
السعودية ودعم الاقتصاد السوري
لم تكتف المملكة بما قدمته من جهود دبلوماسية مكثفة لرفع العقوبات عن سوريا، بل واصلت تحركها لتفعيل دور دمشق الفاعل في الإقليم، والمساهمة في تعزيز أمنها واستقرارها ودعم حكومتها، والوقوف إلى جانبها في مسيرة إعادة الإعمار ودفع عجلة الاقتصاد، وتقديم الدعم المالي للقطاع العام ليتمكن من القيام بمتطلبات مرحلة التنمية وإعادة الإعمار، سمو وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، زار سوريا على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، وأكد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجه بتقديم أشكال الدعم والإسناد لها. زيارة مهمة تعكس الاهتمام الذي توليه قيادة المملكة لحكومة وشعب سوريا، وسعيها الدائم لترسيخ أمنها، واستقرارها، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بمعزل عن دعم الاقتصاد وإطلاق البرامج التنموية وإعادة الإعمار.
تعزيز الشراكة مع سوريا، وترسيخ استقرارها، ودعم جهود إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، من الأولويات التي حرصت عليها القيادة السعودية، وبدأت في تنفيذها من خلال زيارة سمو وزير الخارجية، والزيارات المستقبلية المتوقعة من رجال الأعمال السعوديين الباحثين عن الفرص الاستثمارية، ما يعزز المصالح المشتركة للبلدين، ويحقق أهداف المستثمرين، ويدعم جهود التنمية، الأكثر حاجة لمشاركة القطاع الخاص.
يشكل الاستقرار الأمني والتعافي الاقتصادي قاعدة الانطلاقة نحو مرحلة التنمية الشاملة، وإعادة البناء على أسس متينة ومستدامة، تضمن المخرجات، وتفتح آفاق المستقبل للشعب السوري في الداخل والخارج، وتعطي الأمل بنهوض الدولة وبناء مؤسساتها، ومعالجة تحدياتها، الحكومة السورية أعلنت نيتها تبني سياسة الاقتصاد الحر، وتنفيذ إصلاحات عميقة تستهدف إنعاش الاقتصاد المنهك، وتخصيص الشركات الحكومية التي هيمنت على الاقتصاد خلال العقود الماضية، قد تكون التخصيص من الحلول العاجلة لتحقيق الكفاءة الإدارية وجودة المخرجات، ووقف الهدر المالي، وتسريع عمليات الإنجاز وضمان توفير الخدمات الأساسية بشكل عاجل، ومعالجة التحديات في أهم القطاعات الاستراتيجية.
لذا فمن الأجدى طرح مثل تلك المشروعات للقطاع الخاص، وبما يسهم في سرعة الإنجاز، وجودة التنفيذ، وتلبية الاحتياجات الضرورية التي لا يمكن العيش دونها. من المتوقع أن تحدث تلك المشروعات المهمة أثرا إيجابيا على الاقتصاد السوري، من جوانب رئيسة ومنها؛ استكمال البنى التحتية المحققة لمتطلبات العيش الكريم، والجاذبة للاستثمارات الأجنبية، وزيادة تدفق العملات الأجنبية ما يعزز احتياطات مصرف سوريا المركزي ويدعم استقرار الليرة، ونمو سعرها أمام الدولار مستقبلا، إضافة إلى خلق مزيد من الوظائف، والفرص الاستثمارية، وتعزيز نمو القطاعات الاقتصادية المختلفة. غير أن هناك بعض التحديات الواجب مراعاتها، ومنها تكلفة الخدمات، وتحسين البيئة التشريعية الضامنة لتدفق الاستثمارات الأجنبية، وتوفير الحماية لها، إضافة إلى ضبط عمليات التحول نحو الاقتصاد الحر، وتحقيق كفاءة برامج التخصيص، وتعظيم فوائدها والحد من تحدياتها وانعكاساتها المجتمعية.
يمتلك الاقتصاد السوري مقومات النجاح، وفرص جاذبة للاستثمارات الأجنبية وإمكانات بشرية هائلة، بما فيها الكفاءات الاقتصادية والمالية والمهنية والإدارية والفكرية، ورجال أعمال ومهنيين محترفين أثبتوا نجاحهم اللافت في دول المهجر، وهو ما أكده سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، حين قال أن «لدى سوريا كثيرا من الفرص والقدرات، وهي قادرة على أن تقوم بنفسها وبسواعد أبنائها، والشعب السوري أثبت في دول المهجر وفي العالم، قدرته على الإبداع والنجاح في مختلف المجالات، واليوم أمامه فرصة للنهوض بوطنه، ونحن معهم يدا بيد، بتوجيهات من سمو ولي العهد».
ستبقى المملكة في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب سوريا في مسيرة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، وستمضي قدما في المساهمة بتعزيز أمنها واستقرارها ودعم حكومتها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري المتعطش للأمن والتنمية والاستقرار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 38 دقائق
- عكاظ
اغتيال قائد الحرس الثوري واللواء غلام وعالمين نووين بالضربات الإسرائيلية على إيران
فيما أعلنت إيران مقتل قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي في غارة إسرائيلية على طهران فجر اليوم الجمعة، أكدت في وقت لاحق مقتل اللواء غلام علي رشيد قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي. وأكد التلفزيون الإيراني مقتل العالمين النوويين فريدون عباسي الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والدكتور محمد مهدي طهرانجي. ونفت وسائل إعلام إيرانية رسمية، مقتل قائد أركان الجيش محمد باقري في الضربات الإسرائيلية. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، إن باقري «على قيد الحياة ويوجد في غرفة قيادة الحرب». ورجح مسؤول عسكري إسرائيلي مقتل أعضاء في هيئة الأركان العامة الإيرانية، بما في ذلك قائد الأركان، وعدد من كبار العلماء النوويين. التلفزيون الإيراني الرسمي أعلن أن مقر الحرس الثوري في طهران تعرض لقصف إسرائيلي، وبث لقطات تظهر حرائق ودخانا في مقر قيادته. وكانت إسرائيل شنت فجر اليوم الجمعة عدة ضربات على إيران، وأعلنت حالة الاستنفار تحسباً لأي رد من طهران. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بورود أنباء عن سقوط عدد من القتلى، بينهم أطفال، في القصف الإسرائيلي على طهران. وتناقلت وسائل إعلام إيرانية فيديوهات لمباني سكنية مشتعلة وانفجارات متعددة قرب منشأة نطنز النووية. وقال التلفزيون الإيراني الرسمي إن «أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى»، بينما تم تعليق جميع الرحلات الجوية في مطار طهران. في سياق متصل، قال مسؤول إيراني كبير لوكالة «رويترز» إن القيادة الإيرانية دعت لاجتماع أمني رفيع المستوى. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العملية الإسرائيلية استهدفت علماء نوويين إيرانيين بارزين يعملون على تصنيع قنبلة نووية إيرانية، مضيفا: «ضربنا قلب برنامج الصواريخ البالستية الإيراني»، وزعم أن «إيران خصبت يورانيوم يكفي لصنع 9 قنابل نووية». وأوضح أن «هذه العملية ستلحق الضرر بالبنية التحتية النووية الإيرانية وقدراتها العسكرية، ومصانع الصواريخ البالستية»، مشيرًا إلى أن هذه العملية ستستمر لأيام. من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب شنّت ما أسماها «ضربة وقائية» ضد إيران. كما أعلن حالة الاستنفار في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء إسرائيل. أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 40 دقائق
- الاقتصادية
غارات الفجر الإسرائيلية تضرب النووي الإيراني وارتفاع صاروخي للنفط
قفزت أسعار النفط بأكثر من 12% بعد الضربات الإسرائيلية على منشآت عسكرية ونووية في إيران إذ تخشى السوق تصعيدا في المنطقة واضطرابات كبيرة في إمدادات النفط. وارتفع سعر خام برنت بنسبة 12.2% إلى قرب 78 دولارا للبرميل، في حين صعد الخام الأمريكي بنسبة 12.6% إلى 76.61 دولار للبرميل. الذهب ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة وتستعد لتحقيق مكاسب أسبوعية، مستفيدة من التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والتي عززت الطلب على الأصول الآمنة. زاد الذهب في المعاملات الفورية بنحو 0.8 % إلى 3412.29 دولار للأونصة خلال التعاملات. وصعد المعدن النفيس بنحو 3.1 % حتى الآن هذا الأسبوع. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة بنحو 1.2 % إلى 3384.40 دولار. وصعد الذهب مع تحول المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن بعد الإعلان عن شن إسرائيل ضربات على إيران. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 % إلى 36.25 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 0.2 إلى 1297.72 دولار، في حين ارتفع البلاديوم 0.6 إلى 1062.35 دولار. بيتكوين انخفضت عملة "بتكوين" وغيرها من العملات المشفرة، بعد أن الغارات الإسرائيلية على إيران، في تصعيد كبير. وتراجعت أكبر الأصول الرقمية بما يصل إلى 3% صباح الجمعة في سنغافورة لتتداول دون مستوى 103 آلاف دولار، فيما تكبّدت العملات المشفرة الأصغر خسائر أكبر، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". أما ثاني أكبر عملة رقمية، "إيثر"، فقد خسرت في إحدى اللحظات نحو 6.9% من قيمتها.


العربية
منذ 41 دقائق
- العربية
خاص "ماغنيت" للعربية: قفزة في استثمارات الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط
قالت مديرة فريق الأبحاث في "ماغنيت - MAGNITT"، فرح النحلاوي، إن استثمارات الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت نمواً ملحوظاً بين عامي 2022 و2024، حيث ارتفعت حصتها من الاستثمار الجريء من 8% في 2022 إلى 12% في عام 2024. وأضافت النحلاوي، في مقابلة مع "العربية Business"، أن الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي كجزء من خدماتها (AI Enabled) شكّلت النسبة الأكبر من الاستثمارات، مقارنة بالشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي كأساس في نموذج أعمالها (AI Native). وشهدت دول مثل الإمارات ومصر تركيزاً كبيراً على هذا النوع من الشركات. وأوضحت أنه في قطاع التقنية المالية (فينتك)، جمعت الشركات نحو 174 مليون دولار، 66% منها كانت لشركات AI Enabled، ما يعكس اعتماداً متزايداً على الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للخدمات المالية. ولفتت إلى أن الإمارات تقود المبادرات في هذا المجال من خلال استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، إلى جانب استثمارات كبيرة من مؤسسات مثل "ستي فيو" و"غوغل" وصناديق مثل "واعد فنتشرز". كما أطلقت السعودية استراتيجية AI للفترة 2025-2030، وسط حضور استثماري قوي لمصر. وذكرت أن من أبرز الصفقات التي شهدها القطاع خلال الفترة بين 2022 و2024، صفقة شركة Paymob بقيمة 50 مليون دولار، تليها شركة The Applied AI Company بـ42 مليون دولار. وشهد الربع الأول من عام 2025 صفقة جديدة تفوق قيمتها 50 مليون دولار. وأشارت إلى أنه من حيث عدد الصفقات، فتصدرت "غايا أكسلريتورز" من السعودية المشهد، تلتها "فلات 6 لابز" و"500 غلوبال"، وسط نشاط لافت من مستثمرين محليين مثل "فانت أو إنفسترز".