
شرق أوسط في زمن المجانين
الديارمنذ 4 ساعات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
كيف تمكن الايرانيون، وفي ذروة الزمن الأميركي، من أن يستقطبوا أهتمام وعداء العالم. أهي حساسية الموقع الجغرافي، أم حساسية الموقع التاريخي؟ أم هو الانفجار الايديولوجي الذي أحدثوه في الشرق الأوسط، بالرغم من قول فرنسيس فوكوياما بنهاية التاريخ، ونهاية الايديولوجيا؟
في الغرب، أغوتهم ديبلوماسية الظل، أو ديبلوماسية حائكي السجاد التي أعتمدها الايرانيون. وحين بدأت الغيوم السوداء تتلبد في الأفق، كتبتُ عن ضرورة الانتقال من ديبلوماسية حائكي السجاد الى ديبلوماسية بائعي السجاد، وقد اتصل بي ديبلوماسي خليجي صديق قائلاً "يا صاحبي، هذا زمن الجنون الأميركي، الجنون "الاسرائيلي"، قرار ضرب ايران وضع على الطاولة منذ عام 2018، وبقي قيد الانتظار الى أن أخذت المنظومة النووية الايرانية شكلها ما قبل النهائي". ليضيف "وكما تعلم فإن جيراننا الايرانيين يتحدثون في العلن عن تخصيب اليورانيوم، كما لو أنهم يتحدثون عن تخصيب الشعير"!
لا شك أن موقف الجمهورية الايرانية من الوجود الأميركي في المنطقة يثير الاعجاب، اذا لاحظنا كيف يستنزف الأميركيون، وعلى ذلك النحو الأخطبوطي، ثروات العرب وأزمنة العرب، دون أن تجيز لهم الدخول، ولو على رؤوس الأصابع، الى الزمن التكنولوجي، فيما يتعدى تعاونهم مع "اسرائيل" في هذا المجال حدود الخيال...
في لبنان، وحيث ترعرعنا على الثقافة الغربية، فيكتور هوغو بدل مصطفى لطفي المنفلوطي، وبريجيت باردو بدل فاتن حمامة، وبالتأثير المباشر لحكم القناصل، كان من الصعب أو حتى من المستحيل، على فئات لبنانية التكيف مع الدور الايراني في لبنان، لا سيما بعد أخذ المنحى الجيوسياسي، في منطقة احترفت الدخول في الصراعات العبثية.
خلافاً لديبلوماسية الظل، صدرت عن مسؤوليين سياسيين وعسكريين وحتى دينيين ايرانيين تصريحات صارخة، تزيد في حدة التصدع الداخلي، كما في احراج حزب الله الذي، منذ ولادته غداة الاجتياح "الاسرائيلي" عام 1982، يواجه أجواء ضاغطة من الداخل ومن الخارج. تصوروا أن يقول مسؤول "إننا موجودون في 4 عواصم عربية"، وأن يقول مسؤول آخر وبالحرف، "اذا اعتدت علينا "اسرائيل"، ستفتح أمامها أبواب جهنم". كيف "لأن حزب الله يمتلك 100000 صاروخ".
الحرب الأخيرة لم تغيّر في طريقة الادلاء بالتصريحات، ومراعاة الواقع اللبناني الحالي. وكما لاحظنا، معالي وزيرنا المعني، لا تهزه الغارات "الاسرائيلية"، ولا الاغتيالات اليومية، ناهيك بالتأكيد على البقاء في التلال الخمس، وتحويل البلدات المدمرة على الشريط الحدودي الى منطقة معزولة، كما لا تعنيه التصريحات التي يدلي بها المبعوثون الأميركيون، من مورغان اورتاغوس الى توماس براك، حيث الانتهاك الصارخ ان لمفهوم السيادة أو للكرامة الوطنية. يهزه فقط تصريح لوزير الخارجية الايراني عباس عراقجي حول نزع سلاح حزب الله.
لا بل ان الاستنفار يعلن في أرجاء الجمهورية، وان كنا ندرك ما خلفيات أولئك الساسة الذين ترعرعوا بين سراويل وعباءات القناصل، دون أي اشارة الى الخطر الذي تشكله "اسرائيل" على المنطقة بأسرها ، حين نأخذ بكلام السفير الأميركي في "اسرائيل" مايكل هاكابي حول تغيير الشرق الأوسط بأبعاد توراتية. هل كان لنا يوماً أن نفكر في تداعيات ذلك، حتى على تركيبنا الثقافي أو على تركيبنا التاريخي، دون أن يعني ذلك في حال من الأحول، عدم اعتراضنا على كل صوت خارجي يتدخل في مسائلنا الداخلية، وان كان في اساس الكيان اللبناني أن نكون حلبة للصراع بين لعبة الاستراتيجيات ولعبة الايديولوجيات.
كفانا ضحك على الذات. متى لم يكن الساسة اللبنانيون يدارون كما تدار الرسوم المتحركة. الآن، وأكثر من اي وقت مضى، الأشباح ان بقبعة الكاوبوي أو بكوفية شيخ القبيلة أو بقلنسوة "الحاخام"، ترابط في جدران القصور على أنواعها، حتى ليصاغ مستقبل لبنان بخيوط العنكبوت.
نعلم أي ظروف وأي ضغوط حملت رئيس الجمهورية على رعاية قرار مجلس الوزراء بشأن نزع سلاح حزب الله، على اساس أن ذلك يمكن أن يعطيه فرصة لالتقاط الأنفاس، والتعاطي مع المسألة بمنطق الحوار، لنجد أن "أولاد القناصل" يضرمون النيران، النيران السياسية والنيران الطائفية، حول القصر دون أن يأبهوا، حتى بالتحذيرات الأوروبية، بعدم تفجير الساحة الداخلية، لأن ذلك ما تراهن عليه ثلة الذئاب في "اسرائيل".
ليست الطائفة الشيعية وحدها على كومة الحطب، وانما كل الطوائف، وانما كل لبنان. لكن المال (ذاك المال) هو الذي يشعل النيران في الرؤوس، لكي يشعلوا النيران في الشوارع، أو في الأزقة.
نعلم تماماً لماذا دفع بالرئيس سعد الحريري الى الظل، وهو زعيم الطائفة السنية الذي لا ينازع، والذي تحتاج اليه البلاد أكثر من أي وقت مضى، لنعلن خشيتنا من اعادة السيناريو اياه الى الطاولة، في ظل ظروف اقليمية ودولية، تعتبر مثالية لاعادة تشكيل المشهد اللبناني سياسياً، وحتى ديموغرافياً وجغرافياً..
تلك الرياح التي تهب علينا من كل حدب وصوب، وان كانت هناك معلومات موثوق بها حول مساع ديبلوماسية للحيلولة دون انزلاق لبنان الى الهاوية، والتركيز على المقاربات الهادئة للمسائل المتفجرة، أو القابلة للتفجير...
من أطرف ما تناهى الينا، نصيحة الى قطب حزبي احترف اللغة البهلوانية على الشاشات "يا صديقنا العزيز، الحلبة اللبنانية لا تتسع للأسكندر ذي القرنين، بالكاد تتسع لغوارالطوشي"!!
كيف تمكن الايرانيون، وفي ذروة الزمن الأميركي، من أن يستقطبوا أهتمام وعداء العالم. أهي حساسية الموقع الجغرافي، أم حساسية الموقع التاريخي؟ أم هو الانفجار الايديولوجي الذي أحدثوه في الشرق الأوسط، بالرغم من قول فرنسيس فوكوياما بنهاية التاريخ، ونهاية الايديولوجيا؟
في الغرب، أغوتهم ديبلوماسية الظل، أو ديبلوماسية حائكي السجاد التي أعتمدها الايرانيون. وحين بدأت الغيوم السوداء تتلبد في الأفق، كتبتُ عن ضرورة الانتقال من ديبلوماسية حائكي السجاد الى ديبلوماسية بائعي السجاد، وقد اتصل بي ديبلوماسي خليجي صديق قائلاً "يا صاحبي، هذا زمن الجنون الأميركي، الجنون "الاسرائيلي"، قرار ضرب ايران وضع على الطاولة منذ عام 2018، وبقي قيد الانتظار الى أن أخذت المنظومة النووية الايرانية شكلها ما قبل النهائي". ليضيف "وكما تعلم فإن جيراننا الايرانيين يتحدثون في العلن عن تخصيب اليورانيوم، كما لو أنهم يتحدثون عن تخصيب الشعير"!
لا شك أن موقف الجمهورية الايرانية من الوجود الأميركي في المنطقة يثير الاعجاب، اذا لاحظنا كيف يستنزف الأميركيون، وعلى ذلك النحو الأخطبوطي، ثروات العرب وأزمنة العرب، دون أن تجيز لهم الدخول، ولو على رؤوس الأصابع، الى الزمن التكنولوجي، فيما يتعدى تعاونهم مع "اسرائيل" في هذا المجال حدود الخيال...
في لبنان، وحيث ترعرعنا على الثقافة الغربية، فيكتور هوغو بدل مصطفى لطفي المنفلوطي، وبريجيت باردو بدل فاتن حمامة، وبالتأثير المباشر لحكم القناصل، كان من الصعب أو حتى من المستحيل، على فئات لبنانية التكيف مع الدور الايراني في لبنان، لا سيما بعد أخذ المنحى الجيوسياسي، في منطقة احترفت الدخول في الصراعات العبثية.
خلافاً لديبلوماسية الظل، صدرت عن مسؤوليين سياسيين وعسكريين وحتى دينيين ايرانيين تصريحات صارخة، تزيد في حدة التصدع الداخلي، كما في احراج حزب الله الذي، منذ ولادته غداة الاجتياح "الاسرائيلي" عام 1982، يواجه أجواء ضاغطة من الداخل ومن الخارج. تصوروا أن يقول مسؤول "إننا موجودون في 4 عواصم عربية"، وأن يقول مسؤول آخر وبالحرف، "اذا اعتدت علينا "اسرائيل"، ستفتح أمامها أبواب جهنم". كيف "لأن حزب الله يمتلك 100000 صاروخ".
الحرب الأخيرة لم تغيّر في طريقة الادلاء بالتصريحات، ومراعاة الواقع اللبناني الحالي. وكما لاحظنا، معالي وزيرنا المعني، لا تهزه الغارات "الاسرائيلية"، ولا الاغتيالات اليومية، ناهيك بالتأكيد على البقاء في التلال الخمس، وتحويل البلدات المدمرة على الشريط الحدودي الى منطقة معزولة، كما لا تعنيه التصريحات التي يدلي بها المبعوثون الأميركيون، من مورغان اورتاغوس الى توماس براك، حيث الانتهاك الصارخ ان لمفهوم السيادة أو للكرامة الوطنية. يهزه فقط تصريح لوزير الخارجية الايراني عباس عراقجي حول نزع سلاح حزب الله.
لا بل ان الاستنفار يعلن في أرجاء الجمهورية، وان كنا ندرك ما خلفيات أولئك الساسة الذين ترعرعوا بين سراويل وعباءات القناصل، دون أي اشارة الى الخطر الذي تشكله "اسرائيل" على المنطقة بأسرها ، حين نأخذ بكلام السفير الأميركي في "اسرائيل" مايكل هاكابي حول تغيير الشرق الأوسط بأبعاد توراتية. هل كان لنا يوماً أن نفكر في تداعيات ذلك، حتى على تركيبنا الثقافي أو على تركيبنا التاريخي، دون أن يعني ذلك في حال من الأحول، عدم اعتراضنا على كل صوت خارجي يتدخل في مسائلنا الداخلية، وان كان في اساس الكيان اللبناني أن نكون حلبة للصراع بين لعبة الاستراتيجيات ولعبة الايديولوجيات.
كفانا ضحك على الذات. متى لم يكن الساسة اللبنانيون يدارون كما تدار الرسوم المتحركة. الآن، وأكثر من اي وقت مضى، الأشباح ان بقبعة الكاوبوي أو بكوفية شيخ القبيلة أو بقلنسوة "الحاخام"، ترابط في جدران القصور على أنواعها، حتى ليصاغ مستقبل لبنان بخيوط العنكبوت.
نعلم أي ظروف وأي ضغوط حملت رئيس الجمهورية على رعاية قرار مجلس الوزراء بشأن نزع سلاح حزب الله، على اساس أن ذلك يمكن أن يعطيه فرصة لالتقاط الأنفاس، والتعاطي مع المسألة بمنطق الحوار، لنجد أن "أولاد القناصل" يضرمون النيران، النيران السياسية والنيران الطائفية، حول القصر دون أن يأبهوا، حتى بالتحذيرات الأوروبية، بعدم تفجير الساحة الداخلية، لأن ذلك ما تراهن عليه ثلة الذئاب في "اسرائيل".
ليست الطائفة الشيعية وحدها على كومة الحطب، وانما كل الطوائف، وانما كل لبنان. لكن المال (ذاك المال) هو الذي يشعل النيران في الرؤوس، لكي يشعلوا النيران في الشوارع، أو في الأزقة.
نعلم تماماً لماذا دفع بالرئيس سعد الحريري الى الظل، وهو زعيم الطائفة السنية الذي لا ينازع، والذي تحتاج اليه البلاد أكثر من أي وقت مضى، لنعلن خشيتنا من اعادة السيناريو اياه الى الطاولة، في ظل ظروف اقليمية ودولية، تعتبر مثالية لاعادة تشكيل المشهد اللبناني سياسياً، وحتى ديموغرافياً وجغرافياً..
تلك الرياح التي تهب علينا من كل حدب وصوب، وان كانت هناك معلومات موثوق بها حول مساع ديبلوماسية للحيلولة دون انزلاق لبنان الى الهاوية، والتركيز على المقاربات الهادئة للمسائل المتفجرة، أو القابلة للتفجير...
من أطرف ما تناهى الينا، نصيحة الى قطب حزبي احترف اللغة البهلوانية على الشاشات "يا صديقنا العزيز، الحلبة اللبنانية لا تتسع للأسكندر ذي القرنين، بالكاد تتسع لغوارالطوشي"!!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
مسيرات لمناصري 'الحزب' تجوب شوارع عدلون
مسيرات لمناصري 'حزب الله' تجوب شوارع بلدة عدلون في جنوب لبنان، الفيديو: مسيرات لمناصري 'الحزب' تجوب شوارع عدلون August 11, 2025


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
بالفيديو: مسيرات لمناصري 'الحزب' في الاوزاعي
بالفيديو: مسيرات لمناصري 'حزب الله' في الاوزاعي، الفيديو: بالفيديو: مسيرات لمناصري 'الحزب' في الاوزاعي #عاجل — Cedar News (@cedar_news) August 11, 2025


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
11 Aug 2025 23:47 PM التّمديد لـ"اليونيفيل"... هذا ما تسعى إليه واشنطن وتل أبيب
أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأنّ "إسرائيل والولايات المتحدة تدفعان نحو إعادة تقييم تفويض اليونيفيل في لبنان بسبب فشلها بكبح جماح "حزب الله" في جنوب لبنان". وتابعت وسائل الإعلام: "واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى وقف التمديد لقوات اليونيفيل في لبنان أو منحها تمديداً محدوداً لمهمتها".