
تفجيرات "البيجر" في لبنان: تفوق إسرائيلي وسط تصاعد الخلافات الداخلية
في وقت كان ينتظر الإسرائيليون صدور نتائج التحقيق في إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي بدأوا في مناقشتها حتى قبل نشر تفاصيلها، بالتطرق وباسهاب لكل ما يتعلق بفشل أجهزة الأمن والاستخبارات، تحديداً الموساد والشاباك، اختار رئيس الموساد، ديفيد برنياع، أن يتخذ من مشاركته في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي، منصة لتحييد الأنظار عن هذا الإخفاق عبر محاولته كشف تفاصيل جديدة عن تفجير شبكة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة "البيجر"، التي نفذتها إسرائيل في لبنان باستهداف عناصر "حزب الله"، والتي وفق ما يجمع الإسرائيليون، حققت نجاحاً باهراً لحرب إسرائيل على "حزب الله".
في كشفه أراد أن يقول برنياع إن جهاز الموساد، أسوة بأجهزة الأمن الأخرى، نجح في عملية خارقة ومذهلة، كما وصفها، حتى قبل وقوع السابع من أكتوبر، قائلاً إن 500 جهاز وصل إلى لبنان قبل أسابيع من اندلاع حرب "طوفان الأقصى"، وأن الموساد "حقق مهمة خارقة وأثبت أنه عمل قبل الحرب وبعدها لتنفيذ إنجازات هائلة ومبدعة وقد أدى دوره في حماية إسرائيل وسكانها". وأضاف "إنه تخطيط إبداعي ودهاء استخباراتي".
برنياع حوّل خطابه إلى مديح لجهاز الموساد وله أيضاً شخصياً، لكنه في الوقت نفسه أعاد النقاش الإسرائيلي حول قرارات الحرب وعمق الصراعات والخلافات الداخلية، ليس فقط بين المؤسسة السياسية، وتحديداً رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والمؤسسة الأمنية، إنما أيضاً بين المؤسستين الأمنية والعسكرية، ليُسلط الضوء على خلافات بينه وبين وزير الأمن في حينه، يوآف غالانت، ورئيس الأركان المستقيل، هرتسي هليفي.
نقطة تحول في حرب لبنان
كانت التوقعات أن يأتي برنياع بما هو جديد يخمد النيران المشتعلة بين الإسرائيليين لعدم نجاح صفقة الأسرى، وأن يتطرق إلى صفقة الأسرى والعوائق المتوقعة، أو حتى إلى خلفية استبعاده عن رئاسة الوفد المفاوض وجعله في مكانة ثانية في الوفد ينفذ طلبات وزير الشؤون الاستراتيجية، الصديق الحميم لنتنياهو، الوزير رون ديرمر.
لكن برنياع بحث عن ضوء خافت في أزمة تعيشها إسرائيل بعد 510 أيام من الحرب وإبقاء 59 أسيراً أقل من نصفهم أحياء فقط في أنفاق غزة، وسط خوف كبير من عرقلة المرحلة الثانية من مفاوضات الصفقة والعودة إلى القتال في غزة، كما هدد نتنياهو ووزراؤه في نفس الوقت الذي كان يتحدث فيه برنياع.
رئيس الموساد، الذي يتعرض لانتقادات الإسرائيليين ويحملونه هو أيضاً مسؤولية كونه من قاد هذه المفاوضات، يسجل كرئيس جهاز ساهم في فشل تحقيق هدف الحرب بإعادة جميع الأسرى، وإن كان القرار النهائي لرئيس الحكومة.
أمام التخوف مما تحمله تقارير إخفاقات السابع من أكتوبر ومسؤولية برنياع شخصياً، لم تكن صدفة أنه اختار إثارة الضجة من جديد حول خطة "البيجر"، كونها عملية شكلت بداية تفوق إسرائيل على "حزب الله" وتقويض قدراته العسكرية والقتالية وفقدان قياداته، وستسجل من أبرز نجاحات الحرب، تحت اسم "رئيس الموساد، ديفيد برنياع".
ما طرحه برنياع أيضاً سيسجل في ملفات حرب "طوفان الأقصى"، أو كما سيحفظها تاريخ إسرائيل "السيوف الحديدية"، كنقطة تحول كبرى في الحرب على لبنان بل وضعية الجبهة الشمالية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأيام العشرة بعد التفجيرات
هذا بحد ذاته يكفي لبرنياع أن يسجل على اسمه الانتصار التاريخي على "حزب الله"، الذي بدأت تخطط له أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية الإسرائيلية لحظة انتهاء حرب لبنان الثانية عام 2006، وهذا ما أكده من جديد برنياع.
والتحول الذي يقصده برنياع هو كيفية انعكاس نتائج التفجيرات على الأيام العشرة التي تلتها، وبحسبه فإن "العملية مهدت للأيام العشرة التي انقلبت فيها الأمور ضد أعدائنا"، بتعبير برنياع، الذي وصف العملية بأنها "تشكل اختراقاً استخباراتياً وفهماً عميقاً للعدو، وليس هذا فحسب بل تشكل تفوقاً تكنولوجياً وقدرات عملياتية من الدرجة الأولى"، بحسب تعبيره.
وفي التفاصيل التي ذكرها برنياع حول العملية، فإن إسرائيل بدأت بوضع ما أسماها "البنى التحتية للعملية"، قبل نحو السنة من حرب "طوفان الأقصى"، أواخر العام 2022، وبعد الاتصالات والتحضيرات وصلت أول شحنة فيها 500 جهاز قبل أسابيع من اندلاع الحرب، وتفجيرها حقق بداية تسجيل الإنجازات في هذه الحرب.
كمية قليلة من المتفجرات
في جانب التفاخر بنفسه قال برنياع إن عملية "البيجر" تعتبر حديثة مقارنة بعملية أجهزة الاتصال اللاسلكية "ووكي توكي"، التي بدأ تطويرها خلال العقد الماضي، في عهد رئيسي الموساد السابقين، تامير باردو ويوسي كوهين، وبمشاركة شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، حيث نشأت الفكرة بعد التوصل إلى استنتاج بأن عملية أجهزة الاتصال اللاسلكية ليست فعالة في كل سيناريو قتالي، مما دفع الموساد إلى البحث عن وسيلة أخرى لضرب عناصر (حزب الله) عبر جهاز ملازم لهم باستمرار وهو البيجر".
وبحسبه، فإن "جميع أجهزة الاتصال والبيجر، التي تم استخدامها ومن ثم تم تفجيرها، احتوت على كمية من المتفجرات أقل من تلك التي يحتوي عليها لغم واحد فقط، وعليه فإن تأثير العملية لم يكن فقط مادياً، إنما أيضاً كان له ذلك البعد النفسي الكبير على العدو"، ولكسب المزيد من نقاط النجاح له في هذه الحرب أضاف قائلاً: "الضربة القاسية التي تلقاها (حزب الله) حطمت معنوياته، وهذا بحد ذاته نصر كبير لأن النصر في الحرب لا يقاس بعدد القتلى أو الصواريخ المدمرة، بل بالتأثير على روح العدو ومعنوياته ودوافعه، وهذه العملية حققت ذلك وكانت بداية ناجحة لنهاية نصر كبير على (حزب الله)".
رد غالانت
يوآف غالانت لم يتأخر كثيراً في الرد على برنياع وعاد ليدافع عن نفسه ويذكر بما سبق وأعلنه عن اقتراحه بتنفيذ الهجوم على لبنان في بداية الحرب وانتقد برنياع على ما أسماه عدم مصداقية تفاصيل ما طرحه، بكل ما يتعلق بمواقف غالانت.
ومع هذا النقاش العقيم داخل المؤسسات الإسرائيلية، فإن إثارة عملية "البيجر" أبقت ملف لبنان في صدارة أجندة الإسرائيليين مع اقتراب الأول من مارس (آذار)، اليوم الذي حدده متخذو القرار لعودة السكان، وسط معركة قضائية بين سكان كريات شمونة والمطلة وغيرهم الذين قدموا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا التماسات ضد الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش، يطالبون بإلغاء هذا الموعد وبعدم إلزام الحكومة بعودتهم من دون ضمان أمنهم وإعادة ترميم البيوت والمؤسسات المدمرة جراء الحرب وحتى البنى التحتية الأساسية، التي لم تنفذها الحكومة بعد.
وقد جاءت الالتماسات في أعقاب تهديد الحكومة بوقف المنح والدعم المالي للنازحين عن الشمال إذا لم يعودوا في الأول من مارس، أي يوم السبت.
واحتدم نقاش السكان مع تهديدات وزير الأمن، يسرائيل كاتس، الخميس، بأن الجيش لن ينسحب من لبنان طالما الجيش اللبناني لم ينتشر في جميع المواقع وينفذ مهمته وفق اتفاق وقف النار، وهو ما اعتبره الإسرائيليون دليلاً على رفضهم العودة لعدم ضمان أمنهم بعد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 38 دقائق
- Independent عربية
تعدد نقاط الخلاف يعوق تقدم المحادثات حول النووي الإيراني
عقدت إيران والولايات المتحدة أمس الجمعة في روما جولة خامسة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وغادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء محادثات جديدة. في ما يلي عرض من وكالة الصحافة الفرنسية لنقاط الخلاف المستمرة حول الملف النووي الإيراني على رغم وساطة سلطنة عمان. مشكلة التخصيب يشكل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيس، إذ تشتبه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران والتي يرى الخبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، في نية طهران امتلاك سلاح نووي، لكن طهران تنفي أية طموحات نووية عسكرية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهناً بنسبة 60 في المئة، متجاوزة إلى حد بعيد سقف الـ3.67 في المئة الذي نص عليه اتفاق عام 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018. ورداً على الخطوة الأميركية، أعلنت ايران أنها غير ملزمة بعد ذلك مضمون الاتفاق. ويعتبر الخبراء أنه ابتداءً من نسبة 20 في المئة، قد تكون لليورانيوم المخصب استخدامات عسكرية، علماً أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90 في المئة للتمكن من صنع قنبلة. وصرح الموفد الأميركي إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف الذي يترأس وفد بلاده في المحادثات مع طهران الأحد الماضي، بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لإيران بأن تملك ولو واحداً في المئة من القدرة على التخصيب، وتؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة إليها. صراع الخطوط الحمراء وقال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي إن محادثات أمس أبرزت "صراع الخطوط الحمراء التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها". وتصر طهران على حصر المفاوضات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، جاعلة من ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض. وعام 2018 اعتُبر الانسحاب الأميركي من الاتفاق الدولي حول الملف النووي مدفوعاً بصورة جزئية بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران الباليستي الذي ينظر إليه على أنه تهديد لإسرائيل، حليفة واشنطن. وفي الـ27 من أبريل (نيسان) الماضي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أية قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ. واستبق محللون الأمر بالقول إن هذا الموضوع مطروح على جدول أعمال المحادثات، وكذلك دعم إيران لما يسمى "محور المقاومة" الذي يضم تنظيمات مسلحة معادية لإسرائيل أبرزها "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" الفلسطينية في غزة والمتمردون الحوثيون في اليمن. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مواقف متناقضة ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من جانب الولايات المتحدة، فضلاً عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأميركيين. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الشهر الماضي، "إذا واصلنا (سماع) مواقف متناقضة، فذلك سيطرح مشكلات" بالنسبة إلى المفاوضات. وتندد إيران بموقف واشنطن "العدائي" بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل عدد من جولات التفاوض. وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والباليستية. ورأت الخارجية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأميركيين على الصعيد الدبلوماسي". ومع نهاية أبريل الماضي وقبل الجولة الثالثة من المفاوضات، فرضت واشنطن أيضاً عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران. التهديد بقصف المنشآت وفي موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. وحذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري أمس من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول (بها) إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان". ونقلت شبكة "سي أن أن" الثلاثاء الماضي عن عدد من المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية، وحذرت طهران من أنها ستحمّل واشنطن مسؤولية أي هجوم اسرائيلي. وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن ستيف ويتكوف أجرى مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين أمس سبقت الجولة التفاوضية الخامسة. وكتبت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة المتشددة اليوم السبت أن "التنسيق بين ترمب ونتنياهو يفضي إلى مأزق في المفاوضات".


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
اتفاقات «الثنائي الشيعي» تلغي التنافس في 40 % من بلدات جنوب لبنان
حيّدت اتفاقات ثنائي «حركة أمل - حزب الله» (الثنائي الشيعي)، 40 في المائة من قرى وبلدات جنوب لبنان عن المعارك الانتخابية التي فرضت الحرب الأخيرة والاستهدافات الإسرائيلية إيقاعها على المنافسة في آخر جولات الانتخابات البلدية والاختيارية التي أقيمت السبت في محافظتي الجنوب والنبطية، وشوّش فيها المستقلون على جهود بُذلت لتعميم التزكيات في المحافظتين. وغابت المعارك والمنافسات في غالبية القرى الحدودية، خصوصاً المدمرة، التي تم تخصيص مراكز لاقتراع سكانها في مدينتي صور والنبطية. وفيما اختار مستقلون التنافس وفق أولويات إنمائية، وأخرى متصلة بملفات العودة إلى القرى وفرض الأمن وإعادة الإعمار، مَنَحَ ثنائي «أمل - حزب الله» الانتخابات عنواناً سياسياً، لا ينفصل عن المعركة الأخيرة مع إسرائيل، وتداعياتها المستمرة لجهة الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة للمنطقة. وقال النائب علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، إن «هذا المشهد من الحضور الكثيف للجنوبيين في الانتخابات البلدية والاختيارية تعبير واضح عن تمسكهم بالأرض وعن إرادتهم القوية بكسر كل المشروع الذي حاول العدو الإسرائيلي رسمه للمنطقة من قتل الحياة فيها وعدم عودة الحياة للأرض». وشدد في تصريح على أن «الرد الشعبي على مخططات العدو كان عبر تزكية عدد كبير من البلديات في قرى الجنوب»، مشيراً إلى «أن هذا اليوم هو تأكيد على هذا الانتصار المعنوي للجنوبيين بعودتهم إلى أرضهم وعدم رضوخهم للتهديدات والاعتداءات اليومية التي يمارسها العدو، وتحديداً في قرى الحافة الأمامية». امرأة تحمل صورة زوجها الذي قتل في المعركة الأخيرة خلال اقتراعها في النبطية بجنوب لبنان (إ.ب.أ) وفي السياق نفسه، قال عضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، النائب قبلان قبلان، في تصريح، إن «أهل الجنوب يتحدّون العدو بعد القصف بساعات والركام لم يرفع بعدُ، ويقولون له تستطيع أن تقصف وتقتل لكن لا تستطيع كسر إرادتنا»، مضيفاً أن «إرادة الشعب الجنوبي أقوى من سلاح العدو الإسرائيلي واعتداءاته». عضو هيئة الرئاسة في #حركة_أمل النائب الدكتور #قبلان_قبلان من مقر الماكينة الانتخابية المركزية لحركة أمل في #المصيلح - #جنوب_لبنان في مواكبة للانتخابات البلدية والإختيارية:«بعد القصف بساعات والركام لم يُرفع، أهل #الجنوب عم يقولوا للعدو بتقدر تقصف وتقتل لكن لن تستطيع كسر... — Kabalan kabalan (@kabalan_kabalan) May 24, 2025 وعلى ضفة «حزب الله»، قال النائب علي فياض، خلال جولة على مراكز الاقتراع البلدي في المنطقة الحدودية بمنطقة النبطية: «يُريد الإسرائيلي الجنوب، وخصوصاً المنطقة الحدودية، منطقة موت وفراغ اجتماعي وشلل اقتصادي»، مستطرداً: «لكن مجتمعنا يُصِّر على أن يُعيدها منطقة حياة وحضور اجتماعي وإعادة بناء اقتصادي». وتابع فياض: «لدينا ثقة مطلقة بخيارات مجتمعنا الجنوبي الذي أراد أن يعطي لصوته البلدي والاختياري بعداً مقاوماً، وأن يُضَمِّن خياره الإنمائي رسالة ثبات وصمود في وجه العدو الإسرائيلي وكل المتواطئين معه أو الراضخين لإملاءاته وإملاءات حلفائه، وأنه رغم كل الضغوطات التي يتعرض لها عسكرياً ومالياً وتهجيرياً، فإنه ماضٍ في تمسّكهِ بالمقاومة بوصفها خياراً سيادياً، وبالثنائي الوطني خياراً سياسياً». واستطاعت التوافقات أن تحيّد نحو 40 في المائة من قرى الجنوب، عن المنافسة الانتخابية. وأعلنت وزارة الداخلية والبلديات عن فوز 109 بلديات بالتزكية في محافظتي الجنوب والنبطية من أصل 272، فيما قالت الماكينات الانتخابية لـ«أمل» و«حزب الله» إن 89 بلدية (من أصل الـ109) تمت التزكية فيها بناء على توافقات الثنائي. وتوزعت البلديات الفائزة بالتزكية في الأقضية على الشكل التالي: في النبطية فازت 11 بلدية بالتزكية، وفي صور وصل عدد البلديات الفائزة إلى 39، وسجل فوز 11 بلدية في مرجعيون، و3 بلديات بالتزكية في حاصبيا، في حين سجل قضاء بنت جبيل فوز 15 بلدية بالتزكية منها مدينة بنت جبيل. أما في صيدا الزهراني فقد فازت 16 بلدية بالتزكية في حين فازت 14 بلدية بالتزكية في قضاء جزين. وحالت ترشيحات المستقلين والشخصيات اليسارية، دون التوصل إلى تزكيات في عدد من القرى، بالنظر إلى أن المعايير العائلية والسياسية المحلية تفرض إيقاعها في الانتخابات البلدية. ففي قضاء النبطية، بقي التنافس قائماً في 29 بلدية من أصل 40، أبرزها في مدينة النبطية التي شهدت منافسة بين «لائحة التنمية والوفاء» المدعومة من «الثنائي الشيعي» وعائلات، المؤلفة من 21 مرشحاً، و«لائحة النبطية تستحق» المؤلفة من 12 مرشحاً فقط، المدعومة من يساريين ومستقلين وبعض العائلات. كذلك شهدت بلدات مثل كفررمان والدوير وأنصار ودير الزهراني منازلات انتخابية حامية بطابع سياسي تنافسي، من دون استبعاد الاعتبارات المحلية عن المنافسة. مناصرة لـ«حزب الله» ترفع أصبعها بعد اقتراعها في الانتخابات البلدية والاختيارية بجنوب لبنان (أ.ب) في قضاء صور تركزت أبرز المعارك في مدينة صور، وهي أبرز معاقل «حركة أمل»، حيث لم تثمر المساعي بالوصول إلى التزكية، فشهدت المدينة منافسة بين لائحة مكتملة مدعومة من «الثنائي» ولائحة أخرى غير مكتملة مدعومة من ناشطين في منظمات المجتمع المدني. أما في قرى القضاء، فتركزت المعارك في القرى الكبرى تقريباً مثل معركة، بينما حسمت التزكية في معظم القرى الصغيرة. ويقول الجنوبيون إن المنافسات هنا تتخذ طابعاً محلياً إنمائياً مع بعض الاعتبارات السياسية في البلدات التي يوجد فيها المستقلون وبعض قوى اليسار، حيث أظهرت المنافسات تغيراً في المشهد الانتخابي في القضاء مع بروز لوائح مستقلة رفضت التزكيات. وكما في صور والنبطية، كذلك في أقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا (التي تضم بلدات حدودية مع إسرائيل)، حيث فرضت التزكية نفسها على عدد لا بأس به من البلديات سواء من خلال توافق وتحالف الثنائي الشيعي أو من خارجه. وفي مقابل هذه التزكيات والتوافقات شهدت بلدات وقرى أخرى في هذه الأقضية معارك انتخابية فرضتها المنافسات والاعتبارات العائلية من دون إغفال العوامل الحزبية والسياسية، لا سيما في حولا وعيترون وغيرها.


Independent عربية
منذ 21 ساعات
- Independent عربية
"حزب الله" يواجه دعوات نزع سلاحه بتعزيز نفوذه عبر الانتخابات
وسط أنقاض خلفها القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، تحث ملصقات دعائية الناخبين على التصويت لجماعة "حزب الله" في الانتخابات البلدية غداً السبت، وسط مساعي الجماعة إلى إظهار أنها لا تزال تتمتع بنفوذ سياسي على رغم الضربات الموجعة التي تلقتها العام الماضي في الحرب مع إسرائيل. والانتخابات البلدية بالنسبة إلى "حزب الله" أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات إلى نزع سلاح الجماعة واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه كثير من قاعدتها الانتخابية من الشيعة يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع. ومضت بالفعل ثلاث جولات انتخابية أجريت هذا الشهر بصورة جيدة بالنسبة إلى الجماعة المدعومة من إيران. وفي الجنوب لن تكون هناك منافسة في كثير من الدوائر، مما يمنح "حزب الله" وحلفاءه انتصارات مبكرة. وقال علي طباجة البالغ من العمر 21 سنة "بالدم نريد أن ننتخب"، في إشارة إلى ولائه لـ"حزب الله"، وسيدلي طباجة بصوته في مدينة النبطية بدلاً من قريته العديسة بسبب ما لحق بها من دمار، وأضاف "العديسة صارت صحراء، راحت كلها، لم يعد فيها شيء". ويعكس مشهد الأنقاض في الجنوب التداعيات المدمرة للحرب التي بدأت مع قصف جماعة "حزب الله" لإسرائيل "إسناداً" لحركة "حماس" مع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتطور الأمر إلى أن بلغ ذروته بهجوم إسرائيلي واسع النطاق. وباتت الجماعة أضعف مما كانت عليه في السابق بعد مقتل قيادتها وآلاف من مقاتليها وتضاؤل نفوذها على الدولة اللبنانية بصورة كبيرة وتزايد نفوذ خصومها في البلاد. وفي مؤشر إلى مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة مما يعني ضرورة نزع سلاح "حزب الله" كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث، إن نتائج الانتخابات تشير بناء على ذلك إلى أن "الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في خفض شعبية 'حزب الله'... بل على العكس، يشعر كثير من الشيعة الآن بأن مصيرهم مرتبط بمصير الحزب"، وأضاف "هذا (الأداء الذي يظهره 'حزب الله' في الانتخابات) مهم فعلاً... فهو يُظهر أنهم لا يزالون يمثلون الغالبية العظمى من الشيعة ويؤكد حقيقة أن أية محاولة من أطراف لبنانية أخرى لنزع سلاحهم بالقوة قد تُعد خطوة ضد مجتمع (الشيعة)، مما قد يهدد السلم الأهلي". وكثيراً ما كان سلاح الجماعة مصدر انقسام في لبنان مما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008، ويقول منتقدون إن "حزب الله" جر لبنان إلى صراعات على نطاق أوسع في الشرق الأوسط. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى إجراء حوار مع "حزب الله" في شأن إستراتيجية للدفاع الوطني، وهو ما يعني مناقشة سلاح الجماعة، لكن المحادثات لم تبدأ بعد. وقال وزير الخارجية يوسف راجي، وهو معارض لـ"حزب الله"، إن لبنان أُبلغ بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار لحين حصر السلاح بيد الدولة. من ناحيته، ألقى "حزب الله" بعبء إعادة الإعمار على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ خطوات تجاه هذا الأمر على رغم وعود الحكومة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه بينما تشارك واشنطن في دعم إعادة الإعمار المستدامة في لبنان "فإن هذا لا يمكن أن يحدث من دون تخلي 'حزب الله' عن سلاحه". وأضاف رداً على سؤال من "رويترز"، "لقد أوضحنا أيضاً أن الشفافية والإصلاح الاقتصادي هما السبيل الوحيد لزيادة الاستثمار والتعافي الاقتصادي للبلاد". شروط نزع السلاح تقول الجماعة إنه لا يوجد أي سلاح لها حالياً في الجنوب، لكنها تربط أي نقاش عما تبقى من ترسانة أسلحتها بانسحاب إسرائيل من خمسة مواقع لا تزال تسيطر عليها وبوقف الهجمات الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إن "حزب الله" لا يزال يمتلك بنية تحتية قتالية في الجنوب تضم منصات إطلاق صواريخ، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في القصف وإذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح، ويريد المانحون أيضاً أن يقوم لبنان بإصلاحات اقتصادية. وقال رئيس مجلس الجنوب، هاشم حيدر، إن الدولة ليس لديها الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لكنه أشار إلى أن هناك تقدماً في رفع الأنقاض. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، يحتاج لبنان إلى 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي. وتشير كومة من الأنقاض في النبطية إلى مكان متجر خليل ترحيني (71 سنة) الذي كان بين عشرات المتاجر التي دمرها القصف الإسرائيلي في سوق النبطية. ولم يحصل ترحيني على أي تعويض، ولا يرى جدوى من التصويت، وقال "الدولة لم تقف إلى جانبنا"، في تعبير عن شعوره بالخذلان. لكن الوضع كان مختلفاً تماماً بعد حرب سابقة بين "حزب الله" وإسرائيل عام 2006 حين تدفقت المساعدات من إيران ودول الخليج العربية. وقال "حزب الله" إنه ساعد 400 ألف شخص ودفع كلف الإيجار والأثاث وترميم الأضرار، لكن المستفيدين يقولون إن الأموال المتاحة له تبدو أقل بكثير من عام 2006. واتهم "حزب الله" السلطات الحكومية بعرقلة وصول الأموال القادمة من إيران على رغم أن طهران تعاني أيضاً ضائقة مالية أكبر مما كانت عليه قبل عقدين، بسبب تشديد الولايات المتحدة العقوبات التي تفرضها عليها وعودتها من جديد لسياسة ممارسة "أقصى الضغوط". أما دول الخليج فقد توقفت مساعداتها للبنان مع انخراط "حزب الله" في صراعات إقليمية وتصنيفها له منظمة إرهابية عام 2016، وأيدت السعودية موقف الحكومة اللبنانية بأن تكون المتحكم الوحيد في السلاح. وقال النائب البرلماني عن "حزب الله"، حسن فضل الله، إن توفير تمويل لإعادة الإعمار يقع على عاتق الحكومة، واتهمها بالتقصير في اتخاذ "أية تحركات فعالة في هذا السياق". وحذر من أن هذه المسألة قد تفاقم الانقسامات في لبنان إذا لم تُعالج، وتساءل "هل يمكن أن يستقر جزء من الوطن وجزء آخر يتألم؟ هذا لا يستقيم" في إشارة إلى الشيعة في الجنوب ومناطق أخرى، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت التي يُهيمن عليها "حزب الله"، وتضررت بشدة من قصف إسرائيل.