logo
مستقبل نبيه برّي بين الإرث الثقيل وهاجس الرحيل

مستقبل نبيه برّي بين الإرث الثقيل وهاجس الرحيل

صوت لبنانمنذ يوم واحد
كتب آلان سركيس في 'نداء الوطن':
تطغى الملفات الكبيرة على الساحة اللبنانية. وتتراكم المشاكل والهموم من أمنية إلى سياسية واقتصادية. ولا وقت للتفكير بملفات قد تكون مهمة، لكن لم يحن أوانها بعد، خصوصًا بعد الحرب الإسرائيلية – الإيرانية وانتظار تداعياتها على لبنان.
أجرت الحكومة اللبنانية استحقاق الانتخابات البلدية بعد ثلاثة تمديدات. وسقطت كل الموانع التي تدفع إلى تأجيلها مرة رابعة. وتستعدّ البلاد بعد 11 شهرًا لإجراء الانتخابات النيابية التي ستكون مفصلية، إذا سمحت ظروف البلد والمنطقة بذلك.
انتخب العماد ميشال عون رئيسًا في 31 تشرين الأول 2016، وصرّح بعدها أن عهده ينطلق بعد الانتخابات النيابية في أيار 2018. واليوم، يشهد لبنان عهدًا جديدًا قد لا يشارك مباشرةً في الانتخابات النيابية بشكل مباشر، لكن بطبيعة الحال ستؤثّر النتائج سلبًا أو إيجابًا على مسيرته.
وبعيدًا عن الجهة التي ستفوز في الانتخابات في زمن التحولات الكبرى في لبنان والمنطقة، هناك سؤال كبير يطرح عن مستقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وما إذا كان سيترشّح مجددًا للانتخابات النيابية، أم أنه يعتزم اختتام مسيرته البرلمانية والسياسية.
لا يُحسد برّي على الحمل الثقيل الذي يلقى على كاهله. وقد يكون مستقبل الطائفة الشيعية مرتبطًا بخياراته بعد اغتيال الأمين العام لـ 'حزب الله' السيد حسن نصرالله وتدمير البنية العسكرية لـ 'الحزب'، ومسح قسم لا يستهان به من القرى الحدودية وضرب البيئة الشيعية، وضعف النظام الإيراني وتهديده بالسقوط بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية التي تلقاها.
ويشبه وضع برّي في هذه المرحلة وضع الرئيس كميل شمعون بعد اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، مع فارق كبير بين الشخصيتين من حيث الدور والحجم والوزن والأداء السياسي والوطني. كان اغتيال الجميل صدمة للمسيحيين وحلمًا ضاع، وهذا الجرح ما زال في الذاكرة المسيحية حتى اليوم. حاول شمعون وقف الانهيار وتثبيت الوجود المسيحي على الخريطة السياسية، مستفيدًا من هالته وعلاقاته الدولية والداخلية كرئيس للجبهة اللبنانية، وحاول تمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة.
ويعتبر وضع برّي اليوم أصعب بكثير من وضع المسيحيين في تلك المرحلة، على رغم ثقل الخسارة، وللمفارقة، فإن النكبة التي أصابت المسيحيين حصلت بعدما تخطّى شمعون عتبة الثمانين عامًا، بينما تجاوز برّي عتبة الـ 86 عامًا عندما بدأت نكبة الشيعة بدخول 'حزب الله' حرب الإسناد في 7 تشرين الأول 2023، ويحاول معالجة كل تبعاتها.
كبر برّي وشاخ، وابن الـ 87 عامًا (على الهوية مواليد 1938، لكنه يُصرّح في كتابه أنه مواليد 1936 وتأخّر أهله في تسجيله عامين، بعدما دوّن والده تاريخ ميلاده على نسخة من القرآن كي لا ينساه)، لم يعد قادرًا على مواجهة التحديات الكبرى، فالعمر له حقّ، لذلك يطرح جديًا ما إذا كان الرجل الذي ولد عام 1936، وتدرّج داخل حركة 'أمل' وتولى زمام القيادة بعد اختفاء الإمام موسى الصدر، سيكون قادرًا على استكمال مسيرته السياسية.
مهما حاول 'حزب الله' الظهور بمظهر المنتصر أو غير المهزوم، فالوقائع تثبت غير ذلك على رغم المكابرة. يستطيع برّي الحفاظ على دور طائفته ضمن الحدود المرسومة لها داخل النظام، لكن نظرية 'الطائفة الحاكمة' سقطت إلى غير رجعة خصوصاً مع إنهيار أسطورة طهران.
يتربّع برّي على عرش رئاسة البرلمان منذ عام 1992. وفاز في الانتخابات النيابية في دورات 1992 و1996 و2000 و2005 و2010 و2018 و2022، أي توج نائبًا 7 مرّات وهذا رقم قياسي.
وبمجرّد عدم ترشّح برّي إلى انتخابات 2026، يعني ذلك حكمًا خروجه من نادي المرشحين إلى رئاسة مجلس النواب، علمًا أن لا منافس له طوال المرحلة الماضية. حتى الرئيس حسين الحسيني لم يدخل من ضمن منافسيه بعد 'اتفاق الطائف'.
عوامل كثيرة تمنع برّي من الترشّح مجددًا إلى النيابة في دائرة صور – الزهراني، العامل الأول هو كبر سنّه، رغم أنه ما زال بوعيه، إلا أنّ عامل العمر قد يقف حجر عثرة. العامل الثاني هو الرغبة الداخلية في التغيير، حتى داخل حركة 'أمل' هناك من يسأل عن وريث. العامل الثالث قد يكون وضعه على لائحة العقوبات الأميركية، والعامل الرابع هو سلوكه الإعتباطي في رئاسة مجلس النواب وظهر هذا الأمر بوضوع في مسألة إنتخاب المغتربين، وبالتالي يصعب عندها انتخاب رئيس مجلس معاقب أميركيًا، ولن يقبل بعودته نائبًا من دون ترؤسه المجلس.
وإذا كانت أسباب عدم الترشّح واضحة، إلا أن المآسي التي تمرّ بها الطائفة الشيعية وغياب نصرالله والضياع الحاصل، عوامل قد تدفع برّي إلى البقاء في دائرة الأضواء والزعامة، لأن غيابه سيؤدي إلى تراجع الدور الشيعي، وسط تأكيدات من داخل 'أمل' أن برّي باق ومهمة البحث عن وريث لا تزال باكرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عطالله: لا عودة للوصاية... وتسليم السلاح يتم بالحوار
عطالله: لا عودة للوصاية... وتسليم السلاح يتم بالحوار

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

عطالله: لا عودة للوصاية... وتسليم السلاح يتم بالحوار

اعتبر عضو تكتل "لبنان القوي" النائب غسان عطالله أنه "كان يجب على الحكومة أن تبحث في استراتيجيّة دفاعيّة منذ استلامها الحكم وطريقة تسليم السلاح تكون في الحوار". وقال عطالله في حديث لـmtv: حزب الله لا يردّ على أي إعتداء إسرائيلي ونحن ما زلنا في حالة حرب في ظلّ الإعتداءات الإسرائيليّة وسلاح "الحزب" لم يعد رادعاً لإسرائيل. وتابع "لن نسمح بالكلام الذي عدنا نسمعه عن وضع لبنان تحت السيطرة والوصاية السورية وعلينا أن نكون جميعاً خلف الدولة ويجب البدء بالسلاح الفلسطيني وملف النازحين لأنه بمثابة قنبلة موقوتة". ورداً على سؤال، قال: "تنظيم "داعش" موجود ويشكّل خطراً كبيراً على لبنان وعلى الحكومة اللبنانية اتخاذ إجراءات تجاه النازحين وإيقاف كل التسهيلات السابقة لهم من ضمنها التعليم والاستشفاء". وحول السلام مع إسرائيل، قال: "الطريق إلى السلام مع إسرائيل يمر حصراً بحل الدولتين وإذا لم يتحقق هذا التفاهم فالهدنة تصبح الخيار البديل". وفي ملف الانتخابات النيابية، ذكّر عطالله أن "سنة 2016 كل الكتل النيابية وافقت على قانون الانتخابات فدعونا نطبقه كما هو والمغترب اللبناني موافق عليه ومقتنع بمن سيمثله". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

استعراض مسلح في زقاق البلاط... 7 أيار صنعه السلاح الخفيف!
استعراض مسلح في زقاق البلاط... 7 أيار صنعه السلاح الخفيف!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

استعراض مسلح في زقاق البلاط... 7 أيار صنعه السلاح الخفيف!

أثار مقطع فيديو متداول يُظهر استعراضاً مسلحاً في منطقة زقاق البلاط وسط العاصمة بيروت، خلال مسيرة عاشورائية، موجة من الجدل والاستنكار، وسط حديث متزايد في لبنان عن سلاح "حزب الله" تحديداً. وأفادت المعلومات بأنّ قوة من الجيش نفذت مداهمات واسعة في منطقة زقاق البلاط وأوقفت عدداً من الشبان هناك، على خلفية الفيديو. واستذكر لبنانيون في مواقع التواصل، ذكريات اقتحام بيروت من قبل "حزب الله" في 7 أيار 2008 عندما وجه "حزب الله" سلاحه نحو الداخل اللبناني، واعتبر معقلون اليوم أن "التظاهرة العاشورائية المسلحة في بيروت دليل على ان نظرية جمع السلاح الثقيل والمتوسط خاطئة وقاصرة. كل الاحداث التي استباحت الدولة من 7 أيار الى الطيونة...الخ، صنعها السلاح الخفيف". وقال معلق في "إكس" أن منطق الدويلة مازال غالباً على منطق الدولة في لبنان، مضيفاً أن "حزب الله لو خرج من اللعبة الاقليمية فهو باق مع بقاء سلاحه للإمساك بالورقة الداخلية. المواقف الشاجبة لا تكفي، أين القوى الامنية؟ الدولة امام امتحان". ورد معلقون آخرون بالقول أن بقية الأحزاب اللبنانية تمتلك أسلحة متفلتة أيضاً، ونشروا مقاطع فيديو قديمة تظهر أحداثاً مشابهة في مناطق لبنانية أخرى، من بينها مقطع فيديو لأنصار حزب "القوات اللبنانية" في دير الأحمر العام 2020. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

لا جواب لبنانياً إنما نقبل أو لا نقبل
لا جواب لبنانياً إنما نقبل أو لا نقبل

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

لا جواب لبنانياً إنما نقبل أو لا نقبل

كيف يمكن إقناع بعض مجموعة الممانعة بل كلها، أن زيارة الموفد الأميركي توم براك ليست لتسلم الجواب اللبناني على الأسئلة الأميركية عن تسليم سلاح "حزب الله" أو رفض التسليم، إنما هدف الزيارة هو معرفة المهلة الزمنية لإقفال هذا الملف نهائياً ، فضلاً عن مهلة بدء الإصلاحات المطلوبة سياسياً وإدارياً واقتصادياً، لإقلاع لبنان ولحاقه بالدول الدول. وفي اختصار إن ما يُحكى عن أجوبة هو مجرد تواريخ. نعم إن الموفد الأميركي آتٍ إلى لبنان لمعرفة شيء واحد من الدولة اللبنانية هو هل وصلتم إلى قرار بـ"نزع" سلاح "حزب الله" بأي طريقة من الطرق وكيف ومتى؟ في مفهوم الدول أن لا سلاح في أي دولة إلا سلاحها الشرعي أي أن سلاح الميليشيات هو سلاح غير شرعي وبالتالي يخضع للمصادرة. والأهم أن سلاحي "حزب الله" و"أمل" هما غير شرعيين منذ اتفاق الطائف عام1989 بعد "الإستقواء" على ميليشيا "القوات اللبنانية" في عهد الرئيس الياس الهراوي واستفرادها من دون غيرها في تسليم سلاحها،والأدهى أن الميليشيا التي احتفظت بسلاحها هي ميليشيا غير لبنانية تتسلّح بسلاح نظام سوري ثم إيراني يصول ويجول على كل الأراضي اللبنانية موزعاً توجيهاته على الجميع.وحسناً فعل الحزب التقدمي الإشتراكي الذي أعلن (بعد تأخر 35 عاماً) أنه سلّم ما عنده من سلاح إلى الجيش ويبقى للجيش توضيح هذه "الغلة". اليوم لم يعد من سؤال يحمله الموفد الأميركي براك ، إنما المسالة واضحة وهي هل أن لبنان مستعد لتسلّم السلاح الإيراني المصدر، وفق القرار 1701 أم أن المسألة صارت لهما أي الولايات المتحدة وإسرائيل وخلفهما المجتمع الدولي بعد الحرب التي خيضت ضد إيران ونتائجها الوخيمة عليها؟ والأدهى أن كل الدول العربية ليست بعيدة عن هذا التوجه وجميها تسعى إلى التطبيع مع اسرائيل. والقرار وفق مصادر ديبلوماسية أن لا عون ولا بري ولا سلام يستطيعون وقف حرب على لبنان مادام هذا البلد عاجزاً ولم يتمكّن من وضع يده على سلاح ميليشيا مسلّحة تتحكّم بقراراته السياسية والإدارية والعسكرية وقادرة على عرقلة أي خطوة يمكن أن تقوم بها لضبط إدارتها، أو التعرض لأمن جيرانها، أو لأحد المغتربين والسياح والدليل الأكبر رفع صور قادة الحزب وأوليائهم الإيرانيين على طريق المطار اللبناني الوحيد في عز الإستعدادات لاستقبال مغتربين وسياح عرب وأجانب طالما منّينا النفس بمجيئهم على أبواب فصل الصيف. المطلوب اليوم ليس أجوبة من "حزب الله" بل من الدولة اللبنانية لأن القرار الدولي اتخذ وما على لبنان إلا التنفيذ. وفي المعلومات أن العصا هذه المرة غليظة، والمثال "حرب غزة"، والتجربة قد تتكرّر وحينها لا ينفع الندم. رجاء أيها المسؤولون كفّوا عن التذاكي لأن أمامنا صيفاً طالما انتظرناه. المطلوب قرار واحد لا غير ، وهو أن نرضخ لقرار دولي أكبر من لبنان بكثير لئلا ندفع الثمن غالياً جداً وقريباً جداً، وفي مهلة قد لا تتجاوز الأسبوعين. بقلم : حبيب شلوق انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store