
كثيرون .. ينكرون الإسلام .. رغم إقتناعهم
الكثير من المسلمين تحديداً ، وربما غيرهم من غير المسلمين مقتنعون بدواخلهم تماماً بأن الإسلام دين عظيم ، يستحق الإتباع ، بجدارة ، وإقتناع ، لكنهم لا يقدرون على إظهار هذه القناعة للعلن لأسباب عديدة يصعب حصرها ، لكنني سأسرد الممكن منها :—
أولاً :— أهم الأسباب بالمطلق يتمثل في نفورهم ورفضهم للنماذج غير السوية تفكيراً وشكلاً ممن يتصدرون الحديث عن الإسلام سواء كدعاة او خطباء وغيرهم ، مما ينفر الكثيرين من الإسلام ، ويرفضون ان يكون مثل هؤلاء قدوة .
ثانياً :— ضعف يكمن في شخصيات بعض هؤلاء الأشخاص فليس لديهم القدرة على مواجهة المجتمع عند تغيير قناعاتهم او نهجهم الحياتي .
والتغيير هنا لضرورته لا بد أن ألقي بعض الضوء على مفهوم التغيير من ناحية علمية تخصصية لأنني تعمقت به أثناء دراستي لدرجة الماجستير في إدارة الأعمال . حيث هناك عِلم قائم بذاته يسمى ( إدارة التغيير ) ( Managing Change ) . التغيير بحد ذاته صعب ولا يمكن تقبله بل عند البعض يكون مرعباً وربما يؤدي سوء إدارة التغيير الى الدمار على مستوى الأفراد او المؤسسات . وللسيطرة على التغيير وحُسن إدارته لابد من توافر الكثير من المعطيات ، فعلى سبيل الأفراد ، لابد من توافر حُسن الإدارة ، والقدرة على المواجهة ، والقدرة على الإقناع ، مع وجود ضوابط اخرى منها : احترام الرأي الآخر لدرجة التقديس ، واحترام الإختلاف ، والتأني في إطلاق الأحكام على الآخرين ، وإستيعاب وجهة نظرهم ، واحترامها ، والتمكن من القدرات عند الحوار ، وضبط النفس ، وغير ذلك .
ثالثاً :— عدم قدرة البعض على مواجهة البعض من الصِحاب الذين لا يتقبلون ، او ربما يستهزؤن بإصدقائهم لو غيروا قناعاتهم
ونهجهم الحياتي .
رابعاً :— عدم القدرة على مواجهة المجتمع بقناعاته الجديدة ، معتقداً انه سيواجه نقداً سلبياً ، خاصة عندما يؤخذ على انه تقلب وعدم ثبات على القناعات والمبادئ .
خامساً :— عدم تقبّل تغيير العادات والسلوكيات الشخصية بما يتسق وينسجم مع القناعة الجديدة التي تتطلب بعض التغيير في بعض العادات والسلوكيات .
سادساً :— عدم القدرة على الثبات والإستمرار بما تتطلبه القناعة الجديدة من التزام .
سابعاً :— البعض يعتبر التغير في القناعة ضعف وتراجع وإنحدار في الشخصية ، وعدم ثبات على المباديء .
ثامناً :— الكثيرون لا يدركون ان الإسلام لا يعني التزمت ، والتحجر ، والإنغلاق ، والتقوقع ، ورفض الآخر ، ورفض التحضر . ولا يدركون ان الإسلام إستقامة نهج ، ونُبل في القيم ، ووفاء ، وتحضر ، وتفتح ذهني ، والتزام أخلاقي وغيره .
هذه النوعية من الأشخاص يتمادون على الإسلام ويرفضون إتباعه ، بالرغم من قناعاتهم الداخلية بصحته كنهج حياة .
بحيادية شديدة ، أرى ان الإسلام دين حضاري ، يمكن إنتشاره ، وإعتناقه من قِبل العلماء ، وأهل الفكر ، إستناداً لما يتضمن القرآن الكريم من أدلة علمية بحته ، وردت بنصوص تفصيلية منذ اكثر من ( ١٤٠٠ ) سنة ، ولم يكتشفها العلماء الا حديثاً . وقد علِمنا بإعتناق العديد من العلماء والمفكرين الغربيين للإسلام بعد إطلاعهم عن كثب على معلومات علمية تخصصية دقيقة مذكورة نصاً في القرآن الكريم . فمثلاً سمعنا عن العديد من علماء الأجنة في الغرب اعلنوا إسلامهم بمجرد إطلاعهم ومقارنتهم مراحل نمو الجنين في القرآن الكريم . كما علمنا عن دراسات بحثية أُجريت على نساء متزوجات في أحياء كبيرة في مدنٍ امريكية ووجدوا ان الغالبية العظمى من النساء المتزوجات المسلمات يحملن بصمة رجلٍ واحد ، بينما غيرهن يحملن بصمات لعدة رجال . وهذا دليل علمي على العِفة والطهارة . وسمعنا عن العديد من علماء الغرب قد أعلنوا إسلامهم بمجرد تعمقهم علمياً في الكون ونشأته ، وعظمته ، ودقة ضوابطه .
يدعي العديد من رجال الدين المسلمين أن الإسلام ينتشر بشكلٍ كبير في اوروبا وامريكا . لكنهم لا يذكرون عن جهل ، او بقصد إخفاء المعلومة ان الكثير من المسلمين في الغرب يتحولون عن الدين الإسلامي وبأعداد كبيرة . وقد سبق لي ان إطلعت على إحصائية تمت في امريكا ، حيث تبين ان عدد الذين اعتنقوا الإسلام مساوٍ تقريباً لعدد من إرتدوا عن الإسلام والرقم السنوي بحدود ( ٢٠٠,٠٠٠ ) من كل فئة . ويتجاهلون ان حقيقة زيادة عدد المسلمين في اوروبا وأمريكا سببه الرئيسي هو ضخامة أعداد المهاجرين من أقطار إسلامية ، هاربين من الجوع والفقر ، وإنعدام الحرية والعدالة في أوطانهم . وانهم يغامرون في حياتهم للوصول الى بلاد الغرب بحثاً عن لقمة عيش وعن كرامة مفقوده .
كارثة الإسلام ، وأحد أكبر عوامل تشويهه ، يكمن في جهل الدعاة ، وتحجر عقولهم ، وانتهاجهم فكر التشدد ، والتحجر ، والإنغلاق ، والتخلف ، وعدم الإعتراف بالآخر . كما ان مظهر غالبية الدعاة أقرب لشكل الإنسان الأول . تراه أشعث ، أغبر ، لحيته تصل حدّ سُرّته ، وشعر أنفه مبروم وتجاوز حدود الأنف وخرج خارجه ، وثيابه رثة كما المتسول ، وثوبه لا يستر أكثر من نصف ساقه . ترى شكله مقززاً ، وعندما تقارن الشكل بالمحتوى الفكري تجد شكله الطف كثيراً مما يحمل من أفكار تشوه الإسلام ، وتسيء اليه .
أغار على الإسلام العظيم ، وأكره من يشوهونه بجهل ، او تعمد . وفي عقود مضت إطلعت عن قُرب على واقع الدعاة الذي يخرجون ( في سبيل الله ) — كما يدعون — فوجدت ان غالبيتهم تعليمهم بالكاد يصل الصف الثالث الإعدادي ، ويدعون للإسلام ، ويفتون بالدين في الباكستان ، والهند ، وبنغلاديش ، وغيرها ، ويتزوجون أربع فتيات صغيرات في السن ، لم يبلغن سن الرشد ، وينسوهن بعد عودتهم الى أوطانهم . وحوش في هيئة بشر ( تقريباً ) هم يشبهون البشر فقط لأنهم يمشون على إثنتين ، هذا هو الشبه الوحيد .
أرجو من كافة الجهات ذات العلاقة ان تترفق بديننا العظيم ، وان تضع ضوابط شديدة على كل من لهم علاقة بالدعوة ، وما شابهها من نشاطات فردية وجماعية لها صلة بديننا الحنيف العظيم .
يضاف الى ذلك الإستهداف الغربي لتشوية الإسلام منذ ثمانينات القرن الماضي بظهور منظمات إرهابية دموية إجرامية أدت الى قتل عشرات الألوف من المسلمين وغيرهم من عامة الناس الأبرياء . وحصل مثلما وصَفت الوضع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الزعيمة العظيمة حيث قالت نصاً : (( الهند والصين لديهم اكثر من ( ١٥٠ ) رب ، و( ٨٠٠ ) عقيدة مختلفة ، ويعيشون مع بعضهم بسلام . بينما المسلمين لديهم : ربٌ واحد ، ونبي واحد ، وكتاب واحد ، لكن تلونت شوارعهم باللون الأحمر من كثرة دمائهم ، والقاتل يصرخ ( الله أكبر ) ، والمقتول يصرخ ( الله أكبر ) )) !!
ربما لم يدر في خلدها الإستهداف الأمريكي لغُلاة المسلمين وضعفهم أمام الإغراءات المالية وصناعتها لعدد من المنظمات التي تدعي الإسلام لتقتتل فيما بينها ، مثل داعش وغيرها ، وقد أكد ذلك الرئيس الأمريكي ترامب ، ووزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها ، وفي مقابلات تلفزيونية شاهدتها بنفسي .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 16 دقائق
- سرايا الإخبارية
محمد الشوابكة يكتب: راعي الأولة ما يلتحق ، القوافل الأردنية دخلت إلى غزة
بقلم : بعد حرب طويلة شملت قصف و تدمير و تهجير و نزوح و قتل الاطفال و النساء ، بعد حرب شملت استخدام الأسلحة الثقيلة و الأسلحة المحرمة دوليا ، بعد حربٍ راح ضحيتها أكثر من واحد و ستون الف مواطن غزّي ، نصفهم من الأطفال و النساء . و بعد حصار ليس فقط عسكري ، بل صحي و غذائي ، شمل اغلاق المعابر الحدودية سواء البحرية أو البرية ، كل هذا لم يقف أمام النخوة الأردنية . ففي فجر اليوم الأربعاء الموافق الثالث و العشرون من يوليو بحمد الله و توفيقه ، كسرت القوافل الأردنية التابعة للهيئة الخيرية الهاشمية الحصار الذي فرض على اهلنا في غزًة هاشم ، حيث دخلت 36 شاحنة أردنية محملة بالمواد الغذائيه والمجمدات من محور خان يونس في محيط المستشفى الميداني الأردني وسط حراسة وتأمين عسكري مشدد وتجاهل لتحذيرات الجيش الإسرائيلي باستهداف القافلة.. فالتحذيرات و التهديدات لن تجدي نفعاً مع الفرقة العسكرية المرافقة للقافلة ، لأن هذا واجبنا الإنساني فهو حق علينا . الحوار الذي دار بين قائد فصيل حماية القافلة و بين القيادة يبين لنا مدا النخوة و الشهامة و الوعي الإنساني لدى القيادة الأردنية الحكيمة . أخيراً و ليس آخراً نقول ادام الله عزك يا اردن و ادام الله عليك الأمن و الأمان تحت ظل قيادتك الهاشمية الحكيمة .

عمون
منذ 35 دقائق
- عمون
الصبيحي ينقل رسالة مؤلمة من موظف عام أُحيل قسراً للتقاعد المبكر
* من نافذة منزله يشاهد عاملاً وافداً يعمل ويكسب فيما هو محروم عمون - نقل خبير التأمينات والحماية الاجتماعية موسى الصبيحي، رسالة وصلته من موظف عام أُحيل قسراً إلى التقاعد المبكر، وفق ما قال. وتاليا ما نشره الصبيحي: وصلتني رسالة من موظف قطاع عام كان مشتركاً بالضمان، وتم إنهاء خدماته دون طلبه وإحالته إلى التقاعد المبكر بصورة قسرية، يشكو من عدم السماح له بالعمل، حيث يتم إيقاف راتبه التقاعدي المبكر في حال عودته لسوق العمل من جديد. الكل يعرف أن التقاعد المبكر تقاعد مخفّض، وليس من الإنصاف أن نجبر المؤمّن عليه على تقاعد يلحق ضرراً بمعيشته ومعيشة أسرته، سواء من ناحية التخفيض، أو من ناحية شروط وقيود العودة إلى العمل ووقف الراتب بالكامل أو وقف جزء منه. أترككم مع رسالة الأخ الموظف المُحال قسراً على التقاعد المبكر كما وردتني، فلعل وعسى الحكومة تعدل عن قراراتها بالإحالة القسرية لموظفيها على التقاعد المبكر: بسم الله الرحمن الرحيم إلى من يهمه الأمر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مواطن أردني تم إحالتي إلى التقاعد المبكر قسرًا، ضمن نهج إداري لم يُتح لي خيارًا ولا بديلًا. وجدت نفسي فجأة خارج سوق العمل، ممنوعًا من تحسين دخلي أو ممارسة أي عمل، تحت طائلة العقوبات وتهديد وقف الراتب التقاعدي، وكأن التقاعد المبكر نهاية قسرية للحياة المهنية، لا مرحلة انتقالية كما يُفترض أن تكون. ومع ذلك، أعيش كل يوم مفارقة قاسية ومؤلمة. من نافذة منزلي، أُشاهد عاملًا وافدًا يُمارس نشاطًا تجاريًا أمام بيتي، بحرية وبدون أي قيود، بينما أنا المواطن، صاحب الخبرة والمعرفة، مُجبر على الجلوس في البيت، أعدّ الأيام، وأتلقى تعليمات بعدم العمل، وكأن الكرامة لا تُحتسب للمتقاعد. هل يُعقل هذا؟ هل يُعقل أن أمنع من العمل وتحسين معيشتي، بينما يُسمح للوافد أن ينشط ويحقق الدخل؟ هل هذا هو العدل الاجتماعي والاقتصادي؟ إننا نعيش ظروفًا اقتصادية صعبة، والمواطن الأردني اليوم بأمسّ الحاجة إلى فرصة، لا إلى قيود إضافية. وهنا أُذكّر بأن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم كانت دائمًا واضحة وصريحة بضرورة التخفيف عن كاهل المواطن الأردني، وتقديم كل ما من شأنه أن يُعينه على ظروف الحياة، لا أن تُفرض عليه قوانين تحاصره وتزيد من أعبائه. رسالتي اليوم: نطالب بإعادة النظر في هذه التعليمات الجامدة، والسماح للمتقاعد المبكر بممارسة عمل محدود أو جزئي أو حر، ضمن ضوابط محددة، دون أن يُحرم من راتبه التقاعدي. نطالب بتشريعات مرنة تُراعي الواقع الاقتصادي، وتُنفذ توجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة التي تُنادي بالتخفيف لا التعقيد. نحن لا نطلب المستحيل… نطلب فقط الحق في العمل والكرامة.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
المغرب .. انطلاق فعاليات ملتقى الزاوية الريسونية
عمون - انطلقت يوم الاثنين الماضي بمدينة شفشاون المغربية، فعاليات الدورة الخامسة عشرة لملتقى مجمع المنتسبين للصالحين، بمقر الزاوية الريسونية، تحت رعاية عاهل المغرب الملك محمد السادس، وذلك تحت شعار: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، وبعنوان: "إمارة المؤمنين شرعية دينية وقيادة راشدة". وافتُتح الملتقى بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وذكر اللطيف، ومجالس الصلاة على النبي، إضافة إلى فقرات من المديح والسماع بمشاركة عشرات من حفظة القرآن الكريم وأتباع الطريقة المنعمية. وجاء تنظيم هذا الملتقى في سياق احتفالات الشعب المغربي بالذكرى السادسة والعشرين لجلوس جلالة الملك محمد السادس على العرش، حيث دأبت الزاوية الريسونية على تخليد هذه المناسبة التي تعكس التلاحم الوثيق بين القيادة والشعب.