
من خيمة دمشق.. السعودية تُثبِّت عمود العروبة وتفتح نوافذ الاستثمار
هذا البيت، بأعمدته التي تشد أركانه، يختزل فكرة أن العروبة لا تذوب مهما تبدلت خرائط المصالح، وأن السعودية ما تزال العمود المركزي الذي يقوم عليه سقف العلاقات العربية، في كل محطاتها المفصلية.
بيت الشَعَر في الثقافة العربية رمز متجذر في البادية والمدينة، ظلّ شاهداً على قيم الشورى والكرم والوفاء. اختيار هذا الفضاء ليكون منصة حوار اقتصادي يؤكد أن مسار الاستثمار يمكن أن ينطلق من أرضية أصيلة قبل أن يمتد إلى أبراج المال الحديثة. الألوان الحمراء والسوداء في نسيج الخيمة، وأدوات القهوة العربية، والسجاد المفروش بعناية، تشكل لغة مشتركة يفهمها كل عربي بلا ترجمة.
في قلبها وُضعت صور القادة، والأعلام التي جمعت الرياض ودمشق في لحظة سياسية تعيد ترميم العلاقات وتبني جسوراً من الثقة، لا بأوراق الاتفاقيات فقط، بل بروح الأصالة التي لا تنفصل عن الحداثة.
وجود هذا الوفد الكبير الذي حضر بتوجيه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعكس توجهاً إستراتيجياً يربط بين الهوية والمستقبل. المنتدى السعودي - السوري لم يكن اجتماع أرقام بقدر ما كان إعادة صياغة للعلاقات ضمن سردية عربية متجددة، حيث يشكل بيت الشَعَر امتداداً للروح، والسوق امتداداً للعقل.
في هذه الخيمة، يتقاطع التراث مع الاستثمار، وتتلاقى ذاكرة الرمال مع مشاريع الأبراج، ليرتسم مشهد يوحي بأن التنمية الحقيقية لا تكتمل إلا إذا استندت إلى عمقها الثقافي. أعمدة الخيمة الأربعة التي تحمل السقف تناظر أركان الثبات العربي، فيما يبقى العمود الأقوى الذي تتكئ عليه هذه الخيمة هو الدور السعودي، الذي يربط بين الأوطان ويحفظ توازنها، فالسياسة هنا لا تُمارس بلغة المصالح المجردة، بل تُبنى على قاعدة أن البيت العربي الواحد لا يستقيم إذا مالت أعمدته، وأن التعاون الاقتصادي يكتسب قوته حين يُصاغ في إطار هوية جامعة.
الخيمة في دمشق لم تكن صورة تراثية، بل مشروع رمزي عنوانه أن العروبة قادرة على إنتاج نموذجها الخاص للتكامل، نموذج يبدأ من عمود البيت وينفتح على كل اتجاهات الأفق. هذا المشهد يقدم درساً في الدبلوماسية الناعمة، حيث يتحول التراث إلى أداة تأثير، وتصبح الخيمة منصة حوار لا تقل شأنا عن أرفع القاعات الدولية.
في لحظة إقليمية يكثر بها الانقسام، يجيء بيت الشَعَر ليقول إن الجذور هي الطريق الأكثر أماناً نحو المستقبل، وإن السعودية حين تقيم عمودها في خيمة عربية، فهي تكتب نصاً سياسياً واقتصادياً يعيد ترتيب المكانة ويوسع مساحة الثقة، لتصبح العروبة إطاراً للتنمية لا مجرد شعار يتكرر في الخطابات.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
استغلال المديرين بند «استقطاب الكفاءات» لتوظيف المعارف جريمة
البلاغ في حالة الشك والريبة أوضح القانوني رائد الخليوي لـ«عكاظ»، أن العقوبات المترتبة على استغلال الموظف العام لسلطته في التوظيف أو تمرير العقود تشمل السجن مدةً تصل إلى 10 سنوات أو غرامة مالية تصل إلى 20 ألف ريال، ونصّ النظام على معاقبة أي موظف عام يستغل سلطته لتحقيق مصلحة شخصية له أو لغيره أو للإضرار بالغير، متى ما كان ذلك الاستغلال متعمداً وبسوء نية. وأكد الخليوي، وجود آليات رقابية مشتركة بين وزارة الموارد البشرية وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) للحد من مثل هذه الممارسات، مع استقبال الشكاوى ومباشرتها بالتنسيق مع الجهات المختصة. من جانبه، بيّن القانوني بخيت الغباش لـ«عكاظ»، أن مثل هذه الأفعال تُصنَّف ضمن جرائم استغلال السلطة، وفي حال ثبوتها بحكم قضائي نهائي وبات يتم فصل الموظف المخالف من وظيفته أيّاً كانت درجته. وأضاف أن الأصل في قرارات جهة الإدارة، بما فيها التوظيف، أن تكون لتحقيق المصلحة العامة، وفي حال وجود شبهة أو ريبة، يتم رفع البلاغ إلى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، التي تتولى التحقيق والمساءلة وإقامة الدعوى الجزائية بحق المخالفين. إعادة تنظيم عمليات التوظيف القانوني ماجد قاروب أكد لـ«عكاظ»، أن استغلال النفوذ والسلطة وسوء استخدام المال العام تُقابل بعقوبات تشمل السجن والغرامة واسترداد الأموال، مشيراً إلى أن الرقابة تتولاها عدد من الجهات أبرزها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة)، وزارة الموارد البشرية، ديوان المحاسبة، إضافة إلى الجهة الحكومية المعنية ذاتها. وأكد المختص بالموارد البشرية الدكتور خالد رشاد خياط لـ«عكاظ»، أن القواعد المنظمة لبرنامج الكفاءات والمتعاقدين جاءت وفق قرار مجلس الوزراء لتعيد تنظيم عمليات التوظيف في القطاع الحكومي وتعزز كفاءة الاستقطاب. وبيّن، أن المادة الأولى نصت على إنشاء بند خاص باسم (برنامج الكفاءات والمتعاقدين)، يقتصر على الجهات الحكومية المشمولة ببنود برنامج الكفاءات المميزة، وتعديلاته، وبرنامج تشغيل مكتب تحقيق الرؤية الصادر بالأوامر السامية ذات الصلة، أو المشمولة بأي منهما. وأضاف خياط، أن المادة الثانية من القواعد ألزمت هذه الجهات بالتنسيق مع وزارة المالية لإلغاء جميع البرامج وبنود التشغيل والحسابات المستخدمة لأغراض التوظيف أو العقود الاستشارية، بما في ذلك عقود التشغيل غير المباشرة عبر شركات التشغيل. سُلّم أجور ومزايا الخياط، أشار إلى أن المادة الثالثة نصت على وضع سلم أجور ومزايا وتعويضات ولائحة إدارية، بالتنسيق بين وزارتي الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والمالية، وتطبيقها على جميع المتعاقدين في إطار البرنامج وفق جدول زمني متفق عليه، فيما أكدت المادة الرابعة تطبيق هذه السلالم واللوائح على المتعاقدين في برنامج الكفاءات المميزة مع دمج التزاماتهم المالية في البرنامج الجديد دون زيادة في أجورهم ودون أن يقل إجمالي ما يتقاضونه حالياً. وأوضح خياط، أن المادة الخامسة شددت على إعداد خطة للقوى العاملة لمدة ثلاث سنوات قبل أي توظيف جديد على البرنامج، على أن تعتمد من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وفي حال الضرورة القصوى للتوظيف قبل اعتماد الخطة يتم رفع الأمر إلى وزيري المالية والموارد البشرية للبت فيه. هدّد العدالة الوظيفية أكدت الأخصائية الاجتماعية آلاء عابد لـ«عكاظ»، أن استغلال بعض المديرين بند استقطاب الكفاءات لتعيين معارفهم بعقود مبالغ فيها يُعد ممارسة غير عادلة تخلّ بمبدأ تكافؤ الفرص وتنعكس سلباً على النسيج المؤسسي. وأوضحت أن هذه الممارسات تُقصي أصحاب الكفاءة والابتكار وتُضعف روح التنافس الإيجابي، ما يؤدي إلى غياب التنوع الفكري والتجديد داخل بيئات العمل. وأضافت عابد، أن التأثيرات لا تقتصر على المؤسسة فحسب، بل تمتد إلى المجتمع بأكمله، مشيرة إلى أن رؤية الشباب لمثل هذه الممارسات تُكوّن لديهم قناعات سلبية بأن المعرفة الشخصية أهم من الجهد والكفاءة، ما قد يدفع بعضهم إلى فقدان الثقة بالذات أو الانسحاب من دوائر الطموح والمنافسة، وبالتالي خسارة طاقات وطنية كان يمكن أن تسهم في التنمية لو أُتيحت لها الفرص العادلة. وأشارت إلى أن هذه الممارسات تُشوّه صورة العدالة الوظيفية وتُضعف الإيمان بالمؤسسات، مؤكدة أهمية الدور الفعّال لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) بالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في ضبط مثل هذه التجاوزات، ليس فقط لحماية الأنظمة، بل لصون مبدأ أن الفرص تُبنى على الكفاءة والعدالة. أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
التوقفات والديون تراكم خسائر "بترورابغ" إلى 7.3 مليار ريال وأدنى إيرادات منذ كورونا
دفعت الصيانة الدورية شركة بترورابغ، المشروع المشترك بين أرامكو السعودية و سوميتومو اليابانية ، إلى تسجيل أدنى إيرادات فصلية منذ جائحة كورونا، والخسارة الفصلية الـ12 على التوالي. وفق وحدة التحليل المالي في صحيفة الاقتصادية، أدت الخسائر المتواصلة للشركة، التي تعد أحد أكبر مجمعات البتروكيماويات في العالم، إلى ارتفاع خسائرها المتراكمة إلى 7.3 مليار ريال بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، تمثل 44% من رأسمالها، لا سيما مع الديون التي أثقلت كاهلها بتكاليف التمويل مع ارتفاع الفائدة. تراجعت إيرادات الشركة 60% في الربع الثاني على أساس سنوي، مسجلة أدنى مستوياتها في 5 أعوام عند 4.05 مليار ريال، نتيجة الصيانة الدورية الشاملة والمجدولة لجميع المرافق التشغيلية ووحدات الإنتاج في مجمع الشركة، وإيقافه بشكل كامل لمدة 60 يوما أي ثلثي فترة الربع الثاني. توقف الشهرين دفع إجمالي الربح (الخسارة) إلى خسائر فصلية خلال عامين ونصف، بعد أن أكلت التكاليف كامل الإيرادات حتى بلغت 123% كنسبة منها وهي الأعلى منذ جائحة كورونا. انعكس كل ذلك إلى خسائر تشغيلية هي الأعلى منذ نهاية 2022، وكذلك تسجييل خسائر صافية للفصل الـ12 على التوالي بنحو 1.4 مليار ريال. تأتي هذه الخسائر الضخمة على الرغم من انخفاض تكاليف التمويل نتيجة تنازل المساهمين المؤسسين عن التزام الشركة بسداد قروض المساهمين المتجددة البالغة 5.63 مليار ريال. أغسطس الماضي، أعلنت شركة أرامكو السعودية وشركة سوميتومو كيميكال المحدودة (المساهمتان المؤسستان) اتفاقية تنازلا بموجبها للشركة عن سداد قروض بالقيمة المذكورة. الديون أثقلت كاهل الشركة أثقلت الديون كاهل الشركة، حيث تشكل قرابة 300% إلى حقوق المساهمين بنهاية الربع الأول من العام الجاري، ما جعل تكاليف التمويل عامل ضغط إضافي على نتائج الشركة، لا سيما مع ارتفاع أسعار الفائدة منذ الربع الأول 2022. الإيقافات والديون وظروف السوق غير المواتية دفعت الشركة لمواصلة الخسائر، فيما فرص تتحول الشركة للربحية يستند إلى الاتفاقية بين المؤسسين وبرنامج التحول الذي يتضمن العديد من المبادرات ذات القيمة المضافة بهدف تقليل التكاليف التشغيلية وزيادة إيراداتها . محاولات الإنقاذ أغسطس 2024، أعلن المساهمين المؤسسين عن إبرامهما اتفاقية بيع وشراء تستحوذ بموجبها أرامكو السعودية على 22.5% من رأس مال الشركة، ترفع حصتها إلى 60% عند إتمام الصفقة، بينما تتقلص حصة "سوميتومو كيميكال" إلى 15%. بموجب الاتفاقية تنازل الطرفان عن سداد القروض السابق ذكرها، وضخ أموال إضافية بـ5.3 مليار ريال. حركة السهم مع هذه الضغوط المالية فقد السهم 11% منذ مطلع العام، فيما فقد السهم نحو ثلثي قيمته أخر 3 أعوام. التأسيس تأسست "بترورابع" في عام 2005 بشراكة بين أرامكو السعودية وشركة سوميتومو كيميكال اليابانية. وفي عام 2008 تم طرح 25% من رأس مال الشركة للإكتتاب العام وتمثل الشركة أكبر مجمّع متكامل للتكرير وإنتاج البتروكيماويّات يُبنى في وقت واحد. تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصفاة بترورابغ 400 ألف برميل من الزيت الخام يومياً تمثل نسبة 19% من طاقة التكرير في السعودية حينها. "بترورابغ" تعد واحدة من أكبر المنشآت المتكاملة للتكرير والبتروكيماويات في العالم التي يتم بناؤها في وقت واحد، وتحتل مرتبة بين أكبر 15 مصفاة تكرير في العالم من حيث طاقة تكرير الزيت الخام، وبين أكبر 8 مصافي من حيث الحجم عند تأسيسها. وحدة التحليل المالي


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«غوغل» تتعهد بمليار دولار للتدريب على الذكاء الاصطناعي في جامعات أميركية
تعهدت «غوغل» التابعة لـ«ألفابت» اليوم الأربعاء باستثمار مليار دولار على مدى ثلاث سنوات لتوفير التدريب والأدوات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لمؤسسات تعليم عال ومنظمات غير ربحية في الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة «رويترز». تشمل المبادرة أكثر من 100 جامعة حتى الآن، منها بعض من أكبر أنظمة الجامعات العامة في البلاد مثل جامعتي تكساس إيه آند إم ونورث كارولينا. وقد تحصل الجامعات المشاركة على تمويل نقدي وموارد، مثل مزايا الحوسبة السحابية لتدريب الطلاب على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الأبحاث المتعلقة به. ويشمل الاستثمار البالغ مليار دولار تكلفة أدوات الذكاء الاصطناعي المدفوعة، مثل نسخة متقدمة من روبوت الدردشة «جيميني»، الذي ستقدمه «غوغل» لطلاب الجامعات مجانا. وقال جيمس مانيكا، نائب الرئيس الأول في «غوغل»، في مقابلة إن الشركة تأمل في توسيع نطاق البرنامج ليشمل جميع الكليات غير الربحية المعتمدة في الولايات المتحدة، وتبحث خططا مماثلة في بلدان أخرى. ورفض مانيكا تحديد المبلغ الذي ستخصصه «غوغل» كتمويل مباشر للمؤسسات الخارجية مقارنة بتغطية فواتير خدماتها السحابية والاشتراكات الخاصة بها. يأتي هذا الإعلان في وقت بذلت فيه شركات منافسة مثل «أوبن إيه آي» و«أنثروبيك» و«أمازون» جهودا مماثلة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع انتشار هذه التقنية في المجتمع. وفي يوليو (تموز)، تعهدت «مايكروسوفت» بتقديم أربعة مليارات دولار لدعم الذكاء الاصطناعي في التعليم عالميا. وأظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث مخاوف حيال دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، بدءا من تيسير الغش وصولا إلى تقويض التفكير النقدي، مما دفع بعض المدارس إلى النظر في حظره. وقال مانيكا إن «غوغل» لم تواجه أي مقاومة من الإدارة منذ أن بدأت التخطيط لمبادرتها التعليمية في وقت سابق من العام الجاري، لكن لا تزال هناك «أسئلة أخرى كثيرة» حول المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.