الأمير الحسن: الأمن الحقيقي يبدأ بالتركيز على كرامة الإنسان
عمان - رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، أمس الاثنين، انطلاق أعمال ورشة عمل بعنوان «الأمن النووي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: مواكبة لعالم متطور»، تنظمها هيئة الطاقة الذرية الأردنية بالتعاون مع مبادرة التهديد النووي الأمريكية (NTI) والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).
وأكد سموه، خلال كلمته، أن الأمن الحقيقي يبدأ بالتركيز على كرامة الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة، خصوصا في المناطق الواقعة على خط الطول 35 شرقا، إذ تشهد الدول على هذا الخط حروبا ونزاعات سياسية واقتصادية وغيرها.
وأضاف سموه أن حماية الأرواح والحفاظ على الكرامة الإنسانية ليسا شأنين هامشيين وإنما ركيزتان أساسيتان لأي هيكل أمني مستدام، مضيفا أن الأمن الإنساني هو ما يجب التركيز عليه وليس فقط الأمن العسكري والسياسي.
وأكد سموه أهمية تبني السياسات التي يكون محورها الإنسان من أجل تجسير الفجوة برؤية من الاستقرار والموضوعية والاستدامة.
ودعا سموه إلى التركيز على العمل الجمعي وتعزيز التعاون العابر للحدود لبناء الثقة والمشاركة بدلا من الصراع والانقسام، مبينا أهمية التركيز على الحوار البناء والهادف من أجل تعزيز الأمن النووي العالمي والإقليمي الذي يعتبر أهم قضايا العصر الحالي.
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، ضرورة العمل الجماعي، مضيفا أن «الأمن النووي لا يعرف حدودا وهو عابر للحدود»، وأن التعاون الإقليمي في مثل هذه الورشة أمر حيوي وغاية في الأهمية.
وأضاف أن الأمن النووي يسهم بشكل مباشر في بناء السلام والوصول إلى التنمية، ويعزز الاستخدام المستمر للعلوم والتكنولوجيا النووية دعما للصحة والغذاء وأمن الطاقة ومكافحة التغير المناخي والتلوث.
وبين المدير التنفيذي لمبادرة التهديد النووي ووزير الطاقة الأميركي الأسبق الدكتور إرنست مونيز، أهمية تسليط الضوء على قيمة القيادة الإقليمية وتعزيز التعاون، موضحا أن العصر الجديد يشهد مخاطر سريعة التطور، تتطلب اجتماعات مثل هذه لتشخيصها ومعالجتها لتعزيز الأمن النووي.
وأكد ضرورة أن يحاكي المؤتمر مناطق أخرى في العالم، لا سيما تلك التي تواجه قرارات مصيرية بشأن إدارة المنشآت النووية ودمج الذكاء الاصطناعي والتعقيدات المرتبطة بالديناميكيات الجيوسياسية المتطورة.
وأوضح الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أهمية التعاون الإقليمي والعالمي في تحديد سبل معالجة التحديات النووية العالمية والإقليمية المختلفة، والعمل على إزالة أي شكوك تتعلق بالتسلح والانتشار النووي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف أنه في ظل الصدامات الإقليمية والعالمية لا بد من الوصول إلى الأمن والاستقرار الحقيقيين من خلال الحديث عن منطقة شرق أوسط وشمال إفريقيا خالية من السلاح النووي.
من جانبه، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، إنه في ظل عصر التحول الجيوسياسي السريع والتقدم التكنولوجي والمخاطر الجديدة والمتطورة والمتعلقة بالأمن السيبراني والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، أصبح هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لمعالجة الأمن النووي بوضوح وتعاون، إضافة إلى تبني نهج جماعي تجاه الأمن النووي والتوسع في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
ولفت إلى الحاجة الماسة إلى حوار فعال، وتبني تدابير شفافة ونزيهة ومبادرات إقليمية لبناء الثقة يمكن من خلال اتباع نموذج مبادرة التهديد النووي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحد من المخاطر النووية وتعزيز الحوار بين مختلف التوجهات السياسية وتعزيز الأطر الإقليمية والعالمية التي تعطي الأولوية للأمن والاستقرار ومنع الانتشار.
يذكر أن سمو الأمير الحسن يشغل منصب عضو مجلس إدارة فخري في مبادرة التهديد النووي (NTI) منذ عام 2002.
وسيوفر المؤتمر، الذي يستمر لثلاثة أيام ويجمع قادة الأمن والطاقة من أكثر من 12 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منصة لتبادل الخبرات وبناء العلاقات الوطيدة وإعادة التأكيد على أهمية المشاركة المستدامة في مجال الأمن النووي في جميع أنحاء المنطقة.«بترا».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 2 أيام
- السوسنة
تكريم طلبة كلية السلط التقنية الفائزين بجائزة الحسن
السوسنة - كرّم رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني، طلبة كلية السلط التقنية الفائزين بالمركز الأول في جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي لعام 2025، وذلك عن مشروعهم المبتكر 'جسر التواصل الذكي'، بحضور نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والتعليم التقني الأستاذ الدكتور زيد العنبر، ونائب الرئيس للشؤون الإدارية وشؤون المراكز الأستاذ الدكتور خالد الزعبي وعميد كلية السلط التقنية الأستاذ الدكتور محمد رسول الحديدي.وكان الأستاذ الدكتور العجلوني قد استقبل الفريق الفائز في مكتبه، حيث أثنى على جهودهم المتميزة، وأعرب عن اعتزازه بهذا الإنجاز النوعي الذي يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الجامعة في مجالات التعليم التطبيقي والابتكار التقني، مؤكدًا دعمه المتواصل لمثل هذه المبادرات التي تخدم المجتمع وتعزز من مكانة الجامعة على المستويين المحلي والدولي.وأعرب العجلوني خلال التكريم عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن فوز الجامعة بهذه الجائزة المرموقة يعكس التزامها الراسخ بالريادة والتميز في التعليم التقني والتطبيقي، ويجسد جهود الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية في تقديم مشاريع نوعية تخدم المجتمع وتعزز من قيم الابتكار والإبداع.وقد فاز بالمشروع مجموعة من طلبة قسم الهندسة والذكاء الاصطناعي وهم: أحمد علان، عبدالمجيد الوشاح، جود الحياري، بيسان القرالة، وحمزة حامد، تحت إشراف المهندسة يسرى أبو رميله، وبمساهمة فنية من المدرّس محمد سامي عمرات من قسم الفنون التطبيقية، ومترجمة لغة الإشارة إيلاف رائد عثمان، والتعليق الصوتي بلال ماهر الحجازي، وإشراف عام من عميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد رسول الحديدي.ويهدف مشروع 'جسر التواصل الذكي' إلى تطوير حلول تقنية تمكّن فئة الصم والبكم من التواصل الفعّال مع المجتمع، من خلال تحويل لغة الإشارة إلى نص مكتوب وصوت، والعكس، بما يعزز من دمجهم في الحياة اليومية والمجتمعية.يُذكر أن جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي شهدت هذا العام منافسة قوية بين 83 مشروعًا مقدّمة من 55 مؤسسة تعليمية من مختلف مناطق المملكة، حيث قامت لجنة التحكيم باعتماد معايير دقيقة في التقييم شملت التميز، خدمة المجتمع، حجم الإنجاز، الجودة، الشمولية، والتنظيم.

عمون
منذ 2 أيام
- عمون
قصة صاحب سيناريو العتبة الزمنية للمفاعل النووي لإنقاذ الأردن مائيًا
* حتى لا نلوم إلا أنفسنا !! رسالة فوق رفوف الغبار: د. ثابت المومني ونبوءة الماء التي لم نقرأها في إحدى زوايا مكتبة الجامعة الأردنية، ترقد منذ أكثر من عقد ونصف أطروحة دكتوراه قد لا يعرف بوجودها سوى عدد قليل من الباحثين، رغم أنها تتناول واحدًا من أخطر الملفات الاستراتيجية التي تواجه الأردن اليوم: المياه. صاحب هذه الرسالة هو الدكتور ثابت المومني، خبير الإحصاء التطبيقي والنمذجة الاكتوارية المائية، الذي اختار أن يعمل بهدوء في مطعم يديره في بلدته بمحافظة عجلون، في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التحديات المائية والبيئية في الأردن بوتيرة غير مسبوقة. تحت إشراف عالم المياه الأردني البارز، البروفيسور إلياس سلامة، قدم د. المومني دراسة فريدة من نوعها، تمثّل أول محاولة أردنية جادة لاستخدام النمذجة الإكتوارية لتوقع الطلب على المياه حتى منتصف القرن، ضمن سيناريوهات متعددة تأخذ في الاعتبار النمو السكاني، التلوث، التغير المناخي، وتوسّع القطاعات الاقتصادية. وخلصت الدراسة، في حينه، إلى أن الخيار النووي لتحلية المياه يجب أن يُدرج ضمن البدائل الجادة بدءًا من عام 2023، كضرورة وطنية لضمان الأمن المائي، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لقد توقعت الدراسة، بدقة لافتة، أن الطلب السنوي على المياه في الأردن سيصل إلى ما يزيد عن 1.6 مليار متر مكعب بحلول عام 2025، في حين أن المتاح فعليًا من الموارد المائية المتجددة لا يتجاوز 850 مليون متر مكعب سنويًا، معظمها مهدد بالتناقص بفعل التغير المناخي وانخفاض معدلات الهطل المطري. كما أشارت الدراسة إلى أن العجز المائي المزمن سيفرض تحديات جسيمة على قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة، وسينعكس سلبًا على الأمن الغذائي، وأسعار المنتجات الوطنية، وفرص العمل، خصوصًا في المناطق الطرفية والريفية. وبالفعل، نحن اليوم في عام 2025 نعيش بداية ما حذّرت منه الرسالة: قطاع الزراعة يخسر أكثر من 20% من حصصه السنوية من المياه مقارنة بعام 2010. الصناعة تواجه صعوبات في التوسع بسبب شح الموارد المائية، ما يعوق الاستثمار. السياحة البيئية والريفية تعاني من انخفاض في الجذب بسبب تناقص مصادر المياه الطبيعية. الأمن الغذائي مهدد، حيث ارتفعت أسعار بعض السلع الزراعية المحلية بنسبة تجاوزت 35% خلال السنوات الثلاث الأخيرة. المفاعل النووي الأردني: حلم مؤجل ضمن توجهات الأردن الاستراتيجية لمجابهة أزمة الطاقة والمياه، تبنت هيئة الطاقة الذرية الأردنية منذ العام 2008 خطة وطنية لاستخدام الطاقة النووية السلمية، وبدأت دراسات جدوى بالتعاون مع شركات روسية وكورية جنوبية وصينية، لتشييد أول مفاعل نووي للأغراض السلمية. وقد تم بالفعل تشغيل مفاعل البحث والتدريب النووي بقدرة 5 ميغاواط في جامعة العلوم والتكنولوجيا عام 2016، كخطوة نحو بناء القدرات البشرية والتقنية. كما تمت مناقشة إنشاء مفاعل نووي كبير بقدرة 1000 ميغاواط، كان من المقرر أن يدخل حيز التشغيل بين عامي 2025–2030. ورغم أن المشروع واجه تحديات تمويلية وسياسية وفنية حالت دون تقدمه وفق الخطط الزمنية، إلا أن أهدافه الجوهرية ظلت قائمة: توليد الكهرباء بأسعار مستقرة. دعم مشاريع تحلية المياه على البحر الأحمر أو خليج العقبة. تقليل الاعتماد على الاستيراد في قطاعي الطاقة والمياه. تعزيز الأمن الوطني في ظل تغيرات المناخ والجغرافيا السياسية. إن إدماج هذه الرؤية النووية ضمن إستراتيجية وطنية لتحلية المياه كما أوصت بها دراسة د. المومني، لم يكن مجرد ترف علمي، بل رؤية استباقية عميقة. فالمفاعلات النووية الصغيرة (SMRs) باتت اليوم خيارًا عالميًا متزايدًا لتحلية المياه وتوليد الطاقة في الدول ذات الشح المائي والطبيعة الصحراوية. أين نضع أقدامنا اليوم؟ القضية ليست في غياب الدراسات أو الكفاءات، بل في غياب آليات مؤسسية فعّالة لاستخلاص السياسات من مخرجات البحث العلمي. فمكتبات الجامعات الأردنية تضم مئات الرسائل العلمية في مجالات متعددة تمس الأمن الوطني، ولكنها قلّما تجد طريقها إلى مراكز صنع القرار. اليوم، في ظل التوجهات العالمية نحو الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري أن يُعاد النظر في منظومة البحث العلمي الوطنية، ليس فقط من حيث الدعم، بل من حيث التفعيل والتطبيق. الابتكار لا يأتي من فراغ، بل من احترام المعرفة المحلية، ومن الاستثمار في العقول التي تعبّر عن الواقع وتستشرف المستقبل. قصة د. ثابت المومني ليست قصة فردية، بل تجسيد لحالة أوسع. وربما يكون هذا المقال دعوة لإعادة فتح الأدراج والرفوف، والبحث عن الحلول التي كتبها باحثونا منذ سنوات، فالعلم ليس ترفًا، بل أساس السيادة والاستقرار.


جو 24
منذ 3 أيام
- جو 24
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يكرم طلبة كلية السلط التقنية الفائزين بجائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي لعام 2025
جو 24 : كرّم رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني، طلبة كلية السلط التقنية الفائزين بالمركز الأول في جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي لعام 2025، وذلك عن مشروعهم المبتكر "جسر التواصل الذكي'، بحضور نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والتعليم التقني الأستاذ الدكتور زيد العنبر، ونائب الرئيس للشؤون الإدارية وشؤون المراكز الأستاذ الدكتور خالد الزعبي وعميد كلية السلط التقنية الأستاذ الدكتور محمد رسول الحديدي. وكان الأستاذ الدكتور العجلوني قد استقبل الفريق الفائز في مكتبه، حيث أثنى على جهودهم المتميزة، وأعرب عن اعتزازه بهذا الإنجاز النوعي الذي يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الجامعة في مجالات التعليم التطبيقي والابتكار التقني، مؤكدًا دعمه المتواصل لمثل هذه المبادرات التي تخدم المجتمع وتعزز من مكانة الجامعة على المستويين المحلي والدولي. وأعرب العجلوني خلال التكريم عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن فوز الجامعة بهذه الجائزة المرموقة يعكس التزامها الراسخ بالريادة والتميز في التعليم التقني والتطبيقي، ويجسد جهود الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية في تقديم مشاريع نوعية تخدم المجتمع وتعزز من قيم الابتكار والإبداع. وقد فاز بالمشروع مجموعة من طلبة قسم الهندسة والذكاء الاصطناعي وهم: أحمد علان، عبدالمجيد الوشاح، جود الحياري، بيسان القرالة، وحمزة حامد، تحت إشراف المهندسة يسرى أبو رميله، وبمساهمة فنية من المدرّس محمد سامي عمرات من قسم الفنون التطبيقية، ومترجمة لغة الإشارة إيلاف رائد عثمان، والتعليق الصوتي بلال ماهر الحجازي، وإشراف عام من عميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد رسول الحديدي. ويهدف مشروع "جسر التواصل الذكي' إلى تطوير حلول تقنية تمكّن فئة الصم والبكم من التواصل الفعّال مع المجتمع، من خلال تحويل لغة الإشارة إلى نص مكتوب وصوت، والعكس، بما يعزز من دمجهم في الحياة اليومية والمجتمعية. يُذكر أن جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي شهدت هذا العام منافسة قوية بين 83 مشروعًا مقدّمة من 55 مؤسسة تعليمية من مختلف مناطق المملكة، حيث قامت لجنة التحكيم باعتماد معايير دقيقة في التقييم شملت التميز، خدمة المجتمع، حجم الإنجاز، الجودة، الشمولية، والتنظيم. تابعو الأردن 24 على