logo
باحث أميركي: قصف إسرائيل لإيران غير مجد ولن يدمر نوويّها أو يطيح بحكومتها

باحث أميركي: قصف إسرائيل لإيران غير مجد ولن يدمر نوويّها أو يطيح بحكومتها

الجزيرةمنذ 10 ساعات

نشرت مجلة فورين أفيرز مقالا مطولا لأستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، روبرت بيب، تناول فيه بالتحليل أهداف الحملة الجوية الإسرائيلية ضد إيران ومآلاتها، والعوائق التي تعترضها.
وقال إن إسرائيل تشن منذ أسبوع تقريبا حملة قصف متواصل في إيران لتحقيق شيء لم تفعله أي دولة في العالم من قبل، وهو إسقاط حكومة دولة أخرى والقضاء على قدراتها العسكرية الرئيسة باستخدام القوة الجوية وحدها.
واعتبر الكاتب أن محاولة إسرائيل تحقيق أهدافها هذه "الطموحة للغاية" -من خلال قصف جوي والاستعانة بشبكة استخبارية متطورة- دون نشر قوات برية لم يسبق لها مثيل.
ولتوضيح ما ذهب إليه، صاغ الكاتب عددا من الأمثلة منها أن الولايات المتحدة لم تفلح مطلقا في تحقيق أهدافها عبر الضربات الجوية في حروبها المختلفة سواء في الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الكورية، أو حرب فيتنام، أو حرب الخليج، أو الحروب في البلقان، أو حرب العراق.
وبالمثل، أخفقت دول أخرى في تحقيق ذلك، مثل الاتحاد السوفياتي وروسيا في أفغانستان والشيشان و أوكرانيا. ثم إن إسرائيل نفسها لم تحاول القيام بمثل هذه الحملة في الصراعات السابقة في العراق أو لبنان أو سوريا أو حتى في عمليتها الأخيرة في قطاع غزة.
ورغم أن إسرائيل تمكنت من قتل قادة كبار لحزب الله اللبناني وحركة حماس، كما اغتالت مؤخرا قيادات في الحرس الثوري الإيراني، إلا أنها وقعت، على ما يبدو، فيما يسميه بيب في مقاله بــ"فخ القنابل الذكية"، ذلك لأن الثقة المفرطة في الأسلحة الدقيقة والاستخبارات تدفع قادتها إلى الاعتقاد أن بإمكانهم منع إيران من أن تحقق اختراقا في برنامجها النووي.
ووفقا للمقال، فإن نجاحات تل أبيب العسكرية في إيران وخارجها لن تكون طويلة الأجل ما لم يصاحبها غزو بري (وهو أمر غير محتمل إلى حد كبير، حسب كاتب المقال)، أو بدون دعم أميركي مباشر وهو ما قد تحجم إدارة الرئيس دونالد ترامب عن تقديمه.
وفي تقدير بيب -الذي يعمل أيضا مديرا لمشروع جامعة شيكاغو الخاص بالأمن والتهديدات- أن إسرائيل تشن غاراتها على المنشآت النووية الإيرانية ليس بدافع الخوف من أن تتمكن طهران من إنتاج سلاح نووي، بل من أن تكون بالفعل على وشك الحصول على المواد الانشطارية الضرورية لصنع القنبلة الذرية.
ويعتقد أن بإمكان إيران أن تنتج هذه المواد بطريقتين: الأولى بتخصيب خام اليورانيوم لتحقيق نقاء النظائر اللازمة لصنع القنبلة الذرية، في مناجم خام اليورانيوم الإيرانية، ومحطة تحويل اليورانيوم من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية ومنشآت التخصيب في فوردو ونطنز. والثانية، عبر فصل البلوتونيوم، وهو منتج ثانوي طبيعي لأي مفاعل نووي مثل الموجود في مدينة بوشهر جنوبي إيران.
3 عوائق
لكن إسرائيل تواجه -برأي بيب- 3 عوائق تحول دون تدميرها هذه المنشآت بالكامل؛ أولها أن جزءا كبيرا من البرنامج النووي الإيراني -بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم – مخبأ في باطن الأرض، مثل منشأة فوردو المتطورة المبنية على عمق مئات الأمتار أسفل الجبل، وهناك منشأة جديدة أخرى قيد الإنشاء منذ عدة سنوات في مدينة نطنز على عمق مماثل لفوردو.
وحتى الآن، لم تستهدف إسرائيل منشأة فوردو على الإطلاق، وقصرت هجماتها في نطنز على منشآت توليد الطاقة فيها بدلا من محاولة تدمير أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب المدفونة على عمق 75 قدما تحت سطح الأرض.
وحسب المقال، فليس ثمة مؤشرات تدل على أن المقاتلات الإسرائيلية لها القدرة على حمل قنابل كبيرة خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل والتي طورتها الولايات المتحدة وهي وحدها التي تستطيع تدمير فوردو بالكامل في أي هجوم.
ويتساءل بيب: ماذا لو انضمت الولايات المتحدة بقنابلها الخارقة للتحصينات إلى الهجوم؟ هل تستطيع إسرائيل بالفعل القضاء على برنامج الأسلحة الإيراني بمثل هذا الدعم؟
وفي معرض إجابته، يشير أستاذ العلوم السياسية إلى أنه حتى لو وافق الرئيس ترامب على طلب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بقصف فوردو، وحتى لو تمكنت القنابل الأميركية الضخمة الخارقة للتحصينات من شق طريقها نحو غرف فوردو المخبأة في أعماق الأرض، ستظل الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان المزيد من التحديات للقضاء على قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية.
وحذر الكاتب من أن أي هجوم إسرائيلي بمساعدة أميركية على المنشآت الإيرانية سيضع الولايات المتحدة مباشرة في مرمى نيران إيران النووية بدلا من حل المشكلة نهائيا.
والعائق الثاني الذي يقف أمام تدمير المنشآت النووية الإيرانية، يكمن في التحدي الكبير الذي يمثله مفاعل بوشهر الواقع على بعد 17 كيلومترا تقريبا جنوب شرق مدينة بوشهر. وبمقدور إيران تعديل المفاعل لتوليد البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في الأسلحة النووية.
ويؤكد بيب أنه لا يمكن القضاء على هذا الخطر ما دام المفاعل قائما، ولكن إذا نجحت إسرائيل في تدميره، فهناك خطر من انبعاث إشعاعات في المناطق السكنية في جميع أنحاء الخليج العربي شبيهة بالسحابة المشعة التي انطلقت من مفاعل تشيرنوبل فوق سماء المدينة التي يقطنها نحو 200 ألف شخص في شمال أوكرانيا، وهي الكارثة التي حدثت في 26 فبراير/شباط 1986.
وقد يستدعي تدمير المفاعل ردا انتقاميا من جانب إيران بالصواريخ الباليستية ضد مجمع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة بصحراء النقب.
أما العائق الثالث والأهم -في نظر بيب- فهو أنه حتى بعد شنّ ضربات جوية واسعة النطاق ضد المنشآت النووية، سيظل هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن المواد التي نجت من القصف ومدى قدرة المفاعلات الإيرانية في إعادة تشكيلها.
وما لم يتم تفتيش تلك المنشآت، فلن تتمكن إسرائيل من إجراء تقديرات موثوق بها لحجم الأضرار التي لحقت بقدرات إيران على تخصيب اليورانيوم والمخزونات الموجودة من اليورانيوم المخصب.
استحالة التحقق من التدمير
وطبقا لمقال فورين أفيرز، من غير المرجح أن تسمح إيران للمفتشين الدوليين -ناهيك عن الفرق الأميركية أو الإسرائيلية- بتقييم درجة الضرر الذي لحق بمخزونات اليورانيوم المخصب بدقة، أو تحديد ما إذا كانت المعدات أو المواد القابلة للاستخدام قد أزيلت قبل الضربات أو بعدها، أو تحديد مواقع تصنيع مكونات الإنتاج المحلي الكبير لأجهزة الطرد المركزي الإيرانية.
وستتفاقم المخاوف من امتلاك إيران للسلاح النووي سرا، مما يعكس المخاوف التي دفعت الولايات المتحدة في عام 2003 إلى شن حرب برية لغزو العراق بحثًا عن أسلحة دمار شامل غير موجودة.
وذكر الكاتب أن الإحصائيات المتوفرة عن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تبين استحالة تحقيق إسرائيل هدفها المعلن بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل ودائم.
وحتى لو افترضنا أن الضربات الإسرائيلية قد دمرت فعلا جميع المواد المخصبة في نطنز، فإن مخزون إيران المخصب بنسبة 60% لا يزال موجودا في مفاعل فوردو.
فقد كشف تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو/أيار المنصرم، أن هذا المخزون يبلغ 408 كيلوغرامات، بعد أن كان 275 كيلوغراما في فبراير/شباط من هذا العام، وهي كمية كافية لإنتاج 10 قنابل نووية في غضون بضعة أسابيع من التخصيب الإضافي، إذ إن المطلوب لصنع قنبلة نووية واحدة هو 40 كيلوغراما.
هدف مفرط في الطموح
ووفق الكاتب، إذا كان من غير المرجح أن تؤدي الضربات العسكرية إلى تدمير قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية، فإن استبدال النظام في طهران بحكومة جديدة قد يبدو حلًّا جذابًا لمعضلة إسرائيل الإستراتيجية.
ومع ذلك، فإن تغيير النظام هدف مفرط في الطموح، لأن الأمر -من وجهة نظر بيب- لا يتعلق فقط بقطع رأس القيادة الإيرانية العليا بأكملها وإزالة المتشددين في جميع المجالات التشغيلية للحكومة الإدارية؛ بل يستلزم تنصيب حكومة صديقة مستعدة للتخلي عن بقايا البرنامج النووي الإيراني الحالي وضمان عدم سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية في المستقبل.
وأخيرا، فإن أكبر عائق أمام تنصيب حكومات صديقة يكمن بالمشاعر الشعبية أو القومية في البلد المستهدف. فالنزعة القومية -حسب توصيف المقال- تميل إلى الاستفحال سريعا عندما يواجه السكان المحليون احتمال أن تحكمهم قوة أجنبية لا سيما إذا كان ذلك هو هدف التدخل العسكري الخارجي.
ولعل هذه النزعة هي السبب الرئيس في أن جهود الولايات المتحدة لتثبيت أنظمة ديمقراطية ظاهريا في العراق وأفغانستان قوبلت بالإرهاب -على حد تعبير المقال- وهو السبب أيضا وراء معاناة الغزو العسكري الإسرائيلي الحالي لقطاع غزة من صعوبات مماثلة.
ويمضي بيب إلى الاعتقاد بأن التدخل الأميركي إلى جانب إسرائيل في حربها ضد إيران ليس أمرا حتميا، ذلك أنه إذا تحلَّت إيران بضبط النفس، فقد يقتنع ترامب بعدم الانضمام إلى ما يمكن أن يصبح حربا أخرى أبدية.
ويختتم بالقول إنه في نهاية المطاف، قد لا تكون هناك طريقة أمام إسرائيل للهروب من وهم القنبلة الذكية، أو من مستنقع آخر في الشرق الأوسط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحليل يفند حملة إسرائيلية روجت لانهيار الحكومة الإيرانية
تحليل يفند حملة إسرائيلية روجت لانهيار الحكومة الإيرانية

الجزيرة

timeمنذ 29 دقائق

  • الجزيرة

تحليل يفند حملة إسرائيلية روجت لانهيار الحكومة الإيرانية

منذ الساعات الأولى للهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، والذي تضمّن ضربة مفاجئة أسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، سعت الحكومة الإسرائيلية، ومن خلفها الحسابات الداعمة لها، إلى الترويج للرواية القائلة بأنها ضربة قاصمة ستُضعف النظام الإيراني، وتدفع المواطنين إلى الثورة عليه بعد فقدانه السيطرة المدنية. غير أن هذه السردية سرعان ما ثبت عدم دقتها، وفق محللين، بعدما ردّت إيران بإطلاق صواريخ باليستية طالت عمق تل أبيب، في تأكيد على قدرتها على تجاوز الصدمة الأولى وسدّ الفراغات سريعا، وفق ما قال مقربون منها. وفي أعقاب التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي دعت صراحة الشعب الإيراني إلى التظاهر ضد حكومته، على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتاحت منصة إكس موجة من المحتوى الرقمي تدّعي اندلاع "انتفاضة شعبية" و"انهيار داخل إيران"، انطلقت -بحسب الحسابات المروّجة- من طهران وامتدت إلى مناطق أخرى، أبرزها الأحواز. انتشرت هذه الرواية على نطاق واسع عبر مقاطع فيديو وصور وتغريدات قصيرة، تُظهر مشاهد مزعومة لحرق صور آية الله الخميني والمرشد الإيراني الحالي علي خامنئي ، وهروب من سجون طهران، وازدحام على المعابر الحدودية، ورفع أعلام إسرائيل والهتاف لها في أماكن متفرقة، وقد رُوّجت هذه المشاهد تحت عناوين ووسوم متعددة. تتبعت وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، الادعاءات التي انتشرت بين 14 و17 يونيو/حزيران 2025، بالإضافة إلى تفكيك المحتوى المرئي للحملة وتحليل من يقف خلفها، باستخدام أدوات التحقق البصري، والتحليل الشبكي، ورصد طبيعة الحسابات المؤثرة. كيف تشكلت مزاعم "الثورة الإيرانية"؟ منذ اللحظات الأولي للهجوم، بدأت موجة رقمية موازية قادتها حسابات إسرائيلية وعالمية على منصة إكس، استخدمت هاشتاجات وكلمات محددة، روجت فيها لرواية أن إيران تشهد انهيارا داخليا، ظهر في هروب من السجون، وتكدس في المعابر الحدودية هربا. إعلان واعتمدت الحسابات على مقاطع قديمة، ومقاطع في سياق مختلف، وأخرى مفبركة بالكامل ومولدة بالذكاء الاصطناعي، من أجل ترتيب سردية كاملة، حول انهيار النظام وتفككه تحت وقع الضربات الإسرائيلية. وبنيت هذه الرواية المضللة حول ثلاث محاور رئيسية: حدوث انفلات أمني، وانفراط السيطرة المدنية اندلاع ثورة شعبية في طهران والأحواز. الترحيب الشعبي بالتدخل الإسرائيلي لإزالة النظام. ادعاءات مضللة الحالة الأولى نشرت الحسابات المذكورة تغريدات زعم فيها أن "الثورة الإيرانية" قد بدأت بالفعل، وأرفقوا فيديو يُظهر شبانًا يحرقون صور الخميني وخامنئي في أحد الشوارع، مع ذكر أن المشهد من طهران وامتد حتى "المنطقة العربية المحتلة من الأحواز". لكن التحقيق أظهر أن الفيديو قديم، وقد نُشر بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين أول 2022 على صفحة أذربيجانية في فيسبوك، ولا يوجد أي علاقة بينه وبين الأحداث الجارية. وقد لقي هذا الفيديو المضلل رواجا عبر عدد كبير من الحسابات الإسرائيلية. الحالة الثانية نشرت حسابات عربية وإسرائيلية مقاطع فيديو لاحتجاجات في منطقة الأحواز، رفضا للحكومة الحالية. وبالتحقق من الفيديوهات المذكورة، تبيّن أنها لا توثق أي انتفاضة سياسية، بل تعود لاحتجاجات محلية سابقة في مدينة الخفاجية، نظمتها مجموعات من السكان بسبب انقطاع المياه، وهو ما أكدته قناة "أحوازنا الفضائية" التي نشرت الفيديو في وقت سابق. ترويج مقاطع فيديو تزعم أن سجناء في طهران تمكنوا من الفرار وسط الانفلات الأمني بعد الهجمات. غير أن التحقيقات المحلية والصحفية كشفت أن هذه المشاهد لا توثق أي هروب من السجون، بل توثّق خروجا جماعيًا من مركز لمعالجة الإدمان في منطقة جاجرود، وهو منشأة تديرها بلدية طهران. في سياق تعزيز السردية حول "انهيار النظام"، روّجت حسابات لمقطع فيديو يُظهر ازدحاما عند أحد المعابر الحدودية، مدعية أن الإيرانيين يفرون من البلاد. إعلان وفي وقت لاحق، أصدر مكتب الاتصال بوزارة الداخلية التركية لاحقًا بيانًا رسميا نفى فيه صحة هذه الادعاءات. وأوضح أن: الفيديو لا يعود لمعبر باز أرغان، بل التقط في معبر كابيكوي (Kapıköy) في ولاية فان شرق تركيا. المشاهد تعود إلى 3 يونيو 2025، أي قبل تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل. الحالة الخامسة روجت الحسابات لوجود تأييد شعبي إيراني للتدخل الاسرائيلي، عبر مقاطع فيديو تظهر رفع العلم الإسرائيلي والهتافات لإسرائيل. وبالتحقق من المقطع الذي يظهر الهتاف دعما لإسرائيل، تبيّن أنه مولد بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما لم توثق أي جهة مستقلة أو إعلامية معروفة حدوث مظاهرة مماثلة داخل إيران. التحليل الشبكي ومع تصاعد ترويج تلك السردية المزعومة، والانتشار الواسع لها بالتزامن مع تواصل الحديث الإسرائيلي الرسمي عن إضعاف النظام، حاولنا فهم طبيعة التفاعلات المستمرة، وكيف تستمر الشبكات الفاعلة في ترويجها، عبر تحليل شبكي معمق. أجرينا تحليلًا بصريًا باستخدام أدوات جيفي (Gephi) وخوارزمية ForceAtlas2، لرسم خريطة التفاعل التي نشأت حول الكلمات المفتاحية المرتبطة برواية الانهيار الداخلي في إيران، مثل "الأحواز"، و" الثورة الإيرانية"، و"الهروب من السجن"، وغيرها، وذلك بهدف تحديد أبرز الحسابات التي لعبت أدوارًا مركزية في الانتشار، والكشف عن المجتمعات الرقمية التي شكّلت مراكز الضغط المعلوماتي داخل الشبكة. تمثل هذه الخريطة البصرية العلاقات الرقمية بين أبرز الحسابات التي نشرت أو أعادت تضخيم سرديات "انهيار إيران" بين 14 و17 يونيو/حزيران 2025، باستخدام كلمات مفتاحية متعددة بثلاث لغات (العربية، الإنجليزية، العبرية). وقد جُمعت العينة بين 14 و17 يونيو/حزيرن 2025، وضمت كلمات باللغات العربية والإنجليزية والعبرية. وأظهرت الخريطة الناتجة أن الشبكة تتكون من عدة مجتمعات مميزة، تتفاعل بكثافة حول حسابات مركزية، أبرزها: الحساب الإسرائيلي @magicflower22 الذي يصف نفسه بأنه مقاتل سابق في الجيش الاسرائيلي. حساب @hamedmusher يصف نفسه بمؤسس الحزب الليبرالي الأحوازي، ومناضل من أجل الاحواز، وقاد موجة نشر عربية نشطة، تكرّرت داخلها مقاطع وصور مزعومة عن ثورة في الأحواز. حساب @niohberg تصف نفسها بأنها اليهودية الإيرانية الأشهر على منصة إكس، وتعتبر نفسها مناصرة لاستعادة الملكية في إيران وداعمة لإسرائيل. حساب @uhn_plus حساب باللغة الإنجليزية وهي صفحة إخبارية أميركية. الحسابان الإسرائيليان @mossadil و @osint613، حسابان يقدّمان نفسيهما كمصدرين إخباريين، ولكنهما يعملان على ترويج السرديات المؤيدة لحكومة نتنياهو ويروجان للمحتوى المضلل، بشكل جاد أو ساخر. يكشف هذا التحقيق أن الرواية التي انتشرت بكثافة بين 14 و17 يونيو/حزيران 2025، والتي صوّرت إيران وكأنها على أعتاب "ثورة شعبية" وانهيار داخلي، استندت في معظمها إلى محتوى مُضلّل أو خارج سياقه الزمني والجغرافي، وعملت حسابات على تضخيمها عبر حسابات مركزية. كما أظهر التحليل أن الحسابات التي ضخّمت هذه السردية لم تكن عشوائية، بل ظهرت شبكة رقمية نشطة، ضمت حسابات إسرائيلية وعربية، واتبعت نمطا متكررا في النشر وإعادة التغريد، وسعت إلى تضخيم مشاعر الخوف والانهيار باستخدام مقاطع قصيرة وعناوين مثيرة دون تحقق أو مصدر موثوق.

كيف بدأت إيران بتغيير ردها الحربي على إسرائيل شكلا ومضمونا؟
كيف بدأت إيران بتغيير ردها الحربي على إسرائيل شكلا ومضمونا؟

الجزيرة

timeمنذ 29 دقائق

  • الجزيرة

كيف بدأت إيران بتغيير ردها الحربي على إسرائيل شكلا ومضمونا؟

تحاول طهران بناء حالة عسكرية جديدة "شكلا ومضمونا" في حربها الحالية مع تل أبيب، بالتزامن مع تصاعد وتيرة ضرباتها الصاروخية على مناطق مختلفة في وسط إسرائيل وشمالها وجنوبها. ووفق مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير، فإن عمليات إيران العسكرية لم تعد على نفس المنوال، إذ بدأت في تغييرها باستخدام أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية والمسيّرات التي يطلقها الجيش الإيراني و الحرس الثوري خلال الساعات الـ24 الأخيرة. وفي ضوء هذا التطور، نوعت إيران في صواريخها، إذ أطلقت صاروخ "سجيل" الذي يعمل بمحركين ويخترق الأجواء، ويصعب رصده ولديه قدرة تدميرية عالية. وكذلك، استخدمت إيران صاروخ " فتاح" فرط الصوتي، الذي يتحرك بسرعة فائقة، ويمتلك قدرة كبيرة على الوصول إلى أهدافه من دون أن ترصده أجهزة الرادارات والمراقبة في إسرائيل. وكان صاروخ " خرمشهر" آخر الصواريخ الإيرانية المستخدمة في القصف على إسرائيل، وهو متعدد الرؤوس، ولديه قدرة انفجارية عالية ويحدث خسائر كبيرة. وفي وقت سابق اليوم الخميس، أطلقت إيران دفعة صواريخ ومسيرات جديدة تجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، مما أسفر عن إصابة العشرات، فضلا عن دمار واسع داخل تل أبيب. وفي هذا السياق، قال ا لجيش الإسرائيلي -اليوم- إن إيران استخدمت صاروخا "متعدد الرؤوس الحربية، مما يشكل تحديا جديدا لدفاعاتنا". وفجر اليوم، نقلت صحيفة معاريف عن الجيش الإسرائيلي قوله إن صاروخ خرمشهر الذي أطلقته إيران على إسرائيل "يحمل أكثر من طن من المتفجرات برأس متفجر أكبر من صاروخ شهاب 3". ووفق الدغير، فإن إيران قد تشن هجمات بالمسيّرات أكثر انقضاضية، إلى جانب التشويش على النظام الراداري الإسرائيلي، مما يربك الإسرائيليين ومنظومتهم الدفاعية. أما بشأن المضمون، فإن إيران عبر مجلس أمنها القومي كانت واضحة بأن الهجوم سيقابل بهجوم مضاد، وكذلك سترفع من مستوى هجماتها حال فعلت إسرائيل ذلك. واستدل مراسل الجزيرة في طهران بالقصف الإيراني الذي استهدف مواقع أمنية وعسكرية إسرائيلية ردا على هجمات إسرائيل، مشيرا إلى أن صاحب القرار الإيراني "لم يصل بعد إلى استهداف المواقع النووية الإسرائيلية رغم استهداف منشآتها النووية". وقال المجلس الأمن القومي الإيراني -في بيان- إن طهران ستهاجم "فورا" أي طرف ثالث يتدخل في الحرب الحالية مع إسرائيل، في تحذير ضمني إلى الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب. وخلص الدغير إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تغييرا في طبيعة الأهداف التي قد تستهدفها إيران، في ظل خطط طهران بـ"تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل وفرض معادلة جديدة"، مما قد يدفع تل أبيب "لإعادة حساباتها العسكرية حين تستهدف المواقع الإيرانية". وبدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، بدعم أميركي ضمني، هجوما واسعا على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين.

84 شهيدا في غارات إسرائلية جديدة على قطاع غزة
84 شهيدا في غارات إسرائلية جديدة على قطاع غزة

الجزيرة

timeمنذ 29 دقائق

  • الجزيرة

84 شهيدا في غارات إسرائلية جديدة على قطاع غزة

أدى القصف الإسرائيلي على غزة اليوم الخميس لسقوط 84 شهيدا بينهم 22 كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية وسط القطاع غزة، حسب مصادر طبية. ونقل مراسل الجزيرة أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بناية سكنية في جباليا البلد شمال قطاع غزة. وتسبب القصف في وقوع عشرات الشهداء والمصابين وتدمير المنزل بالكامل، إلى جانب تضرر عدد كبير من المنازل المجاورة. وتمكنت طواقم الانقاذ من إجلاء عدد من الشهداء والمصابين وتم نقلهم إلى مستشفى المعمداني بمدينة غزة. ونقلت وكالة الأناضول أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين من منتظري المساعدات فجر اليوم الخميس. الرصاص بدل الطعام وقالت مصادر طبية إن مستشفيي العودة وشهداء الأقصى استقبلا 16 شهيدا وعشرات المصابين؛ جراء إطلاق جيش الاحتلال الرصاص وقنابل على منتظري مساعدات قرب مركز توزيع بمحيط محور نتساريم (وسط). وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال المتمركزة بمحيط محور نتساريم فتحت نيران رشاشاتها تجاه مئات الشبان الذين تجمعوا انتظارا لفتح مركز المساعدات الأمبركي الخميس. وأضافوا أن مسيّرات للاحتلال ألقت عددا من القنابل تجاهه الشبان، ما أوقع شهداء وجرحى. و ظل شهداء وجرحى على الأرض لعدة ساعات، حتى تمكنت طواقم الإسعاف من انتشالهم؛ نظرا لكثافة إطلاق النار وخطورة المكان. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الأحد، أسفرت عمليات الاستهداف المرتبطة بما يعرف بـ فخاخ المساعدات الأمريكية ـ الإسرائيلية عن مقتل 300 فلسطيني وإصابة 2649 آخرين، إلى جانب 9 مفقودين منذ بدء هذه الخطة. والخميس أيضا، قالت مصادر طبية بمستشفيي الشفاء والمعمداني في مدينة غزة إن المستشفيين استقبلا جثامين 14 شهيدا جراء قصف الاحتلال لمنزل قرب المسجد العمري ببلدة جباليا شمالي القطاع كما أفاد مصدر طبي الخميس بـ وصول 15 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، وعدد من الجرحى إلى مستشفى الشفاء؛ جراء استهداف مسيّرة للاحتلال نقطة شحن هواتف محمولة بجوار خيمة تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة إعلان وتعاملت طواقم مستشفى القدس بتل الهوا غرب مدينة غزة مع 5 شهداء و25 جريحا، جراء استهداف جيش الاحتلال لنقطة شحن وتوزيع إنترنت مقابل مقر الداخلية بجوار دوار الخور. وقال مصدر طبي إن فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون باستهداف طيران الاحتلال منزلا بحي المخابرات شمال غربي مدينة غزة. وأفاد مصدر طبي بـاستشهاد فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف خيمة شحن هواتف محمولة غرب مفترق بهلول في حي النصر غربي مدينة غزة. كما استشهد 5 فلسطينيين في استهداف مسيّرة إسرائيلية لفلسطينيين قرب مفترق ضبيط بشارع الجلاء وسط مدينة غزة ، وفق مصدر طبي. كذلك أفاد مصدر طبي بـ استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة عدد آخر باستهداف طيران مروحي بصاروخ شقة سكنية قرب مسجد فلسطين وسط مدينة غزة وجرى انتشال جثامين 5 شهداء قضوا في قصف سابق لجيش الاحتلال استهدف منزلا بحي الزيتون جنوب مدينة غزة. وفي جنوب قطاع غزة، أفادت مصادر طبية بـ وصول 6 شهداء و20 جريحا إلى مستشفى ناصر بخان يونس جراء استهداف إسرائيلي صباح اليوم لمنتظري مساعدات قرب مركز التوزيع بين خان يونس ورفح. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل – بدعم أمريكي – إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 185 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store