logo
تلغراف: هل ستصمد الهدنة بين الهند وباكستان؟

تلغراف: هل ستصمد الهدنة بين الهند وباكستان؟

الجزيرة١١-٠٥-٢٠٢٥

نشرت صحيفة تلغراف البريطانية تقريرا تساءلت فيه عن إمكانية صمود وقف إطلاق النار بين باكستان و الهند الذي تم إعلانه أمس، رغم الانتهاكات من الجانبين التي اتهم كل منهما الآخر بارتكابها.
وأشار التقرير، الذي أعده الصحفي بن فارمر مراسل الصحيفة لشؤون الدفاع، إلى إعلان البلدين عن وقف لإطلاق النار بعد 4 أيام من التصعيد العسكري الذي شمل ضربات جوية وهجمات بطائرات مسيّرة وقصفا متبادلا عبر خط السيطرة في إقليم كشمير المتنازع عليه.
وقال إن الشكوك قائمة حول مدى صمود وقف إطلاق النار في ظل استمرار السبب الجذري للصراع، خاصة قضية كشمير و"الإرهاب"، رغم الترحيب الدولي الواسع بهذا الاتفاق.
رغبة حقيقية
وأورد الكاتب أن بعض التقارير استمرت في الإشارة إلى وقوع انفجارات وانقطاع مفاجئ للكهرباء في سريناغار وجامو داخل كشمير الخاضعة للهند، رغم إعلان الهدنة، كما وردت أنباء عن تحليق طائرة مسيرة فوق مدينة بيشاور الباكستانية، مما أدى إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.
وأوضح التقرير أن الخطاب الرسمي من الجانبين بشأن وقف إطلاق النار أشار بوضوح إلى وجود رغبة حقيقية في التهدئة، حيث وصف كل طرف تحركاته بأنها "استجابة مناسبة" لتصرفات الآخر، مضيفا أن كل جانب أكد استعداده لعدم التصعيد شريطة التزام الطرف الآخر بذلك.
ضغوط دولية
وقال إنه يُعتقد أن الضغوط الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة ، ساهمت في تهيئة الأجواء للوصول إلى هذا التفاهم المؤقت، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشاد بما وصفه بـ "الحكمة والبصيرة" لدى الطرفين، كما رحب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالخطوة، واصفا إياها بأنها محل ترحيب كبير.
ونسب بن فارمر إلى محللين قولهم إن هذه الهدنة تمثل إشارة واضحة إلى رغبة الطرفين في تجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة، خاصة في ظل المخاطر الكبيرة والتكاليف التي قد تترتب على استمرار المواجهة، إلا أن التوترات المزمنة، وعلى رأسها ملف كشمير والاتهامات المتبادلة بدعم "الإرهاب"، تظل بمثابة قنابل موقوتة قد تنفجر في أي وقت.
وقال إن مصادر هندية حذرت من أن أي هجوم "إرهابي" جديد سيتم اعتباره "عملا عدائيا" يرقى إلى "إعلان حرب"، مما يدل على هشاشة الهدنة.
واستمر يقول إنه، ومع تصاعد النزعة القومية في الهند ، فإن الحكومة ستواجه ضغوطا داخلية هائلة للرد بقوة في حال وقوع أي هجوم مماثل.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن استمرار التهدئة مرهون بإرادة سياسية حقيقية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، لا سيما قضية كشمير التي تشكل جوهر الخلاف منذ عقود.
وختم المراسل تقريره بالقول: "ما لم يتم التوصل إلى حلول دائمة، فإن فرص انهيار الهدنة تظل قائمة في أي لحظة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المتحدث بأسم الجيش الباكستاني للجزيرة نت: لقنا الهند درسا لن ينسوه
المتحدث بأسم الجيش الباكستاني للجزيرة نت: لقنا الهند درسا لن ينسوه

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

المتحدث بأسم الجيش الباكستاني للجزيرة نت: لقنا الهند درسا لن ينسوه

أكد مدير العلاقات العامة بالقوات المسلحة الباكستانية الجنرال أحمد شريف شودي على تمكن جيش بلاده من تحقيق التفوق على الهند وصدها عن تحقيق أهدافها في الهجوم الذي شنته مؤخرا على باكستان. وأكد في مقابلة مطولة خص بها موقع الجزيرة نت على أن الجيش الباكستاني لقن القوات الهندية درسا لن تنساه وأن الخطط العسكرية التي تعامل بها في صد الهند ستدرس على مدى عقود قادمة. وقال إن صمود الجيش الباكستاني وتحقيقه التفوق على الهند عزز مكانته لدى الشعب الباكستاني، حتى بات الجيش رمزا للعزة والفخر. وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها موفد الجزيرة نت إلى إسلام أباد: نحن نقول دائمًا إن المعركة لنا، والنصر لله وحده. لذا.. أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تعود إلى المجتمع الدولي والعالم بأسره والمراقبين المحايدين، فهم الأجدر بالإجابة عليه. إنه سؤال يمكن الإجابة عنه إذا ذهبت إلى شوارع باكستان ومدنها. والإجابة تُرى على وجوه شعب باكستان، الفرح والاحتفال الذي يعيشونه الآن. لذا.. فالسؤال إجابته واضحة جدًّا. لماذا؟ لأن الأمر لا يقتصر فقط على المجال العسكري، ولا يقتصر على المعارك الجوية والبرية. هذا الصراع تمكّنت فيه باكستان من فكّ شبكة الأكاذيب والخداع والإكراه والعدوان، والعديد من الوجوه الأخرى للهند. لقد جاؤوا بقصة خيالية بعد انتهاء المواجهة، وكان مطلب باكستان بسيطًا: إذا كان لديكم أي دليل على تورط أي مواطن باكستاني، فرجاءً قدموا هذا الدليل، وقدموه للمجتمع الدولي، لأي طرف ثالث، لأي جهة موثوقة، وذلك من أجل تحقيق شفاف. الهند لم تكن لديها إجابة، ولا تزال بلا إجابة حتى الآن. في الواقع، قبل ثلاثة أيام، أو قبل ثلاثة أو أربعة أيام، قالت وزارة الخارجية إن التحقيق لا يزال جاريًا. لذا حتى من هذه الناحية، فهم لا يملكون أي موقف أخلاقي بشأن ما فعلوه في اليومين السادس والسابع. لقد جاؤوا في الوقت والمكان اللذين اختاروهما، وبكل ما لدى سلاحهم الجوي من قوة، وبكل الدفاعات الجوية المتاحة لديهم. وقد أسقطنا هذه الطائرات الست، أسقطنا طائراتهم عدة مرات. لذا.. كانت لنا الغلبة هناك. فتحوا خط السيطرة والحدود التشغيلية، فأنزلنا بهم أقسى عقوبة تمكّنا منها. وقد شاهد العالم المواقع الهندية وهي ترفع أعلامًا بيضاء في عدة أماكن على طول خط السيطرة والحدود التشغيلية. نحن لم نهاجمهم. نحن لم يكن ردنا أثناء الليل كما يُفضّل الجبناء. هم جاؤوا، ونحن جئنا، وأخبرناهم أننا سنأتي. أعلنا أننا سنقوم بالرد عليهم، فكونوا مستعدين. اخترنا 26 هدفًا، وأصبنا 26 هدفًا. الحمد لله.. وحتى إذا نظرنا إلى مجال المعلومات، كنا شفافين. كنا نقول الحقائق. لم نكذب، لم نحرّف الأمور. وقد رأى العالم أنه حتى في مجال المعلومات، طوال الوقت كان إعلامهم بل حتى دولتهم يكذبون. وحتى الآن لا يزالون يخرجون بقصص مختلفة، قصص خيالية لا أساس لها من الصحة. لذا أعتقد أن الجواب المختصر هو: انظروا إلى وجوه الباكستانيين. والجواب الطويل هو: افحصوا الأمر بالطريقة التي تريدونها. والحمد لله.. باكستان قد باركنا الله بالنصر الذي نحتفل به من أجل السلام. صديقي.. الهنود يقولون إنهم قصفوا ميناء كراتشي، ويقولون إنهم أسقطوا العديد من الطائرات في هجمات، ويقولون إن رئيس وزرائنا قد أُخذ إلى مكان آمن. هذا ما يقوله الإعلام الهندي. حتى المفوض السامي لديهم كان يعرض صورًا لأشخاص مزيّفين ويقول إنهم إرهابيون، وأحدهم كان شخصًا يؤم الصلاة، وكان ذلك مجرد مواطن عادي. الهنود قالوا إن هناك إشعاعات نووية، وإن شيئًا ما قد حصل، وأن على الجميع في أوساط التكنولوجيا العالمية أن يتدخلوا فورًا. لكن لا.. لا.. لا.. هم كانوا يكذبون. أي طرف موثوق، أي جهة جادة، أعتقد أنه لا ينبغي أن تُؤخذ مزاعم الهنود على محمل الجد. لديهم مشكلة ونحن نفهم مشكلتهم. مشكلتهم هي أنهم يملكون ثقة مفرطة جدًّا في أنفسهم، لا نعلم من أين أتت. وكانت لديهم حسابات خاطئة وافتراضات مغلوطة بأنهم سيأتون ويضربون أماكن مدنية، مساجد، ولن يحدث شيء، ولن تكون هناك عواقب. لا أعلم من هم مستشاروهم؟ من الذي كان يُغذيهم بهذه الأفكار؟ بأن باكستان ستتلقى الضربة ببساطة ولن ترد. لذلك هم الآن يحاولون فبركة بعض القصص، وهم بارعون في ذلك. يمتلكون إعلامًا نشطًا جدًّا، ولديهم أيضًا المسرح والأفلام، هم متقدمون جدًّا على باكستان في هذا المجال. ومع ذلك، سيستمرون في تقديم أفكار مختلفة. على سبيل المثال.. فقط أمس سمعت أنهم يقولون إن باكستان هاجمت المعبد الذهبي المقدس لدى الطائفة السيخية (يقع في مدينة أمريتسار في ولاية البنجاب الهندية)، لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر سخافة من ذلك. نحن نحمي أنفسنا، نحمي البنجاب، ولنا احترام كبير لكل هذه الأماكن ولكل طوائف المنطقة، ولدينا مع السيخ ثقافة مشتركة، وود، ولغة بنجابية واحدة. ليس من عاداتنا أن نهاجم أي مكان مدني أو مكان ديني، هذا ضد قيمنا وديننا. أعتقد أن الهنود بحاجة أولًا لبناء مصداقيتهم، والمصداقية تأتي من قول الحقيقة، لا من إغلاق آلاف المواقع الإلكترونية، أو فرض حظر على وسائل الإعلام والقنوات الرقمية، أو من خلال سجن الناس إذا انتقدوا الحكومة. في المقابل هل رأيت خلال الصراع الأخير أن باكستان قد سجنت أي صحفي؟ لا.. لن تجد ذلك.. لم نفعل. هذه هي رسالتنا. فخورون بطيارينا وبما أنجزوه، وفي هذا الصراع العسكري الأخير رأيت تناغمًا بين القوات البرية والجوية والبحرية، بل أيضًا بين القيادة السياسية والقوات المسلحة، وأيضًا بين الشعب الباكستاني كبنيان مرصوص. كان لدينا جدار فولاذي صلب.. جدار فولاذي متين أقامته دولة باكستان في مواجهة أي عدوان هندي.. جدار صلب ضد محاولات الدمج والإخضاع. لقد كان كل شيء.. كان شعب باكستان، كان دبلوماسيونا، كان إعلامنا، كان محاربونا في مجال المعلومات، كان سياسيونا من جميع الأحزاب، كان الجيش، كانت القوات الجوية، كانت البحرية، وكانت أيضًا الأجهزة الأمنية الأخرى. وبكل تأكيد نحن فخورون بسلاح الجو الباكستاني. وليس نحن فقط من نفخر بهم، بل المعركة الجوية التي خاضوها في ليلتي السادس والسابع من مايو، رأى العالم ما حدث، وأعتقد أن ما حدث سيُدرَّس ويُناقش لعقود مقبلة في كليات الحرب الجوية وفي المؤسسات العسكرية حول العالم. ما دلالات ومعنى شعار العملية العسكرية الباكستانية "بنيان مرصوص" أخذنا هذه العبارة من القرآن الكريم، من سورة الصف، وهي تعني "الجدار الفولاذي" الذي يقف في وجه الشر ويقاوم الباطل. وهذا الجدار الفولاذي يتكوّن من شعب باكستان، ومن جميع مكوّنات الأمة، وقواتها المسلحة. إلى أي مدى ساهمت الطائرات الحديثة مثل (JF-17 Thunder) في تعزيز قدرات باكستان الجوية نقوم بتقييم دقيق جدًّا لأي عملية إدخال معدات جديدة، سواء كانت طائرات (JF-17 Thunder) ، أو مقاتلات J-8 وJ-10C، أو دبابات القتال الرئيسية، أو المدفعية الثقيلة، أو حتى الأسلحة البحرية والغواصات. لأننا لا نمتلك الرفاهية التي يملكها الهنود من حيث توفر المال بكثرة. هم لديهم، حسب ما أعلم، أكثر من 80 مليار دولار مخصصة للدفاع، أما نحن فنتبع نهجًا صارمًا للغاية وفعّالًا جدًّا، ونحن دقيقون للغاية فيما نختاره، وفي كيفية استخدامنا له وكيفية دمجه في منظومتنا. ومقاتلة (JF-17 Thunder) ونسخة CS منها، لقد رأيتم على الأرض صواريخ "41" و"42″، وهذه مجرد أمثلة قليلة على المعدات التي طورتها باكستان، والتي تم إدخالها للخدمة في قواتنا، وهذه مجرد بعض من التقنيات التي شاهدها العالم، وهنالك الكثير غيرها لم يُكشف عنها بعد. وفي هذا الصراع بالتحديد، لم نقم بنشر كامل قوات باكستان التقليدية، وذلك لأن جزءًا كبيرًا من قواتنا التقليدية يخوض في الوقت ذاته معارك ضد الإرهابيين المدعومين من الهند، في بلوشستان. لأننا نفهم، والعالم يعلم أيضًا، أن الهند هي أكبر ممول ومُحرّك للإرهاب في هذه المنطقة. ولذلك لم نسحب حتى جنديًّا واحدًا من هناك، كما أننا لم نُظهر كل ما لدينا من تقنيات وقدرات. لقد كنا متحفظين للغاية، وردّنا كان متناسبًا ومدروسًا بعناية. كنا متزنين ودارسين ومتعمّدين في طريقة الرد، لأننا نحن من كنا نتحكّم في وتيرة التصعيد هنا. نحن من أمسك بزمام الأمور. ما أهمية الذكاء الصناعي والطائرات بدون طيار في المعركة الجوية الحديثة؟ الحرب تتطور. الذكاء الاصطناعي ، والطائرات المسيّرة، وحروب غير مباشرة، وحروب معلوماتية.. كل ذلك أصبح الآن جزءًا من ميدان المعركة الحديث، ويمثل ما عليه ساحة القتال الحديثة. وفي الوقت نفسه، ترى أيضًا أن استخدام الجهات غير الرسمية والمليشيات بالوكالة من قِبل الهنود لا يزال جزءًا من أدوات الحرب. فهذه الجهات غير الرسمية والعناصر المدعومة بالوكالة تُستخدَم من قِبل الهند ولا تزال حاضرة في ساحة الصراع. القوات المسلحة الحديثة في المنطقة تتميز بالمرونة العالية في مواجهة هذا الطيف الكامل من التهديدات. ما الذي أدى لاتفاق وقف إطلاق النار ؟ وهل لعبت جهات إقليمية أو دولة دورا في التهدئة؟ نعم، القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والصين، والدول الشقيقة كالمملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة وغيرها، جميعهم يدركون أمرًا واحدًا: أن نشوب صراع نووي بين دولتين نوويتين متنافرتين هو فكرة غبية للغاية وخطيرة. والهنود الذين ظلوا طوال السنوات الماضية يحاولون خلق مساحة للحرب أو مساحة للصراع العسكري، هم في الحقيقة يلعبون بالنار، لأنهم يحاولون خلق مساحة لفناء متبادل بين الطرفين. ولذلك فإن باكستان تصرفت بعقلانية. نحن من كنا نضبط وتيرة التصعيد طوال فترة هذا النزاع. في ليلة السادس والسابع من مايو/أيار، كنا قادرين على إطلاق أكثر من ستة صواريخ.. لكننا لم نفعل. لقد أرسلوا طائرات مسيّرة جماعية (Swarm Drones)، وقد أسقطناها جميعًا. هل ترى مدى التصرف الطائش من طرف الهنود؟ لقد كانوا يصعّدون الموقف. أطلقوا صواريخ.. ليس فقطباتجاه باكستان، بل أيضًا باتجاه المجتمع السيخي داخل الهند، في محاولة لخلق جزء من مخططهم، هذه الدعاية الكاذبة التي يحاولون بناءها حول هذا الصراع. وقد شنوا هجومًا على قواعد جوية في ليلة التاسع والعاشر، بحجة أنهم يحاولون ردعنا، لكنهم لم يكونوا يعلمون أن شعب باكستان وهذه القوات المسلحة لا يمكن ردعهم أو إخافتهم، ولن نخضع أبدًا للترهيب أو للهيمنة الهندية. وفي صباح العاشر من الشهر، وخلال عملية "بنيان مرصوص"، وجّهنا ردًّا كبيرًا مدروسًا وموزونًا، لكنه كان ردًّا عادلًا أجبر الهنود على التراجع. وفورًا خرج المتحدث باسم الدفاع الهندي وطالب بخفض التصعيد. وقلنا له: لماذا لا؟ هل تتوقعون صمود وقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين؟ وقف إطلاق النار يعني فقط أن الطرفين توقفا عن القتال ضد بعضهما البعض، لكن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عندما يتخلص الهنود من هذا العقل السياسي المسيطر عليهم، هذه العقلية التي تتبنى الحروب والتي تهيمن على النخبة السياسية الهندية، هذه الهستيريا الحربية التي تسود المشهد السياسي الهندي، والتي يعتقدون من خلالها أن القمع الذي يمارسونه ضد المسلمين والأقليات هو أمر طبيعي. نعم، يا صديقي، لديهم مشكلة خطيرة. المشكلة ليست فقط ضد المسلمين، بل ضد المسيحيين، والسيخ، وضد مجتمعات أخرى، وضد الطبقات المتخلفة أيضًا. هناك الكثير من القمع. لذلك، المجتمع الذي يتعرّض لذلك يُظهر رد فعل طبيعي تجاه هذا القمع، لكنهم لا يعالجون هذا الأمر. التطرف، والشبكات التي يمتلكونها، وهي ردود فعل طبيعية، لا يريدون التعامل معها. هذه مشكلتهم الداخلية، ولكنهم يحوّلون هذه المشكلة الداخلية إلى خارجية، بأن يلقوا باللوم على باكستان من خلال اتهامات كاذبة. طالما لم يعالجوا هذه القضايا الداخلية، ولن يعالجوا قضية كشمير التي هي قضية خارجية، وتشمل باكستان والصين والهند، ويجب حلها وفقًا للقرارات الأممية، وحسب إرادة الشعوب، لا يمكن أن يكون هناك سلام بهذه الطريقة. فقط شخص مجنون يمكنه أن يفكّر بأنه يستطيع إيقاف المياه عن 250 مليون إنسان، أكثر من 40 مليون منهم في باكستان. لا أحد يستطيع فعل ذلك. علينا أن نفهم الحقائق. الحقيقة هي أن هناك ستة أنهار تنبع من كشمير، وهي إقليم متنازع عليه وفقًا لقرارات الأمم المتحدة. بعد مفاوضات مكثفة، في عام 1960، توسط البنك الدولي لعقد معاهدة تم بموجبها تخصيص ثلاثة أنهار لباكستان، وثلاثة أنهار للهند. فإذا لم ترغب الهند في اتباع هذه المعاهدة، فإن كشمير إقليم متنازع عليه. غدًا، إذا انضمت كشمير إلى باكستان وفقًا لإرادة شعب كشمير ، فإن هذه الأنهار الستة كلها ستكون ملكًا لباكستان، وتصبح الهند دولة مُحمّلة بالأعباء. وسنرى كيف سنتعامل معهم. هذه هي حقيقة الأمر. ما مدى أهمية الشراكة مع الصين في تطوير القدرات العسكرية الباكستانية؟ لدى باكستان والصين صداقة تمتد لعقود، وشراكة في عدة مجالات. والصين، كونها جارة للهند وجزءًا من هذه الجغرافية، تفهم جيدًا طبيعة العناصر السياسية والمتطرفة التي بدأت تتجذر في المجتمع الهندي، وهذه العناصر خطيرة جدًّا. لقد ألمحت إلى ذلك، وعواقب ذلك، وما يحدث في هذه المنطقة بسببه. باكستان والصين تتعاونان على مستويات متعددة، وبرؤية مشتركة تركز على الناس، من أجل ازدهار واستقرار المنطقة، ومن أجل ازدهار واستقرار شعوب المنطقة. ونحن والصينيين، وكثير من دول العالم، يسعون إلى السلام، لأن الإنسانية تواجه تحديات جدية جدًّا، من الفقر، وتغير المناخ، والزيادة السكانية. والدول النامية مثل باكستان تواجه تحديات أكبر بكثير، وعددًا من التحديات الخطيرة جدًّا. وللتعامل مع هذه التحديات، ومن أجل نهج يركز على الإنسان، فإن السياسات مثل تلك التي تتبعها الهند، والتي تحاول حل المشاكل باستخدام الرصاص أو عبر العدوان، ليست هي الحل. أما باكستان وشركاؤها مثل الصين ودول أخرى، فهي تسعى إلى إيجاد حلول تخدم مصالح الشعب الباكستاني وتنميته، وهذا هو النهج الذي نعتمده، وهذا هو منظورنا. أقول للهنود، باكستان خاضت حربها بنفسها، وإذا كانت لدى الهنود ذرة من الكرامة، فعليهم أن يخوضوا حروبهم بأنفسهم. هذا ما أقوله: على الهنود أيضًا أن يتحلوا بالكرامة الكافية لخوض حروبهم بأنفسهم. هل زادت شعبية الجيش الباكستاني بعد المواجهات الأخيرة؟ هذا سؤال يجب أن يُطرَح على شعب باكستان. انظر إلى وجوههم، اذهب إلى الشوارع، اذهب إلى الأسواق، إلى الجامعات والكليات. وليس فقط لهذا السبب، بل لأن القوات المسلحة، الجيش الباكستاني، والقوات الجوية، والبحرية، هم أبناء هذا الشعب. هم يأتون من الطبقات المتوسطة، ومن الطبقات المتوسطة الدنيا، والطبقات الفقيرة في باكستان. لا يأتون من النخب. هم يأتون من كل أنحاء باكستان، من كراتشي إلى غوادار إلى خيبر، إلى جلجيت. يأتون من القرى والمدن والبلدات، من كل اللغات، ومن كل الأعراق للاحتفال بجيشهم. هناك محبة عميقة الجذور بين شعب باكستان وقواته المسلحة، وهذه المحبة مجرّبة وثابتة عبر الزمن، وهو شرف فريد ومميز لأولئك الذين، من خلال هذا الزي العسكري، يقاتلون ويموتون من أجل وطنهم وشعبهم. ما تعليقكم على ما يجري من عدوان إسرائيلي متواصل على قطاع غزة ؟ أود أن أقول إن ما يحدث هناك هو إبادة جماعية ، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. إنه شيء يُعد وصمة عار سوداء على ضمير الإنسانية. وما يحدث هناك يُعلّمنا شيئًا، كدولة باكستانية وكعسكريين، أنه يجب أن تكون لديك قوتك الخاصة، يجب أن تقف بثبات، وتثبت أمام مَن يصدقك، وأمام مَن يعتقد أنه يستطيع التدخل، أو أن يأتي ويقوم بما يشاء. لهذا السبب، على الدول أن تحمي نفسها، وعلى الأمة أن تطوّر قوتها، لأنه للأسف.. هناك عقليات في هذا العالم، عقليات سياسية محددة، قادرة على أن تتصور، بل وتنفذ مثل هذا النوع من الإبادة الجماعية التي نشهدها في غزة، والتي يمكنها أن تمارس ما يحدث الآن.. الظلم الواقع على سكان كشمير، المسلمين في كشمير ، وما تتعرض له الأقليات في الهند اليوم. حيث يسود اعتقاد بأن دينك، أو حمضك النووي، أو جيناتك، تجعلك أدنى أو أعلى منزلة. هذا ليس هو الطريق الذي تعلّمت البشرية أن تسلكه، وهذا ليس هو الأسلوب الذي ينظر به الباكستانيون والمسلمون إلى العالم. نظرتهم الأخلاقية ونمط حياتهم مختلفان. فإذا حدث مثل هذا الانحطاط الأخلاقي، فلا بد أن تقف، لا بد أن تنهض. وهذا ما يسعى إليه الباكستانيون بشكل يومي.

يهدد وجودهم.. هكذا يبدو ترامب في إسرائيل الآن
يهدد وجودهم.. هكذا يبدو ترامب في إسرائيل الآن

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

يهدد وجودهم.. هكذا يبدو ترامب في إسرائيل الآن

في الرابع من فبراير/ شباط الماضي زار نتنياهو البيت الأبيض، والتقى بالرئيس ترامب. تجوّل الرجلان في أرجاء المكان الأكثر أهمية وخطورة في العالم، وصعدا معًا إلى الطابق الثاني. واصلا المشي، وتبادلا المجاملات إلى أن بلغا غرفة نوم لينكولن، وهو المكان الذي اتّخذه الأخير مكتبًا له، وهناك وقّع على قرار تحرير العبيد في العام 1863. أمام المكتب التقط ترامب ونتنياهو صورة تذكارية وقّع عليها الأول بجملة: إلى بيبي، القائد العظيم. قبل ذلك كان نتنياهو قد قال إن إسرائيل لم تحظَ بصديق في البيت الأبيض مثل دونالد ترامب. في مرتفعات الجولان المحتلّة قرية تحمل اسم ترامب، ويرى القادة الإسرائيليون أن الرجل الذي يقول الشيء ونقيضه خلال اليوم الواحد، هو الجواد الأفضل لحسم المسألة الفلسطينية إلى الأبد. قبل أن يصعدا إلى الطابق الثاني في البيت الأبيض، كان نتنياهو قد أهدى ترامب تذكارًا مثيرًا: بيجرًا مطليًّا بالذهب. رفع ترامب ذلك الشيء اللامع إلى أمام عينيه وطالعه بإعجاب وهو يردّد: "كانت عملية عظيمة". كما نقلت يسرائيل هيوم في تقرير غني بالتفاصيل في الثاني من مايو/ أيار. بحسب شيريت كوهين، مراسل الصحيفة للشؤون الدبلوماسية، فإن زيارة الخمس ساعات تلك، كانت كافية لتغيير الشرق الأوسط. انتهت الزيارة إلى مؤتمر صحفي عرض فيه ترامب رؤيته الخاصة للمسألة الفلسطينية: ترحيل الفلسطينيين، وبناء منتجعات للسياحة على أنقاض منازلهم. ذهب ترامب بعيدًا في سخائه، حتى إن بن غفير – الذي قلّما أسعده شيء، لا الموت ولا السلام- بقي يردد على الدوام أن على إسرائيل أن تبادر إلى تنفيذ خطّة الرئيس ترامب. ثم ذهب ترامب إلى الشرق الأوسط في زيارة تجاوزت مدّتها الخمس ساعات بكثير. طوّر علاقات وتعاقدات مع دول المنطقة، لا يعلم عنها "بيبي العظيم" الشيء الكثير، ولا تخدم رؤيته لتغيير الشرق الأوسط. مواقف ترامب الجديدة في الشرق الأوسط عرفها نتنياهو من خلال الصحف، وفقًا لـ"بن كسبيت" في معاريف. كانت ميريام أديلسون، الصهيونية الثرية والراديكالية، قد اقترحت إدراج فصل جديد في الكتاب اليهودي المقدس وليكن اسمه "كتاب ترامب". محاولة التطويع تلك لأقوى رجل في العالم تتجاهل حقيقة أن إسرائيل، كدولة، لا تملك الكنوز التي يريدها ترامب، وليس بمقدورها أن تملأ راحتيه بما يحتاجه في تدويناته اليومية. إسرائيل مسألة تتعلق بالإيمان، وترامب يعتقد أن الناس ستختار الإلحاد حين تتجاوز الضرائب حدًّا معيّنًا، كما جاء على لسانه مؤخرًا. الصهيونية واحدة من الأصول الأخلاقية للسياسة الخارجية الأميركية، وكذلك المصالح الأميركية. شيّعه توماس فريدمان في مقالة على نيويورك تايمز، قائلًا: إن عليه أن يتذكر أن حكومة نتنياهو ليست حليفًا، وأن هنالك مصالح لأميركا في الشرق الأوسط يسعى نتنياهو للإضرار بها. ثمّة نماذج تاريخية عديدة لحالات صادمت فيها المصلحة الإسرائيلية مصالح أميركا في العالم، منها الحرب على مصر في العام 1956. آنذاك كانت أميركا تجوب العالم بغية تشكيل جدار ناري ضد اجتياح الاتحاد السوفياتي دولًا مستقلة، وتعيّن عليها أن تدين صراحة غزو السوفيات لهنغاريا في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1956، أي بعد خمسة أيام فقط من انطلاق العدوان الثلاثي على مصر، والذي شاركت فيه إسرائيل. استدعت المصلحة الأميركية الحيوية آنذاك أن تبدي أميركا حزمًا حقيقيًا، وصل حد التهديد بالعقوبات ضد الدول الثلاث. ثمّة توجّس في إسرائيل، وهناك من يعتقد على نحو كبير أن زيارة ترامب إلى الجزيرة العربية تمثّل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل، بل لوجودها. صار ترامب كما يتردد في نصوص كتاب الرأي الإسرائيليين إلى المهرج والمحتال الذي وضع أمن إسرائيل في سلّة المهملات، وألقى بالدولة العبرية إلى الكلاب. يتشارك أقصى اليسار مع أقصى اليمين التوجس العميق حيال زيارة ترامب إلى الخليج، فقد يجري التلاعب -وفق تعبيرهم- برجل الصفقات ودفعه في اتجاه لا يخدم إسرائيل. هذه المرّة سيلقنونه أشياء ضد إسرائيل، وسيعرضون عليه شبكة مصالح غالية الثمن قائلين إن بمقدوره زيادة الغلّة إذا ما تخلّى عن نتنياهو الذي لا يشبع من الحروب. في الحادي عشر من الشهر الحالي، ألقى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد خطابًا غاضبًا في الكنيست، قال فيه: "كل الأحداث المهمة فعلًا تجري بدوننا. ستعقد قمة مهمة في السعودية ونحن لسنا هناك. الصفقة التي تبرمها أميركا الآن مع السعوديين تشكل خطرًا على أمن إسرائيل، ترامب سئم من مماطلات نتنياهو، ويمضي بمفرده. نتنياهو أفقدنا أميركا". يقول بن كسبيت في معاريف: "هنالك هلع حقيقي في إسرائيل، وإسرائيل تجيد المبالغات، وترى كل ما لا يروقها تهديدًا وجوديًا. ترامب في السعودية، إنها كارثة على وجود إسرائيل" الأمر يشبه الزلزال، هكذا تبدو النظرة في إسرائيل. خطوات كثيرة أقدم عليها ترامب مؤخرًا دون الرجوع إلى نتنياهو، خصوصًا بعد أن استبعد والتز، مستشاره للأمن القومي والقريب من نتنياهو. خسر نتنياهو أهم الكابلات التي تربطه بالبيت الأبيض، وتسمح له بالتلاعب بالنقاشات الدائرة فيه. الخطاب الذي ألقاه ترامب في السعودية أفسح مكانًا كبيرًا لإيران، كما لو أنه أراد أن يقول للإسرائيليين إنه يأخذ أمن بلادهم في الحسبان، ولكنه يفعل ذلك وهو يقف في الرياض ويرى مصالح بلاده. الهجوم على إيران لم يهدِّئ من روع الدولة المذعورة على الدوام. فقد بدا واضحًا – كما لاحظ أكثر من كاتب إسرائيلي – أن ترامب هبط بمستوى تهديداته من "سأفتح عليهم باب الجحيم" إلى: سأمارس عليهم أقصى درجات الضغط الاقتصادي. يضاف إلى ذلك التوصل إلى اتفاق "سلام" مفاجئ مع الحوثيين دون التنسيق مع إسرائيل، كل ذلك خلق فزعًا داخل دوائر السلطة في تل أبيب. كيف ستعتمد إسرائيل على رئيس "يستفيق صباحًا على A، وفي الليل يقرر B وC وD، ويثير البلبلة في العالم بأسره" كما جاء على لسان ديفيد أمسالم، وزير التعاون الإقليمي والقريب من نتنياهو. أمسالم هو أيضًا مكلف بالتنسيق بين الحكومة والكنيست، وفي الأيام الماضية ألقى كلمة في برلمان الدولة العبرية، وقال في معرض نقاش زيارة ترامب لدول الخليج العربي: "يجب أن نأخذ مصيرنا بأيدينا". سرعان ما تصبح الأمور في إسرائيل متعلقة بالمصير، بالوجود. حتى فكرة دويلة فلسطينية صغيرة بلا ملامح تمثل تهديدًا لوجود إسرائيل، وإعادة تموضع عملياتي لبعض التشكيلات العسكرية المصرية في سيناء، تمثّل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. يدور النقاش الغربي، منذ ما يداني العشرين شهرًا، حول حق إسرائيل في الوجود، بينما تتعلق الحقيقة بشعب آخر يُنسف وجوده من الأساس. يقول ناحوم برنياع المحلل السياسي في يديعوت أحرنوت "ترامب المولع بإسرائيل لا يلتزم بالقواعد على الدوام، ويقبل الإغواء. نجح المال الخليجي في شراء مسيح بني إسرائيل". بات ترامب المشكلة التي سترافق إسرائيل لثلاث سنوات ونصف السنة، وربما لما بعدها، كما يتخوف برنياع الذي تذكر شيئًا مهمًّا وهو أن السفارة الأميركية لا تزال تعمل من تل أبيب، وأن الحديث عن نقلها إلى القدس ليس سوى مزحة، فلم تنقل أميركا سوى لافتة. يرى برنياع، مثل غيره، في زيارة ترامب إلى الخليج تحديًّا وجوديًّا لأمن إسرائيل من زاوية مثيرة. فالصفقات التي قد تصل في مدى عشر سنوات إلى نحو 2 تريليون دولار ستمنح القادة الخليجيين نفوذًا سياسيًا في أميركا لم يعطَ لأي دولة أجنبية حتى اليوم. لا بد من النظر إلى هذا التقدير باهتمام، فالكاتب ناحوم برنياع، المولود سنة 1944، هو الصوت الأثقل في التحليل السياسي، وسبق له أن حصل على جائزة إسرائيل في الإعلام، أرفع جائزة تمنحها الدولة، ويقدم تحليلاته من خلال يديعوت أحرنوت، الصحيفة الأكبر حجمًا في إسرائيل. ركض ترامب في المائة يوم الأولى خلف هاجس الوجود اليهودي حتى إنه صادم على نحو مدمّر المؤسسة الأكاديمية الأميركية، وأنزل عقابًا مزلزلًا ببنية التعليم الجامعي. فعل كل ذلك تحت تأثير اللوبي الصهيوني الذي ملأ رأسه بأفكار تقول إن التظاهرات الطلابية هي دعوة لإبادة شعب بني إسرائيل. صارت الصهيونية، واليهودية، والإسرائيلية شأنًا واحدًا. ثمة حقيقة عن إسرائيل يندر أن يشار إليها، وهي أن نسبة مواطنيها اليهود الذين تعود أصولهم إلى غرب أوروبا تقل عن 5%، وأن الدولة في مجملها تجمّع فوضوي ليهود السفارديم – يهود الشرق الأوسط- ويهود شرق أوروبا. الخداع الألماني القائل إن إسرائيل دولة نشأت بفعل الهولوكوست لا قيمة له بالقياس التاريخي، فقد غادر يهود ألمانيا إلى أميركا وليس إلى فلسطين. أما المثقف اليهودي فيرى الأمور على نحو آخر، فـ "إسرائيل لم توجد بسبب الهولوكوست، الهولوكوست حدث لأن إسرائيل لم تكن موجودة"، وهي مقولة تُنسب إلى الفيلسوف اليهودي الفرنسي إيمانويل ليفيناس، وتستعار في مناسبات عديدة، بما في ذلك حين يجري الحديث عن زيارة لرئيس أميركي إلى دولة عربية!

ترامب ونتنياهو.. هل عمقت زيارة الخليج الشرخ بين الحليفين؟
ترامب ونتنياهو.. هل عمقت زيارة الخليج الشرخ بين الحليفين؟

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

ترامب ونتنياهو.. هل عمقت زيارة الخليج الشرخ بين الحليفين؟

عززت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دول الخليج سلوكا أميركيا جديدا ظهرت ملامحه مؤخرا في توجهات ترامب وإدارته بفصل الارتباط بين الحسابات الأميركية والإسرائيلية. وانحصرت زيارة ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط في السعودية و قطر و الإمارات ، ولم تشمل إسرائيل ، كما اكتفى بعقد صفقات اقتصادية مع السعودية دون أن يضع التطبيع بين السعودية وإسرائيل شرطا لها، كما كان من قبل. وانتهت زيارته بالموافقة على رفع العقوبات الأميركية عن سوريا استجابة لطلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، رغم أن إسرائيل ترى في القيادة السورية الجديدة عقبة أمام إقامة كيان درزي يكون حزاما يحجز بينها وبقية الإقليم السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع. وبالتزامن مع ذلك، أرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل ليشارك في مسيرة لعائلات الأسرى احتجاجا على سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تعطي الأولوية لمواصلة القتال بدلا من المفاوضات لإطلاق سراح من تبقى من الأسرى، دون إغفال نجاح المفاوضات الأميركية برعاية قطرية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر. وحول التوجه الأميركي الجديد نشر مركز الجزيرة للدراسات تعليقا للباحث الحواس ورقة بعنوان " التباعد المتزايد: الخليج يعمق الشرخ الأميركي الإسرائيلي" سلط فيها الضوء على ملامح التباعد الأميركي الإسرائيلي ودلالاته. الاقتصاد أولا بدأت مؤشرات التوجه الأميركي الجديد عندما أعلن ترامب -خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض- عن دعمه للنفوذ التركي في سوريا، والشروع في مفاوضات مع إيران حول المشروع النووي. هذا الفصل بين الحسابات الأميركية والحسابات الإسرائيلية هو الفارق بين عهدة ترامب الأولى والثانية. وضع ترامب إسرائيل في مركز رؤيته للشرق الأوسط في عهدته الأولى، وصمم مشروع اتفاقيات أبراهام على أساس الخوف الذي تشترك فيه إسرائيل والسعودية من إيران ، ومصلحتهما في التعاون للتصدي للخطر الإيراني. لكن منظوره في عهدته الثانية يستند أساسا إلى إنهاض الاقتصاد الأميركي بجلب الاستثمارات للشركات الأميركية، وإحياء القطاعات التي قضت عليها السوق المفتوحة، لكن غياب إستراتيجية ناجعة يحول دون تحقيق ذلك في وقت وجيز. لكن زيارته لدول خليجية وفرت له المخرج من هذا المأزق، فقد تعهدت السعودية باستثمار 600 مليار دولار وقد تصل تريليون دولار، ومثلها الإمارات باستثمار 1.4 تريليون دولار، إلى جانب قطر باستثمار نحو 1.2 تريليون دولار. العقبة الإسرائيلية وتقف إسرائيل عقبة أمام هذا التشكيل الإقليمي الجديد، فهي تريد أن تواصل ضرب سوريا ومنع وحدتها ونهوضها، وهو ما يتعارض مع التوافق الإستراتيجي الجديد المدعوم أميركيا بدعم القيادة السورية الجديدة وعزل حزب الله اللبناني عن إيران، وجعل سوريا سدا للنفوذ الإيراني في العراق وقد تتحول إلى ضاغط عليه. وقد يتسع التباعد الأميركي الإسرائيلي في ملفات المنطقة، وقد يمتد داخل إسرائيل لينشئ قطبين، أحدهما حريص على الاصطفاف مع الولايات المتحدة والآخر يريد الاستغناء عنها، بما ينعكس على استقطابات أخرى مثل مكانة اليمين اليهودي المتطرف في الدولة الإسرائيلية والمستوطنات وغيرها، ويعيد تشكيل توازنات المشهد الإسرائيلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store