logo
وثيقة تاريخية تكشف تواصل الملك عبدالعزيز مع رجالات الدولة

وثيقة تاريخية تكشف تواصل الملك عبدالعزيز مع رجالات الدولة

عكاظمنذ 2 أيام
أبرزت دارة الملك عبدالعزيز وثيقة تاريخية مؤرخة في 25 شوال 1344هـ، تتضمن برقية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- يُشيد فيها بما تنعم به البلاد من رخاء في الأسعار، وكثرة في الأمطار، مبتهلاً إلى الله أن يَعمَّ خيرها سائر أرجاء بلاد المسلمين، ومؤكداً أهمية التواصل، والدعاء المتبادل في تلك المرحلة التأسيسية من تاريخ المملكة.
وتتضمن البرقية المرسلة إلى عبدالوهاب أبو ملحة -أحد رجالات الدولة آنذاك- يطمئنه فيها على أحواله، ويعرب عن سروره بوصول رسالته، وسؤاله عن حاله، مع دعواته له بالخير والسرور، وتوجيهاً بإبلاغ السلام إلى الأولاد، مع تحيات الإخوة والأبناء من جانب الملك عبدالعزيز، ما يعكس عمق العلاقات الاجتماعية، والروابط الإنسانية التي حرص -رحمه الله- على ترسيخها مع رجالات الدولة ومواطنيه.
وتُعد هذه الوثيقة من الشواهد المهمة على أسلوب التواصل القيادي في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، واهتمامه بالشأن الداخلي، والظروف العامة للمجتمع، كما تسلط الضوء على الأجواء العامة في المملكة بما فيها من رخاء واستقرار وأمن.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

آلية إسرائيل الجديدة لإدخال البضائع إلى غزة... قطرة أمل في صحراء قاحلة
آلية إسرائيل الجديدة لإدخال البضائع إلى غزة... قطرة أمل في صحراء قاحلة

الشرق الأوسط

timeمنذ 29 دقائق

  • الشرق الأوسط

آلية إسرائيل الجديدة لإدخال البضائع إلى غزة... قطرة أمل في صحراء قاحلة

بعثت عودة إسرائيل إلى تفعيل آلية إدخال البضائع لغزة عبر تجار محليين، بدلاً من توزيع مساعدات إنسانية عبر منظمات أممية ودولية، آمالاً بالقطاع في تخفيف قدر مما يعانونه من جوع؛ لكنها أثارت في الوقت ذاته تساؤلات حول أهدافها الحقيقية في وقت يجري الحديث فيه عن إعادة احتلال غزة وتوسيع العملية العسكرية بها. فقد أعلن مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أنه تقرر إدخال البضائع عبر عدد محدود من التجار المحليين، «بناءً على معايير محددة وتقييم أمني دقيق»؛ وهي آلية سبق أن اعتمدتها إسرائيل خلال الحرب الحالية مرتين على الأقل، قبل أن توقفها قبل نحو عام بدعوى أنها تخدم «حماس». وقال المكتب إن البضائع ستشمل مواد غذائية أساسية، وغذاء للأطفال، وفواكه وخضراوات، ومستلزمات النظافة، وسيكون الدفع من خلال التحويلات البنكية فقط؛ مشيراً إلى أنها ستخضع لتدقيق من قبل هيئة المعابر البرية قبل دخولها القطاع. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الهدف من هذه الخطوة تقليل الاعتماد على المساعدات الإنسانية التي تدخل عبر منظمات دولية بسبب «رفض الأمم المتحدة التعاون مع إسرائيل» في عملية توزيعها، مشيرةً إلى أن الشاحنات سيزيد عددها من 200 شاحنة إلى 300 شاحنة يومياً. فلسطينيون يهرعون لالتقاط مساعدات أُسقطت جواً في النصيرات بوسط قطاع غزة الثلاثاء ودخان يملأ المكان (أ.ف.ب) ولم يشر مكتب المنسق الإسرائيلي لموعد بدء دخول هذه البضائع؛ لكن صحيفة «الشرق الأوسط» لم ترصد دخول أي بضائع للقطاع الخاص، حتى ظهيرة الثلاثاء، سوى ست شاحنات محملة بمواد مختلفة لصالح تجار في منطقة دير البلح بوسط قطاع غزة، وبقيت في المخازن ولم تعرض في الأسواق. وفقاً للآلية الجديدة، سيدفع التجار ثمن البضائع عبر التحويلات البنكية من دون أموال نقدية، وهي خطوة يرى البعض أنها تهدف بالأساس لإبقاء أزمة السيولة النقدية المتفاقمة بغزة، وعدم تبديل أوراق جديدة عبر التجار بالأوراق البالية منها، ومنع استفادة «حماس» من هذه الخطوة، وحرمانها من أي محاولة لجني ضرائب أو للسيطرة على البضائع، بحسب منظور إسرائيل التي كانت قد وجهت اتهامات بهذا الشأن خلال الهدنة السابقة التي امتدت من يناير (كانون الثاني) الماضي حتى مارس (آذار). ويأمل الغزيون دخول البضائع وتأمينها وعرضها بالأسواق بأسعار معقولة، وفي البيع والشراء عبر التطبيقات البنكية الإلكترونية لتفادي دفع عمولة مالية كبيرة وصلت نسبتها إلى 55 في المائة، يأخذها بعض التجار مقابل توفير سيولة نقدية للمواطنين الذين يحوّلون بدورهم مبالغ من حساباتهم عبر التطبيقات البنكية لأولئك التجار، مع استمرار إغلاق البنوك الرسمية ومنع دخول أي أموال للقطاع. فلسطينية تفتش بين الرمال عن أي حبات بقوليات أو أرز في النصيرات بوسط قطاع غزة خلال إسقاط غذاء جواً (أ.ف.ب) وقال رامي مقداد، الموظف في حكومة السلطة الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»: «عانينا كثيراً في الأشهر الماضية بفعل ارتفاع سعر العمولة للحصول على السيولة النقدية. وهذه الخطوة الجديدة بالتعامل عبر التطبيقات البنكية قد تخفف من معاناتنا». وتمنى ألا يزيد التجار سعر البضائع لبيعها مقابل الدفع الإلكتروني كما فعل البعض في الهدنة الماضية. وأضاف: «نريد رقابة شديدة على التجار بما يسمح بتخفيف معاناتنا الإنسانية المتفاقمة وسط هذه الأوضاع الكارثية التي تجمَّعت فيها كل الظروف ضد المواطن الذي لا يملك من الأمر شيئاً». وترى أريج الحلو، الموظفة في مؤسسة اجتماعية، أن هذه خطوة مهمة لحل الأزمات التي يعيشها السكان في ظل عدم توفر أي سيولة نقدية إلا برسوم عمولة عالية مُبالغ فيها. وأعربت عن أملها التزام التجار ببيع البضائع عبر التطبيقات الإلكترونية «بأسعار طبيعية»، خاصةً أنهم دفعوا مقابلها بنكياً بالفعل دون سيولة نقدية. ووسط مجاعة متفشية، تشهد أسواق غزة ظروفاً قاسية، يغيب فيها العديد من أنواع الخُضر، أما تلك التي تُزرع محلياً فتُباع بأسعار باهظة، وصل معها سعر الكيلوغرام الواحد من البندورة (الطماطم) إلى 110 شواقل (أي ما يعادل 32 دولاراً)، والكيلوغرام من البطاطا (البطاطس) إلى 60 شيقلاً (نحو 18 دولاراً). ويعني اضطرار أهالي القطاع لسحب مبالغ مالية بعمولة وصلت إلى 55 في المائة في الأيام الأخيرة أن سعر كيلوغرام الطماطم يتجاوز 55 دولاراً فعلياً. أطفال يفحصون الدمار الناجم عن قصف مخيم يؤوي نازحين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب) ويأمل الشاب رأفت الخطيب أن يساهم دخول البضائع إلى القطاع وبيعها عبر التطبيق البنكي في تغيير واقع الحال للأفضل، وقال إن هذه «خطوة يحتاج إليها الجميع». وروى كيف أنه يضطر للذهاب إلى شاحنات المساعدات، في رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب الاستهداف الإسرائيلي، من أجل محاولة الحصول على أي طحين أو غذاء يقيه الجوع هو وأسرته ووالده الطاعن في السن. يأتي ذلك في ظل استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وتسجيل حالات وفاة جديدة بفعل المجاعة المتفشية؛ كما يجيء في وقت تبحث فيه إسرائيل عن خيارات عسكرية لاحتلال مناطق في قطاع غزة مع استمرار تجمد المفاوضات. قعيد فلسطيني يتفحص بحسرة مشاهد الدمار بعد قصف مخيم يؤوي نازحين في مواصي خان يونس يوم الثلاثاء (أ.ف.ب) وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة، من ظهر الاثنين إلى الثلاثاء، 8 وفيات جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل؛ ليرتفع العدد الإجمالي منذ بداية الحرب الإسرائيلية إلى 188، من بينهم 94 طفلاً. كما قُتل نحو 80 آخرين في أحدث قصف إسرائيلي. ويتواكب كل هذا مع استمرار نهب المساعدات التي تدخل القطاع، وكذلك تلك التي تلقيها المظلات الجوية، الأمر الذي يمنع وصولها لمستحقيها، ما يفاقم الواقع الإنساني الصعب في القطاع.

مسؤول سوري: نتواصل مع الإنتربول لتسليم بشار وماهر الأسد
مسؤول سوري: نتواصل مع الإنتربول لتسليم بشار وماهر الأسد

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

مسؤول سوري: نتواصل مع الإنتربول لتسليم بشار وماهر الأسد

مباشر: قطع رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سورية عبد الباسط عبد اللطيف، وعوداً بمحاسبة رموز النظام السوري السابق، وعلى رأسهم بشار الأسد، وشقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى عدد من أسرة الأسد، وكل "من أجرم بحق الشعب السوري"، على حد تعبيره. وكشف عبد الباسط عبد اللطيف، في حوار لـ "العربية. نت"، عن فتح جسور تواصل مع "الإنتربول"، وجميع الهيئات الدولية المعنية، بهدف ملاحقة الجناة من أسرة الأسد وغيرهم من الهاربين ممن ثبت تورطهم في التنكيل والقتل بحق الشعب السوري. ولم يستثنِ عبد اللطيف، محاسبة المتورطين من الميليشيات العابرة للحدود ومنها أعضاء من حزب الله اللبناني ممن ثبت تورطهم في الدم السوري. كما ألمح إلى احتمال محاسبة كل من دعم أو برر عمليات قتل الشعب السوري على مدى أكثر من 14 عاماً. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا

حافظ الأسد وكابوس "كامب ديفيد": لماذا خشيت سوريا من عودة مصر؟
حافظ الأسد وكابوس "كامب ديفيد": لماذا خشيت سوريا من عودة مصر؟

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

حافظ الأسد وكابوس "كامب ديفيد": لماذا خشيت سوريا من عودة مصر؟

ملخص المساعي الحالية القائمة لعقد اتفاق بين إسرائيل وسوريا ليست جديدة بل سبقتها جولات من المحادثات بدأت عقب حرب عام 1973 واستمرت عقوداً. للدخول أكثر في مساعي المفاوضات التي كانت قائمة بين تل أبيب ودمشق منذ عقود، تنفرد "اندبندنت عربية" بنشر وثائق أميركية سرية أعدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" قبل عقود، تكشف عن جانب كبير من نظرة سوريا إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والدور الذي لعبه الرئيس السابق حافظ الأسد في هذا السياق، ناهيك عن مقاربة سوريا لنفوذها وموقعها عربياً وللسلام المصري - الإسرائيلي. "علاقة محكومة بالحرب ومحاولات السلام المتقطعة"، لعل هذا التوصيف يلخص عقوداً من عداء معلن أحياناً وسلم مخفي في أحيان أخرى بين إسرائيل وسوريا، وهي علاقة بين دولتين توصف بأنها من الأكثر تعقيداً في منطقة الشرق الأوسط، وسط حكم الجغرافيا المترابطة وأحداث المنطقة، وكذلك تشابك التحالفات الإقليمية والدولية. وعلى رغم الحروب الدامية بين البلدين التي حصلت خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وما تلاها، بقيت محاولات إحياء مسار السلام قائمة وآخرها عام 2008 بوساطة تركية، قبل أن تنطلق الثورة السورية عام 2011 والتي تحولت إلى حرب دامية انتهت في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 بسقوط نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع الحكم. عادت مسألة التطبيع أو عقد اتفاق سلام بين تل أبيب ودمشق بقوة خلال الأسابيع الأخيرة بعد تأكيد وسائل إعلامية عقد اجتماعات ثنائية بين البلدين، آخرها في العاصمة الفرنسية باريس في الـ 26 من يوليو (تموز) الجاري، وقد جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر برعاية الموفد الرئاسي الأميركي إلى سوريا توم براك. يشكك كثر في فرص نجاح هذه المساعي وبخاصة وسط اضطرابات ميدانية تفجرت أخيراً مع أحداث منطقة السويداء الجنوبية التي قصفت على إثرها إسرائيل العاصمة دمشق، لكن أخرين يؤكدون أن المصالح المشتركة بين البلدين ستكون الدافع الأبرز والأقوى لأي اتفاق مستقبلي قد يجمعهما، ولا سيما في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة وتراجع النفوذ الإيراني بصورة كبيرة في المنطقة وتبدل أولويات اللاعبين الدوليين، ناهيك عن التحديات الداخلية الكبيرة التي تواجهها الإدارة الجديدة في سوريا والمرتبطة بالاستقرار الداخلي وإعادة الإعمار والخوف من العزلة الإقليمية، بينما تسعى تل أبيب إلى تحييد جبهتها الشمالية وتقييد النفوذ الإيراني عند حدودها، مما يجعل السلام أو حتى تهدئة طويلة الأمد خياراً مطروحاً ولو في الكواليس. جولات سابقة من المحادثات بين إسرائيل وسوريا المساعي الحالية القائمة لعقد اتفاق بين الدولتين الجارتين ليست جديدة بل سبقتها جولات من المحادثات بدأت عقب حرب عام 1973 واستمرت عقوداً، وبعضها وصل إلى مراحل جدية قبل أن تطل عقدة الجولان المحتل برأسها في اللحظات الأخيرة فتعود الأمور لمربعها الأول. للدخول أكثر في مساعي المفاوضات التي كانت قائمة بين تل أبيب ودمشق، تنفرد "اندبندنت عربية" بنشر وثائق أميركية سرية أعدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" قبل عقود، تكشف عن جانب كبير من نظرة سوريا إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والدور الذي لعبه الرئيس السابق حافظ الأسد في هذا السياق، ناهيك عن مقاربة سوريا لنفوذها وموقعها عربياً وللسلام المصري - الإسرائيلي. سوريا: الأسد وعملية السلام تحمل الوثيقة الأولى عنوان "سوريا: الأسد وعملية السلام" تحت رقم التصنيف (CIA-RDP89S01450R000600580001-8) ويعود إعدادها لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، وقد أعدها مكتب تحليل شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في الوكالة، ويبدأ نص هذه الوثيقة السرية بخلاصة من أسطر محدودة مفادها أن حافظ الأسد كان يحتفظ بقدرة شبه منفردة على تقويض أي تقدم نحو تسوية سياسية للصراع العربي – الإسرائيلي، وهو لا يعارض تسوية سلمية للنزاع المستمر منذ 40 عاماً مع إسرائيل لكنه مصمم على عرقلة أية مبادرة سلام لا تأخذ بالكامل المصالح السورية في الحسبان، وبخاصة مسألة استعادة مرتفعات الجولان، وكذلك خلص معدو هذه المذكرات إلى أن الأسد حينها كان مستعداً للقيام بأية خطوات يراها ضرورية لمنع الفلسطينيين، وبخاصة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، من التفاوض مع إسرائيل بصورة منفردة لأنه يخشى أن يتجاهلوا مصالح دمشق. مرونة تكتيكية جديدة ويكشف هذا الملف السري كيف أنه في أوائل عام 1987 بدا أن الأسد خفف من موقفه المتشدد في شأن تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي عندما أكد خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر التزام سوريا بحل دبلوماسي للنزاع المستمر منذ 40 عاماً، قبل أن يلمح في اجتماع آخر من العام نفسه للمرة الأولى إلى أن المحادثات المباشرة مع إسرائيل قد تكون ضرورية. أما في عام 1988 فقد التقى الأسد مبعوثين أميركيين خلال مناسبات عدة لمناقشة أحدث مبادرة سلام أميركية، في مرحلة كانت دمشق تعيش نوعاً من المشكلات مع موسكو وصعوبات اقتصادية داخلية قوضت قدرتها على المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وقد جاء في الوثائق "لقد لعبت السياسة السوفياتية في الشرق الأوسط دوراً في تشكيل تكتيكات الأسد الأخيرة تجاه قضية السلام، فعلى رغم أن وجهات النظر السوفياتية والسورية حول التسوية متشابهة لكنها لا تتطابق في بعض الجوانب المتعلقة بتمثيل الفلسطينيين والوضع النهائي، ومع ذلك تبدو دمشق مصممة على التقليل من أهمية هذه الخلافات، ويبدو أن جهود الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف لتحسين العلاقات مع العرب المعتدلين وإسرائيل جعل الأسد أقل ميلاً لإغضاب راعيه الرئيس... وعلى رغم أن الأسد خفف من لهجته العدائية تجاه عملية السلام علناً لكننا لا نعتقد أنه سبق أن كان مستعداً لأي تحرك دراماتيكي نحو السلام كما فعل الرئيس محمد أنور السادات في مصر"، في إشارة إلى اتفاق السلام الموقع بين القاهرة وتل أبيب في كامب ديفيد عام 1978. العلاقات الإسرائيلية والسورية: مراحل أساس وفي مراجعة سريعة للعلاقة بين إسرائيل وسوريا يمكن التوقف عند مراحل أساس تبدأ منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 حين شارك الجنود السوريون في الحرب العربية ضد إسرائيل، وقد استمرت المناوشات العسكرية الحدودية بين الطرفين حتى اندلاع حرب يونيو (حزيران) 1967 التي انتهت بخسارة الدولة السورية سيطرتها على مرتفعات الجولان لمصلحة إسرائيل، وبعدها أتت حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 التي شنت خلالها سوريا هجوماً لاستعادة الجولان وتمكنت من تحقيق اختراق ميداني موقت قبل أن تنسحب بعد أيام، وعلى إثر هذه الحرب توصل الطرفان إلى اتفاق فض اشتباك أنهى المعارك الميدانية من دون أن يحسم الصراع التاريخي بين الطرفين. وبعدها أخذت الحرب طابعاً مختلفاً، إذ لم تعد هناك اشتباكات مباشرة إنما ما اصطلح بعضهم على تسميته "الحرب الباردة" بين الطرفين، وكانت دمشق خلالها تدعم الحركات التي تقاتل ضد إسرائيل مثل "حزب الله" في لبنان وأيضاً الفصائل الفلسطينية. وعن هذه المرحلة تكشف الوثيقة الأميركية نفسها العائدة لعام 1989 كيف أن النظام السوري دخل في مواجهة غير مباشرة مع إسرائيل منذ اجتياح لبنان عام 1982 عبر تكتيكات عدة ولكن من دون اللجوء للحرب المباشرة، مع التنويه إلى دعم دمشق العمليات الإرهابية التي استهدفت مصالح أميركية أو شخصيات محددة في لبنان بين عامي 1982 و 1984، مثل اغتيال الرئيس اللبناني السابق بشير الجميل عام 1982 وتفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983. ويضيف النص أنه "في عام 1986 تخلت سوريا عن العمليات الاستشهادية في جنوب لبنان لمصلحة الإرهاب في أوروبا، فقد تورطت دمشق بصورة مباشرة في محاولتين لتفجير طائرات تابعة لشركة 'العال' الإسرائيلية، الأولى في مطار هيثرو بلندن في أبريل (نيسان) 1986، والثانية في يونيو بمدريد خلال العام نفسه، ونعتقد أن قرار مهاجمة طائرات 'العال' جرى اتخاذه على أعلى مستويات الحكومة السورية، وعلى رغم أننا لا نستطيع تأكيد مسؤولية الأسد الشخصية فإننا نعتقد أن هذه العمليات جرت ضمن المبادئ التي وضعها الرئيس". الاستفادة من عامل الزمن في تلك المرحلة كانت هناك محاولات عربية وعالمية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، لكن الأسد كان واثقاً من ألا خطر حقيقياً سيُجبره على التفاوض مع الإسرائيليين، كما تذكر المذكرات السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مقتنعاً أن أي تحرك نحو مؤتمر دولي سيفشل لأن القادة السياسيين الإسرائيليين لا يرغبون فعلاً في السلام، وفي الوقت نفسه فإن "عدم قدرة الولايات المتحدة على انتزاع موقف موحد من الإسرائيليين لدعم عملية السلام خفف الضغط على سوريا لتليين مواقفها أو قبول ضمانات قبل التفاوض على إعادة الأراضي المحتلة عام 1967". كذلك رأى معدو الوثائق أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد على قناعة أن الزمن في صفه، وأن التوازن الإستراتيجي بين دمشق وتل أبيب سيتغير في نهاية المطاف لمصلحة سوريا، وفي اجتماع مع مسؤولين أميركيين خلال تلك المرحلة قال إن الإسرائيليين سيضطرون إلى تسريع حركتهم نحو السلام أو "سيبتلعهم العرب"، باعتبار أن عدد سكان سوريا يزداد بمعدل 500 ألف نسمة سنوياً، مضيفاً "كل ستة أعوام نمنحهم جيلاً جديداً". وينتقل هذا الملف الأميركي إلى ذكر لقاء آخر جمع جيمي كارتر بحافظ الأسد، قال الأخير خلاله بسخرية إن "من الغريب الإصرار على حدود آمنة على أراضي الآخرين، فالإسرائيليون يقولون إنهم أخذوا الجولان لحماية مستوطناتهم، لكنهم أقاموا مستوطنات جديدة على الجولان بعضها لا يبعد أكثر من 300 متر عن أراضينا، فلماذا تكون الحدود الآمنة على بعد 50 كيلومتراً من دمشق ولكنها على بعد 350 كيلومتراً من تل أبيب؟". *هذا المحتوى نقلاً عن "إندبندنت عربية"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store