logo
إبادة غزة تصفع علاقات الاحتلال بأوروبا.. و"نتنياهو" يتسبب بتأزيمها

إبادة غزة تصفع علاقات الاحتلال بأوروبا.. و"نتنياهو" يتسبب بتأزيمها

الغدمنذ 2 أيام

اضافة اعلان
عواصم - بعدما كانت العلاقات بين كيان الاحتلال وأوروبا على مدى العقود الماضية في أحسن أحوالها، وكان الاحتلال يتلقى كل من يطلبه من معظم الدول هناك، ويحظى بحظن دافئ في حجر القارة العجوز، تمر العلاقات الأوروبية الإسرائيلية بمأزق غير مسبوق، على وقع إصرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المضي بحرب الإبادة بغزة، والتي أدت لتشديد حدة المواقف والتهديدات من دول أوروبية، تُعد مفتاحا في القارة.ويتفق محللون سياسيون، على أن التهديدات الأوروبية لـ"إسرائيل"، غير مسبوقة، وقد تؤدي لشرخ في العلاقات، وإجراءات غير مسبوقة، يكون فيها "نتنياهو" وحكومته، قد هدم صورة لطالما بنتها "إسرائيل" لها في الغرب.وهددت دول أوروبية على رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا والسويد وبلجيكا وأخرى، بقطع العلاقات مع "إسرائيل"، وفرض عقوبات عليها، ووقف اتفاقيات الشراكة معها، بسبب استمرار حرب الابادة على غزة.واتخذت عدة دول إجراءات مبدئية ضد العلاقات مع "إسرائيل"، من استدعاء للسفراء، وقطع اتفاقيات تعاون وبلدية وعلمية، فيما تؤكد أخرى أنها بصدد فرض عقوبات على الكيان.صفعة لنتنياهوويقول المختص بالشأن السياسي عادل شديد إنه لا شك بأن التهديدات الأوروبية والغربية بشكل عام غير مسبوقة وتشكل ارتفاعا كبيرا في التهديد اللفظي تجاه الاحتلال.ويبين حتى اللحظة لم يتم ترجمة تلك التهديدات إلى إجراءات وسياسات عملية تدفع إسرائيل بموجبها أثمانا كبيرة.وما لم يتم تنفيذ تلك التعديات لواقع، تبقى الأمور من الممكن التأقلم والتعايش والتكيف معها من قبل "إسرائيل".ولكنه يؤكد عدم بقاءها كذلك، مضيفًا أن المواقف الأوروبية المتصاعدة في التهديد، شكلت صفعة لنتنياهو، فهو يعتبر إسرائيل جزءا من الحضارة الغربية بالمنطقة ويعتبرها امتدادا لتلك الدول، ويدعي أنها موجودة للدفاع عن تلك الدول في مواجهة ما يسميه التهديد الإرهابي الإسلامي، وبالتالي هذا التهديد الأوروبي يفشل خطاب نتنياهو".ويرى أن السيناريو القادم هو أنه "ما لم تتوقف الحرب، تبقى الإجراءات الأوروبية في منحى تصاعدي، يكون ذروة سقفه بتقديري مقاطعة المنتجات الاستيطانية وقف مشاريع مع إسرائيل، والاعتراف المتزايد بحل الدولة الفلسطينية الذي يأتي بسياق حل الدولتين".بداية مأزقمن جانبه، يعتقد المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي انطون شلحت، أن العلاقات بين كيان الاحتلال ودول الغرب المفتاحية موجودة، ولكنها تمر بأزمة شديدة قد تتفاقم، مضيفا أن "نتنياهو حتى الآن هو المسؤول عن هذه الأزمة".ويشير إلى أن انعكاساتها على "إسرائيل" ستجيب عنها الأيام المفتوحة القادمة، لأنه حتى الآن هناك تهديدات بزيادة العقوبات وأخرى بحظر أسلحة، وإذا نفذت هذه التهديدات سيكون الحديث عن بداية مأزق في العلاقات.ومن وجهة نظره، فإن ما تقوم به أوروبا مهم للغاية، لكنه لا يكفي لاجبار الاحتلال على أن ينحو في مسار مناقض للمسار الذي تسير فيه الأمور حتى الآن، والذي يعكس إصراره على الاستمرار في حرب الابادة، والتدمير الشامل في قطاع غزة.ويقول شلحت أيضا "هناك تململ داخل الكيان المحتل من الموقف الأوروبي، وهناك خشية بأن يتطور، ومجرد هذا التململ وهذه الخشية يشير إلى أن هذا الموقف الأوروبي مهم للغاية، يمكن أن يصبح أكثر أهمية إذا ما صار في تجاه التصعيد ومممارسة إجراءات حقيقية على أسوشتيد لكي توقف حربها العدوانية".وفي حال عدم استجابة "نتنياهو" للتهديدات، فإن السيناريو المتوقع هو أن تصعد أوروبا إجراءاتها على كل المستويات السياسي.ومن ضمن الإجراءات، وفق شلحت، رفع الغطاء عن "نتنياهو"، أو المستوى الاقتصادي كفرض عقوبات وربما حظر بضائع.كما يمكن أن تتخذ دولا إجراءات على مستوى العلاقات الأمنية وهو الأكثر دلالة، وفي هذا الجانب يوضح "شلحت"، أن من المعروف أن هذه الحرب أثبتت اعتماد "إسرائيل" كثيرا على واردات الأسلحة من الولايات المتحدة ومن دول أوروبية، وبحال اتخاذ إجراءات بحظر تصدير أسلحة، فإن هذا يمكن أن يؤثر على مجرى الحرب.ويقول "لست خبيرا أمنيا، لكن هناك اعترافات من خبراء في الشون الأمنية الإسرائيلية، بأن إقدام أوروبا على حظر توريد أسلحة لإسرائيل، يمكن أن يوثر على كل أداء الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم".ولذلك يعتقد "شلحت"، بوجود تهديدات قوية على "نتنياهو" الذي يحاول أن يحتويها، وأن يهرب منها إلى الأمام، من خلال التجاوب الجزئي مع بعض المقترحات التي تتحدث عن صفقة تبادل ووقف إطلاق نار بغزة.ويتابع "طبعا مع تمسكه بكل الشروط التي كان يتمسك بها في السابق، والتي كانت السبب الرئيسي في انفجار اتفاقات وقف إطلاق النار بالفترات الماضية".ويرى أنه في حال استمرار نتنياهو بهذا المسار، فإن السيناريو الأرجح، هو أن تتخذ الدول الأوروبية المعنية بوقف الحرب، إجراءات أشد.ويقول أيضًا "وفي حال اتخاذها أؤكّد أنها يمكن أن توثر في صانع القرار في المؤسسة السياسية للاحتلال، لأن هذه المؤسسة تخضع للضغوط الخارجية، خصوصا إذا كانت قادمة من دول لها تأثير مهم، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، لا سيما أن الأخيرة يدور الحديث فيها عن دول تعتبر دولا مفتاحية في هذه القارة".هدم صورتها بالغربويجزم المختص بالشأن الإسرائيلي امطناس شحادة، بوجود حالة صدمة داخل الكيان المحتل من الموقف الأوروبي الأخير.ويفيد بأن دولا مثل فرنسا وإسبانيا إيرلندا وغيرها، كان موقفها مسبقا معارض لحرب الابادة، ورغم تأثيره إلا أن الموقف الصادم لدولة الاحتلال، هو موقف ألمانيا والذي شكل نقطة تحول خطيرة في المواقف الأوروبية تجاهها.ويستطرد "حينما يكون 12‎ ‎ % فقط من الألمان مؤيدون لإسرائيل، وحينما تنشر مواقع مثل فوكس نيوز الأميركي اليميني المتطرف صورًا عن المجاعة بغزة، فهذا كله انعكاس لتغير الموقف تجاهها".وبرأيه، فإنه "إذا لم يتم استدراك وإزالة الضرر، من هذه المواقف، فقد تصل إلى مرحلة لا يكون فيها قابلية لإصلاح هذه العلاقات".ويشير إلى أنه إذا ما طفح الكيل الأوروبي من ممارسات دولة الاحتلال، فقد يشكل أزمة حقيقية لديها، خاصة وأن المحللين يحذرون "نتنياهو" وحكومته من أنهم يقودون حملة وسياسة لن تؤدي لخسائر بالعلاقات الداخلية واهتزاز صورة الكيان فقط، وإنما في سمعة "إسرائيل" وصورتها في الغرب.ويرى أن ما بنته دولة الاحتلال بسنوات طويلة في الغرب يهدمه "نتنياهو" وحكومته لمصالح حزبية وشخصية ضيقة.ويتفق مع شلحت وشديد، بالقول إن الأمور قد تذهب لتدهور وإجراءات فعلية، ترتقي عن مستوى التصريحات، وتشمل وقف اتفاقيات وتشكيل "فيتو" ضد استمرار الحرب، وفرض عقوبات بوقف الشراكة الاقتصادية والعلمية وتصدر السلاح، وأخرى قد تتعلق بأشخاص إسرائيليين، وفي محكمة الجنايات الدولية.-(وكالات)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سببها متبرع قديم.. تحذير من طفرة وراثية 'خطيرة' في إسرائيل
سببها متبرع قديم.. تحذير من طفرة وراثية 'خطيرة' في إسرائيل

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

سببها متبرع قديم.. تحذير من طفرة وراثية 'خطيرة' في إسرائيل

أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية، الأربعاء، تنبيها طبيا دعت فيه أشخاصا وُلدوا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عبر إجراءات طبية خاصة في عيادات الخصوبة، إلى التوجه لإجراء فحص وراثي. وجاء ذلك عقب اكتشاف وجود طفرة جينية نادرة في أحد المتبرعين، تُعرف بأنها قد تزيد من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المزمنة. وبحسب الوزارة، تعود الحالة لمتبرع تم التعرف على إصابته لاحقًا بمتلازمة جينية وراثية تزيد من خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان. ويُقدّر عدد الأشخاص الذين قد يكونون وُلدوا عبر هذه الإجراءات بالعشرات أو ربما أكثر. وزارة الصحة أوضحت أن نسبة احتمال انتقال هذه الطفرة إلى من وُلدوا من خلال العينات تبلغ نحو 50 بالمئة. لذلك، دعت الوزارة الأشخاص المعنيين، والذين قد تتراوح أعمارهم اليوم بين الأربعين والخمسين، إلى التوجه مباشرة إلى أحد المراكز الوراثية المعتمدة لإجراء فحص احترازي. الجهات الصحية شددت على أهمية الاستجابة لهذا النداء، لما له من دور وقائي قد يساعد في الكشف المبكر ويُسهم في تحسين فرص العلاج وتفادي المضاعفات الصحية مستقبلاً.

أميركا تدعو الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي وتحذر من الاعتماد عليها
أميركا تدعو الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي وتحذر من الاعتماد عليها

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

أميركا تدعو الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي وتحذر من الاعتماد عليها

البوابة- أكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن على دول حلف شمال الأطلسي عدم الاعتماد على الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات العالمية، داعيًا إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي. وأضاف خلال اجتماع وزراء الدفاع في بروكسل أن "الردع والسلام يأتيان من خلال القوة". وأشار إلى أن الالتزام بهذا الهدف بدأ منذ إدارة الرئيس دونالد ترامب. في السياق، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بلاده بحاجة إلى 60 ألف جندي إضافي لتحقيق أهداف الناتو الجديدة، فيما شدد الأمين العام للحلف مارك روته على ضرورة تعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية، والقدرات اللوجستية، استجابة للتهديدات الروسية المتواصلة. المصدر: العربية

نتنياهو يعلن استعادة "جثث" اثنين من الأسرى الإسرائيليين
نتنياهو يعلن استعادة "جثث" اثنين من الأسرى الإسرائيليين

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

نتنياهو يعلن استعادة "جثث" اثنين من الأسرى الإسرائيليين

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، استعادة جثتي اثنين من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، في عملية نفذها الجيش وجهاز الشاباك الإسرائيلي الليلة الماضية في خان يونس جنوبي القطاع. وقال نتنياهو إنه تم انتشال جثتي الأسيرين الزوجين جودي وينشتاين وغادي من خان يونس، مدعيا أنهما قتلا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيراً إلى أنه تم خطف جثثهم على حد قوله. من جهتها، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إن 56 من الأسرى الإسرائيليين في غزة لا يزال في الأسر، وأوضحت أن 33 منهم قتلى و23 أحياء، وإن هناك خشية كبيرة على حياة 3 منهم. بدروها، أكدت "حركة حماس" مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، إضافة لعدم جديته في التوصل لآلية لإتمام صفقة التبادل. وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة. المصدر: الجزيرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store