logo
حمدان بن محمد.. رؤية قيادية تعزز جاهزية القوات المسلحة لتحديات المستقبل

حمدان بن محمد.. رؤية قيادية تعزز جاهزية القوات المسلحة لتحديات المستقبل

البيانمنذ يوم واحد
إضافة ونقلة كبيرة في تطوير القدرات الدفاعية النوعية للقوات المسلحة والقطاع العسكري بشكل عام، ومحطة مهمة في مسيرة تحديث وتطوير منظومة الدفاع الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، ترجمة للرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة، القائمة على تمكين الكفاءات الوطنية الشابة، وإسنادها مهام قيادية، لتعزيز قدرات الدولة في مواجهة التحديات، من خلال امتلاك قوة وطنية قادرة على التصدي لكافة أشكال هذه التحديات.
وترجم سموه ذلك في تعزيز دور وزارة الدفاع، حصناً وطنياً منيعاً، يحمي المكتسبات، ويصون السيادة الوطنية. وتجلت هذه الرؤية القيادية في العمل الدؤوب منذ تسلمه منصب وزير الدفاع، على تعزيز جاهزية القوات المسلحة لتحديات المستقبل، وتعزيز الدفاع، وتطوير الصناعة المحلية، والارتقاء بالتعليم العسكري، والاستثمار في العنصر البشري، وتدريب المنتسبين على أحدث التقنيات.
معبراً عن فخره بأن يكون جزءاً من فريق وزارة الدفاع والقوات المسلحة، وبأن يكون جزءاً من حماية الاتحاد، باعتبار أن حماية الاتحاد وكيانه وترابه مهمة مقدسة، وأن المؤسسة العسكرية سر الاستقرار والازدهار، وحماية لمكتسبات الإمارات.
إذ يقول سموه: «إن المؤسسة العسكرية، التي ساهم في بنائها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ويسانده أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي فخر للوطن... وحصن لاتحادنا ووحدتنا، وردع للعدو... وسر للاستقرار والازدهار، وحماية لمكتسبات دولة الإمارات».
وأساليب التدريب المتقدم التي يتم توفيرها للضباط والأفراد والأطقم العسكرية، للتعامل بكفاءة وتميز مع أحدث التقنيات الدفاعية المختلفة، لضمان تحقيق أعلى معدلات الجاهزية للقيام بكل المهام التي يتم تكليفهم بها في أي وقت، سواء داخل الدولة أو خارجها. وعكست هذه الزيارة الرؤية الاستراتيجية للقيادة الإماراتية في جعل القوات المسلحة، ليس فقط أداة للدفاع، بل ركيزة للتنمية والاستقرار الوطني.
وأبرز سموه ذلك عبر التأكيد على أهمية التكامل بين التكنولوجيا الحديثة، والتأهيل البشري المستمر، لمواجهة مختلف التحديات بكفاءة، والدعم المستمر من القيادة العليا لتعزيز جاهزية القوات المسلحة، ويجعلها نموذجاً يُحتذى به، وتقديراً من القيادة الرشيدة لجهود الأفراد وتضحياتهم، ما يُعزز روح الانتماء والولاء لديهم، ويترجم أن الإمارات تنظر إلى منظومتها الدفاعية، باعتبارها عنصراً أساسياً في تحقيق رؤيتها نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.
وحرص سموه على التأكيد على أهمية مواصلة العمل للارتقاء بقدرات المنظومة الدفاعية للدولة، بما يواكب المتغيرات والتحديات الإقليمية والعالمية، وامتلاك جميع وحدات القوات المسلحة، أحدث التجهيزات والتقنيات، لضمان جاهزيتها واستعدادها الدائم للقيام بواجباتها نحو الوطن على الوجه الأمثل.
تعزيز الإمكانات العسكرية، والاستثمار في العنصر البشري الوطني، عنصراً محورياً في نجاح أي استراتيجية دفاعية. كما عكس التأكيد على الابتكار والتكنولوجيا، كرؤية استشرافية، تهدف إلى بناء دفاع مرن ومتكامل، قادر على مواكبة التطورات العالمية، واستيعاب التحديات المتسارعة في البيئة الأمنية الإقليمية والدولية.
كما يُظهر حرص سموه على تكريم وتقدير جهود العاملين في الوزارة، إدراكاً لأهمية تعزيز روح الولاء والانتماء، ما يسهم بدوره في رفع كفاءة الأداء، وتحقيق التميز المؤسسي.
وحرص سموه على زيارة أجنحة الدول المشاركة في الحدث العالمي، وأبرزت تصريحات سموه خلال المعرض، فلسفة الدولة القائمة على أن التنمية المستدامة لا تنفصل عن الأمن القومي، وأن الاستثمار في القوة الوطنية الدفاعية، هو استثمار مباشر في استقرار الوطن وحماية منجزاته.
كذلك أن المشاركة الواسعة للجهات الدولية في المعرض، تشير إلى ثقة العالم في بيئة الإمارات الاقتصادية والتقنية، ودورها في نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، بما يخدم أهدافها الاستراتيجية طويلة الأمد، وأن تطوير الصناعة المحلية للدفاع، هو أولوية استراتيجية، وأن ترسيخ قوة الردع الوطنية، هدف أساسي، لضمان الاستقرار والتنمية المستمرة.
وعكس تصريح سموه التزام القيادة الإماراتية بدعم قواتها المسلحة ورفع جاهزيتها، تأكيداً لدورها ركيزة رئيسة في حفظ أمن الوطن واستقراره.
كما تُبرز الزيارة الاهتمام المستمر بتعزيز القدرات الدفاعية، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وتوطين الخبرات، ما ينسجم مع رؤية الدولة في بناء مؤسسة عسكرية متقدمة، تجمع بين الكفاءة البشرية والتقنية.
وركز سموه على تحديث العتاد، وتحفيز الصناعات الوطنية، ورفع جاهزية الكوادر البشرية، إلى جانب دعم تعليم الضباط، والتعاون الدولي، وتمكين القدرات الوطنية لتطوير المؤسسة العسكرية، وفق أفضل المعايير العالمية، انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تعكس رؤية الإمارات لامتلاك جيش متطور، قادر على الردع، والمساهمة في السلام الإقليمي والعالمي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السويداء.. "اختبار حاسم" لمستقبل الدولة السورية
السويداء.. "اختبار حاسم" لمستقبل الدولة السورية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 43 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

السويداء.. "اختبار حاسم" لمستقبل الدولة السورية

وفي ظل هذا التصعيد، تتشابك خيوط الداخل بالخارج، فيما تقف الولايات المتحدة في موقف المرتبك بين التحالفات الإقليمية، وخصوصا مع إسرائيل، ومساعي الحفاظ على قدر من الاستقرار. غضب في الميدان ومواقف متباينة في العواصم في الوقت الذي تنفجر فيه التوترات ميدانيا في محافظة السويداء ، تحاول العواصم الفاعلة، من واشنطن إلى تل أبيب، ومن دمشق إلى موسكو، الإمساك بخيوط لعبة معقدة، تداخلت فيها الحسابات الأمنية بالعقائدية، والعوامل التاريخية بالمصالح الاستراتيجية. وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا يدين العنف في السويداء، لكنها كما أشار موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية"، تبنّت توصيفا مثيرا للجدل، باعتباره "صراعا تقليديا عمره قرون بين البدو والدروز". هذا التوصيف قوبل بالانتقاد من عدة أطراف، حيث اعتبره مراقبون تسطيحا لأزمة أكثر تعقيدا، تتعلق بالبنية السياسية والأمنية لسوريا ما بعد الحرب. وأضاف حرب: "الولايات المتحدة لا ترغب في التورط بالتفاصيل اليومية في سوريا، لكنها تجد نفسها مضطرة للرد بسبب ضغط الحلفاء العرب، مقابل اختلاف واضح في الرؤية بينها وبين إسرائيل التي ترى الأمور من منظور أمني بحت". وأشار إلى أن "واشنطن، وإن أبدت حرصها على منح الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع فرصة لإثبات قدرتها على الحكم، إلا أنها لا تستطيع تجاوز حساسيات علاقتها مع إسرائيل، التي تنظر بعين الشك إلى أي تواجد عسكري غير خاضع لها على حدودها الشمالية". الدولة السورية أمام تحدي فرض السيادة يرى المفكر والكاتب السوري محمد أبو الفرج صادق أن الحكومة السورية "فعلت ما يجب فعله"، وأنها انسحبت من السويداء تجنبا لانزلاق البلاد إلى حرب أوسع، في ظل تهديدات إسرائيلية صريحة. وأوضح صادق في مداخلة بغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" أن "الحكومة السورية ليست خائفة من المجابهة، بل حريصة على تجنيب الوطن حربا مدمرة. الانسحاب لم يكن ضعفا بل وعيا استراتيجيا". وفي الوقت نفسه، أشار صادق إلى أن ما حدث من انتهاكات فردية ضد بعض الشيوخ في السويداء"لا يجب أن يُستغل لتبرير المطالبة بإخراج الدولة من المحافظة"، مؤكدا أن "نزع سلاح الميليشيات وإعادة الأمن هو الطريق الوحيد لتهدئة الأوضاع". واستنكر صادق ما وصفه بـ"الازدواجية الدولية"، قائلا: "كيف يمكن للأمم المتحدة والولايات المتحدة أن تطالبا الحكومة السورية بحماية السويداء، بينما تمنعها من دخولها أو حتى الاقتراب منها؟". انقسام داخلي في السويداء: ثورةٌ تُختطف؟ قدّم الكاتب السوري حافظ قرقوط صورة أكثر تعقيدا لمجريات الداخل في السويداء، موضحا أن التوترات الأخيرة كشفت عن تصدعات داخل الطائفة الدرزية نفسها، بين القيادات الدينية التقليدية من جهة، والنخب الشبابية والمدنية من جهة أخرى. وبيّن قرقوط أن "ما جرى في السويداء خلال السنوات الماضية لا يمكن فهمه دون إدراك أن الدولة المركزية غابت فعليا منذ أكثر من عقد، وما بقي هو هيئات دينية فرضت نفسها على المشهد واحتكرت القرار". واعتبر أن "التظاهرات الشبابية في ساحة الكرامة، التي حملت مطالب سياسية واضحة ضد النظام، جرى احتواؤها واستخدامها كورقة تفاوضية من قبل بعض الزعامات الدينية التي سعت لتحقيق مكاسب خاصة". وتابع قائلا إن "الثورة التي ضحى من أجلها شبابنا، اختُزلت في صفقة. وبعض الزعامات التقليدية أعادت إنتاج نفسها كأن شيئا لم يكن، وكأن 14 عاما من النضال والمنافي والاعتقال لم تحدث". كما كشف قرقوط عن تحركات عشائرية مريبة على أطراف المدينة، قائلا إن آلاف المقاتلين بدأوا يتجمعون من شمال وشمال شرق سوريا ، ومعهم فصائل مسلحة كانت تنشط في الشمال، وأخذت مواقعها قرب السويداء. ووفق قرقوط فقد "تم تداول فيديوهات قيل إنها لمجازر في السويداء، لكنها في الحقيقة تعود لغزة، وجرى استخدامها لتأجيج الكراهية الطائفية وتحشيد المقاتلين". إسرائيل ومرحلة ما بعد 7 أكتوبر: فيدرالية بنكهة أمنية يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي زاوية أخرى للصراع، تتعلق برؤية إسرائيل لمستقبل سوريا. فبعد 7 أكتوبر، بحسب ياغي "أعادت إسرائيل أعادت تعريف أولوياتها الأمنية، ولن تقبل بوجود كيانات مسلحة قريبة من حدودها، ما يدفعها للمطالبة بمناطق عازلة منزوعة السلاح". وأكد أن "إسرائيل تتجه لدعم فيدراليات داخل سوريا ترتبط بها أمنيا أو سياسيا، وترفض عودة الجيش السوري إلى الجنوب، خصوصا مع وجود فصائل تُصنّفها على أنها جهادية". ولفت إلى أن " إسرائيل تخشى من عودة المتشددين إلى الحدود، خصوصا في ظل انكفاء أميركي متزايد من الملف السوري، ما يمنح تل أبيب حرية مناورة أكبر". التحليل الذي قدّمه موفق حرب يُضيء على مفارقة مركزية في الموقف الأميركي، إذ أن إدارة دونالد ترامب ، رغم انفتاحها النسبي على الحكومة الجديدة في دمشق، إلا أنها لم تكن مستعدة للتورط عسكريا أو دبلوماسيا بعمق في الملف السوري. ويقول حرب إن "ما يهم واشنطن في سوريا هو مكافحة الإرهاب وداعش، وليس فرض نموذج حكم أو إعادة الإعمار أو فرض السلام. أما إسرائيل، فلها أولويات مختلفة تماما، متعلقة بأمنها القومي المباشر". وحسبما ذكر حرب فإن "الضغط العربي، خصوصا من دول الخليج، هو ما دفع واشنطن إلى منح الحكومة السورية الجديدة فرصة، خصوصا بعد لقاء الرئيس ترامب بالرئيس أحمد الشرع"، لكنه يؤكد أن واشنطن "لن تضحي بعلاقتها مع إسرائيل مهما كانت الظروف". الفيدرالية أم التقسيم؟ أسئلة ما بعد التصعيد في ظل تزايد الحديث عن انسحاب الجيش السوري من مناطق عديدة في الجنوب، واحتكار فصائل محلية للسلاح والقرار، يُطرح سؤال محوري: هل تتجه سوريا نحو الفيدرالية، أم أننا أمام مشهد تقسيم فعلي غير معلن؟ صادق يرى أن الحل لا يكمن في التقسيم أو الفيدرالية، بل في إعادة هيكلة العلاقة بين الدولة والمجتمع، وإعادة فرض سلطة القانون من خلال نزع سلاح الميليشيات، فوفقا له "لا الدروز يمكنهم بناء سوريا وحدهم، ولا أي طائفة أخرى. سوريا تُبنى بجميع أبنائها، ولا حل خارج الدولة". أما قرقوط فيحذر من أن ما يحدث حاليا هو إعادة إنتاج حكم ما دون الدولة، مشيرا إلى أن الفيدرالية قد تكون حلا مؤقتا فقط إذا ما أُرفقت بضمانات دستورية، أما في غياب الدولة المركزية، فإنها قد تؤدي إلى دويلات طائفية متنازعة. نحو أي سيناريو تمضي السويداء؟ بين رغبة المجتمع الدولي بالتهدئة، وصمت واشنطن الملتبس، وتحفز إسرائيل الأمني، تبدو السويداء مرشحة لتكون اختبارا حاسما لمستقبل سوريا، لا من حيث وحدة أراضيها فحسب، بل من حيث قدرة الدولة السورية الجديدة على إعادة إنتاج نفسها كمرجعية شرعية. ويبقى المشهد مفتوحا على كل السيناريوهات: من العودة إلى سلطة الدولة بعد نزع سلاح الميليشيات، إلى الانزلاق في نزاع أهلي أوسع، وصولا إلى تقسيم غير معلن ترسم خرائطه مراكز القوى الإقليمية والدولية. وفي النهاية، قد لا تكون السويداء مجرد معركة جغرافية على خاصرة دمشق، بل ساحة لتقرير مصير البلاد بأكملها: دولة واحدة أم فسيفساء متشظية؟

ذاكرة يوليو: حين التقى الكبار لصنع مستقبل الإمارات
ذاكرة يوليو: حين التقى الكبار لصنع مستقبل الإمارات

خليج تايمز

timeمنذ ساعة واحدة

  • خليج تايمز

ذاكرة يوليو: حين التقى الكبار لصنع مستقبل الإمارات

في عام 2024، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تخصيص 18 يوليو يومًا رسميًا لعهد الاتحاد، وهو اليوم الذي اجتمع فيه الآباء المؤسسون لتوقيع إعلان الاتحاد ودستور الإمارات العربية المتحدة، واليوم ذاته الذي شهد الإعلان الرسمي لاسم الدولة الجديد: الإمارات العربية المتحدة. ويروي مؤرخون وأرشيفيون وقائع وخفايا تلك اللحظات الفاصلة لـ«الخليج تايمز»، من التحضيرات الدقيقة حتى المشهد الختامي. الطريق إلى الاتحاد: حكاية سنوات من التحضير يشدد الدكتور حمد بن صراي، المؤرخ والأستاذ الجامعي الإماراتي، على أن إعلان الدولة لم يكن قرارًا فجائيًا أو عملاً ارتجاليًا، بل سبقته خطوات طويلة ومعقدة من الحوار والنقاش. يوضح قائلاً: "انطلقت مسيرة تأسيس دولة الإمارات عام 1968، مسيرة حافلة بمراحل متعددة اجتهد فيها الآباء المؤسسون لإرساء قواعد الاتحاد المتين." ويضيف: "لم يكن الاتحاد وليد الصدفة، إنما نتيجة نقاشات وجلسات استماع شملت مستشارين وخبراء، فضلاً عن جولات متواصلة من المفاوضات شاركت فيها جميع الإمارات السبع، إلى جانب البحرين وقطر آنذاك." هذه النقاشات تناولت أبرز القضايا المصيرية: الهيكل الأساسي للاتحاد، الأطر السياسية والإدارية، ترسيم الحدود، توزيع السلطات بين الإمارات، وآلية اختيار الرئيس ونائب الرئيس بشكل يضمن التوازن والاستقرار. الصياغة الدستورية: ولادة الإطار القانوني للاتحاد خضع دستور الإمارات الذي اعتُمد رسمياً يوم 18 يوليو 1971 لمراحل متعددة من النقاش والتعديل. يقول الدكتور بن صراي: "مؤسسات الاتحاد جميعها مرت بنقاشات معمقة حول الدستور، حتى اكتمل الإطار القانوني الذي جمع بين سلطة الدولة الواحدة واستقلالية كل إمارة." وقد أرسى هذا الدستور نظامًا اتحاديًا متماسكًا لا يزال يحكم الدولة حتى اليوم، ويمثل الركيزة الأساسية في بنية دولة الإمارات الحديثة. التاريخ في صورة: لحظات خالدة في ذاكرة الوطن حافظ الأرشيف والمكتبة الوطنية للإمارات على مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية التي توثق أحداث شهر يوليو عام 1971، وتقدم شهادة بصرية دقيقة لتلك المرحلة المصيرية. من بين هذه الصور صورة لأحمد خليفة السويدي خلال إعلانه عن بيان تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي بتاريخ 18 يوليو 1971 (وثيقة نشرتها صحيفة الاتحاد). كما توجد صورة أخرى تجمع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وأحمد خليفة السويدي خلال اجتماع حكام الإمارات الذي قاد إلى إعلان الاتحاد في قصر الضيافة بجميرا. وتضم الأرشيفات صورًا أخرى تبرز روح العمل الجماعي عند الآباء المؤسسين، من بينها اجتماع الشيخ زايد مع الشيخ راشد بن سعيد، واللقاءات المتتالية لحكام الإمارات التي استمرت طوال شهر يوليو 1971 في مكان واحد، وأخرى للشيخ زايد في نقاش مباشر مع الشيخ محمد بن حمد الشرقي، بحضور الشيخ حميد بن راشد النعيمي والشيخ سلطان بن أحمد المعلا في اجتماعات التشاور بين 11 و18 يوليو 1971. وصورًا ودية أيضًا جمعت الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والشيخ راشد بن أحمد المعلا وخلف بن أحمد العتيبة في حوار أخوي بقصر الضيافة خلال الفترة من 10 إلى 18 يوليو 1971. أهمية يوليو في ذاكرة الدولة يصف الدكتور بن صراي شهر يوليو 1971 بأنه شهر "اكتمال نضج الاتحاد وانطلاقته الحقيقية"، وقد تجلت ذروته في رفع العلم الوطني لأول مرة في الثاني من ديسمبر. ويوضح: "2 ديسمبر يمثل ترسيخ دعائم الاتحاد رسميًا، لكن شهر يوليو هو شهر الحوار الذي جعل الاتحاد واقعًا." ويؤكد أن يوم «عهد الاتحاد» هو تتويج لمسيرة منظمة من المشاورات ومراحل بناء الدولة، والتي اعتمدت على التوافق والقرارات الجماعية لا اللحظات المنفردة. التأسيس من أجل الأجيال القادمة لم يكن الإعلان عن الاتحاد في 18 يوليو 1971 مجرد إعلان سياسي، بل منطلقًا لإطار مشترك للرخاء والتنمية والأمن، وأسسَ لمنظومة حضارية جعلت الإمارات مركزًا عالميًا في الاقتصاد والثقافة والابتكار. ولا تزال الحكمة والرؤية الجماعية للآباء المؤسسين خلال صيف 1971 ترسم لجيل اليوم مسار النجاح والريادة، ويعد «يوم عهد الاتحاد» بمثابة تذكير سنوي بأهمية روح التكاتف والتشاور في تشكيل مستقبل الأوطان. ومع استمرار النهضة الإماراتية وتوسعها عالمياً، ظلت المبادئ الراسخة التي وُضعت في جميرا هي جوهر الهوية والحوكمة حتى اليوم. نقطة الانطلاق: كيف وُلدت فكرة الاتحاد؟ يروي الدكتور سيف البدواوي، أستاذ تاريخ الخليج الحديث، أن بذرة الاتحاد غُرست في يناير 1968 عندما التقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي في اجتماع "السميح". وتم الاتفاق حينها على وحدة بين الإمارتين ودعوة بقية الإمارات، وهو ما وافق عليه الجميع، وتم التوقيع على اتفاق مبدئي شارك فيه سبع إمارات إضافة إلى البحرين وقطر في فبراير من العام ذاته. لكن سرعان ما ظهرت تحديات أبرزها موقع عاصمة الدولة الجديدة، ومحاولات دول مجاورة (كإيران) للضغط والتهديد بجزر معينة. بعد ثلاث سنوات، في مايو 1971، أرسل الشيخ زايد وفدًا لجمع مواقف الحكام، وسمع وهو في سويسرا الصيفية قرار كل من قطر والبحرين الانسحاب وتفضيل الاستقلال. ولادة الاتحاد بعد مخاض التأسيس خلال الأشهر التالية، تعددت اجتماعات الشيخ زايد والشيخ راشد مع باقي الحكام الزائرين لأبوظبي. ثم أنشأ الشيخ زايد حكومة اتحادية، لتعلن رسالة واضحة بأن أبوظبي مستعدة لتدشين الاتحاد مع أي إمارة راغبة. وفي الفترة بين 10 و17 يوليو، اجتمع كل حكام الإمارات المتصالحة في جميرا، واستمر التفاوض لثمانية أيام حتى اعتمد الاتفاق النهائي لتأسيس الاتحاد. ويُذكر أن انضمام رأس الخيمة تأخر حتى 10 فبراير 1972 لظروف خاصة. ويختتم البدواوي: "الإعلان في الثاني من ديسمبر 1971 كان ثمرة العمليات الطويلة من الحوار والتشاور والمداولات بين الآباء المؤسسين."

خاص السويداء.. "اختبار حاسم" لمستقبل الدولة السورية
خاص السويداء.. "اختبار حاسم" لمستقبل الدولة السورية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

خاص السويداء.. "اختبار حاسم" لمستقبل الدولة السورية

وفي ظل هذا التصعيد، تتشابك خيوط الداخل بالخارج، فيما تقف الولايات المتحدة في موقف المرتبك بين التحالفات الإقليمية، وخصوصا مع إسرائيل، ومساعي الحفاظ على قدر من الاستقرار. غضب في الميدان ومواقف متباينة في العواصم في الوقت الذي تنفجر فيه التوترات ميدانيا في محافظة السويداء ، تحاول العواصم الفاعلة، من واشنطن إلى تل أبيب، ومن دمشق إلى موسكو، الإمساك بخيوط لعبة معقدة، تداخلت فيها الحسابات الأمنية بالعقائدية، والعوامل التاريخية بالمصالح الاستراتيجية. وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا يدين العنف في السويداء، لكنها كما أشار موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية"، تبنّت توصيفا مثيرا للجدل، باعتباره "صراعا تقليديا عمره قرون بين البدو والدروز". هذا التوصيف قوبل بالانتقاد من عدة أطراف، حيث اعتبره مراقبون تسطيحا لأزمة أكثر تعقيدا، تتعلق بالبنية السياسية والأمنية لسوريا ما بعد الحرب. وأضاف حرب: "الولايات المتحدة لا ترغب في التورط بالتفاصيل اليومية في سوريا، لكنها تجد نفسها مضطرة للرد بسبب ضغط الحلفاء العرب، مقابل اختلاف واضح في الرؤية بينها وبين إسرائيل التي ترى الأمور من منظور أمني بحت". وأشار إلى أن "واشنطن، وإن أبدت حرصها على منح الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع فرصة لإثبات قدرتها على الحكم، إلا أنها لا تستطيع تجاوز حساسيات علاقتها مع إسرائيل، التي تنظر بعين الشك إلى أي تواجد عسكري غير خاضع لها على حدودها الشمالية". الدولة السورية أمام تحدي فرض السيادة يرى المفكر والكاتب السوري محمد أبو الفرج صادق أن الحكومة السورية "فعلت ما يجب فعله"، وأنها انسحبت من السويداء تجنبا لانزلاق البلاد إلى حرب أوسع، في ظل تهديدات إسرائيلية صريحة. وأوضح صادق في مداخلة بغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" أن "الحكومة السورية ليست خائفة من المجابهة، بل حريصة على تجنيب الوطن حربا مدمرة. الانسحاب لم يكن ضعفا بل وعيا استراتيجيا". وفي الوقت نفسه، أشار صادق إلى أن ما حدث من انتهاكات فردية ضد بعض الشيوخ في السويداء"لا يجب أن يُستغل لتبرير المطالبة بإخراج الدولة من المحافظة"، مؤكدا أن "نزع سلاح الميليشيات وإعادة الأمن هو الطريق الوحيد لتهدئة الأوضاع". واستنكر صادق ما وصفه بـ"الازدواجية الدولية"، قائلا: "كيف يمكن للأمم المتحدة والولايات المتحدة أن تطالبا الحكومة السورية بحماية السويداء، بينما تمنعها من دخولها أو حتى الاقتراب منها؟". انقسام داخلي في السويداء: ثورةٌ تُختطف؟ قدّم الكاتب السوري حافظ قرقوط صورة أكثر تعقيدا لمجريات الداخل في السويداء، موضحا أن التوترات الأخيرة كشفت عن تصدعات داخل الطائفة الدرزية نفسها، بين القيادات الدينية التقليدية من جهة، والنخب الشبابية والمدنية من جهة أخرى. وبيّن قرقوط أن "ما جرى في السويداء خلال السنوات الماضية لا يمكن فهمه دون إدراك أن الدولة المركزية غابت فعليا منذ أكثر من عقد، وما بقي هو هيئات دينية فرضت نفسها على المشهد واحتكرت القرار". واعتبر أن "التظاهرات الشبابية في ساحة الكرامة، التي حملت مطالب سياسية واضحة ضد النظام، جرى احتواؤها واستخدامها كورقة تفاوضية من قبل بعض الزعامات الدينية التي سعت لتحقيق مكاسب خاصة". وتابع قائلا إن "الثورة التي ضحى من أجلها شبابنا، اختُزلت في صفقة. وبعض الزعامات التقليدية أعادت إنتاج نفسها كأن شيئا لم يكن، وكأن 14 عاما من النضال والمنافي والاعتقال لم تحدث". كما كشف قرقوط عن تحركات عشائرية مريبة على أطراف المدينة، قائلا إن آلاف المقاتلين بدأوا يتجمعون من شمال وشمال شرق سوريا ، ومعهم فصائل مسلحة كانت تنشط في الشمال، وأخذت مواقعها قرب السويداء. ووفق قرقوط فقد "تم تداول فيديوهات قيل إنها لمجازر في السويداء، لكنها في الحقيقة تعود لغزة، وجرى استخدامها لتأجيج الكراهية الطائفية وتحشيد المقاتلين". إسرائيل ومرحلة ما بعد 7 أكتوبر: فيدرالية بنكهة أمنية يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي زاوية أخرى للصراع، تتعلق برؤية إسرائيل لمستقبل سوريا. فبعد 7 أكتوبر، بحسب ياغي "أعادت إسرائيل أعادت تعريف أولوياتها الأمنية، ولن تقبل بوجود كيانات مسلحة قريبة من حدودها، ما يدفعها للمطالبة بمناطق عازلة منزوعة السلاح". وأكد أن "إسرائيل تتجه لدعم فيدراليات داخل سوريا ترتبط بها أمنيا أو سياسيا، وترفض عودة الجيش السوري إلى الجنوب، خصوصا مع وجود فصائل تُصنّفها على أنها جهادية". ولفت إلى أن " إسرائيل تخشى من عودة المتشددين إلى الحدود، خصوصا في ظل انكفاء أميركي متزايد من الملف السوري، ما يمنح تل أبيب حرية مناورة أكبر". التحليل الذي قدّمه موفق حرب يُضيء على مفارقة مركزية في الموقف الأميركي، إذ أن إدارة دونالد ترامب ، رغم انفتاحها النسبي على الحكومة الجديدة في دمشق، إلا أنها لم تكن مستعدة للتورط عسكريا أو دبلوماسيا بعمق في الملف السوري. ويقول حرب إن "ما يهم واشنطن في سوريا هو مكافحة الإرهاب وداعش، وليس فرض نموذج حكم أو إعادة الإعمار أو فرض السلام. أما إسرائيل، فلها أولويات مختلفة تماما، متعلقة بأمنها القومي المباشر". وحسبما ذكر حرب فإن "الضغط العربي، خصوصا من دول الخليج، هو ما دفع واشنطن إلى منح الحكومة السورية الجديدة فرصة، خصوصا بعد لقاء الرئيس ترامب بالرئيس أحمد الشرع"، لكنه يؤكد أن واشنطن "لن تضحي بعلاقتها مع إسرائيل مهما كانت الظروف". الفيدرالية أم التقسيم؟ أسئلة ما بعد التصعيد في ظل تزايد الحديث عن انسحاب الجيش السوري من مناطق عديدة في الجنوب، واحتكار فصائل محلية للسلاح والقرار، يُطرح سؤال محوري: هل تتجه سوريا نحو الفيدرالية، أم أننا أمام مشهد تقسيم فعلي غير معلن؟ صادق يرى أن الحل لا يكمن في التقسيم أو الفيدرالية، بل في إعادة هيكلة العلاقة بين الدولة والمجتمع، وإعادة فرض سلطة القانون من خلال نزع سلاح الميليشيات، فوفقا له "لا الدروز يمكنهم بناء سوريا وحدهم، ولا أي طائفة أخرى. سوريا تُبنى بجميع أبنائها، ولا حل خارج الدولة". أما قرقوط فيحذر من أن ما يحدث حاليا هو إعادة إنتاج حكم ما دون الدولة، مشيرا إلى أن الفيدرالية قد تكون حلا مؤقتا فقط إذا ما أُرفقت بضمانات دستورية، أما في غياب الدولة المركزية، فإنها قد تؤدي إلى دويلات طائفية متنازعة. نحو أي سيناريو تمضي السويداء؟ بين رغبة المجتمع الدولي بالتهدئة، وصمت واشنطن الملتبس، وتحفز إسرائيل الأمني، تبدو السويداء مرشحة لتكون اختبارا حاسما لمستقبل سوريا، لا من حيث وحدة أراضيها فحسب، بل من حيث قدرة الدولة السورية الجديدة على إعادة إنتاج نفسها كمرجعية شرعية. ويبقى المشهد مفتوحا على كل السيناريوهات: من العودة إلى سلطة الدولة بعد نزع سلاح الميليشيات، إلى الانزلاق في نزاع أهلي أوسع، وصولا إلى تقسيم غير معلن ترسم خرائطه مراكز القوى الإقليمية والدولية. وفي النهاية، قد لا تكون السويداء مجرد معركة جغرافية على خاصرة دمشق، بل ساحة لتقرير مصير البلاد بأكملها: دولة واحدة أم فسيفساء متشظية؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store