
ألاسكا: مخاوف الإقليم على حالها
قبل القمة بيومين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول خلال مقابلة تلفزيونية: «إنني في مهمة تاريخية وروحانية ومرتبط عاطفياً برؤية إسرائيل الكبرى»، وذلك بعد تصميمه على احتلال غزة، ويصر على رفض كل المبادرات لتسوية تعطي السلطة الفلسطينية أي دور في القطاع. وهو ما يدفعه لعرقلة أي مبادرة تتضمن قوات عربية في غزة، لأن العرب يشترطون مشاركة السلطة في أي مشروع لإدارة غزة. لأن أي دور للسلطة الفلسطينية يعني الطريق لحل الدولتين المرفوض حتى التفكير فيه لدى المجموعة الحاكمة في إسرائيل. اللامفكر فيه هذا يؤدي إلى بذل كل الجهود ليس لمنع هذا الحل فحسب، بل لطرد سكان غزة، وهو ما يحصل أمام عيون العالم عبر القصف والمجاعة بهدف الاستيلاء عليها، وضم الضفة الغربية بعد تيئيس سكانها وترويضهم. المحصلة دولة فصل عنصري تتحول تدريجياً إلى سجن للفلسطينيين في الضفة وتهجير سكان غزة. أصدق تعبير عما سبق إعلان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش العزم على إنشاء 3000 وحدة سكنية في الضفة الغربية من شأنها تقطيع أوصالها، وبحسبه أنها تدفن مشروع الدولة الفلسطينية نهائياً. في السياق لا ينبغي تجاهل محاولات جدية أميركية وإسرائيلية لإقناع عدد من الدول القبول بانتقال فلسطينيين من غزة إلى بلادهم. إزاء هذه الخطط والممارسات من يصدق ما صدر عن مسؤولين إسرائيليين من مجموعة مبادئ حول دور عربي في حكم القطاع بعد انتهاء الوجود الإسرائيلي؟
هذا السيناريو الإلغائي، إذا قُدر له أن يتحقق، فإنه يطرح إشكالية مستقبل إسرائيل من دون حل الدولتين، ولها أعداء في كل مكان من الأقربين إلى الأبعدين، وما هو مستقبل علاقاتها مع الدول العربية التي سعت لتمتين علاقاتها معها وتوسيعها مع غيرها؟
وكما أن إسرائيل مصرة على أن حظوظ الدولة الفلسطينية هي صفر، كذلك مصرة على صفر تخصيب لليورانيوم في إيران، ومعها الولايات المتحدة، ما يشي قبل بدء المفاوضات المقبلة والمنتظرة بنتائجها السلبية، بخاصة إذا استمر عناد الطرفين وتمسكهما بمواقفهم. إيران لن تتراجع عن الحق بالتخصيب وتعدّه أمراً سيادياً التنازل عنه يعني إخلالاً بسيادتها ما يعرض النظام للمزيد من الضغوط الداخلية، مضافةً إلى ما يعانيه بعد حربه مع إسرائيل والولايات المتحدة ونتائجها وهزائم الحلفاء في المشرق.
نتيجة ذلك في أحسن الأحوال استمرار الحرب المتقطعة بين تل أبيب وطهران، وعقوبات جديدة قاسية ستفرضها واشنطن، وبالمقابل إيران سوف ترد عبر محاولات حثيثة بكل الوسائل المتاحة لإعادة ترميم نفوذها في المشرق، بخاصة لبنان، وبصعوبة في سوريا، بافتعال كل ما من شأنه إضعاف السلطة الجديدة.
أسوأ الأحوال هي اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل على الرغم من معارضة واشنطن. إلا إذا تغيرت الحكومة الإسرائيلية ما يفتح الباب على مرحلة جديدة في المنطقة تبقى غير مرجحة في المستقبل القريب.
لا بد للبنان أن يتأثر بشكل أو بآخر بنتائج المفاوضات الأميركية الإيرانية، والمرجح أن يستمر بالسير على حبل مشدود بين قرارات حكومية صعبة التنفيذ، ومواقف متشددة من فريق مسلح يمسك بطائفة، مصراً على البقاء خارج الدولة بإيران التي أرسلت رئيس مجلس الأمن القومي ومستشار المرشد لمده بالأكسجين. وتظهّرت نتائج الزيارة في الخطاب العنيف والمتشدد لأمين عام الحزب في اليوم التالي.
متغير قد يحرك الجمود في لبنان هو توصّل طهران وواشنطن إلى تفاهمات من ضمنها صيغة ما لقضية سلاح «حزب الله» بما لا يهدد أمن إسرائيل. المهم والملح بالنسبة للأميركيين مقابل دور سياسي وضمانات للحزب ومن دون التعرض لعلاقته العضوية مع إيران ولحفظ ماء الوجه في آن معاً. هذه الصيغة ليست بعيدةً كلياً عما يدور لدى البعض في إدارة ترمب، ولا يزعج الإسرائيليين إذا ضمن أمنهم. هذه الصيغة ليست حلاً لعلاقة لبنان بـ«حزب الله» الذي إذا تمكن من أدوار سياسية وضمانات بصفته يختصر الطائفة الشيعية، نكون بمواجهة حالة أشد خطراً على هوية لبنان السياسية والاجتماعية والثقافية من الحال الراهنة رغم السلاح وتفلته. لأن اختصار الشيعة بالحزب هو مقتل للشيعة وللبنان كما عرفناه، ودوماً يتبين أن ما يلائم الخارج ليس بالضرورة فيه مصلحة لبنان ومستقبله ودوره في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 18 دقائق
- الاقتصادية
الذهب ينتعش من أدنى مستوياته في أسبوعين والأنظار على مؤتمر الفيدرالي
ارتفع الذهب اليوم الاثنين، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، مدعوما بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع ترقب المستثمرين لاجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين لمناقشة اتفاق سلام مع روسيا. المعدن الأصفر صعد في المعاملات الفورية 0.3% إلى 3346 دولارا للأونصة بحلول الساعة 06:00 بتوقيت السعودية، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 1 أغسطس، فيما ارتفعت العقود الآجلة تسليم ديسمبر 0.3% إلى 3392 دولارا كبير محللي السوق في "كيه.سي.إم تريد" تيم ووترر قال"كان الذهب في حالة تراجع في بداية اليوم، ولكن تمكن الذهب من عكس مساره مع صعود المشترين إلى مستوى 3330 دولارا تقريبا"، ومن المقرر أن ينضم قادة أوروبيون إلى زيلينسكي لإجراء محادثات مع ترامب. قالت مصادر مطلعة، إن روسيا ستتخلى عن جيوب صغيرة تحتلها في أوكرانيا وستتخلى كييف عن مساحات من أراضيها الشرقية التي لم تتمكن موسكو من الاستيلاء عليها، بموجب مقترحات السلام التي ناقشها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب في قمتهما في ألاسكا. المستثمرون يترقبون أيضا المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأمريكي في جاكسون هول، ويتوقع الخبراء الاقتصاديون الذين استطلعت "رويترز" آراءهم إلى حد كبير أن يعلن البنك خفض سعر الفائدة في سبتمبر، وهو أول خفض له هذا العام، مع احتمال إجراء خفض ثان بحلول نهاية العام وسط تصاعد مشاكل الاقتصاد الأمريكي. يميل الذهب الذي لا يدر عائدا والتي تعتبر من الأصول الآمنة خلال فترات الضبابية، إلى الارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 38.08 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين 0.8% إلى 1347 دولارا، وصعد البلاديوم 1.3% إلى 1127 دولارا.


الشرق للأعمال
منذ 34 دقائق
- الشرق للأعمال
أسعار النفط تنخفض وسط ترقب لنتائج اجتماع ترمب وزيلينسكي
تراجعت أسعار النفط مع تحوّل أنظار المتداولين إلى اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الإثنين، حيث يواجه الأخير ضغوطاً أميركية للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا يشمل التنازل عن أراضٍ. انخفض خام "برنت" إلى ما دون 66 دولاراً للبرميل بعد إغلاقه على تراجع بنسبة 1.5% في الجلسة السابقة، فيما استقر خام "غرب تكساس الوسيط" قرب 63 دولاراً. وفي بادرة لإظهار الدعم، سينضم إلى الاجتماع الحاسم في واشنطن قادة أوروبيون من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته. قال ترمب بعد محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة، إنه سيحث زيلينسكي على إبرام اتفاق سريع، وأبدى تقبلاً لمطلب بوتين بتنازل أوكرانيا عن مساحات واسعة من الأراضي. من جهته، قال وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي شارك في القمة، لقناة "فوكس نيوز" الأحد: "ما زلنا بعيدين جداً، ولسنا على شفا اتفاق سلام، لكنني أعتقد أن تقدماً قد تحقق". أبلغ ترمب القادة الأوروبيين بعد الاجتماع أن الولايات المتحدة يمكن أن تساهم في أي ضمانات أمنية، وأن بوتين مستعد لقبول ذلك. لكن لا يزال من غير الواضح طبيعة هذه الضمانات التي يجري بحثها مع الزعيم الروسي، وما إذا كان الكرملين سيقبل بها. ترمب يتجنب فرض رسوم على الصين قبل قمة ألاسكا، قال ترمب لحلفائه إن التوصل لوقف إطلاق النار سيكون مطلبه الأساسي، وهدد بالانسحاب من المحادثات وفرض إجراءات صارمة جديدة على موسكو والدول التي تشتري نفطها إذا لم يتم تحقيق ذلك. يوم الجمعة، أشار الرئيس الأميركي إلى أنه ليس في عجلة لفرض العقوبات. حتى الآن، ركّز ترمب على الهند بسبب شرائها الخام الروسي، وفرض رسوماً جمركية مرتفعة على الدولة الآسيوية. لكنه قال في مقابلة مع "فوكس نيوز" إنه سيتريث في زيادة الرسوم على السلع الصينية، رغم شرائها للنفط الروسي. اقرأ أيضاً: طموحات الهند في الصناعة تصطدم بتعريفات ترمب المرتفعة قال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في "ويستباك بنك كورب" إن "مجرد استمرار عقد الاجتماعات هنا أمر إيجابي"، مضيفاً أن إعفاء الصين من الرسوم المتعلقة بشراء الخام الروسي ربما وضع بعض الضغوط النزولية على الأسعار. حالة عدم يقين بسبب محادثات أوكرانيا أدخلت المحادثات حول السعي لحل الحرب في أوكرانيا حالة من عدم اليقين إلى السوق، ما جعل النفط يتداول في نطاق ضيق مؤخراً. ومع ذلك، تبقى العقود الآجلة منخفضة بأكثر من 10% منذ بداية العام، وسط مخاوف بشأن تداعيات السياسات التجارية لترمب. بالتزامن مع ذلك، أنهى تحالف "أوبك+" التخفيضات الطوعية، وبدأ بإعادة إمدادات إلى السوق. خلال الأسبوع الماضي، قالت "وكالة الطاقة الدولية" الأسبوع الماضي، إن السوق في طريقها لتحقيق فائض قياسي في عام 2026، نتيجة زيادة الإمدادات وتباطؤ الطلب.


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
النفط يتراجع بفعل انحسار المخاوف بشأن الإمدادات بعد اجتماع ترمب وبوتين
انخفضت أسعار النفط اليوم الاثنين، مع عدم ممارسة أمريكا مزيد من الضغوط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بتنفيذ مزيد من الإجراءات لتعطيل صادرات نفطها بعد اجتماع رئيسي البلدين يوم الجمعة. العقود الآجلة لخام برنت انخفضت 0.40% إلى 65.60 دولار للبرميل، بحلول الساعة 06:00 بتوقيت السعودية، فيما نزل خام تكساس 0.30% إلى 62.60 دولار للبرميل. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التقى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة، وظهر أكثر توافقا بشأن السعي للتوصل إلى اتفاق سلام بدلا من وقف إطلاق النار أولا، كما سيلتقي ترمب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين اليوم الاثنين، للتوصل إلى اتفاق سلام سريع لإنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ 80 عاما. ترمب قال يوم الجمعة، إنه لا يحتاج إلى النظر على الفور في فرض رسوم جمركية مضادة على دول مثل الصين بسبب شرائها النفط الروسي، ولكنه قد يضطر إلى ذلك "في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع"، ما يهدئ المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات الروسية، وتعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، أكبر مشتر للخام الروسي تليها الهند. المحللة لدى آر بي سي كابيتال حليمة كروفت قالت في مذكرة "ما كان مطروحا في المقام الأول هو التعريفات الثانوية التي تستهدف المستوردين الرئيسيين للطاقة الروسية، وأشار الرئيس ترمب بالفعل إلى أنه سيتوقف مؤقتا عن متابعة الإجراءات الإضافية على هذه الجبهة، على الأقل بالنسبة للصين". وأضافت "لا يزال الوضع الراهن على حاله إلى حد كبير في الوقت الحالي"، مضيفة أن موسكو لن تتراجع عن المطالب المحلية في حين أن أوكرانيا وبعض القادة الأوروبيين سيحجمون عن صفقة الأرض مقابل السلام. كما يراقب المستثمرون أيضا تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول، في اجتماع هذا الأسبوع للبحث عن مؤشرات تدعم مسار خفض أسعار الفائدة الذي قد يدفع الأسهم إلى تسجيل المزيد من الارتفاعات القياسية.