logo
حرب ترامب - نتنياهو: إيران بلا خيارات!

حرب ترامب - نتنياهو: إيران بلا خيارات!

النهارمنذ 7 ساعات

كانت المهاتفة بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي (الاثنين 9.6.2025) حاسمةً في إشعال الضوء الأخضر للهجوم على إيران، وأُعلن باقتضاب أنهما بحثا في المفاوضات النووية والوضع في غزّة. على الأثر تصرّف بنيامين نتنياهو كمن تلقّى أمراً تنفيذياً، فدعا إلى اجتماع وزاري أمني موسّع، ولم يدلِ بأي بيان. أما دونالد ترامب فقال الكثير: "ردّ إيران غير مقبول (على المقترح الأخير)"، "تخصيب اليورانيوم عائق رئيسي أمام إبرام اتفاق"، "يطلبون أشياء لا يمكن تنفيذها" و... "سنرى ما سيحدث في جولة مفاوضات يوم الخميس (12.6.25)". لم يكن هناك توافق على هذا الموعد، لكن ترامب تعمّد الإعلان ليتبيّن بعدئذ أنه اليوم الـ60 الذي كان قد حدّده سابقاً للحصول على اتفاق "خلال شهرين".
كانت طهران قد تجاهلت هذه المهلة خلال الجولات الخمس. ثم حُدّد الأحد (15.6.25) لجولة سادسة في مسقط. استبعد المتابعون تحركاً عسكرياً قبل ذلك، لكن الجولة ألغيت إلى أجل لن يُسمّى قبل انتهاء المواجهة التي بدأتها إسرائيل في اليوم الـ61، كما أراد ترامب. استُخدم موعد المفاوضات لتمرير "خدعة الحرب".
قال ماركو روبيو، مبرّئاً أميركا ومبرّراً الهجمات، إن إسرائيل "تصرّفت منفردةً لاعتقادها بأن العملية كانت ضرورية للدفاع عن النفس". لكن رئيسه كان متحمّساً، فما حصل (هجمات بالطائرات والمسيّرات، اغتيال جميع القادة العسكريين الإيرانيين، تعطيل الدفاعات الجوية، ضرب منشأة نطنز ومراكز نووية أخرى) كان بالنسبة إليه "ممتازاً"، و"الهجمات التالية المخطط لها ستكون أكثر قوّة"، و"منحنا الإيرانيين فرصة لم يستغلّوها"، و"على إيران التوصل إلى اتفاق قبل أن تخسر كل شيء، ولإنقاذ ما عُرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية". تلك كانت إملاءات الطرف المنتصر.
لذا تتساءل مراجع عديدة لماذا ذهب ترامب أساساً إلى المفاوضات إذا كان لديه شرط وحيد: وقف التخصيب كلياً أو لا اتفاق. وهل أراد التفاوض فقط لإضفاء "مشروعية" على الهجوم الإسرائيلي. وأيُّ تصوّر لديه (ولدى إسرائيل) الآن لتطوّر المواجهة ما دام لم يترك لإيران سوى خيار "الاستسلام"، لكنها تريد إطالتها لتحدّد نهايتها، كما تقول، بعدما كان الإسرائيليون قد حددوا بدايتها؟
المفاجأة الكبرى كانت اغتيال القادة العسكريين جميعاً خلال الهجوم السريع المباغت، فمعها تأكد أن حجم الاختراق الاستخباري الإسرائيلي (والأميركي) لإيران تجاوز كلّ تصوّر، وقد استُكملت الاغتيالات لاحقاً. يُذكر أنه في ضربات أواخر تشرين الأول / أكتوبر 2024 تحكّمت الإدارة الأميركية السابقة بخطط الإسرائيليين وقلّصت أهدافهم، فمنعتهم من التعرّض للمنشآت النووية وقطاع الطاقة، ومع ذلك تمكنت إسرائيل من إحداث خسائر جسيمة في البنى الدفاعية من دون أن تواجه أي أخطار، وأمكنها حينئذ أن تتلمس نقاط الضعف الإيرانية. هذه المرّة تحرّك الإسرائيليون بلا قيود، وبتنسيق أميركي كامل، ومهما بلغت شدّة الردود الإيرانية فإنها لن تستطيع بلوغ مستوى التفوّق الإسرائيلي أو مجاراته. ومنذ فقدت إيران إمكان الاعتماد على الأذرع التي صنّعتها في لبنان وسوريا والعراق وغزّة لتشكل خط دفاع عنها، أصبحت في حال دفاع مباشر عن النفس، فانكشفت حقيقة قوتها.
لم تكن إيران تجهل هذا الواقع، لكنها راهنت على جملة معطيات تبين أنها خاطئة أو وهمية. من ذلك، مثلاً، أن ترامب يقدّم نفسه كـ"رجل سلام" ولا يريد خوض حروب، وأنه يحتاج إلى إيران ويضعها في صلب استراتيجيته لمواجهة الصين، وبالتالي يمكنها الدخول في مساومات معه. لذلك، فهي دخلت المفاوضات النووية وفي ظنها أن الأمر يتطلّب فقط تعديلات على اتفاق 2015 النووي أو التنازل عن نشاطات أقدمت عليها ردّاً على الانسحاب الأميركي من ذلك الاتفاق، بل أعدّت نفسها لتقديم "حوافز استثمارية" يحبذها ترامب.
لكن ترامب "المسالم" لم يفرمل خطط إسرائيل في غزّة ولبنان وحتى في سوريا، بل تركها تكمل حربه في اليمن، وعندما أوحى بأنه يضغط على نتنياهو كي يمتنع عن ضرب إيران، كان يرضيه بإطلاق يده في تجويع غزّة. لكن الأهم والأخطر أن ترامب ونتنياهو كانا دائماً متوافقين على ضرورة تصفية النفوذ الذي بنته إيران في المنطقة. أكثر من ذلك، ليس مطلوباً فقط إجبار أي طرف تهزمه إسرائيل (والولايات المتحدة) على وقف إطلاق النار، بل إرغامه على أن يوقّع صاغراً على نزع سلاحه، فهذا هو الهدف في غزّة وهو ما كان مع "حزب إيران/ حزب الله" في لبنان، وهذا ما يتبدّى من الاتصالات السورية - الإسرائيلية. لكن هل ينطبق ذلك على إيران؟
مكالمة اليوم الثاني من الحرب بين ترامب وفلاديمير بوتين حُمّلت إشارات إلى أن الرئيس الروسي قد يتوسّط مع طهران لإنهاء المواجهة الحالية، لكن لقاء ماذا؟ استبق نتنياهو أي توقّعات بتحريض الإيرانيين على تغيير النظام، فهل حرب ترامب - نتنياهو صمّمت للوصول إلى هذا الهدف؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديبلوماسي إيراني: مستعدّون للتخلي عن تخصيب اليورانيوم مقابل بقاء النظام
ديبلوماسي إيراني: مستعدّون للتخلي عن تخصيب اليورانيوم مقابل بقاء النظام

المركزية

timeمنذ 43 دقائق

  • المركزية

ديبلوماسي إيراني: مستعدّون للتخلي عن تخصيب اليورانيوم مقابل بقاء النظام

زعم ديبلوماسي إيراني أنّ "القيادة العسكرية والسياسية الإيرانية مستعدة للتخلي عن تخصيب اليورانيوم من أجل الحفاظ على النظام". وقال الديبلوماسي الذي لم يكشف عن هويته، بحسب منصة "إيرانواير": "نحن بحاجة إلى حلّ يحفظ ماء الوجه". وأوضح أن "الأولوية الحقيقية للمرشد علي خامنئي والحكومة هي البقاء". وأضاف "أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضدّ الجيش الإيرانيّ والقوات الأمنية والاقتصاد والمعنويات العامة، ستضعف في نهاية المطاف الحكومة". وأشار إلى أن "الجيش الإيرانيّ والحرس الثوري سيفقدان السيطرة على الوضع حتمًا، ولا أحد يعلم ما قد يحدث لاحقًا". وقال "لا نريد تكرار خطأ صدام حسين. نحن مستعدون للتفاوض". وعندما سُئل عما إذا كان إصرار إيران على تطوير برنامج نووي يُبرّر الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، أكد أنّ "البرنامج الإيراني سلمي". وأردف قائلا: "مهما حدث في الماضي فإننا نعيش واقعا جديدا الآن، والأولوية هي لإنقاذ النظام ومنع تدمير بلدنا". واعتبر أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الشخص الوحيد القادر على حلّ الوضع". وختم حديثه قائلا: "قادتنا، بمن فيهم السيّد خامنئي، مستعدون للتفاوض على اتفاق حقيقي الآن".

ترامب: إيران لن تنتصر.. يجب أن تتفاوض "قبل فوات الأوان"
ترامب: إيران لن تنتصر.. يجب أن تتفاوض "قبل فوات الأوان"

المركزية

timeمنذ 43 دقائق

  • المركزية

ترامب: إيران لن تنتصر.. يجب أن تتفاوض "قبل فوات الأوان"

شارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، في اليوم الأول من قمة مجموعة السبع في كندا، حيث يتصدر تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران جدول أعمال الزعماء. وفي تصريحات أدلى بها على هامش القمة، قال ترامب إن استعداد إيران للتفاوض إشارة إلى نيتها خفض التصعيد تجاه إسرائيل. وأشار ترامب للصحفيين: "لكن كان عليهم فعل ذلك من قبل. أعطيتهم 60 يوما، وكان لدي 60 يوما (لإبرام اتفاق نووي)، وفي اليوم الـ61 قلت: 'ليس لدينا اتفاق". وأضاف ترامب: "عليهم إبرام اتفاق، إنه أمر مؤلم للطرفين، لكنني أقول إن إيران لن تفوز بهذه الحرب.. ويجب أن يتفاوضوا فورا قبل فوات الأوان". وعند سؤاله عن إمكانية تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الصراع بين طهران وتل أبيب، رفض ترامب التعليق قائلا: "لا أريد الحديث عن ذلك". وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي، إنه سيتم التوصل "قريبا" إلى سلام بين إسرائيل وإيران. وذكر ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشال": "إيران وإسرائيل يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وستتوصلان إليه، تماما كما جعلت الهند وباكستان يتوصلان إلى اتفاق".

تصريح خطير جدًا.. هذا ما أكده نتنياهو بشأن اغتيال خامنئي!
تصريح خطير جدًا.. هذا ما أكده نتنياهو بشأن اغتيال خامنئي!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

تصريح خطير جدًا.. هذا ما أكده نتنياهو بشأن اغتيال خامنئي!

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز"، بأنه لا يستبعد إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وأشار نتنياهو إلى أن استهداف المرشد الأعلى الإيراني سينهي الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران الذي اندلع أواخر الأسبوع الماضي، ولن يؤدي إلى تصعيده. وردا على سؤال من شبكة "إيه بي سي نيوز" حول تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني خشية تصعيد الصراع، قال نتنياهو: "هذا لن يصعد الصراع، بل سينهيه". وأضاف نتنياهو: "عانينا من نصف قرن من الصراع نشره هذا النظام الذي يرعب الجميع في الشرق الأوسط، وقصف حقول النفط في أرامكو السعودية وينشر الإرهاب والتخريب في كل مكان". وتابع: "إيران تريد حربا لا تنتهي، وهي تقودنا إلى حافة حرب نووية. ما تقوم به إسرائيل في الواقع هو منع هذا، ووضع حد لهذا العدوان، ولا يمكننا تحقيق ذلك إلا من خلال مواجهة قوى الشر". وعند سؤاله عما إذا كانت إسرائيل ستستهدف المرشد الأعلى بالفعل، أجاب نتنياهو بأن إسرائيل "تقوم بما يتوجب عليها فعله". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store