
ماسك يتمرد وترامب يتراجع: هل تتقدم مصر
في العاشر من إبريل الماضي، نشرت بجريدة الدستور مقالًا بعنوان "مستقبل أمريكا في ضوء اضطرابات الشخصية الترامبية"، حلّلت فيه ملامح الشخصية السياسية لدونالد ترامب، وتوقّعت - استنادًا إلى معطيات نفسية وسلوكية وسياسية - أن هذه الشخصية لا تحتمل استمرار التحالفات القوية طويلًا، لأنها تميل بطبعها إلى المركزية المطلقة، وتتصادم حتمًا مع كل من يملك نفوذًا مستقلًا، ولو كان حليفًا مخلصًا.
ومن بين ما أشرتُ إليه آنذاك، هو أن إيلون ماسك، الملياردير التكنولوجي الداعم الأكبر لترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، سيتحول إلى خصم علني، وأن الخلاف بينهما سيبدأ في هيئة اختلافات بيروقراطية، ثم يتحول إلى صدام مؤسسي، وصولًا إلى حرب شخصية، تؤثر على الملفات الداخلية، وتُغري الحزب الديمقراطي باستثمار التصدع الجمهوري لاستعادة زمام المبادرة في انتخابات التجديد النصفي القادمة.
ويبدو أن الأيام تثبت دقة ما ذهبنا إليه.
كانت علاقة ترامب بماسك نموذجًا للتحالف النفعي بين المال والسياسة، ترامب يمنح ماسك سلطة تنفيذية لتقليص الإنفاق، وماسك يُضفي على ترامب بُعدًا تكنولوجيًا حديثًا يعوّض فقره الفكري في قضايا الابتكار والرقمنة، وسرعان ما أصبح ماسك رمزًا لما يسمى بـ"حكومة الكفاءة"، عبر الوزارة الخاصة التي أنشئت تحت اسم "دوج"، ويشير الاسم الكامل لـ DOGE - وزارة كفاءة الحكومة - إلى غرضها، والتي تهدف إلى إدارة حكومة الولايات المتحدة بنفس الكفاءة والقسوة التي نراها في شركات التكنولوجيا الرشيقة، وبالفعل فقد أغلقت هذه الوزارة وكالات عديدة، وقلّصت أجهزة، وسرّحت الآلاف في أقل من ثلاثة شهور فقط.
وكما توقعتُ، لم يستمر الوفاق طويلًا. وترك إيلون ماسك منصبه في وزارة الكفاءة الحكومية بعد 130 يوما فقط من تعيينه، وبدأ الخلاف حين انتقد ماسك سياسات ترامب الضريبية، ثم انفجر الصدام بعد أن هدد ترامب علنًا
بقطع كل العقود الحكومية عن شركات ماسك، قائلًا: إن أسهل طريقة لتقليل العجز هي إنهاء مليارات الدولارات من الدعم لماسك.
رد ماسك لم يكن تقليديًا، فالرجل الذي اعتاد مراعاة قواعد اللعب السياسي، قرر الردّ بحدة، وتحدى ترامب، وألمح إلى فضيحة محتملة في ملف جيفري إبستين، حيث اتهم ماسك الرئيس ترامب بالتورط في فضيحة رجل الأعمال الأمريكي المنتحر جيفري إبستين، وكتب ماسك في منشور على منصة "إكس" المملوكة له ما نصه: آن الأوان للمفاجأة الكبرى، اسم دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين، هذا هو السبب وراء عدم نشرها.
حيث يشير ماسك إلى وثائق عدة تتعلق بقضية رجل الأعمال جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية واستغلال جنسي، لكنه انتحر في السجن قبل محاكمته عام 2019.
ولم يكتف ماسك بذلك بل أعلن أنه سيسحب مركبة "دراجون" الفضائية التي تعتمد عليها ناسا في رحلاتها، بل وأطلق تهديدًا مبطنًا بأن بقاء ترامب أربع سنوات في الحكم، لا يُقارَن ببقائه هو في الساحة الاقتصادية والسياسية
لعقود، ودعا إلى عزل ترامب، وكان من نتائج هذا الاشتباك أن سهم شركة السيارات الكهربائية المملوكة لإيلون ماسك 'تسلا" انهار في البورصة بنسبة 14%، مما أشعل وطيس غضب ماسك، واستمر في هجومه الحاد لفضح سياسات ترامب، مما أضطر معه البيت الأبيض لتخفيف التصعيد مؤقتًا، لكن يبدو أن الخط الفاصل قد تم تجاوزه فعلًا.
إن ترامب - طالما – اعتمد على خلق "الخصم" من أجل تأكيد ذاته. وعندما يكون الخصم من الداخل، أي من رجال الأعمال أو المسؤولين أو حتى حلفائه، فإن آثار المعركة لا تنحصر في العداوة الشخصية، بل تمتد لتضرب صورة ترامب باعتباره الرجل القوي المسيطر على المشهد الأمريكي.
هنا، يفقد ترامب تدريجيًا أهم ركائزه والتي تتمثل في المال والدعم التقني والشعبية غير المؤسسية، إذ أن ماسك لم يكن مجرد موظف في إدارته، بل كان درعًا وواجهة وممولًا ومؤثرًا في قوى "اليمين الجديد" داخل الحزب الجمهوري، وقدرة ماسك الآن على تمويل معسكرات جمهورية مناوئة، أو دفع مستقلين للاصطفاف خلفه، تهدد بتفجير الحزب من داخله.
وكلما فقد ترامب السيطرة على الداخل، بحث عن تعويض خارجي يعيد إليه شيئًا من هيبته السياسية، أو على الأقل يُلهي الرأي العام عن هشاشته الداخلية. وهنا تحديدًا، يبرز الشرق الأوسط.
أعتقد أنه في ظل تآكل شعبية ترامب داخل دوائر النخبة الاقتصادية، سيضطر الرئيس الأمريكي إلى استثمار أدوات السياسة الخارجية لبناء سردية جديدة حول "قيادته الحاسمة للعالم"، خاصة مع تصاعد التهديد الصيني، وتآكل الاستقرار في أوكرانيا، واستمرار الانقسام الأوروبي، وأتصور أن مصر، في هذا السياق، ستكون على الأرجح محورًا جاهزًا لصناعة انتصار سياسي خارجي لترامب، فمصر دولة مستقرة، ولها ثقل جغرافي وتاريخي وديني وعسكري، ولها ملفات تعاون مشتركة مع واشنطن، خاصة في ملف غزة والحدود والبحر الأحمر والطاقة. كما أن استقرار العلاقة مع القاهرة يُظهر ترامب بمظهر "الزعيم المتفاهم مع الشرق" دون الدخول في صدامات عسكرية.
وسواء أعاد ترامب تموضعه تجاه مصر طمعًا في إعادة توثيق شراكة إقليمية، أو لتحجيم الدور التركي والقطري، أو لاسترضاء البنتاجون الذي يرى في القاهرة
شريكًا بالغ الأهمية، فإن النتيجة واحدة وهي أن مصر قد تكون أول المستفيدين من التصدع بين ترامب وحلفائه الأمريكيين.
ما يحدث الآن بين ترامب وإيلون ماسك ليس مجرد خلاف في السياسات، بل هو ارتباك في البوصلة الترامبية، يضع مستقبل ترامب السياسي على المحك، ويجعل من كل خطوة خارجية له اختبارًا لقدراته على الحفاظ على صورته الدولية.
وقد توقعت - منذ شهور - أن هذا التدهور الداخلي في سياسة ترامب سيؤدي به إلى تعويض ذلك عبر علاقات خارجية استراتيجية، وأن مصر ستعود تدريجيًا إلى مكانتها الإقليمية القوية، لا لأن ترامب سيكتشف فجأة قيمتها، بل لأنه لا يملك كثيرًا من الحلفاء المتماسكين في الداخل.
إن ترامب بلا شك سوف يحاول جمع أشلاء سيطرته الرئاسية قبل إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في 3 نوفمبر من عام 2026، والتي ستُجرى في منتصف الولاية الحالية للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، حيث سيتم التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب الأمريكي البالغ عددها
435 مقعدًا، و33 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي، لإعادة تشكيل الكونجرس في دورته الـ 120، كما سيتم التنافس على 39 منصبا لحكام الولايات والأقاليم أمريكية، بالإضافة إلى العديد من انتخابات الولايات والحكومات المحلية، ويبدو أن هذا الموسم الانتخابي سيكون شديد القسوة على ترامب وإدارته، وأتوقع أن التداعيات المسبقة لهذا الحدث سوف تكون عاملا مهما في تعطيل موجة ترامب الجديدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وأن من يمتلك الاستقرار والمرونة، سيكون الأقدر على انتهاز اللحظة.
ولعلّ القاهرة هي من تتهيأ الآن، سياسيًا وجغرافيًا، لالتقاط زمامها الإقليمي من جديد من خلال تحركاتها الدبلوماسية الذكية التي ترسمها وتنفذها الآن بحنكة ومن خلال ثبات ردود الأفعال المدروسة بما يليق بدولة في وزن مصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
ترامب وماسك.. من الصداقة والتحالف إلى الخلاف والعداء
من علاقة وطيدة وصفت يوما بالأخوية.. إلى خلاف ومواجهة صريحة ومعلنة على الإنترنت.. يبدو أن الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك بلغت مرحلة غير مسبوقة خاصة مع دعوة ماسك الصريحة لعزل ترامب. وفي حين هدد ترامب بوقف تعاملات ماسك التجارية الضخمة مع الحكومة الفيدرالية، التي تشكل شريان الحياة لبرنامج "سبيس إكس".. دعا ماسك إلى عزل الرئيس الأمريكي، متحديا إياه بقطع التمويل عن شركاته. كما أشار ماسك إلى أنه بدأ بتسريع عملية تفكيك مركبته الفضائية "دراجون"، التي تعتمد عليها الولايات المتحدة لنقل رواد الفضاء الأمريكيين والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية. خلاف معلن نقل علاقة ترامب وماسك من التحالف إلى العداء ولا تلوح في الأفق نهاية وشيكة للنزاع .. منشورات ماسك على منصته "إكس" تفوق بكثير ما ينشره ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشال"، ما يعكس اتساع الفجوة بين الطرفين. فمنذ أقل من أسبوع، تنحى ماسك عن منصبه كرئيس لإدارة الكفاءة الحكومية وسط إشادات علنية من ترامب، الذي وصفه بـ"الرجل الذكي والوطني" إلا أن الأجواء الودية لم تدم طويلا. الخلاف انفجر عندما وجه ماسك انتقادات لاذعة إلى مشروع الميزانية الجديد الذي اقترحته إدارة ترامب، والذي بلغت قيمته 2.4 تريليون دولار، ويهدف إلى تعزيز أمن الحدود وخفض الضرائب، تنفيذا لوعود انتخابية سابقة. ماسك وصف المشروع بأنه "بغيض ومثير للاشمئزاز"، معلنا رفضا قاطعا لسياساته المالية. وتفاقم التوتر خلال زيارة المستشار الألماني فريدريك ميرتس إلى البيت الأبيض، حين اشتعلت منصات التواصل بمنشورات نارية من الطرفين. تعليقات لاذعة تبادلها الطرفان على منصات التواصل الاجتماعي.. حيث صرح رجل الأعمال بأنه لولا دعمه لما فاز ترامب في انتخابات نوفمبر 2024، وأيد فكرة عزله، وانتقد مشروع القانون الذي طرحه البيت الأبيض لخفض الإنفاق الحكومي. كما قال ماسك إنه سيلقي "قنبلة كبيرة"، مشيرا إلى ظهور اسم ترامب في ملفات غير منشورة تتعلق بجيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي. وبدوره، قال الرئيس الأمريكي إن ماسك قد توقف عن أداء واجباته بضمير حي، وجن جنونه وهدد ترامب بإنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، بما فيها "سبيس إكس"، وإلغاء جميع أنواع الدعم. ونشر ترامب رسالة على موقع "تروث سوشال" قال فيها إنه لا يمانع "الانقلاب عليه"، لكنه يتمنى لو أنه ترك الخدمة الحكومية قبل أشهر، ثم انتقل للحديث عن تشريعاته الضخمة المتعلقة بالضرائب والإنفاق،ومع ذلك، فمن الصعب التكهن بعودة الهدوء بين الطرفين. - خلاف متصاعد بدأ الخلاف بين إيلون ماسك ودونالد ترامب نهاية الأسبوع الماضي ليصل مرحلة الغليان سريعا.. بعد انتقاد الملياردير الأمريكي مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي تبناه الرئيس دونالد ترامب، قائلا إنه "لا يطيق" هذا التشريع، ووصفه بأنه "بشع ومثير للاشمئزاز". وأعرب ترامب عن دهشته من انتقاد ماسك لتشريعه "الضخم والجميل" للضرائب والإنفاق. ورفض فكرة أنه كان سيخسر الانتخابات الرئاسية العام الماضي لولا دعم ماسك الذي بلغ مئات الملايين من الدولارات. وقال إن ماسك يغير موقفه الآن فقط لأن شركته للسيارات "تسلا" ستتضرر من مساعي الجمهوريين لإنهاء الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية مضيفا إنه لا يبالي بدعم السيارات، بل يريد تقليص الدين العام، الذي يمثل تهديدا وجوديا للبلاد، حسب قوله. كل ذلك دعا ملياردير التكنولوجيا لشن سلسلة من الهجمات غير العادية على ترامب، وفي سلسلة منشورات عبر "إكس"، قال ماسك إن مشروع الإنفاق "المليء بالإهدار بشكل كبير" سيزيد العجز الضخم أصلا إلى 2.5 تريليون دولار، وسيثقل كاهل المواطنين الأمريكيين بديون لا يمكن تحملها وبدا أن الخلاف بينهما جدي وخطير. كما نشر ماسك استطلاع رأي على حسابه في "إكس"، جاء فيه "هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يمثل فعليا 80% من الطبقة المتوسطة؟" وفي أقل من ساعة، حصد الاستطلاع أكثر من مليون تصويت، أغلبيتها الساحقة ذهبت في اتجاه "نعم". وبعدها، قال ماسك في تغريدة أخرى "حان وقت إلقاء القنبلة الكبرى: ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها. يوما سعيدا يا دونالد ترامب!". ويشير ماسك إلى وثائق عدة تتعلق بقضية رجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية واستغلال جنسي، لكنه انتحر في السجن قبل محاكمته. وتابع ماسك: "تذكروا هذه التغريدة في المستقبل، فالحقيقة ستظهر". - تحالف قوي شكل ماسك وترامب تحالفا قويا توج بحصول ملياردير التكنولوجيا على منصب رئيسي في سلطة خفض الميزانية في إدارة ترامب. وأصبحت وزارة كفاءة الحكومة، أو المسماه "دوج" التي أنشأها ماسك، واحدة من أكبر قصص الأيام الـ100 الأولى لترامب، إذ أغلقت وكالات بأكملها وسرحت آلاف الموظفين الحكوميين. ووقف ترامب إلى جانب ماسك حتى مع انخفاض شعبيته وخلافه مع مسؤولي الإدارة، وتحوله إلى عبء في عدة مواقف سابقة. وعندما انتهت فترة عمل ماسك كموظف حكومي خاص التي استمرت مدة 130 يوما، حظي الاثنان بحفل وداعٍ ودي في المكتب البيضاوي .. قبل أن يندلع الخلاف الكبير ويظهر للعلن وعلى الملأ. - الخلاف المعلن ومشروع القانون فجر مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي تبناه الرئيس دونالد ترامب الخلاف الكبير بين الحليفين. ويتضمن مشروع القانون تمديدا لتخفيضات ضريبية وضعت عام 2017، إلى جانب زيادة كبيرة في التمويل العسكري ودعم خطط الإدارة لترحيل المهاجرين غير النظاميين. كما يقترح رفع سقف الدين، أي الحد الأقصى لاقتراض الحكومة، إلى 4 تريليونات دولار. وتعكس تصريحات ماسك توترا أوسع داخل الحزب الجمهوري تجاه الخطة، التي واجهت مقاومة من عدة أجنحة حزبية أثناء مرورها في مجلس النواب، وتخضع حاليا للنقاش في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. - فائز أم خاسر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك كان ينظر إليه باعتباره "الفائز الأكبر" بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب، لكن الأيام الـ100 الأولى من الإدارة الجديدة لم تكن كلها سلسة بالنسبة لأغنى شخص في العالم. راهن ماسك بشكل كبير على ترامب، حيث أنفق مئات الملايين من الدولارات لتعزيز حملته، ورأى المراقبون في ذلك الوقت أن هذه الأموال أنفقت في السياق الصحيح وبشكل جيد. لكن مع مرور 100 يوم على تولي ترامب منصبه، فقد ثبت أن العكس صحيح، حيث يواجه ماسك صعوبة في مواجهة تراجع مبيعات السيارات، وانخفاض سعر سهم تسلا، والاحتجاجات السياسية ضده وضد شركته. وانخفض سهم تسلا بشكل كبير منذ تنصيب ترامب بعد أن بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق منتصف ديسمبر قبل تنصيب ترامب، ثم تراجع منذ ذلك الحين، مع استمرار تباطؤ مبيعات السيارات عالميا. ودعا مستثمرون بارزون ماسك إلى الابتعاد عن تسلا، حتى مع تعهد الرئيس التنفيذي بقضاء وقت أقل مع وزارة كفاءة الحكومة والمزيد من الوقت في شركة صناعة السيارات بدءا من مايو. ووصل الأمر إلى أن تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أشار نقلا عن مصادر مطلعة، بأن أعضاء مجلس إدارة شركة تسلا تواصلوا قبل ما يقرب من شهر مع عدة شركات متخصصة بحثا عن خليفة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك، وهو ماتم نفيه لاحقا. تراجع في أسهم تسلا (جراء تداعيات تقارب ماسك من ترامب والدور الذي يلعبه في الإدارة الأميركية، وهو ما انعكس على نظرة المستهلكين للشركة). ويبدو أن التقارب بين إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ألقى بظلاله على سمعة "تسلا" بين شريحة واسعة من المستهلكين الأميركيين. ويرى محللون أن تولي ماسك لموقع رسمي في الإدارة الأمريكية خلق نوعا من التضارب بين أدواره كرجل أعمال وكصانع قرار، ما أثار تساؤلات حول تضارب المصالح وأثره على قرارات الشركة. هذا التداخل غير المسبوق أسهم في زيادة الضغط الإعلامي والشعبي على تسلا، ما دفع بعض المحللين لوصف الفترة الحالية بأنها اختبار حقيقي لقدرة ماسك على الفصل بين الطموح السياسي والإدارة الرشيدة لشركاته. - نقطة اللاعودة يرى مراقبون أنه ليس من الواضح كيف يمكن إصلاح العلاقة المتوترة بين ترامب وماسك خاصة مع وصف مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو، أن "مدة صلاحية" ماسك "قد انتهت". في المقابل، يعتقد البعض أن "التحالف السياسي" بين الرجلين قد انهار بالفعل ووصل نقطة اللاعودة على ضوء السجال الناري الحالي الذي هدد فيه ترامب بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة، ومطالبات ماسك بإخراج ترامب بشكل نهائي من صدارة المشهد الرئاسي. ونقلت شبكة "إيه بي سي" عن الرئيس ترامب قوله إن حليفه السابق ماسك "فقد عقله" وإنه ليس مهتما بالتحدث معه في الوقت الراهن. وأضاف ترامب "ماسك هو الذي يريد التحدث معي لكنني غير مستعد بعد للتحدث معه". كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مستشارين لترامب أن الرئيس لا يزال مستاء من هجمات ماسك على مواقع التواصل، وإنه يفكر في التخلص من سيارته تسلا. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس غير مهتم بالتحدث مع ماسك، ولا توجد خطط لإجراء اتصال بينهما على الرغم من جهود مسؤولي البيت الأبيض للتوصل إلى تهدئة بين الطرفين بعد هذا الصدام العلني الكبير.


البورصة
منذ ساعة واحدة
- البورصة
فانس: إيلون ماسك يرتكب خطأ فادحاً بمهاجمة ترامب
قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن إيلون ماسك يرتكب 'خطأً فادحاً' بمهاجمته الرئيس دونالد ترامب، معرباً عن أمله في أن يعود الملياردير إلى صف الرئيس بعد الخلاف العلني الأخير بينهما. وأضاف فانس في مقابلة على بودكاست 'ذيس باست ويكند مع ثيو فون'، نُشرت يوم السبت: 'سأظل دوماً وفياً للرئيس، وآمل أن يعود إيلون في نهاية المطاف إلى الصف. قد لا يكون هذا ممكناً الآن لأنه صعّد الأمور بشكل كبير، لكنني ما زلت آمل ذلك'. كان ماسك من أبرز الداعمين لكل من ترمب وفانس في 2024، وتولى لاحقاً رئاسة وزارة كفاءة الحكومة، وهي مبادرة لخفض التكاليف لم تفِ حتى الآن بالوعود الأولية التي أطلقها الرئيس التنفيذي لشركة 'تسلا'. غير أن التحالف السياسي بين ترامب وماسك انهار يوم الخميس بعد أن وجّه الأخير انتقادات لمشروع قانون الضرائب والإنفاق المدعوم من الرئيس. وتبادلا الإهانات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مشهد أثار دهشة الأوساط السياسية في واشنطن والدوائر المالية في وول ستريت. ورغم أن فانس نشر رسالة دعم لترامب عبر منصة 'إكس'، قال فيها إنه 'فخور بالوقوف إلى جانب الرئيس' واصفاً إياه بأنه 'أنجز أكثر من أي شخص رأيته في حياتي لكسب ثقة الحركة التي يقودها'، إلا أن المقابلة مع فون شكّلت أول تصريح مباشر له بشأن ماسك منذ اندلاع الخلاف. وبحسب شخص مطّلع طلب عدم الكشف عن هويته، فقد شجّع ترامب نائبه على الحديث بلهجة دبلوماسية بشأن ماسك قبل مشاركته في البودكاست. أضاف فانس: 'الرئيس لا يرى أنه بحاجة إلى الدخول في صراع مفتوح مع إيلون ماسك، وأعتقد في الواقع أنه لو هدأ إيلون قليلاً، فكل شيء سيكون على ما يرام'. : الولايات المتحدة الأمريكيةترامب


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
غليان في الإدارة الأمريكية.. كيف انهار تحالف ترامب وإيلون ماسك؟
كشفت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية في تقرير لها تفاصيل انهيار العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، والتي شهدت العديد من التطورات والتوترات حتى انتهت بفشل الشراكة بشكل مفاجئ. قالت الصحيفة إنه في الأيام التي سبقت تحطم التحالف بين ترامب وماسك، كانت العلاقة بين الرجلين قد بدأت في التدهور تدريجيًا. وكان القرار الأخير لترامب بإلغاء ترشيح أحد المقربين من ماسك لقيادة وكالة ناسا سببًا رئيسيًا في تسريع هذه الانقسامات. وأضافت الصحيفة أنه قبل دقائق من مغادرته إلى المكتب البيضاوي لحضور مناسبة رسمية لإيلون ماسك، تسلم ترامب ملفًا أظهر أن المرشح المفضل من ماسك لتولي منصب مدير وكالة ناسا، وهو الملياردير جاريد إيزاكمان، كان قد تبرع في السنوات الأخيرة للعديد من الديمقراطيين، بينهم بعض الشخصيات التي لم يكن ترامب قد سمع بها من قبل. وأثار ذلك غضب الرئيس. وأوضحت الصحيفة أن ترامب، بعد هذه الواقعة، انتقد ماسك بشكل علني وقرأ التبرعات التي قام بها إيزاكمان. وعلى الرغم من محاولات ماسك لتبرير الموقف والدفاع عن صديقه، إلا أن الرئيس كان حازمًا في موقفه، قائلًا إن الأشخاص الذين تبرعوا لدعم الديمقراطيين لن يكونوا حلفاء حقيقيين. وقال إن هؤلاء الأشخاص سيغيرون مواقفهم في وقت لاحق، وهو ما سيضر بالتحالف. وبعد أن قرر ترامب سحب ترشيح إيزاكمان، أصيب ماسك بالدهشة من سرعة اتخاذ القرار في الوقت الذي كان ماسك يواصل محاولة الدفاع عن صديقه، قرر الرئيس سحب ترشيحه. وبينما كان ماسك يحاول التعامل مع تداعيات هذه الأزمة، وجد نفسه في موقف صعب، فقد كان الأمر لا يتعلق فقط بإلغاء الترشيح، بل تعدى ذلك إلى مسألة كبيرة تتعلق بالثقة بين الرجلين. كان ماسك قد راهن على إيزاكمان لدعم مصالحه الخاصة بمجال الفضاء، وهو ما جلب له الكثير من القلق بعد هذا الفشل. ترامب وماسك.. تدهور تحالف المال والسلطة وقالت الصحيفة إن العلاقة بين ترامب وماسك وصلت إلى نقطة الانهيار التام في الأيام التي تلت هذا الحدث، فقد بدأ ماسك في توجيه انتقادات علنية إلى الرئيس، لدرجة أنه اقترح على وسائل التواصل أنه يجب محاكمة ترامب بتهمة عزله. في المقابل، رد ترامب على هذه التصريحات في اجتماع مع المستشار الألماني، حيث وصف ماسك بـ"المجنون" وأن تصرفاته كانت بسبب تعاطيه المخدرات. وقالت الصحيفة إن هذه الخلافات بين الطرفين أدت إلى تهديدات علنية من ترامب بإلغاء عقود حكومية مهمة لشركات ماسك، مثل "سبيس إكس" و"تيسلا". وبالرغم من محاولات ماسك لاحقًا التهدئة، إلا أن ترامب لم يظهر أي اهتمام بالمصالحة السريعة. وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب التوترات بين ماسك وإدارة ترامب كان شخص آخر في البيت الأبيض، وهو سيرجيو غور، رئيس مكتب موظفي البيت الأبيض. ونشب خلاف بين ماسك وغور في أكثر من مناسبة، بما في ذلك الخلاف حول تعيينات وكالات حكومية مهمة. وقالت الصحيفة، في ختام تقريرها، إن الأوساط المقربة من ترامب تشير إلى أن غور كان أحد الأشخاص الذين لعبوا دورًا في عرقلة ترشيح إيزاكمان، لكن من جانب آخر، فإن مقربين من ماسك يرون أن غور أساء فهم الوضع وأدى إلى انهيار العلاقة بين الرئيس وماسك.