logo
قادة 5 دول يجتمعون في تشيلي لمواجهة تصاعد اليمين بالغرب

قادة 5 دول يجتمعون في تشيلي لمواجهة تصاعد اليمين بالغرب

الجزيرة٢٢-٠٧-٢٠٢٥
دعا رؤساء تشيلي وأوروغواي والبرازيل وكولومبيا ورئيس وزراء إسبانيا إلى تجديد مفهوم تعدد الأقطاب في قمة بالعاصمة التشيلية سانتياغو عقدت بهدف "التصدي للتضليل الإعلامي وأيديولوجيات اليمين المتطرف".
وتعهد الرئيس التشيلي غابريال بوريتش والأوروغوياني ياماندو أورسي والبرازيلي لولا دا سيلفا والكولومبي غوستافو بيترو ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بالاجتماع في إسبانيا العام المقبل لـ"تشكيل جدار صد ضد التسلط والاستقطاب في العالم".
وفي الصيف الماضي، حققت الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف (أقصى اليمين) مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي ، وخصوصا في دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وحصلت أحزاب اليمين المتطرف في كل من إيطاليا وفرنسا على المركز الأول في عدد المقاعد، في حين احتلت هذه الأحزاب المركز الثاني في ألمانيا وهولندا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسطول الصمود ينطلق بعشرات السفن باتجاه غزة نهاية الشهر
أسطول الصمود ينطلق بعشرات السفن باتجاه غزة نهاية الشهر

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

أسطول الصمود ينطلق بعشرات السفن باتجاه غزة نهاية الشهر

أعلن أسطول الصمود العالمي أن بعثته الأولى ستنطلق أواخر الشهر الجاري باتجاه سواحل قطاع غزة ، في محاولة لكسر حصار الاحتلال الإسرائيلي الذي تسبب بمجاعة غير مسبوقة في القطاع. وقالت عضوة أسطول الصمود العالمي هيفاء المنصوري خلال مؤتمر صحفي في العاصمة التونسية إن "ممثلين عن 44 دولة اجتمعوا خلال الأيام الماضية بتونس، في إطار التحضير للمشاركة في هذا المشروع (أسطول الصمود)". وأوضحت المنصوري أن "المبادرات الأربع اتحدت فيما بينها من أجل كسر الحصار بحريا عن غزة، وهذه المبادرات الأربع هي أسطول الصمود المغاربي، والحراك العالمي نحو غزة، والمبادرة الشرق آسيوية، و أسطول الحرية". وأضافت أن الهدف من الاجتماع كسر حصار الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني على غزة، ومحاولة فتح ممر إنساني بحري، وإنهاء الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. وكشفت المنصوري أنه في "أواخر هذا الصيف ستبحر عشرات القوارب، كبيرة وصغيرة من موانئ مختلفة في العالم، في أول أسطول مدني شعبي منسق متزامن ومشترك في التاريخ باتجاه غزة". وأوضحت أن البعثة الأولى من الأسطول ستنطلق في 31 أغسطس/آب الجاري من موانئ إسبانيا، ثم ستلتحق بها بعثة ثانية تنطلق من موانئ تونس في 4 سبتمبر/أيلول المقبل. الضغط على الحكومات من جانبه، قال العضو في الأسطول نفسه سيف أبو كشك إن "أكثر من 6 آلاف ناشط سجلوا حتى الآن على الموقع الإلكتروني الخاص بأسطول الصمود العالمي للمشاركة فيه". وأكد أبو كشك أنه "سيتم إخضاع المشاركين لعملية تدريبية من الموانئ التي سيتم الانطلاق منها، وستكون هناك فعاليات متزامنة وعمليات تخييم بنفس الأماكن". وشدد على أنها محاولة جديدة للضغط على الحكومات من أجل كسر الحصار على غزة بعشرات السفن وآلاف المشاركين. وكانت آخر السفن التي حاولت كسر الحصار عن القطاع السفينة "حنظلة" ، واقتحمتها قوات الاحتلال في عرض البحر أواخر الشهر الماضي واقتادتها إلى ميناء أسدود. وكانت "حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميلا من غزة حينما اقتحمتها قوات الاحتلال، حيث تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل " مافي مرمرة" التي كانت على بعد 72 ميلا قبل اعتراضها من الاحتلال عام 2010، و السفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، والسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلا. ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يرتكب الاحتلال الإسرائيلي بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شدد إجراءاته في الثاني من مارس/آذار الماضي بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات كارثية. وأودت سياسة التجويع الإسرائيلية بحياة 159 فلسطينيا، من بينهم 90 طفلا.

أبو عبد الله "الصغير" آخر سلاطين بني نصر قبل سقوط غرناطة
أبو عبد الله "الصغير" آخر سلاطين بني نصر قبل سقوط غرناطة

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

أبو عبد الله "الصغير" آخر سلاطين بني نصر قبل سقوط غرناطة

أبو عبد الله محمد الـ12 -المعروف بأبي عبد الله الصغير- هو آخر سلاطين بني نصر في غرناطة ، اتسم عهده بالصراعات الداخلية والحروب الأهلية والتنافس على العرش، وهذا أدى إلى سقوط غرناطة -آخر معاقل المسلمين في الأندلس- في يد مملكة قشتالة في الثاني من يناير/كانون الثاني 1492م. أطلقت عليه المصادر الإسبانية اسم "الصغير" لتمييزه عن عمه الذي كان يحمل الاسم نفسه، وهو أبو عبد الله محمد وكان لقبه الزغل. تولى العرش بعد ثورة على والده السلطان أبو الحسن علي، الذي وقع في الأسر أثناء قيادته هجوما على إحدى القلاع الخاضعة للمسيحيين. وأطلق سراحه بعد توقيع معاهدة أعلن فيها تبعيته لمملكة قشتالة وتسليمه ابنه رهينة. بعد وفاة والده، استمر صراعه على العرش مع عمه إلى أن تغلب عليه واستعاد الحكم، واستغلت الممالك المسيحية هذه الانقسامات والصراعات فاحتلت البلدات الأندلسية الواحدة تلو الأخرى، ثم فرضت حصارا خانقا على العاصمة غرناطة دام 9 أشهر، اضطر بعدها أبو عبد الله إلى الاستسلام مقابل نفيه وضمان حقوق سكان المدينة. نُفي إلى بلدة أندرش قرب ألميرية، ثم انتقل إلى فاس عاصمة الدولة الوطاسية بالمغرب، وفيها بنى قصورا على الطراز الأندلسي وعاش هناك 40 سنة إلى أن توفي ودفن فيها. المولد والنشأة ولد أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن علي بن سعد بن علي بن يوسف بن محمد عام 1460م في قصر الحمراء بغرناطة، والده هو السلطان أبو الحسن ووالدته الأميرة عائشة الحرة ، ابنة السلطان محمد التاسع الملقب بالأيسر. وله شقيقان هما يوسف وعائشة. وتزوج الأمير من مُرَيمة بنت إبراهيم العطار قائد جيش غرناطة، وقد تعرف عليها بعد إحدى المعارك التي خاضها مع أبيها، فطلبها منه عام 1482م وهكذا توطدت علاقتهما أكثر. تشير بعض الملابس التي يحتفظ بها أحد المتاحف في إسبانيا إلى أنه كان نحيفا ، متوسط القامة، إذ تراوح طوله بين 160 و165 سنتيمترا، وورد في بعض السجلات أنه كان ذا بشرة بيضاء وشعر داكن. الطريق إلى العرش كان أبو عبد الله ولي عهد والده السلطان أبي الحسن علي ، لكن هذا الأخير تزوج من محظية مسيحية تدعى إيزابيلا دي سوليس، واعتنقت الإسلام وأطلق عليها اسم ثريا الرومية، وأنجبت له ولدين: هما سعد ونصر. أدى ميل السلطان إلى زوجته الجديدة وإهمال زوجته الأولى وابنة عمه عائشة وولديها إلى غضب هذه الأخيرة وأنصارها، وخاصة أخوالها (بنو السراج) وهي أسرة غرناطية كانت ذات نفوذ سياسي كبير. وقد حاولت عائشة الدفاع عن ابنها وملكه أمام تهديد أبناء الزوجة الثانية، لكن أبا الحسن تأثر بزوجته الثانية لدرجة جعلته يقدم أبناءها لتسلّم مقاليد الحكم بتأثير منها، وقد حاولت استمالته والتأثير عليه لطرد عائشة وأبنائها لتخلو لها الساحة. قرر أبو الحسن في النهاية سجن زوجته عائشة وولديها محمد ويوسف في أحد أبراج قصر الحمراء، وأمر بنقل ولاية العهد إلى ابنه سعد من زوجته ثريا، مما أدى إلى انقسام داخلي واعتراض الأوساط السياسية والأسر ذات النفوذ. وفي ظل الوضع المتوتر الذي كانت تعيشه المنطقة إثر هذه الصراعات، تحالفت عائشة الحرة مع عشيرة بني سراج، التي كانت تكره الملك كرها شديدا، واستغلت غياب السلطان عن العاصمة في إحدى حملاته ضد القشتاليين، فأخرجوها من سجنها وولديها وذهبوا بهم إلى وادي آش، وهناك التف حول ابنها البكر أبي عبد الله العديد من المؤيدين الذين كانوا ساخطين على سياسات والده. عاد أبو عبد الله إلى العاصمة بمساعدة أسرة بني السراج واستقر في حي البيازين، وهناك بايعه الناس سلطانا على غرناطة عام 1482م، فاحتدم الصراع بين أنصار الأب والابن وسالت دماء كثيرة في شوارع غرناطة، واستغل الملك القشتالي فرناندو الثاني هذا الصراع وشن هجمات على البلدات والقلاع في أطراف المملكة. معركة اليسانة تدخل شيوخ وفقهاء وأعيان المدينة للإصلاح بين الطرفين فتوصلا إلى اتفاق واتحدا في مواجهة المسيحيين. وخرج أبو الحسن على رأس جيشه إلى مدينة لوشة المحاصرة وبقي أبو عبد الله في غرناطة للدفاع عنها. وبعد أن فك أبو الحسن الحصار عن لوشة وقتل قائد الجيش الإسباني، عاد ليجد أبواب غرناطة مغلقة في وجهه بعد أن نقض ابنه الاتفاق الذي كان بينهما، فانسحب إلى مدينة مالقة التي كان يحكمها أخوه الزغل. اتخذ أبو عبد الله الصغير لنفسه لقب المنصور بالله، ولإضفاء الشرعية على حكمه قاد حملة عسكرية لحصار "اليسانة" في 20 أبريل/نيسان 1483م الواقعة شمال بلدة لوشة. حاصر أبو عبد الله اليسانة تحت إشراف والد زوجته العطار، الذي كان خبيرا في أراضي جنوب قرطبة، وحقق سلسلة نجاحات متتالية ضد المسيحيين، لكن نظرا لقلة عدد جيش المسلمين، اضطروا للانسحاب إلى ضواحي المدينة، لكن وقتها تلاقى الجيشان وبدأت المعركة. بسبب الهجوم المفاجئ للقشتاليين انسحبت قوات أبي عبد الله بعشوائية، وقتل العطار بينما كان يحاول الدفاع عن أميره بسيفه، وحاول "الصغير" الفرار لكن حصانه علق في الوحل. ورغم محاولته الاختباء، فإن الجنود لاحظوا أهميته من لباسه فاقتادوه أسيرا، ومن هنا كانت نقطة انهيار غرناطة التي سقطت في ما بعد بأيدي القشتاليين، بعدما خسرت المدينة فارسها الشجاع. الأسر اقتيد الأمير أبو عبد الله الصغير إلى إشبيلية مقر إقامة الملك والملكة فرناندو وإيزابيلا، وحينها أعاد وجهاء غرناطة أبو الحسن إلى الحكم، بينما استمر ابنه الآخر أبو الحجاج يوسف يحكم مدينة ألمرية لصالح شقيقه السلطان الأسير أبو عبد الله الصغير. ولإنقاذه من الأسر، أرسلت والدته الأميرة عائشة وفدا إلى قرطبة للتفاوض، وفعل والده الشيء نفسه، إلا أن الملكين المسيحيين فضلا التفاوض مع أنصار أبي عبد الله لتحقيق هدفهما عبر إنهاك مملكة غرناطة بإشعال الصراعات والمنازعات العائلية. في أغسطس/آب 1483م وقع أبو عبد الله الصغير اتفاقية مع الملكين فرناندو وإيزابيلا، تعهد فيها بالخضوع السياسي والعسكري للمملكة المسيحية وتسليم عدد من الرهائن بينهم ابنه البكر أحمد، ودفع 12 ألف قطعة ذهبية، مقابل إطلاق سراحه وحصوله على الدعم المسيحي لمحاربة والده والسيطرة على العرش. وبمجرد أن علم أبو الحسن بهذا الاتفاق، طلب فتوى من كبار علماء العاصمة في أكتوبر/تشرين الأول 1483م، فأفتوا بأن اتفاقية أبي عبد الله ضد شريعة الله وأنها إثم كبير وأن عقد المواثيق مع الكفار حرام، وأن الاعتراف بالأمير الأسير غير مشروع. ضعفت صحة أبي الحسن في آخر عمره، فسلم الحكم لأخيه أبو عبد الله الزغل، فاستمرت الحرب الأهلية بين هذا الأخير وبين ابن أخيه أبو عبد الله الصغير. وبينما انشغلا بالاقتتال استولى المسيحيون على عدد من البلدات والقلاع الإسلامية واحدة تلو الأخرى. الإمارة الثانية وعندما أدرك العم وابن أخيه خطورة صراعهما على نظام العرش وعلى مملكة غرناطة، اتحدا من جديد عام 1486م وذهب كل واحد منهما على رأس أنصاره وجيشه لقتال المسيحيين في لوشة وبلش. فشل الزغل في فك الحصار عن مدينة بلش فعاد إلى غرناطة، لكن أبا عبد الله الصغير سبقه إليها وأغلق أبوابها أمام من تبقى من جيشه كما فعل سابقا مع والده، وأعلن نفسه سلطانا في أبريل/نيسان 1487م، بادئا إمارته الثانية التي كانت الأخيرة بعد قرابة 8 قرون من تاريخ الأندلس. في بداية مايو/أيار 1487م، وقّع "الصغير" معاهدة سرية جديدة مع الملكين المسيحيين ووافق بموجبها على تسليم غرناطة مقابل إمارة في المنطقة الشرقية، التي تضم مدنا وبلدات مؤيدة لأبي عبد الله الزغل. شن المسيحيون هجوما على البلدات المؤيدة للزغل، فاستسلمت مدينة ملقة وألميريا وجواديس وغيرها، وأعلن الزغل استسلامه في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 1498. وتحرر أبو عبد الله الصغير من منافسه القوي، لكنه وجد نفسه في مواجهة مملكة المسيحيين التي طالبه ملكاها بتنفيذ بنود الاتفاق السري وتسليم العاصمة غرناطة. حصار غرناطة بعد استيلاء مملكة قشتالة وأراغون على كافة المدن والقلاع في مملكة غرناطة لم تتبق إلا العاصمة، وتقول الروايات الإسبانية إن أبا عبد الله لم يمتثل لالتزاماته بموجب الاتفاقية الموقعة مع الملكين فرناندو وإيزابيلا ورفض تسليم مدينة غرناطة. وتقول روايات أخرى إن الملكين المسيحيين هما من أخلا بالاتفاق واستوليا على الأقاليم الشرقية، التي كانت تحت سيطرة الزغل، ورفضا التنازل عنها لأبي عبد الله الصغير، وهاجما مدينة غرناطة لضمها إلى أراضيهما بالقوة. وتشير روايات أخرى إلى أن نزوح أهالي القرى والبلدات والمدن التي استولى عليها القشتاليون إلى العاصمة غرناطة آخر معاقل الإسلام في الأندلس، جعل المدينة تعج بالشباب والمقاتلين المتحمسين للدفاع عنها، مما جعل أبا عبد الله يتفاءل بقدرته على حماية المدينة. شكل الملكان المسيحيان حملة عسكرية كبيرة قوامها جيش يضم 80 ألف جندي مجهزين بآلات حربية ضخمة من مدافع وبارود، وتقدم الجيش الملك فرناندو والملكة إيزابيلا لزرع الحماس في نفوس الجنود، وأنشآ معسكرا قرب أسوار غرناطة. وفي أبريل/نيسان 1491م بدأ حصار المدينة واستمر 9 أشهر، وانتشر فيها الجوع والمرض بين الأهالي، مما دفع القادة والأعيان والفقهاء إلى مقابلة السلطان في أكتوبر/تشرين الأول 1491م طالبين منه البدء في المفاوضات. انتهت المفاوضات في نوفمبر/تشرين الثاني 1491م باتفاقية الاستسلام التي ضمنت للمسلمين الحق في البقاء في المدينة مع الحفاظ على ممتلكاتهم ودينهم وثقافتهم أو الهجرة مقابل تسليم المدينة. التنحي عن العرش في يوم الاثنين الثاني من يناير/كانون الثاني 1492م سلم أبو عبد الله الصغير رسميا مفاتيح قصر الحمراء إلى مبعوث قشتالي في قاعة العرش، ثم غادر القصر والتقى الملكين فرناندو وإيزابيلا على أبواب العاصمة لإعلان الاستسلام وفق بنود الاتفاق، واستعادة ابنه الذي كان رهينة منذ عام 1483م. وغادر في اليوم نفسه مع أسرته وحاشيته إلى المنفى في بلدة أندرش في منطقة البشارات القريبة من ألميرية. وتقول الروايات التاريخية إن ملكي قشتالة وأراغون دبرا مؤامرات وضغوطا لإجبار أبي عبد الله على الهجرة خارج شبه الجزيرة الإيبيرية، إذ تعرض لخيانة بعض أقرب رجالاته الذين باعوا أملاكه بأقل من قيمتها. وبعد وفاة زوجته المحبوبة مُريمة، لم يعد يطيق الإقامة في المنفى، فأرسل رسالة إلى السلطان الوطاسي في المغرب يطلب منه السماح له باللجوء إلى فاس، وهي رسالة مطولة كتبها كاتبه أبو عبد الله العربي العقيلي بعنوان "الروض العاطر الأنفاس في التوسل إلى المولى الإمام سلطان فاس". في عام 1493م غادر أندرش إلى مليلية مع والدته وباقي أفراد عائلته، ومنها إلى فاس حيث بنى قصورا على الطراز الأندلسي وعاش فيها حوالي 40 سنة. توفي عام 1533م وهو في عقده السابع، بحسب ما ورد في كتاب "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" لأحمد المقري، ودفن قرب المصلى خارج باب الشريعة بفاس، وخلّف ولدين هما أحمد ويوسف وظل أحفاده يعيشون في فاس.

المواقف الأوروبية من الاحتلال الإسرائيلي: بين الانزعاج والتواطؤ
المواقف الأوروبية من الاحتلال الإسرائيلي: بين الانزعاج والتواطؤ

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

المواقف الأوروبية من الاحتلال الإسرائيلي: بين الانزعاج والتواطؤ

العودة للحديث عن "حل الدولتين" من قبل الأوروبيين ليست تطورا سياسيا، بل إعادة تدوير لطرح قديم لم يُنفذ يوما، كما لو كانوا يعرضون خريطة لمدينة اندثرت. الاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي يُلمح إليه في بعض الدول مشروط بشروط الاحتلال، اعتراف لا يُمنح بل يُستجدى، فلا هو سيادي ولا هو جريء. ليست أوروبا كتلة واحدة كما يحلو للبعض أن يردد. إنها قارة بتضاريس سياسية متفاوتة، فيها دول تهمس بنقد خجول، وأخرى تصرخ بانحيازها، وثالثة ترتدي صمتا أكثر فجاجة رغم مرور أكثر من عشرين شهرا على المجازر، تبقى أوروبا أسيرة انزعاج أخلاقي لا يُترجم إلى فعل. العقوبات إن وُجدت فهي على أفراد هامشيين، بينما تُستثنى البنوك والشركات والجيش الإسرائيلي من أي مساءلة. المشهد يعكس تواطؤا صريحا أو صامتا مع منظومة الاحتلال، في مقابل غياب الردع والعجز عن التأثير الجدي. ليست أوروبا كتلة واحدة كما يحلو للبعض أن يردد. إنها قارة بتضاريس سياسية متفاوتة، فيها دول تهمس بنقد خجول، وأخرى تصرخ بانحيازها، وثالثة ترتدي صمتا أكثر فجاجة من التصريحات نفسها. في إسبانيا، أيرلندا، النرويج، وبلجيكا، تتقدم على غيرها من دول أوروبا حيث يخرج الصوت الشعبي من صدور منهكة، لكن الحكومات تسير غالبا أمام الشارع لا خلفه، وكأنها تستبق الغضب لتُدجنه لا لتخدمه. فدول المركز الأوروبي- باريس وبرلين ولندن- ترتب كلماتها كمن يواسي قاتلا مرتبكا. تصف الجرائم، لا الجاني. تعاتب الوحش، ثم تعيده إلى الحظيرة. ترفض السلوك، وتُبقي على العلاقات. توقع اتفاقات شراكة بمليارات اليوروهات، ثم تبكي على صور الأطفال تحت الركام. وفي خضم هذا التبلد الأخلاقي، شقت ثلاث دول أوروبية هامشا ضيقا في جدار الصمت. إسبانيا رفعت صوتها لا بالنداء، بل بالفعل؛ ألغت صفقة سلاح بمئات ملايين اليوروهات مع شركة إسرائيلية، ثم صوت برلمانها على حظر تصدير المواد العسكرية التي قد تُستخدم في إبادة أهل غزة. لم يكن قرارا عاطفيا، بل تمردا على تورط أوروبي صامت، واعترافا ضمنيا بأن السلاح لا يذهب فقط إلى الميدان، بل إلى التاريخ أيضا. أيرلندا من جهتها لم تُحاضر عن القانون الدولي، بل حملته إلى محكمة العدل، شاهدة لا صامتة. تدخلت رسميا إلى جانب دعوى الإبادة الجماعية، وسحبت استثماراتها من شركات ضالعة في مشاريع الاستيطان، ودفعت بمشروع قانون يُجرم استيراد بضائع المستوطنات. كانت تسير عكس التيار لا لأن الهواء خلفها أنقى، بل لأن الصمت كان خانقا. أما النرويج، فلم تعد تكتفي بدور الوسيط المُحايد. وضعت إصبعها على الجرح، وأصدرت تحذيرا حكوميا رسميا يمنع شركاتها من التعامل مع المستوطنات، بل مضت أبعد حين قالتها جهرا: "القانون الدولي يجب أن يطبق بشكل متساوٍ، في كل النزاعات، دون انتقائية ولا إعفاءات". لم تكن مجرد جملة دبلوماسية، بل صفعة على وجه الازدواجية الغربية. هذه الدول لم توقف المجازر، لكنها فتحت نافذة في غرفة يخنقها التواطؤ، وطرحت سؤالا ثقيلا: كم يساوي صوتك في بورصة الدم؟ وكم ثمن الصمت؟ إذًا، يمكن تصنيف الدول الأوروبية إلى ثلاث فئات: دول تُبدي مواقف نقدية نسبيا مثل أيرلندا، النرويج، إسبانيا، سلوفينيا، وبلجيكا. دول تعبر عن تحفظات جزئية دون أن تترجمها إلى سياسات فعلية. ودول نافذة تبقى في موقع الانحياز والتواطؤ، كفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ولا تقدم سوى عبارات ومواقف دبلوماسية ربما لإنقاذ دولة إسرائيل بحل يقوم على دولة وبجانبها شبه دولة للفلسطينيين. من يراقب المشهد الأوروبي تجاه الإبادة الإسرائيلية المستمرة يُخيل إليه أنه أمام مأساة تُروى بلغة دبلوماسية باردة لا بلغة الدم. تتزاحم العبارات في بيانات القادة: "قلق"، "أسف"، "دعوة لضبط النفس"، وكأنهم يكتبون عن اضطراب طقس لا عن محرقة على الهواء المباشر. حتى المواقف "التقدمية" لا تعدو كونها انزعاجا لفظيا من سلوك الاحتلال، دون اتخاذ أي إجراءات عقابية جوهرية. الاتحاد الأوروبي لم يتخذ خطوات حقيقية لمراجعة اتفاقيات الشراكة أو وقف تصدير السلاح، رغم توالي المجازر. في السياق الشعبي، تشهد بعض الدول الأوروبية تصاعدا في الغضب تجاه الاحتلال، لكن هذا الغضب لم يتحول إلى ضغط فعلي على صناع القرار. بل على العكس، كثير من التعبيرات الحكومية تسبق الحالة الشعبية، وكأنها محاولة لتوجيه الرأي العام لا الاستجابة له. الشارع الأوروبي يغلي، نعم، ولكن الغليان دون آليات ضغط لا يصنع تحولا. ما لم تتحول هذه الأمواج الشعبية إلى إرادة سياسية تُجبر الطاولة على الاهتزاز، ستبقى أوروبا تقرأ البيانات، بينما فلسطين تُكتب بالدم. في النهاية، أوروبا لا ينقصها الإدراك، بل الضمير الذي يتجاوز حدود المصالح. وحين تُصبح الأخلاق وجهة نظر، يتحول القتل إلى مجرد تفصيل في دفتر الدبلوماسية. والأهم أن الاحتلال لم يعد يهمه كيف يبدو في المرايا الأوروبية، فهو يستند إلى حصانة مدججة بالسلاح والدعاية. منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، يتحرك بثقة الواثق بأن العالم ليس أعمى، بل يغض الطرف عامدا متعمدا. هذا الموقف الأوروبي البارد الأنيق، وكل ما وُصف بالعقوبات ليس سوى استعراض هزلي على أطراف الجريمة: لم يُغلق بنك واحد، ولا شركة استيطانية تم تجفيف مواردها، ولا توقف دعم أوروبا بالذخيرة. الاحتلال نفسه لا يبالي بصورته، ولا يسعى لكسب الرأي العام الغربي، بل يعتمد على دعم إستراتيجي واضح من عواصم غربية، ويمضي في نهج إبادة وتطهير وتهجير عرقي غير مسبوق، مدفوعا بشعوره بالحصانة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store