logo
إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟

إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟

BBC عربيةمنذ 10 ساعات

في يوم الجمعة، بعد أن شنت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على إيران، خاطب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الإيرانيين مباشرة، متحدثاً بالإنجليزية، وأخبرهم أن الوقت قد حان ليقفوا ضد "نظام شرير وقمعي".
وأعلن نتنياهو أن العمليات العسكرية الإسرائيلية "تمهد الطريق أمامكم لتحقيق حريتكم".
والآن، وبينما تتزايد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، ويتسع نطاق الأهداف، يتساءل الكثيرون: ما هي الغاية الحقيقية لإسرائيل؟
هل هي ببساطة إنهاء "تهديد النظام الإسلامي النووي والبالستي"، كما أعلن نتنياهو أيضاً يوم الجمعة في الأولى من الغارات؟
أم كان الهدف أيضاً إنهاء أي مفاوضات أخرى بين الولايات المتحدة وإيران للوصول إلى اتفاق جديد، للحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات المؤلمة؟
أم هل يمكن أن تكون رسالته للإيرانيين حول تمهيد الطريق لتحقيق الحرية إشارة إلى هدف أكبر، وهو محاولة إنهاء حكم رجال الدين في إيران؟
من الجنرالات إلى ترامب: من الذي يصغي إليه؟
تميزت المسيرة السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة بأنه أخذ على عاتقه مهمة تحذير العالم من المخاطر التي تشكلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سواء كان ذلك عبر رسم كاريكاتوري لقنبلة عرضه في الأمم المتحدة، أو تكراره خلال العشرين شهراً الماضية من الحرب الإقليمية المشتعلة، أن إيران هي التهديد الأكبر على الإطلاق.
من المعروف أن الرؤساء الأمريكيين وقادة نتنياهو العسكريين أثنوه أكثر من مرة، على مر السنين، عن إصدار أوامر بضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ويقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لم يعطِ الضوء الأخضر، لكن حتى ما بدا إشارة ضوئية صفراء (تحذيرية) كان كافياً.
قال مسؤول غربي إن "نتنياهو الآن منغمس بالكامل في اللعبة"، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لإسرائيل هو شل البرنامج النووي الإيراني.
وأدين هذا القرار على نطاق واسع من قبل دول في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث شدد مديرها العام رافائيل غروسي: "لقد ذكرت مراراً أنه لا ينبغي أبداً استهداف المنشآت النووية، بغض النظر عن السياق أو الظروف".
كما أدان خبراء قانونيون الضربات، وقالوا إنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ومع ذلك، فإن الكثيرين يتساءلون الآن عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لتحقيق الأهداف نفسها التي يسعى نحوها مستشاروه وحلفاؤه المقربون.
تقول الدكتورة سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث: "بينما راهن نتنياهو شخصياً على تغيير النظام، فإن المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية ملتزمة بإعاقة البرنامج النووي الإيرني بشكل جذري".
وتضيف: "قد يكون الهدف الثاني صعباً، لكنه قابل للتحقيق إلى حد ما، فيما يبدو تحقيق الهدف الأول أشد صعوبة في تحقيقيه خلال صراع قصير ومتزايد الحدة".
تدمير البرنامج النووي الإيراني
وصف نتنياهو عملية إسرائيل بأنها ضربات استباقية لتدمير تهديد وجودي، وقال إن إيران كانت "في الدقيقة التسعين" من تطوير قنبلة نووية، أي في اللحظات الأخيرة.
وقد ردّد الحلفاء الغربيون تصريحه بأنه لا ينبغي السماح لطهران بتجاوز هذا الخط، لكن جرى التشكيك في جدول نتنياهو الزمني بصورة واسعة.
ونفت إيران مراراً أنها قررت صنع قنبلة. وفي مارس/آذار، شهدت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، بأن مجتمع الاستخبارات الأمريكي "يواصل تقييمه بأن إيران لا تبني سلاحاً نووياً".
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أحدث تقرير ربع سنوي لها، إن إيران قد جمعت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، ما يُعد على مسافة تقنية قصيرة من درجة تصنيع الأسلحة (90 في المئة) – الأمر الذي قد يمكنها من صنع تسع قنابل نووية.
في هذه الأيام القليلة الأولى، تم استهداف ثلاث منشآت رئيسية في البرنامج النووي الإيراني الواسع: نطنز، أصفهان، فردو. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مصنعاً تجريبياً لتخصيب الوقود فوق الأرض في نطنز قد دُمّر.
كما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن أربعة "مبانٍ ذات أهمية كبيرة" تضررت في أصفهان. وتصف إسرائيل الأضرار التي لحقت بالمنشآت الإيرانية بأنها "كبيرة"، بينما تقول إيران إنها محدودة.
وتضرب إسرائيل أيضاً "مصادر المعرفة" باغتيال ما لا يقل عن تسعة علماء نوويين حتى الآن، وقائمة متزايدة من كبار القادة العسكريين. وتتسع قائمة أهدافها، التي تشمل القواعد العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ والمصانع، لتشمل الآن المنشآت الاقتصادية والنفطية.
وترد إيران أيضاً بقائمة متزايدة من الضربات الخاصة بها، بينما تتزايد الخسائر المدنية في كلا البلدين.
ولكن لكي تتعامل إسرائيل مع ضربة حاسمة للبرنامج النووي الإيراني الواسع، سيتعين عليها إلحاق أضرار جسيمة بفردو، ثاني أكبر مواقع إيران وأكثرها حماية. ويعتقد بعض الخبراء أن المجمع، الموجود على عمق تحت الأرض في جبل، هو المكان الذي خزّنت فيه إيران الكثير من اليورانيوم القريب من درجة تصنيع الأسلحة.
وتقول تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الهدف الحالي هو محاولة قطع الوصول إلى المنشأة.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تملك القنابل الخارقة للتحصينات، التي تحتاجها لتحطيم هذا الكم من الصخور؛ إلا أن سلاح الجو الأمريكي يمتلكها. وهي معروفة باسم مول MOP – القنبلة الضخمة الموجهة بدقة بوزن 30 ألف رطل. ومع ذلك، سيظل الأمر في حاجة إلى العديد من الضربات على مدار أيام طويلة لإحداث أضرار جسيمة.
وقال ريتشارد نيفو، المسؤول الأمريكي السابق والخبير الإيراني في مركز كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية، لبرنامج "نيوز أور" في بي بي سي: "أعتقد أن السيناريو الأرجح هو أن يتصل نتنياهو بترامب ويقول: 'لقد قمت بكل هذا العمل، وتأكدت من عدم وجود تهديد للقاذفات B-2 وللقوات الأمريكية، لكنني لا أستطيع إنهاء برنامج الأسلحة النووية'".
وقال مسؤول غربي لي: "ما زال من غير الواضح أي اتجاه سيختاره الرئيس ترامب".
هل ما حدث يهدف إلى تعطيل محادثات السلام؟
يواصل ترامب التردد. ففي بداية الأسبوع الماضي، حث إسرائيل على التوقف عن تهديد إيران عسكرياً لأن الهجوم قد "يفسد الأمر" عندما يتعلق بالمفاوضات النووية مع إيران التي قال دائماً إنه يفضلها.
وبمجرد أن هاجمت إسرائيل، أشاد بالضربات ووصفها بأنها "ممتازة"، وحذر من أن "المزيد قادم"، لكنه تساءل أيضاً عما إذا كانت الضربات قد تساعد في دفع إيران نحو عقد صفقة.
ثم قال في منشور يوم الأحد على منصته "تروث سوشيال": "سنشهد سلاماً قريباً بين إسرائيل وإيران! العديد من المكالمات والاجتماعات تجري الآن".
ويساور المفاوضون الإيرانيون الشك حالياً في أن المحادثات، التي كان من المقرر استئنافها في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد، كانت كلها خدعة لإقناع طهران بأن هجوماً إسرائيلياً لم يكن وشيكاً، على الرغم من تصاعد التوترات. وجاءت الضربات الإسرائيلية العنيفة صباح الجمعة بمثابة مفاجأة لها.
ويرى آخرون أيضاً أن التوقيت مهم؛ حيث تقول إيلي جرانميه، نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "صُممت الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة لقتل فرص الرئيس ترامب في إبرام اتفاق لاحتواء البرنامج النووي الإيراني".
وأضافت: "بينما يجادل بعض المسؤولين الإسرائيليين بأن هذه الهجمات تهدف إلى تعزيز النفوذ الأمريكي في المسار الدبلوماسي، إلا أنه من الواضح أن توقيتها وطبيعتها واسعة النطاق يهدفان إلى تعطيل المحادثات تماماً".
كان مسؤولون على علم بهذه المفاوضات قد أخبروني الأسبوع الماضي أن "الاتفاق كان قريب المنال". لكن كل ذلك كان يعتمد على ابتعاد الولايات المتحدة عن مطالبها القصوى بأن توقف إيران جميع عمليات التخصيب، حتى من النسب الصغيرة جداً المتماشية مع برنامج مدني. واعتبرت طهران ذلك "خطاً أحمر".
وبعد أن انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 في ولايته الأولى، جزئياً تحت إلحاح متكرر من نتنياهو، ابتعدت إيران عن التزامها بالحد من التخصيب عند 3.67 في المئة، وهي النسبة المستخدمة لإنتاج وقود لمحطات الطاقة النووية التجارية، وبدأت أيضاً في التخزين.
في هذه المحاولة الثانية، أعطى الرئيس الأمريكي إيران "60 يوماً" لعقد صفقة – وهي نافذة زمنية رأى وسطاء ذوو خبرة ومعرفة في هذا المجال أنها صغيرة للغاية بالنسبة لقضية معقدة كهذه.
وهاجمت إسرائيل في اليوم الـ61.
تقول الدكتورة وكيل: "قناة عُمان أُغلِقت في الوقت الراهن، لكن الجهود الإقليمية جارية لتهدئة الأوضاع وإيجاد مخارج".
مزاج نتنياهو 'التشرشلي'
من وجهة نظر طهران، هذا التصعيد لا يتعلق فقط بمستودعات الأسلحة وأجهزة الطرد المركزي والصواريخ فرط الصوتية.
يقول فاليري نصر، أستاذ دراسات الشرق الأوسط والشؤون الدولية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز ومؤلف كتاب "الاستراتيجية الكبرى لإيران" الصادر عام 2025: "إنهم يرون أن إسرائيل تريد، بشكل قاطع، تقليص قدرات إيران كدولة، ومؤسساتها العسكرية، وتغيير ميزان القوى بين إيران وإسرائيل بطريقة حاسمة، وربما الإطاحة بالجمهورية الإسلامية ككل، إن استطاعت".
ومن غير الواضح كيف قد يتفاعل الشعب الإيراني مع هذا الأمر.
لسنوات، عانت الدولة التي يقطنها تسعون مليون نسمة، من آثار عقوبات دولية قاسية بالإضافة إلى فساد منهجي. واشتعلت الاحتجاجات، عاماً بعد عام، بسبب قضايا مثل التضخم المرتفع إلى البطالة، ونقص المياه والكهرباء إلى حماسة شرطة الأخلاق في تقييد حياة النساء.
وفي عام 2022، طالبت موجات احتجاج غير مسبوقة بمزيد من الحريات؛ وواجهتها حملة قمع شديدة.
ويقيم نصر المزاج العام حالياً قائلاً: "ربما في البداية، عندما قُتل أربعة أو خمسة قيادات عسكرية غير محبوبة، ربما شعروا بشيء من الارتياح، لكن الآن تُستهدف مبانيهم السكنية، ويُقتل مدنيون، وتتعرض البنية التحتية للطاقة والكهرباء في البلاد للهجوم".
وأضاف: "لا أرى سيناريو يتجه فيه أغلبية الإيرانيين إلى الانحياز إلى معتدٍ ضد بلدهم بينما يقوم بقصفهم، وينظرون إلى ذلك بطريقة ما على أنه تحرير".
لكن تصريحات نتنياهو تواصل التلميح إلى استهداف أوسع.
في يوم السبت، حذر نتنياهو من أن بلاده ستضرب "كل موقع وكل هدف تابع لنظام المرشد".
وفي يوم الأحد، عندما سُئل تحديداً على قناة فوكس نيوز حول إن كان تغيير النظام جزءاً من الجهود العسكرية الإسرائيلية، أجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "يمكن أن يكون بالتأكيد نتيجة لأن النظام الإيراني في غاية الضعف".
ويقول أنشيل فايفر، مراسل الإيكونوميست في إسرائيل ومؤلف سيرة ذاتية عن نتنياهو: "إنهم يريدون استغلال مخاوف النظام من فقدان السيطرة كجزء من حربهم النفسية".
وأضاف: "يُجمع أعضاء الاستخبارات الإسرائيلية على أن التنبؤ بسقوط النظام الإيراني أو التخطيط له أمرٌ لا طائل منه. قد يحدث ذلك قريباً، أو بعد عشرين عاماً".
ومع ذلك، فإن فايفر يعتقد أن تفكير رئيس الوزراء قد يكون مختلفاً، قائلاً: "أعتقد أن هناك احتمالاً معقولاً بأن نتنياهو، على عكس رؤساء أجهزة الاستخبارات لديه، يؤمن بالفعل بالرسالة؛ فهو في مزاج 'تشرشلي'".
بحلول مساء الأحد، بدأت التقارير تظهر في وسائل الإعلام الأمريكية، كل منها ينقل عن مصادره الخاصة، بأن الرئيس ترامب قد استخدم حق النقض "الفيتو" في الأيام الأخيرة ضد خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وبدأ الحديث عندما نشرت رويترز القصة لأول مرة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مجهولين.
وهناك شخصيات إسرائيلية وُجه إليها سؤال عن أهدافهم، من بينهم وزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي. وقد أكد جميعهم أن تركيزهم لا ينصب على القيادة السياسية الإيرانية؛ لكن هنغبي استدرك بعبارة ختامية قائلاً "إن مفهوم 'الوقت الحالي' صالح لفترة محدودة".
في النهاية، ستتشكل ملامح هذه النهاية من خلال مسار مواجهة خطيرة وغير متوقعة، ورئيس أمريكي غير متوقع.
ويقول دانيال ليفي، رئيس مشروع الشرق الأوسط الأمريكي والمستشار السابق للحكومة الإسرائيلية: "يُعرّف النجاح أو الفشل إلى حد كبير بمدى إمكان جر الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة وحدها القادرة على أن تضع حداً نهائياً لهذا في المستقبل القريب من خلال تحديد النتائج والنهايات".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فعلها نتنياهو
فعلها نتنياهو

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

فعلها نتنياهو

كنت في مقابلة تلفزيونية (الخميس الفائت) عبر شاشة "LBC" اللبنانية، وقلت ردّاً على سؤال: "هل تضرب إسرائيل إيران في ظلّ موقف الرئيس ترامب المعارض أيّ خطوة تصعيدية قبل انتهاء المفاوضات النووية واستكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق؟"، إن "لا شيء ولا أحد يردع نتنياهو، والرئيس ترامب يحميه؛ أسقط في مجلس الأمن قراراً بوقف الحرب على غزّة، باستخدام حقّ النقض (فيتو) في وجه كلّ أعضاء المجلس، وعطّل انعقاد مؤتمر حلّ الدولتَين بتهديده المباشر الدول المشاركة بعقوبات من أميركا إن أقدمت على اتخاذ خطوة ضدّ إسرائيل، ودفع سفيره في إسرائيل هاكابي إلى التدخّل لدى أحزاب الائتلاف لمنع إسقاط حكومة نتنياهو، أو حلّ الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات عامّة. هذه مبادرات لا تقدّر بثمن في هذا التوقيت، وتشكّل حمايةً ورعايةً استثنائية لنتنياهو، الذي كانت له في بداية الأسبوع مكالمة هاتفية مع ترامب، أكّد فيها أن تجربته وخبرته في الميدان مع حركة حماس وحزب الله علّمته أن أذرع إيران (وإيران نفسها) لا يأتون إلا تحت الضغط والضرب. وأن عامل الوقت ملائم لتوجيه ضربة لإيران ومنشآتها النووية، خصوصاً بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتهم إيران بتجاوز كلّ الحدود في مشروعها النووي. وقال نتنياهو: إيران على عتبة تحقيق مشروعها بامتلاك السلاح النووي. ولا يمكن أن نتركها تفعل ذلك. أيّ تأخير وأيّ خطوة تراجعية في وجه إيران وأذرعها تعتبر مكافأة لهم". وأضفت: "رغم الخلاف على التوقيت، نتنياهو (وبالتجربة أيضاً) يعرف أنه إذا أقدم على خطوة من هذا النوع، واندلعت مواجهة كبرى بين إسرائيل وإيران، فالموقف الأميركي ثابت معروف، والمتوقّع أيضاً أن أميركا لن تتخلّى عن إسرائيل. ستدافع عنها، ستحميها. هذا هو نتنياهو، يضرب، يأخذ... يقضم... يهضم، ثمّ يرتاح، ثمّ يكمل. إنه أمكر وأقدر وأمهر وأخطر وأخبر، رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل يعرف كيف يتعامل مع العقل الأميركي، وحلمه التاريخي المهووس به أن يكون بن غوريون الثاني. فبن غوريون الأول هو المؤسّس ويريد أن يكون بن غوريون الثاني المُكرِّس. مكرّس دولة إسرائيل الكبرى المتفوّقة، السيّدة في المنطقة"، وكنتُ حاسماً في توقّع الضربة. يحلم نتنياهو بأن يكون "بن غوريون الثاني"، المُكرِّس، ويعرف كيف يتعامل مع العقل الأميركي في الثالثة من فجر اليوم التالي، فعلها نتنياهو وضرب إيران، وأصاب. أصاب إيران إصاباتٍ موجعة. قتل أركاناً من القيادتَين العسكرية والأمنية، وعدة علماء، في عملية نوعية متطوّرة جدّاً. عطّلت كلّ شيء في إيران، وكشفت كل شيء، تماماً كما فعل مع الذراع الأقوى لإيران، حزب الله في لبنان. قتل من قتل، وكشفهم بالأسماء والرتب والمسؤوليات. المشاهد ذكّرت بما كنا نراه في الجنوب، وفي بيروت وفي عدة مناطق. استهداف المعنيين في منازلهم. في غرف نومهم. الضربة قوية موجعة، والخرق فاضح. دولة مثل إيران تنكشف بهذا الشكل، هذا في حدّ ذاته مكسب كبير لإسرائيل، ولا سيّما أن إيران كانت قبل أيام تفاخر بأنها حقّقت إنجازاً استخباراتياً تاريخياً بحصولها على وثائق ومعلومات دقيقة عن المشروع النووي الإسرائيلي، وتحدّث مسؤولوها بكثير من الثقة والفرح عن هذا الإنجاز، وأكّده رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي. اندلعت حرب القصف المتبادل، أصيبت إسرائيل. نعم، ثمّة دمار غير مسبوق، لكنّ ذلك كلّه لا يصل لحدّ مقارنته بحجم الخسائر الاستخباراتية الأمنية العسكرية التي مُنيت بها إيران. دخل الموساد أراضيها في منطقة معينة، وبنى مخازنَ مسيّرات مفخّخة وأخرى معدّة للاغتيالات، وكان ما كان. كما استفاد من تطوير قدراته وإمكاناته في الداخل، في قلب طهران بالذات، إذ سبق لعناصره أن قتلوا علماء نوويين في وضح النهار في الشارع، وأبرز تجلّيات الاختراق كان في اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنيّة (نهاية يوليو/ تموز 2024)، في بيوت الضيافة في طهران، في عملية نوعية استثنائية. كذلك، منذ أن ذهبت اسرائيل بأجهزتها الأمنية وتقنياتها إلى أذربيجان، وقالت للإيرانيين قبل أن يخرجوا من سورية، وكانوا يديرون عمليات ضدّها في "حدودها": "لقد جئتم إلى حدودنا وها نحن الآن في حدودكم" (وكتبت عن هذا الموضوع في حينه داعياً إلى ترقّب نتائجه). وهكذا فرضت إسرائيل طوقاً استخباراتياً أمنياً في المحيط، وحضوراً في الداخل، ووفّرت كلّ إمكانات الهجوم الذي قال عنه نتنياهو: "كان يجب أن ينفّذ في إبريل/ نيسان الماضي، لكنّنا أجلّناه"، مشيراً إلى أن محاولات كانت قائمة لتنفيذه بين عامي 2011 و2012، لكنّها لم تنجح "لأنه لم يتوفّر إجماع حولها". ماذا فعل ترامب؟... قال بكلّ بساطة: "أبلغت بالهجمات مسبقاً، ولا توجد مفاجآت، وسندافع عن إسرائيل". وأضاف: "بعض المتشدّدين الإيرانيين تحدّثوا بشجاعة، لكنّهم لم يكونوا يعلمون ما الذي كان سيحدث، جميعهم موتى الآن، والأمر سيزداد سوءاً. الهجوم الإسرائيلي على إيران ممتاز. لقد تعرّضتْ لضربة قوية جدّاً والمزيد من الهجمات قادم، يجب على إيران التوصّل إلى اتفاق قبل أن يذهب كل شيء، وإنقاذ ما كان عرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية. لقد حاولت إنقاذها من الذلّ والموت ولم تقبل". ماذا يعني ذلك غير التبنّي الكامل لمبدأ نتنياهو "لا يأتون إلا تحت الضرب"؟ وكرّت بعد الهجوم سبحة التعليقات الغربية: "لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها"، المعزوفة المعروفة بعد كلّ عملية تنفّذها دولة الاحتلال، أمّا نتنياهو فأعلن: "قلت لترامب إن المفاجأة سرّ النجاح.... إيران تشهد فوضى وتعمل حالياً في رصّ الصفوف". وخاطب الشعب الإيراني: "أنا والشعب الإسرائيلي معكم، حربنا ليست مع الشعب الإيراني، وصراعنا ضدّ عدو مشترك هو النظام... هذه نقطة تحوّل تاريخية، ونريد إنهاء المحور الإيراني"، وكأنّه يؤشّر إلى أن المعركة المقبلة مباشرةً (لاستثمار ما تحقّق) هي التركيز في تغيير النظام، وضرب المحور من رأسه إلى أذرعه، بعد أن حقّق خطوات كثيرة وكبيرة في هذا الاتجاه. والخطوة الأولى تحريض الشعب الإيراني ضدّ النظام، بعد انكشافه ومقتل كبار مسؤوليه الأمنيين والعسكريين، وسقوط كلّ تهديداته أمام الاختراق الإسرائيلي الكبير. لقد حقّق نتنياهو إنجازاً كبيراً وقدّم نفسه "البطل" و"المنقذ" و"المخلّص"، وعَـد "أصدقاءه" و"حلفاءه" بالتخلّص من أذرع إيران وضربها، اليوم سيكمل خطواته في كلّ المناطق وفق المرسوم، ولن يقف أحدٌ في وجهه. إنه في عمله هذا يخاطب كلّ هؤلاء: ستأتون إليّ فرادى وجماعات، وإلى المنطقة الجديدة الآمنة المستقرّة التي أبنيها، الخالية من "قوى الشرّ" و"المعادين للسامية". أنا "السيّد"، وأميركا معي. لا يستطيع أحد منكم أن يفكّر بأيّ شيء أو يتمنّى أيّ شيء أنا لا أريده ولا يكون في مصلحة إسرائيل التي نقرّرها نحن، وليس غيرنا، في أيّ مكان. ماذا سيفعل العرب لإنقاذ ما تبقّى وهم أكثر المعنيين بخطورة اندفاع إسرائيل في مشروعها التوسّعي في المجالات كلّها؟ في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2018، خرج نتنياهو في مؤتمر للتكنولوجيا، وخاطب الإسرائيليين: "سأنقل إليكم خبراً سارّاً لا يتوقف عند قوة الجيش الإسرائيلي، إنما يتعلّق باقتصاد إسرائيل القوي والمذهل، لقد أطلقت العنان لشرارة العبقرية المتأصّلة في شعبنا في الابتكار، انظروا إلى الشركات العشر الرائدة عام 2006، خمس منها للطاقة وشركة تكنولوجيا معلومات واحدة هي ميكروسوفت، وبعد عشر سنوات عام 2016، في غمضة عين من الناحية التاريخية، خمس شركات لتكنولوجيا المعلومات، وشركة طاقة واحدة.. غوغل وآبل وأمازون وفيسبوك لديها مراكز أبحاث في إسرائيل. إنه تغيير كبير. إنها جملة واحدة: التقاء البيانات الكبيرة والاتصالات والذكاء الاصطناعي. إسرائيل تُحدث ثورةً في الصناعات القديمة وصناعات جديدة بالكامل. سكّان إسرائيل يشكّلون 1% من عدد سكّان العالم. النسبة التي نحصل عليها من الاستثمار العالمي في مجال الأمن السيبراني 20%، خاصّة في مجال الإنترنت. نحن مائتي مرّة فوق وزننا، وليس مرّتين، ولا عشر مرّات ولا مائة مرّة. هذا قوي جدّاً. هذه هي إسرائيل التي تقود العالم". بعد أيام (13 أكتوبر من العام نفسه)، كتبت مقالاً حول هذا الخطاب: "اسمعوا يا عرب. إسرائيل تقود العالم"، وتحدّثت عن الواقع العربي الذي لم يتغيّر إلا في اتجاه الأسوأ، "تقدّمت علينا إسرائيل بالعلم والإصرار والإرادة والإيمان والتكنولوجيا، رغم كثرة المتعلّمين والكفاءات عندنا، ولسوء التقدير والتدبير، وقلّة القراءة على مستوى أصحاب القرار. لقد فعلها نتنياهو وحقّق ما حقّق. فماذا ينتظر العرب أكثر من ذلك، وماذا سيفعلون لإنقاذ ما تبقّى وهم أكثر المعنيين بخطورة اندفاع إسرائيل في مشروعها التوسّعي في المجالات كلّها؟".

"ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث" - في وول ستريت جورنال
"ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث" - في وول ستريت جورنال

BBC عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • BBC عربية

"ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث" - في وول ستريت جورنال

يعد النزاع الأخير في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران والمتواصل منذ خمسة أيام نواة للمواد الإخبارية والتحليلية في الصحف العالمية، ونستعرض في جولة عرض صحف اليوم جملةً من التحليلات المرتبطة بالآثار الاقتصادية المترتبة على الهجوم المتبادل، إضافة إلى سيناريوهات تطور الصراع بينهما. ونستهل جولتنا مع افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بعنوان "ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث". وتناقش الصحيفة التأثيرات الاقتصادية المحتملة للهجوم المتبادل بين إيران وإسرائيل. وتقول إنه وعلى الرغم من تصاعد التوترات وارتفاع أسعار النفط بشكل بسيط، إلّا أن السوق لم يشهد "ذعراً"، ويعود السبب في ذلك إلى "وفرة المعروض العالمي". وتبيّن الصحيفة أن "إنتاج النفط العالمي في وضع معقول لمواجهة أي شيء سوى اضطراب كارثي"، مشيرة إلى زيادة في الإنتاج من قبل دول منتجة للنفط مثل السعودية وغيانا والبرازيل وكندا. وتؤكد أهمية إنتاج النفط الأمريكي، حيث وصل إنتاجها مستوى قياسياً بلغ 13.5 مليون برميل يومياً في مارس/ آذار، مما يساعد في استقرار السوق، وأن الأسعار المستدامة فوق 70 دولاراً تدعم المنتجين الأمريكيين. وتنتقد الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لتخفيفها العقوبات على إيران ورفضها فرض عقوبات صارمة على روسيا، بحجة حماية أسعار البنزين في الولايات المتحدة، وهذا قد سمح لروسيا وإيران بالاستفادة من عائدات النفط لدعم برامجهما العسكرية والنووية. وتدعو الولايات المتحدة إلى "تشديد العقوبات" على الدول التي تستورد النفط الروسي والإيراني، مثل الصين والهند، باعتبار أنها تستفيد من شراء النفط الخام بأسعار مُخفّضة، معتقدة أن ذلك سيكون أكثر فعالية من مجرد تحديد سقف سعري. وتقول إن "الفكرة الأكثر فعالية تتمثّل في فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري الطاقة الروسية، وفقاً لمشروع قانون معاقبة روسيا لعام 2025، حيث تُفرض بموجبه رسوماً جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تشتري الطاقة الروسية". وتختتم الصحيفة افتتاحيتها، بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعلّم من أخطاء بايدن وألا يجعل أسعار النفط تسيطر على قراراته الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بدعم إسرائيل وأوكرانيا. "بالنسبة للأسواق، انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل" وننتقل إلى مقال في صحيفة بلومبيرغ البريطانية، بعنوان "بالنسبة للأسواق، انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل"، للكاتب جون أوثرز. ويعرض الكاتب التفاؤل الذي تبديه الأسواق العالمية تجاه التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، رغم خطورة الموقف واحتمالات تفاقمه. ويقول "يبدو أن الأسواق العالمية قد أقنعت نفسها بأن الكارثة الأخيرة في الشرق الأوسط يمكن تجاوزها بسهولة، كما هو الحال مع جميع نزاعات المنطقة الأخرى خلال العقد الماضي". ويشير إلى "انخفاض أسعار النفط والذهب، وارتفاع عوائد سندات الخزانة، وانخفاض تقلبات الأسهم يوم الاثنين، مع استمرار إسرائيل وإيران في تبادل الضربات الصاروخية"، إضافة إلى أن "الأسهم تُعد في أقوى حالاتها منذ اليوم الذي تلا تنصيب الرئيس دونالد ترامب". وأضاف أن "هناك جانباً إيجابياً في غياب أي تطورات قد تُقلص إمدادات النفط بشكل كبير، كإغلاق مضيق هرمز من قِبل إيران، أو تضرر إنتاج النفط الإيراني من قِبل إسرائيل". ويبرر الكاتب هذا التفاؤل من خلال قراءة للتاريخ، مبيناً أن الأسواق غالباً ما تتجاوز الأزمات الجيوسياسية بسرعة، ما لم تؤدِ إلى صدمات كبيرة مثل أزمة النفط في السبعينات أو غزو فرنسا في الحرب العالمية الثانية. ويبيّن أن أسعار النفط اليوم بعيدة جداً عن المستويات التي تُسبب ركوداً اقتصادياً في الغرب، الأمر الذي يجعل السوق أقل قلقاً من احتمال اندلاع أزمة اقتصادية. بالمقابل، لا يرى الكاتب أن هذا التفاؤل مبرر بالكامل، لافتاً إلى مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى خسارة بعض الأموال، كأن "تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي وتغلق مضيق هرمز إضافة إلى وجود خطر وشيك بتغيير النظام". ويتحدّث الكاتب عن مخاوف من إقدام إيران على استهداف منشآت نفطية أو مسارات الإمداد في المنطقة لإجبار الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل، مبيناً أن هذا النوع من التصعيد قد يُسبب اضطرابات في الاقتصاد العالمي. "كيف قد تتطور الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟" ونختتم جولتنا مع صحيفة الفايننشال تايمز، ومقال للكاتب جدعون رحمان بعنوان "كيف قد تتطور الحرب الإسرائيلية الإيرانية". ويرى الكاتب أن التطورات الأخيرة في المنطقة "لا يمكن التنبؤ بها"، حتى من قبل الإسرائيليين والإيرانيين أنفسهم. ويقترح الكاتب عدة سيناريوهات للتطورات الأخيرة، منها توجيه ضربات سريعة على غرار حرب 1967، أو تكرار حرب العراق 2003 التي بدأت بنجاح ثم تحولت إلى مستنقع دموي، أو أن يتخذ الصراع مساراً خاصاً، مع احتمال تصعيد غير تقليدي من إيران. ويقول "من المرجح أن تتبع الحرب الإسرائيلية الإيرانية مساراً مختلفاً. أحد السيناريوهات التي تُقلق مسؤولي الأمن الغربيين وهو أن يُقرر النظام الإيراني اليائس الرد بوسائل غير تقليدية". ويطرح الكاتب سيناريوهات أخرى في حال شعرت إيران بأنها في طريقها للهزيمة؛ فإما "أن تتقبل الوضع برحابة صدر وتحاول التفاوض للخروج من المأزق. أو أن تُصعّد بوسائل غير تقليدية..، وقد تختار إيران استعراض سلاح نووي بدائي لمحاولة صدم إسرائيل ودفعها إلى إنهاء الحرب، أو تفجير "قنبلة قذرة". وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضاً أن إيران تمتلك مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة. ويعتقد بشكل عام أن طهران ستحتاج إلى الوصول إلى مستوى التخصيب بنسبة 90 في المائة حتى تتمكن من صنع سلاح نووي. ومن الممكن أن يتم ذلك في غضون أيام، على الرغم من أن التسليح سيستغرق وقتًا أطول بكثير. ويناقش الكاتب النجاحات الإسرائيلية الأولية، مستدركاً حديثه بأن تدمير منشآت إيران النووية، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض مثل "فوردو"، مهمة صعبة، معتقداً أن إسرائيل لا تملك القنابل القادرة على تدمير هذه المواقع، ما قد يدفع أمريكا للتدخل. ويشير إلى أصوات في واشنطن تطالب بمشاركة أمريكية لتدمير منشآت إيران النووية، مبيناً أن حتى هذا التدخل قد لا يضمن إنهاء البرنامج النووي. ويحذر الكاتب في ختام مقاله من تدخل أمريكي جديد، خاصة تحت قيادة ترامب الذي وعد بالسلام، معتبراً أن ذلك سيكون تناقضاً كبيراً وفشلاً سياسياً على حد وصفه.

مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الخامس على التوالي
مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الخامس على التوالي

BBC عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • BBC عربية

مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الخامس على التوالي

قُتل 56 شخصاً وأُصيب أكثر من مئتين آخرين، في قصف إسرائيلي صباح الثلاثاء، على الفلسطينيين المنتظرين للمساعدات في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل: "نُقل عشرات الشهداء وأكثر من 200 مصاب، من بينهم أطفال، إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، عندما أطلق الاحتلال النار على آلاف المواطنين الذين تجمعوا قرب مركز مساعدات لتوزيع الدقيق قرب محطة التحلية" شرق خان يونس. وفيما وصفه بـ"مجزرة جديدة ضد الجياع"، أوضح بصل لوكالة فرانس برس أن "العدوان بدأ في حوالي الثامنة و35 دقيقة صباح اليوم حين أطلقت مُسيَّرات إسرائيلية النار على المواطنين، وبعد دقائق أطلقت دبابات إسرائيلية عدة قذائف على المواطنين ما أدى لوقوع عدد كبير من الشهداء والمصابين". بدورها، أكدت وزارة الصحة في القطاع أن من بين المصابين نحو 20 حالة خطيرة جداً، وفقاً لوصفها. وأضافت أن أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات تشهد حالة من الاكتظاظ الشديد مع وصول العدد الكبير من الإصابات والقتلى، مشيرة إلى أن الطواقم الطبية تعمل ضمن أرصدة محدودة من الأدوية والمساعدات الطبية المنقذة للحياة. وذكر مدير عام المستشفيات الميدانية في غزة الطبيب مروان الهمص لفرانس برس، أن مستشفى ناصر "لم يستطع تحمل استقبال هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى الذين تمتلئ بهم الممرات دون إمكانية الحصول على العلاج". وقال إن "العديد من المصابين يستشهدون بسبب عدم توفر العلاج ولا يوجد لدينا إمكانيات لإجراء عمليات جراحية". وأفاد شهود عيان، أن العديد من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية تتمركز على بُعد أقل من كيلومتر شرق منطقة محطة التحلية شرق خان يونس، فيما تحلق طائرات إسرائيلية مُسيَرة على ارتفاعات منخفضة فوق المنطقة. مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية أمّا في الضفة الغربية، فقد نفذت القوات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، حملة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة. وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن القوات الإسرائيلية نفذت حملة اعتقالات وتحقيق ميداني واسع في الضفة الغربية الليلة الماضية، طالت 30 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال، إضافة إلى سجناء سابقين. وأضاف النادي في بيان، أن "عمليات الاعتقال والتّحقيق الميداني استهدفت العديد من المواطنين، بذريعة وجود مواد مصورة على هواتفهم للحظات وصول الصواريخ، أو أية مواد أخرى يصنفها في إطار التحريض، على مواقع التواصل الاجتماعي". وفي التفاصيل، اقتحمت القوات حي المصايف في مدينة رام الله، وداهمت أحد المنازل واعتقلت شاباً قبل أن تنسحب من المكان. كما شهد مخيم الجلزون شمال المدينة انتشاراً واسعاً للقوات، التي نفذت مداهمات لعدد كبير من المنازل وفتشت محتوياتها. ووفقاً لمصادر محلية، تم اعتقال عدد من الشبان في المخيم، من بينهم إمام مسجد. وفي بلدة المغير شرق رام الله، أُفيد بأن القوات الإسرائيلية أخلت منزل المواطن عارف أبو عليا، وحولته إلى موقع عسكري مؤقت. إلى ذلك، تواصل القوات الإسرائيلية منذ أربعة أيام اقتحام بلدة عزون شرق قلقيلية، حيث تنفذ عمليات مداهمة وتحقيقات ميدانية، بالتزامن مع استمرار إغلاق مداخل البلدة. وفي القدس، ذكرت محافظة المدينة أن السلطات الإسرائيلية تواصل لليوم الخامس على التوالي إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، في وقت تمنع المقدسيين من دخول البلدة القديمة إذا ما لم يكن عنوان منزلهم داخل البلدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store