logo
نقص الحديد بدون أنيميا: الخطر الذي يُضعف الجسم بصمت!

نقص الحديد بدون أنيميا: الخطر الذي يُضعف الجسم بصمت!

الديارمنذ 5 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يُعتبر الحديد من أهم العناصر الأساسية لصحة الإنسان، حيث يدخل في تكوين الهيموغلوبين الذي ينقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم، إضافة إلى دوره الحيوي في دعم المناعة، الوظائف العصبية، وصحة الشعر والبشرة. وغالبًا ما يُربط الحديث عن نقص الحديد بفقر الدم (الأنيميا)، لكن هناك حالة طبية أقل شهرة، وهي اضطراب امتصاص الحديد دون ظهور فقر دم واضح، وتُعد هذه الحالة تحدّيًا تشخيصيًا وغالبًا ما تُهمل رغم تأثيرها الكبير على الصحة وجودة الحياة.
في هذه الحالة، تكون مستويات الهيموغلوبين طبيعية أو قريبة من الحد الأدنى، لكن مخزون الحديد في الجسم منخفض أو غير كافٍ لأداء الوظائف الحيوية بكفاءة. يُقاس هذا المخزون عادة بمستوى الفيريتين في الدم، وإذا كان منخفضًا، حتى مع وجود هيموغلوبين طبيعي، فذلك يشير إلى نقص في الحديد على مستوى الأنسجة. وهذا النقص قد يسبب أعراضًا مزعجة لا تقل خطورة عن فقر الدم، مثل التعب المزمن، ضيق التنفس، تساقط الشعر، تشوش التفكير، ضعف التركيز، شحوب الجلد، وتغيرات في المزاج.
يحدث هذا الاضطراب بسبب ضعف قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الطعام، وليس بالضرورة نتيجة قلة استهلاكه. ويُعد الامتصاص عملية معقدة، تتأثر بعدة عوامل أبرزها: وجود التهابات مزمنة في الأمعاء مثل داء كرون أو السيلياك، الاستخدام المفرط لأدوية مثل مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون، نقص بعض العناصر المساعدة مثل فيتامين C الذي يُعزز امتصاص الحديد، أو وجود خلل في توازن ميكروبيوم الأمعاء. كما يمكن أن يُعيق الاستهلاك المفرط للكالسيوم أو الشاي والقهوة مع الوجبات امتصاص الحديد بكفاءة.
المشكلة الأساسية في هذه الحالة أنها كثيرًا ما تُغفل أو تُشخّص خطأً، خصوصًا عند النساء. فقد تعاني السيدة من إرهاق شديد وتساقط شعر، وتُجرى لها تحاليل دم تُظهر هيموغلوبينًا "ضمن المعدل الطبيعي"، فيتم استبعاد مشكلة نقص الحديد، رغم أن الفيريتين قد يكون منخفضًا جدًا. لذلك، يُعد قياس مستوى الفيريتين أداة ضرورية في تشخيص هذه الحالات، خاصة عند وجود أعراض واضحة مع فقر تغذوي محتمل.
من ناحية العلاج، يختلف نهج التعامل مع هذه الحالات عن علاج فقر الدم التقليدي. فالاكتفاء بالمكملات الغذائية لا يكون فعالًا دائمًا إذا لم تُعالج الأسباب الكامنة وراء سوء الامتصاص. على سبيل المثال، قد يحتاج المريض إلى تحسين صحة الأمعاء أولًا، أو معالجة التهابات مزمنة تعيق امتصاص الحديد. وفي بعض الحالات، يُنصح باستخدام مكملات حديد سهلة الامتصاص (مثل الحديد المخلبي) أو عبر الحقن الوريدي إذا كان الامتصاص المعوي غير فعال.
للوقاية والتقليل من تداعيات هذه الحالة، يُوصى باتباع نظام غذائي غني بالحديد الحيواني (كاللحم الأحمر، الكبد، والدجاج)، وتجنّب شرب القهوة أو الشاي أثناء الوجبات، وتناول مصادر فيتامين C إلى جانب الأطعمة الغنية بالحديد لتعزيز امتصاصه. كما يُفضل إجراء فحص دوري لمستوى الفيريتين خصوصًا عند النساء في سن الإنجاب، أو من يعانون من أعراض غير مفسّرة بالتعب أو تساقط الشعر.
أخيراً، إنّ اضطرابات امتصاص الحديد غير المرتبطة بفقر الدم هي حالة غير معروفة نسبيًا لكنها تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية، وقد تتفاقم في حال إهمالها. إن رفع الوعي بهذه المشكلة، والاعتماد على فحوصات دقيقة تشمل الفيريتين، هو السبيل الأهم لتجنب التشخيص الخاطئ واستعادة الحيوية والصحة العامة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة تكشف أخطار ارتفاع سكر الدم
دراسة تكشف أخطار ارتفاع سكر الدم

بيروت نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • بيروت نيوز

دراسة تكشف أخطار ارتفاع سكر الدم

كشفت دراسة طبية حديثة عن الأخطار الصحية التي يسببها ارتفاع السكر في الدم، وخصوصا على صحة العينين. وأشارت مجلة 'BMJ Open' إلى أن علماء من كلية لندن الجامعية (University College London) وأثناء دراستهم لاكتشاف آثار مرض السكري على الجسم، قاموا على مدى 14 سنة بتحليل البيانات الطبية لـ 5600 شخص تزيد أعمارهم عن 52 سنة، وتبين لهم أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يرفع خطر الإصابة بأمراض العيون بمقدار ثلاثة أضعاف. وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الهيموغلوبين السكري (HbA1c أعلى من 6.5%) يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بتلف شبكية العين بنسبة 31%، أما الأشخاص الذين يحافظون على مستويات السكر الطبيعية في أجسامهم فإن خطر الإصابة بتلف الشبكية لديهم كان بحدود 9%. وتبين للعلماء أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم كانوا أيضا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزرق أو الغلوكوما، وأكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى في العين مثل التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وكان الأشخاص المصابون بداء السكري غير المُشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض الأخير، حيث كان خطر إصابتهم بالتنكس البقعي أعلى بنسبة 38% من أولئك الذين عرفوا التشخيص وسيطروا على المرض. (روسيا اليوم)

دراسة تكشف أخطار ارتفاع سكر الدم
دراسة تكشف أخطار ارتفاع سكر الدم

ليبانون 24

timeمنذ 7 ساعات

  • ليبانون 24

دراسة تكشف أخطار ارتفاع سكر الدم

كشفت دراسة طبية حديثة عن الأخطار الصحية التي يسببها ارتفاع السكر في الدم ، وخصوصا على صحة العينين. وأشارت مجلة "BMJ Open" إلى أن علماء من كلية لندن الجامعية (University College London) وأثناء دراستهم لاكتشاف آثار مرض السكري على الجسم، قاموا على مدى 14 سنة بتحليل البيانات الطبية لـ 5600 شخص تزيد أعمارهم عن 52 سنة، وتبين لهم أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يرفع خطر الإصابة بأمراض العيون بمقدار ثلاثة أضعاف. وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الهيموغلوبين السكري (HbA1c أعلى من 6.5%) يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بتلف شبكية العين بنسبة 31%، أما الأشخاص الذين يحافظون على مستويات السكر الطبيعية في أجسامهم فإن خطر الإصابة بتلف الشبكية لديهم كان بحدود 9%. وتبين للعلماء أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم كانوا أيضا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزرق أو الغلوكوما، وأكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى في العين مثل التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وكان الأشخاص المصابون بداء السكري غير المُشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض الأخير، حيث كان خطر إصابتهم بالتنكس البقعي أعلى بنسبة 38% من أولئك الذين عرفوا التشخيص وسيطروا على المرض. (روسيا اليوم)

فرط أو نقص النحاس عند الأطفال... الخطر الصامت في أجسامهم!
فرط أو نقص النحاس عند الأطفال... الخطر الصامت في أجسامهم!

الديار

timeمنذ 14 ساعات

  • الديار

فرط أو نقص النحاس عند الأطفال... الخطر الصامت في أجسامهم!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب رغم أن الحديد والزنك يحظيان بالاهتمام الأكبر في الحديث عن صحة الأطفال ونموهم، إلا أن عنصر النحاس لا يقل أهمية عنهما. يُعدّ النحاس من العناصر النادرة الأساسية التي تدخل في العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، بما في ذلك تطور الدماغ، صحة الجهاز العصبي، تقوية المناعة، وتكوين العظام. غير أن فرط أو نقص النحاس قد يُفضي إلى أعراض جسدية وسلوكية خطيرة، لا سيما عند الأطفال، وغالبًا ما تمر دون تشخيص دقيق بسبب ندرة الفحوصات المرتبطة به. يلعب النحاس دورًا رئيسيًا في تصنيع الإنزيمات التي تساعد على إنتاج الطاقة داخل الخلايا، وتحييد الجذور الحرة الضارة، كما يشارك في تكوين الميلانين (صبغة الجلد والشعر)، وتكوين الكولاجين الضروري لصحة الجلد والعظام. إضافة إلى ذلك، يُعد النحاس عنصرًا مهمًا في تطور الجهاز العصبي ووظائف الدماغ، إذ يدخل في عمليات تصنيع النواقل العصبية التي تنظم المزاج والتركيز والاستجابات العاطفية. نقص النحاس في الجسم قد ينتج عن سوء التغذية، أو أمراض سوء الامتصاص مثل داء السيلياك أو مرض كرون، أو بسبب الاستخدام الطويل لبعض المكملات الغذائية الغنية بالزنك، إذ أن الزنك الزائد يعوق امتصاص النحاس. تظهر أعراض نقص النحاس عند الأطفال تدريجيًا، وقد تشمل ضعفًا في النمو، فقر دم غير مفسَّر رغم تناول الحديد، هشاشة في العظام، تأخرًا في النمو العقلي أو الحركي، ضعفًا في الجهاز المناعي، إضافة إلى مشكلات عصبية مثل الرنح (عدم التوازن) أو ضعف العضلات. على الجهة المقابلة، قد يؤدي تراكم النحاس في الجسم إلى التسمم، وهي حالة تُعرف باسم داء ويلسون، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى تخزين النحاس في الكبد والدماغ والعينين. تظهر الأعراض عادة في مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة، وقد تشمل اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، مشاكل في الحركة والتوازن، تقلبات مزاجية شديدة، وتراجعًا في الأداء الدراسي. ويُعد التشخيص المبكر في هذه الحالة ضروريًا لتجنّب الأضرار الدائمة في الكبد أو الدماغ. لا يُعتبر فحص مستوى النحاس ضمن التحاليل الروتينية التي تُجرى للأطفال، مما يجعل حالات النقص أو الفائض تمر دون ملاحظة. كما أن الأعراض غالبًا ما تكون غير نوعية ويمكن الخلط بينها وبين أمراض أخرى، مثل نقص الحديد أو اضطرابات النمو العصبي. لذلك، ينبغي التفكير في احتمال وجود خلل في مستويات النحاس عند وجود أعراض مركبة وغير مفسّرة، خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر مثل اضطرابات الامتصاص أو التاريخ العائلي لأمراض التمثيل الغذائي. لحسن الحظ، يمكن الوقاية من نقص النحاس من خلال نظام غذائي متوازن يحتوي على مصادر غنية به مثل المكسرات (اللوز، الكاجو)، البقوليات، الكبد الحيواني، الشوكولا الداكنة، الفطر، والحبوب الكاملة. ومع ذلك، يجب توخي الحذر في استخدام المكملات الغذائية، خاصة تلك التي تحتوي على الزنك أو النحاس، حيث أن التوازن بين العناصر الدقيقة في الجسم بالغ الحساسية. إن نقص أو فرط النحاس لدى الأطفال ليس مجرد حالة نادرة، بل قد يكون أحد الأسباب الخفية وراء مشاكل صحية وسلوكية معقّدة. تجاهل هذا العنصر في التحاليل الغذائية والطبية يُشكّل فجوة في الوقاية والرعاية الصحية للأطفال. لذا، من الضروري رفع الوعي بين الأهل والأطباء حول أهمية النحاس، وتشجيع اعتماد نهج غذائي متوازن وفحوصات دقيقة في الحالات المشبوهة، لضمان نمو الأطفال بطريقة صحية متكاملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store