logo
انقسامات بين الجمهوريين بشأن دعم ترامب لإسرائيل في مواجهة إيران

انقسامات بين الجمهوريين بشأن دعم ترامب لإسرائيل في مواجهة إيران

الجزيرةمنذ 8 ساعات

كشف احتمال توجيه ضربة أميركية ضد إيران عن انقسامات بين صفوف المؤيدين الذين أوصلوا الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، ويحثه بعضهم على عدم الزج بالبلاد في حرب جديدة في الشرق الأوسط، مع تنامي أصوات معارضة لدعم واشنطن لتل أبيب في هجومها على إيران.
ووجد بعض أبرز حلفاء ترامب من الجمهوريين أنفسهم في موقف غير عادي بالاختلاف مع رئيس يشاركهم إلى حد كبير سياسة وطنية تدعو لتجنب الدخول في صراعات مع دول أخرى.
وحث الملازم ستيف بانون، وهو واحد من الأصوات المؤثرة في تحالف "أميركا أولا" أمس الأربعاء على توخي الحذر بشأن انضمام الجيش الأميركي إلى إسرائيل في محاولة تدمير البرنامج النووي الإيراني، في غياب اتفاق دبلوماسي.
وقال بانون للصحفيين في فعالية برعاية مؤسسة كريستيان ساينس مونيتور في واشنطن "لا يمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى.. سنمزق البلاد. يجب ألا نكرر تجربة العراق".
ويراقب المناهضون للتدخل العسكري من الحزب الجمهوري بقلق تحول ترامب سريعا من السعي إلى تسوية دبلوماسية سلمية مع إيران إلى احتمال دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام قنبلة "خارقة للتحصينات" تزن 30 ألف رطل.
محاذير
وتُظهر هذه الانتقادات المعارضة التي قد يواجهها ترامب من جناح "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" اليميني في حال تورطه في القتال، وهي خطوة حذرت إيران من أنها ستكون لها عواقب وخيمة على الأميركيين دون أن تحدد ماهية هذه العواقب.
وإذا قرر ترامب الدخول في الصراع العسكري سيكون هذا انحرافا حادا عن حذره المعتاد بشأن التورط في النزاعات الخارجية. ويمكن أن يؤثر ذلك على حملته لتعزيز العلاقات الجيدة مع الخليج، ويصرف انتباهه عن جهوده للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا وعقد اتفاقات تجارية مع دول العالم.
وأوصل تحالف "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" ترامب إلى سدة الرئاسة في انتخابات 2016 و2024 ولا يزال له أهمية بالغة بالنسبة له، رغم أن الدستور الأميركي يمنعه من الترشح لولاية ثالثة.
فإغضاب هذه القاعدة قد يؤدي إلى تآكل شعبية ترامب ويؤثر على فرص الجمهوريين للاحتفاظ بالسيطرة على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.
لا أريد القتال ولكن
لكن ترامب بدا غير قلق من أن البعض في قاعدته قد يعارضونه على الأقل فيما يتعلق بهذه المسألة.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض أمس الأربعاء "المؤيدون يحبونني اليوم أكثر مقارنة حتى بوقت الانتخابات.. أريد شيئا واحدا فقط وهو ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا".
وأضاف أن بعض مؤيديه "غير سعداء قليلا الآن" لكن آخرين يتفقون معه في أن إيران لا يمكن أن تصبح قوة نووية.
وتابع "أنا لا أريد القتال. لكن إذا كان الخيار بين القتال أو امتلاك سلاح نووي، فعليك أن تفعل ما عليك فعله".
ووصف مارك شورت، وهو حليف لمايك بنس نائب الرئيس السابق، الانقسام حول إيران داخل الحزب الجمهوري بأنه "صدع كبير جدا".
محاولة طمأنة
وحاول جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي التخفيف من حدة الجدل بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي يدافع فيه عن ترامب.
وكتب "الناس محقون في قلقهم من التورط الخارجي بعد سياسة خارجية حمقاء لمدة 25 عاما. لكنني أعتقد أن الرئيس لديه بعض الثقة في هذه المسألة".
والآن يترقب المؤيدون والمعارضون قرار ترامب الذي قال أمس الأربعاء إن لديه بعض الأفكار حول كيفية المضي قدما لكنه لم يتخذ قرارا نهائيا.
وكشف استطلاع لفوكس نيوز أن 46% من الأميركيين يعارضون قرار إسرائيل شن ضربات عسكرية على منشآت إيران النووية.
وأضاف استطلاع الشبكة الأميركية أن 81% من الأميركيين يعتقدون أن ما يحدث في الشرق الأوسط يؤثر على الحياة في الولايات المتحدة.
وأشار الاستطلاع إلى أن 43% من الأميركيين يعارضون تقديم الولايات المتحدة مساعدات مالية لإسرائيل لأغراض عسكرية.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران، سمته " الأسد الصاعد" وقصفت خلاله منشآت نووية وعسكرية بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، كما استهدفت مقار مدنية وسيادية من بينها مبنى التلفزيون الرسمي.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران عملية سمتها " الوعد الصادق -3″ للرد على هذا الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والمسيّرات، أدت وفق المصادر الإسرائيلية حتى الآن لمقتل عشرات الإسرائيليين وإصابة المئات، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات في تل أبيب وحيفا وعدد من المدن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بي-2 سبيريت.. القاتل الذي تريده إسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية
بي-2 سبيريت.. القاتل الذي تريده إسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية

الجزيرة

timeمنذ 25 دقائق

  • الجزيرة

بي-2 سبيريت.. القاتل الذي تريده إسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية

في الوقت الذي تدور فيه رحى الحرب بين إسرائيل وإيران، تعود الأنظار مجددًا نحو القدرات العسكرية الأميركية باعتبارها أحد العوامل الحاسمة في هذه المواجهة، خاصة مع تصريحات إسرائيلية تؤكد الحاجة المُلحّة إلى الدعم العسكري الأميركي لضرب منشأة فوردو النووية الشديدة التحصين. تعوّل إسرائيل كثيرا على دخول الولايات المتحدة الأميركية في الحرب التي تشنها على إيران، نظرًا لعجزها عن استهداف منشأة فوردو النووية الواقعة جنوب طهران نظرا لتحصينها الشديد. إذ يتطلب تدمير هذه المنشأة تحديدًا استخدام قاذفات إستراتيجية وقنابل خارقة للتحصينات لا تملكها إلا الولايات المتحدة حاليا. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والقيادة العسكرية الإسرائيلية يعتقدون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يتخذ قرارًا بالتدخل العسكري المباشر لدعم إسرائيل وقصف منشأة فوردو. ولو حدث ذلك السيناريو، فستبرز في القلب منه القاذفة الأميركية " بي-2 سبيريت" (B-2 Spirit) التي تمتلك مواصفات تقنية تجعلها الوحيدة تقريبًا القادرة على تنفيذ مثل هذه المهمة المعقدة. لكن ما الذي يجعل منشأة فوردو هدفًا استثنائيا، ولماذا تعجز إسرائيل عن مواجهتها بمفردها؟ بي2- سبيريت.. الطائرة التي تستطيع لفهم عمق الأمر، سنتعرف بداية إلى الطبيعة الخاصة جدا لهذه النوعية من الطائرات المسماة بي-2 سبيريت والتي كثر الحديث عنها مؤخرًا ورُبطت بمنشأة فوردو تحديدا. فالقاذفات نوع من الطائرات المصممة خصيصًا لمهاجمة الأهداف البرية والبحرية بإسقاط القنابل أو إطلاق الصواريخ، وتتخصص بشكل أساسي في مهام القصف الإستراتيجي (ضمن مهام أخرى)، أي استهداف البنية التحتية، أو المراكز الصناعية، أو خطوط الإمداد، أو الأصول الأخرى ذات القيمة العالية بهدف إضعاف قوة العدو وتقويض قدراته الأساسية. وبشكل خاص، تمتاز "بي-2" بقدرتها على حمل أسلحة ضخمة مثل القنابل الخارقة للتحصينات (جي بي يو-57) والأسلحة النووية، وذلك ما يجعلها عنصرًا أساسيا في عمليات الردع الإستراتيجي. هذه العمليات تتطلب مهام طويلة المدى بعيدًا عن قواعد الانطلاق وبتخفٍّ تام عن رادارات العدو. ويفهم مما سبق أن هذه النوعية من العمليات غالبًا ما تنطوي على مهام بعيدة المدى في عمق أراضي الخصم المستهدف، ولتحقيق هذا الغرض يجب أن تكون هذه القاذفات قادرة على السفر لمسافات طويلة من دون رصدها تحت أي ظرف. ورغم أن قاذفة إستراتيجية أخرى هي "بي ـ 52" قادرة على حمل مثل هذه القنابل الضخمة، فإنها ليست مؤهلة للقيام بالعمليات التشغيلية من هذا النوع، إذ إنها لا تتمكن من فرض التفوق الجوي والمناورة والتخفي من الرادارات، ولذلك فهي بحاجة لوجود طائرات أخرى للحماية. في الحرب الباردة كانت القاذفات، مثل " بي-52″ الأميركية ، جزءا رئيسيا من إستراتيجيات الردع النووي، إلا أن الولايات المتحدة احتاجت إلى قاذفة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية السوفياتية من دون أن يتم كشفها بسبب التقدم الكبير في تقنيات الرادار، مما جعل القاذفات التقليدية أكثر عرضة للخطر. بحلول منتصف السبعينيات، ابتكر مصممو الطائرات العسكرية طريقة جديدة لتجنب الصواريخ الاعتراضية، والمعروفة اليوم باسم "التخفي". وفي عام 1974، طلبت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة "داربا" معلومات من شركات الطيران الأميركية عن أكبر مقطع عرضي لطائرة تكون غير مرئية فعليا للرادارات. وإثر ذلك، وفي عام 1979، أطلقت القوات الجوية الأميركية برنامجا لقاذفة متطورة تكنولوجيا يتركز على قدرات التخفي، وفي عام 1981 فازت شركتا نورثروب وبوينغ بعقد تطوير القاذفة الشبحية الجديدة بموجب "مشروع سي جي سينيور"، وبحلول عام 1988 كشف النقاب رسميا عن القاذفة "بي-2 سبيريت" للجمهور. في الأصل، خططت الولايات المتحدة للحصول على 132 قاذفة من طراز "بي 2″، ولكن بسبب التكاليف المرتفعة تم تخفيض العدد إلى 21 طائرة فقط، حيث قُدِّرت التكلفة الإجمالية لكل طائرة -بما يشمل الصيانة والتطوير- بنحو 2.1 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات العسكرية التي بنيت على الإطلاق. وفي 17 يوليو/تموز 1989 قامت قاذفة "بي-2 سبيريت" بأول رحلة لها من مصنع القوات الجوية 42 في كاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين بات ينظر إلى القاذفة الشبحية الأميركية على أنها القاذفة الإستراتيجية الأكثر تقدمًا في العالم، بسبب قدرتها الفائقة على التخفي. وتعزى هذه القدرة بالأساس إلى تصميم جناح الطائرة القادر على الإفلات من الرصد الراداري، فضلا عن كونها مطلية بمواد تمتص أشعة الرادار، وتمتلك قدرات على قمع الأشعة تحت الحمراء (بصمتُها الحرارية منخفضة)، كما تعمل أنظمة التشويش المتقدمة الخاصة بها على تعطيل رادار الخصم وأنظمة اتصالاته. ووفقًا لسلاح الجو الأميركي، يوجد 19 قاذفة بي-2 عاملة، يمكنها أن تحلق بسرعات دون سرعة الصوت، لكنها قادرة على التزود بالوقود جوًا، وذلك ما يسمح لها بالطيران لمسافات طويلة للغاية. وخلال حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات، حلّقت طائرات بي-2 ذهابًا وإيابًا من قاعدتها في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب أهداف، وفي عام 2017 حلّقت طائرتان من طراز بي-2 لمدة 34 ساعة للوصول إلى ليبيا، ويجري ذلك أيضا على عمليات في العراق (2003)، وأفغانستان (2001-2021)، وسوريا (2017)، وصولا إلى العمليات الأميركية الأخيرة في اليمن. وهي الطائرة التي يعود الاهتمام بها اليوم على إثر ما يرشح من تصريحات من أن ضرب منشآت إيران النووية المحصنة لا يمكن أن يتم إلا عبر الترسانة الأميركية، وعلى رأسها قاذفة بي -2. تحصينات منشأة فوردو إذا ما تحدثنا عن استهداف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، والتي تعد واحدة من أكثر المنشآت تحصينًا في العالم، يبدو أنه لا مناص من استخدام هذه القاذفة إذا أرادت إسرائيل ومن ورائها أميركا السير في خطة تدمير المنشآت النووية الإيرانية. منشأة فوردو هذه، صُمّمت خصيصًا لتكون قادرة على الصمود أمام الضربات الجوية وحتى بعض الهجمات النووية التكتيكية، أي تلك التي تستخدم أسلحة نووية صغيرة ذات أثر محدود. تقع "فوردو" على بُعد نحو 95 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران، وقد شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل يبعد حوالي 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم، ويقدر أن عمق المنشأة عن سطح الأرض يصل إلى 80 أو 90 مترًا، بهدف واحد وهو حماية المنشأة من القنابل الخارقة للتحصينات. المنشأة محاطة بطبقات من الصخور الجبلية الطبيعية والخرسانة المسلحة العالية الكثافة، مع جدران فولاذية أو دروع معدنية داخلية، وتصميم داخلي يمثل "متاهة"، ليعقّد الاختراق، ويحد من تأثير الانفجارات. كذلك فإن هناك دفاعات جوية متعددة تحيط بالمنشأة، منها بطاريات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وأنظمة تشويش إلكتروني لمنع استهداف دقيق، مع كاميرات حرارية، وأجهزة استشعار، وحراسة دائمة. وتتألف المنشأة، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، وقد صممت لاستيعاب 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الغازي من طراز "آي آر-1" (IR-1)، موزعة بالتساوي بين وحدتين، بإجمالي يبلغ نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي. قنبلة واحدة فقط وحسب المعلومات المتاحة، لا توجد سوى قنبلة واحدة يحتمل أن تصل إلى هذا العمق قد تستخدمها إسرائيل لضرب منشآت مثل فوردو ونطنز النوويتين، وهي القنبلة الأميركية "جي بي يو-57 إيه بي". وتُعرف هذه القنبلة أيضا باسم القنبلة الخارقة للدروع الضخمة (إم أو بي)، وهي قنبلة تقليدية موجهة بدقة لتدمير الأهداف المدفونة والمحصنة على عمق كبير، مثل المنشآت والمخابئ تحت الأرض، وهي تزن نحو 13-14 طنا، ويبلغ طولها 6 أمتار. وفق التقديرات العسكرية، فإن هذه القنبلة قادرة على اختراق ما يصل إلى 61 مترا من الخرسانة المسلحة أو ما يصل إلى 12 مترا من الصخور الصلبة، ولا يمكن حملها بواسطة الطائرات المقاتلة الأميركية العادية، بل تحتاج لقاذفة الشبح الأميركية "بي 2 سبيريت" التي تشغَّل بواسطة القوات الجوية الأميركية. ويتطلب الأمر، لتنفيذ مهمة كهذه، أن يحلّق عدد من طائرات بي-سبيريت، لتبدأ أولا حرب إلكترونية متخصصة، مهمتها تشويش أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية على نطاق واسع، وعزل المنطقة المستهدفة عن أي اتصالات خارجية. ومع الوصول إلى منطقة الهدف فوق جبل فوردو، تبدأ أنظمة الاستهداف العالية الدقة على متن الطائرات بتحديد الموقع الدقيق للمنشأة تحت الأرض، ثم تطلق القنابل، لكن الأمر أعقد من مجرد الحاجة لقنبلة واحدة، إذ يتطلب ضربات متتالية على النقطة نفسها، ربما تبدأ بقنابل أخرى غير جي بي يو-57 إيه بي، لإحداث صدمة أولية أو لإزالة الطبقات السطحية من الصخور التي قد تعيق الاختراق الأعمق، أو حتى لاختبار استجابة الدفاعات المتبقية التي لم يتم تشويشها بالكامل، ثم تطلق القنابل الرئيسية بعد ذلك. عند الاصطدام، تخترق كل قنبلة طبقات صلبة من الصخور والخرسانة المسلحة، معتمدة على طاقتها الحركية الهائلة. وقد يتم إطلاق قنابل متتالية على النقطة نفسها لتعميق الاختراق، أو على نقاط مختلفة لتوسيع دائرة التدمير. وبعد اختراق عشرات الأمتار في عمق الأرض، تنفجر الشحنة المتفجرة داخل القنبلة بقوة هائلة، مُحدثة موجة صدمية تدمر البنية الداخلية للمنشأة. وفي هذه الحالة، فالهدف الإسرائيلي ليس تدمير المفاعل نفسه فقط، بل شلّ أنظمة الدعم الحيوية المحيطة بالمفاعل، مثل غرف التحكم وأنظمة التبريد ومخازن الوقود. عائق أعمق يفسر ما سبق حاجة إسرائيل الشديدة للقاذفة الأميركية وقنبلتها الضخمة. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن "المنشآت النووية الإيرانية لم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها في الموجتين الأوليين من الهجمات الإسرائيلية"، وبنت الصحيفة ذلك الاستنتاج على التصريحات الصادرة عن البلدين فضلًا عن مقاطع الفيديو والصور للمواقع المتضررة. وتوضح الصحيفة أنه يبدو أن إسرائيل شنت هجومًا قرب فوردو، لكنها لم تُصب المنشأة تحت الأرض نفسها. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي فإن الضربات على نطنز، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، قد دمرت منشآت عدة وألحقت أضرارًا بالنظام الكهربائي. وأوضح المحللون الذين اطلعوا على صور الأقمار الصناعية أن معدات التخصيب تحت الأرض في نطنز لم تتضرر على الرغم من وجود آثار مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض. ولكن حتى إن نجحت إسرائيل في الحصول على الدعم الأميركي وتنفيذ ضربات كهذه، فإن الأمر يظل أعقد مما قد يتصور. ورغم أن إسرائيل استطاعت عبر العقود الماضية تنفيذ ما يُعرف "بعقيدة بيغن" التي تقوم على توجيه ضربات استباقية لمنع خصومها في المنطقة من امتلاك قدرات نووية، كما حدث عند تدمير مفاعل تموز العراقي عام 1981، ومنشأة الكبر السورية عام 2007، فإن الملف الإيراني يطرح تحديات من نوع مختلف تمامًا. فالمنشآت المستهدفة من قبل كانت منفردة وظاهرة ولا تزال في مراحل مبكرة من التشييد، مما جعل ضربها ممكنًا وفعالًا. لذلك يمثل استهداف منشأة فوردو تحديًا مختلفًا عما واجهته إسرائيل سابقًا. فالبرنامج النووي الإيراني موزع على مواقع متعددة ومحمي جيدًا تحت الأرض، كما أنه مدعوم بخبرات تقنية وعلمية راسخة، وذلك ما يجعل القضاء عليه بالكامل من خلال ضربات جوية أمرًا معقدًا للغاية. وحتى إن نجحت الضربات الجوية، فإن إيران تملك القدرة العلمية والفنية على إعادة بناء منشآتها، وذلك ما دفع إسرائيل إلى استهداف العلماء الإيرانيين في محاولة لإبطاء البرنامج النووي. ومع ذلك، فإن هذا النهج أيضًا محدود الفاعلية نظرًا لاستناد البرنامج إلى بنية مؤسساتية وعلمية عميقة، وليس إلى أفراد فقط يمكن استبدالهم بسهولة. في النهاية، يظل الملف النووي الإيراني أكثر تعقيدًا من مجرد استهداف منشآت مادية، إذ يتعلق الأمر بمنع دولة لديها المعرفة العلمية والإرادة السياسية من استئناف نشاطاتها، وذلك ما يجعل التعامل الناجح معه بعيدًا كل البعد عن مجرد حل عسكري سريع.

ترامب يتلقى إحاطة استخباراتية وروسيا والصين تدينان الحل العسكري بإيران
ترامب يتلقى إحاطة استخباراتية وروسيا والصين تدينان الحل العسكري بإيران

الجزيرة

timeمنذ 37 دقائق

  • الجزيرة

ترامب يتلقى إحاطة استخباراتية وروسيا والصين تدينان الحل العسكري بإيران

كشفت مصادر إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتلقى إحاطة استخباراتية بشأن الحرب الإسرائيلية على إيران، في حين أدانت روسيا والصين، اليوم الخميس، الضربات الإسرائيلية ودعتا إلى حل دبلوماسي. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن كل الخيارات مطروحة أمام ترامب لاتخاذ القرار. وكان مسؤول أميركي قال للجزيرة إن الاجتماع الثاني الذي عقده ترامب -أمس الأربعاء- مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات لبحث الموقف من المشاركة في الحرب على إيران قد انتهى دون إصدار أي بيان. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم الأميركي ضروري حقا، ولن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، وأضاف المسؤولون الأميركيون أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم المحتمل سيحقق بالفعل هدف تدمير برنامج إيران النووي. اتصال روسي صيني من جهة ثانية، أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ بشدة الضربات الإسرائيلية على إيران، وحثا على حل سياسي ودبلوماسي للنزاع، وفق ما أعلن الكرملين اليوم عقب محادثة هاتفية بين الرئيسين. وقال يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي لبوتين -في مؤتمر صحفي- "ترى كل من موسكو وبكين أنه لا يمكن حل الوضع الحالي بالقوة، وأن هذا الحل يمكن ويجب أن يتحقق حصرا من خلال السبل السياسية والدبلوماسية". وأضاف أن موسكو وبكين تؤمنان إيمانا راسخا بأنه لا يوجد حل عسكري للوضع الراهن والقضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وحذرت روسيا من كارثة إن تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني، الذي دخل يومه السابع، وطالبت واشنطن بعدم المشاركة في القصف الإسرائيلي. وتواصل بوتين مع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الأيام القليلة الماضية، مؤكدا استعداد روسيا للتوسط بين أطراف الصراع. ولم تقبل الدول المعنية العرض الروسي حتى الآن. وكرر بوتين اليوم الخميس هذا الاقتراح في مكالمته الهاتفية مع شي، حليفه الوثيق. وتبادلت تل أبيب وطهران موجة جديدة من القصف، الخميس، وأصيب عشرات الإسرائيليين في أقوى هجوم صاروخي إيراني خلال يومين. ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أميركي ضمني عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين وقتل مدنيين، في حين ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

محلل إسرائيلي للجزيرة: إيران لم تفقد قدراتها الهجومية والقادم سيكون أسوأ
محلل إسرائيلي للجزيرة: إيران لم تفقد قدراتها الهجومية والقادم سيكون أسوأ

الجزيرة

timeمنذ 37 دقائق

  • الجزيرة

محلل إسرائيلي للجزيرة: إيران لم تفقد قدراتها الهجومية والقادم سيكون أسوأ

عززت الضربات، القوية التي وجهتها إيران إلى عدد من المنشآت الإسرائيلية، شعورَ الإسرائيليين بأن القادم قد يكون أسوأ، وفق ما أكده الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن، الذي انتقد تعامل حكومته مع قناة الجزيرة ومواصلة استهدافها. فقد أطلقت إيران -صباح اليوم الخميس- دفعة صواريخ ومسيَّرات جديدة باتجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، ما أسفر عن إصابة 137 شخصا على الأقل، وتسبب في دمار واسع داخل تل أبيب. ورغم حالة الهدوء النسبية التي سيطرت على الأجواء الإسرائيلية أمس الأربعاء، إلا أن هجمات اليوم العنيفة كانت متوقعة، وخصوصا بعد نقل الوزراء وعائلاتهم إلى ملاجئ متفرقة في مدن مختلفة، وفق ما قاله شتيرن في مقابلة للجزيرة. ويتوقع الإسرائيليون مزيدا من الأيام السيئة التي ربما لن يحتملوها، وفق شتيرن الذي أعرب عن اعتقاده بأن إيران لم تفقد قدراتها الهجومية الضربات التي تعرضت لها. الأمور تتجه نحو الأسوأ ورغم تأييد غالبية الإسرائيليين ضرب إيران والنتائج التي حققها سلاح الجو الإسرائيلي حتى الآن، إلا أنهم لن يتحملوا توقف الحياة فترة طويلة لأنهم يرغبون في العمل والسفر، وفق شتيرن، الذي توقع أن تتجه الأمور إلى مزيد من التصعيد الذي سيضر بالجميع. فهجمات اليوم تشير -برأي الباحث السياسي الإسرائيلي- إلى امتلاك إيران صواريخ أكثر ثقلا مما تم استخدامه خلال الأيام الماضية، ما يعني أن الاقتصاد قد لا يتحمل الأيام المقبلة ويبدو أنها تتجه نحو مزيد من السوء. ويبدو أن الإيرانيين قرروا توجيه الضربة الأخيرة بعدما سمحت الحكومة للموظفين بالعودة لمقار عملهم القريبة جدا من اللاجئ، لأنها نفذتها تزامنا مع ذهاب الموظفين إلى أعمالهم، حسب شتيرن، الذي عزا السماح بعودة الموظفين للعمل إلى الضغط الاقتصادي الكبير بالنظر إلى اعتماد الحكومة بشكل كبير على المرافق المتوقفة حاليا. في الوقت نفسه، أكد الباحث الإسرائيلي تفهم غالبية الإسرائيليين أهداف الحرب على إيران، وقال إنهم راضون عما حققته حتى الآن، لكنه أشار إلى أن الناس غير راضين عن طريقة الحكومة في الموازنة بين حماية الإسرائيليين ومصالحهم وبين مواجهة الخطر الإيرانية. وتوقع أن تكون هناك كثير من الإصابات التي لم يتم الإعلان عنها جراء هذا الهجوم الذي قال، إن الإسرائيليين لم يروا أضرارا كالتي أحدثها، رغم قلة عدد الصواريخ المستخدمة فيه، مما يؤكد تراجع كفاءة المنظومة الدفاعية. وعليه فإن وجود آلاف الإسرائيليين الذين فقدوا بيوتهم، وهم دون مأوى وتعويض كل عائلة بـ500 شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكلات)، غير مقبول داخل إسرائيل، حسب تأكيد شتيرن، الذي قال، إن هذه الحياة أزعجت الإسرائيليين الذين لم يعودوا يعرفون، ما الذي سيحدث اليوم أو غدا أو بعد أسبوع. لذلك، شدد الباحث السياسي الإسرائيلي على ضرورة وقف هذا الصراع سواء مع إيران أو في قطاع غزة، وإنهاء المعاناة التي تعيشها كل الأطراف بمن فيهم الفلسطينيون في غزة. تضييق متعمد وتعليقا على تصريحات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ، الذي طالب في وقت سابق اليوم بالإبلاغ عن كل من يعمل مع قناة الجزيرة، قال شتيرن، إن هذا سلوك شعبوي متعمد ويستهدف تخويف الناس من العمل مع القناة أو الحديث معها. ولا يعتبر شتيرن هجوم بن غفير على الجزيرة مجرد سلوك شعبوي من وزير متطرف يعرف ويتابع جيدا ما يقال عنه، ولكنه يراه خطوة أولى للتضييق على مزيد من وسائل الإعلام مستقبلا في ظل الهجوم الحكومي المستمر على هامش الحريات والديمقراطية خلال هذه الحرب، التي لا يريدون نقل نتائجها إلى العالم. وقال إن الهجوم على قناة الجزيرة سيستمر بسبب شعبيتها وتأثيرها والخط الذي تتمسك به والذي يجعلها عرضة لانتقادات واسعة داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن من حق أي طرف أن يتبنى خطا بعينه وأن يعبر عن رأيه بحرية. وشدد على ضرورة المحافظة على هذا الحق في إسرائيل وأماكن أخرى وعدم مواصلة التضييق على الحريات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store