
صنع الله إبراهيم.. الراوي السياسي العليم
صنع الله إبراهيم
الذي رحل أمس، في الرواية السياسية العربية التي كانت أبرز أصواتها منذ السبعينيات، وهو من عاش حياة قلقة بسبب انتمائه إلى
اليسار
وتعرّضه للاعتقال والاضطهاد من قبل السلطات الحاكمة.
وجد الروائي المصري الذي اعتقل إبان
العهد الناصري
خمس سنوات (1959-1964)، نفسه في متاهة الواقع، فسكَت كثيرون ممن عاشوا تجربته النضالية ذاتها، لكنه وجد أن الخضوع لإماءات القمع يعني هزيمة مبرمة، فكان أن مضى في الدروب التي صنعت اسمه.
وطبقًا لهذا، فإن الرواية السياسية لم تُبنَ كونها تيارًا إبداعيًّا بقدر تعبيرها عن نباهة الفاعلين وقدرتهم فيها على تثبيت موقعها بآليات تجعلها حاضرة أمام جمهور يتناولها بمتعة. صنع الله المولود في القاهرة، لعائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى أو البرجوازية الصغيرة وفق تعبيره، حين تحدث عن طفولته في رواية "التلصص"، التي نشرتها دار هنداوي مجانًا أمام القراء العرب في نسخة إلكترونية، بالإضافة إلى رواياته الأخرى، بدأ دراسته الجامعية في كلية الحقوق، لكنه سرعان ما انخرط في التنظيم الشيوعي المصري، وانتهى به الحال سجينًا ضمن حملات ضد اليسار في عهد عبد الناصر. وبعد خروجه، سجل شيئًا من تفاصيل ما عاشه في المعتقل في قصة "تلك الرائحة"، التي صدرت عام 1966، وعُرف من خلالها بوصفه ساردًا واعدًا في الأوساط الأدبية، رغم قرار الرقابة بمنعها آنذاك.
عُرف بوصفه ساردًا واعدًا منذ مجموعته القصصية الأولى رغم منعها
انتظرت تجربته الروائية وقتًا مديدًا قبل أن تتكرّس في المشهدين المصري والعربي، حيث قضى قرابة عقد ونصف عقد في الكتابة الصحافية، ثم ذهب إلى موسكو لدراسة السينما (الكتابة والإخراج)، حيث التحق بالمعهد السوفييتي "VGIK" في أوائل السبعينيات، غير أن دراسته لم تكتمل بسبب انشغاله بكتابة روايته الثانية "نجمة أغسطس" التي صدرت عام 1974، التي تناولت بناء السد العالي، والاستغراق بالمشروع التنموي كنايةً عن طموح وطني وشعبي هائل، يكتمل رغم الفساد الذي يتخلل فترة إنجازه،
ثم قرر التفرغ للكتابة الأدبية نهائيًّا عام 1975، كما ساهمت علاقاته الشخصية بزملائه من السينمائيين العرب في العمل مع المؤسسة العامة للسينما في سورية، حيث كتب في العام 1979 سيناريو فيلم "القلعة الخامسة" للمخرج بلال صابوني عن قصة للعراقي فاضل عزاوي.
وفي عام 1981، أصدر روايته الأشهر "اللجنة" (1981)، التي شكلت بمضمونها هجاءً ساخرًا لسياسة الانفتاح في عهد السادات، ضمن منحى كافكاوي ويمكن بلغة الحاضر اعتباره ديستوبيا حقيقية، يُستدعى بطل الرواية أمام هيئة غامضة تُدعى "اللجنة"، التي تمثّل رمزًا لسلطة تمارس القمع الفكري، والإذلال، والمراقبة المطلقة، وتطلب منه أن يختار أبرز إنجازات العصر. وبأسلوبية لافتة، يدمج الروائي بين المونولوج الداخلي والتوصيف الساخر في أفق عبثي ولغة صحافية محايدة صراع المثقف مع السلطة، حيث ينتهي إلى كرامة مفقودة وهشاشة نفسية لا تصمد، وبفقدان كامل للأمل!
وثّق الحرب الأهلية اللبنانية وثورة ظفار وأحداثًا أخرى
منذ روايته هذه، أصبح أسلوب صنع الله إبراهيم معروفاً بإدماج الواقعية التوثيقية مع السخرية، يعتمد تكنيكًا يجعل من الوثائق والإعلام الرسمي عنصرين فاعلين ضمن سرد روائي، ثم تتالت أعماله الروائية، فصدرت له رواية "بيروت بيروت" (1984)، في تجربة معايشة للحرب الأهلية اللبنانية، حين ينتقل الكاتب إلى العاصمة اللبنانية بحثًا عن ناشر لكتابه، فيُفاجأ بتدمير مقر دار النشر بسبب الحرب، ويتعرف إلى مخرجة وثائقية ويشتغل معها على سيناريو لفيلم يوثق الحرب بالصور والتعليقات الصوتية.
وفي عام 1992، صدرت لصنع الله رواية "ذات"، التي يغرق قارئها في التحولات الاجتماعية التي عاشتها مصر في مرحلة سنوات الثمانينيات، وتم تحويلها إلى مسلسل درامي أنتج سنة 2013.
وفي العامين التاليين، نشر أعمالًا مترجمة بتوقيعه من اللغة الإنكليزية إلى العربية (رواية "العدو" لجيمس دروت، وكتاب "التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي" 1994)، ثم أصدر عام 1997 رواية "شرف"، التي يُجمع كثير من النقاد أنها من أهم الروايات العربية بما احتوته من ثيمة مثيرة للجدل، حين تتحدث عن تجربة شاب يدخل السجن بعد أن يقتل، دفاعًا عن نفسه، سائحًا أجنبيًّا حاول الاعتداء عليه جنسيًّا، وما يبدو جريمة فردية يتحول إلى مرآة واسعة تكشف بنية النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر.
في عام 2000 أصدر روايته "وردة" التي تستند إلى وقائع تاريخية عن حركة "ظفار" في عُمان خلال الستينيات والسبعينيات، مع مزج بين التوثيق والخيال. و"أمريكانلي" (2003)، التي كتبها بعد إقامته في الولايات المتحدة مطلع الألفية، وفيها يضع المجتمع الأميركي تحت مجهره السردي بمنهجه التوثيقي والنقدي نفسه.
في العام ذاته، رفض صنع الله إبراهيم تسلّم جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي عام 2003، معللًا ذلك بسياسات النظام والقمع الثقافي، واحتجاجًا على التطبيع، ثم حصل بعد ذلك على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004.
عاد صنع الله سنة 2005 إلى ومضات من سيرته الذاتية في كتابه "يوميات الواحة"، مُركّزًا على مرحلة الطفولة وتكوين شخصيته، والبواكير الأولى في القراءة والكتابة، ثم مرحلة الجامعة، وبداية انخراطه في العمل الثوري، وخروجِه في المظاهرات، وبداية تشكيل وعيه السياسي وتكوينه الأيديولوجي، ثم يُفرِد مساحة واسعة ليحكي عن تجربته في سجن الواحات أثناء الحقبة الناصرية. وكذلك فعل في رواية "التلصص" (2007)، حين جسّد الحارة المصرية عام 1948، من خلال عيون طفل صغير يبلغ من العمر تسع سنوات، يتجول دائمًا ممسكًا يد أبيه؛ الرجل الكبير الذي تجاوز الخامسة والستين من عمره، بينما وثّقت روايته "العمامة والقبعة" التي صدرت في 2008، وقائع الحملة الفرنسية على مصر. أما في رواية "الجليد" 2011، فاستعاد ذاكرته في مرحلة إقامته في الاتحاد السوفييتي، من خلال إطار سردي روائي يحكي ما عايشه من حيثيات الحياة في المجتمع الروسي آنذاك، ليطلع القارئ على أسباب الانهيار من وجهة نظره.
استذكر أيضاً تجربته في كتابة سيناريو عن نهر النيل طُلب منه من شركة فرنسية عام 1994، لكن ما أعدّه جاء بصورة مغايرة لما تريده المخرجة؛ فظل السيناريو حبيس الأدراج حتى قرر نشره في كتاب "النيل مآسي" بعد نحو ثلاثة عقود.وفي العام التالي أصدر الكتاب رواية حملت عنوان "67"، أي سنة النكسة؛ الحدث السياسي والعسكري الذي يعتبر من الأشد تأثيرًا على حياة الأجيال العربية الراهنة. وفي العام ذاته نال جائزة كفافيس للأدب، التي قبلها واعتبرها منحة مهمة لربطها بين الشعبين المصري واليوناني في ظروف مشتركة عاشاها معًا.
متابعة أعمال صنع الله في سنواته الأخيرة، تومئ للقارئ بأنه أراد أن يمرّ على كلّ النقاط البارزة المؤثرة في التاريخ الحديث للمصريين ويسجّلها من منظوره روائياً ومثقفاً مشتبكاً مع السياسة. وضمن هذا السياق استعاد في رواية حملت عنوان "1970" علاقة الجماهير بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر؛ العمل الذي صدر في 2019 لم يخرج عن التركيبة التقليدية لأسلوب صنع الله، أي المزج بين الحدث والأرشيف الصحافي.
* كاتب وناقد سوري مقيم في فرنسا
آداب
التحديثات الحية
وليد الخالدي.. المؤرخ المقاتل في مئة عام

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
أنس الشريف وزملاؤه... مرايا الدم في غزة
لم تكن المدة الفاصلة بين الحوار الأخير الذي جمع مراسل قناة الجزيرة في غزة محمد قريقع بزميله مراسل قناة الكوفية محمد صبح، والقصف الإسرائيلي، سوى عشر دقائق. تبادلا خلالها أطراف الحديث عن آخر تطورات الاستهداف في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وخطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، ثم غادر كل منهما إلى خيمته، ولم تكن تفصلهما سوى بوابة مستشفى الشفاء وبضعة أمتار. بعد بث مباشر على القناة، ناقلًا آخر التطورات، شعر صبح فجأة بألم في قدمه وسقط أرضاً عند الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة مساء الأحد 10 أغسطس/آب 2025، وسط دخان كثيف حجب الرؤية وصراخ متعال في الخارج. أدرك أن قصفاً قريباً قد وقع. حاول النهوض مراراً، لكنه كان يسقط في كل مرة. يقول محمد صبح لـ"العربي الجديد": "كانت ليلة صعبة وعصيبة. عندما دخلت المستشفى، رأيت أنس الشريف ومحمد قريقع ممددين على الأرض مع بقية الزملاء. كان الوجع في القلب أكبر من إصابة قدمي. كنت أنظر إلى جثامينهم أثناء علاجي، وأتساءل: لماذا يُحرقون؟ هؤلاء الزملاء يستحقون التكريم لا الحرق. تذكرت اللحظات التي جمعتني بمحمد قريقع، وجلوسنا في المقهى وحديثه الدائم عن أطفاله وأحلامه". ذلك المساء، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ستة صحافيين، هم أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة ومحمد الخالدي، باستهداف خيمتهم أمام مستشفى الشهداء في مدينة غزة، لينضموا إلى 232 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. أنس الشريف صوت غزة الذي لم يصمت كان صوت مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف يصل إلى كل بيت فلسطيني وعربي، ناقلاً وجع الناس وصمودهم. لم يترك هو ورفاقه الشهداء، محمد قريقع ومؤمن عليوة وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومحمد الخالدي، الميدان الذي استشهدوا فيه. بقع دمائهم المتناثرة على الأرض والجدران، وبقايا طعامهم وفرشهم، ظلت شاهدة على مجزرة دموية، شبيهة بالمجازر التي وثقوها بعدساتهم. في وصيته التي نشرت بعد استشهاده، كتب الشريف: "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سنداً وصوتاًً لأبناء شعبي. عشت الألم في كل تفاصيله، وذقت الوجع والفقد مراراً، ورغم ذلك لم أتوان يوماً عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف. أوصي بفلسطين، درة تاج المسلمين ونبض قلب كل حر في هذا العالم". لم يتوقف الاحتلال عن التحريض عليه، إذ هدد أكثر من مرة، وتعرض منزله للقصف، كما استهدف والده فاستشهد في ديسمبر/كانون الأول 2023، وعاشت عائلته تحت وقع تهديدات مستمرة. بعد أن أثار مقطع بكائه على الهواء، متأثراً بما يتعرض له الفلسطينيون من تجويع في غزة، صدى واسعاً على منصات التواصل، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي فيديو تحريضياً ضده. يقول شقيقه محمود لـ"العربي الجديد": "شعرنا أن الاحتلال ينوي استهدافه. ورغم التهديدات، بقي أخي في خيمته المعروفة للجميع ولم يختبئ. كان صوتاً لغزة ووجعها وألمها. الناس كانوا يترددون على خيمته ليطرحوا أسئلتهم ومناشداتهم، وكان يعمل على إيصالها للعالم". في آخر حديث بينهما، ناقشا تهديد الاحتلال بالسيطرة على غزة والنزوح، فأكد أنس أنه لن يغادر حتى لو خرج كل أهله. عرضت عليه مؤسسات أممية السفر مع عائلته خلال الحرب، لكنه رفض، مفضّلاً البقاء لنقل جرائم الاحتلال وقصص الناس، وجعل ظهوره على "الجزيرة" مرآة لما يجري. محمد قريقع… حكاية يتم مضاعف عصرَ الأحد، غادر محمد قريقع منزله إلى خيمة طاقم الجزيرة بجانب سور مجمع الشفاء الطبي عند الرابعة، وكان يفترض أن يعود في الحادية عشرة والنصف. مع تأخره، بدأت زوجته هالة موسى بالاتصال به، لكن بلا رد. اتصلت بأصدقائه، ثم تلقت اتصالات من أقرباء أثارت مخاوفها. هرعت إلى المستشفى لتجد زوجها مسجىً أمامها، كان جسده محترقاً بدمائه. أطفاله الثلاثة، زين (8 سنوات) وزينة (5 سنوات) وسند (سنتان)، ظنوا أن أمهم ستعود ومعها والدهم، لكنهم استقبلوها وحيدة، تحمل خبر اليتم. محمد، الذي عاش يتيم الأب، فقد والدته نعمة التي استشهدت بالاجتياح الإسرائيلي لمستشفى الشفاء عام 2024. بعد بحث مرير عنها، وجدها مقتولة على درج، وجسدها قد تحلل جزئياً. تحكي زوجته لـ"العربي الجديد": "ظل متأثراً باستشهاد أمه، لم يتقبل الرحيل. كان ولدها الوحيد، وكانت كل حياته". ومنذ بداية الحرب تفرق قريقع عن زوجته وأطفاله الذين نزحوا لجنوب القطاع، فيما بقي هو ينقل وجع غزة، ولم ير طفله سند الذي ولد في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلا خلال اتفاق التهدئة في يناير/ كانون الثاني 2025، بعد عودة النازحين، ليخفف عنه لقاء العائلة الفراغ الذي اكتوى به قلبه بعدما قتل الاحتلال أمه. تتذكر زوجته: "كان سعيداً، شعر أن الحياة عادت له، خاصة حين رأى سند لأول مرة". وبالرغم من العودة، إلا أن العمل في ذروة الحرب والأحداث المتسارعة، غيّب قريقع عن عائلته، تعلق زوجته بصوت مليء بالحسرة والحزن: "كان دائما منشغلا بالعمل، وحين كان يجلس معنا كان يشعرنا بحنانه. إعلام وحريات التحديثات الحية غزة تودّع شهودها والعالم يطالب بالعدالة محمد نوفل… كاميرا ترافق الصديق حتى الشهادة محمد نوفل، أحد مصوري طاقم "الجزيرة"، كان صديق طفولة للشهيد أنس الشريف، وجاره في مخيم جباليا. عملا معاً طوال الحرب، ونادراً ما عادا لمنزليهما. والده، المصوّر المخضرم رياض نوفل، يقول لـ"العربي الجديد": "من شدة انشغاله بالعمل، كان يأتي لزيارتنا مرات قليلة. زارني الجمعة وجمعتنا مائدة غداء، ثم عاد وزارني السبت. ضحكنا ولعب مع حفيدي، كنا نناديه بكنيته المفضلة: أبا يحيى. كانت روحه خفيفة ويحب المزاح. توفيت أمه قبل شهر، وكانت كل شيء بحياته، ومن شدة حزنه غاب عن المنزل ثلاثة أيام، ولم يستطع الدخول إليه". قبل استشهاد محمد عن 24 عاماً، فقد رياض نوفل نجله عمر الذي استشهد في 7 أكتوبر/تشرين أول 2024، ولديه أربعة أبناء وست بنات، وجميعهم تعلموا مهنة التصوير. يقول: "لدي استديو تصوير في منزلي. الكل أحب التصوير وتعلمه. لكن محمد كان جدياً في حبه وشغفه، وصداقته مع أنس الشريف جعلته زميلاً له؛ رافقه طوال الحرب، ورغم أننا كنا ننزح، إلا أنهما لم يفترقا". بنى له والده شقة قبل الحرب وعقد قرانه، لكن تلك الفرحة لم تكتمل بسبب الحرب، ويقول والده وهو يحاول حبس دموعه: "لم يكتمل النصيب". في المقبرة، بخطه الجميل خط رياض نوفل اسم نجله الشهيد على ورقة كانت شاهداً لقبره، كما خط أسماء شهداء المجزرة. محمد الخالدي… طموح قُطع قبل أن يكتمل محمد الخالدي كان بعيداً عن الخيمة المستهدفة، لكن شظية أصابته وأحدثت نزيفاً داخلياً أودى بحياته عن 37 عاماً. لحظة الاستهداف، كان والد الخالدي يتابع آخر تطورات الأحداث عبر إحدى الإذاعات التي تنقل عبر أثيرها التلفزيون العربي، وعندما أذاع خبر عاجل نبأ استهداف خيمة الصحافيين، أحس باستشهاد نجله. لم تمر دقائق كثيرة حتى تلقى اتصالاً من أبناء شقيقه الموجودين في المستشفى، وأكدوا له ما كان يشعر به. عمل الخالدي مع منصة ساحات التركية وموقع ميدل إيست آي، وكان يطمح لأن يصبح "يوتيوبر". يقول والده: "كان يدرك خطورة المهنة، لكن أصر على تقديم رسالة صادقة. كان لديه أسلوبه الخاص وطموح كبير للسفر والتطور".


القدس العربي
منذ 4 ساعات
- القدس العربي
مظاهرات حاشدة في اليمن تُجدد التضامن مع غزة والوقوف مع المقاومة
صنعاء – «القدس العربي»: خرج اليمنيون، ككل جمعة، في مظاهرات حاشدة ملأت الساحات الرئيسية في مُدن المحافظات الواقعة في مناطق سيطرة حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، منددين باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مجددين تأييدهم لفصائل المقاومة الفلسطينية. وامتلأ ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء بألوف المحتشدين الذين تقاطروا من مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، حاملين العلمين اليمني والفلسطيني ولافتات تُدين استمرار جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق سكان قطاع غزة، مُحمّلة الولايات المتحدة مسؤولية استمرار هذه المجازر، بما فيها المجازر اليومية المرتكبة بحق منتظري المساعدات، في سياق حرب الإبادة والتجويع. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها التابعة للحوثيين، إن «العاصمة صنعاء شهدت طوفاناً بشرياً هادراً في مليونية «مع غزة جهاد وثبات لمواجهة أبشع إبادة وأخبث مؤامرات»، تأكيداً على مواصلة الجهاد لنصرة غزة ومواجهة مؤامرات أعداء الأمة الصهاينة المجرمين وداعميهم». وأضافت أن «الحشود صدحت بالهتافات المزلزلة للطغاة والمستكبرين وأدواتهم، معلنة الجاهزية الكاملة للجهاد في سبيل الله نصرة لغزة ودفاعاً عن الأقصى الشريف ومقدسات الأمة مهما تواطأ وتخاذل المتخاذلون، وأرجف المنافقون والخونة والعملاء». ورددت حناجر المحتشدين بهتافات منها: «غزة تحت حصار قاتل بالدعم الأمريكي الشامل»، «تصريح نتنياهو المجرم يتحدى العربي والمسلم»، «يا أمتنا الإسلامية ثوري ضد الصهيونية»، «غزة يقتلها التجويع بتخاذل عرب التطبيع»، «تسليم سلاح الشعوب يخدم مجرمي الحروب». كما خرج المتظاهرون في الساحات الرئيسية في المُدن المركزية في محافظات الحُديدة، عَمران، حجة، صعدة، المحويت، ريمة، ذمار، البيضاء، إب، وتعز وغيرها من المحافظات الواقعة كلها أو بعضها في مناطق سيطرة الحوثيين، وفق وكالة الأنباء (سبأ) بصنعاء. وجدد البيان الصادر عن المسيرات «الموقف اليمني الثابت مع غزة وفلسطين والمقدسات، ومع المقاومة التي تقدّم أغلى التضحيات دفاعاً عن الأمة أمام أبشع وأشنع وأقسى الجرائم في هذا العصر». وطالب «بتعزيز سلاح المقاومة في لبنان وفلسطين التي تقف اليوم حجر عثرة أمام حرب الإبادة الوحشية للعدو الصهيوني». وأكد أن «التفريط والتخاذل في تعزيز سلاح المقاومة سيكلف الجميع أثماناً باهظة ويلحق بالأمة والبشرية خسائر لا حصر لها». وجدد بيان المسيرات التأكيد على استمرار الوقوف «في مواجهة المشروع الصهيوني الخبيث بكل ما أمكننا، لما يمثله من خطورة بالغة على بلادنا وأمتنا ومقدساتنا». واعتبر «تحرك العدو للإملاء على بعض الأنظمة لنزع سلاح المقاومة وحصارها في غزة ولبنان وغيرها، جزءاً من مخطط خبيث». وتنظم حكومة «أنصار الله» (الحوثيون) في جميع المدن في مناطق سيطرتها باليمن في كل جمعة مسيرات ووقفات تضامنية مع قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.


القدس العربي
منذ 4 ساعات
- القدس العربي
نقل الفنانة الكويتية حياة الفهد للعناية المركزة
الكويت – «القدس العربي»: أعلنت الصفحة الرسمية للفنانة الكويتية حياة الفهد عن تعرضها لوعكة صحية قاسية، داعيةً جمهورها إلى الدعاء لها بالشفاء. وكشف رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي تفاصيل الحالة الصحية للفنانة وقال إن الحالة الصحية للفنانة صعبة. وأصدرت الأسرة بيانا عبر حسابها في تطبيق على انستغرام جاء فيه: «تعلن أسرة ومحبو الفنانة القديرة حياة الفهد ومؤسسة الفهد أن أمّ الجميع تمرّ حالياً بوعكة صحية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليها بالشفاء العاجل، وأن يعيدها لمحبيها وهي في أتم الصحة والعافية»، مستشهدين بقول الله تعالى: «وإذا مرضت فهو يشفين». وصرح رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصُناع الترفيه المحامي والإعلامي خالد الراشد، أن حياة الفهد تعرضت لوعكة الصحية وادخلت الى العناية المركزة. وكان آخر عمل قدمته الفنانة في الموسم الرمضاني الماضي مسلسل «أفكار أمي»، وتدور أحداثه حول «شاهة» المرأة القوية والمسيطرة التي تفرض كل شيء على أفراد أسرتها وتدور بينها وبين أفراد الأسرة الكثير من القصص والحكايات المشوقة، والعمل من ﺇﺧﺮاج باسل الخطيب، ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ عبد المحسن الروضان، ومن بطولة الفنانة حياة الفهد، إبراهيم الحساوي، زهرة الخرجي، شيماء علي، ريم أرحمة، حسين الحداد، هيلدا ياسين، ياسة، فاطمة البصيري، حسن البلام، عقيل الرئيسي، بالإضافة إلى آخرين.