، لكن سكان مناطق مثل جمهوري وصادقية ونياوران وشوش يقولون إنه على رغم أصوات الانفجارات المتواصلة والطائرات والدفاعات الجوية، فقد ازداد الشعور بالتضامن والصمود بين الناس. الرسائل التي وصلت إلى "اندبندنت فارسية" عبر خدمة "ستارلينك" أو عبر اتصالات متقطعة، تشير إلى أن الشباب في كثير من الأحياء يساعدون بعضهم بعضاً، حتى إن المواطنين أنشأوا ملاجئ منزلية بإدارة متطوعين في بعض المناطق. ومع ذلك فإن أحد أكبر التحديات هذه الأيام هو انقطاع الإنترنت الكامل بأمر من الحكومة، وهو قرار يرى كثر أنه لا يهدف إلى حفظ الأمن، بل لقطع التواصل مع العالم الخارجي ومنع انتشار المعلومات والصور المتعلقة بالحرب والهجمات على المؤسسات الحكومية. في غياب الإنترنت يواجه المواطنون مشكلات في الوصول إلى الأخبار الدقيقة والأدوية والغذاء، وكذلك التواصل مع الأقارب في الخارج، وعمَّ جو من القلق والارتباك البلاد. كثير من سكان طهران لم يتمكنوا من متابعة أحوال المدن الأخرى إلا عبر الإنترنت الفضائي "ستارلينك" المحدود أو المكالمات القصيرة. في ظل هذه الظروف، تذكر روايات من بقوا في طهران لحظات تاريخية في دول أخرى انهارت فيها الديكتاتوريات فجأة، يؤمن هؤلاء أن أياماً مصيرية قادمة، وأن ثمنها وإن كان باهظاً، فإن البقاء في طهران لرؤية لحظة السقوط يستحق أكثر من الخوف. وقالت إحدى المشاركات في المقابلات "بقينا، لأن هذه الأرض لنا، لا لأولئك الذين حكموها بالسلاح والاغتصاب والقتل والكذب". نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

ترمب المتناقض... تصريحات متضاربة أم تكتيكات معقدة؟
ترمب المتناقض... تصريحات متضاربة أم تكتيكات معقدة؟

Independent عربية

timeمنذ 40 دقائق

  • Independent عربية

ترمب المتناقض... تصريحات متضاربة أم تكتيكات معقدة؟

حتى اللحظات القليلة السابقة لتوجيه الضربة الأميركية لمنشآت نووية إيرانية قبل ساعات، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسير على نهج: قد نضرب، وقد لا نضرب، انتهى مسار المفاوضات، قد تعود إيران إلى الطاولة، سنبرم سلاماً، صبري نفد! إما التصريحات ملتبسة، أو المتلقي ملتبس، أو المقصود بها فيه التباس، أو رحلة وصولها عبر قنوات ومنصات تعرضها للالتباس، أو أن الموقف لفرط ملابساته يوقع التصريحات في التباس شديد. المواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران لا ينقصها أي من عوامل الإثارة أو القلق أو التشابك أو الالتباس، وعلى رغم ذلك، فإن التصريحات الأميركية التي تطلق على مدار الساعة في شأن المواجهة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الالتباس. بحسب قاموس "المعاني"، فإن الالتباس هو الغموض والاشتباه والإشكال والاختلاط. وفي الفلسفة، يعني الالتباس عدم التمييز بين شيئين مختلفين واعتبارهما شيئاً واحداً. وفي علم النفس، الالتباس هو اختلاط الأفكار من دون رابط منطقي بينها. ولأن الالتباس في مسألة فيها كثير من الصواريخ والمسيرات والدمار والدفع بمنطقة ساخنة في الأصل صوب نقطة غليان لا عودة منها، فإن الأمر يستدعي التطرق إلى الالتباس الدلالي، حيث احتمال الكلام لأكثر من معنى، وكذلك الالتباس النحوي، حيث العبارة تتحمل أكثر من معنى بسبب تركيبها النحوي. ويبقى هناك الالتباس البسيط، الذي يتجاهله أو يستبعده أو يستنكره كثر من منطلق عد معقولية أو منطقية صدور تصريحات من القوة الأكثر بأساً، والدولة الأعلى تأثيراً، واللاعب الأهم دوراً، فيها ملمح التباك أو أثر التباس. منذ بدء المواجهة بين إسرائيل وإيران، وأنظار العالم واهتمامه ومتابعته موزعة بين الأطراف الضالعة على الحلبة، وقبلها وبعدها ومعها الولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها اللاعب الأهم، إن لم يكن بتوجيه اللكمات، فبإدارتها، وتحديد المنتصر والمنهزم في نهاية "الماتش". بين قد تشن ضربة وملتزمون الحل الدبلوماسي يوم الـ12 من يونيو (حزيران) الجاري، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إسرائيل قد تشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. قال نصاً، "لا أريد أن أقول إن ذلك قريب، لكن ذلك يبدو أمراً قابلاً للحدوث". في الوقت نفسه دعا إسرائيل إلى عدم توجيه ضربة لإيران، فـ"نحن قريبون إلى حد ما من التوصل إلى اتفاق جيد للغاية، ولا أريدهم (إسرائيل) أن يتدخلوا، لأنني أعتقد أن ذلك سينسف الأمر برمته"، ثم أضاف "ذلك (تدخل إسرائيل) قد يساعد في الأمر عملياً، لكن قد ينسفه أيضاً". في اليوم نفسه، قال إن في مقدور طهران تجنب الضربة لو قدمت المزيد (من التنازلات) في المحادثات مع واشنطن. وفي اليوم السابق لهذه التصريحات، وعلى هامش حضوره وقرينته افتتاح فيلم "البؤساء" في "مركز كينيدي"، قال الرئيس الأميركي إن ثقته في موافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم، وهو مطلب أميركي رئيس، تتراجع. وأدت ردوده المقتضبة في تلك الليلة على أسئلة تتعلق بأسباب نقل دبلوماسيين وعسكريين أميركيين وعائلاتهم من الشرق الأوسط إلى تأجيج القلق والتكهن والتساؤل عما قد يحدث أو لا يحدث في المنطقة، وذلك بقوله، "لأن المنطقة قد تكون مكاناً خطراً. سنرى ما سيحدث". وفي اليوم الذي بدأت فيه المواجهة فعلياً يوم الـ13 الجاري، كتب على منصته "تروث سوشيال"، "ما زلنا ملتزمين التوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية! صدرت توجيهات لإدارتي بأكملها بالتفاوض مع إيران. في إمكان الجمهورية الإسلامية أن تصبح دولة عظيمة، لكن عليها أولاً أن تتخلى تماماً عن آمالها بامتلاك سلاح نووي". وقال للصحافيين، "نحن قريبون إلى حد ما من التوصل إلى اتفاق جيد للغاية". محاولات الفهم العالمية وصلت إلى درجة تفنيد الفرق بين "قريبين جداً" التي كان يستخدمها قبل أسابيع، و"قريبين إلى حد ما"، وإن كان ذلك يعني أن أمل الوصول إلى اتفاق يتضاءل. يشار إلى أن الرئيس ترمب استخدم عبارة "قريبين جداً" مرات عدة على مدار الأسابيع القليلة الماضية. ففي فبراير (شباط) الماضي قال غير مرة "قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق في أوكرانيا". وتكررت العبارة في مارس (آذار) وأبريل (نيسان). وقبل ثلاثة أسابيع، أكد "نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة"، حتى إنه أكد حينها أن التوصل إلى اتفاق سيكون "اليوم" أو "غداً". وفي أغسطس (آب) الماضي قال ترمب وقت كان مرشحاً رئاسياً، "لا أعتقد أننا كنا أقرب إلى الحرب العالمية الثالثة مما نحن عليه الآن"، وذلك في إطار تأكيده أنه "قادر على منع التهديدات التي تهدد أميركا". وكرر المرشح الجمهوري وقتها إشارته إلى "قريبون جداً من الحرب العالمية الثالثة" بسبب أحداث الشرق الأوسط، وذلك في أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) 2024. أحداث الشرق الأوسط والتصريحات حولها، لا سيما الصادرة عن الرئيس ترمب محط أنظار الجميع حالياً. يوم السبت الـ14 الجاري، وعقب مكالمة هاتفية بين الرئيسين ترمب والروسي فلاديمير بوتين، كتب ترمب على "تروث سوشيال"، "استغرقت المكالمة ساعة تقريباً. هو (بوتين) يشعر، كما أشعر، بضرورة انتهاء هذه الحرب بين إسرائيل وإيران. وقد أوضحت له أن حربه يجب أن تنتهي أيضاً". فك الطلاسم لم تنتهِ هذه أو تلك، لكن ظلت التصريحات المحيرة تتواتر، ومعها أيضاً جهود الداخل والخارج في فك طلاسمها. يوم الـ15 من يونيو الجاري قال ترمب إن "إيران ترغب في إبرام اتفاق. إنهم يتحدثون، ويواصلون الحديث"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد موعد نهائي" للمحادثات. وفي اليوم التالي، وأثناء حضوره قمة مجموعة السبع، كرر أن "إيران مستعدة للمفاوضات. يريدون التوصل إلى اتفاق. وبمجرد مغادرتي، سنفعل شيئاً ما". وبالفعل غادر الرئيس على عجل، "وذلك للتعامل مع الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل"، لكن من دون مزيد من المعلومات حول تفاصيل "التعامل". وتوالت تصريحات الرئيس ترمب في الأيام التالية بين تأكيد أن المفاوضات قد تؤدي إلى شيء ما، أو ترجيح بأنها لن تؤدي، أو إن الفرصة ما زالت متاحة، أو إنها تضاءلت، وذلك قبل أن يفاجأ الجميع بتدوينته على "تروث سوشيال" التي كتب فيها، "نعرف تماماً مكان اختباء ما يسمى (المرشد الأعلى). إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك، لن نقضي عليه (نقتله!)، في الأقل ليس في الوقت الحالي، لكننا لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا ينفد. شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر". لكن هذا الأمر أقلق العالم. إعلان الرئيس الأميركي عن معرفة مكان "اختباء" المرشد الأعلى، والمجاهرة بأنه لن يتم قتله "في الأقل ليس في الوقت الحالي"، ونفاد الصبر جميعها أطلق العنان لا للقلق فحسب، لكن لتكثيف جهود الفهم. حاولت "سي أن أن" في تقرير منشور لها على موقعها باللغة الإنجليزية فهم ما يقصد الرئيس من تصريحات، تبدو للوهلة الأولى هادئة متفائلة، وللوهلة الثانية منفعلة متشائمة، وفي الثالثة متناقضة ومتضاربة. بين تفاؤل أقرب ما يكون إلى الثقة بقرب حدوث السلام، سواء في أوكرانيا أو غزة أو في المواجهة بين إيران وإسرائيل، ثم تبدد الأمل، وتأكيد نجاح المفاوضات حول قدرات إيران النووية ووقف التخصيب، ثم تشكيك في النجاح وتلويح ببطاقات أخرى لا علاقة للمفاوضات بها، وتأكيد عدم ضلوع أميركا في الصراع، ثم مقاربة للفكرة، وبعدها تلويح بها، وأخيراً طرح احتمال وفي الوقت نفسه تلميح بعدم حدوث الاحتمال، وقع العالم في حيص بيص محاولات فهم ما وراء التصريحات. ولم لا، وهي التصريحات التي تعد بمثابة قرارات لمصير العالم، وتوجهات لما ستؤول إليه خرائطه، وأحكام حول من يبقى ومن يختف، ولو إلى حين؟! المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت اتخذت الطريق الأسلم والأوقع في الرد على سؤال حول إذا ما كانت أميركا ستشارك أم لم تشارك في المواجهة، وهو "قراءة" بيان باسم الرئيس، منعاً للالتباس ووقاية من خطأ النقل أو هفوة الاجتهاد. قالت، "بناءً على وجود فرصة حيوية للمفاوضات التي قد تحدث أو لا تحدث مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدماً أو التراجع خلال الأسبوعين المقبلين". الكلمات الغامضة لخصت الوضع. قد تعود إيران إلى المفاوضات، وقد لا تعود. وقد تمضي أميركا قدماً وقد لا تمضي. حتى جزئية التوقيت "الأسبوعين"، نقلها البعض "أسبوعين"، واعتبرها البعض الآخر "يومين" في ضوء توقع مسؤولين إسرائيليين أن الرئيس الأميركي سيحسم أمر انضمام أميركا في خلال يومين. المتابع للتصريحات المنسوبة للرئيس ترمب في وسائل الإعلام العربية والغربية، بما فيها الأميركية نفسها، لا سيما فيما يختص بمشاركة أميركا المباشرة في الحرب الدائرة من عدمها، يلحظ التباساً ما، وهو إما ناجم عن عدم فهم المتلقي، أو أن التصريحات ملتبسة فعلاً. ويبدو أن وكالة "رويترز" أعياها الوصول إلى النبأ الأكيد أو الخروج بتحليل يكتنفه اليقين، فآثرت السلامة ونشرت قبل أيام تقريراً عنوانه "ترمب يبقي العالم في حيرة في شأن العمل العسكري الأميركي ضد إيران". اختارت الوكالة أن تتحدث عن حيرة العالم وهو يحاول معرفة إذا ما كانت أميركا ستنضم إلى قصف إسرائيل للمواقع النووية الإيرانية بعد مرور بضعة أيام على بدء المواجهة. استعرض التقرير ما قاله الرئيس الأميركي ومسؤولون أميركيون، وما رد به الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان والمرشد الأعلى خامنئي، وموقف إسرائيل وما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراؤه وغيرهم تعليقاً على "التدخل الأميركي المنتظر"، أو "المأمور"، أو "المتوقع"، أو "المشكور مسبقاً"، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام ما قد تعنيه تصريحات الرئيس في الأيام أو الساعات أو الدقائق القليلة المقبلة. تصريحات الرئيس ترمب الخاصة بالمواجهة المحمومة بين إسرائيل وإيران يعدها سكان الكوكب العلامات الدالة الوحيدة على ما ينتظرهم. وكونها "تبدو" متضاربة أدخل الكثيرين في تبرير أو التنديد بهذا التناقض، باعتباره مدعاة إلى مزيد من الفوضى والقلق وعدم اليقين. تكتيك مقصود أم التباس فوضوي؟ المبررون يرون أن التصريحات المتناقضة في أوقات الصراع والحروب، لا سيما المعقدة، هي تكتيك مقصود وبالغ الذكاء لتأجيج القلق أو التشويش لدى بقية الأطراف، لا سيما العدو. علماء نفس يقولون إن الأحاديث أو التصريحات المتناقضة، لا سيما حين تصدر عن شخصيات عامة أو مسؤولة، يمكن أن تكون طريقة مدروسة هدفها التلاعب بالآخرين، وإفقادهم ثباتهم وثقتهم في أنفسهم أو في مسؤوليهم أو في قدراتهم، سواء الشخصية أو القتالية أو في الصمود. ويدلو الذكاء الاصطناعي بدلوه في مسألة التصريحات المتناقضة، فيشير بناءً على تلخيص وتجميع لمحتوى عنكبوتي عن التناقض في التصريحات الرسمية إنه في حال كان التناقض مقصوداً، فهو يهدف إلى خلق الارتباك، إذ يقول المسؤول شيئاً ويفعل شيئاً آخر، بعدما يصنع بيئة من عدم اليقين حتى يجعل فهم نياته ودوافعه عصية على الآخرين. كما أن التصريحات المتناقضة قد تكون استغلالاً للتنافر المعرفي أو تضارب المعلومات أو غموضها على الأرض (وهو ما ينطبق بصورة كبيرة على مجريات مواجهة إيران وإسرائيل)، وهذا من شأنه أن يولد شعوراً نفسياً مزعجاً لدى المتابعين، لا سيما في صفوف العدو. هذا إذا كان التناقض أو عدم الاتساق أو كثرة التأرجح في التصريحات مقصوداً، أما إذا كان غير مقصود، فهذا يستدعي قدراً أكبر من القلق، لا سيما حين تكون صادرة عن القوة الأبرز في العالم، التي تتحكم في قدر كبير من مصائر دول عبر قرارات تصدرها وخطوات تتخذها. تظل هناك حالات تعكس فيها التصريحات المتناقضة وجود صراع آخر أكثر عمقاً ربما في الدوائر الداخلية المحيطة بالمسؤول، وهو ما يجعله يطلق تصريحات متناقضة. وربما تعني أن المسؤول أو الدائرة المحيطة به يعانون نقصاً في المعرفة أو المعلومات الخاصة بالصراع، أو ربما يعني أنه لم يتم بعد الوصول إلى قرار بات، لكن لا يمكن إعلان ذلك، أو الإقرار به على الملأ. وتمضي التفسيرات قدماً، فتكتيك التناقضات في المواقف والتصريحات تمكن الشخص من إلحاق الضرر النفسي بالمتلقي الذي يجد الحقيقة التي يسعى إليها في حال تآكل مستمر. كما أن إغراق المجال المعلوماتي والإخباري بروايات أو أحاديث متناقضة يثير الارتباك، ويزيد معدلات الخوف والقلق من المجهول القادم. اجتهادات من نوع آخر تعتبر تصريحات الرئيس ترمب في الشأن الإيراني - الإسرائيلي المحتدم أشبه بـ"لعبة حافة الهاوية القاتلة". في اللقاء السنوي لـ"المعهد الدولي للشؤون الدولية" (تشاتام هاوس) (معهد فكر وبحوث بريطاني متخصص في الشؤون الدولية) قبل أيام في لندن، قالت المديرة التنفيذية للمعهد برونوين مادوكس، مشيرة إلى اختلاف التصريحات حول المواجهة أن "إحدى السمات المحددة للمواجهة الحالية ستكون قرار الرئيس الأميركي. ونحن ننتظر لنرى ما سيحدث. وهذا سيغير الموازين بصورة جذرية، بغض النظر عن النتيجة". وأضافت، "يبدو في الوقت الحالي أنه متورط في لعبة مغامرة خطرة، مستخدماً نفس المهارات التي امتلكها كمطور عقاري. لكن هذه ليست خطة لبناء شقة في قلب نيويورك، بل هي استقرار العالم في المستقبل". ومن دون أن يتطرق مباشرة إلى تضارب التصريحات أو عدم وضوحها، قال الجنرال الأميركي المتقاعد بن هودجز إن "الخطر الأكبر يكمن في عدم تحديد الرئيس بوضوح للنتيجة الاستراتيجية التي نرغب في تحقيقها"، مشيراً إلى أن أميركا لم تفعل ذلك (تحديد النتيجة الاستراتيجية) في العراق، أو في أفغانستان، كما لم تحدد بوضوح النتيجة الاستراتيجية لأوكرانيا. عناوين التناقضات في الأسابيع القليلة التي تلت بدء الفترة الرئاسية الحالية لترمب، توالت تقارير ومقالات رأي في الإعلام الأميركي عن "تناقضات الرئيس"، وتحدثت "نيو يورك تايمز" عن "تناقضات ترمب التي تحول دون تثبيته هي غطاؤه الوحيد". وأشارت "أن بي سي" إلى فترة رئاسية سمته فوضى التناقضات". وكتبت "بام بيتش بوست" أن "ملف الهجرة الحالي سياسات ذهاب وإياب". وقالت "لو موند" إن "التصريحات المتناقضة الصادرة عن واشنطن في شأن قرب الوصول إلى اتفاق بين الرئيسين الأميركي والروسي تركت الأوكرانيين في حال فزع". ونشرت وكالة "أ ب" تقريراً قبل أسابيع عنوانه "ترمب يواصل التناقض في شأن الرسوم الجمركية، ما يجعل الاقتصاد العالمي الهش متوتراً"، كما نشرت "سي أن أن" تقريراً قبل أيام عن وجود "تناقضات رئيسة في وجهة نظر الرئيس ترمب حول ما ينبغي للحكومة أن تفعله لمساعدة وحماية الأميركيين". ورأت "بلومبيرغ" في حملة وقف الهجرة وترحيل المهاجرين غير الشرعيين من أميركا "مليئة بالتناقضات". وقائمة التقارير والمقالات التي ترصد ما تسميه "تناقضات" كثيرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) احتمال أن تكون التناقضات تكتيكاً، والتضاربات مقصودة قائم. وسواء كانت مقصودة أو عرضاً جانبياً لأسباب وعوامل عدة، تظل النتيجة في المواجهة بين إسرائيل وإيران توليفة من قلق متصاعد، وترقباً متفاقماً في انتظار ما ستقدم عليه أميركا، أو لن تقدم عليه، في المرحلة التالية للضربة الفعلية الأولى. بعد الضربة بدقائق قالت أميركا لإيران، بحسب محطة "سي بي أس" إنها (واشنطن) لا تنوي تغيير نظام الحكم الإيراني، وإن الضربة العسكرية الأميركية ضد أهداف إيرانية هو كل ما خططت له، وأنه لا نية لتوجيه ضربات جديدة. أما إيران فقالت إنها تحتفظ بحق الرد. وفي انتظار رد إيران ورد أميركا على رد إيران وموقف الإدارة الأميركية، وإذا كانت ستكتفي بالفعل بالضربة الأولى، أم تمضي قدماً في المزيد، ستظل أنظار سكان الكوكب مثبتة على ما يصدر من الرئيس ترمب من تصريحات مخضعاً إياها للتحليل والتكهن: يضرب؟ لا يضرب؟ يضرب بشروط؟ وهلم جرا.

صور أقمار اصطناعية تكشف أضراراً بجبال موقع «فوردو» النووي بعد الضربات الأميركية
صور أقمار اصطناعية تكشف أضراراً بجبال موقع «فوردو» النووي بعد الضربات الأميركية

المناطق السعودية

timeمنذ 41 دقائق

  • المناطق السعودية

صور أقمار اصطناعية تكشف أضراراً بجبال موقع «فوردو» النووي بعد الضربات الأميركية

أظهرت صور أقمار اصطناعية، حلّلتها وكالة «أسوشييتد برس»، أن الجبال في موقع «فوردو» النووي تحت الأرض تضررت من الضربات الأميركية. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضربات الأميركية «دمّرت بشكل تام وكامل» 3 منشآت نووية هي «فوردو» و«أصفهان» و«نطنز». كان مصدر إيراني كبير قد قال، لوكالة «رويترز» للأنباء، إنه جرى تقليص عدد العاملين في موقع «فوردو» إلى الحد الأدنى. وأعلنت السلطات الإيرانية أنه «لم تسجَّل أي علامات على تلوث» بعد الضربات، وأنه «لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع» الواقعة في وسط إيران. وأكد ترمب أن منشآت التخصيب النووي في طهران «دُمّرت بالكامل»، بعد سلسلة ضربات أميركية غير مسبوقة، اليوم الأحد، عَدَّتها طهران تجاوزاً لـ«الخط الأحمر» من قِبل واشنطن وحليفتها إسرائيل، التي تواصل استهداف أراضي إيران منذ اندلاع الحرب بينهما قبل عشرة أيام. وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب إسرائيل في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو (حزيران)، شنّت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي نطنز وفوردو وأصفهان. ولم يتضح بعدُ حجم الضرر الذي لحق هذه المنشآت، وما اذا كانت الضربات قد أسفرت عن وقوع إصابات. وتوعّد «الحرس الثوري الإيراني» بجعل الولايات المتحدة «تندم»، رداً على الهجمات. وأكد ترمب، في تصريح من البيت الأبيض، أن الضربات التي شنّتها بلاده دمّرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران «بشكل تام وكامل»، قائلاً إن «على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن»، وإلا «فستكون الهجمات المستقبلية أكبر وأسهل بكثير».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store