
وحده ترامب قادر على لجم إسرائيل
ألون بينكاس* - (الإندبندنت) 2025/5/26
على الرغم من تصاعد الإدانات الأوروبية غير المسبوقة لسلوك إسرائيل في غزة، تظل الولايات المتحدة الجهة الوحيدة القادرة على كبح حكومة نتنياهو.
اضافة اعلان
لكن تفادي العزلة والانهيار الأخلاقي والسياسي يتطلب من إسرائيل تغيير مسارها جذرياً، بدءاً من إزاحة حكومتها الحالية.
***
شهد النصف الثاني من العام 2024 موجة انتقادات غلبت عليها اللهجة اللاذعة من الاتحاد الأوروبي وإدارة بايدن، على خلفية الدمار غير الضروري الذي ألحقته إسرائيل بالقطاع، واستخدامها المفرط للذخائر ضد غير المقاتلين، وتجويعها للسكان، ومنعها المساعدات الإنسانية، ورفضها المشاركة في وضع إطار سياسي لحقبة ما بعد الحرب في غزة، وتلكؤها في إنهاء الحرب، واتهامها بارتكاب أفعال ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
لكن سقف الانتقادات وحدة التنديد ارتفعا بقوة في الأسابيع الأخيرة.
من أين نبدأ؟ من البيان البريطاني - الكندي - الفرنسي المشترك بشأن إسرائيل، وتعليق بريطانيا المحادثات التجارية، واتخاذ الاتحاد الأوروبي قراراً بمراجعة الاتفاقات المشتركة، وصولاً إلى التوبيخ النادر -وإنما شديد اللهجة- من وزير الخارجية البريطاني في مجلس العموم، وعودة الحديث عن اعتزام بعض الدول الأوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد.
وربما يكون الأقسى من كل هذا في عيون إسرائيل هو تلك التسريبات من البيت الأبيض التي تتحدث عن سأم الرئيس دونالد ترامب واستيائه من تصرفات بنيامين نتنياهو.
سبب الامتعاض السائد داخل الحكومة الإسرائيلية هو أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا أدانوا إسرائيل -ليس فقط لأنها بطبيعة الحال منافقة وجبانة، بل أيضاً لأن دونالد ترامب همش إسرائيل خلال جولته في الشرق الأوسط، مفضلاً زيارة السعودية والإمارات وقطر. ونتيجة لذلك، وجد هؤلاء الأوروبيون المعادون لإسرائيل أمامهم فرصة سانحة.
لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. صحيح أن ترامب همش إسرائيل وأثار الشكوك حول قيمتها كحليف -فعل ذلك حين دخل في محادثات مباشرة مع إيران حول صفقة نووية، وعلق العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل، وسافر إلى السعودية والإمارات وقطر في جولة حصاد اقتصادي تفادى خلالها زيارة إسرائيل بكل وضوح.
لكنه لم يقلل من شأن إسرائيل، وإنما كان نتنياهو هو الذي فعل ذلك بعد سنوات من التحدي والغرور والسياسات المتهورة.
ترافق البيان البريطاني - الكندي - الفرنسي المشترك الصادر مؤخرًا ضد سلوك إسرائيل مع تهديد مبطن: "لن نقف متفرجين بينما تستمر حكومة نتنياهو بهذه التصرفات السافرة.
وإذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع القيود عن المساعدات الإنسانية، فسوف نرد على ذلك باتخاذ خطوات ملموسة أخرى".
إن بريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي لا تقف ضد إسرائيل وإنما ضد نتنياهو وحكومته، وهي لم تأخذ إشارة للتحرك من واشنطن.
اعترضت وزارة الخارجية الإسرائيلية بصورة درامية، وردت بالقول: "لقد انتهى الانتداب البريطاني منذ 77 عاماً"، لكن هذا محض هراء، والشيء الوحيد الصحيح فيه هو التاريخ: لم يكن لإسرائيل صديق أفضل في أوروبا من بريطانيا منذ كارثة السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، والحرب التي تلتها في غزة.
لم يلطف أي من كير ستارمر وديفيد لامي، وهما حليفان منذ أمد طويل لإسرائيل، لهجتيهما تعقيباً على ذلك.
قال ستارمر: "لقد وصلت المعاناة في غزة إلى مستوى لا يطاق". أما لامي فكان أكثر صرامة، حيث استشهد بدعمه الصادق لإسرائيل منذ بداية الحرب في العام 2023، قبل أن يقول: "علينا أن نسمي الأشياء (التطهير العرقي) بأسمائها.
هذا تطرف. وبغيض. ووحشي". ثم علقت بريطانيا المحادثات التجارية مع إسرائيل، وفرضت بعض العقوبات -التي ينبغي القول من باب الإنصاف إنها كانت خفيفة- على عدد من المستوطنين وبعض المنظمات الاستيطانية المتشددة في الضفة الغربية.
وعلى إثر مبادرة هولندية، أعلن الاتحاد الأوروبي نيته "مراجعة" اتفاق الشراكة الاقتصادية مع إسرائيل، وهو الاتفاق الساري منذ العام 1995.
وربما يكون الساسة الفاسدون الذين يتصدرون الحكومة الإسرائيلية قد نسوا أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حيث يمثل 34 في المائة من وارداتها، ونحو 30 في المائة من صادراتها.
برر الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة بالاشتباه في أن إسرائيل ربما لا تلتزم بحسن نية بالمادة الثانية من الاتفاق، التي تنص على أن "العلاقات بين الطرفين، وكذلك جميع أحكام الاتفاق، يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية، وهو ما يشكل بنداً جوهرياً في هذا الاتفاق".
هل يكون هذا هو التسونامي الدبلوماسي الذي حذر منه كثيرون طوال سنوات، الذي يعمق عزلة إسرائيل وتهميشها، وبدرجة أكبر منذ أن أطلق نتنياهو انقلابه الدستوري في مطلع العام 2023؟
تظل الولايات المتحدة الطرف الحاسم في هذه المعادلة. وكما شددت افتتاحية "الاندبندنت"، فإن الضغط الأميركي هو السبب الوحيد الذي دفع إسرائيل إلى السماح، ولو بحد أدنى، بدخول المساعدات إلى غزة.
ومع ذلك، يثير التوسع البري الإسرائيلي الجديد تساؤلات حول ما ناقشه نتنياهو مع ترامب، وما الذي تعهد ترامب بتنفيذه -أو الامتناع عنه- رداً على ذلك.
يمكن لترامب، الذي طالبته السعودية بأن ينهي الحرب، أن يمارس ضغطاً حقيقياً على إسرائيل، ولن يواجه معارضة شديدة في واشنطن إذا فعل ذلك.
كما يمكنه، في المقابل، أن يظل بعيداً ويقول: "اتصلوا بي حين تصبحون جديين. إنني أسحب يدي من الموضوع". وأي من الخيارين قد يثير انتقادات أوروبية جديدة، بل وربما حتى اتخاذ خطوات ملموسة ضد إسرائيل.
عندما تتجاهل أفكار حلفائك واقتراحاتهم في السياسة وتزدريها وتتحداها منذ العام 1967، وتغذي في المقابل حساً كاذباً بعقلية الضحية، وبأن "العالم ضدنا" في سبيل جني مكاسب سياسية، قد يأتيك بالفعل يوم للحساب. ومن أجل تفادي ذلك، تحتاج إسرائيل إلى تخليص نفسها من هذه الحكومة.
*ألون بينكاس: دبلوماسي ومحلل سياسي إسرائيلي بارز، شغل منصب القنصل العام لإسرائيل في نيويورك بين العامين 2000 و2004، وكان مستشاراً سياسياً لرئيسي الوزراء شمعون بيريز وإيهود باراك. تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، حيث حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلاقات الدولية.
يعرف بتحليلاته المتخصصة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية والسياسة الإقليمية، ويكتب بانتظام في صحف مثل "هآرتس"، ويعد من الأصوات المؤثرة في النقاشات السياسية حول الشرق الأوسط.
في ترجمات:
بين اليهودية والصهيونية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 38 دقائق
- رؤيا نيوز
مشاركون في لقاء الملك: الحديث الملكي تركز على جهود الأردن الدولية لتحقيق الاستقرار بالمنطقة
حمل لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع شخصيات سياسية وإعلامية في قصر الحسينية اليوم الأحد، رسائل عدّة منها أن الأردن يبذل جهودًا دبلوماسية إقليمياً وعالمياً من أجل التهدئة الشاملة في المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار، في الوقت الذي لن يتهاون فيه مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه. كما ثمن جلالته دور النخب الوطنية في توضيح مواقف الدولة داخليًا وخارجيًا وتعزيز الوحدة الوطنية. وتناول اللقاء جولة جلالته الأخيرة في أوروبا، والتي ركزت على كسب التأييد الدولي لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء التصعيد في الضفة الغربية والقدس. وقال مشاركون في اللقاء إن اللقاء كان ثريًا وواضحًا وشفافًا، وتم الحديث خلاله عن مستجدات المشهد الإقليمي والجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها المملكة لوقف العدوان الإسرائيلي، وفضح المخططات التوسعية في الضفة الغربية. وبينوا أن الأردن على موقفه، ولن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه، وأن جلالته بين أن المملكة لن تكون ساحة حرب لأي صراع. وقالوا إن الأردن يبذل جهودًا دبلوماسية كبيرة إقليميًا وعالميًا بقيادة جلالته من أجل التهدئة الشاملة في المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار، ومساعيه للتنسيق مع الأطراف الفاعلة من أجل تحقيق السلام على أساس حل الدولتين. ولفتوا إلى أن جلالة الملك حذر من التبعات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي على إيران. وأكدوا أن جلالة الملك تحدث عن جولته الأخيرة إلى أوروبا، حيث ركزت على كسب التأييد الدولي لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء التصعيد في الضفة الغربية والقدس. وقال الوزير الأسبق الدكتور أمين المشاقبة إن جلالة الملك عبد الله الثاني يواصل حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا أن المؤتمر الدولي بشأن حلّ الدولتين، والذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجل بفعل التصعيد بين إيران وإسرائيل، وسيكون نقطة انطلاق مهمة. وأضاف أن جلالة الملك يولي اهتمامًا كبيرًا لضمان عدم تغييب غزة عن المشهد الدولي في ظل النزاع الإقليمي المتصاعد، مشددًا على أن الأردن يواصل التنسيق مع القادة العرب لتوحيد المواقف، ويحذر في الوقت ذاته من أي اختراق لسيادة المملكة، مؤكدًا أن أمن المواطن الأردني يمثل أولوية قصوى. بدوره، أشار الكاتب والمحلل السياسي باتر وردم إلى أن اللقاء اتسم بالصراحة والثراء، حيث أطلع جلالة الملك الحضور على مستجدات المشهد الإقليمي والجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها المملكة لوقف العدوان الإسرائيلي. وأوضح وردم أن جلالة الملك أكد على متانة العلاقات الأردنية مع الدول الشقيقة والصديقة، وعلى الدعم الأردني الكامل لاستقرار سوريا ومنع مخططات التقسيم، لافتًا إلى أهمية تقوية الجبهة الداخلية. وبين وردم أن المتحدثين عبّروا عن أهمية الاستمرار في تقوية الجبهة الداخلية الأردنية، وأن الموقف السياسي الأردني يعتبر الأكثر تميزًا في دعم الأشقاء في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان. أما الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور حسن البراري، فوصف اللقاء بأنه مثمر وشفاف، وتناول الجهود الأردنية لكسب التأييد الدولي لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء التصعيد في الضفة الغربية والقدس. وقال إن جلالة الملك أكد على أولوية الملف الفلسطيني، وضرورة تمكين الشعب الفلسطيني على أرضه، محذرًا من مخاطر التهجير، مشددًا على متانة العلاقات مع دول الخليج، وعلى أهمية استقرار سوريا كعامل استراتيجي لأمن الأردن. وأشار البراري إلى أن اللقاء حمل رسائل أمل رغم التحديات، وأن جلالته أكد أهمية تماسك الجبهة الداخلية وقوتها، مشيدًا بالجهود الوطنية التي تسعى للحفاظ على أمن الأردن واستقراره.

السوسنة
منذ 2 ساعات
- السوسنة
إستراتيجية الحرب: إسقاط النظام الإيراني
برغم تأكيد وتكرار الرئيس ترامب ونتنياهو أن هدف الولايات المتحدة وإسرائيل النهائي هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي ولكن يختلفان على الطريقة والأسلوب بين التصعيد والحرب مقابل المفاوضات التي يفضلها الرئيس ترامب. حتى لو امتلكت إيران السلاح النووي فلن تستخدمه ضد إسرائيل أو في المنطقة. قصفت الولايات المتحدة بالسلاح النووي نهاية الحرب العالمية الثانية قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناكازاغي ـ لفرض واقع تفوقها. صار السلاح النووي يستخدم لاحقا لحماية أنظمة من السقوط، كحال كوريا الشمالية وسعي إيران لامتلاك سلاح نووي برغم تحريم فتوى المرشد لذلك.لكن إسرائيل تجرأت بشن عملية «الأسد المتوثب» واستهداف منشآت إيران النووية والعسكرية والصاروخية والاستخباراتية والقيادة والتحكم واغتيال 20 من كبار القيادات العسكرية و6 خبراء نوويين من الصف الأول، بهدف كسر هيبة إيران وقدرتها على الردع، وإلحاق ضربات هي الأكبر والأخطر والأكثر كلفة على النظام منذ الحرب العراقية-الإيرانية قبل 40 عاما متجاوزة ضرب منشآت إيران النووية إلى إضعاف النظام والتحريض الشعبي ضده. لذلك تستمر إسرائيل بقصف إيران بلا رادع!!واعترفت إيران بمقتل العشرات وإصابة المئات في هجمات اليوم الأول، وتدمير قدرات إيران الصاروخية والقيادة والتحكم ومراكز الصواريخ. وهذا يُضعف مكانة وسمعة وقدرة إيران التي بذلت جهوداً جبارة وبكلفة كبيرة وعقوبات خلال 40 عاما لتحقيقها، لتتمكن إسرائيل بتدميرها بهجمات وبدعم وتنسيق أمني واستخباراتي أمريكي!وكان ملفتا انقلاب الأوضاع خلال أيام، وخاصة تصويت مجلس الحكام التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين خرق إيران لالتزامها بالاتفاقيات مع الوكالة. وكان جزءا من التضليل والخداع الأمريكي ـ تأكيد الرئيس ترامب بمكالمته مع نتنياهو أنه يفضل منح المفاوضات فرصة والتحضير لجولة سادسة في سلطنة عمان!!وتعمدت إدارة ترامب إظهار خلافات وتباين بين موقف إدارة ترامب وصقور إدارته، يطالبون بصفر تخصيب لإيران ـ وضغوط نتنياهو لشن حرب على إيران. ويبقى سقف الموقف الإيراني في مفاوضات الاتفاق النووي يتلخص بمطالب إيرانية واضحة: مع إصرار إيران على وجوب تضمن الاتفاق النووي رفع العقوبات على إيران وحق إيران الاستمرار بتخصيب اليورانيوم بنسب منخفضة برقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبناء الثقة. وهو ما يرفضه نتنياهو ويطالب بإنهاء تفكيك برنامج إيران النووي والمنشآت النووية بالكامل. وهو ما ترفضه إيران كلياً! لذلك طلب الرئيس ترامب من الرئيس الروسي بوتين لعب دور في مفاوضات النووي الإيراني. وكان ذلك جزءا من الخداع والتضليل المشترك!! ما أعطى إسرائيل بغطاء أمريكي مبررا للتصعيد ضد إيران ليُترجم فجر الجمعة الماضي بشن العملية النوعية الاستباقية.حقق نتنياهو حلما راوده منذ إدارة الرئيس بوش الابن قبل عقدين من الزمن. مع علم ترامب أن نتنياهو لن ينجح بتدمير منشآت إيران النووية دون مشاركة أو قيادة أمريكية للعملية العسكرية. لأن إسرائيل لا تملك مقاتلات-(B-2)الشبح ـ التي يمكنها حمل قنابل GBU-57مدمرة لتحصينات أعماق سحيقة. وكان مدير عام وكالة الطاقة الذرية أشار أن منشآت إيران النووية تقع على عمق 800 متر تحت الأرض ومحمية بدفاعات جوية متطورة. كما أن نجاح إيران بعملية استخباراتية بالاستيلاء على وثائق بالغة السرية داخل إسرائيل يضع بحوزة إيران معلومات بالغة الأهمية تعزز موقف إيران الردعي ويكشف امتلاك إيران سلاحا نوويا تقدره بعض المصادر الموثوقة ب100 رأس نووي. كما يضع مواقع منشآت إسرائيل النووية في مرمى الصواريخ الإيرانية بشكل أكثر دقة. وضمن عملية الخداع والتضليل الأمريكية ـ نُقل أن الرئيس ترامب رفض عملية عسكرية طالما أن المفاوضات مستمرة.وللتذكير نتنياهو حرّض ضد الاتفاق النووي في عهد الرئيس أوباما عام 2015 بخطابه في الكونغرس. وحرّض ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي، لتنسحب إدارة ترامب من الاتفاق النووي وتفرض أقسى العقوبات على إيران في مايو 2018.كما ترنح تحالف ائتلاف حكومة نتنياهو الهشة، بعد طلب رؤساء المعارضة وأحزاب الحريدية الدينية رفضا لتجنيد أتباعهم، بحل الكنيست ما سيستدعي إجراء انتخابات برلمانية مبكرة خلال 90 يوماً، سيخسرها نتنياهو حسب استطلاعات الرأي.ويخشى نتنياهو مع مسؤولين أن «عدم تحقيق الانتصار في غزة على حماس لن يكون هناك شيء نترشح عليه في الانتخابات القادمة».وملفت تأكيد ترامب عدم المشاركة في العملية العسكرية باستثناء منح ترامب الضوء الأخضر والتنسيق قبل شن عملية باغتيال وتصفية الصف الأول من قيادات الحرس الثوري ورئيس أركان القوات المسلحة وعلماء نوويين وضرب مفاعل نطنز للتخصيب النووي. وذلك كان بالتنسيق واطلاع الولايات المتحدة مسبقاً.الرد الإيراني الانتقامي بالمسيرات والصواريخ في اليوم الأول وإلحاق أضرار كبيرة في تل أبيب يشير لتصعيد المواجهة ضمن خطوط حمراء. وعدم مشاركة حلفاء إيران، لترميم الردع الإيراني.أعلن نتنياهو في كلمة ألقاها مساء الجمعة مع استمرار عملية «الأسد المتوثب» أنه لا يعرف مدة العملية العسكرية، وقد تمتد لأيام من الغارات والضربات. وأن العملية تشكل نقطة تحول تاريخية في إنهاء المحور الإيراني. و«استهدفنا جزءا مهما من قياداتهم».وأشارت شبكة CNN إلى أن الاستخبارات الأمريكية تدرك هدف إسرائيل البعيد المدى: هو إسقاط النظام الإيراني بالانقلاب الداخلي عليه.. ولذلك يحرّض نتنياهو في آخر كلمه ألقاها، فيما تستمر الضربات الإسرائيلية بلا توقف على إيران: مخاطباً الإيرانيين كما خاطب قبلهم اللبنانيين ـ عارضاً: «إذا عملنا بطريقة صحيحة يمكن أن نصل إلى تغيير كبير في إيران!»وهدف نتنياهو واضح بإقناع ترامب والشعب الإيراني بأن استراتيجية إسرائيل وحتى ترامب الذي صرح(تعرضت إيران لضربة مدمرة وغير واضح أنه لا يزال لديها برنامج نووي)!! أن العملية العسكرية-ستعزز فرص إضعاف النظام بتصفية قياداته والمؤسسة الحاكمة وإحداث انتفاضات شعبية وصولا لإسقاط النظام الإيراني. وهذا ضرب من الخيال!أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت


Amman Xchange
منذ 2 ساعات
- Amman Xchange
زعماء مجموعة السبع يجتمعون في كندا وسط آمال في تجنب الصدام مع ترامب
ألبرتا (كندا) – رويترز: يجتمع قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في جبال روكي الكندية بدءاً من الأحد وسط انقسامات متزايدة مع الولايات المتحدة حول السياسة الخارجية والتجارة، إذ تسعى كندا التي تستضيف القمة جاهدة لتجنب الصدام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويقول رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن أولوياته تتمثل في تعزيز السلام والأمن وبناء سلاسل توريد المعادن المهمة وخلق فرص عمل. لكن من المتوقع أيضاً أن تتصدر قضايا مثل الرسوم الجمركية الأمريكية والصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا جدول أعمال القمة. وستعقد القمة في منتجع كاناناسكيس الجبلي، على بعد حوالي 90 كيلومتراً غربي كالغاري. وفي آخر مرة استضافت كندا القمة في عام 2018، غادر ترامب قبل أن يندد برئيس الوزراء الكندي آنذاك جاستن ترودو ووصفه بأنه «غير نزيه وضعيف للغاية» وأمر الوفد الأمريكي بسحب موافقته على البيان الختامي. وقال رولاند باريس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوتاوا والذي كان من مستشاري ترودو «سيتكلل هذا الاجتماع بالنجاح إذا لم يتسبب دونالد ترامب فيما يعرقل الأمر بأكمله. أي شيء ما عدا ذلك لن يشكل أزمة». ومزح ترامب مراراً بشأن ضم كندا وسيصل في وقت هدد فيه كارني بالرد إذا لم تلغ واشنطن الرسوم الجمركية التي فرضتها على الصُلب والألومنيوم. وقال جوش ليبسكي، مدير الاقتصاد الدولي في «المجلس الأطلسي»، وهو مؤسسة بحثية، كما كان من قبل مسؤولاً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية «أفضل الاحتمالات…عدم وجود انتكاسات من وراء الكواليس». قال دبلوماسيون إن كندا تخلت عن فكرة إصدار بيان مشترك شامل، وستصدر بيانات موجزة بدلاً من ذلك، على أمل الحفاظ على التواصل مع الولايات المتحدة. وقال مسؤول كندي كبير للصحافيين إن أوتاوا تريد التركيز على الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الأعضاء السبعة معا وهم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة. وقال السناتور الكندي بيتر بوم، وهو دبلوماسي سابق مخضرم كان ممثلاً شخصيا لترودو في قمة 2018، إن ما بلغه هو أن القمة ستستمر لفترة أطول من المعتاد لإعطاء الوقت لعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس الأمريكي. ومن بين الضيوف المتوقع حضورهم القمة التي تستمر من الأحد إلى الثلاثاء قادة من أوكرانيا والمكسيك والهند وأستراليا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والبرازيل، وجميعهم لديهم أسباب تدفعهم إلى الرغبة في التحدث إلى ترامب. وقال بوم عبر الهاتف «سيريد الكثيرون التحدث إلى الرئيس ترامب بشأن اهتماماتهم ومصالحهم الخاصة ومخاوفهم». وذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى يوم الجمعة أن مناقشات ستشمل التجارة والاقتصاد العالمي، والمعادن النادرة وتهريب المهاجرين والمخدرات وحرائق الغابات والأمن الدولي والذكاء الاصطناعي وأمن الطاقة. وأضاف «الرئيس حريص على تحقيق أهدافه في جميع هذه المجالات، بما في ذلك تحقيق العدالة وتبادل المنفعة في العلاقات التجارية الأمريكية». يقول ماكس برجمان المدير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن أول قمة دولية يحضرها ترامب ستقدم بعض المؤشرات المبكرة على ما إذا كان مهتما بالعمل مع الحلفاء لحل المشكلات المشتركة. وأضاف «السؤال الطاغي هنا هو بالأساس ما إذا كانت الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بأُطر عمل مثل مجموعة السبع؟ هذا سيكون الاختبار الكبير».