
فعلها نتنياهو
كنت في مقابلة تلفزيونية (الخميس الفائت) عبر شاشة "LBC" اللبنانية، وقلت ردّاً على سؤال: "هل تضرب إسرائيل إيران في ظلّ موقف الرئيس ترامب المعارض أيّ خطوة تصعيدية قبل انتهاء المفاوضات النووية واستكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق؟"، إن "لا شيء ولا أحد يردع نتنياهو، والرئيس ترامب يحميه؛ أسقط في مجلس الأمن قراراً بوقف الحرب على غزّة، باستخدام حقّ النقض (فيتو) في وجه كلّ أعضاء المجلس، وعطّل انعقاد مؤتمر حلّ الدولتَين بتهديده المباشر الدول المشاركة بعقوبات من أميركا إن أقدمت على اتخاذ خطوة ضدّ إسرائيل، ودفع سفيره في إسرائيل هاكابي إلى التدخّل لدى أحزاب الائتلاف لمنع إسقاط حكومة نتنياهو، أو حلّ الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات عامّة. هذه مبادرات لا تقدّر بثمن في هذا التوقيت، وتشكّل حمايةً ورعايةً استثنائية لنتنياهو، الذي كانت له في بداية الأسبوع مكالمة هاتفية مع ترامب، أكّد فيها أن تجربته وخبرته في الميدان مع حركة حماس وحزب الله علّمته أن أذرع إيران (وإيران نفسها) لا يأتون إلا تحت الضغط والضرب. وأن عامل الوقت ملائم لتوجيه ضربة لإيران ومنشآتها النووية، خصوصاً بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتهم إيران بتجاوز كلّ الحدود في مشروعها النووي. وقال نتنياهو: إيران على عتبة تحقيق مشروعها بامتلاك السلاح النووي. ولا يمكن أن نتركها تفعل ذلك. أيّ تأخير وأيّ خطوة تراجعية في وجه إيران وأذرعها تعتبر مكافأة لهم". وأضفت: "رغم الخلاف على التوقيت، نتنياهو (وبالتجربة أيضاً) يعرف أنه إذا أقدم على خطوة من هذا النوع، واندلعت مواجهة كبرى بين إسرائيل وإيران، فالموقف الأميركي ثابت معروف، والمتوقّع أيضاً أن أميركا لن تتخلّى عن إسرائيل. ستدافع عنها، ستحميها. هذا هو نتنياهو، يضرب، يأخذ... يقضم... يهضم، ثمّ يرتاح، ثمّ يكمل. إنه أمكر وأقدر وأمهر وأخطر وأخبر، رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل يعرف كيف يتعامل مع العقل الأميركي، وحلمه التاريخي المهووس به أن يكون بن غوريون الثاني. فبن غوريون الأول هو المؤسّس ويريد أن يكون بن غوريون الثاني المُكرِّس. مكرّس دولة إسرائيل الكبرى المتفوّقة، السيّدة في المنطقة"، وكنتُ حاسماً في توقّع الضربة.
يحلم نتنياهو بأن يكون "بن غوريون الثاني"، المُكرِّس، ويعرف كيف يتعامل مع العقل الأميركي
في الثالثة من فجر اليوم التالي، فعلها نتنياهو وضرب إيران، وأصاب. أصاب إيران إصاباتٍ موجعة. قتل أركاناً من القيادتَين العسكرية والأمنية، وعدة علماء، في عملية نوعية متطوّرة جدّاً. عطّلت كلّ شيء في إيران، وكشفت كل شيء، تماماً كما فعل مع الذراع الأقوى لإيران، حزب الله في لبنان. قتل من قتل، وكشفهم بالأسماء والرتب والمسؤوليات. المشاهد ذكّرت بما كنا نراه في الجنوب، وفي بيروت وفي عدة مناطق. استهداف المعنيين في منازلهم. في غرف نومهم. الضربة قوية موجعة، والخرق فاضح. دولة مثل إيران تنكشف بهذا الشكل، هذا في حدّ ذاته مكسب كبير لإسرائيل، ولا سيّما أن إيران كانت قبل أيام تفاخر بأنها حقّقت إنجازاً استخباراتياً تاريخياً بحصولها على وثائق ومعلومات دقيقة عن المشروع النووي الإسرائيلي، وتحدّث مسؤولوها بكثير من الثقة والفرح عن هذا الإنجاز، وأكّده رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي.
اندلعت حرب القصف المتبادل، أصيبت إسرائيل. نعم، ثمّة دمار غير مسبوق، لكنّ ذلك كلّه لا يصل لحدّ مقارنته بحجم الخسائر الاستخباراتية الأمنية العسكرية التي مُنيت بها إيران. دخل الموساد أراضيها في منطقة معينة، وبنى مخازنَ مسيّرات مفخّخة وأخرى معدّة للاغتيالات، وكان ما كان. كما استفاد من تطوير قدراته وإمكاناته في الداخل، في قلب طهران بالذات، إذ سبق لعناصره أن قتلوا علماء نوويين في وضح النهار في الشارع، وأبرز تجلّيات الاختراق كان في اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنيّة (نهاية يوليو/ تموز 2024)، في بيوت الضيافة في طهران، في عملية نوعية استثنائية. كذلك، منذ أن ذهبت اسرائيل بأجهزتها الأمنية وتقنياتها إلى أذربيجان، وقالت للإيرانيين قبل أن يخرجوا من سورية، وكانوا يديرون عمليات ضدّها في "حدودها": "لقد جئتم إلى حدودنا وها نحن الآن في حدودكم" (وكتبت عن هذا الموضوع في حينه داعياً إلى ترقّب نتائجه). وهكذا فرضت إسرائيل طوقاً استخباراتياً أمنياً في المحيط، وحضوراً في الداخل، ووفّرت كلّ إمكانات الهجوم الذي قال عنه نتنياهو: "كان يجب أن ينفّذ في إبريل/ نيسان الماضي، لكنّنا أجلّناه"، مشيراً إلى أن محاولات كانت قائمة لتنفيذه بين عامي 2011 و2012، لكنّها لم تنجح "لأنه لم يتوفّر إجماع حولها".
ماذا فعل ترامب؟... قال بكلّ بساطة: "أبلغت بالهجمات مسبقاً، ولا توجد مفاجآت، وسندافع عن إسرائيل". وأضاف: "بعض المتشدّدين الإيرانيين تحدّثوا بشجاعة، لكنّهم لم يكونوا يعلمون ما الذي كان سيحدث، جميعهم موتى الآن، والأمر سيزداد سوءاً. الهجوم الإسرائيلي على إيران ممتاز. لقد تعرّضتْ لضربة قوية جدّاً والمزيد من الهجمات قادم، يجب على إيران التوصّل إلى اتفاق قبل أن يذهب كل شيء، وإنقاذ ما كان عرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية. لقد حاولت إنقاذها من الذلّ والموت ولم تقبل". ماذا يعني ذلك غير التبنّي الكامل لمبدأ نتنياهو "لا يأتون إلا تحت الضرب"؟ وكرّت بعد الهجوم سبحة التعليقات الغربية: "لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها"، المعزوفة المعروفة بعد كلّ عملية تنفّذها دولة الاحتلال، أمّا نتنياهو فأعلن: "قلت لترامب إن المفاجأة سرّ النجاح.... إيران تشهد فوضى وتعمل حالياً في رصّ الصفوف". وخاطب الشعب الإيراني: "أنا والشعب الإسرائيلي معكم، حربنا ليست مع الشعب الإيراني، وصراعنا ضدّ عدو مشترك هو النظام... هذه نقطة تحوّل تاريخية، ونريد إنهاء المحور الإيراني"، وكأنّه يؤشّر إلى أن المعركة المقبلة مباشرةً (لاستثمار ما تحقّق) هي التركيز في تغيير النظام، وضرب المحور من رأسه إلى أذرعه، بعد أن حقّق خطوات كثيرة وكبيرة في هذا الاتجاه. والخطوة الأولى تحريض الشعب الإيراني ضدّ النظام، بعد انكشافه ومقتل كبار مسؤوليه الأمنيين والعسكريين، وسقوط كلّ تهديداته أمام الاختراق الإسرائيلي الكبير.
لقد حقّق نتنياهو إنجازاً كبيراً وقدّم نفسه "البطل" و"المنقذ" و"المخلّص"، وعَـد "أصدقاءه" و"حلفاءه" بالتخلّص من أذرع إيران وضربها، اليوم سيكمل خطواته في كلّ المناطق وفق المرسوم، ولن يقف أحدٌ في وجهه. إنه في عمله هذا يخاطب كلّ هؤلاء: ستأتون إليّ فرادى وجماعات، وإلى المنطقة الجديدة الآمنة المستقرّة التي أبنيها، الخالية من "قوى الشرّ" و"المعادين للسامية". أنا "السيّد"، وأميركا معي. لا يستطيع أحد منكم أن يفكّر بأيّ شيء أو يتمنّى أيّ شيء أنا لا أريده ولا يكون في مصلحة إسرائيل التي نقرّرها نحن، وليس غيرنا، في أيّ مكان.
ماذا سيفعل العرب لإنقاذ ما تبقّى وهم أكثر المعنيين بخطورة اندفاع إسرائيل في مشروعها التوسّعي في المجالات كلّها؟
في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2018، خرج نتنياهو في مؤتمر للتكنولوجيا، وخاطب الإسرائيليين: "سأنقل إليكم خبراً سارّاً لا يتوقف عند قوة الجيش الإسرائيلي، إنما يتعلّق باقتصاد إسرائيل القوي والمذهل، لقد أطلقت العنان لشرارة العبقرية المتأصّلة في شعبنا في الابتكار، انظروا إلى الشركات العشر الرائدة عام 2006، خمس منها للطاقة وشركة تكنولوجيا معلومات واحدة هي ميكروسوفت، وبعد عشر سنوات عام 2016، في غمضة عين من الناحية التاريخية، خمس شركات لتكنولوجيا المعلومات، وشركة طاقة واحدة.. غوغل وآبل وأمازون وفيسبوك لديها مراكز أبحاث في إسرائيل. إنه تغيير كبير. إنها جملة واحدة: التقاء البيانات الكبيرة والاتصالات والذكاء الاصطناعي. إسرائيل تُحدث ثورةً في الصناعات القديمة وصناعات جديدة بالكامل. سكّان إسرائيل يشكّلون 1% من عدد سكّان العالم. النسبة التي نحصل عليها من الاستثمار العالمي في مجال الأمن السيبراني 20%، خاصّة في مجال الإنترنت. نحن مائتي مرّة فوق وزننا، وليس مرّتين، ولا عشر مرّات ولا مائة مرّة. هذا قوي جدّاً. هذه هي إسرائيل التي تقود العالم". بعد أيام (13 أكتوبر من العام نفسه)، كتبت مقالاً حول هذا الخطاب: "اسمعوا يا عرب. إسرائيل تقود العالم"، وتحدّثت عن الواقع العربي الذي لم يتغيّر إلا في اتجاه الأسوأ، "تقدّمت علينا إسرائيل بالعلم والإصرار والإرادة والإيمان والتكنولوجيا، رغم كثرة المتعلّمين والكفاءات عندنا، ولسوء التقدير والتدبير، وقلّة القراءة على مستوى أصحاب القرار. لقد فعلها نتنياهو وحقّق ما حقّق. فماذا ينتظر العرب أكثر من ذلك، وماذا سيفعلون لإنقاذ ما تبقّى وهم أكثر المعنيين بخطورة اندفاع إسرائيل في مشروعها التوسّعي في المجالات كلّها؟".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
ترامب: "على الجميع إخلاء طهران"
أثار منشور غامض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلا على مواقع التواصل حيث طلب من سكان العاصمة الإيرانية طهران إخلائها قبل أن يوضح مقصده للصحفيين. كان ترامب قد غادر مبكرا اجتماع لمجموعة السبع في كندا ليشير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن مغادرة ترامب تتعلق ببحث وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، غير أن الرئيس الأمريكي نفى الأمر قائلا بأنه يسعى لأمر أكبر من وقف لإطلاق النار. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
وكالة الطاقة الذرية: أدلة على تضرّر قاعات التخصيب في منشأة نطنز النووية
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، اليوم الثلاثاء، إن الجزء السفلي من مفاعل نطنز الإيراني تعرض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية على إيران ، في حين أشارت إلى أنه لا يوجد تغيير ليجري إعلانه بشأن منشأتي أصفهان وفوردو. وقالت الوكالة في منشور على منصة إكس: "استناداً إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة، التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، حدّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز". Iran: Based on continued analysis of high resolution satellite imagery collected after Friday's attacks, the IAEA has identified additional elements that indicate direct impacts on the underground enrichment halls at Natanz. No change to report at Esfahan and Fordow. — IAEA - International Atomic Energy Agency ⚛️ (@iaeaorg) June 17, 2025 وكان مفاعل نطنز تعرض، يوم الجمعة، للاستهداف من الاحتلال الإسرائيلي في الموجة الأولى من الضربات الإسرائيلية على إيران، وقال يومها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لمجلس الأمن إنّ محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز النووي الإيراني دُمرت. ويُعد مجمع نطنز النووي الشاسع منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران ويضم منشأة تخصيب تحت الأرض وأخرى فوق الأرض، لكن صوراً للأقمار الصناعية التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" كشفت حجم الدمار الذي لحق بمنشأة نطنز النووية في إيران، بعد ضربة يوم الجمعة. وأظهرت الصور، التي نُشرت في 14 يونيو/حزيران الجاري، تدميراً واسعاً في مجمع الأنفاق والمنشآت المرتبطة به. وتعدّ منشأة نطنز، أو منشأة "الشهيد مصطفى أحمدي روشن" العالم النووي الإيراني الذي اغتالته إسرائيل عام 2012، الأهم في إيران لتخصيب اليورانيوم، إذ تحتوي على أكبر عدد لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في التخصيب، وتستوعب طاقتها تشغيل 54 ألف جهاز طرد مركزي. وتقع المنشأة في منطقة نطنز بمحافظة أصفهان، على بعد أكثر من 220 كيلومتراً عن طهران. وتقع أقسام من صالات تخصيب اليورانيوم في نطنز على عمق 40 إلى 50 متراً تحت الأرض، ورغم ذلك فإن وجودها في صحراء مفتوحة يجعلها مهدّدة بالاستهداف عبر هجمات جوية، وعملت إيران على حفر شبكة أنفاق ضخمة جنوب منشأة نطنز، عام 2022، اعتبرته "نيويورك تايمز" حينها بأنه أكبر جهد إيراني حتى الآن لبناء منشآت نووية جديدة في أعماق الأرض قادرة على الصمود بوجه القنابل والهجمات الإلكترونية. وكشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق، البرلماني فريدون عباسي، مطلع مايو/ أيار 2021 أنّ منشأة نطنز تعرضت لـ"خمس عمليات تخريبية كبيرة خلال السنوات الـ15 الأخيرة"، مع الحديث عن وقوع عمليات "صغيرة" أخرى في هذه المنشأة. وبدأت الهجمات "التخريبية" في المنشآت النووية الإيرانية عام 2010 بهجمات إلكترونية، إذ استهدف فيروس ستاكس نت، المصنف على أنه أخطر فيروس عسكري، عام 2010 منشأة نطنز الكبرى في البلاد لتخصيب اليورانيوم، ومفاعل بوشهر النووي بالقرب من الخليج. تقارير دولية التحديثات الحية كيف كانت تقييمات الخبراء الغربيين للأضرار بالمواقع النووية في إيران؟ ويعتبر برنامج إيران النووي هدفاً رئيساً للعدوان الإسرائيلي على إيران، وقامت إسرائيل بالإضافة لاستهداف المنشآت النووية باغتيال عدد من علماء الطاقة النووية الإيرانيين منذ بدء عدوانها فجر يوم الجمعة الماضي. (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
عدد القتلى وركام المباني يثيران تساؤلات إسرائيلية حول جدوى العدوان على إيران
تحاول بعض الأصوات الإسرائيلية التحذير من عواقب الحرب على إيران، مشككة بجدواها، وبدوافع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى الدمار الذي تتسبب به الصواريخ الإيرانية فضلاً عن عدد القتلى والجرحى المتزايد. ورغم ذلك تبقى هذه الأصوات في الظل إلى حد كبير مع التهليل المستمر في وسائل الإعلام العبرية للعدوان على إيران وحالة النشوة التي يعيشها معظم الإسرائيليين، على وقع الضربات الإسرائيلية، وما تصنفه إسرائيل إنجازات "تاريخية". في صحيفة هآرتس العبرية، اعتبر الصحافي والناقد روغل ألبير، الاثنين، أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. إعلان الحرب على إيران "هو خطأ استراتيجي كارثي وغير بريء مدفوع باعتبارات سياسية وشخصية، ومدعوم من جمهور وإعلام أعمى وساذج"، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي سيكون عاجزاً، بدون الولايات المتحدة وحتى معها، عن القضاء على البرنامج النووي الإيراني، "فقد فات الأوان وإيران على عتبة دولة نووية، والقدرة على تأخير ذلك بالوسائل العسكرية محدودة للغاية. حتى لو دُمرت صناعتها النووية بالكامل، فستتمكن من استعادتها في غضون عام. قد يؤدي تغيير النظام في إيران إلى إلغاء المشروع النووي، لكن وضع تغيير النظام هدفاً للحرب أشبه بانتصار مطلق في غزة: شعار منفصل عن الواقع". كما اعتبر أن محاولة استخدام الحرب من أجل الضغط على إيران للتراجع عن مواقفها في المفاوضات مع الولايات المتحدة سيفشل. وأشار إلى أن "الأضرار التي تلحق بالجمهور الإسرائيلي واضحة (..) في منطقة غوش دان، هناك شوارع تبدو في صور الطائرات المُسيرة مثل خاركيف (في أوكرانيا) وغزة. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، ستستمر الحملة العسكرية لعدة أسابيع (..) إيران ستطلق صواريخ باليستية على مراكز سكانية، وسيتعرض الإسرائيليون للقتل والإصابة وسيفقدون منازلهم (..) السيناريو الذي وافق عليه الكابنيت كشف عن استعداد لتحمّل أربعة آلاف قتيل (إسرائيلي)، في أول وابل من الرد الإيراني. هذه هي قيمة حياة الإسرائيليين في نظر حكومتهم: لا تساوي شيئاً. الحكومة ترى لنفسها الحق في قتلهم بالآلاف كل ليلة من أجل حرب لا تستطيع تحقيق أي من أهدافها". لكنها تحقق أهدافاً أخرى، ضرورية لنظام نتنياهو الديكتاتوري، وفقاً للكاتب، "إذ تحول المعارضة ووسائل الإعلام إلى مؤيدين متحمسين للنظام، كما هو معتاد في الديكتاتورية، وتوحد الشعب ضد عدو مشترك أكثر صموداً من حماس وحزب الله، وتنسيهم فشل السابع من أكتوبر وأزمة تجنيد الحريديم، وتدفع قضية المحتجزين الإسرائيليين في غزة إلى الهامش، وتخلق رافعة إضافية لتعزيز الانقلاب السياسي، وتعميق الفصل العنصري والاحتلال في الضفة الغربية، وتأجيل/إلغاء الانتخابات وتزيد من فرص نتنياهو في الفوز". تقارير دولية التحديثات الحية الهجوم الإسرائيلي على إيران... تداخل حسابات أمنية مع مصالح نتنياهو من جانبه، كتب الصحافي والمعلق في القناة 13 العبرية، رفيف دروكر، مقالاً في الصحيفة ذاتها، معتبراً أن "المفاجأة كانت مذهلة... والضربات التي وجهها الجيش الإسرائيلي والموساد كانت قوية. ومع ذلك، فإن المقارنة بالمفاجآت الاستراتيجية السابقة في التاريخ تغفل نقطة مهمة. هتلر فاجأ ستالين بغزو روسيا، وندم على ذلك لاحقاً. اليابان فاجأت الولايات المتحدة في بيرل هاربر، ونعلم جميعاً كيف انتهى ذلك. حماس فاجأت إسرائيل في السابع من أكتوبر، ويمكن التقدير إلى حد كبير جداً أن ذلك كان خطأً فادحاً. في التاريخ، كانت هناك أيضاً مفاجآت انتهت بشكل أفضل، لكن عندما تهين قوة كبيرة مثل الولايات المتحدة أو روسيا أو إسرائيل أو إيران، فإنك تخلق دافعاً قوياً للجانب الآخر للرد بالانتقام". وأضاف دروكر أن نتنياهو "أقدم على مخاطرة غير معقولة، ينبغي لقائد دولة ألا يقوم بها في ما يتعلق بمصير بلاده. إسرائيل لا تستطيع منع الضربات القوية للصواريخ الباليستية الإيرانية. حتى الآن، لم نتمكن من اعتراضها، رغم الادعاءات الإعلامية الدعائية. والاعتبارات الاقتصادية لمنظومة الدفاع الجوي تفرض أولويات قاسية، وإيران تحقق إصابات بدقة لم يسبق لأي عدو أن حققها من قبل. العديد من هذه الضربات لا يتم الإبلاغ عنها في الإعلام بحجة عدم إعطاء معلومات للعدو، ولكن في المقابل، هذا يعني أن الجمهور الإسرائيلي لا يدرك التكاليف الفعلية التي يدفعها الآن وسيدفعها لاحقاً". وأشار الكاتب الى تقديرات خبراء بأنه لا يمكن القضاء على القدرات الصاروخية الإيرانية، ولا على البرنامج النووي الإيراني ولا تغيير النظام. من جهته، اعتبر عيناف شيف، في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الحكومة المسؤولة عن فشل 7 أكتوبر وترفض تحمل أي مسؤولية عنه، وتعمل على سحق القطاع الذي يخدم في الجيش (من خلال الدفع بقانون التجنيد)، وتقويض التضامن الأساسي (في ما يتعلق بقضية المحتجزين)، ولم تحصل على أغلبية في أي استطلاع رأي خارج فقاعة الإعلام المؤيد للحكومة منذ شهور طويلة، تدخل حرباً ضد قوة قديمة تضم 90 مليون نسمة، وتضع أهدافاً مشكوكاً في إمكانية تحقيقها"، وتتمسك بمصطلحات مثل "السيناريو المرجعي" أو "سيناريو افتراضي مرجعي"، أي بشأن النتائج المتوقعة للحرب وما قد تعتبره إسرائيل إنجازات مقابل خسائرها، "حتى يمكن في النهاية إخبار العائلات المنكوبة والجمهور المذعور أن الأمر كان يستحق". كما اعتبر الكاتب أن رئيس وزراء يخضع لجلسات استماع في محاكمة جنائية، "ليس لديه تفويض أخلاقي أو شعبي لاتخاذ قرارات مصيرية لدولة إسرائيل". وتساءل كم من الوقت يمكن احتمال الأوضاع التي تؤثر في الاقتصاد، والتعليم، والنظام صحي، والمجتمع، والاستقرار النفسي، خاصة بعد خمس سنوات من الأزمات العالمية (كورونا) وبعد الحرب على غزة. ووجه الكاتب انتقادات للمعارضة وللتغطية الإعلامية الإسرائيلية معتبراً أنهما تتحركان "بين نشوة متعجرفة، وتبرير للمؤسسة الأمنية، وفصل صارم بين الحزن والألم الذي أصاب السكان المتضررين وبين الأسئلة الجوهرية التي تثيرها الصور الخطيرة القادمة من وسط إسرائيل. حتى التاريخ القريب، الذي يُظهر أن إسرائيل تعرف كيف تدخل الحروب لكنها تميل إلى نسيان كيفية الخروج منها (حتى ضد أعداء أصغر بكثير)، لا يثير أدنى الحد الأدنى من الشكوك الصحية، وكالعادة، ستأتي فقط في مرحلة الندم".