
مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات في رفح
قُتل 30 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون بنيران إسرائيلية، صباح الثلاثاء، قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة، وفق ما صرح به مدير مجمع ناصر الطبي وكذلك وزارة الصحة بالقطاع.
وأضاف مدير المستشفى أن جميع المصابين نُقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ومعظمهم مصابون بطلقات نارية. وذكرت وكالة الدفاع المدني في غزة أن غالبية القتلى والجرحى أصيبوا بنيران الدبابات الإسرائيلية والمروحيات وطائرات بدون طيار.
وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار بعد تحديد هوية " العديد من المشتبه بهم" قرب مركز لتوزيع المساعدات. وأكد أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه يحقق في تفاصيل الحادث.
وعقب حادث صباح الثلاثاء، شوهدت جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية بيضاء، على الأرض في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر. وتجمع مئات الفلسطينيين بعضهم من أقارب القتلى والمصابين داخل المستشفى.
وقالت مصادر فلسطينية إن هناك صعوبة في انتشال الضحايا من المكان، لوجودهم في منطقة خطيرة. ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين لم يتسنَّ الوصول إليهم لإجلائهم.
وقال محمد الشاعر، وهو نازح في منطقة المواصي بخان يونس، إنه في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء "بدأ مئات من المواطنين يتقدمون في الطريق الساحلي، المؤدي إلى مركز المساعدات الأمريكي برفح، وقام الجيش الاسرائيلي فجأة بإطلاق النار في الهواء، ثم بدأوا يطلقون النار باتجاه الناس".
وأضاف الشاعر، الذي قال إنه ذهب للحصول على مساعدات غذائية، إن "طائرة مروحية وطائرات مسيرة أطلقت النار باتجاه الفلسطينيين الذين تجمعوا قبل أن يصلوا إلى مركز المساعدات".
أما رانيا الأسطل، وهي تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة في خيمة في منطقة المواصي، فقالت إنها ذهبت مع زوجها للحصول على غذاء من مركز المساعدات في رفح.
وأشارت إلى أن إطلاق النار بدأ بشكل متقطع، قرابة الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي (الثالثة فجرا بتوقيت غرينتش)، وتضيف "كل ما تقدم الناس عند دوار العلم - يبعد حوالى كيلومتر عن مركز المساعدات برفح - كانوا يطلقون النار عليهم، لكن الناس لم يهتموا واندفعوا مرة واحدة وعندها أطلق الجيش نارا كثيفا".
هذا وقد أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، يفيد بأن قواته أطلقت النار بعد تحديد هوية "مشتبه بهم"، على بُعد حوالي 0.5 كيلومتر من موقع توزيع المساعدات.
وأضاف أن قواته أطلقت في البداية "نيرانًا تحذيرية... وبعد أن فشل المشتبه بهم في التراجع، وُجّهت طلقات إضافية بالقرب من عدد من المشتبه بهم الذين تقدموا نحو القوات".
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه "يجري التحقيق في تفاصيل الحادث".
ونفت إسرائيل إطلاق النار على فلسطينيين في حادث مماثل يوم الأحد الماضي، والذي تقول وزارة الصحة في القطاع إنه أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة ما يقرب من 200 آخرين.
من جهته، انتقد فيليب لازاريني - مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) - إسرائيل، قائلًا إن نقاط توزيع المساعدات باتت "مصيدة للموت".
وهاجم بشدة آلية التوزيع التي رتبتها إسرائيل، والتي حددت نقطة التسليم في أقصى جنوب مدينة رفح بقطاع غزة، ما اضطر آلاف المدنيين الفلسطينيين إلى السير عشرات الكيلومترات، نحو منطقة شبه مدمرة بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، معتبراً أن "هذا النظام المهين" لا يخفف المعاناة بل يعمّقها.
في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بمقتل 5 مواطنين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي، استهدف منزلاً في حي تل الهوى، جنوب مدينة غزة.
أوامر إخلاء
في غضون ذلك، أصدر الجيش الاسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لمختلف المناطق في مدينة خان يونس، باستثناء مجمع ناصر الطبي، وذلك وفقا لما أكده مدير المستشفى، الذي قال إنه في حال شمل الإخلاء المستشفى، فسيعني ذلك الحكم بالإعدام على 500 مريض، منهم نحو 40 داخل قسم العناية المركزة.
واتهمت وزارة الصحة في غزة الجيش الإسرائيلي بـ "تعمد تقويض وخنق المنظومة الصحية"، من خلال إصدار أوامر إخلاء للمناطق التي توجد بها المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية.
وأشارت الوزارة إلى أن أوامر الإخلاء الجديدة في خان يونس "تُشكل تهديداً مُباشراً لإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، والذي يعد المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يضم خدمات تخصصية يتهددها التوقف".
وأوضحت أن "عشرات المرضى والجرحى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ، والأطفال في أقسام الحضانة أمام موت محقق حال خروج المجمع عن الخدمة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 4 ساعات
- BBC عربية
ماذا نعرف عن عمليات القتل التي وقعت قرب موقع إغاثة في غزة تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل؟
خلال الأيام الثلاثة الماضية، شهد الطريق المؤدي إلى مركز لتوزيع المساعدات في غزة سلسلة من الحوادث المميتة، حيث وقعت ثلاثة حوادث منفصلة على الطرق المؤدية إلى أحد المواقع الجديدة لتوزيع الإغاثة، والذي يقع في أقصى جنوب غرب القطاع، تحت السيطرة العسكرية الكاملة للجيش الإسرائيلي. ويُدار هذا المركز من"مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منظمة تحظى بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل. بدأت سلسلة الحوادث صباح الأحد، عندما قُتل 31 فلسطينياً بنيران القوات الإسرائيلية، بحسب ما أفاد به جهاز الدفاع المدني التابع لحركة حماس. وفي صباح اليوم التالي، قُتل ثلاثة فلسطينيين آخرين بنيران إسرائيلية أيضاً، وفقاً لما ذكرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر. في غضون ذلك، قُتل 27 شخصاً آخرين بنيران إسرائيلية بالقرب من الموقع صباح الثلاثاء، وفقاً لمسؤولين في القطاع الصحي. من جهتها، نفت إسرائيل صحة ما وصفته بـ"تقارير كاذبة" تزعم أن جنودها أطلقوا النار على مدنيين في موقعي توزيع المساعدات أو في محيطهما. وأكدت أن بعض الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية يوم الأحد من مسافة تقدّر بكيلومتر واحد، وأضافت أن القوات فتحت النار أيضاً يومي الاثنين والثلاثاء بعد رصد "عدد من المشتبه بهم". بالرغم من ندرة مقاطع الفيديو التي توثق الحوادث مباشرة من داخل غزة، فقد قام فريق "بي بي سي للتحقيقات" بتحليل اللقطات المتوفرة، وحاول رسم تصور دقيق لمسار الأحداث ومواقع وقوعها. أين وقعت الحوادث؟ تشير التقارير إلى أن الهجمات الثلاث وقعت بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات في منطقة تل السلطان جنوب غرب غزة. تم افتتاح ما يعرف باسم "موقع التوزيع الآمن 1"، والذي أطلق عليه هذا الاسم صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي، في 26 مايو/أيار. إذ يُعد هذا الموقع واحداً من أربعة مرافق مماثلة، تقع ثلاثة منها في جنوب قطاع غزة. تعد هذه المنشآت جزءاً من نظام مساعدات جديد أثار انتقادات واسعة من منظمات إنسانية، إذ يهدف إلى تجاوز دور الأمم المتحدة، التي تتهمها إسرائيل بالعجز عن منع تحويل المساعدات لصالح مقاتلي حماس. من جانبها، تؤكد الأمم المتحدة أن ذلك لم يشكل مشكلة كبيرة، وتصف النظام الذي يديره صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي بأنه غير عملي وغير أخلاقي. مع ذلك، لم يبدأ تشغيل سوى مركز "التوزيع الآمن 1" منذ يوم الجمعة، وفقاً لما ورد في المنشورات الرسمية لـمؤسسة غزة الإنسانية. ويأتي ذلك بعد أسبوع أول اتّسم بالفوضى، حيث اندفع مدنيون يائسون إلى الموقع، كما تم إلقاء مقذوفات باتجاه الغزيين في منشأة أخرى تابعة لمؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني في موقعها الشمالي قرب النصيرات يوم الخميس. في المقابل، لم يستجب المتحدث باسم المؤسسة للرسائل التي تسأل عن سبب إغلاق المرافق الأخرى لعدة أيام. حثّت مؤسسة غزة الإنسانية المدنيين على اتباع مسار محدد عند التوجه إلى موقع "التوزيع الآمن 1"، وأرشدتهم إلى سلوك طريق ساحلي يُعرف باسم شارع الرشيد. تم نشر التعليمات عبر الصفحة الرسمية للمؤسسة على فيسبوك. من جهته، علّق كريس نيوتن، المحلل البارز في "مجموعة الأزمات الدولية"، وهي مؤسسة بحثية تتخذ من بروكسل مقراً لها، بأن هذا المسار "لا يتسم بالأمان ولا بالكفاءة". وأوضح إلى أن توجيه المدنيين عبر ممر واحد فقط إلى الموقع يعد" تغييراً كبيراً" مقارنة بالنظام السابق الذي تديره الأمم المتحدة، والذي كان يعتمد على وجود 400 نقطة توزيع منتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة. وفي حديثه عن النظام الجديد لتقديم المساعدات، قال: "يبدو أن هذا النظام بأكمله صُمم ليفشل". كيف تطورت أحداث يوم الأحد بحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل نحو 31 شخصاً يوم الأحد جراء إطلاق النار. وفي صباح اليوم نفسه، أشرت مؤسسة غزة الإنسانية على صفحتها الرسمية على فيسبوك أن مركز "التوزيع الآمن 1" سيكون مفتوحاً اعتباراً من الساعة الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي، داعية المدنيين إلى التوجه إليه. وبعد مرور ساعة فقط، تم نشر إعلان جديد على الصفحة يفيد بإغلاق الموقع. وبحلول ذلك الوقت، كان عدد كبير من سكان غزة قد تجمعوا عند دوار العلم في انتظار السماح لهم بالدخول إلى الموقع، حسبما ذكر الصحفي المقيم في غزة محمد غريب لبي بي سي. وقد تم تداول عدد محدود من مقاطع الفيديو التي يُزعم ارتباطها بحادثة إطلاق النار. ويُظهر أحد هذه المقاطع، الذي يُقال إنه تم التقاطه يوم الأحد على الطريق المؤدي إلى موقع توزيع المساعدات، أشخاصاً ممددين على الأرض، بينما يُسمع في الخلفية دوي انفجار يُحتمل أنه ناجم عن قصف دبابة أو مدفعية. قدم موظفون دوليون في مستشفى ميداني تابع لمنظمة "يو كي ميد"، يقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من الموقع، تسجيلاً صوتياً وثّق انفجارين واضحين وإطلاق نار مستمر لأكثر من خمس دقائق. أظهر مقطع مصور نُشر الساعة 6:08 صباحاً عشرات الأشخاص مستلقين على الرمال، مع سماع دوي إطلاق نار من أسلحة آلية. لم تتمكن "بي بي سي تحقيقات " من تحديد الموقع الجغرافي الدقيق للفيديو. فيما أظهر مقطع فيديو آخر راجعته "بي بي سي تحقيقات"، وقيل إنه يوثق آثار الحادث، عدداً من الجثث ملقاة على شاطئ غزة. ومع تقدم المشاهد، ظهرت عدة جثث مغطاة بأكياس بيضاء، ويبدو أن من بينها جثة تعود لشابة. ولا يمكن تحديد الموقع الجغرافي للمقطع بشكل قاطع، إلا أن الأضواء الظاهرة في المقطع توحي بأن المقطع قد تم تصويره في منطقة تبعد حوالي كيلومتر واحد عن موقع "التوزيع الآمن 1". كشفت الصور التي زود بها الأطباء بي بي سي عن استخدام ذخائر من عيار 5.56 ملم و7.62 ملم، بعد استخراجها من جثث القتلى والمصابين في الحوادث. في المقابل أشار بنديكت مانزين، محلل في شركة سيبيلين للاستشارات في مجال المخاطر، إلى أن مصدر الطلقات لا يزال غير واضح، موضحاً أن كلاً من القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية "لديها القدرة على استخدام أسلحة تطلق ذخيرة من عياري 5.56 ملم و7.62 ملم". نفى جيش الدفاع الإسرائيلي إطلاق جنوده النارعلى مدنيين "بالقرب من الموقع أو داخله"، ونفى التقارير التي تفيد بذلك. وأفاد مصدر عسكري إسرائيلي لاحقاً بأن طلقات تحذيرية أُطلقت على بُعد كيلومتر واحد تقريباً من الموقع "لمنع المشتبه بهم من الاقتراب من الجنود". وصرحت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان: "لم تقع إصابات أو وفيات أو حوادث خلال عملياتنا أمس. لم نر حتى الآن أي دليل على وقوع هجوم على منشأتنا أو بالقرب منها". ما هي تفاصيل الحوادث التي وقعت لاحقاً؟ قُتل ثلاثة أشخاص يوم الإثنين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام قرب موقع "التوزيع الآمن 1"، بحسب ما أفادت به اللجنة الدولية للصليب الأحمر. صرح الجيش الإسرائيلي بأنه "تم إطلاق طلقات تحذيرية باتجاه عدد من المشتبه بهم الذين تقدموا نحو القوات على بُعد نحو كيلومتر واحد من الموقع". وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار بالقرب من موقع "التوزيع الآمن 1" صباح يوم الثلاثاء. نُشر عدد محدود جداً من اللقطات التي يُزعم أنها تُظهر لحظة إطلاق النار. إلا أن مقطع فيديو تداوله الإنترنت أظهر أشخاصاً يركضون مع سماع دوي إطلاق النار. وتمكنت "بي بي سي تحقيقات" من تحديد موقع هذه اللقطات على طريق قرب موقع التوزيع الآمن 1"، وتأكدت من أنها حديثة نُشرت يوم الثلاثاء، رغم عدم تمكنها من التأكد بشكل قاطع من ارتباطها بذات الحادثة. صرح المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل لبي بي سي، أن الحادثة حدثت مرة أخرى على بُعد مئات الأمتار من دوار العلم. وأضاف أن الغالبية العظمى من القتلى والجرحى "تعرضوا لإصابات ناجمة عن نيران الدبابات والمروحيات والطائرات المسيرة الرباعية". أفاد ياسر أبو لبدة، نازح من رفح يبلغ من العمر 50 عاماً، لوكالة أسوشيتد برس بأن إطلاق النار بدأ قبل الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي. من جهتها، قالت رشا النحال، شاهدة أخرى، لوكالة أسوشيتد برس: "كان إطلاق النار يأتي من جميع الاتجاهات". وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها أن مستشفاها الميداني في رفح استقبل "تدفقاً جماعياً من الإصابات بلغ 184 مريضاً". "يشمل هذا 19 حالة أُعلنت وفاتهم فور وصولهم، وثمانية آخرين توفوا متأثرين بجراحهم بعد ذلك بوقت قصير. وكانت غالبية الحالات مصابة بطلقات نارية". قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه على بُعد حوالي نصف كيلومتر من موقع توزيع المساعدات "تقدم عدد من المشتبه بهم" نحو القوات. وأضاف أن الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية، وعندما "لم يتراجع المشتبه بهم، وُجهت طلقات إضافية قرب بعض الأفراد منهم". وأشار الجيش إلى أنه يجري التحقيق في تقارير عن وقوع إصابات. رداً على حادثة يوم الثلاثاء، صرّحت مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية: "على الرغم من أن توزيع المساعدات تم بأمان ودون أي حوادث في موقعنا اليوم، فإننا ندرك أن جيش الدفاع الإسرائيلي يجري تحقيقاً لمعرفة ما إذا كان عدد من المدنيين قد أصيبوا بعد تجاوزهم الممر الآمن المخصص لهم ودخولهم منطقة عسكرية مغلقة. وكانت هذه المنطقة تقع بعيداً جداً عن موقع التوزيع الآمن ومنطقة عملياتنا."


BBC عربية
منذ 8 ساعات
- BBC عربية
كتائب محمد الضيف: ماذا نعرف عن الفصيل المجهول الذي تبنى إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل؟
أعلنت إسرائيل، مساء الثلاثاء، الثالث من يونيو/حزيران، سقوط قذيفتين نحو منطقة مفتوحة في الجزء المحتل من قبل إسرائيل في مرتفعات الجولان. وسارعت وسائل إعلام إسرائيلية للتأكيد على أن القذيفتين أُطلقتا من منطقة درعا جنوبي سوريا. ليعقب ذلك إعلان للجيش الإسرائيلي يقول فيه إنه شن غارات جوية استهدفت "أسلحة تابعة للنظام السوري في جنوب سوريا"، مضيفاً أن النظام السوري "سيستمر في تحمّل العواقب طالما استمرت الأنشطة العدائية في الانطلاق من أراضيه". وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان شن إسرائيل للغارات، وقال إنها تزامنت مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء السورية. لكن التحوّل اللافت كان ما تداولته وسائل إعلام عربية، عن تبنّي فصيل غير معروف سابقاً، يسمي نفسه "كتائب الشهيد محمد الضيف"، لإطلاق القذيفتين الصاروخيتين تجاه الجولان. فما الذي نعرفه عن هذا الفصيل؟ ما هي أهدافه؟ ما هي "كتائب الشهيد محمد الضيف"؟ برز اسم هذا الفصيل المسلح بشكل مفاجئ بعد عملية إطلاق القذائف باتجاه الجولان، ولا تتوفر معلومات كافية عن طبيعة هذا الفصيل، أو قيادته، أو مناطق نشاطه، أو ما إذا كان منبثقاً عن جماعات فلسطينية معروفة، أو ما إذا كان تأسيسه بدعم من أطراف أخرى في الصراع الدائر في الشرق الأوسط أو بمبادرة من مجموعة من الأفراد. لكن، وعقب عملية إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الجولان، تداولت وسائل إعلام عربية حساباً على منصة تلغرام، يُنسب إلى "كتائب الشهيد محمد الضيف". وعبر ذلك الحساب، نُشر ما يُزعم أنه "بيان تأسيسي" لهذا الفصيل، مؤرخ بتاريخ 31 مايو/أيار 2025، أي قبل عدة أيام من عملية الإطلاق باتجاه الجولان. يقول البيان التأسيسي إن "كتائب الشهيد محمد الضيف"، ليست حزباً أو تنظيماً. ولم يوضح البيان بشكل صريح هوية المؤسسين أو توجهاتهم، لكنه ألمح بطريقة خطابية إلى أن الفصيل مكون من مجموعة من الشبّان الذين وصفهم بـ "جيل نشأ تحت القصف، وشبّ على صوت القنابل". ما هي أهداف هذه المجموعة؟ ولماذا تأسست؟ تقول المجموعة في بيانها التأسيسي إن انطلاقتها كانت بدافع من "وجع الشعب، وصمت العالم، وخذلان القريب"، وعادة ما ترتبط هذه التعابير بالحرب الدائرة في غزة، والأزمة الإنسانية التي خلفتها، وقد يكون ذلك تلميحاً إلى أن الفصيل تأسس على خلفية هذه الحرب وتبعاتها، وفق ما نقله نشطاء ومهتمون على منصات التواصل الاجتماعي. لا يوضح البيان التأسيسي الأهداف المحددة للمجموعة، لكن إحدى فقراته تتضمن لغة تهديدية واضحة تجاه إسرائيل، إذا يصفها بـ "العدو"، ويتوعدها بـ "زرع الرعب في القلوب"، و"القتال بكل ما نملك" وغيرها من التهديدات الأخرى. لا تربط المجموعة نفسها بأي فصيل فلسطيني آخر معروف، بل تؤكد أنها ليست "حزباً أو تنظيماً"، إلّا أنها تقول في بيانها إنها امتداد لما تصفه بـ "طريق المقاومة المستمر، وقادة المقاومة"، وتذكر في هذا السياق أسماء مثل أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ومحمد الضيف، وجميعها أسماء مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس). لماذا أطلقت المجموعة على نفسها هذا الاسم؟ أطلقت المجموعة على نفسها هذا الاسم تيمناً، على ما يبدو، بالقائد السابق لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، الذي أعلنت إسرائيل اغتياله بغارة جوية شنتها في قطاع غزة في يوليو/ تموز 2024. ويتجلى هذا الأمر كذلك في الشعار الذي وضعته المجموعة في ترويسة بيانها التأسيسي، إذ يبدو في منتصف الشعار ظلٌّ يشبه ظل محمد الضيف الذي ظهر في صورة أُرفقت مع تسجيل نشرته حركة حماس للضيف في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومحمد الضيف هو محمد دياب المصري، المولود في غزة عام 1965، والمعروف باسم "الضيف" مجازاً إشارة إلى أسلوب حياته المتنقل، تجنباً للغارات الإسرائيلية. انخرط الضيف في صفوف حركة حماس منذ الأيام الأولى لانطلاقتها نهاية ثمانينات القرن الماضي. وشارك في تأسيس الجناح العسكري للحركة، والمعروف بكتائب عز الدين القسام، وأصبح قائداً للجناح العسكري في الضفة الغربية المحتلة عام 1993. وفي عام 2002، أصبح الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام؛ بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة بغارة إسرائيلية. طاردت إسرائيل محمد الضيف على مدار عقود، إذ حمّلته المسؤولية عن مقتل عشرات الإسرائيليين. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية إن الضيف نجا من سبع محاولات اغتيال نُفذت في أعوام 2001 و2002 و2003 و2006 و2014، وعام 2021 عندما حاولت إسرائيل اغتياله مرتين في ذلك العام. أين تنشط "كتائب الشهيد محمد الضيف"؟ على الرغم من أن أولى العمليات العسكرية التي تبنتها ضد إسرائيل انطلقت من سوريا، إلا أن المجموعة وضعت في هامش بيانها التأسيسي عبارة "فلسطين المحتلة"، وفي ذلك إشارة إلى ارتباطها بالأراضي الفلسطينية، أو حتى إسرائيل ذاتها، التي تعتبرها أدبيات بعض الفصائل الفلسطينية على أنها جزء مما يُسمى "فلسطين المحتلة". وتؤكد الفقرة الافتتاحية في البيان على ذلك، إذ تقول إن "كتائب الشهيد محمد الضيف" تعلن عن تأسيسها من "قلب فلسطين المحتلة". وليس من الواضح مدى ارتباط المجموعة بالأراضي السورية، لكن العملية الوحيدة التي تبنتها حتى وقت كتابة هذا التقرير انطلقت من الأراضي السورية، كما بثّ حساب التلغرام المنسوب للمجموعة مقطع فيديو لما يقول إنه لحظة سقوط الصواريخ التي أطلقتها من سوريا باتجاه مرتفعات الجولان. هل هناك فعلاً مجموعة بهذا الاسم؟ وهل هي من أطلقت الصواريخ من سوريا؟ من الصعب التثبت من مصداقية المعلومات بشأن المجموعة المُسماة "كتائب الشهيد محمد الضيف"، أو مصداقية تبنيها عملية الإطلاق على الجولان. فالمعلومات المتوفرة مبنية على ما نُشر على حساب التلغرام المنسوب للمجموعة، وما تداولته وسائل إعلام عربية، ومصادر محلية. ويُضاف إلى ذلك أن فصيلاً آخر غير معروف، أعلن كذلك مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين. إذ نقل موقع "صوت العاصمة"، وهو موقع إخباري محلي سوري، أن ما تُسمى "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا"، أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، بل ونشرت مقطع فيديو لما قالت إنه لحظة إطلاق صاروخي الغراد باتجاه الجولان، وهو ما زاد من الغموض بشأن هوية مطلقي الصواريخ، أو ما إذا كانوا فعلاً ينتمون إلى تلك الفصائل غير المعروفة. ما موقف الحكومة السورية الانتقالية من المجموعة؟ في أعقاب عملية إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الجولان، والقصف الإسرائيلي لأهداف في جنوبي سوريا، أشارت وزارة الخارجية السورية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إلى وجود "أطراف عديدة" تسعى إلى "زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة"، دون أن تشير بصراحة إلى "كتائب الشهيد محمد الضيف"، لكنها قالت إنها "لم تتثبت بعدُ من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي". وأكّدت الخارجية أن سوريا "لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة"، منددة في الوقت ذاته بالغارات الإسرائيلية على منطقة درعا جنوبي البلاد، واعتبرتها "تصعيداً يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية". ما موقف إسرائيل مما حدث؟ تجلى الموقف الإسرائيلي على مستويات عدة، فميدانياً، أغارت طائرات إسرائيلية على أهداف جنوبي سوريا عقب إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان، وحمّل الجيش الإسرائيلي الحكومة الانتقالية في سوريا، مسؤولية ما وصفه بـ "الوضع الراهن". وهو موقف أبداه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي حمّل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع المسؤولية، قائلاً بصريح العبارة: "نحن نعتبر الرئيس السوري مسؤولاً بشكل مباشر عن أي تهديد وإطلاق نار تجاه دولة إسرائيل، والرد الكامل سيأتي قريباً".


BBC عربية
منذ 11 ساعات
- BBC عربية
"تسريب تقرير للاتحاد الأوروبي حول غزة لعام 2024 يُفاقم الضغوط على إسرائيل"
نستهل جولتنا من صحيفة "يوأوبزرفر" التي نشرت مقالاً حصرياً، بقلم أندرو ريتمان، يُسلط الضوء على تسريب تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة لعام 2024 وتصرفات إسرائيل في الحرب. يبدأ المقال بالحديث عن المراجعة التي يجريها الاتحاد الأوروبي حالياً بشأن شراكته مع إسرائيل، في ضوء تصرفاتها في حربها على قطاع غزة، والتي يتوقع إتمامها بحلول 23 من يونيو/ حزيران، عندما يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعهم الأخير قبل العطلة الصيفية. ثم ينتقل المقال للحديث عن مراجعة أجرتها وحدة حقوق الإنسان، في وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي، لتصرفات إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024، والتي ظهرت نتائجها في وثيقة داخلية سرية للغاية، أمر بها جوزيب بوريل مسؤول الخارجية في الاتحاد الأوروبي آنذاك. ونشرت الصحيفة صفحات من التقرير الأوروبي. كانت اقتباسات متفرقة من التقرير قد نُشرت لأول مرة، على موقع The Intercept الإخباري الأمريكي، في ديسمبر/ كانون الأول 2024. لكن مصادر صحيفة "يوأوبزرفر" وافقت الآن على نشر التقرير السابق كاملاً لأول مرة، لإظهار ما توصلت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ومسؤولوها "من حقائق راسخة للاتحاد الأوروبي بشأن حرب غزة"، حسب الصحيفة. وكتبت: "التقرير السابق يتضمن إدانة بالغة، لدرجة أنه سيُسخر من الاتحاد الأوروبي إذا ما أعلن، في 23 يونيو/حزيران، أن إسرائيل لم تنتهك المادة 2 من الاتفاقية الثنائية بشأن الامتثال لحقوق الإنسان". وتنص المادة 2 على أن "العلاقات بين الطرفين (الاتحاد الأوروبي وإسرائيل)، وكذلك جميع أحكام الاتفاقية نفسها، يجب أن تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية". وذكرت وثيقة الاتحاد الأوروبي لعام 2024 أنها "لا تتضمن أي حكم قيمي من جانب الاتحاد الأوروبي"، لكنها قالت أيضاً إن إسرائيل "انتهكت المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي" بقتلها عشرات الآلاف من النساء والأطفال. كما تحدث التقرير عن "استخدام إسرائيل للتجويع كأسلوب حرب، وهو ما يُشكل جرائم فظيعة"، مستنداً إلى مصادر موثوقة، مثل نتائج مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وأحكام محكمة العدل الدولية، وفق الصحيفة. واستشهدت الصحيفة بآراء العديد من الحقوقيين بشأن التقرير الأوروبي والانتهاكات الإسرائيلية، التي "ازدادت سوءاً منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024". ومن ذلك على سبيل المثال ما صرّح به فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في 16 مايو/أيار بأن الإجراءات الإسرائيلية في غزة "ترقى إلى مستوى التطهير العرقي". كما ذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في 13 مارس/آذار، على سبيل المثال، أن الجيش الإسرائيلي مذنب بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية تتمثل في إبادة" مدنيين في غزة، بالإضافة إلى "العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي" ضد النساء والأطفال الفلسطينيين، والذي "يرقى إلى مستوى التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية والمهينة"، وفق ما نقلته الصحيفة. ويتطلب تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل برمتها – الذي يتوقع أن يتخذ فيه الاتحاد قراراً في أواخر يونيو/ حزيران - إجماعاً في مجلس الاتحاد الأوروبي، حيث من المتوقع أن تستخدم المجر، الحليف الأقوى لإسرائيل في الاتحاد، حق النقض (الفيتو) ضد مثل هذه الخطوة، وفقاً لما ذكره دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي للصحيفة. "كما أن تعليق الجزء التجاري فقط من الاتفاق، والذي قد يُكلف إسرائيل حوالي مليار يورو سنوياً وفقاً لتقديرات منظمات المجتمع المدني، يتطلب تصويتاً بأغلبية مؤهلة - ولكن هذا يعني أيضاً أن على ألمانيا أو إيطاليا أن تغير موقفها ليصبح مناهضاً لإسرائيل لتمرير التصويت". ولم تنضم ألمانيا ولا إيطاليا إلى الدول الـ 17 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي دعت إلى مراجعة المادة الثانية من اتفاقية الشراكة في 20 مايو/أيار. وكتبت الصحيفة: "لقد فقد الاتحاد الأوروبي مصداقيته بالفعل في دول الجنوب وفي نظر جمهوره العام، بمنحه إسرائيل تصريحاً مجانياً بشأن غزة". ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات، خبير شؤون الشرق الأوسط بمركز أبحاث المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية، قوله: "يكمن الخطر الأكبر في أن تُطيل مفوضية الاتحاد الأوروبي عملية المراجعة، وفي النهاية لا تُصدر قراراً بشأن المادة 2، تاركةً القرار للدول الأعضاء"، مشيراً إلى أن ذلك هو أحد النتائج التي "يتكهن بها مسؤولون بالاتحاد الأوروبي في جلسات خاصة". "لغز ترامب الكبير بشأن الصين" وننتقل إلى صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، ومقال يناقش علاقة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالصين كتبه إدوارد لوس. يرى الكاتب أن ترامب واضح تماماً في بعض الأمور، مثل كراهيته للهجرة أو العجز التجاري، لكن فيما يتعلق بسياساته نحو الصين فإن الأمر ليس كذلك. ويقول إنه لا يمكن التنبؤ بأي شيء يتعلق بسياسة ترامب تجاه الصين، متسائلاً عن موقفه إزاء تايوان، أو ما إذا كان يريد أن تنفصل الولايات المتحدة عن الصين تجارياً. وكتب: "من غير المرجح أن تُزيل مكالمة ترامب الهاتفية القادمة المفترضة مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حيرتنا. الصين هي لغز ترامب الكبير". يرى الكاتب أن العنصر الصيني الأمريكي في حرب ترامب التجارية المتقطعة يندرج في فئة خاصة به، على خلاف الاتحاد الأوروبي أو كندا على سبيل المثال. "على النقيض من ذلك، تشكل طموحات الصين التكنولوجية ذات الاستخدام المزدوج معضلة جيوسياسية كبيرة لأمريكا. إن كيفية تعامل ترامب مع هذه الأمور - سواء ألغى قيود جو بايدن المسماة (الساحة الصغيرة والسياج العالي) على تجارة أشباه الموصلات مع الصين من عدمه - مهمة للجميع". ومع ذلك، ليس هناك سوى القليل من الأدلة على مدى قلق ترامب من هذه المسألة، فالتأثير يسير في كلا الاتجاهين. ورغم أنه يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في تقييد وصول الصين إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والرقائق، إلا أن ترامب قد خفف بالفعل بعض هذه القيود، وفق الكاتب. "هل سيزيد التعريفات مرة أخرى إذا لم ترفع الصين حظرها؟ لا سبيل لمعرفة ذلك. في يوم من الأيام، اعتقد ترامب أن تطبيق تيك توك المملوك للصين يشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي. وهو الآن يُبقي تطبيق التواصل الاجتماعي حياً (غير محظور) - مع احتمال بيعه قسراً لشريك تجاري لترامب - ضد رغبات الكونغرس والمحكمة العليا". ويرى الكاتب أن نفس الارتباك يسود بشأن تايوان، إذ تحث أصوات عديدة في إدارة ترامب على دفاع صارم عن تايوان، في حال تعرضها لغزو من الصين. واستشهد الكاتب بتصريح لوزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، الأسبوع الماضي قال فيه: "إن التهديد الذي تشكله الصين (على تايوان) حقيقي. وقد يكون وشيكاً"، معتبراً أن "قلة في الولايات المتحدة أو حول العالم يأخذون كلام هيغسيث على محمل الجد". وكتب: "يُعتقد على نطاق واسع أن الصين تُجهّز لشنّ غزو على تايوان بحلول عام 2027. من المُحتمل أن يكون هيغسيث قد صدق في تصريحاته، ولكن لا يُمكن افتراض مصداقيته. وهكذا، فقد خلق ترامب خطراً حقيقياً على الأمن القومي بجعل وزير دفاعه يُصرّح بتصريحات كاذبة". "بوتين يخنق قطاع التكنولوجيا الروسي" وأخيراً، نختتم جولتنا من صحيفة موسكو تايمز، ومقال بعنوان "كيف انقلب بوتين على التكنولوجيا وخنق أحلام روسيا في مجال السيليكون"، بقلم/ جيسون كوركوران. يقول الكاتب إنه قبل فترة ليست ببعيدة، كانت روسيا تحاول جذب شركات التكنولوجيا الغربية العملاقة، بينما اليوم، يُخطط الرئيس فلاديمير بوتين لكيفية "خنقها". وبعد أن كانت تلقى ترحيباً باعتبارها رموزاً للابتكار والترابط العالمي، تُصوّر هذه الشركات الآن كأعداء للدولة الروسية. وكتب: "علينا خنقهم، أقول هذا دون تردد" هذا ما قاله بوتين لقادة الأعمال في اجتماع بالكرملين الأسبوع الماضي. وكان يردّ على شكاوى من الرئيس التنفيذي لشركة إيفا تكنولوجيز، ستانيسلاف إيودكوفسكي، الذي صرّح بأن الشركات الروسية تخسر مليارات الدولارات لأن الشركات الأجنبية، مثل زووم ومايكروسوفت، لم تنسحب تماماً من السوق". واعتبر الكاتب هذه الاستراتيجية فاشلة، إذ "قامت موسكو بالفعل بعمل رائع في خنق قطاع تكنولوجيا المعلومات الروسي. لقد أدت عقود من الفساد والريبة وجنون العظمة إلى رحيل الكثير من المواهب التقنية العالمية (الروس) من البلاد. إن الأشخاص القادرين على بناء شركات التكنولوجيا الروسية العظيمة يعيشون الآن في المنفى، من دبي إلى برلين إلى يريفان"، في إشارة على عاصمة دولة أرمينيا. يشير الكاتب إلى أنه التقى بالعشرات من هؤلاء الروس "المنفيين" المتخصصين في التكنولوجيا، منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، وإن لا أحد منهم يخطط للعودة، مهما وعد الكرملين بقروض عقارية مدعومة وإعفاءات وامتيازات، لأنها كلها تبدو بلا معنى في ظل انهيار الثقة، وفق رأيه. وكتب: "لم يُطرد رواد الأعمال هؤلاء بسبب العقوبات أو التدخل الأجنبي، بل لعلمهم أن ملكيتهم الفكرية أكثر أماناً في الخارج، منها في أيدي نظام يعتبر كل خادم (إليكتروني) أداة تجسس محتملة. يُبرز رحيلهم المستقبل الكئيب للتكنولوجيا الروسية، فحتى أفضل عقولها تغادر، وكذلك ابتكاراتها".