
الخلافات بين أبطال مسرحية «نوستالجيا 90/80» تصل إلى طريق مسدود
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أكد محمود عزازي أنه اعتذر عن عدم استكمال المسرحية يوم 13 يوليو (تموز) الماضي ولم يتم استبعاده، ولم يتغيب عن العرض مثلما يقال، موضحاً أن اعتذاره كان بسبب ظرف قهري، منعه من السفر للإسكندرية للمشاركة بالعرض.
الفنان محمود عزازي - حسابه على موقع فيسبوك
وأشار عزازي في حديثه إلى «أن القائمين على العرض تفهموا الأمر وتقبلوه، وتم الاتفاق مع ممثل بديل وقام بعمل بروفة ماكياج وحركة، لكنهم عاودوا التواصل معه مجدداً بعد اعتذاره، لتقديم الشخصية نظراً لضيق الوقت ولإنقاذ الموقف».
وذكر عزازي، «أن الوقت كان كافياً لإيجاد بديل له، لكنهم تحدثوا معه من زاوية إنسانية وأن العرض يخصه، الأمر الذي جعله يستجيب ويوافق على المشاركة».
وكشف عزازي، «أنه شارك ليومين بشرط واضح وصريح أن ذلك آخر عروضه في (نوستالجيا)»، «هذا ما حدث بالفعل، وأعلنه المخرج المنفذ في غرفة الماكياج، وتبادلنا التحية بكل حب ومودة وانتهى الأمر باحترام».
وعن تقديمه لشخصية «الزعيم»، خلال عرض «نوستالجيا 90/80»، كتب تامر عبد المنعم على حسابه بموقع «فيسبوك»: «تغيب الممثل الذي يقوم بدور الزعيم لظرف ما عن المسرحية أثناء عرضها بالإسكندرية، ولم يكن أمامي سوى أن أؤدي الدور لأن الصالة كانت كاملة العدد، وعليه قام الماكيير إسلام عباس بعمله والكوافير سلوى أحمد، وأنا الآخر قمت بعملي وكانت هذه هي النتيجة»، «المسرح لا يعيقه شيء واحترام الجمهور واجب».
تامر عبد المنعم يتقمص شخصية عادل إمام في المسرحية- حساب تامر على فيسبوك
وفي تصريحات إعلامية محلية منسوبة له عبَّر عبد المنعم عن اندهاشه من تصريحات عزازي سواء تغيب عن العرض أو اعتذر، لافتاً إلى «أن النتيجة هي تهديد العرض بالإلغاء، وأن الرد سيكون باتخاذ إجراء قانوني لأنه لم يعتذر بشكل رسمي».
وحسب عزازي، «فقد فوجئ بما حدث، وأنه لم يتغيب قبل العرض بدقائق»، مؤكداً أنه لم يسافر معهم من الأساس، متسائلاً: «كيف تغيبت، وكيف لتامر عبد المنعم أن يرتدي ملابس الشخصية قبل العرض بدقائق؟ مع اختلاف المقاس، مثل أزياء شخصية «شمس الزناتي» على سبيل المثال، الأمر الذي يؤكد أن الوقت كان متاحاً لهم لتفصيل ملابس جديدة، لكن مسألة أنه فوجئ بغيابي قبل العرض بدقائق لم تحدث، وكلامي موثق بفيديو، وشاهد عليه بعض أبطال المسرحية».
ونوه عزازي، بأن عدم التواصل مع تامر عبد المنعم مباشرة لإبلاغه الاعتذار، يعود لرغبة الأخير الشخصية «عندما كنت أتواصل معه حتى ولو بدافع الصداقة كان يطلب مني التواصل مع مدير مكتبه».
محمود عزازي يجسد شخصية عادل إمام في مسرحية «نوستالجيا 90/80» - حساب عزازي على فيسبوك
وعن سعيه للعودة والمشاركة بالعرض مجدداً قال عزازي: «رغم قرب العرض إلى قلبي، لكن اتفقت مع القائمين على العرض أنه إذا اعتذرت عن الدور أو جسده أحد غيري فلن أعود للمشاركة مجدداً، وبدوري، وافقت على هذا الشرط، لذلك لا يوجد حديث من الأساس على العودة».
وعن كواليس العرض قال عزازي: «قضيت أحلى الأوقات مع الممثلين والمساعدين وغمرتني السعادة خلال جولة العرض بمحافظات مصرية عدة، وسيظل (نوستالجيا)، علامة مميزة في مشواري».
تامر عبد المنعم مع الماكيير إسلام عباس - حساب عباس على فيسبوك
مسرحية «نوستالجيا 90/80»، فكرة وإخراج تامر عبد المنعم، وهي عمل تمثيلي راقص مستوحى من فترتي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، من خلال استعراض عدد من الأعمال الفنية وغيرها من الأحداث المهمة.
أزمة عرض «نوستالجيا 90/80»، ليست الأولى من نوعها على مستوى المسرح، فقد شهد العرض المسرحي «الحفيد»، خلافات عدة بين بطلته الفنانة لوسي وفريق المسرحية، «ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل لتقديم شكاوى واتهامات متبادلة لوزارة الثقافة، مما أدى في النهاية إلى توقف العرض».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
رحلة بين العصور.. أبرز الأفلام والمسلسلات عن السفر عبر الزمن
يرغب صناع الأعمال الفنية دائماً في تقديم أعمال مميزة ذات فكر وطابع مختلف عن التي يتم عرضها، وتُعَدُّ فكرة السفر عبر الزمن من أبرز الأفكار التي لاقت نجاحاً كبيراً وتفاعلاً قوياً مع الجمهور وقت عرضها، وعلى الرغم من أنه تكررت هذه الفكرة أكثر من مرة سواء في السينما أو الدراما لكنها في كل مرة كانت تتضمن فكراً وأحداثاً مختلفة. في السطور القادمة ستقدم "سيدتي " أبرز الأعمال التي تناولت هذه الفكرة، وقدمتها بشكل متقن حقق نجاحاً مميزاً تفاعل معه الجمهور. أحمد حاتم يتألق في عمر أفندي من أحدث الأعمال التي تناولت هذه الفكرة مسلسل عمر أفندي الذي دارت أحداثه حول 3 شخصيات أساسية، وهم: أحمد حاتم وآية سماحة ورانيا يوسف، وتشهد الأحداث سفر البطل أحمد حاتم عبر الزمن ليعود لفترة الأربعينيات ويكتشف العديد من الأسرار عن والده الراحل، والمفاجأة الكبرى عندما يقع في حب فتاة من العصر القديم وتلاحقه زوجته في هذا العصر، وتمنع هذا الزواج. هذا العمل من بطولة: الفنان أحمد حاتم ، رانيا يوسف، آية سماحة، مصطفى أبو سريع، محمود حافظ، محمد رضوان، والعمل من تأليف مصطفى حمدي، وإخراج عبد الرحمن أبو غزالة. View this post on Instagram A post shared by Ahmed Hatem | أحمد حاتم (@ahmedhatemomar) صفارة أحمد أمين مسلسل الصفارة لأحمد أمين تم عرضه في رمضان 2023، وتناول فكرة السفر عبر الزمن عن طريق "صفارة توت عنخ آمون" التي صنعها الكهنة قديماً لتغيير واقعهم، واستخدمها أيضاً أحمد أمين لتغيير واقعة أكثر من مرة وبطرق مختلفة، لكنه اكتشف في النهاية أن الواقع الحقيقي المكتوب له هو الأفضل، وتخلل خلال العمل بعض المواقف المليئة بالفانتزيا التي تناسبت مع طبيعة المسلسل. وشارك في بطولة مسلسل الصفارة عدد كبير من الفنانين، منهم: أحمد أمين، طه دسوقي، آية سماحة، سامية الطرابلسي، حاتم صلاح، محمد رضوان، محمود البزاوي، إنعام سالوسة، ماريا أسامة، وهو من إخراج علاء إسماعيل. الانتقال بين الزمن على طريقة دنيا سمير غانم قدمت دنيا سمير غانم تجربة فنية مختلفة في مشوارها الفني خلال مسلسل "جت سليمة"، وكانت تسافر عبر الزمن، وذلك من خلال عثورها سليمة على كتاب قديم ينقلها عبر الزمن إلى عصر مختلف، وتعيش مغامرات عديدة فيه. وشارك في بطولة مسلسل رمضان جت سليمة كل من: دنيا سمير غانم ، محمد سلام، سامي مغاوري، شيرين، محمد ثروت، خالد الصاوي، مايان السيد، وعدد آخر من الفنانين، والعمل من تأليف كريم يوسف وسامح جمال، وإخراج إسلام خيري وإنتاج أحمد السبكي. يوسف الشريف يقدم رؤية مستقبلية اعتاد الفنان يوسف الشريف أن يغرد منفرداً خارج الصندوق في أعماله الفنية، ويُعتبر مسلسل "النهاية" واحداً من الأعمال التي حققت نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وقدم رؤية افتراضية نحو المستقبل دارت أحداثه بشكل افتراضي حول نهاية العالم عام 2120، وشاركه هذا العمل: سهر الصايغ وسوسن بدر وعمرو عبد الجليل ومحمد لطفي، وهو من تأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج ياسر سامي. أبرز أعمال السينما التي انتقلت عبر الزمن الأعمال السينمائية أيضاً قدمت هذه الفكرة في أكثر من عمل فني لعل أبرزها "سمير وشهير وبهير"، ودرات أحداثه حول 3 إخوة يسافرون عبر الزمن إلى السبعينيات عن طريق آلة زمن اخترعها دكتور الجامعة الذي يدرس لهم في كلية الهندسة، وهناك يبحثون عن الدكتور ليساعدهم في العودة لزمنهم من جديد، وعلى الرغم من كل محاولاتهم لكنهم في نهاية العمل يُفاجئون بعودتهم لزمن الفراعنة. وشارك في بطولة فيلم سمير وشهير وبهير كل من: أحمد فهمي، هشام ماجد، شيكو، دلال عبدالعزيز، محمود الجندي، هناء الشوربجي، إيمي سمير غانم، سلوى عثمان، شريف رمزي، إنجي وجدان، رحمة حسن، حسن عبد الفتاح، ومن تأليف أحمد فهمي، وهشام ماجد، وإخراج معتز التوني. قدم فيلم رسالة إلى الوالي لعادل إمام فكرة السفر عبر الزمن، ولكن من منظور تاريخي، حيث دارت أحداثه حول حرفوش بن برقوق الذي سافر عام 1807 إلى القرن العشرين حاملاً رسالة لإنقاذ مدينته، وعلى الرغم من أن الفيلم كان بعيداً تماماً عن الأجواء الكوميدية التي اعتاد الزعيم تقديمها لكنه حقق نجاحاً كبيراً. شارك عادل في هذه التجربة كل من: يسرا، علاء ولي الدين، علاء مرسي، نبيل الهواري، مصطفى متولي، ومن تأليف بسام إسماعيل وبسيوني عثمان، ومن إخراج نادر جلال وكمال الحمصاني. قد يعجبك: هل سيدخل رامي رضوان مجال الفن وينافس زوجته دنيا سمير غانم؟! لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
ياسمين صبري تتألق بشعر منسدل وغرّة وتكسب إعجاب الجمهور
في أحدث ظهور لها، خطفت الفنانة ياسمين صبري الأنظار بإطلالة جمالية أنيقة، إذ ظهرت بشعر منسدل بالكامل مع غرّة، ما أضفى لمسة من التجدد والأنوثة على مظهرها. العديد من متابعيها عبر منصات التواصل الاجتماعي عبروا عن إعجابهم بهذه الإطلالة، مشيدين بتجدد أسلوبها الجمالي، وفي حين أن بعض التعليقات أظهرت إعجاباً، إلا أن هناك أيضاً من أبدى تحفظاً على التغيير المفاجئ. تجدر الإشارة إلى أن ياسمين صبري معروفة بتنوع إطلالاتها الجمالية، إذ سبق لها أن ظهرت بتسريحات شعر مختلفة، مثل التسريحة نصف المرفوعة التي اعتُبرت خياراً رائعاً أبرز ملامح وجهها. أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
محمد عبد الله عتيبي.. حروف عربية تشتبك بالأقنعة الإفريقية
يحتل محمد عبد الله عتيبي، مكانة مهمّة في الفن التشكيلي السوداني منذ عقود، وهو صاحب تجربة كبيرة، عَبَرت إلى العالمية، بوصفها فناً أصيلاً، وبصمة خاصة به، ناتجة عن ذاكرة بصرية مشبعة بمفردات الحياة اليومية في بلاده، و"رموزها" و"صوفيتها"، وبمدارس عدّة، مثل الواقعية والتجريد، وصولاً إلى اهتمامه الطاغي، واشتغاله على مدرسة ذات طابع "سودانوي"، هي مدرسة الخرطوم، أو "مدرسة الواحد"، وهو أحد مؤسسيها. ولد عتيبي في الدويم، في ولاية النيل الأبيض عام 1948، وتخرّج من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في الخرطوم. عمل أستاذاً متعاوناً في كلية الموسيقى والدراما لاحقاً. فاز بجوائز عدّة في الشارقة والكويت والقاهرة وعمان. كما شارك في عشرات المعارض التشكيلية داخل وخارج السودان، وتم اختياره عضواً في عدد من لجان التحكيم. يعمل عتيبي عادة في النهار، "حين تكون الشمس في كامل سطوعها والألوان على حقيقتها"، ويستمدّ جذوة فنّه من معطيات سودانية عدّة، من بينها الأضرحة "الصوفية"، لكنه يعتقد أن التشكيل في بلاده لا يحظى بالاهتمام الكافي. كيف تشكلت ذائقتك الفنية باكراً، ومن ثم اجتذبتك الفرشاة والألوان إلى هذا العالم؟ عشت حتى العاشرة في مدينة أم درمان، وهي مدينة زاخرة بالصور الشعبية، والقبائل السودانية بأزيائها وثقافاتها وفنونها. كنت أنهل من كل ذلك وأختزنه في ذاكرتي، وظهر لاحقاً على شكل أعمال فنية. هل من محطات كبرى في تجربتك الطويلة وكيف تشكّل تكوينك المعرفي والإبداعي؟ حين كنت طالباً في مدرسة "خور طقت" الثانوية في كردفان، خلال ستينيات القرن الماضي، وقع بين يدي كتاب من مدرسة "الانطباعيين الفرنسيين"، ووجدت فيه أعمالاً لمعظم الفنانين الانطباعيين، مثل مونييه، مانيه، رينوار، ديغا. أكثر من ثلاثين فناناً أعجبت بأعمالهم، وصار هذا الكتاب مفتاحاً لمجمل الفن التشكيلي. ماذا تعني لك الوجوه وما الذي تمثّله، وكيف تراها بمخيّلة الفنان؟ هي دلالة على الاختلاف في السحنات والإثنيات التي تعيش في بقعة جغرافية واحدة، وتعبير عن الهوية والوحدة في التنوّع. استخدمت هذه الوجوه لما يعرف بالقناع الإفريقي، وظهرت من خلاله أشكال وألوان في غاية الجمال، للتعبير عن الطقوس والاحتفالات الإفريقية المختلفة. الملامح السودانية كثيراً ما تظهر في أعمالك كذلك الطقوس والأمكنة والرموز وغيرها إنما من زاوية نظر مختلفة. كثيراً ما استعمل الرموز التي ذكرتها، باعتبارها مفردات أستطيع من خلالها صياغة مشاهد وتكوينات جديدة، وإعادة ترتيب العالم من الفوضى، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. حضور المرأة كبير في أعمالك، من زاوية فلسفية كيف تراها، ولماذا هي حاضرة إلى هذا الحد؟ المرأة هي رفيقة الرجل في دروب العمر، تهِب الحياة للطفل بالحمل والولادة والرعاية حتى يشتدّ عوده ويصير رجلاً، وهي الأم والزوجة والأخت. رحلت زوجتي قبل بضع سنوات، وتركت الكثير من الحزن، لذلك ظهر في أعمالي هذا الحضور المتواصل. يبرز "الأبيض والأسود" في بعض أعمالك، هل من رمزية محددة لانتقاء هذين اللونين؟ اللونان الأبيض والأسود يمثّلان الأضداد في الحياة، والليل والنهار. ويمكن أن يشكّلا عملاً فنياً راقياً بإضافة اللون الرمادي، وهو لون محايد لكن وجوده مهم بالنسبة للألوان الأخرى. تتنوّع أعمالك بين السريالية بطابع سودانوي و"الحروفية" ومدارس فنيّة أخرى، وكأنك لم تعتنق مدرسة واحدة بل ربما هي مدرسة خاصة؟ جرّبت كل المدارس الفنية من الواقعية وحتى التجريد، لكن المدرسة التي اشتغلت عليها كثيراً بطابع سودانوي، هي "مدرسة الخرطوم" التي تحوّلت إلى "مدرسة الواحد"، وهي المعادل النظري لها. فمدرسة الخرطوم لم يصدر لها بيان او اتفاق بين العاملين على هديّها، وأبرزهم شبرين والصلحي. إنها مدرسة قائمة على اشتباك الحرف العربي والأرابيسك بالزخارف والأقنعة الإفريقية، لإبراز اللوحة سودانية، ويمتد ذلك إلى ضروب الفنون الأخرى. كيف تجري عملية "الإلهام" في لوحة ما، هل هي نتيجة الملاحظة والرغبة في التجريب أم وليدة لحظتها؟ أقف أمام اللوحة البيضاء فتستفزني، فأبدأ بالنقطة والخط والمساحة. وأثناء ذلك تتداعى الأفكار والذكريات، مصحوبتين بالمخزون البصري منذ الطفولة وحتى الآن. أعمل على أن تكون اللوحة جاذبة من ناحية التصميم والتلوين، وأن تكون معبّرة عني وعن البيئة التي أعيش فيها، مع الانفتاح على الفضاء الإنساني. هل من طقوس تمارسها أثناء العمل مثل التأمل أو العزلة؟ أعمل عادة في منتصف النهار، حين تكون الشمس في كامل سطوعها و"الألوان على حقيقتها". أحب كذلك سماع الموسيقى الكلاسيكية أثناء عملي، والأغاني السودانية وأغاني "الزمن الجميل" و"الحقيبة". الموسيقى تساعد على التركيز وتتكامل مع العمل التشكيلي. هل يختبئ التصوّف الفلسفي في ركن من روح كل فنان؟ نعم اعتدت الذهاب إلى ضريح الشيخ حمد النيل في أم درمان عصر كل جمعة، لحضور مظاهر الذكر. شيء أشبه بالمسرح واللوحات المتحركة والإيقاعات والمدائح والأزياء والألوان والاخضر الطاغي. لا يقتصر الأمر على التشكيليين فقط، فالمسرحيون والشعراء والأجانب والمصوّرون وغيرهم، يهزهم الشوق والطرب، فيدخلون إلى حلقة الذكر ويتجاوبون مع الإيقاعات. لكن الصوفية أعمق من ذلك، في محبة الله ورسوله، كما نقول بالدارجة السودانية: "الما عنده محبة ما عنده الحبة". يرى البعض أن التشكيل السوداني بمدارسه المختلفة والذاكرة البصرية المتخمة و"التجريب" لم يحظ بالاهتمام كما الفنون الأخرى لماذا؟ التشكيل السوداني متقدّم ومنتشر في كل القارات، من خلال أعمال فنانين مميّزين. أعتقد أن سبب عدم اهتمام المسؤولين والجمهور، يعود إلى عدم إدراكهم أهمية التشكيل ودوره في حفظ تراث الأمّة، فضلاً عن التربية الفنية منذ الصغر، والبنية التحتية اللازمة لإبراز الأعمال الفنية. هل تنطبع في ذاكرة التشكيليين السودانيين "ذائقة فنيّة" موغلة في القدم منذ نقوش ورسومات وأعمال مملكة "كوش"؟ جاءت بعد مملكة "كوش" عدة ممالك مسيحية منها "المقرة" و"علوة" و"سوبا"، وكلها لها فنونها التي أثّرت في أجيال الفنانين لاحقاً، من رسومات ونقوش ومنحوتات ورموز، مثل مفتاح الحياة، والصور الجانبية للشخوص، وبعض أشكال الهيروغليفية، واللوحات المسيحية المبذولة في المتاحف و"دمّرتها الحرب". حرب السودان الحالية لها خصوصيتها وأثرها العميق. كيف تنظر إليها كإنسان وفنان؟ هي أشبه باجتياح المغول لبغداد، والسلب والنهب وتدمير البنية التحتية للدولة، من منازل السكان والأعيان المدنية، من مستشفيات وجامعات ومكتبات ومتاحف. والحرب سجال، وهي لم تنته بعد. كيف انعكس كل ذلك على أعمالك؟ أنجزت 4 أعمال طوال الحرب هذه، ومن المحتمل أن أنجز أعمالاً أخرى. ما العلّة التي تقود إلى هذه الحروب والأزمات من وجهة نظرك كمثقف؟ الحرية والعدالة هي التي تؤدي إلى السلام، فمنذ الاستقلال لم يجلس السودانيون ليقرّروا كيف يحكم السودان ويسود السلام والرضى. وسبب آخر هو توفّر السلاح في أيدي الدول والأفراد، من عصر الرماح وحتى عصر المسيّرات. ونتيجة للفتن، تُصرف معظم الأموال على شراء السلاح على حساب التعليم والصحة والغذاء والدواء. هل الفنون قادرة على الإسهام فعلياً في رتق أزمات بلد كالسودان؟ الفنون جميعها من مسرح وموسيقى وتشكيل وسينما، هي أدوات تعبير عن ثقافة الجماعات المختلفة التي تعيش في إقليم واحد، في تعايش سلمي واحترام لثقافة الآخر، بعيداً عن العنصرية وخطابات الكراهية . نعم الفنون يمكن أن تسهم في رتق أزمات السودان، وتشيع المحبة والاستقرار والسلام، إذا صدقت النوايا والمقاصد.