logo
«مقبرة جماعية» بمقر للككلي تعيد التساؤل عن مدى مسؤولية الدبيبة

«مقبرة جماعية» بمقر للككلي تعيد التساؤل عن مدى مسؤولية الدبيبة

الشرق الأوسطمنذ 8 ساعات

تكثّف الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التفتيش في «ملفات فساد» عبد الغني الككلي، رئيس «جهاز دعم الاستقرار» الذي اغتيل الأسبوع الماضي.
ومنذ مقتل الككلي، المعروف بـ«غنيوة»، داخل معسكر التكبالي، مقر «اللواء 444 قتال»، في عملية وصفتها «حكومة الوحدة» بـ«الأمنية المعقدة»، والأجهزة التابعة لها تفتش في مقر الجهاز الذي يتخذ من أبو سليم معقلاً، ويضم أيضاً حديقة حيوان شهيرة.
وبعد أن تحدثت سلطات طرابلس عن احتمال وجود «مقابر جماعية» في منتجع كان يمتلكه الككلي، أعلنت بالفعل مساء (الأحد) العثور على «مقبرة جماعية» داخل مقر «عصابة» تابعة لنجل الككلي في منطقة أبو سليم بطرابلس، استخرجت منها 10 جثث لرجال ونساء.
ليبيتان تنتحبان بجوار حفرة يقول «اللواء 444 قتال» إنها تضم «مقبرة جماعية» في مقر مملوك للككلي (من مقطع فيديو بثه «اللواء»)
وأعلن «اللواء 444 قتال»، إحدى أذرع الدبيبة وساهم في الإطاحة برئيس «جهاز دعم الاستقرار»، تمكنه من القبض على «عدد من أفراد العصابة التابعة للمدعو بلقاسم، نجل الككلي؛ وذلك بعد تحقيقات ميدانية قادت إلى اعترافات بوجود مقبرة جماعية داخل مقر تابع لها في أبو سليم».
ويرى حقوقيون ومدوّنون ليبيون أن الككلي الذي تسارع حكومة «الوحدة» لكشف مدى «تورطه في جرائم عديدة» كان قد «وجد الحماية المطلقة منها خلال السنوات التي ساند فيها الدبيبة، وبالتالي فإن الأخير لا بد أن يُسأل عن هذه الجرائم».
ويلفتون إلى أن حديث «الوحدة» المتسارع عن جرائم الككلي يستهدف «تبرير القضاء عليه بداعي التخلص من الميليشيات المسلحة في طرابلس»، رافضين ما أسموه بـ«التوظيف السياسي للجرائم».
وقال جهاز المباحث الجنائية التابع لوزارة الداخلية في غرب ليبيا، إنه بدأ بالتعاون مع جهات الاختصاص عملية تحليل وتوثيق للتعرف على هوية الجثث، عبر الإجراءات الفنية المعتمدة، وتحت إشراف النيابة العامة.
آلية محترقة في طرابلس (أ.ب)
وذهب «اللواء 444 قتال» إلى أن هذه الواقعة «تمثل دليلاً إضافياً على الجرائم البشعة» التي قال إن «العصابة ارتكبتها»، وإنه «سيواصل جهوده لملاحقة كل المتورطين وتقديمهم للعدالة دون استثناء».
وكان «جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق» في غرب ليبيا، تحدث عن «مشاهد صادمة» من سجونٍ قال إنها «توثّق أساليب التعذيب والانتهاكات التي تعرّض لها بعض المواطنين الأبرياء الذين تم خطفهم، وبعضهم قد قضى داخل هذا السجن ظلماً وعدواناً»، ورأى أن «هذه الجرائم تكشف جانباً من بشاعة ما كان يُمارَس في الخفاء، وحجم المعاناة التي عاشها الضحايا خلف القضبان».
وعرفت ليبيا ظاهرة «المقابر الجماعية» على مستويات مختلفة، تتعلق أحياناً بالمعارضين على خلفيات سياسية، أو المهاجرين غير النظاميين.
وكان سكان ترهونة قد عثروا على «مقابر جماعية» عقب انتهاء الحرب على طرابلس مطلع يونيو (حزيران) 2020، ضمّت مئات الجثث من مختلف الأعمار. كما تم انتشال عشرات الجثث لأشخاصٍ بعضهم مكبّل اليدين من مواقع بصحراء ترهونة، وبحاوية حديدية، وبئر معطلة بالقرب منها، بينهم أطفال.
خلال العثور على «مقابر جماعية» في ترهونة العام الماضي (هيئة البحث عن المفقودين)
وقال الدبيبة إن الككلي - الذي كان إحدى الأذرع المسلحة الداعمة لأركان سلطته في طرابلس - قد «ظل يُسيطر على 6 مصارف في الدولة، ومن يُخالفه يدخله السجن أو المقبرة»، متحدثاً عن «تغول الميليشيات على المشهد السياسي والمالي والاقتصادي الاجتماعي، على مدى نحو عشر سنوات، حتى أصبحت الكثير منها أقوى من الدولة».
في السياق ذاته، وأمام «ضباط العمليات» بجيش غرب ليبيا، تحدث محمود حمزة، آمر «اللواء 444 قتال»، عن «النصر الفريد منقطع النظير الذي عليهم أن يفخَروا بتحقيقه»، في إشارة إلى القضاء على الككلي والسيطرة على عديد من مقار جهازه.
وقال حمزة: «لقد اجتثّ الجيش الليبي براثن فسادٍ طال، من أكبر رقعة جغرافية في العاصمة طرابلس - أبو سليم - بعد أن عاث فيها فساداً لعقد ونصف العقد»، مضيفاً أن «قوات الجيش بعملياتها العسكرية الدقيقة أسقطت في ساعة واحدةٍ فقط إمبراطورية ظالمٍ بكافة أركان ظلمه».
واستدرك حمزة: «اعلموا أن سقوط غنيوة لم يقتصر عليه؛ فقد سقطت من خلفه كل الدول التي استغلّته وحرّكته هي ومخابراتها، وانقطعت أوصالهم داخل أرضنا». ومضى يقول: «سنستمر في تأمين الناس، وستظهر لكم الحقائق الصادمة من آثار الطغيان والهيمنة على الأبرياء».
لقاء سابق للدبيبة مع حمزة في طرابلس (حكومة «الوحدة» المؤقتة)
وعلى مدار سنوات العقد الماضي، حذرت منظمات حقوقية محلية ودولية من تزايد عمليات الخطف والاختفاء القسري والقتل في ليبيا، مطالبة السلطات التنفيذية بسرعة كشف هذه الجرائم التي عادة ما كان يطويها النسيان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تسرق ذاكرة سوريا!
إسرائيل تسرق ذاكرة سوريا!

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

إسرائيل تسرق ذاكرة سوريا!

حتى يقتنع بعض اللامبالين بأهمّية الأرشيف، الرسمي منه والخاص، أسوق لهم هذا الخبر العجيب «الطازج» قبل أيام: ففي عملية سرّية نفّذها الموساد الإسرائيلي، تمّ نقل نحو 2500 مستند وصورة وأغراض شخصية للجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، إلى داخل إسرائيل. مراسل شبكة «العربية» ذكر أن إسرائيل حصلت على مئات الوثائق والمقتنيات الشخصية التي تعود لكوهين احتفظت بها المخابرات السورية ضمن أرشيفها الرسمي، فيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة أنّه «تم جلب الأرشيف السوري الرسمي الخاص بكوهين إلى إسرائيل، الذي يحتوي على آلاف القطع الأثرية التي كانت محفوظة بطريقة سرية للغاية من قبل قوات الأمن السورية لعقود من الزمن».إسرائيل تنظر إلى جاسوسها الشهير في سوريا نظرة احتفائية (هناك مسلسل عنه في «نتفليكس» قام ببطولته الممثل البريطاني اليهودي الشهير ساشا كوهين)، لذلك تُعدّ العُدّة للاحتفال بالذكرى الستين لإعدامه في 18 مايو (أيار) 1965. هذا الإعدام الشهير الذي تمّ في الساحة الرئيسية في المرجة بدمشق. نتذكر في الأيام الأولى بُعيد هروب نظام الأسد، وتسلّل رئيسه بشّار وأفرادٌ معه إلى الحماية ثم للطائرة ثم للعاصمة الروسية، حدث هجوم من الكثيرين على مقرّات أمنية وأراشيف رسمية... هل نتوقع أن كل هؤلاء الهاجمين كانوا من عامّة الناس فقط؟! بعد سقوط نظام القذّافي في ليبيا حصل أيضاً هجوم على الأرشيف الليبي، وما أدراك من أرشيف وتسجيلات العقيد الأخضر القذّافي وعجائبها؟! كما حاولت أطرافٌ ما فعل الشيء نفسه على الأرشيف الرسمي الأمني أثناء الفوضى التي صاحبت خلع مبارك من حكم مصر واشتعال الشارع وهروب المساجين («حماس» و«حزب الله» وخلايا الإخوان التي كان لها فصولٌ ساخنة في هذا الأمر). إذن الأرشيف هو غنيمة وثروة كبيرة، لا تقلّ إن لم تفُقْ، غنائم المال والذهب والسلاح، إنها المادّة الخام التي تشكّل الذاكرة، أو نحتْ هذه الذاكرة على هوى النحّات. كما أن الأرشيف يُخلّد من يُراد تخليده بصورة احتفالية، عبر الحصول على أشياء مادّية تتعلق به، سواء أوراقه أو ملابسه أو حاجاته، كلها تخلق علاقة مباشرة بهذا الرمز التاريخي أو ذاك، كما فعلت إسرائيل مع أشياء جاسوسها، أو بطلها، الإسرائيلي في سوريا، كوهين. سؤال أخير عن الأرشيف العربي: كيف حاله؟!

محتجّون يصعّدون ضد حكومة الدبيبة بإغلاق طرق وشوارع في طرابلس
محتجّون يصعّدون ضد حكومة الدبيبة بإغلاق طرق وشوارع في طرابلس

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

محتجّون يصعّدون ضد حكومة الدبيبة بإغلاق طرق وشوارع في طرابلس

في محاولة لفرض «عصيان مدني تام» داخل العاصمة الليبية طرابلس، ضمن الاحتجاجات الشعبية المطالبة بسقوط حكومة «الوحدة» المؤقتة، أغلق محتجون طرقاً وشوارع رئيسية عدة مهمة، بما في ذلك «طريق الشط»، وتلك المؤدية إلى بلدية سوق الجمعة شرق المدينة، تزامناً مع إغلاق جامعة طرابلس. صورة متداولة لجامعة طرابلس بعد وقف الدراسة ورغم إعلان رئاسة جامعة طرابلس استئناف الدراسة والعمل الإداري بدءاً من الأحد، أعلن اتحاد طلابها الاستمرار في تعليق الدراسة حتى نهاية الأسبوع، لإبعاد شبح الحرب عن حرم الجامعة، ورفض إعلان إدارتها العودة إلى الدراسة في ظل الترقب وحالة التوتر القائم، لافتاً إلى أن الجامعة ومحيطها نقطة تماس، ما يزيد مستوى المخاطرة بأرواح الطلبة في أي توتر أمني. ورصدت وسائل إعلام محلية ما وصفته بحالة من الشلل التام في حركة الحياة اليومية، بعد «إغلاق طرق شرق طرابلس كافة»، بعدما تقرر تعليق الدراسة والامتحانات في بلديات طرابلس وأبوسليم وسوق الجمعة وعين زارة حتى إشعار آخر؛ استجابة لدعوات «العصيان المدني». فى المقابل، بثت حكومة «الوحدة»، الأحد، أخباراً عن اجتماعات لبعض وزاراتها فى العاصمة طرابلس، توحي بانتهاء المظاهرات الشعبية ضدها، تزامناً مع إعلان مديرية أمن طرابلس إعادة فتح جميع الطرق المغلقة باستخدام الحواجز الترابية ومخلفات القمامة، مشيرة إلى مباشرة إزالة العوائق وتنظيف الطرق لتأمين حركة السير وعودة الحياة إلى طبيعتها، داعية المواطنين إلى التعاون من أجل الحفاظ على النظام العام. من جانبه، قال «اللواء 111 مجحفل»، التابع لميليشيات الحكومة، إن وفداً من نشطاء وأعيان وحكماء مدينة مصراتة بغرب البلاد، أبلغ وكيل وزارة الدفاع، عبد السلام الزوبي، خلال اجتماع بمقر الوزارة الأحد، بحضور قيادات عسكرية، دعمهم الثابت للوزارة، ووقوفهم الكامل مع الدولة في معركتها لفرض القانون، وإنهاء كل التشكيلات الخارجة عن الشرعية، مؤكدين أن «بناء جيش قوي هو الضامن لاستقرار ليبيا ووحدتها». وفي إطار الجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر وحقن الدماء، زار «مجلس طرابلس البلدي»، برفقة رئيس أعيان وحكماء طرابلس وعضو الهيئة الطرابلسية، مساء السبت، «مجلس سوق الجمعة» والنواحي الأربع البلدي والاجتماعي، في مسعى مشترك لدرء الفتنة وتفادي التصعيد العسكري. صورة لاجتماع مجلسي «طرابلس» و«سوق الجمعة» ويأتي هذا التحرك، عقب إعراب «مجلس طرابلس البلدي» عن قلقه إزاء المواجهات المسلحة، التي شهدتها العاصمة خلال الأيام الماضية، كما أدان في بيان، هذه الأعمال التي تهدد أمن السكان وسلامتهم، مجدداً دعمه الكامل لحق المواطنين في التظاهر السلمي وحرية التعبير، باعتبارهما حقوقاً مكفولة بموجب الإعلان الدستوري والمواثيق الوطنية والدولية. ودعا المجلس، المجالس الثلاثة (الدولة والنواب والرئاسي)، بالإضافة إلى حكومة «الوحدة» والتشكيلات المسلحة كافة، لتحمّل مسؤولياتهم التاريخية في هذه المرحلة التي سمَّاها «حرجة»، عبر «الإصغاء إلى مطالب الشعب والاستجابة لها بطريقة ديمقراطية وسلمية تحقق الأمن والعدالة وتدفع بعجلة التحول السياسي». عمليات حصر الأضرار بطرابلس (وزارة الداخلية) وأعلنت «الوحدة» مواصلة فرق حصر وتقييم الأضرار بجهاز المباحث الجنائية، بالتعاون مع مركز طب الطوارئ والدعم، أعمالها في مناطق طرابلس المتضررة، استناداً إلى 39 بلاغاً من مناطق عدة، تزامناً مع تمشيط مناطق الاشتباكات لانتشال أي مخلفات حربية. بدوره، قال مجلس النواب، إن اللجنة المكلفة من رئيسه عقيلة صالح، ناقشت مساء السبت بمقره في طرابلس، خلال اجتماعها الأول، تطورات الأحداث في العاصمة والأوضاع الإنسانية والأمنية بها، والمخاوف من تعرض المتظاهرين إلى الاعتداء. وأشار إلى الاتفاق على عقد سلسلة من اللقاءات العاجلة مع جميع الأطراف لمناقشة الأوضاع الراهنة بالعاصمة والحلول السياسية الممكنة، إضافة إلى زيارة البلديات المتضررة ومناقشة الدعم الذي يمكن أن يقوم به مجلس النواب لهذه البلديات. التقرير حول خطط مزعومة لنقل سكان غزة إلى ليبيا غير صحيح. — U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) May 17, 2025 وفى شأن آخر، نفى بيان مقتضب للسفارة الأميركية لدى ليبيا، عبر منصة «إكس»، وجود خطط مزعومة لنقل سكان غزة إلى ليبيا، ووصف تقرير بثته شبكة «إن بي سي» الأميركية في هذا الصدد، بأنه «غير صحيح». وكانت الشبكة قالت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعمل على خطة لإعادة توطين ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة في ليبيا، كجزء من رؤيته لما بعد الحرب في غزة، تم مناقشتها مع قيادات ليبية.

ليبيا: إطلاق آلية لتثبيت «هدنة طرابلس»
ليبيا: إطلاق آلية لتثبيت «هدنة طرابلس»

الشرق الأوسط

timeمنذ 8 ساعات

  • الشرق الأوسط

ليبيا: إطلاق آلية لتثبيت «هدنة طرابلس»

أعلن المجلس الرئاسي الليبي، بعد اجتماع عقده مع قادة عسكريين وبحضور المبعوثة الأممية هانا تيتيه، عن إطلاق آلية لتثبيت الهدنة في العاصمة طرابلس، بعد التطورات الأخيرة. وأوضح المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي أن الاجتماع خلص إلى «إطلاق آلية لتثبيت الهدنة، ودعم ترتيبات أمنية تفضي لتهدئة دائمة وتعزز الاستقرار»، في إطار مسؤوليات المجلس الرئاسي بوصفه سلطة عليا للقيادة العسكرية في البلاد. ونقل المجلس الرئاسي أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، شددت على «دعم البعثة الكامل لخطوات المجلس في هذا الاتجاه». لكن رغم ذلك، رصدت وسائل إعلام محلية ما وصفته بحالة «شلل تام» في حركة الحياة اليومية، بعد إقدام المحتجين المناهضين لحكومة «الوحدة» على «إغلاق طرق شرق طرابلس كافة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store