
فنانون يوضحون عبر "النهار" أهمية "الفجيرة للمونودراما"
اختتم "مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما" أمس الجمعة فعاليات دورته الحادية عشر تحت شعار "الفجيرة تجمعنا"، بتكريم لجنة التحكيم للمسابقات والفائزين في المسابقة الرسمية والمسرح المدرسي والفعاليات والمتمثلة في مجالات النصوص والتمثيل، إضافة إلى العمل المسرحي المتكامل.
وشهد المهرجان في أيامه حضوراً كثيفاً إذ تجاوز عدد الزوار 20 ألف زائر للقرية التراثية دبا في الفجيرة، بينهم نخبة من المسرحيين والفنانين والأسر الإماراتية والعربية والسياح الأجانب.
والتقت "النهار" أكثر من ممثل على هامش المهرجان، ممن شددوا على اهميته في إثراء المشهد المسرحي ودعم الإبداع الفردي، مع الإشارة إلى المستوى العالمي من ناحية التنظيم والاستضافة والمشاركة، خصوصاً من خلال المسرحيات التي عُرضت في الهواء الطلق، وسط أجواء طبيعية عكست جمالية المنطقة وأصالة الإمارة وتاريخها العريق.
سحر فوزي: فرصة لتبادل الثقافات
وقالت الممثلة السورية سحر فوزي: "هذا المهرجان يُعد منصة فريدة تعزز ثقافة المسرح، وتتيح للفنانين فرصة التعبير عن أفكارهم وتجاربهم. المسرح هو مرآة المجتمع، يعكس قضاياه وهمومه، وهو وسيلة فعالة للتواصل مع الجمهور".
وأضافت: "إن المهرجان ليس مجرد حدث فني، بل هو فرصة لتبادل الثقافات وتعزيز التعاون بين الفنانين، مما يساهم في إثراء الساحة الفنية بشكل عام".
وأثنت على رؤية الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس "هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام"، مشددة على أن "الفجيرة تعتبر حاضنة ثقافية مميزة تقدم دعماً كبيراً لمختلف أنواع الفنون. الاستثمارات في الثقافة تعكس التزام القيادة تعزيز الهوية الثقافية، مما يعزز مكانة الفجيرة وجهة ثقافية بارزة في المنطقة، ويشجع الفنانين على الابتكار والتطور".
وتطرقت إلى تجاربها الغنية في المسرح، قائلة: "لقد شاركت في مسرحيات مهمة عدة مثل شقائق النعمان، كاسك يا وطن، وزوجتي خارج المنزل، بالإضافة إلى المسرح الاستعراضي من خلال مسرحيتي ضيعة الحب وحمام مقطوعة ميّتو. كل تجربة كانت لها طابعها الخاص وساهمت في تشكيل شخصيتي الفنية".
وأعربت عن سعادتها بالمشاركة في خمسة أعمال مسرحية مميزة تم تصويرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أن هذه التجربة أضافت الكثير إلى مسيرتها الفنية، كما أشادت بالأعمال السورية المشاركة في المهرجان، بينها مسرحية "وصية مريم" تأليف جمال آدم وإخراج عجاج سليم وبطولة محمد حداقي، بالإضافة إلى عمل الفنان الكبير جهاد سعد.
فراس إبراهيم: المونودراما جزء راق ومهم في المسرح
وأشاد الممثل السوري فراس إبراهيم بالدور الكبير الذي يلعبه المهرجان في تعزيز مكانة المسرح على المستويين العربي والعالمي، معتبراً أن المهرجان ليس مجرد حدث مسرحي، بل منصة ثقافية وفنية تساهم في تلاقي الثقافات، وتفتح آفاقاً جديدة للمسرحيين من مختلف أنحاء العالم، ، كما أشار إلى الدورات السابقة للمهرجان، والتي "شكّلت قاعدة متينة يمكن البناء عليها لتوسيع برامجه وتطويرها بما يخدم المسرح العربي والدولي".
وأوضح أن المونودراما تُعد جزءاً راقياً ومهمًا من أشكال المسرح، حيث تُبرز القضايا الإنسانية العميقة من خلال أداء فردي مميز يتطلب موهبة استثنائية وتعاوناً ذكياً بين الممثل والمخرج.
ودعا إبراهيم إلى الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التحديات التي تفرضها العولمة، مشيداً بجهود إمارة الفجيرة في دعم المسرح كوسيلة للتواصل بين الشعوب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- المدن
فخاخ البوكر و"قلق" سمير ندا
ضجت القاعة بتصفيق حار وطويل، عقب الإعلان عن رواية "صلاة القلق" للكاتب المصري محمد سمير ندا ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. كان ندا حاضراً وقتها بقاعة مكتبة الإسكندرية التي احتضنت الحفل، ولمس لأول مرة التفاعل الكبير مع جمهور متحمس. لكنه بالتأكيد لم يكن ليتخيل حجم التفاعل الذي سيحدث بعد شهرين من هذه اللحظة، بالتحديد عقب إعلان فوز روايته بالجائزة فعلا مساء الخميس الماضي، ولا يتوقع بطبيعة الحال انقلاب قطاع من هذا الجمهور عليه وعلى روايته، ولا الأسئلة التي أثيرت، ولا إلى أين حلقت النقاشات حول نصه. متابعة الساعات الأخيرة التي أعقبت الإعلان تكشف طبيعة الفخاخ التي ألقيت في طريقه، وطريقته في تجاوزها وعبورها. في ظهور لم يتعد الدقائق الخمس عبر فيديو نشره على صفحته الشخصية بفيسبوك في اليوم التالي للإعلان، بدا ندا هادئا ومدركا للأسئلة التي كانت في بدايتها، ليس عن أحقيته، ولكن حول اعتبار جائزته فوزا لمصر، قياسا لرفض عدة دور مصرية نشر روايته واضطراره لنشرها مع ناشر تونسي، وتصريحاته القديمة التي جرى استعادتها. في الفيديو القصير قال ندا إنه لن يعلق على أي شيء ولا يحمل ضغينة لأي مخلوق، وأن ما يحدث ضريبة متوقعة للجائزة يتقبلها بكل رحابة صدر. شكر قراءه وأهدى الجائزة لوالده، وعبر الفخ الأول بنجاح، قال: "الأغلبية سعداء بفوز كاتب مصري بأكبر جائزة عربية في مجال الرواية" معتبرا أن النجاح لا يخصه وحده، بل لجيل كامل من الكتاب المصريين. ثم قفز على الفخ الثاني ببراعة مؤكدا أن فوزه لا يعني أنه أفضل من الآخرين الذين زاملوه في قوائم الجائزة، بل رفض حتى مساواته بمن فاز بها من المصريين من قبل "فوزي لا يعني أنني أجاور بهاء طاهر أو يوسف زيدان. من الضروري ألا نحلق عاليا، وأن نهبط على الأرض سريعا، حتى يكون الموضوع منطقيا ولا نفرط في السعادة، فالإفراط في الشعور بالتفرد والتميز ضار جدا لأي كاتب". في تصريحاته التالية تخلّى عن وعده بعدم التعليق، لأن التفاعل والهجوم فاق توقعاته، وربما لأنه انتبه لما يجري فعلا على الأرض، أو في الفضاء الإلكتروني إن شئنا الدقة، فقال بوضوح في تصريحات تلفزيونية إنه سعيد بفوز رواية "مصرية" بهذه الجائزة العربية الكبيرة، وزاد قائلا إن ارتباط اسمه بمصر يصيبه بالفخر و"القشعريرة". وردا على ما يقال حول مسألة النشر قال إن كثير من اللغط يثار حول هذا الموضوع، وأنه بات يستخدم لـ"جلد الذات" أو "لتخليص الحسابات مع دور النشر"، مؤكدا على أن قبول الأعمال أو رفضها حق أصيل لكل ناشر، لكن ما يؤلمه ويزعجه هو التجاهل أو عدم الرد "أرفع القبعة لكل من رفضوا روايتي وأعلنوا أسبابهم، ولهم كل الاحترام. تحدثت مع دور مصرية ولم نتفق على التعديلات المقترحة أو التحرير. لذلك وضعت الرواية في الدرج وبدأت في غيرها". لكن ربما ما أخرج الفائز عن صمته لم يكن مسألة النشر، ولا كون فوزه انتصارا لمصر أم لا، وإنما قلقه من العقبة الثالثة والأهم، إذ تدحرجت كرة الثلج حتى رأى البعض في فوزه "مؤامرة على مصر" مفسرا روايته باعتبارها إنكارا سافرا لنصر 1973 عبر رمزية واضحة، وهجوما لاذعا على جمال عبد الناصر! وهو ما دفعه للخروج لنفي التهمة فوقع مضطرًا في فخ التأويل، مغامرا بنصه لإنقاذ نفسه وسمعته، حتى لو جاء ذلك على حساب القارئ الذي صودر حقه في التأويل والتفسير. إذا عدنا مجددا لحفل الإسكندرية، سنجد أن الرمزية كانت أولى ملاحظات بلال الأرفه لي، الأكاديمي والباحث اللبناني، وعضو لجنة تحكيم الجائزة، في كلمته عن الرواية، والتي يصبح لها دلالة أكبر حاليا، إذ تأكد ما كانت توحي به من مؤشرات، باعتبارها حيثيات للصعود للقائمة القصيرة ثم الفوز النهائي. أشار بوضوح لرمزية الرواية التي تدور في "نجع المناسي" تلك القرية المعزولة في صعيد مصر، في مرحلة فارقة تمتد من نكسة 1967 إلى 1977، محملة بالتحولات السياسية والاجتماعية التي تركت بصمتها الواضحة في حياة الشخصيات. حيث تتجلى العزلة لا كواقع جغرافي فحسب، بل كـ"حالة فكرية ونفسية تغلف ساكنيها فتجعلها مسرحا لاستكشاف أسئلة السلطة والخوف والهروب من الحقيقة". بالتالي فالعالم الذي ينسجه ندا في روايته تتداخل فيه الحكاية بـ"الرمزية العميقة" في سرد متعدد الأصوات يعكس تعقيدات التجربة الإنسانية، ضمن سياق اجتماعي تاريخي نابض بالحياة. أشاد الأرفه لي كثيرا بلغة النص وبنيته السردية، لكنه يعود مجددا للمضمون، ليشير إلى الأسئلة التي تطرحها الرواية حول الهوية والحرية والمصير، عبر شخصيات تعيش أزمات نفسية "يتجلى ذلك بوضوح في حكيم الطفل مقطوع اللسان الذي يصبح الراوي الخفي للحكاية، كأنه صدى لصمت المجتمعات أمام الظلم والاضطهاد، وفى الوقت ذاته رمز لقوة الكتابة كأداة للتحرر". ويلخص المسألة بقوله إن "قيمة هذه الرواية تتجلى في قدرتها على استدعاء الأسئلة الكبرى في الحياة عبر سرد يبدو بسيطا في ظاهره لكنه مشحون بطبقات من المعاني والدلالات"، هذا التفاعل بين الواقع والخيال يمنح الرواية في نظره بعدا تاريخيا واجتماعيا يجعلها أكثر من مجرد نص أدبي، بل "شهادة على مرحلة محورية من تاريخ مصر والمنطقة". وفي النهاية أكدت الجائزة على المعاني نفسها فقالت في بيانها الرسمي الختامي إن السرد في الرواية "يتداخل مع الرمزية في نص مقلق ذي أصوات وطبقات متعددة، يصوّر فترة محورية في تاريخ مصر، العقد الذي تلا نكسة 1967" وزاد البيان فاعتبر الرواية "مساءلة سردية لمرويات النكسة وما تلاها من أوهام بالنصر". وهو ما أكد عليه أيضا ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إذ اعتبر أن الرواية مؤهلة لأن تصبح "رواية مكرّسة من روايات الأدب العربي في المستقبل". حيث تنطلق في تأطير سرديتها الرمزية من حرب 1967 والسنوات العشر التي تلتها، "جاعلة منها مناسبة لنسج عالم من الديستوبيا المُطْبِقة، شخّصه الكاتب في نجع المناسي التي يتطابق "اسمها مع جسمها" أغلق الطغيان على قاطني النجع منافذ النجاة، فوقعوا ضحية لا تستطيع الفكاك من عواهن الاستغلال والتضليل والاستقطاب وحجب المعلومة، مع أنّ إمامهم حاول، فاشلًا، أن يستنّ لهم "صلاة للقلق" تساعدهم على الخلاص". كل تلك التفسيرات لم توقف حدة النقاش المستمر والمتصاعد منذ الإعلان وحتى الآن، بل ربما زادت من حدته وأكدت الهواجس الدائرة في نفوس البعض، وهو ما دفع ندا ليرد بنفسه في تصريحات تلفزيونية قال فيها إنه سيحاول قبول ما يجري باعتباره "سوء فهم" لا "سوء ظن". وقال بوضوح: "أنا لا أنتقد شخص جمال عبد الناصر"، بل يتحدث عن مرحلة مفصلية في تاريخ مصر، بالتحديد الفترة من 67 وحتى 77، والرواية قائمة بالأساس على فكرة فانتازية تصور تاريخا مغلوطا، وكأننا قد حررنا فلسطين في 67 وانتصرنا، ثم نتابع حياة الناس وفق هذا التصور في قرية معزولة اختطفها شخص ما "هذا الشخص ليس جمال عبد الناصر، بل يتاجر به ويستغل اسمه، لكن عبد الناصر ليس مستهدفا في الرواية، بل آخر، يحاول تغييب العقول لتحقيق هدف ومجد شخصي". أكد أيضا أن الرواية تقول إننا ومنذ 48 نصلي صلاة سادسة بخلاف الصلوات الخمس المفروضة، هي صلاة القلق، لأننا نعيش في قلق دائم ونمارس طقوسا تشبه طقوس الصلاة "أدعوا الشعوب العربية أن تتوقف عن أدائها لأنها ما تعطلنا". وهو الهدف الأساسي للرواية في نظره؛ البحث في الطريقة التي يتم بها تغييب الوعي الجمعي للشعوب، وكيف يزيف التاريخ وتتم السيطرة على المواطنين من خلال اختلاق حروب غير حقيقية "نحن لا ننتقد الحروب التي تدافع عن الأرض، ولكن الحروب الوهمية المصطنعة التي تهدف إلى خفض سقف الطموح عند المواطن". وهو ما دفعه مجددا لاستدعاء كلمة والده التي غص بها خلال حفل إعلان فوزه: "تحرير الأرض مرهون بتحرير العقل". محمد سمير ندا كاتب مصري، يعمل مديراً مالياً لأحد المشروعات السياحية. نشر العديد من المقالات في الصحف والمواقع العربية، وصدر له رواية "مملكة مليكة" عام 2016، ورواية "بوح الجدران" عام 2021. أدرج في قوائم الجائزة العالمية للرواية العربية لأول مرة هذا العام، وهي أيضًا المرة الأولى التي يفوز فيها كاتب مصري بالجائزة منذ عام 2009. صدرت "صلاة القلق" عن منشورات مسكلياني.


النهار
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما: احتفاء عالمي بفن الممثل الواحد
تحولت إمارة الفجيرة الإماراتية بين 10 و18 نيسان/ أبريل الجاري إلى مسرح عالمي نابض بالحياة، مع تنظيم الدورة الحادية عشرة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما برعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي، وبدعم من ولي العهد الشيخ محمد بن حمد الشرقي. افتتاح يليق بعراقة الفن انطلقت فعاليات المهرجان بحفل افتتاح مميز على مسرح المركز الإبداعي في الفجيرة بحضور الشيخ محمد بن حمد الشرقي ورئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي والشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، ووزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، ووزيرة التربية والتعليم في الدولة سارة الأميري. تخلل الحفل عرض بصري مسرحي بعنوان "من الفجيرة إلى مطلع الشمس" من إخراج الفنان عبد المنعم عمايري، بمشاركة نخبة من الفنانين الإماراتيين والعرب، وفرقة "إنانا" السورية، مستنداً إلى نصوص شعرية للشاعر محمد سعيد الظنحاني، وألحان الفنان محمد هباش. رؤية ثقافية تتجدد وأكد الشيخ محمد بن حمد الشرقي حرص الإمارة على دعم المشاريع الثقافية والفنية التي تعزز حضور الإمارة عربيّاً وعالميّاً، عبر الانفتاح الثقافي على كل التجارب الإبداعية، وإبراز القيم الإنسانية المشتركة بين شعوب العالم. وأشار إلى أهمية مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما منذ بداياته في استقطاب المسرحيين والفنانين من حول العالم، عبر أبرز أعمال المونودراما التي تطرح مواضيع إنسانية واجتماعية تهم الفرد أينما كان، وتفتح آفاق الحوار الحضاري بين مختلف الثقافات. تميّزت الدورة الحادية عشرة ببرنامج ثقافي حافل، شمل عروضاً من فرنسا وإيران والسعودية ومصر وجورجيا وبوركينا فاسو وإسبانيا وروسيا وسلطنة عُمان وأرمينيا واليونان. وتضمّن المهرجان ندوات فكرية، وتوقيعات كتب واجتماعات للهيئة الدولية للمسرح. ومن بين الفعاليات البارزة، أقيمت ثلاث ورش تدريبية دولية متخصصة في فنون الأداء المسرحي، بالشراكة مع الهيئة الدولية للمسرح، أشرف عليها الفنان حمد الظنحاني. ختام يليق بالمسرح العالمي وشهد المهرجان تكريم الرعاة والداعمين، وتقديم فقرات مونودرامية قصيرة قدّمها عدد من أبرز نجوم المسرح العربي من لبنان وتونس والمغرب وسوريا. وكذلك أُعلن رسمياً عن تشكيل اللجان الفنية المتخصصة، من بينها: لجنة اختيار النصوص، لجنة تحكيم العروض، لجنة تحكيم النصوص المسرحية، ولجنة تحكيم مونودراما المسرح المدرسي. أسدل الستار على فعاليات المهرجان في 18 نيسان بحفل ختامي حضره رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الدكتور راشد بن حمد الشرقي الذي توّج الفائزين في مختلف مسابقات المهرجان. وتخلل الحفل تقديم أغنية "فخر الفجيرة"، من أشعار الشيخ راشد وألحان محمد الأحمد، وغناء حسين الجسمي، كإهداء إلى حاكم الفجيرة. نتائج المسابقات في مسابقة النصوص المونودرامية، فاز بالمركز الأول "السماء ليست لك" لهوشنك وزيري (العراق)، وبالمركز الثاني "3.0" لمهند العرقوص (سوريا)، وبالمركز الثالث مناصفةً "ميسي فوق الخشبة" لمحمد عبدول (الجزائر)، و"على شفاه الريح" لميسون عبد العزيز عمران (سوريا). أما في المسابقة الرسمية للعروض، ففاز بجائزة أفضل ممثل مونودراما أسامة كوشكار (تونس)، وحصل عرض "مستطيل" (إيران) على المركز الثالث، و"عمق ضحل" (ألمانيا) على المركز الثاني، و"قطار ميديا" (إسبانيا) على المركز الأول. وفي مسابقة المسرح المدرسي، فاز عرض "وحدي في المنزل" لمجمع زايد التعليمي، مدينة محمد بن زايد، وعرض "حلم" لمدرسة أنس بن النظر، بجائزة أفضل عرض متكامل. كما فاز سعيد الهراسي عن نص "خطوة"، وعلي حسن الحاير عن نص "حلم"، بجائزة أفضل تأليف. وحصلت سناء حبيب كشرود عن عرض "جدتي حياتي"، وناصر إبراهيم عن عرض "وهم"، على جائزة أفضل إخراج. وضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمهرجان، أقيمت فعالية توقيع كتاب بعنوان "مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.. تأريخ وإنجاز"، من تأليف الكاتب حمد الظنحاني. وهكذا يسدل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الستار على دورته الحادية عشرة، وقد رسّخ مكانته كواحد من أبرز المحافل المسرحية العالمية المختصة بفن المونودراما. ولم يكن مجرد مهرجان للعروض، بل كان منصّة حيوية للحوار والتجريب، وفضاءً مفتوحاً للتلاقي بين الثقافات واللغات المسرحية. لقد احتفى المهرجان بالفرد، وكرّس المونودراما كفن يمنح الصوت للتجربة الإنسانية العميقة، ويعيد إلى المسرح بريقه كأداة للتعبير والتغيير والتقارب. ومع ختام هذه الدورة، يُسجّل المهرجان نجاحاً جديداً في رصيده، ويترك إرثاً ثقافياً يُنتظر أن يثمر في دوراته المقبلة، تحت عنوان واحد: الفجيرة، مدينة المسرح وروح الإبداع.


النهار
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
فنانون يوضحون عبر "النهار" أهمية "الفجيرة للمونودراما"
اختتم "مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما" أمس الجمعة فعاليات دورته الحادية عشر تحت شعار "الفجيرة تجمعنا"، بتكريم لجنة التحكيم للمسابقات والفائزين في المسابقة الرسمية والمسرح المدرسي والفعاليات والمتمثلة في مجالات النصوص والتمثيل، إضافة إلى العمل المسرحي المتكامل. وشهد المهرجان في أيامه حضوراً كثيفاً إذ تجاوز عدد الزوار 20 ألف زائر للقرية التراثية دبا في الفجيرة، بينهم نخبة من المسرحيين والفنانين والأسر الإماراتية والعربية والسياح الأجانب. والتقت "النهار" أكثر من ممثل على هامش المهرجان، ممن شددوا على اهميته في إثراء المشهد المسرحي ودعم الإبداع الفردي، مع الإشارة إلى المستوى العالمي من ناحية التنظيم والاستضافة والمشاركة، خصوصاً من خلال المسرحيات التي عُرضت في الهواء الطلق، وسط أجواء طبيعية عكست جمالية المنطقة وأصالة الإمارة وتاريخها العريق. سحر فوزي: فرصة لتبادل الثقافات وقالت الممثلة السورية سحر فوزي: "هذا المهرجان يُعد منصة فريدة تعزز ثقافة المسرح، وتتيح للفنانين فرصة التعبير عن أفكارهم وتجاربهم. المسرح هو مرآة المجتمع، يعكس قضاياه وهمومه، وهو وسيلة فعالة للتواصل مع الجمهور". وأضافت: "إن المهرجان ليس مجرد حدث فني، بل هو فرصة لتبادل الثقافات وتعزيز التعاون بين الفنانين، مما يساهم في إثراء الساحة الفنية بشكل عام". وأثنت على رؤية الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس "هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام"، مشددة على أن "الفجيرة تعتبر حاضنة ثقافية مميزة تقدم دعماً كبيراً لمختلف أنواع الفنون. الاستثمارات في الثقافة تعكس التزام القيادة تعزيز الهوية الثقافية، مما يعزز مكانة الفجيرة وجهة ثقافية بارزة في المنطقة، ويشجع الفنانين على الابتكار والتطور". وتطرقت إلى تجاربها الغنية في المسرح، قائلة: "لقد شاركت في مسرحيات مهمة عدة مثل شقائق النعمان، كاسك يا وطن، وزوجتي خارج المنزل، بالإضافة إلى المسرح الاستعراضي من خلال مسرحيتي ضيعة الحب وحمام مقطوعة ميّتو. كل تجربة كانت لها طابعها الخاص وساهمت في تشكيل شخصيتي الفنية". وأعربت عن سعادتها بالمشاركة في خمسة أعمال مسرحية مميزة تم تصويرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أن هذه التجربة أضافت الكثير إلى مسيرتها الفنية، كما أشادت بالأعمال السورية المشاركة في المهرجان، بينها مسرحية "وصية مريم" تأليف جمال آدم وإخراج عجاج سليم وبطولة محمد حداقي، بالإضافة إلى عمل الفنان الكبير جهاد سعد. فراس إبراهيم: المونودراما جزء راق ومهم في المسرح وأشاد الممثل السوري فراس إبراهيم بالدور الكبير الذي يلعبه المهرجان في تعزيز مكانة المسرح على المستويين العربي والعالمي، معتبراً أن المهرجان ليس مجرد حدث مسرحي، بل منصة ثقافية وفنية تساهم في تلاقي الثقافات، وتفتح آفاقاً جديدة للمسرحيين من مختلف أنحاء العالم، ، كما أشار إلى الدورات السابقة للمهرجان، والتي "شكّلت قاعدة متينة يمكن البناء عليها لتوسيع برامجه وتطويرها بما يخدم المسرح العربي والدولي". وأوضح أن المونودراما تُعد جزءاً راقياً ومهمًا من أشكال المسرح، حيث تُبرز القضايا الإنسانية العميقة من خلال أداء فردي مميز يتطلب موهبة استثنائية وتعاوناً ذكياً بين الممثل والمخرج. ودعا إبراهيم إلى الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التحديات التي تفرضها العولمة، مشيداً بجهود إمارة الفجيرة في دعم المسرح كوسيلة للتواصل بين الشعوب.