
أهمية تقبل الاختلافات والعمل على تطوير عقلك
عادة ما يميل الشخص إلى من هم يشبهونه سواء في المظهر أو الأفكار أو المستوى الاجتماعي، بل إن البعض قد يعتبر أن الاختلاف سبب للقلق ومن ثم الخلافات. لكن الأمر في العصر الحالي لا يمكن أن يستمر كذلك، لأننا أصبحنا أمام متغيرات حثيثة تؤثر على الثقافة و المظهر و الأفكار، من ثم علينا جميعًا أن نتقبل الآخر مهما اختلف معنا.
من ناحية أخرى فإن الاختلاف ليس فرصة سلبية تنتقص من الشخص، بينما هو فرصة للتطوير من حيث الانفتاح على الآخر وتجربة أفكار جديدة، وفي نفس الوقت التكيف مع المتغيرات الذي بدوره سيعزز المرونة لدى الشخص.
إعداد: إيمان محمد
الاختلاف فرصة للنمو
في حين يشعر العديد من الناس بعدم الراحة عند الالتقاء بأشخاص يختلفون عنهم كثيرًا إلا أن الخبراء قد يعدون هذه التجربة فرصة للتطور، فحسب Medium فإن الاختلاف ليس شيئًا نخافه، بل فرصة لنتعلم. ويشير الموقع إلى أن تقبل الاختلافات لا يعني أن نغير معتقداتنا أو نخفي هويتنا، بل أن ندرك أنه يمكن رؤية العالم من منظور آخر لأن بهذه الطريقة ينضج الفكر وقد يصبح لدينا فرصة أكبر لحل النزاعات وبناء علاقات سليمة وصحية. بل ويعد موقع الاختلاف و التعامل معه فرصة لتقبل الذات قبل الآخر؛ لأننا في هذه الحالة نؤمن بأن لكل شخص تجربته وشخصيته وليس بالضرورة أن نسير جميعًا الطريق نفسه.
عقلية النمو الطريق لتقبل الاختلاف
من ناحية أخرى، يسلط تقرير نشر في INSEAD Knowledge الضوء على ما يسمى بـ "عقلية النمو" كمحفز فعال لتقبل التنوع. يشير التقرير إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون عقلية النمو يؤمنون بأن القدرات والمهارات يمكن تطويرها عبر التجربة والتعلم ، وهم أكثر قابلية للتفاعل الإيجابي مع من يختلفون عنهم. هذا النوع من التفكير يجعلهم أقل خوفًا من الخطأ أو التغيير، وأكثر تقبلًا للرؤى الجديدة. عندما يتحلى الشخص بعقلية النمو لا يرى أن أي اختلاف يشكل تهديدًا عليه بينما يراه فرصة للنقاش و التعلم.
فوائد تقبل الاختلافات على حياتك الشخصية
كما سبق وتحدث الخبراء، فإن الاختلاف ليس تهديدًا بل فرصة ذهبية لتطوير الشخصية وتعزيز العلاقات الاجتماعية ، كما أن له فوائد أخرى على السلام الداخلي والصحة النفسية، وحدد موقع Medium أن تقبل التنوع لا ينعكس فقط على جودة العلاقات الاجتماعية، بل يترك أثرًا كبيرًا على السلام الداخلي والصحة النفسية. وعدد فوائد الاختلاف كالتالي:
كسر الصور النمطية والأحكام المسبقة.
بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل لا التشابه السطحي.
اكتساب مرونة نفسية وفكرية في مواجهة التحديات.
التعايش مع الاختلاف لا يضعف هويتك، بل يقوّيها، لأنك تدرك قيمتها من خلال المقارنة لا الرفض.
كيفية تطوير العقل لتقبل الاختلاف
قد يرى البعض أن العقل يتطور من خلال حفظ المعلومات، لكن الخبراء دحضوا هذه الفكرة وقالوا إن هذا التطور يتحقق تدريجيًا من خلال طرح الأسئلة، فالعقل المتطور لا يبحث عن تأكيد قناعاته، بل يسعى لتحديها، وتوسيعها، وتحليلها من زوايا جديدة.
وهنا يلعب الاختلاف دورًا أساسيًا، لأنه يحفز على رؤية أنماط جديدة من التفكير، ويضعنا في مواقف تتطلب مرونة، ما يضطر الشخص للتعلم المستمر و المرونة والتكيف، ويشير التقرير السابق بشكل واضح إلى أن "الوعي بتنوع العالم، تزداد قدرتك على التفكير النقدي واتخاذ قرارات متزنة".
كيف تتقبل الآخر وتطور شخصيتك؟
بناء على ما ورد في المقالتين السابقتين، إليكِ خطوات عملية تساعدك على تطبيق هذا المفهوم في حياتك اليومية:
الاستماع النشط
عندما نتعرض لشخص يختلف كثيرًا عن طبيعتنا فقد يلجأ البعض لسلوك دفاعي، من خلال تجهيز الرد أثناء الاستماع، دون إعطاء الفرصة للاستيعاب الكامل لنهاية الحديث، وهو خطأ يُصعب المهمة.
القراءة و الاطلاع خارج دائرة الاهتمام التقليدية
عادة ما نميل إلى منطقة الراحة، وهي الاطلاع و التفاعل مع المألوف لدينا، لكن هذا سلوك لا يدفع نحو التطور والنمو. لذلك من الأفضل متابعة محتوى من ثقافات أو آراء لا يعرفها الشخص جيدًا.
الاحتكاك بأشخاص من خلفيات مختلفة
ابحث عن المختلفين، لأنهم فرصة للتطور والتعلم. يمكنك تحقيق ذلك في بيئات متعددة مثل بيئة العمل، التطوع، أو حتى عبر الإنترنت. لا تدع فرصة لا تحتك فيها بأشخاص مختلفين عنك.
تدرب على عدم إصدار الأحكام الفورية
وهي أحد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الشخص، حين يتسرع ويقرر إصدار حكم على موقف أو شخص دون التروي و الدراسة الجيدة. من الأفضل أن تأخذ لحظة لتفكر "لماذا يعتقد الشخص ذلك؟" بدلًا من "كيف يقول هذا؟"
الاستثمار في الوعي الذاتي
يتحقق الوعي الذاتي حين نلامس أنفسنا الحقيقية بعيدًا عن الضغوطات اليومية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التأمل، الكتابة اليومية، أو حتى جلسات التحدث مع النفس بصدق.
العالم لم يأت ليكون نسخة واحدة بينما الأصل في الحياة هو التنوع و الاختلاف وتجربة الجديد بهدف التطور والنمو، كل اختلاف تقابله في حياتك هو درس صغير في الوعي، وكل لحظة تتقبّل فيها وجهة نظر لا تشبهك، فأنت تنمو فكريًا وعاطفيًا وبالطبع هذا التطور و النمو ينعكس لاحقًا على التطور المهني كذلك.
اقرأي أيضًا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
العلماء يكتشفون سبباً جديداً لتطور مرض الزهايمر باستخدام الذكاء الاصطناعي
مرض الزهايمر هو أحد أمراض العصر، فهو مرض عُضال، ترتفع معدلات الإصابة به بشكل متسارع، كما أنه لا يزال يصعب علاجه أو السيطرة عليه، ولذلك يعكف العلماء على دراسة أسباب الإصابة بالمرض أملاً في استحداث علاج أكثر فعالية يزرع الأمل لدى المرضى وعائلاتهم، أو هؤلاء الذين لديهم فرص أعلى للإصابة. يبدو أن الذكاء الاصطناعي بات الحليف الأبرز في مجال الاكتشافات الطبية الحديثة، ولاسيما ما قام به في تحديد سبب جديد للإصابة بالزهايمر، فقد توصل علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، عبر تقنيات تحليلية متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي، إلى تحديد سبب جديد ومحتمل لتطور الزهايمر، يتمثل في وظيفة غير معروفة سابقاً لجين يعرف باسم PHGDH، مما قد يحدث تحولاً كبيراً في آفاق التشخيص والعلاج. إعداد: إيمان محمد كشف جديد يزرع الأمل لدى مرضى الزهايمر يعد هذا الاكتشاف الذي نشر في موقع Cybersecurity Intelligence، من بين أبرز الاختراقات الطبية لهذا العام، ليس فقط لأنه يعيد تعريف دور أحد الجينات في تطور مرض الزهايمر ، بل لأنه يطرح فرصة لعلاج دوائي واعد يسمى NCT-503، قد يساعد مستقبلاً في كبح تقدم المرض. اكتشاف سبب مباشر لمرض الزهايمر قبل هذا الاكتشاف كان يُنظر إلى الجين PHGDH كمؤشر بيولوجي يرتفع في أدمغة مرضى الزهايمر، أي أنه مجرد علامة على وجود المرض وليس سبباً له، لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البنية ثلاثية الأبعاد للبروتين الذي ينتجه هذا الجين، توصل الفريق البحثي إلى وظيفة جديدة وخطيرة لهذا الجين. تشير الدراسة إلى أن PHGDH لا يكتفي بإنتاج حمض أميني يدعى السيرين، بل يمتلك بنية فرعية تمكِّنه من الارتباط بالحمض النووي، ومن ثم تغيير التركيبة الجينية داخل الخلية، هذا التغيير في عمل الجينات، وفقاً للباحثين، قد يؤدي إلى اختلالات خلوية تساهم في تطور مرض الزهايمر، وهو ما لم يكن معروفاً من قبل. ما قدمته الدراسة الجديدة لا يعتبر فقط اكتشافاً لجين نشط يرتبط بحالات الزهايمر، بل هو إعادة صياغة لفهم المرض من جذوره الجزيئية، فبدلاً من التعامل مع الزهايمر باعتباره نتيجة تراكمات بروتينية فقط، بات ينظر إليه الآن كاضطراب في نظام التعبير الجيني العصبي، يمكن التحكم فيه من خلال كبح سلوك جيني شاذ في مراحله المبكرة. وبحسب ما ذكره الموقع في تقريره، فإن النماذج الحيوانية والأعضاء الدماغية المزروعة مخبرياً أظهرت أن ارتفاع نشاط هذا الجين أدى إلى تفاقم أعراض الزهايمر، بينما أدى خفض نشاطه إلى تباطؤ تقدم المرض، مما يثبت أنه ليس مجرد سبب بسيط، بل مشارك فعّال في سير المرض. الجين المسبب للزهايمر بحسب ما جاء في تقرير منشور على Slashdot، فإن من أخطر ما كشفه تحليل الذكاء الاصطناعي أن البروتين الناتج عن PHGDH يمتلك جزءاً يشبه "عوامل النسخ"، وهي البروتينات التي تتحكم في عمل أو كبح جينات أخرى، وبهذه القدرة، يصبح PHGDH قادراً على تعطيل أو تفعيل جينات معينة في خلايا الدماغ ، ما قد يؤدي إلى خلل في عمليات إصلاح الخلايا العصبية أو تكوين الوصلات العصبية، وهي عناصر أساسية في وظيفة الذاكرة. وحسب ما ورد في التقرير، فإن هذا الجين لم يكن فقط ينتج بروتيناً له وظيفة كيميائية، بل كان يتصرف كمنسق للتعبير الجيني داخل الدماغ، وهو ما يعيد توجيه البحث الطبي نحو فهم أعمق لمسببات الزهايمر على المستوى الجيني وليس فقط على مستوى تراكم البروتينات غير الطبيعية مثل بيتا أميلويد. العلاج المبكر للزهايمر النتائج الجديدة التي توصل إليها الذكاء الاصطناعي تطرح فرصاً علاجية جديدة وواعدة، قد تنقذ حياة مرضى الزهايمر، ففي ظل هذه النتائج، بدأ الباحثون في استكشاف خيارات علاجية يمكن أن توقف هذا النشاط الجيني، ومن ثم تحد من فرص تفاقم المرض، كما وجدوا أن هناك جزيئاً صغيراً يُعرف باسم NCT-503 يمكنه الارتباط بالبنية الفرعية الخاصة بالبروتين الناتج عن PHGDH، ما يمنع نشاطه في تغيير التعبير الجيني دون أن يؤثر على قدرته في إنتاج السيرين، ومن دون أن يُحدث آثاراً جانبية كبيرة. بحسب الموقع السابق ذكره، عند اختباره على نماذج من فئران مصابة بالزهايمر، أظهر الدواء تحسناً ملحوظاً في أداء الذاكرة والسلوك، وهو ما يعطي أملاً بأن يكون هذا المركّب علاجاً دوائياً أساسياً يستهدف الجين من مراحله الأولى قبل أن يتسبب بتلف كبير في الخلايا العصبية. أهمية الكشف المبكر عن الزهايمر وأثره على مستقبل العلاج حتى الآن، كانت معظم العلاجات الموجهة للزهايمر تركز على إزالة البروتينات المتراكمة أو الحد من الالتهاب العصبي، لكن لم تكن هناك استراتيجيات فعّالة لاستهداف الأسباب الجينية المبكرة التي تقود إلى تطور المرض. لذا، فإن استهداف وظيفة جينية غير تقليدية مثل PHGDH يعد خطوة نوعية يمكن أن تؤسس لجيل جديد من العلاجات. ويرى علماء الأعصاب أن ما حققه الذكاء الاصطناعي هنا يتجاوز كونه أداة تحليل، ليصبح شريكاً فعلياً في الاكتشافات البيولوجية، فبدلاً من أن يبحث العلماء بشكل تقليدي عن الجينات المشتبه بها، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل مئات الجينات والبروتينات دفعة واحدة للكشف عن علاقات خفية ودقيقة لا يمكن للإنسان رصدها بالسرعة والدقة كلتيهما. اقرئي أيضاً طرق الوقاية من الأمراض المزمنة ليست صعبة مستقبل واعد لمرضى الزهايمر الاكتشاف الذي نحن بصدده لا يزال بحاجة إلى تجارب سريرية عديدة وموسعة، ورغم ذلك فإن النتائج التي تم التوصل إليها بالفعل يمكن وصفها بالواعدة، وهي تقدم أملاً جديداً لمرضى الزهايمر؛ إذ لم يكتفِ العلماء بتحديد سبب جديد، بل قدموا مساراً علاجياً فاعلاً قابلاً للتطوير.


مجلة سيدتي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
كيف تحمين نفسك من الإنفلونزا مع تقلبات الطقس؟ إليكِ الطرق الفاعلة
مع دخول فصل الربيع، ترتفع حالات الإصابة بالإنفلونزا بسبب تقلبات الطقس التي تسبب نشاط فيروسات الجهاز التنفسي بشكل عام. ورغم أن الإصابة بالإنفلونزا أو أدوار البرد، حالات لا تثير القلق في العموم، إلا أنه يمكن تفادي المرض من خلال بعض التوصيات الفعالة. بحسب الخبراء؛ فإن الوقاية المسبقة يُمكن أن تحد من فرص الإصابة بالإنفلونزا، ويتحقق ذلك من خلال: تناول التطعيم، وتعديل أنظمة التغذية، واتباع تعليمات الحماية مثل: اعتماد الكمامات في المناطق المزدحمة، وغيرها من التوصيات التي نتناولها في السطور التالية. إعداد: إيمان محمد توصيات الوقاية من الإنفلونزا الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تستهدف الجهاز التنفسي ، وتدخل الجسم من خلال الأنف أو الفم، ويمكن الحماية من الإصابة بالعدوى من خلال التالي: تناوُل التطعيم السنوي توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا بشكل سنوي، لكلّ شخص يبلغ من العمر ستة أشهر فما فوق. ويوضح الخبراء أن المناعة المكتسبة من اللقاح تستغرق نحو أسبوعين لتتكوّن؛ مما يجعل من المثالي الحصول عليه مع بداية الموسم الخريفي، أو عند بدء تقلبات الطقس. ويحذّر الأطباء من تأجيل التطعيم حتى ظهور حالات الإصابة؛ لأن اللقاح لا يحمي فقط من الإصابة بالإنفلونزا، بل يقلل أيضاً من حدّة الأعراض والمضاعفات في حال حدوث العدوى. الفيروسات تصيب الشخص من خلال الاحتكاك بشخص مصاب، وإهمال اتباع سبل الحماية الشخصية مثل غسل اليدين. ينصح Red Cross باستخدام الماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية بعد السعال، أو قبل تناوُل الطعام، أو بعد التواجد في أماكن عامة، الأمر الذي يقلل من خطر الإصابة بشكل كبير. في حال عدم توافر الماء والصابون، يُنصح باستخدام معقمات الأيدي التي تحتوي على بنسبة 60% فما فوق من المطهر. كما يجب الامتناع عن لمس الوجه (خاصة العينين والأنف والفم) من دون تنظيف اليدين؛ لأن هذه المناطق هي بوابات دخول الفيروسات إلى الجسم. العزل فور ظهور الأعراض الحد من نشاط فيروسات الجهاز التنفسي هو مسؤولية؛ حتى قبل الإصابة. لذلك تشير التوصيات إلى أن مَن يشعر بأعراض الإنفلونزا، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، أو السعال، أو آلام العضلات الشديدة، يجب عليه البدء بعزل نفسه والبقاء في المنزل حتى تتحسن حالته. يوصي الصليب الأحمر بعدم العودة إلى العمل أو الدراسة إلا بعد مرور 24 ساعة كاملة من دون حمى، ومن دون استخدام أدوية خافضة للحرارة. ويؤكد الخبراء أن العزل المنزلي لا يحمي المريض فقط؛ بل يساعد بشكل عام في منع انتشار العدوى للآخرين؛ خاصة مع تقلبات الطقس بين الفصول؛ لأن جهاز المناعة في هذا الوقت من العام يتعرّض لضعف ملحوظ. اقرأي أيضاً: طرق مبتكرة لتعزيز المناعة في فصل الشتاء التغذية السليمة التغذية السليمة هي درع الحماية الأول من الأمراض. بالإضافة إلى التطعيم والنظافة الشخصية، يلعب أسلوب الحياة دوراً محورياً في تعزيز المناعة وحماية الشخص من الإصابة. وهنا يجب التركيز على تناوُل الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل: فيتامين سي C والزنك؛ لتعزيز مقاومة الجسم. جودة النوم هناك علاقة وثيقة بين النوم والمناعة؛ مما يعني أن النوم الجيد يعزز المناعة. ينصح الخبراء بالنوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً؛ حتى يتمكن جهاز المناعة من مقاومة الفيروسات. الرياضة المنتظمة الرياضة تعزز الدورة الدموية، وتساهم في وصول الأكسجين للخلايا المناعية، ويساعد على تجددها. تجب ممارسة الرياضة بشكل منتظم على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً؛ لضمان عدم الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد. الحد من التوتر خلصت دراسات عديدة إلى أن التوتر سبب لضعف المناعة، ومن ثَم الإصابة بالأمراض. يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء المتعددة والفعالة، مثل: التأمل والتنفس العميق، التي تساهم في تقوية المناعة ضد العدوى، وفقاً لما نصح به موقع International Medical Corps. الكمامة والتهوية مع التزايد المستمر في أعداد الإصابات خلال التقلبات المناخية، تشدد مراكز السيطرة على الأمراض، على ضرورة ارتداء الكمامة في الأماكن العامة والمغلقة؛ خصوصاً المزدحمة أو سيئة التهوية. كما توصي CDC بفتح النوافذ، واستخدام أجهزة تنقية الهواء عندما يكون ذلك ممكناً؛ لتحسين جودة الهواء الداخلي، وتقليل خطر الإصابة بالفيروسات المحمولة جواً. الجدير بالذكر، أن الانتقال بين الفصول يعَد موسم نشاط الفيروسات، من ثَم يجب اتباع إجراءات وقائية مسبقة مثل: التغذية السليمة، والنوم الجيد، والحد من التوتر والإجهاد.


مجلة سيدتي
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
أهمية تقبل الاختلافات والعمل على تطوير عقلك
عادة ما يميل الشخص إلى من هم يشبهونه سواء في المظهر أو الأفكار أو المستوى الاجتماعي، بل إن البعض قد يعتبر أن الاختلاف سبب للقلق ومن ثم الخلافات. لكن الأمر في العصر الحالي لا يمكن أن يستمر كذلك، لأننا أصبحنا أمام متغيرات حثيثة تؤثر على الثقافة و المظهر و الأفكار، من ثم علينا جميعًا أن نتقبل الآخر مهما اختلف معنا. من ناحية أخرى فإن الاختلاف ليس فرصة سلبية تنتقص من الشخص، بينما هو فرصة للتطوير من حيث الانفتاح على الآخر وتجربة أفكار جديدة، وفي نفس الوقت التكيف مع المتغيرات الذي بدوره سيعزز المرونة لدى الشخص. إعداد: إيمان محمد الاختلاف فرصة للنمو في حين يشعر العديد من الناس بعدم الراحة عند الالتقاء بأشخاص يختلفون عنهم كثيرًا إلا أن الخبراء قد يعدون هذه التجربة فرصة للتطور، فحسب Medium فإن الاختلاف ليس شيئًا نخافه، بل فرصة لنتعلم. ويشير الموقع إلى أن تقبل الاختلافات لا يعني أن نغير معتقداتنا أو نخفي هويتنا، بل أن ندرك أنه يمكن رؤية العالم من منظور آخر لأن بهذه الطريقة ينضج الفكر وقد يصبح لدينا فرصة أكبر لحل النزاعات وبناء علاقات سليمة وصحية. بل ويعد موقع الاختلاف و التعامل معه فرصة لتقبل الذات قبل الآخر؛ لأننا في هذه الحالة نؤمن بأن لكل شخص تجربته وشخصيته وليس بالضرورة أن نسير جميعًا الطريق نفسه. عقلية النمو الطريق لتقبل الاختلاف من ناحية أخرى، يسلط تقرير نشر في INSEAD Knowledge الضوء على ما يسمى بـ "عقلية النمو" كمحفز فعال لتقبل التنوع. يشير التقرير إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون عقلية النمو يؤمنون بأن القدرات والمهارات يمكن تطويرها عبر التجربة والتعلم ، وهم أكثر قابلية للتفاعل الإيجابي مع من يختلفون عنهم. هذا النوع من التفكير يجعلهم أقل خوفًا من الخطأ أو التغيير، وأكثر تقبلًا للرؤى الجديدة. عندما يتحلى الشخص بعقلية النمو لا يرى أن أي اختلاف يشكل تهديدًا عليه بينما يراه فرصة للنقاش و التعلم. فوائد تقبل الاختلافات على حياتك الشخصية كما سبق وتحدث الخبراء، فإن الاختلاف ليس تهديدًا بل فرصة ذهبية لتطوير الشخصية وتعزيز العلاقات الاجتماعية ، كما أن له فوائد أخرى على السلام الداخلي والصحة النفسية، وحدد موقع Medium أن تقبل التنوع لا ينعكس فقط على جودة العلاقات الاجتماعية، بل يترك أثرًا كبيرًا على السلام الداخلي والصحة النفسية. وعدد فوائد الاختلاف كالتالي: كسر الصور النمطية والأحكام المسبقة. بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل لا التشابه السطحي. اكتساب مرونة نفسية وفكرية في مواجهة التحديات. التعايش مع الاختلاف لا يضعف هويتك، بل يقوّيها، لأنك تدرك قيمتها من خلال المقارنة لا الرفض. كيفية تطوير العقل لتقبل الاختلاف قد يرى البعض أن العقل يتطور من خلال حفظ المعلومات، لكن الخبراء دحضوا هذه الفكرة وقالوا إن هذا التطور يتحقق تدريجيًا من خلال طرح الأسئلة، فالعقل المتطور لا يبحث عن تأكيد قناعاته، بل يسعى لتحديها، وتوسيعها، وتحليلها من زوايا جديدة. وهنا يلعب الاختلاف دورًا أساسيًا، لأنه يحفز على رؤية أنماط جديدة من التفكير، ويضعنا في مواقف تتطلب مرونة، ما يضطر الشخص للتعلم المستمر و المرونة والتكيف، ويشير التقرير السابق بشكل واضح إلى أن "الوعي بتنوع العالم، تزداد قدرتك على التفكير النقدي واتخاذ قرارات متزنة". كيف تتقبل الآخر وتطور شخصيتك؟ بناء على ما ورد في المقالتين السابقتين، إليكِ خطوات عملية تساعدك على تطبيق هذا المفهوم في حياتك اليومية: الاستماع النشط عندما نتعرض لشخص يختلف كثيرًا عن طبيعتنا فقد يلجأ البعض لسلوك دفاعي، من خلال تجهيز الرد أثناء الاستماع، دون إعطاء الفرصة للاستيعاب الكامل لنهاية الحديث، وهو خطأ يُصعب المهمة. القراءة و الاطلاع خارج دائرة الاهتمام التقليدية عادة ما نميل إلى منطقة الراحة، وهي الاطلاع و التفاعل مع المألوف لدينا، لكن هذا سلوك لا يدفع نحو التطور والنمو. لذلك من الأفضل متابعة محتوى من ثقافات أو آراء لا يعرفها الشخص جيدًا. الاحتكاك بأشخاص من خلفيات مختلفة ابحث عن المختلفين، لأنهم فرصة للتطور والتعلم. يمكنك تحقيق ذلك في بيئات متعددة مثل بيئة العمل، التطوع، أو حتى عبر الإنترنت. لا تدع فرصة لا تحتك فيها بأشخاص مختلفين عنك. تدرب على عدم إصدار الأحكام الفورية وهي أحد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الشخص، حين يتسرع ويقرر إصدار حكم على موقف أو شخص دون التروي و الدراسة الجيدة. من الأفضل أن تأخذ لحظة لتفكر "لماذا يعتقد الشخص ذلك؟" بدلًا من "كيف يقول هذا؟" الاستثمار في الوعي الذاتي يتحقق الوعي الذاتي حين نلامس أنفسنا الحقيقية بعيدًا عن الضغوطات اليومية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التأمل، الكتابة اليومية، أو حتى جلسات التحدث مع النفس بصدق. العالم لم يأت ليكون نسخة واحدة بينما الأصل في الحياة هو التنوع و الاختلاف وتجربة الجديد بهدف التطور والنمو، كل اختلاف تقابله في حياتك هو درس صغير في الوعي، وكل لحظة تتقبّل فيها وجهة نظر لا تشبهك، فأنت تنمو فكريًا وعاطفيًا وبالطبع هذا التطور و النمو ينعكس لاحقًا على التطور المهني كذلك. اقرأي أيضًا