
تحذيرات من «الحرب الأهلية» تعود إلى الواجهة «الإسرائيلية» من جديد
تعمل حكومة نتنياهو كل ما في وسعها، ليلاً نهاراً، لإفشال أيّ تقدم في المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، وبعد أن فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على القطاع منذ 7 أكتوبر، أطلقت عملية «عربات جدعون» بهدف «تحقيق أهداف الحرب»، وبفشل هذه أيضاً، من غير المستبعد إطلاق عملية ثالثة بهدف «تحقيق أهداف الحرب» هكذا ودون آجال زمنية واضحة!
إن الأزمة «الإسرائيلية» تفرض على حكومة نتنياهو– أو أي حكومة أخرى- هذه المواقف المتشددة والمتطرفة موضوعياً، فسواء انتهت الحرب أم لم تنتهِ، وسواء أعاد «الإسرائيليون» رهائنهم أم لا، هناك حقيقة فاعلة تقول بـ «فشل» و«هزيمة» الكيان الصهيوني، ولهذا الأمر تداعيات داخلية كبيرة، يجري تسويفها وقمعها عبر إعلاء صوت الحرب نفسها، إلا أن هذا الأمر نفسه هو بالضبط أيضاً ما يرفع من حدة الاستقطاب والتناقضات داخل «إسرائيل» سواء سياسياً أو اجتماعياً، ليكون هذا التناقض أحد التعبيرات الصارخة عن الأزمة الجارية التي لا مخرج منها بأي نصر يذكر.
إثر هذا التناقض، تحدث العديد من السياسيين «الإسرائيليين» خلال الفترة الماضية، ومن بينهم رؤساء وزراء سابقين كإيهود أولمرت وإيهود باراك وغيرهم، عن احتمالات نشوب حرب أهلية بسبب هذا الاستقطاب، وارتفع الحديث بذلك مجدداً خلال الأسبوع الماضي، وفي الصحف «الإسرائيلية»، وباتت الأحاديث تمضي خطوة أخرى للأمام لنقاش «مكوّنات المجتمع الإسرائيلي» بانقساماته وفقاعاته واستقطابه، أثنياً ودينياً وسياسياً، بما فيها صحيفة «جيروزاليم بوست» التي نشرت مقالاً لكاتبه ديفيد بن باسات، يناقش المكونات الداخلية وتكتلاتها الدينية والطائفية، وحالة الاحتقان الجارية، ومن سخرية القدر أن يتحدث الكاتب عن دور «خوارزمية الفيسبوك» بتأجيج هذا الاحتقان بشكل رقمي داخل «إسرائيل».
قد يبدو الحديث عن نشوب حرب أهلية «إسرائيلية» مبالغ به في الوقت الحالي، إلا أنها ليست بعيدة، بل واقعاً يجري المضي باتجاهه عاجلاً أم آجلاً، وذلك بصرف النظر عن مدتها وحجمها، فما يجري الآن بشكله «السياسي» يمثل النذر الأولى لها، ولا يتعلق الأمر بالحروب الخارجية وحدها، وإنما بعموم «النظام الإسرائيلي» الذي فتح باب المحظور فيه نتنياهو نفسه، عبر مساسه بالسلطة القضائية، والإقالات والتعيينات الأحادية في السلطات التنفيذية، وأيضاً السلطة التشريعية بتهم الابتزاز، ودفع أو تلقي الأموال كمسألة «قطر غيت»، وغيرها من الأمور، وكان آخر ما حرر فيها مسألة إقالة رئيس الشاباك المعارض لنتنياهو ونهجه، وتعيين بديل له سرعان ما قال: إن الحرب على غزة «أبدية».
والحقيقة، أن السعي لاستمرار الحرب خارجياً، والأحاديث الدائرة حول «النظام الإسرائيلي» واحتمالات «الحرب الأهلية»، تخفي وراءها المسألة والسبب الأكثر أساسية، وهو تراجع وضعف وهزيمة «الصهيونية» وتيارها وممثليها- يدخل ذلك في سياق تراجع جماعات الحرب والمتشددين دولياً، وصدى له- فهي الأيديولوجيا التي بنيت «إسرائيل» على أساسها، بنظامها ومجتمعها ووظيفتها وسياستها.
هذا هو بالضبط موضوع «الحرب الوجودية» لنتنياهو، بمحاولاته فرض سيطرة ائتلافه/تياره على سلطات النظام والدولة، وقمع الداخل بتصعيد الحروب الخارجية... فهو مدرك تماماً، أن نجاة «الصهيونية» وتيارها مشروط بتقسيم وتفتيت واحتلال ما حولها– إنجازاً لوظيفتها- وذلك يتطلب جبهة داخلية موحدة باتت شبه مستحيلة، مما يفرض اللجوء للشكل «الديكتاتوري» العلني والمباشر كآخر الأدوات... بينما فشل هذا المشروع، ووقف الحرب، وإقامة الدولة الفلسطينية يعني دق أول المسامير في نعشها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
وسط توترات مع نتنياهو حول غزة.. مبعوث ترامب يلتقي ديرمر
وسط تكثيف جهود الوسطاء من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، و تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر وصل إلى واشنطن أمس الإثنين لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية. كما أوضحوا أنه من المتوقع أن يلتقي ديرمر اليوم الثلاثاء بمبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، حسب ما أفاد موقع أكسيوس. تتزامن تلك الزيارة مع تنامي الحديث عن توترات بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. انهاء الحرب في غزة كما تأتي بعدما حث ويتكوف ديرمر على انهاء الحرب في غزة، مع تعنت نتنياهو وإصراره على توسيع العملية البرية الجديدة التي أطلقها قبل أيام، وتكثيف القصف والعمل العسكري من أجل الضغط على حماس. وتأتي أيضا بعدما أكد مصدر في حماس أنها وافقت على مقترح هدنة قدمه المبعوث الأميركي، فيما نفى متحدث باسم الأخير قبول الحركة بالمقترح، الذي تضمن الافراج عن 10 رهائن إسرائيليين مقابل وقف لإطلاق النار يمتد 70 أو 60 يوما. يشار إلىأنه منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، إثر الهجوم الذي شنته حماس على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، لا يزال ما يقارب 58 أسيرا إسرائيليا محتجزين في القطاع أكثر من نصفهم لفقوا حتفهم وفق تقديرات إسرائيلية. فيما فشلت المفاوضات ومساعي الوسطاء الأخيرة في دفع الجانبين على وقف النار، إذ ترفض إسرائيل الالتزام بهدنة دائمة ووقف الحرب، فضلا عن الانسحاب من كامل غزة، بينما تتمسك حماس بتلطك الشروط، مع إعلان مصدر فيها أمس أنها قبلت بمقتلاح ويتكوف، مع تعهد أميركي بحث إسرائيل على بحث وقف دائم للنار خلال الهدنة المؤقتة. وهو ما رفضه مسؤول إسرائيلي، مؤكدا أن هذا الشرط غير وارد.

العربية
منذ 7 ساعات
- العربية
المستشار الألماني: هجمات إسرائيل على المدنيين في غزة بدون مبرر
أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الاثنين، أن أحدث الهجمات الإسرائيلية على غزة تلحق خسائر بشرية بين المدنيين، وهو ما لم يعد يمكن تبريره بأنه حرب على الإرهاب. وأضاف في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "دبليو.دي.آر": "إلحاق الأذى بالمدنيين إلى هذا الحد، كما هو الحال بشكل متزايد في الأيام الماضية، ليس من الممكن تبريره باعتباره حربا على حماس"، نقلا عن "رويترز". وقال إنه يعتزم إجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، لحثه على "عدم المبالغة" في الهجمات على غزة، على الرغم من أنه "لأسباب تاريخية"، ستكون ألمانيا دائما أكثر تحفظا في انتقاداتها مقارنة مع بعض الشركاء الأوروبيين. وقُتل 52 شخصا على الأقل في القصف الإسرائيلي على غزة، الاثنين، منهم 33 سقطوا في قصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، وفق ما أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع. وأكد الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، لوكالة "فرانس برس" أن قصف المدرسة أسفر أيضا عن سقوط "عشرات المصابين غالبيتهم من الأطفال، وبينهم عدد من النساء". كما قضى 19 فلسطينيا، وأصيب آخرون، اليوم الاثنين، في قصف شنه الجيش الإسرائيلي واستهدف منزلا في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء والمعلمات الفلسطينية (وفا). واندلعت الحرب بالقطاع بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1218 شخصا في إسرائيل، وفقا للأرقام الرسمية. كما تم خلال الهجوم احتجاز 251 أسيرا، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت إسرائيل إنهم قضوا. ومنذ بدء الحرب، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 53,939، غالبيتهم مدنيون نساء وأطفال، كما أصيب 122,797، كما قتل 3785 فلسطينيا على الأقل، منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في 18 مارس (أذار) بعد هدنة هشة استمرت لشهرين، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها، الأحد، وزارة الصحة في غزة. وفي بيان قال المكتب الإعلامي التابع لحماس، إن الجيش الإسرائيلي "يفرض سيطرته الفعلية على 77% من قطاع غزة"، البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، علما أن أكثر من ثلثيهم من اللاجئين.

العربية
منذ 13 ساعات
- العربية
إسرائيل تخطط لاحتلال 75% من غزة.. مسؤول إسرائيلي يكشف
بينما يتواصل الحصار على قطاع غزة في ظل سماح إسرائيل مؤخراً بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات، شهدت المفاوضات من أجل وقف النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس عراقيل خلال الساعات الماضية. ففيما أكد مصدر من الحركة أنها وافقت على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف من أجل وقف النار، نفى الأخير الأمر. فيما لوحت إسرائيل بـ "هجوم غير مسبوق". فعلى الرغم من أن مساحات شاسعة من غزة باتت تُعتبر مناطق محظورة في ظل الهجوم البري الإسرائيلي الجديد. أمر الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين السكان بإخلاء معظم جنوب غزة وجزء كبير من شرقها استعدادًا "للهجوم غير المسبوق". احتلال 75% من غزة فيما كشف مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة "سي أن أن" أن إسرائيل تخطط لاحتلال 75% من غزة في غضون شهرين كجزء من هجومها الجديد. وفي حال تنفيذ هذه الخطة، سيجبر أكثر من مليوني فلسطيني على النزوح إلى ربع مساحة القطاع الساحلي، محاطين من جميع الجهات تقريبًا بالقوات الإسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الجمعة الماضي أن لديه الآن خمس فرق عاملة في القطاع، يبلغ مجموعها عشرات الآلاف من الجنود. في حين قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير خلال زيارة لجنوده في خان يونس يوم الأحد الماضي: "أنتم تقاتلون على الجبهة المركزية لدولة إسرائيل.. إنها حرب طويلة الأمد ومتعددة الجبهات." بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الشهر أنه سيتم تهجير جميع السكان إلى جنوب غزة.