logo
الموساد يعرض على واشنطن خطة لترحيل فلسطينيي غزة إلى ليبيا ومصادر تتحدث عن 'انفتاح ليبي'

الموساد يعرض على واشنطن خطة لترحيل فلسطينيي غزة إلى ليبيا ومصادر تتحدث عن 'انفتاح ليبي'

مرصد مينا
عاد الجدل في ليبيا ليشتعل من جديد بعد تقارير إعلامية أمريكية كشفت عن محادثات سرية أجراها رئيس جهاز 'الموساد' الإسرائيلي ديفيد برنياع مع مبعوث البيت الأبيض، حيث طلبت تل أبيب دعم واشنطن في إقناع عدد من الدول باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين المهجرين من قطاع غزة، في خطة تهجير واسعة النطاق.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام أمريكية، فقد أشار برنياع إلى وجود 'انفتاح' من جانب ليبيا، إلى جانب كل من إثيوبيا وإندونيسيا، تجاه هذا المقترح الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي تلتزم فيه السلطات الليبية الصمت حيال هذه التقارير، عادت قضية تهجير الفلسطينيين إلى واجهة النقاش في الشارع الليبي، خاصة مع استمرار تداول تلك التسريبات على مدى الشهرين الماضيين، رغم نفي واشنطن الرسمي لها.
الباحث السياسي الليبي محمد محفوظ اعتبر في تصريح صحافي اليوم السبت أن هذه التسريبات قد تكون مجرد محاولة لجسّ نبض الشارع الليبي من قبل الولايات المتحدة وربما إسرائيل أيضاً، مؤكداً أن الشارع يرى في هذا الطرح 'خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه'.
موقع 'أكسيوس' الأمريكي كشف الجمعة نقلاً عن مصادر لم يُسمّها أن رئيس 'الموساد' ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن انفتاح عدة دول على استقبال لاجئي غزة، مقترحاً تقديم الولايات المتحدة حوافز اقتصادية وسياسية لتلك الدول مقابل قبولها استضافة الفلسطينيين.
التسريبات الجديدة أعادت للأذهان أحداثاً مشابهة قبل عامين، عندما أثار لقاء سري جمع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما موجة غضب واحتجاجات عارمة في طرابلس ومدن ليبية أخرى، انتهت بإقالة المنقوش.
الناشط الليبي محمد قشوط أعاد التذكير بتلك الواقعة، معتبراً أن التسريبات الأمريكية حول ملف التهجير تؤكد استمرار التواصل بين حكومة 'الوحدة الوطنية' وإسرائيل في الخفاء، داعياً الليبيين إلى التعامل مع هذا الخطر 'بكل جدية قبل أن يتحول إلى واقع مفروض على البلاد'.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُطرح فيها فكرة توطين فلسطينيي غزة في ليبيا. ففي مارس الماضي، تحدثت تقارير إعلامية عن استعداد طرابلس لاستقبال أعداد من اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما سارعت حكومة 'الوحدة' إلى نفيه.
وفي مايو الماضي، كشفت قناة 'إن بي سي نيوز' عن مفاوضات بين الإدارة الأمريكية والحكومة الليبية حول صفقة مشبوهة تقوم على الإفراج عن مليارات الدولارات الليبية المجمدة لدى واشنطن مقابل قبول طرابلس توطين الفلسطينيين على أراضيها، وهو ما نفته لاحقاً السفارة الأمريكية في ليبيا ووزير الخارجية ماركو روبيو أمام مجلس الشيوخ.
ورأى الباحث المتخصص في الشأن الليبي جلال حرشاوي، في التسريبات الأخيرة، تأكيداً لصحة ما تردد سابقاً حول وجود اتصالات ومفاوضات بالفعل بخصوص ملف التهجير، مشيراً إلى أن ما كان يُنظر إليه كأخبار كاذبة قد يكون في الواقع مخططاً يجري ترتيبه سراً.
من جانبه، طرح الأكاديمي الليبي أحمد العبود تساؤلات عن نوع الحوافز التي قد تطلبها الدول المستهدفة بهذه الخطة، خاصة ليبيا، مقابل الموافقة على استقبال اللاجئين الفلسطينيين.
أما الباحث السياسي عبد الحكيم فنوش، فرأى أن حسم حقيقة وجود محادثات ليبية إسرائيلية حول ملف التهجير ما زال صعباً، لكنه لم يستبعد أن 'تقدم حكومة الدبيبة على أي خطوة مقابل البقاء في السلطة'، حسب تعبيره.
وفي ظل هذا الجدل المحتدم، يرى محللون أن عقبات محلية وإقليمية كبيرة قد تعرقل تنفيذ هذا المخطط، على رأسها الرفض المصري القاطع لأي محاولات لترحيل الفلسطينيين من غزة إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
الباحث محمد محفوظ أشار إلى أن الإجماع العربي الرافض لهذا الخيار يُمثل تحدياً رئيسياً أمام أي تحرك لتنفيذه.
في السياق ذاته، استبعد عبد الحكيم فنوش أن تنجح حكومة 'الوحدة' في تنفيذ أي مخطط تهجير لفسلطينيي غزة إلى داخل ليبيا، لافتاً إلى أن رئيسها عبد الحميد الدبيبة لا يسيطر فعلياً على الجغرافيا الليبية ولا يملك مواقع مناسبة للتوطين ولا الإمكانيات اللوجستية لاستقبال هذا العدد الضخم من الفلسطينيين حتى إن أراد.
وتبقى ليبيا ساحة مفتوحة على المجهول، حيث تتنازع على الحكم حكومتان متصارعتان: الأولى حكومة 'الوحدة الوطنية' المؤقتة بقيادة عبد الحميد الدبيبة في الغرب، والثانية حكومة 'الاستقرار' المدعومة من البرلمان و'الجيش الوطني الليبي' بقيادة المشير خليفة حفتر في الشرق ومناطق من الجنوب.
وفي ظل الانقسام السياسي وتدهور الأوضاع الأمنية، يبدو مستقبل خطة التهجير، سواء صحت أم كانت مجرد تسريبات، رهناً بصراع المصالح بين الداخل والخارج.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ويتكوف: التوترات في سوريا تتجه نحو التسوية رغم التصعيد الأخير
ويتكوف: التوترات في سوريا تتجه نحو التسوية رغم التصعيد الأخير

مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

timeمنذ 17 ساعات

  • مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

ويتكوف: التوترات في سوريا تتجه نحو التسوية رغم التصعيد الأخير

مرصد مينا قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن التوترات في سوريا تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، في إشارة إلى الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء الجنوبية الأسبوع الماضي، لكنه أكد في الوقت ذاته أن 'هذه التوترات تسير باتجاه التسوية'. وفي مقابلة مع شبكة 'فوكس نيوز' الأميركية بُثّت مساء السبت، صرّح ويتكوف قائلاً: 'رغم التصعيد الأخير، إلا أننا نعتقد أن الأمور بدأت تأخذ منحى أكثر استقراراً'، مضيفاً: 'نتوقع خلال الفترة المقبلة صدور إعلانات كبيرة جداً بشأن دول جديدة ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم'. تصريحات ويتكوف جاءت بعد ساعات من اجتماع غير معلن في العاصمة الفرنسية باريس، جمع بين وفدين سوري وإسرائيلي، بوساطة أميركية. ووفق مصدر دبلوماسي سوري، فإن اللقاء ناقش إمكانية إعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، وسبل احتواء التصعيد العسكري بين الجانبين، دون أن يسفر الاجتماع عن اتفاق نهائي. وأضاف المصدر أن اللقاء كان تمهيدياً، ومن المتوقع عقد جولات أخرى مستقبلية، وهو ما أكدته أيضاً وسائل الإعلام الرسمية السورية التي أشارت إلى 'استمرار الحوار في مراحل لاحقة'. وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر دبلوماسي في دمشق، أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عقد لقاءً غير مسبوق مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بحضور المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، الذي أكد عبر منشور على منصة 'إكس'، أنه التقى مسؤولين سوريين وإسرائيليين في العاصمة الفرنسية. اللقاء جاء في أعقاب اشتباكات دامية شهدتها محافظة السويداء في 13 يوليو، ترافقت مع تدخل إسرائيلي مباشر عبر شنّ غارات جوية على مواقع في جنوب سوريا وفي وسط العاصمة دمشق. وكانت إسرائيل قد كررت مراراً رفضها القاطع لأي وجود عسكري في جنوب سوريا، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها لحماية أمنها القومي. منذ تولي السلطات السورية الجديدة الحكم في ديسمبر، اعترفت دمشق بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، هدفها الرئيسي الحد من التصعيد في الجنوب السوري. ويأتي هذا في وقت شنت فيه إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، بالتزامن مع تحركات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. وترى دمشق أن العودة إلى الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 هو السبيل الوحيد للتهدئة، مع التأكيد على ضرورة وقف جميع العمليات القتالية، ووضع منطقة الفصل بين الطرفين تحت إشراف مباشر من قوات الأمم المتحدة.

اجتماع سوري- إسرائيلي في فرنسا برعاية أميركية لاحتواء التصعيد جنوب سوريا
اجتماع سوري- إسرائيلي في فرنسا برعاية أميركية لاحتواء التصعيد جنوب سوريا

مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

timeمنذ 2 أيام

  • مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

اجتماع سوري- إسرائيلي في فرنسا برعاية أميركية لاحتواء التصعيد جنوب سوريا

مرصد مينا كشفت تقارير إعلامية عن عقد اجتماع رفيع المستوى بين وزير الخارجية في الحكومة السورية، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في العاصمة الفرنسية باريس مساء الخميس، وذلك برعاية المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك. وبحسب ما أوردته التقارير، فإن الاجتماع، الذي وصف بـ'النادر'، استمر أربع ساعات، وتناول ملفات أمنية شديدة الحساسية تتعلق بجنوب سوريا، في محاولة لاحتواء التصعيد الأخير، خاصة عقب الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء مؤخراً. وأكد المبعوث الأميركي توم باراك عبر حسابه على منصة 'إكس' أنه التقى مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس، ضمن جهود تهدف إلى 'الحوار ووقف التصعيد'. وأوضح باراك أن اللقاء أحرز 'تقدماً ملموساً'، مضيفاً أن 'جميع الأطراف أبدت التزامها بمواصلة هذه الجهود'. من جانبه، أفاد موقع 'أكسيوس' الأميركي نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة بأن الهدف الرئيسي للاجتماع تمثل في التوصل إلى تفاهمات أمنية تضمن استمرار وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، ومنع تكرار أحداث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي في السويداء، وأسفرت عن مئات القتلى، قبل أن تُفضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الحكومة السورية. وأعربت مصادر إسرائيلية عن أملها في أن يكون هذا الاجتماع بمثابة تمهيد لـ'خطوات دبلوماسية لاحقة' بين دمشق وتل أبيب، لافتة إلى أن التفاهمات الأمنية قد تشكل 'بداية لمسار أوسع'. تأتي هذه التطورات بعد المواجهات العنيفة التي اندلعت بين فصائل درزية ومجموعات من البدو بمحافظة السويداء، والتي انتهت باتفاق يقضي بدخول مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية إلى المحافظة، وتسليم السلاح الثقيل، ودمج بعض المقاتلين ضمن صفوف وزارتي الدفاع والداخلية، في ظل تقارير عن تدخل إسرائيلي مباشر لحماية أبناء الطائفة الدرزية. ويُعدّ هذا اللقاء الأول من نوعه على هذا المستوى منذ مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية التي جرت في عام 2000 برعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والتي جمعت حينها وزير الخارجية السوري الراحل فاروق الشرع برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من قبل دمشق أو تل أبيب حول فحوى أو نتائج الاجتماع.

الولايات المتحدة توافق على بيع منظومات دفاع جوي بقيمة 5 مليارات دولار لمصر
الولايات المتحدة توافق على بيع منظومات دفاع جوي بقيمة 5 مليارات دولار لمصر

مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

timeمنذ 2 أيام

  • مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

الولايات المتحدة توافق على بيع منظومات دفاع جوي بقيمة 5 مليارات دولار لمصر

مرصد مينا أعلنت الولايات المتحدة، يوم الخميس، موافقتها على بيع أنظمة دفاع جوي متطورة إلى حليفتها مصر، في صفقة تقدر قيمتها بحوالي خمسة مليارات دولار. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، ودعم استقرار منطقة الشرق الأوسط. وتشمل الصفقة منظومات 'ناسامز' (NASAMS)، وهي أنظمة صواريخ أرض-جو من إنتاج شركة 'آر تي إكس' (RTX)، المعروفة سابقًا باسم رايثيون، والتي تستخدمها أوكرانيا حالياً في مواجهة الهجمات الجوية الروسية. وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية في بيان رسمي إن الصفقة 'ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تعزيز أمن حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي يمثل قوة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في المنطقة'. ويعتبر كل من مصر وإسرائيل من أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأميركية، حيث استثنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي تولت الحكم في يناير 2025، معظم المساعدات الخارجية إلا لتلك الموجهة إلى هذين البلدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store