
أزمة التسريب من الشاباك.. إسرائيل 2025 أكثر قومجية وتطرفاً وانقساماً.. وقيادتها 'أقل جودة ونظافة يد'
أخبارنا :
تتفاعل قضية التسريب من الشاباك في إسرائيل، وتؤجّج الخلافات بين معسكرين متصارعين على هويتها والسلطة فيها، وهي، إلى حد بعيد، تعكس تغيّرات عميقة تعصف بها وتهدّد بتعميق انقساماتها، إلى درجة قد تصل إلى "دولتين إسرائيليتين مختلفتين'، وفقًا لمراقبين إسرائيليين.
واليوم الأربعاء، طلبت وحدة التحقيق مع أفراد المؤسسة الأمنية داخل وزارة القضاء، المعروفة بـ "ماحاش'، تمديد اعتقال الضابط في "الشاباك'، المكنّى بـ "أ'، الذي سرّب معلومات سرية إلى وزير وصحافيين اثنين، تتعلق بإدارة تحقيق سري حول تسلل الكاهانيين (أتباع الحاخام العنصري الراحل مئير كهانا، مؤسس حركة "كاخ' الإرهابية) إلى قيادة الشرطة. كما سرّب مستندات داخلية من الشاباك بشأن "السابع من أكتوبر'، تتناقض مع الرواية الرسمية للجهاز ذاته حول مسؤوليته عن الحدث الجلل، الذي تسبّب بخسائر فادحة وإهانة غير مسبوقة لإسرائيل، فاقت ما تعرّضت له في حروبها المتعددة مع العرب منذ نكبة فلسطين عام 1948.
هارئيل: القضية تدلّ على بداية تفتت داخلي في جهاز الشاباك.. ونتنياهو هو المستفيد الوحيد منها، كونها تصرف الأنظار عن الفضائح التي تحاصره وعن الحرب الفاشلة في غزة
ويُشار إلى أن الضابط "أ'، المعتقل منذ أسبوعين، قد اعترف بتورّطه في التسريب، وهو فعل محظور قانونيًا، إلا أنه يدّعي أنه قام بذلك "لإطلاع الجمهور على معلومات بالغة الأهمية'، في حين يزعم محاميه أن موكله اتخذ خطوة شرعية لأن "الديمقراطية تعني، من جملة ما تعنيه، الدفاع عن حق الجمهور في المعرفة'.
ويحاول طرفا الصراع الداخلي في إسرائيل توظيف هذه القضية للطعن في مصداقية ومكانة الطرف الآخر. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحاشى التدخّل في القضية خشية التورط في "تضارب مصالح'، خاصة في ظل التحقيق مع أحد مستشاريه المقربين من قبل الشاباك نفسه في قضية تتعلق بالمال والاختراق القطري. ورغم ذلك، شارك نتنياهو تغريدة نشرها عضو كنيست من حزبه (الليكود) دعت إلى التحقيق مع رئيس الشاباك، رونين بار.
أما "الليكود'، فقد جدد حملته على الشاباك، في بيان رسمي قال فيه: "أجزاء من الشاباك تحوّلت إلى ميليشيا خاصة تابعة للدولة العميقة'.
ويواصل وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، هجومه العنيف على المؤسسة الأمنية، داعيًا الإسرائيليين إلى شكر الضابط المسرّب "أ'.
مقاطعة رئيس الشاباك
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، وكجزء من حملة المستوى السياسي ضد المؤسسة الأمنية، امتنع نتنياهو، أمس، بشكل غير مسبوق، عن دعوة مندوب من الشاباك لمرافقته في جولة أمنية ميدانية على حدود قطاع غزة. والأدهى من ذلك، أنه ألغى جلسة الكابنيت التي كانت مقررة ليل أمس، بسبب رفض الوزير المستوطن المتشدد بتسلئيل سموتريتش المشاركة فيها، معلنًا رفضه الجلوس إلى جانب رونين بار.
ورغم الحديث عن أن معظم وزراء الكابنيت يعارضون مقاطعة بار، فإن الاجتماع المخصص لمناقشة الحرب على غزة، ومستقبل صفقة التبادل، لم يُعقد، ما دفع عائلات المحتجزين الإسرائيليين إلى شن هجوم مضاد على الحكومة، متهمين إياها بالعبث بمصائر أبنائهم.
وفي تعليقه على التطورات، اتهم زعيم المعارضة، يائير لبيد، نتنياهو "بالسعي لتحويل الشاباك إلى شرطة سرية لحمايته الشخصية'.
ويعكس كاريكاتير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت'، اليوم الأربعاء، موقف المعسكر المعارض لنتنياهو، حيث يظهر الأخير محاطًا بالوزراء، وهو يقول: "نحن على بعد خطوة من تفكيك الشاباك'، في سخرية من تصريحه السابق، قبل عام، حين قال: "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر المطلق وتدمير حماس'.
وفي مشهد يلخص الحالة الراهنة لإسرائيل عام 2025، يستعد وزير الأمن الداخلي، المدان سابقًا بالإرهاب، للسفر إلى الولايات المتحدة برفقة مستوطن متشدد من مستوطنة يتسهار، رغم حظر دخولهما إلى أمريكا سابقًا، لضلوعهما في الاعتداءات على الفلسطينيين واليساريين اليهود، إضافة إلى اتهامات إسرائيلية له بالتحريض على اغتيال رابين.
نتنياهو ينتصر على الشاباك
يدفع هذا التسريب الخطير عددًا كبيرًا من المراقبين والمعلّقين في إسرائيل إلى الانشغال المكثف بالقضية، التي تعمّق حالة التشظي والانقسام الداخلي. ويذهب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس'، عاموس هارئيل، إلى حد القول إن القضية تدلّ على بداية تفتت داخلي في جهاز "الشاباك'، مشيرًا إلى أن نتنياهو هو المستفيد الوحيد منها، كونها تصرف الأنظار عن الفضائح التي تحاصره وعن الحرب الفاشلة في غزة، معتبرًا أنه يحاول اليوم الانتصار على الشاباك بعدما فشل في تدمير "حماس'.
أما البروفيسور مردخاي كرمنتسر، المعلق للشؤون القضائية في "هآرتس'، فيرى أن تسريب المعلومات يمسّ ليس فقط بالشاباك، بل بالبنية التحتية القيمية للدولة، مشددًا على ضرورة التحقيق الجاد في القضية. ويحمّل الحكومة مسؤولية خطيرة، قائلًا إنها ترعى باستمرار تعاملًا مستهترًا مع أسرار الدولة، وسط حملة شرسة على رئيس الشاباك، رونين بار. ويضيف كرمنتسر: "تسريب معلومة سرية هو مخالفة جنائية، بل جريمة'.
في السياق نفسه، تؤكد المعلّقة السياسية البارزة في صحيفة "يديعوت أحرونوت'، أريئيلا هوفمان، في مقال بعنوان "عندما تشرق الشمس على ميامي' (في إشارة إلى نجل نتنياهو الذي يعيش في ميامي على نفقة الدولة، ويشتهر بتصريحاته المستفزة)، أن الضابط "أ' ليس بطلًا، ولا كاشفًا للفساد، ولا مناضلًا من أجل العدالة، بل هو شخص ذو دوافع سياسية، خان الأمانة والثقة، وانضم إلى قائمة غير مشرفة من المسرّبين.
وفي ظل هذا السجال، الذي تفجّر بقوة منذ عام 2023، وما يزال يتواصل حتى اليوم، باتت إسرائيل في عام 2025 تبدو وكأنها دولتان مختلفتان، غارقتان في صراع داخلي يتجاوز مجرد التنافس على مقاليد الحكم. فالنقاشات حول "التسريب' وأمثاله لم تعد من باب "الخلاف الديمقراطي الصحي'، بل هي، وفق عدد من المحللين، انعكاس لصراع خطير وجودي، وليدة تحوّلات عميقة تهزّ ركائز الدولة.
ويذهب بعض المراقبين إلى القول إن إسرائيل اليوم تكابد حالة من التشظي والتمزق الداخلي تهددها أكثر من مجمل التهديدات الخارجية، على غرار ما حذّر منه رئيس الدولة السابق رؤوفين ريفلين عام 2015، خلال مؤتمر هرتزليا للمناعة القومية، حين قال: "إن انقسامات الأسباط والقبائل داخل إسرائيل أخطر عليها من القنبلة الإيرانية'.
عوامل الانقسام عميقة ومركّبة
يعكس هذا السجال حول قضية تسريب الشاباك، إضافة إلى قضية الاختراق القطري، وغيرها من الملفات الخلافية، رواسب صراع مبدئي وعميق بين المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية، تفجّر بشكل صارخ منذ أن انحازت الأخيرة، علنًا، إلى جانب المعارضة ضد خطة "الإصلاح القضائي' التي طرحتها حكومة نتنياهو مطلع عام 2023، والتي اعتُبرت "انقلابًا على النظام السياسي'.
ضمن هذا الصراع، تدافع المؤسسة الأمنية عن دورها ومكانتها في الحكم بصفتها جزءًا من النخبة التقليدية (التي يسميها نتنياهو "الدولة العميقة')، المهددة اليوم من قبل نخب جديدة صاعدة، بفعل تحوّلات اجتماعية وسياسية، أبرزها تراجع نسبة اليهود الغربيين (الأشكناز) والليبراليين، في مقابل ازدياد نفوذ اليهود الشرقيين (المزراحيم)، والمتدينين والمستوطنين.
وتتجلى جذور هذا الانقسام غير المسبوق في تورّط عدد كبير من السياسيين في قضايا فساد، دفعهم لمهاجمة "حراس العتبة'- القضاء، الشرطة، النيابة العامة، الإعلام- بعد أن رفض هؤلاء التساهل في محاكماتهم. ويصف بعض المحللين هذا الصراع بأنه "خصومة الحرامي مع الناطور'، في ظل استفحال الاستبداد السياسي واستشراء الفساد.
لكن ربما الأخطر من كل ذلك، هو الصراع على "الوعي الجماعي' للإسرائيليين، وبالتحديد في الإجابة على السؤال الكبير: من المسؤول عن الفشل المدوي في 7 أكتوبر؟
مردخاي كرمنتسر: تسريب معلومة سرية هو مخالفة جنائية، بل جريمة.. والحكومة ترعى باستمرار تعاملًا مستهترًا مع أسرار الدولة
المؤسسة الأمنية، من جهتها، تعترف بمسؤوليتها عن الفشل، على المستوى الاستخباراتي والعسكري والعملياتي، لكنها ترى أن الفشل الجوهري هو فشل سياسي من الدرجة الأولى. فقد راهن المستوى السياسي، بشكل وهمي، على أن حركة "حماس' مرتدعة، وأنه يمكن احتواؤها بالمال، بل تم السعي إلى إبقاء حكمها في غزة كأداة جيوسياسية لتكريس الانقسام الفلسطيني ومنع قيام دولة فلسطينية.
علامة فارقة
في ظل هذه السجالات، والكثير من القرائن، باتت إسرائيل عام 2025 مختلفة، فهي أكثر تطرّفاً وقومجية وتديّناً، وأقل ديموقراطية تجاه مواطنيها، قادتها أقل جودة ونظافة يد، ترجّح كفّة المصالح الفئوية على مصالح الدولة، وهذا يفسّر عدم وقف الحرب، وتعطيل صفقة التبادل بمنهجية. هذا صحيح على الأقل في مقارنة القيادة الحالية مع جيل سابق من ساستها، وربما هي جزء من ظاهرة عالمية اليوم.
وفي سياق التأثّر بالعالم الآخر لا بدّ من السؤال؛ هل كانت مثل هذه الانقسامات، التي تتجاوز حدود الخلاف في الرأي، لولا الربيع العربي منذ 2011، وكذلك والتطبيع العربي؟ وهما حدثان قد تسبّبا بتراجع تهديد الأعداء الخارجيين..
وسؤال آخر: يرى الإسرائيليون، اليوم، أن السابع من أكتوبر حدثٌ جللٌ له ما قبله وله ما بعده، وهذا ينطبق على واقع حال فلسطينيي الداخل (19%)، الذين باتوا يواجهون تهديدات غير مسبوقة على تشكيلة حقوقهم الوطنية والمدنية، فهل ينتظمون سياسياً، ويرتّبون صفوفهم لمحاولة إسقاط هذا الائتلاف، الأشد تطرفاً وعدوانية للشعب الفلسطيني، من خلال زيادة مشاركتهم في الانتخابات العامة بعد عام؟ هذا بيد فلسطينيي الداخل، في ظلّ حالة شبه التعادل بين المعسكرين المتصارعين، وقد سبق لهم أن حالوا دون تشكيل نتنياهو حكومة عدة مرات منذ 2018، وساهموا في إسقاطه في انتخابات 1999.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ يوم واحد
- الغد
زامير: علينا استغلال الظروف وإبرام صفقة تبادل
اضافة اعلان وأضاف زامير: "هناك إجماع في الأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل إلى إطلاق سراح الرهائن".وفي اليوم الـ68 من استئناف الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة، استمرت الغارات على خيام ومنازل المدنيين الفلسطينيين، ليرتفع عدد الشهداء إلى 76 شهيدا منذ فجر أمس الجمعة، وفقا لما وثقته مصادر طبية.وبينما يتعاظم خطر المجاعة في القطاع المحاصر، أكدت الأمم المتحدة أن كمية المساعدات التي دخلت مؤخرا قليلة جدا. ودعا الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش "إسرائيل" إلى السماح بدخول المساعدات، مجددا التأكيد على أن الأمم المتحدة لن تكون جزءا من أي خطة لا تحترم القانون الدولي.وفي الأوساط الإسرائيلية، تتعمق أزمة تعيين ديفيد زيني رئيسا لجهاز الشاباك، لا سيما بعد تقارير إعلامية عن تأييده استمرار الحرب ورفضه صفقة لتبادل الأسرى.


الغد
منذ يوم واحد
- الغد
نذر حرب أهلية تتصاعد بكيان الاحتلال بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك
اضافة اعلان القدس المحتلة - أجج قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعين اللواء ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (شاباك) خلفا لرونين بار خلافات حادة وقوبل بانتقادات واسعة، كما خرجت مظاهرات احتجاجا على القرار.وحذر محللون في كيان الاحتلال من احتمال أن يكون تعيين زيني عقب إقالة بار القشة التي قسمت ظهر البعير في قضايا خلافية عديدة في المجتمع الإسرائيلي ما ينذر بحدوث حرب أهلية.ووصف قرار نتنياهو في كيان الاحتلال بأنه تحد للقضاء، إذ جاء بعد يوم من إصدار المحكمة العليا قرارا اعتبرت فيه أن قرار إقالة رونين بار "غير ملائم ومخالف للقانون".وقالت المستشارة القضائية في الكيان المحتل غالي بهاراف ميارا إن نتنياهو خالف التعليمات القانونية بتعيينه رئيسا جديدا للشاباك، وتحدثت عن شبهة وجود تضارب مصالح، وقالت إن آلية التعيين معيبة.وأكدت هيئة البث العبرية أن قيادة الجيش تفاجأت بقرار نتنياهو واستقبلت الإعلان باستهجان، وأوضحت أنه تم إبلاغ رئيس أركان الجيش إيال زامير قبل 3 دقائق فقط من إعلان مكتب رئيس الوزراء قرار تعيين زيني.وفي هذا السياق حذر رئيس جامعة تل أبيب أرييل بورات أمس من أن تعيين الجنرال ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك) سيؤدي إلى حرب أهلية.وقال موقع والا الإخباري العبري أن بورات بعث رسالة لاذعة إلى الجنرال ديفيد زيني يدعوه فيها إلى رفض ترشيحه لمنصب رئيس الشاباك، وبالتالي "منع الحرب الأهلية وإراقة الدماء".وكتب رئيس جامعة تل أبيب في الرسالة أن العديد من رؤساء الاقتصاد حذروا من انهيار اقتصاد البلاد في حال الوصول إلى حالة من العصيان للمحكمة العليا.وأضاف أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "تعيينك رئيسا جديدا لجهاز الشاباك جاء مخالفا لتعليمات المستشارة القانونية للحكومة" (غالي بهاراف ميارا).وانتقد بورات "تحدي نتنياهو للقضاء"، معربا عن قلقه من أن تمضي الحكومة في تعيين الجنرال زيني رئيسا للشاباك، حتى لو قضت المحكمة بعدم قانونية ذلك.وتابع مخاطبا زيني "إذا حدث هذا، فسيكون تعيينك غير قانوني، وسيكون سلوك الحكومة وقائدها إجراميا، وقد يؤدي هذا الوضع، إلى حرب أهلية وإراقة دماء".وأردف: أحثّك على الإعلان فورا عن عدم قبولك منصب رئيس جهاز الشاباك بشكل يخالف تعليمات المستشارة القضائية وقرار المحكمة.من جهته، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس إقالة الجنرال ديفيد زيني من منصبه العسكري بعد قرار تعيينه لمنصب رئيس جهاز الشاباك وقال إنه تم الاتفاق على تقاعده.جاء ذلك في بيان بعدما قالت وسائل إعلام عبرية إن رئيس أركان الجيش إيال زامير أقال الجنرال زيني من منصبه العسكري بعد قرار تعيينه لمنصب رئيس الشاباك.ونقلت القناة 12 عن جيش الاحتلال قوله في بيان: في ضوء المنشورات، نود التأكيد على أن الجنرال ديفيد زيني لم يُفصل من الجيش، مضيفا أن رئيس أركان الجيش إيال زامير والجنرال زيني، أتفقا على تقاعده في أعقاب تعيينه بمنصب رئيس جهاز الشاباك.وتتواصل في كيان الاحتلال ردود الفعل الغاضبة على تعيين نتنياهو لزيني رئيسا للشاباك، إذ انتقد مسؤولون مدنيون وعسكريون لقاء الطرفين دون علم رئاسة الأركان.من جهته، قال مكتب نتنياهو إن تعيين رئيس دائم للجهاز مصلحة أمنية عليا وإن هذا التعيين سيُعرض على لجنة تعيين كبار المسؤولين.وكان نتنياهو أقال رونين بار في 6 آذار (مارس) الماضي، في خطوة اعتُبرت غير قانونية، لتشهد دولة الاحتلال أزمة إثر الخلاف بينهما.كما قضت المحكمة العليا في الكيان المحتل بوقت سابق، بعدم قانونية إقالة الحكومة لرونين بار، في حين تقدمت أحزاب معارضة بالتماسات إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد القرار، مما دفع الأخيرة إلى تجميد الإقالة لحين النظر في الالتماسات.وتعمّقت الأزمة عندما أعلن نتنياهو تعيين قائد البحرية الأسبق إيلي شربيت رئيسا لجهاز "الشاباك"، قبل أن يتراجع تحت وطأة انتقادات داخل حكومته.من جانبه، وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد دعوة إلى ديفيد زيني ليعلن أنه لا يستطيع قبول التعيين حتى تصدر المحكمة العليا حكمها في هذا الأمر.وكتب لبيد عبر منصة إكس "نتنياهو في وضع من تضارب خطير للمصالح. أدعو الجنرال زيني إلى الإعلان أنه لا يستطيع القبول بهذا التعيين ما دامت المحكمة العليا لم تعلن موقفها بهذه القضية".واعتبر زعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس أن نتنياهو "تجاوز خطا أحمر" آخر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية وتعيين رئيس الشاباك، مضيفا أن "نتنياهو يقوض مجددا سيادة القانون ويقود إسرائيل إلى صراع دستوري على حساب أمنها".وقال إن تعيين زيني إذا تم دون تعاون مع رئيس الأركان، فإنه يعني إلحاق ضرر كبير بالأجهزة الأمنية.في المقابل، اعتبر وزير المالية في كيان الاحتلال بتسلئيل سموتريتش أن زيني "الشخص المناسب لإعادة تأهيل الشاباك ودفعه إلى الأمام بفترة صعبة ومهمة لأمن إسرائيل".وأضاف سموتريتش أن نتنياهو "اتخذ قرارا قياديا من الدرجة الأولى بالحكم وفقا للقانون، والتصرف بمسؤولية ودون خوف لصالح أمن إسرائيل".وعقب القرار اندلعت مواجهات بين شرطة الاحتلال ومتظاهرين في تل أبيب، وبدأت الصدامات في ميدان المسارح خلال مسيرة احتجاجية غاضبة مساء أول من أمس، وأضرم المحتجون النار وسط الطريق فيما اعتقلت الشرطة 4 متظاهرين على الأقل بحسب وسائل إعلام عبرية.وكان نتنياهو قرر إقالة رونين بار مبررا قراره بانعدام الثقة الشخصية والمهنية بينهما، مما يمنع الحكومة من ممارسة مهامها بصورة فعالة.وتوترت علاقة بار بحكومة نتنياهو بعدما حمّلها المسؤولية الفشل بمواجهة عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.-(وكالات)


رؤيا نيوز
منذ 2 أيام
- رؤيا نيوز
'موقف حازم' لرئيس الشاباك الجديد بشأن صفقة الرهائن
كشفت القناة 12 الإسرائيلية، الجمعة، أن رئيس الشاباك الجديد، دافيد زيني، الذي عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، لديه 'موقف حازم' بشأن صفقة الرهائن التي يتم التفاوض بشأنها مع حركة حماس. ونقلت القناة عن مصادر مطلعة، أن زيني عبر في مداولات مغلقة في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية عن 'موقف حازم' ضد صفقات الرهائن عندما كانت مطروحة، وكرر ذلك في مناسبات عدة أمام كبار ضباط الجيش الإسرائيلي. كما نقلت القناة عن مسؤولين، أن زيني كرر في مداولات هيئة الأركان جملة: 'أنا ضد صفقات الرهائن، هذه حرب أبدية'، لكن هذه الجملة كانت أقل أهمية عندما كان زيني يشغل منصب قائد الفيلق وهيئة التدريب، لكنها أصبحت ذات أهمية في حال تعيينه فعليا رئيسا للشاباك. وأشارت إلى أن تعيين زيني لا يعد خبرا سارا لعائلات الرهائن، التي تأمل في دفع المفاوضات المكثفة إلى الأمام بهدف إعادة ذويهم، حيث لا يزال 58 رهينة في غزة، مما يثير مخاوف جدية حول فرص إعادتهم. ويعد الشاباك جزءا لا يتجزأ من المفاوضات بشأن صفقات الأسرى، وهو حاضر في جميع اللقاءات، ويقرر بشأن قائمة الرهائن والمعتقلين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومن المفترض أن يقدم رأيا للحكومة في هذا الشأن. وأوضحت القناة أنه 'عندما يقول المرشح لرئاسة الشاباك إنه يعارض مبدئيا صفقات الأسرى، وأن الحرب في نظره 'حرب أبدية'، فهذا الموقف قد يؤثر على طريقة تعامل الشاباك مع المفاوضات المستقبلية، وعلى مستوى الالتزام بدفعها قدما'. وكان نتنياهو قد أعلن، الجمعة، أن زيني سيتولى منصبه الشهر المقبل. وسيتولى زيني مهامه خلفا لرونين بار، الذي قال إنه سيتنحى في 15 يونيو، بعد خلافات حادة مع نتنياهو الذي حاول إقالته في مارس قبل وقف القرار بأمر قضائي مؤقت من المحكمة العليا. وقضت المحكمة العليا في إسرائيل، الشهر الماضي بأن الإقالة غير قانونية، لكن بار قال إنه سيتنحى للسماح بتسليم مهام المنصب على نحو منظم.