logo
هوية الإنسان والمكان في الرواية الإماراتية

هوية الإنسان والمكان في الرواية الإماراتية

البيانمنذ 4 ساعات

د. بديعة خليل الهاشمي
تمتاز الرواية بطاقة فائقة للتعبير عن قضايا الإنسان وهمومه في أي زمان ومكان، كما تنفرد بإمكاناتها التقنية لسرد تفاصيل الحياة، فهي من أقدر الفنون السردية على التعبير عن الأوضاع الثقافية والاجتماعية وأحوال النفس الإنسانية، والكشف عن الهويات الفردية والاجتماعية في أي عصر من العصور، لذا فقد أصبحت أداة من أدوات البحث في العلوم الإنسانية، فعاد إليها المختصون في علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الإنسان والتاريخ للبحث فيها، والاستفادة من معطياتها ومعالجاتها.
فالمؤلّف يُنشئ في روايته مجتمعاً سَردياً، وخليطاً متفاعلاً من الشخصيات، في العالم الافتراضي الذي تتضارب فيه الآراء والمواقف والأفعال حول موضوع ما، ولذا كان هذا الفن وسيبقى واحداً من القواسم المشتركة للتجربة البشرية.
فمن خلاله يتعرّف الناس على أنفسهم وعلى سواهم، بصرف النظر عن اختلاف وظائفهم وأنماط حياتهم، وأماكنهم الجغرافية والثقافية وظروفهم الشخصية.
وقد شغل موضوع الهوية عدداً كبيراً من كتّاب الرّواية في الإمارات، خاصة في ظل تبعات الانفتاح الاجتماعي والثقافي والتقني وآثاره الواضحة في حياة الفرد والمجتمع، إذ كانت أسئلة الهوية المتجددة، ومحدداتها المتغيرة ما بين الثابت والمتحول، محطّ اهتمام عدد من الروائيين من الرواد والجيل الوسيط، في السنوات التي تلت انفتاح المجتمع على الآخر على وجه التحديد، والتي شهدت تحولات وتغيرات سريعة في مناحي الحياة كافة.
وقد جاء هذا التناول بصور عديدة، فمنهم من هدف إلى تأصيل هوية الإنسان الإماراتي وتعزيزها، وترسيخ مقوماتها، والتأكيد على عناصرها، ومنهم من كشف عن القلق والمخاطر التي تتهدد هذه الهوية، فعمد من خلال المضامين إلى التنبيه من مآلات تعرض الهوية إلى التغيير أو التشويه.
فالشعور بالهوية الجمعية ينطلق من ذكريات تتصل بالتجارب الانفعالية والوجدانية المشتركة، وما يحدث في إطار الجماعة يرتبط بأحداثها الماضية».
فمبتدأ أحداث الرواية يعود إلى الماضي البعيد في تاريخ منطقة الخليج العربي، زمن الغوص على اللّؤلؤ، وتحديداً رحلة الغوص الأولى لبطل الرواية «راشد» التي رافق فيها والده، والتي يستذكرها عن طريق تقنيّة الاسترجاع / الفلاش باك، وقد كانت هذه الرحلة هي الأخيرة في تاريخ المنطقة في الوقت نفسه، فبانتهاء تلك الرحلة وعودة الغاصَة أُعلن: «بضربة مدفع عن حلول «القُفّال» وانتهاء موسم الغوص الذي كان الأخير في تاريخ الغوص لمدينة دبي».
فضلاً عن تصوير العلاقات الأخويّة المتينة التي ربطت بين أبناء دول الخليج العربي في تلك السّنين الصّعبة، والتي تمثّلت في حفاوة استقبالهم لمن وفد إليهم، وتهيئة فرص العمل لهم، وتأمين السكن والتعليم لأخوتهم، إلى حين عودتهم إلى أوطانهم.
فضلاً عن تصوير الروابط الاجتماعيّة الخليجيّة، والتي تأصلت بالزواج والنسب بين عائلتي «راشد» الإماراتي و«عيسى» البحريني، وهي حقيقة متأصّلة وظاهرة اجتماعيّة مستمرة إلى يومنا هذا بين العوائل في المجتمعات الخليجية.
كما تحضر اللهجات الخليجيّة المحليّة في حوارات الشخصيّات، والتي جاء شرح بعض مفرداتها في فهرس ملحق بالرواية، مثل: «البوم، والجالبوت، والنّوخذة، والتّبابين، والسّيب، والنّهّام، والبراجيل».
ويتضح حرص الروائية على تصوير العلاقة المتجذّرة بين أبناء الخليج العربي من خلال توظيف الحوار بين شخوص الرواية بشكل واقعي، ومن ذلك ما جاء في هذا المشهد الحواري:
كما لم تغفل الروائية عن الإشارة إلى الأحداث التاريخيّة المهمّة التي جرت إبّان الفترة التي صوّرتها أحداث الرواية، إذ وُظفت بشكل فنيّ واعٍ للتأكيد على الهويّة التّاريخيّة الإماراتيّة وتجذّرها في الهوية الخليجيّة والعربيّة، بالتعبير عن الانتماء والمصير المشترك والهم الجمعي الواحد، فتقول على لسان الراوي:
وهو ما يؤكده عبدالله العرويّ في كتابه «الأيديولوجيا العربية المعاصرة»، في أن تعريف الذات يُلجئ الناس إلى الماضي ليحتموا بالتّاريخ ويؤكدّ لهم هويتهم، حين تعود الأصالة مجرّد سعي يغذيه الحنين، فتصبح مرادفة للاستمراريّة التّاريخية، باعتبار أن هويتنا هي ما خلّفه لنا أسلافنا.
والهويّة في تحرّكها وتطوّرها تتغيّر بشكل تدريجي، خاصة في ظل التّعددية الثقافيّة التي تقوم عليها المجتمعات المفتوحة، والتي تعترف بقيم الاختلاف والتّنوع والتّسامح واحترام ثقافة الآخر، كما هو الحال في المجتمع الإماراتي.
وقد تتعرّض الهويّة في إحدى مراحل تطوّرها إلى صدمات قد يطول الوقوف عندها أحياناً، ومن ثمّ يتمّ تجاوزها. صدمات نفسيّة أو عاطفيّة على الصّعيد الفَردي، أو ثقافيّة واجتماعيّة على الصّعيد الجَمْعي.
وقد استطاعت الروائية الإماراتيّة صالحة عبيد أن تقدّم صورة لهذه الصدمات النفسيّة النّاتجة عن التحوّل في الهويّة في روايتها «دائرة التّوابل»، عبر تصوير ما تشعر به إحدى شخصيّات الرواية «شريهان».
ويتضح التركيز على مسألة الهويّة في الرواية في الخطّين الثاني والثالث، فحينما يعود السّرد إلى الزمن الماضي (دبي في العشرينيّات والثلاثينيّات من القرن الماضي) مع بطلته «شمّا»، تحضر أصالة المكان/ دبي، بجغرافيّته وسماته العمرانيّة القديمة، كما يحضر الإنسان بهيئته الخارجيّة التراثيّة، وارتباطه بالمكان الذي ينتمي إليه ويعكس هويته، وذلك من خلال ملابسه ولهجته ومهنته التي تعكس ملمحاً مهمّاً من تاريخ المكان وعادات أهله.
ترسم صالحة عبيد شخصيّة «شمّا» على هيئة منسجمة مع ذلك المكان والزمان، لتعكس جانباً من هوية الإنسان آنذاك:
فالمكان لم يعد كما كانت تراه الجدّة، ولم يبقَ من صورة دبي القديمة إلا رسمٌ قليل، ومساحات محدودة، كان يلجأ إليها «ناصر» زوج «شريهان» إذا أراد أن يختلي بنفسه، في زمن تبدّلت فيه هويّات الأشياء والناس بشكل متسارع، فثمّة أماكن لاتزال تحتفظ بصورتها القديمة، ولم يغيّبها التطوّر والعمران، ومنها شاطئ البحر. تصفه قائلة:
تغيّر بلغ درجة كبيرة وواضحة جعلت «شريهان» تستنكره في أحوال وهيئات من حضرن لتعزيتها في وفاة والدتها، فهواجس التّبدل المفاجئة والمقلقة لم تفتأ تهطل على ذهنها في تلك اللحظة، وانهالت عليها تساؤلات عديدة وهي ترى واقعاً غريباً لم تألفه من قبل في مثل هذه المواقف الحزينة.
فراحت تتساءل: هل اقتصر الأمر على هجران الأماكن التي بقيت على طابعها القديم، أم أن الناس قد هجروا قيمهم الموروثة، فذابت هويتهم وتلونت عاداتهم بسبب الانفتاح والاختلاط بالثقافات الأخرى؟
إن رواية «التّأمور» للكاتبة أميرة بوكدرة، ورواية «دائرة التوابل» لصالحة غابش وغيرها من الروايات الإماراتيّة التي بُنيت على ثيمة الهويّة، تحاول بشكل من الأشكال أن تجيب - ولو جزئيّاً - عن هذه الأسئلة، وهي بذلك تدلّ على إدراك واعٍ لدى الروائيين الإماراتيين المعاصرين لمسألة الهويّة بأبعادها وإشكالاتها.
إذ وجدوا في السرد الرّوائي الوسيلة الأمثل للتّعبير عن هذا الموضوع المهم، واستثمار القوة النّاعمة للأدب للتعبير عن قضايا الهويّة الشائكة وإشكاليّاتها المتعددة والمتجددة.
وهو أمر غير مستغرب على السّرد الإماراتي الذي كان - منذ بداياته - مواكباً لقضايا الإنسان وهمومه وتطلّعاته وأفكاره، معبّراً عنها بصدق وشفافية وواقعيّة.
الأمر الذي يبشّر بمستقبل مشرق لهذا الفن الأدبي، مع أقلام واعدة تحمل مسؤوليّة الكتابة وربطها بمجتمعاتها وإنسانها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهندي سيرين يتقدم المتنافسين في بطولة دبي المفتوحة للشطرنج
الهندي سيرين يتقدم المتنافسين في بطولة دبي المفتوحة للشطرنج

البيان

timeمنذ 24 دقائق

  • البيان

الهندي سيرين يتقدم المتنافسين في بطولة دبي المفتوحة للشطرنج

وأكد خالد علي بن زايد الفلاسي، رئيس نادي دبي للشطرنج والثقافة أن البطولة تعكس التزام دبي بتطوير الفكر والمهارات العقلية ورعاية المواهب الشابة، وقال: بفضل دعم قيادتنا لنا وللشطرنج، نحتفل اليوم بمرور 25 عاماً على إطلاق بطولة دبي المفتوحة للشطرنج، التي بدأت بفكرة طموحة وأصبحت حدثاً دولياً ينتظره اللاعبون من مختلف القارات. هذه البطولة تمثل فخراً للرياضة الإماراتية ولإمارة دبي.

«دبي للإعلام» يضيء على صناعة الفيلم والألعاب الإلكترونية
«دبي للإعلام» يضيء على صناعة الفيلم والألعاب الإلكترونية

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

«دبي للإعلام» يضيء على صناعة الفيلم والألعاب الإلكترونية

دبي: «الخليج» في إطار قمة الإعلام العربي 2025، المقرر أن تنطلق أعمالها برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، في 26 مايو الجاري، وضمن الأجندة الشاملة للقمة، ينظم مجلس دبي للإعلام مجموعة من الجلسات النقاشية وورش العمل التدريبية والحوارات المتنوعة على مدار الأيام الثلاثة للقمة. وقالت نهال بدري، الأمين العالم للمجلس: «مع الوجود الإعلامي الضخم في حدث هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربي، تمثل القمة فرصة نموذجية للقاء القائمين على مختلف القطاعات الإعلامية الرئيسية لتبادل الأفكار والآراء ووجهات النظر حول التوجهات الجديدة للإعلام وسبل تأكيد فرص التميز فيها». وأضافت: «صناعة الفيلم والألعاب الإلكترونية في الإمارات والعالم العربي من المحاور المهمة التي ستركز عليها أجندة المجلس خلال القمة وعلى مدار أيامها الثلاثة، حيث روعي في تصميم مسارات النقاش أن تكون شاملة ومواكبة لتوجهات المجلس لا سيما مع استحداث مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية، الذي نعمل على أن يكون قاطرة التطوير لهذا القطاع المهم». من جانبها، أكدت مريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة بالإنابة، أن مشاركة مجلس دبي للإعلام تمثل إضافة نوعية لقمة الإعلام العربي هذا العام من خلال جدول أعمال مكثف يستضيف من خلاله المجلس نخبة من الخبراء والعناصر المؤثرة في صنع الإعلام العربي مع التركيز على قطاعاته المستقبلية. وستتطرق الجلسات إلى مستقبل قطاع الألعاب الإلكترونية الذي يشهد نمواً سريعاً سواء على مستوى المنطقة أو العالم، وسبل الاستفادة من هذا النمو كرافد جديد من روافد الاقتصاد القائم على المعرفة، فضلاً عن استكشاف آفاق التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص. وأوضح هشام العلماء، مدير إدارة الاستراتيجية والأداء في مجلس دبي للإعلام أن الإنتاج السينمائي والتلفزيوني سيشكل محوراً أساسياً آخر للنقاشات التي سينظمها مجلس دبي للإعلام عبر جملة من الجلسات الحوارية وورش العمل، مع التركيز على مستقبل الفيلم الإماراتي وما يمكن القيام به من خطوات من أجل تأكيد قيام صناعة سينما قادرة على المنافسة. ومن الموضوعات الأخرى التي سيتطرق إليها التصورات المستقبلية لدور الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات صناعة الإعلام، وكيفية امتلاك إعلام قادر على الجمع بين كونه وسيلة للترفيه والتثقيف من ناحية، وكرافد ذي عائد مادي يدعم الاقتصاد من ناحية أخرى.

نشاط مكثف لمجلس دبي للإعلام في قمة الإعلام العربي 2025
نشاط مكثف لمجلس دبي للإعلام في قمة الإعلام العربي 2025

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

نشاط مكثف لمجلس دبي للإعلام في قمة الإعلام العربي 2025

في إطار قمة الإعلام العربي 2025، والتي من المقرر أن تنطلق أعمالها برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، في السادس والعشرين من مايو الجاري، وضمن الأجندة الشاملة للقمة، ينظم "مجلس دبي للإعلام" مجموعة من الجلسات النقاشية وورش العمل التدريبية والحوارات المتنوعة على مدار الأيام الثلاثة للقمة. وقالت نهال بدري، الأمين العالم لمجلس دبي للإعلام: " مع التواجد الإعلامي الضخم في حدث هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربي، تمثل القمة فرصة نموذجية للقاء القائمين على مختلف القطاعات الإعلامية الرئيسية لتبادل الأفكار والآراء ووجهات النظر حول التوجهات الجديدة للإعلام وسبل تأكيد فرص التميز فيها.. نحن حريصون على إقامة جسور حوار بنّاءة تخدم في دعم أهدافنا لمستقبل قطاع الإعلام". وأضافت: "صناعة الفيلم والألعاب الإلكترونية في الإمارات والعالم العربي من المحاور المهمة التي ستركز عليها أجندة مجلس دبي للإعلام خلال القمة وعلى مدار أيامها الثلاثة، حيث روعي في تصميم مسارات النقاش أن تكون شاملة ومواكبة لتوجهات المجلس لاسيما مع استحداث مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية والذي نعمل أن يكون بمثابة قاطرة التطوير لهذا القطاع المهم بشراكات نوعية مع المواهب المحلية ومؤسسات الإنتاج العالمية، وكذلك المطورين الرئيسيين حول العالم". من جانبها، أكدت مريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة بالإنابة، أن مشاركة مجلس دبي للإعلام تمثل إضافة نوعية لقمة الإعلام العربي هذا العام من خلال جدول أعمال مكثف يستضيف من خلاله المجلس نخبة من الخبراء والعناصر المؤثرة في صنع الإعلام العربي مع التركيز على قطاعاته المستقبلية، وبما ينسجم مع توجهات القمة في التركيز على آفاق تطوير الإعلام العربي واكتشاف السبل التي تمكنه من تحقيق أعلى مستويات التميز، في إطار رؤية تطويرية شاملة لقطاع الإعلام، وفي إطار مبادرة رواد إعلام دبي، التي أطلقها مجلس دبي للإعلام بهدف الاحتفاء برموز وقامات إعلامية وضعت اللبنات الأولى لقطاع الإعلام في دبي، وشاركت في صنع ملامح إعلام الإمارة خلال سنوات من العطاء النابع من الحرص على خدمة الوطن، يستضيف مجلس دبي للإعلام خلال قمة الإعلام العربي، عدداً من رواد إعلام دبي للحديث عن تجربتهم ورحلتهم مع العمل الإعلامي، وفي مقدمتهم سمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم رئيس مؤسسة دبي للإعلام. وستتطرق الجلسات التي سينظمها مجلس دبي للإعلام، إلى طيف واسع من الموضوعات المرتبطة بمستقبل العمل الإعلامي من خلال التركيز على محاور حيوية ومن أبرزها مستقبل قطاع الألعاب الإلكترونية والذي يشهد نمواً سريعاً سواء على مستوى المنطقة أو العالم، وسبل الاستفادة من هذا النمو كرافد جديد من روافد الاقتصاد القائم على المعرفة، فضلا عن استكشاف آفاق التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في تحقيق تقدم نوعي في تطوير هذا القطاع وتأكيد فرص ازدهاره. وأوضح هشام العلماء، مدير إدارة الاستراتيجية والأداء في مجلس دبي للإعلام، أن الإنتاج السينمائي والتلفزيوني سيشكل محوراً أساسياً آخر للنقاشات التي سينظمها مجلس دبي للإعلام عبر جملة من الجلسات الحوارية وورش العمل، مع التركيز على مستقبل الفيلم الإماراتي وما يمكن القيام به من خطوات من أجل تأكيد قيام صناعة سينما قادرة على المنافسة ووصولاً إلى إنتاج أفلام محلية بمعايير عالمية. كما يناقش المجلس خلال القمة، بمشاركة نخبة من المتخصصين، مستقبل تطوير الإنتاج الدرامي والتلفزيوني، كذلك السينمائي، ومتطلبات إنتاج فيلم قادر على المنافسة في المسابقات والمهرجانات السينمائية الدولية. وأضاف: "من الموضوعات الأخرى التي سيتطرق إليها مجلس دبي للإعلام في النقاشات التي سيتولى تنظيمها في قمة الإعلام العربي، التصورات المستقبلية لدور الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات صناعة الإعلام، كما ستتناول النقاشات كيفية امتلاك إعلام قادر على الجمع بين كونه وسيلة للترفيه والتثقيف من ناحية، وكرافد ذي عائد مادي يدعم الاقتصاد من ناحية أخرى. كذلك ستتناول الحوارات كيفية إحياء دور الإعلام كجسر للربط بين الثقافات". وتجمع قمة الإعلام العربي، التي ينظمها نادي دبي للصحافة خلال الفترة 26-28 مايو الجاري، نخبة من أهم الرموز السياسية، والقامات الفكرية، وأبرز الكُتّاب ورؤساء التحرير والقيادات والوجوه الإعلامية في العالم العربي، بمشاركة نحو 6000 من المعنيين بقطاع الإعلام، وتضم القمة تحت مظلتها: "منتدى الإعلام العربي"، و"المنتدى الإعلامي العربي للشباب"، إلى جانب "جائزة الإعلام العربي" وجائزة الإعلام للشباب العربي (إبداع) وقمة وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب. يُذكر أن "قمة الإعلام العربي" على مدار سنوات مجموعة من أهم الشخصيات السياسية وصُنّاع القرار والقامات الفكرية في العالم العربي، وأبرز رموز وقيادات الإعلام والقائمين على مختلف قنواته المرئية والمسموعة والمطبوعة وأيضاً الرقمية في المنطقة والعالم، بهدف الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه القطاع عربياً، وسبل التغلب عليها، وتأكيد دوره وإسهامه الإيجابي في المجتمع، واكتشاف الفرص المتاحة والممكنة لتطوير الإعلام العربي والنهوض بمحتواه ومضمونه بما يواكب احتياجات المتلقّي العربي ويُلبّي تطلعاته، فضلاً عن احتفاء القمة بالتميز في المجال الإعلامي وضمن مختلف مساراته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store