logo
"طعم الفراق" لربعي المدهون.. سيرة ذاتية عن نكبة فلسطين وتداعياتها

"طعم الفراق" لربعي المدهون.. سيرة ذاتية عن نكبة فلسطين وتداعياتها

العربي الجديدمنذ 4 أيام

فلسطين الواقعية والأسطورية، المجبولة بالدم والغربة، تحتل قلب المشهد وخلفيته في النص المؤثر "طعم الفراق: ثلاثة أجيال فلسطينية في الذاكرة"، للكاتب الفلسطيني
ربعي المدهون
، والذي صدر مؤخراً في طبعة جديدة عن دار "كيان". يُعدّ هذا العمل وثيقةً للأجيال القادمة، لا سيما في ظل حرب
الإبادة
التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في عزّة خصوصاً وفلسطين كلّها بشكل عام، حيث كُتبت برؤية فنية تدمج بين عدة أنواع أدبية، يتضافر فيها القصّ والسيرة الذاتية والرواية في متنٍ سردي واحد.
يتشعّب السرد ليشمل أزمنةً و
حكاياتٍ
وشخصياتٍ عبر ذاكرة الوجع الممتدة منذ نكبة عام 1948، مروراً بذكريات الطفولة البريئة وحلم العودة إلى مجدل عسقلان، وصولاً إلى بلدان اللجوء التي عاش فيها الكاتب، وتنقّل على أراضيها منفياً تارة، ومقاتلاً تارة أخرى.
باب النكبة
يُعيد المدهون بناء الذاكرة الفلسطينية كسردية مضادة لرواية المحتل، بدءاً من أحداث النكبة، ليس كحدثٍ تاريخي مجرّد، بل كتجربةٍ مصيريةٍ مأساويةٍ حفرت جراحاً عميقة في حياة أجيال من الفلسطينيين. يقول: "أخذت أجراس النكبة تدق الأبواب، لكنها لم تصل إلى أبواب المجدل أو القرى الجنوبية إلا حين بدأت بريطانيا تقليص وجودها العسكري والمدني في البلاد... وصلت أولى دقّات النكبة باب بيتنا منذرةً بعواصف لم يعرفها مناخ البلاد".
بناء الذاكرة الفلسطينية كسردية مضادة لرواية المحتل
ينكأ الفصل الثاني "باب النكبة" جراح ذكريات تلك المرحلة، بما في ذلك وصول الجيوش العربية التي عُرفت بـ"جيوش الإنقاذ"، ثم الهزيمة الساحقة بعد عدة أشهر. يبني الكاتب سرده على تقطيعٍ زمني ينتقل فيه بسلاسة عبر تيار الوعي بين أحداثٍ تبدو ظاهريًا غير مترابطة، إلا أنها تتصل بخيط الذاكرة المتين.
يحكي عن الضابط الذي عذّبه في دمشق، ثم ينتقل إلى ذكرياته مع الطبيبة الروسية "ناديجدا" التي عالجته ونصحته بالإقلاع عن التدخين، ثم تمرّ الأيام وتتغيّر الحيوات، فيختار من الوقائع ما يستحق السرد. يستمع إلى ذكريات أمه عن تلك الأيام، ويتحدث عن عمله في أسبوعية "الحرية" في بيروت، معترفاً بحسرة أن "كل المهام العاجلة والمصيرية التي ظننتُ أن عليّ القيام بها لتحرير فلسطين، اكتشفتُ لاحقاً أنها ذهبت أدراج الرياح".
يتخذ السرد أسلوب المراوحة بين الماضي والحاضر، وهي تقنية ذكية تخفف من قتامة الحزن المستمر في نصٍّ محوره نكبة فلسطين وتداعياتها عبر ثلاثة أجيال؛ عايش الأول النكبة مباشرة، بينما جاء الثاني ليوثّق ذاكرة الوجع.
حكايات بريئة
يضمّ هذا الفصل صوراً من ذاكرة الطفولة مع ابنة العم "أديبة"، والأخت "رسمية" التي فقدها الكاتب وهي رضيعة. يتدرج عبر المشاهد الحياتية لعائلته، ليحكي عن اللجوء والمخيمات ووكالة "أونروا"، وتحوّل حياة الفلسطيني الذي وجد نفسه خلال أشهر خارج أرضه، متعلقاً بأمل عودةٍ ظنّها قريبة، ثم تبيّن له كم كان واهماً.
يقدّم المدهون تفاصيل دقيقة عن مذبحة خانيونس، والحياة في غزة بعد النكبة، ثم دراسته في قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية. يتوقف عند عام 1967، ويتداخل السرد بين الخاص والعام، بين قصة حبه المُجهَض وترحيله عن مصر. كما يوثّق لحرب أيلول 1970، المُسمّاة بـ"أيلول الأسود".
يروي المدهون نصّه بأسلوب مكثف ومباشر، ويقسّمه إلى فصول قصيرة تعتمد على تقنيات بصرية تنقل المشهد بجُملٍ سريعة ومعبرة. يستخدم اللهجة الفلسطينية المحكية في الحوارات، كأنه يروي الأحداث في حوار مباشر مع قارئه، وقد تمكّن الكاتب من تقديم ذاكرة جمعية تحكي عن المدن الضائعة، إلى جانب المدن العربية التي خلّفت خيبةً وألمًا.
كتب بجرأة عن تداعيات النكبة والشتات بلغةٍ تلتقط تناقضات الزمن وتحولاته الدموية، وتطرح أسئلة مسكوتًا عنها حول فكرة الخلاص بالنسبة للفلسطيني اللاجئ، المتشظي بين المنفى والحنين والتعلّق بالأرض رغم تشتّت الجغرافيا.
لذا، لا يقتصر هذا العمل على كونه سيرة ذاتية، بل يتعداه ليكون بانوراما تعكس تجارب أجيالٍ تشاركت المشاعر ذاتها: الاغتراب، والانكسار، والقدرة على إيجاد بصيص أمل وسط الخراب — كلّ ذلك عبر توثيق المفارقة الإنسانية بين الهزيمة والصمود، وبين ذكريات الماضي الدامية والحاضر الهش الذي يُبنى على أنقاضها.
روائية وناقدة لبنانية مصرية
آداب
التحديثات الحية
مكتبات المقاهي في مصر: أبعد من ثنائية الورقة والقهوة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زعيتر يقدم كتابه "شيرين أبو عاقلة-الشاهدة والشهيدة" لنقيب مُحرري الصحافة اللبنانية
زعيتر يقدم كتابه "شيرين أبو عاقلة-الشاهدة والشهيدة" لنقيب مُحرري الصحافة اللبنانية

معا الاخبارية

timeمنذ 17 دقائق

  • معا الاخبارية

زعيتر يقدم كتابه "شيرين أبو عاقلة-الشاهدة والشهيدة" لنقيب مُحرري الصحافة اللبنانية

بيروت- معا- قدم الإعلاميّ هيثم سليم زعيتر، كتابه الجديد "شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة"، إلى نقيب مُحرري الصحافة اللبنانية الأستاذ جوزيف القصيفي، بمقر النقابة في الحازمية. وشكر النقيب القصيفي، للإعلامي هيثم زعيتر، تقديم نسخة الكتاب، الذي يُضاف إلى مجموعة كتبه الوطنية القيمة، التي تُضيء على النضال اللبناني والفلسطيني بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأشار النقيب القصيفي، إلى أن شيرين أبو عاقلة حازت إكليل الشهادة، بعدما اقتبلت مجدها عزلاء إلا من إيمانها بوطنها السليب، وصوتها الهادر الذي يصفع وجه الباطل الزهوق". ورأى أن الاحتلال يتمادى باستهداف الصحافيين في لبنان وفلسطين، وهؤلاء دفعوا الثمن، نتيجة تسليطهم الضوء على جرائم الاحتلال، الذي لم يقتصر استهدافه للصحافيين والإعلاميين، بل عائلاتهم، وهذه جريمة العصر، لذلك خاطبنا "اتحاد الصحفيين العرب" و"الاتحاد الدولي للصحفيين العرب"، وطالبنا بتوجيه شكاوى مُباشرة إلى "محكمة العدل الدولية"، "المحكمة الجنائية الدولية" و"مُنظمة العفو الدولية"، ولدى المراجع الدولية، وعزز مطلبنا ارتقاء عدد كبير من الإعلاميين، الذين كانوا يوثقون جرائم الاحتلال في لبنان وفلسطين، لكن بسبب التعقيدات البيروقراطية لهذه المحاكم، اقترحت على "الاتحاد الدولي للصحفيين" إنشاء محكمة خاصة لهذه الجرائم التي ترتكب بحق الإعلاميين". من جانبه، شكر زعيتر، للنقيب القصيفي، مواقفه المدافعة عن الصحافة والصحفيين والمصورين، والعمل على تحقيق مطالبهم، والوفاء للشهداء والجرحى، بمُلاحقة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها باستهدافهم وعائلاتهم، وشيرين أبو عاقلة، كانت شاهدة على جرائم الاحتلال، وشهادتها عرته أمام الرأي العام العالمي، الذي عليه الضغط ليوقف حرب الإبادة والعدوان في لبنان وفلسطين". الكتابُ صادر عن "دارِ النهارِ للنشرِ" - لبنان، ويقعُ في 320 صفحةً من الحجمِ الوسطِ، بألوانٍ أربعة، وصدر وفاءً لاستشهادِ الصحافيةِ الفلسطينيةِ المُتألّقةِ شيرين نصري أبو عاقلة، برصاصِ قنص الاحتلالِ الإسرائيلي المُتعمَّدِ، وتخليداً لذكراها، ولمنعِ تضليلِ الحقيقةِ. قدَّم للكتابِ عضو اللجنةِ التنفيذيةِ لـ"مُنظّمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ" رئيسُ "اللجنةِ الرئاسيةِ العليا لمُتابعةِ شؤونِ الكنائسِ في فلسطين" الدكتور رمزي خوري، وكلمة الناشر "دارِ النهارِ للنشرِ" لمُديرُها القاضي زياد شبيب. وهذا الإصدارُ هو العاشر للإعلاميّ زعيتر.

السيسي يتفقد ثلاجات التخزين ومصانع العلف والمجففات والصوامع بمستقبل مصر
السيسي يتفقد ثلاجات التخزين ومصانع العلف والمجففات والصوامع بمستقبل مصر

البوابة

timeمنذ 18 دقائق

  • البوابة

السيسي يتفقد ثلاجات التخزين ومصانع العلف والمجففات والصوامع بمستقبل مصر

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية بمحور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، ثم قام الرئيس بجولة تفقدية، تضمنت تفقد ثلاجات التخزين، ومصنع للعلف، ومصنع للمجففات، وصولاً إلى منطقة الصوامع. وشهد الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء فعاليات انطلاق موسم حصاد القمح من داخل مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي بمنطقة الضبعة كما يتفقد الرئيس السيسي مدينة مستقبل مصر الصناعية وذلك في إطار متابعة جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الرقعة الزراعية من خلال المشروعات القومية الكبرى. ويُعد مشروع "مستقبل مصر" أحد أهم المشروعات الزراعية التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، وتوفير فرص العمل، وتعزيز التنمية المستدامة

آلية اختيار ملاعب المباريات النهائية في البطولات الأوروبية
آلية اختيار ملاعب المباريات النهائية في البطولات الأوروبية

الاتحاد

timeمنذ 18 دقائق

  • الاتحاد

آلية اختيار ملاعب المباريات النهائية في البطولات الأوروبية

معتز الشامي (أبوظبي) تختار الملاعب التي تستضيف النهائيات السنوية للمسابقات الأوروبية للأندية، دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، ودوري المؤتمرات، من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وقبل سنوات من كل نهائي، يرسل الأمين العام للاتحاد الأوروبي خطاباً إلى كل اتحاد من الاتحادات الأعضاء الـ 55، يدعو فيه الدول والملاعب المُحتملة إلى تقديم عروض استضافة، ويُحدد الخطاب النهائيات المتاحة للتقدم بعروض، وبعد ذلك تُقدم الأطراف المهتمة عرضها إلى الاتحاد الأوروبي، حيث يُقيّم الملف مقارنة بالعروض التي قدمها المنافسون، وخلال عملية التقييم، يطلب الاتحاد الأوروبي معلومات إضافية أو التزامات أكثر حزماً بشأن أمور مثل أعمال التجديد. غالباً ما تكون فترات تقديم العطاءات مفتوحة لمواسم، ما يعني أن مقدمي العطاءات يمكنهم طلب استضافة نهائي في عام محدد، أو تسجيل اهتمامهم بأي نهائي على مدار فترة من السنوات، وهناك فوائد اقتصادية كبيرة لاستضافة المباراة النهائية، أبرزها تدفق السياحة في المنطقة المحلية من المشجعين المسافرين، غالباً ما تتنافس الملاعب حديثة البناء على استضافة نهائيات أوروبية كبرى، وتمنح حق الاستضافة، وتساعد استضافة الأحداث الكبرى المشغلين على تعويض التكاليف الباهظة لبناء ملاعب جديدة، كما يحرص الاتحاد الأوروبي على مكافأة الاستثمار في البنية التحتية الجديدة، وتستفيد الملاعب الحديثة من مرافق حديثة. يقوم الاتحاد الأوروبي بتصنيف الملاعب في مختلف أنحاء أوروبا إلى 4 فئات، حيث تمثل الفئة الأولى أدنى فئة والفئة الرابعة أعلى فئة، لا يسمح إلا لملاعب الفئة الرابعة باستضافة نهائيات كبرى، يجب أن تبلغ سعة ملعب الفئة الرابعة 8000 متفرج على الأقل، وأن يستوفي مجموعة واسعة من معايير التأهيل الأخرى، بما في ذلك قواعد صارمة للمرافق، بما في ذلك أحجام الملعب وغرف الملابس، ومستوى الإضاءة، وتغطية كاميرات المراقبة، وعدد البوابات الدوارة ومواقف وسائل الإعلام ومواقف سيارات البث وكبار الشخصيات، كما يتم أخذ البنية التحتية الإقليمية مثل سعة المطار، وعدد غرف الفنادق المتاحة، والنقل في الاعتبار أيضاً عند تقييم العطاءات. ويقام نهائي دوري أبطال أوروبا للرجال عادة في ملاعب بسعة 65 ألف مقعد على الأقل، وفي المواسم الأربعة الماضية، لم تختر سوى ملاعب بسعة تزيد على 70 ألف مقعد، واستضاف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا القرن 3 ملاعب فقط بسعة أقل من 60 ألف مقعد، وبالنسبة للدوري الأوروبي، نصت أحدث دعوة وزعها الاتحاد الأوروبي على أن سعة الملاعب المتقدمة لاستضافة البطولة يجب أن تتراوح بين 40 و60 ألف مقعد، وأطلق الاتحاد الأوروبي، دوري المؤتمرات عام 2021 لمنح الأندية في الدوريات الوطنية الأقل قوة اقتصادياً فرصة المنافسة في المراحل الأخيرة من المسابقات الأوروبية، وحتى الآن، أُقيمت نهائيات البطولة في ملاعب أصغر في دول لا تستضيف عادة أحداثاً كبرى، وسيصبح ملعب فروتسواف في بولندا، الذي يتسع لـ 42 ألف متفرج، والذي يستضيف نهائي الموسم الجاري، الأكبر من نوعه الذي استضاف نهائي دوري المؤتمر، وفي المواسم السابقة، استضاف ملعب آيا صوفيا في أثينا «32.500» وملعب فورتونا أرينا في براج «19.370» النهائي. وأعلن الاتحاد الأوروبي بالفعل عن بعض الملاعب التي تستضيف نهائياته في العام المقبل وفق التالي: - دوري أبطال أوروبا بوشكاش أرينا - بودابست، المجر - 67.215 متفرجاً - 30 مايو 2026. - الدوري الأوروبي ملعب بشيكتاش - إسطنبول، تركيا - 42.590 متفرجاً - 20 مايو 2026. ملعب فالد - فرانكفورت، ألمانيا - 58.000 متفرج - 26 مايو 2027. - دوري المؤتمر ملعب ريد بول أرينا - لايبزج، المجر - 47.800 متفرج - 27 مايو 2026. ملعب بشيكتاش - إسطنبول، تركيا - 42.590 متفرجاً - 2 يونيو 2027.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store