
السجائر «مجهولة المصدر» ترفع نسب التدخين بين المراهقين والشباب
تشهد الأسواق انتشار أصناف من التبغ مجهول المصدر، تباع بنصف ثمنها، ما يشكّل تحدياً كبيراً للاقتصاد الوطني. وتتوافر عشرات الأنواع من السجائر التقليدية والإلكترونية من كل الأنواع المعروفة، لكنها لا تحمل الطوابع الرقمية التي يتم تثبيتها على عبوات منتجات التبغ قبل توريدها للأسواق المحلية، وسط ارتفاع ملحوظ في نسبة استهلاك التبغ، وتزايد أعداد المدخنين من فئة المراهقين والشباب.
وحذر أطباء من زيادة أعداد المدخنين بين الصغار، بسبب سهولة الحصول على منتجات التبغ، وانتشاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسعار في متناولهم.
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» حسابات مجهولة تنشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي عن بيع مواد التدخين والسجائر التقليدية والإلكترونية بأسعار منخفضة، إضافة إلى خدمة التوصيل المجاني للمنتجات.
ووفقاً لإحصاءات «أطلس التبغ العالمي» المعني بجمع معلومات موثّقة حول تعاطي التبغ في العالم، فقد بلغ عدد المدخنين البالغين (أكثر من 15 عاماً) في دولة الإمارات 988 ألفاً و683 مدخناً (الرجال 929 ألفاً و595 بالغاً، والإناث 57 ألفاً و772 مدخنة) عام 2022.
وبلغ معدل انتشار التدخين بين البالغين في الإمارات 11.9%، في الفترة ذاتها (15.5% من الرجال و2.5% من النساء).
وبلغ معدل انتشار التدخين بين من هم أصغر سناً (من 10 إلى 14 عاماً) 7.1% من إجمالي عددهم (10.6% من الذكور، و3.7% من البنات).
وأرجعت مقرر لجنة الشؤون الصحية والبيئية في المجلس الوطني الاتحادي، طبيبة الأسرة، الدكتورة سدرة راشد المنصوري، السبب الأول لانتشار التدخين بين المراهقين والشباب، إلى المفهوم الخطأ بأن التدخين يمنح المدخن صفة «التطور والعصرية»، مشيرة إلى ضرورة مواجهة هذه الظاهرة بطرق مختلفة تخاطب عقول واهتمامات هذه الفئة، ومنها نشر صور لتأثير التدخين في البشرة والجمال، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو الكتب الدراسية، لتوعية الإناث بخطر التدخين، والقيام بعمل مماثل مع الشباب، من خلال استعراض آثار التدخين في مظهر الجسم والرجولة، إضافة إلى توعية الأسر بطرق تعريف أبنائهم من الصغر بأضرار التدخين ومخاطره.
وأكدت ضرورة مواجهة مروّجي التبغ مجهول المصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تفعيل المتسوق الذكي لضبطهم وتغليظ عقوبتهم.
وأكد استشاري أمراض الرئة الدكتور عماد النمنم، أن التدخين الدائم أو المتقطع، وتبخير النيكوتين السائل، يؤديان إلى أخطار صحية عدة. وشرح أن التدخين الإلكتروني الذي يقوم على تبخير النيكوتين السائل يشكل تحدياً كبيراً لعدم معرفة آثاره الكاملة على الصحة، على الرغم من ارتباطه المثبت بالتهاب الرئة، مشيراً إلى أن «بعض سوائل التدخين الإلكتروني تحتوي على مستويات عالية جداً من النيكوتين، ما يجعلها مسببة للإدمان».
وتابع أن سهولة التعامل مع السيجارة الإلكترونية والحصول على نفثة سريعة منها، من الأمور التي تيسر استهلاكها وتجعله أعلى من استهلاك نظيرتها التقليدية، وترتب عليها زيادة أعداد المدخنين.
وأشار استشاري طب الأورام الدكتور حسان جعفر، إلى وجود زيادة في أعداد المراهقين المدخنين، نتيجة الوقوع في ما وصفه بـ«فخ السجائر الإلكترونية»، مشيراً إلى أن وجود عروض على أسعار أدوات التدخين، يُسهّل على الأطفال والمراهقين خوض التجربة.
وأكد ضرورة متابعة الأسر لأبنائها وتوعيتهم منذ الصغر بالضرر الكبير الذي يصيب صحة المدخنين وأجسادهم. وقال إن النيكوتين هو المادة الأساسية في السجائر العادية والإلكترونية، وهو مسبِّب للإدمان بشدة، إذ يحفز الرغبة الشديدة في التدخين، محذراً من أن التدخين يُعدّ سبب وفاة نصف المدخنين.
وتابع أن أكثر من 80% من وفيات سرطان الرئة ناجمة عن التدخين المباشر، الذي يسبب أيضاً سرطانات الفم والحلق والمريء والمعدة، وسرطانات أخرى. وشرح أن التدخين في مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة يؤدي إلى ضعف نمو الرئة، والسعال والأعراض المتعلقة بالربو، وبحة الصوت وضيق التنفس. كما يؤدي أيضاً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والوفاة، والسكتة الدماغية وانسداد الشرايين والغرغرينا والعجز الجنسي، ويزيد خطر الإجهاض، وانخفاض وزن المولود، والولادة المبكرة، وموت الجنين، وترقق العظام (مرض هشاشة العظام عند النساء).
وقالت المحامية هدية حماد، إن القانون الاتحادي رقم (15) لسنة 2009 بشأن مكافحة التبغ، يحظر عرض أو بيع منتجات التبغ إلا في الأماكن المخصصة لذلك، والمرخصة من السلطة المختصة. وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون ضوابط عرض وبيع منتجات التبغ، حيث إن للتبغ مواصفات قياسية وشروطاً معتمدة من الدولة، ويعاقب كل من يخالف ذلك بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 100 ألف درهم ولا تجاوز مليون درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين. وأضافت أنه في حالة العودة تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين والغرامة التي لا تقل عن مليون درهم.
وأفاد المحامي سالم عبيد النقبي، بأن عملية تداول التبغ ومنتجاته داخل دولة الإمارات، تخضع لضوابط محددة، تشمل أن يكتب على كل عبوة من التبغ أو منتجاته العبارات والصور والبيانات التحذيرية بصورة واضحة ومتنوعة، ولا يجوز لأي شخص طبيعي أو معنوي، الدعاية أو الإعـلان أو الترويـج أو الرعاية لأي من منتجات التبغ بأي وسيلة تستهدف التشجيع على تعاطي التبغ. كمـا لا يجـوز طبـع أو نشر الإعلان الذي يستهـدف التشجيع على تعاطي التبغ، ولا يجـوز أن تكون منتجات التبغ وسيلة للإعلان عن منتج آخــر.
وأضاف أن «التدخين عادة سلبية ضارة بالصحة، إلا أن الشخص الذي اختار أن يدخن عليه حقوق يجب مراعاتها، منها ألا يصبح ضحية منتج مغشوش، فإضافة إلى الخسائر المالية، هناك مخاطر صحية تكتنف وجود السجائر مجهولة المصدر والمنشأ، لأنها لا تخضع لأي اختبارات معملية معتمدة، ولا تلتزم بالمواصفات القياسية الإماراتية، ولا بأنظمة التحذير الصحية المطبقة في الدولة، وهو ما يعني تزايد المخاطر المحتملة على الصحة العامة، مشيراً إلى ضرورة القضاء على تلك الظاهرة، وفرض غرامات كبيرة على البائع والمشتري».
وأفاد المحامي سالم سعيد الحيقي، بأن القوانين التي تنظم منتجات التبغ لم تشرع فيها عقوبة لمشتري التبغ والسجائر مجهولة المصدر، على أساس نص المادة 144 من قانون الجمارك الموحّد رقم 85 لسنة 2007، إذ يشترط في المسؤولية الجزائية في الجُرم توفر القصد. وتراعى في تحديد المسؤولية، النصوص الجزائية المعمول بها، إذ يعتبر مسؤولاً جزائياً، بصورة خاصة، الفاعلون الأصليون، والشركاء في الجرم، والمتدخلون والمحرضون والحائزون، وأصحاب وسائط النقل المستخدمة وسائقوها ومعاونوهم الذين تثبت علاقتهم، وأصحاب أو مستأجرو المحال والأماكن التي أودعت فيها، أو المنتفعون بها الذين يثبت علمهم بوجودها في محالهم وأماكنهم. وفي هذه الحال، يعد مشتري التبغ المجهول المصدر من قبيل المحرّض أو الشريك.
وأشار إلى إمكانية الإبلاغ عن هذه الممارسات عن طريق نظام المخبرين عن المخالفات والتهرب الضريبي (رقيب)، وهو نظام جديد لتلقي ومعالجة البلاغات، بهدف الإبلاغ عن الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين الذين يتهربون من الضرائب، أو يمارسون الاحتيال أو غير ذلك من المخالفات الضريبية.
10 مليارات درهم الكلفة الاقتصادية للتدخين
لايزال تعاطي التبغ يُشكل تحدياً في الإمارات، بحسب «أطلس التبغ العالمي» الذي يوفر إحصاءات كاملة عن الأضرار، وغيرها من الحقائق الصادمة بشأن التدخين.
وبلغ عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب التدخين في الإمارات سنوياً 1693 شخصاً، بنسبة 8.5% من إجمالي الوفيات (10.2% بين الرجال، و3.9% بين النساء).
وبلغت الكلفة الاقتصادية للتدخين وتعاطي التبغ في الإمارات سنوياً 10 مليارات و946 ألفاً و488 درهماً.
ويشمل ذلك التكاليف المباشرة المتعلقة بنفقات الرعاية الصحية، والتكاليف غير المباشرة المتعلقة بانخفاض الإنتاجية الناجم عن المرض والوفاة المبكرة.
يذكر أن «أطلس التبغ العالمي» معني بجمع معلومات موثّقة حول تعاطي التبغ في العالم.
• %80 من وفيات سرطان الرئة ناجمة عن التدخين المباشر.
• %11.9 من البالغين و7.1% من المراهقين يدخنون، ومطالب بتفعيل «المتسوق السري» و«رقيب»، وتغليظ العقوبات على الموزعين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
مجموعة موانئ أبوظبي وبرجيل القابضة تطلقان مشروع «دوكتور»
أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي، ومجموعة برجيل القابضة، عن إطلاق مشروعهما المشترك للخدمات اللوجستية للرعاية الصحية «دوكتور»، وذلك على هامش منتدى «اصنع في الإمارات» وقد تم الكشف رسمياً عن المشروع في جناح برجيل القابضة، بحضور معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، والدكتور شمشير فاياليل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة. وسيمثل مشروع «دوكتور» منصة واعدة لرفد قطاع الخدمات اللوجستية للرعاية الصحية، حيث يهدف إلى إعادة تصور طريقة تقديم الخدمات الطبية وتحقيق الاستفادة المُثلى من البنية التحتية الطبية لصالح المجتمعات في جميع أنحاء قارة أفريقيا. ويعد «دوكتور» منصة شاملة لسلسلة التوريد، تجمع بين الخدمات اللوجستية والبنية التحتية المتطورة، والتدريب السريري والاستجابة للطوارئ في منظومة واحدة فريدة من نوعها. سجل حافل سيتم تنفيذ أعمال مشروع «دوكتور» ضمن عمليات «أوبيرونيكس»، التابعة لمجموعة «برجيل القابضة» وذراعها لإدارة خدمات الرعاية الصحية، والتي تتمتع بسجل حافل في إدارة مشاريع الرعاية الصحية واسعة النطاق في جميع أنحاء أفريقيا. وسيحظى المشروع المشترك بدعم البنية التحتية اللوجستية الشاملة لمجموعة موانئ أبوظبي، وحضورها الواسع في الأسواق الرئيسية في جميع أنحاء القارة. منصة واعدة وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي: «نتطلع إلى أن يقوم مشروع «دوكتور» بإحداث أثر حقيقي وتقديم الرعاية والخدمات الطبية اللازمة لمن يحتاجونها. وسنعمل على الجمع بين إمكاناتنا اللوجستية الشاملة مع الخبرة الطبية الواسعة لمجموعة برجيل، لنؤسس منصةً واعدة ستحدث نقلة نوعية في طريقة تقديم خدمات الرعاية الصحية في قارة إفريقيا. كما يُمثل هذا المشروع حلاً عملياً وقابلاً للتطوير يُلبي الاحتياجات المتزايدة للرعاية الصحية، ويُجسد التزامنا المُشترك بتوفير أنظمة رعاية طبية مرنة، تخدم كافة المجتمعات في قارة أفريقيا، انسجاماً مع رؤية قيادتنا الرشيدة، الرامية إلى تفعيل العمل الإنساني على كافة الصُّعد». الجاهزية الدائمة وقال دكتور شمشير فاياليل: «يمثل مشروع «دوكتور» نموذجاً رائداً سيكون له أثر كبير على الساحة، حيث سيكون منصة متكاملة تجمع بين الأنظمة الطبية المتقدمة والإمكانات اللوجستية الشاملة والنطاق التشغيلي الواسع. ونسعى من خلال هذا المشروع الواعد إلى توفير خدمات رعاية صحية تتميز بالاستقرار والجاهزية الدائمة والشراكة الراسخة بين جميع الأطراف، لنخدم معاً تلك المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها». وبالإضافة إلى دوره الرئيسي في توفير الخدمات اللوجستية للرعاية الصحية، سيسعى المشروع أيضاً إلى إنشاء وحدات طبية في مناطق عمليات مجموعة موانئ أبوظبي في أفريقيا، يوفر من خلالها مجموعة من خدمات الرعاية الصحية، بما في ذلك الخدمات اللوجستية الطبية والسياحة العلاجية. كما سيستكشف المشروع الفرص الناشئة في الأسواق الأفريقية بهدف المساهمة في تحقيق نمو مستدام طويل الأمد لمنظومة الرعاية الصحية في المنطقة.


صحيفة الخليج
منذ 13 ساعات
- صحيفة الخليج
عامر شريف: برؤية محمد بن راشد نمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل في دبي (فيديو)
أكد الدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لـ«دبي الصحية»، ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن ما شهده القطاع الصحي في إمارة دبي من تطور ملموس في العديد من مؤشرات الأداء، جاء بفضل الرؤية السديدة ودعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مشيراً إلى أن «دبي الصحية» تمضي بثبات نحو بناء نموذج صحي متكامل يواكب تطلعات دبي المستقبلية، ويرتقي بصحة الإنسان، بما يسهم في تحقيق أهداف أجندة دبي الاجتماعية 33، التي تهدف إلى بناء نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة. جاء ذلك خلال لقاء إعلامي موسُّع نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي بمقره ضمن سلسلة لقاءات «جلسة مع مسؤول»، بحضور منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمع من القيادات الإعلامية المحلية ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية، حيث استعرض الدكتور عامر شريف مراحل التحول والنمو التي شهدها القطاع الصحي في دبي، ضمن أول نظام صحي أكاديمي متكامل، بالإضافة إلى أبرز الإنجازات والتوجهات المستقبلية التي تجعل المريض محور اهتمامها، لضمان توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين. وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور عامر شريف عن خالص شكره وتقديره للإعلاميين الحضور، مثمناً الدور الحيوي للإعلام في نشر الوعي المجتمعي، ودعم رسالة «دبي الصحية» الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة والارتقاء بصحة الإنسان. واستعرض الدكتور عامر شريف مسيرة تطوّر منظومة الرعاية الصحية في دبي، بدءاً من مراحلها الأولى في أربعينات القرن الماضي، حين كانت الخدمات تركز على الرعاية الأولية، مروراً بمرحلة التوسّع النوعي، مع إنشاء أول مستشفى حكومي، وصولاً إلى المرحلة التي سبقت صدور القانون رقم (13)، لسنة 2021، الخاص بتأسيس «دبي الصحية» والذي شكّل محطة فارقة في إعادة هيكلة القطاع الصحي وترسيخ حوكمته. كما أوضح الرؤية الاستراتيجية لـ«دبي الصحية» والبرامج المُصممة لتحقيق الأولويات الصحية للإمارة، من خلال توفير رعاية صحية عالية الجودة قائمة على الأدلة العلمية، وتعزيز التعليم الطبي، ودعم البحث العلمي، عبر شراكات محلية ودولية، بما يسهم في تطوير النظام الصحي ورفع جودة الخدمات. وتطرّق إلى الهوية المؤسسية الجديدة لـ«دبي الصحية»، والتي تجسّد رؤية طموحة تتكامل فيها ركائز الرعاية والتعلم والاكتشاف والعطاء، وفق أعلى المعايير العالمية، بما يُرسّخ مكانة دبي كوجهة رائدة في قطاع الرعاية الصحية. وأشار إلى أن «دبي الصحية» اعتمدت نموذجاً موحداً لمعايير الرعاية الطبية في جميع مرافقها، بما يضمن حصول المرضى على مستوى متكافئ من الخدمات، بغض النظر عن موقع تقديمها. وأوضح أن هذا النموذج يُسهم في تعزيز سلامة المرضى، وتقليص زمن الحصول على الخدمة، فضلاً عن رفع كفاءة إدارة الرعاية السريرية، وذلك في إطار تطبيق منظومة متكاملة تستند إلى أفضل الممارسات العالمية المعتمدة. مشاريع نوعية وأكد الدكتور عامر شريف أن «دبي الصحية» نجحت في ترسيخ مكانتها كمحرّك رئيسي لتطور الرعاية الصحية في الإمارة، من خلال إطلاق مشاريع نوعية تتميز برؤية استشرافية ومعايير عالمية. حيث عملت على تطوير خمسة مراكز بحثية متقدمة، دخل ثلاثة منها حيز التشغيل، وتشمل: «مركز هندسة البروتينات»، و«مركز الابتكار والتكنولوجيا»، و«مركز علوم الميكروبات»، إلى جانب «مركز علم الجينوم التطبيقي والانتقالي»، و«مركز صحة الفضاء والطيران»، وذلك في إطار دعم جهود البحث العلمي وترسيخ نموذج للرعاية الصحية المستندة إلى الأدلة. كما تشمل مشاريعها الاستراتيجية إنشاء «مستشفى حمدان بن راشد للسرطان»، الذي فاز تصميمه، بمشاركة المرضى، بالجائزة الذهبية عن فئة «المشاريع المستقبلية للرعاية الصحية» من World Architecture News، حيث أسهمت تجربة «أمينة»، إحدى ناجيات السرطان، بدور مؤثر في تصميم المستشفى، ما سيساعد في خلق بيئة علاجية أكثر إنسانية ودعماً للمرضى. بالإضافة إلى ذلك تعمل «دبي الصحية» على إنشاء مقر جديد لمركز السكري. وأكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية من خلال مبادرات نوعية تُعزز صوت المرضى وأفراد المجتمع في تطوير الخدمات الصحية لتحسين جودتها وضمان مواءمتها مع الاحتياجات الواقعية. وتُعد مبادرة «مجالس دبي الصحية: صوت المجتمع» محطة رئيسية في هذا الإطار، إلى جانب برنامج «بريس جيني»، المُعتمد لقياس تجربة المرضى بشكل منهجي. وتناول اللقاء جهود «دبي الصحية» في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة تماشياً مع استراتيجية دبي للذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة 2025-2028. وتهدف هذه الجهود إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما يتيح لهم التركيز بشكل أكبر على تقديم الرعاية، والبحث العلمي. وتشمل هذه الجهود تطوير رؤى طبية متقدمة، وتقديم التعلم الموجه حسب احتياجات الفرد، وتعزيز البحث الطبي، ودعم جهود العطاء وجمع التبرعات. كما تم إطلاق 37 مبادرة ذات أولوية لتحقيق أهداف استراتيجية محددة ضمن خمسة مجالات رئيسية، تشمل: تحسين تجربة المرضى، وتسهيل الوصول إلى الرعاية، وتعزيز دقة التشخيص، وتقديم علاج مخصص لكل مريض، إلى جانب مجالات أخرى تدعم كفاءة وجودة الرعاية الصحية. التعليم الطبي وخلال اللقاء استعرض الدكتور عامر أبرز الإنجازات الأكاديمية التي أسهمت في ترسيخ جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية مكانتها كمركز رائد للتعليم الطبي والبحث العلمي، لافتاً إلى حصولها على ثلاث منح بحثية ممولة ضمن مبادرة دعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار من «مؤسسة دبي للمستقبل». وأضاف: «نفخر أيضاً بوجود 10% من أعضاء الهيئة الأكاديمية في قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء الأكثر تأثيراً على مستوى العالم لعام 2024، وهو إنجاز يعكس جودة البيئة البحثية في الجامعة». كما أشار إلى أن عدد المنشورات العلمية الصادرة عن الجامعة بلغ 1,811 منشوراً، نُشر 84% منها في مجلات علمية مصنّفة ضمن الفئة الأولى والثانية (Q1/Q2)، ما يعكس جودة الأبحاث والتميز الأكاديمي للمؤسسة. وأكد الدكتور عامر خلال لقائه القيادات الإعلامية أهمية منح الجوانب الأكاديمية والعلمية اهتماماً خاصاً في وسائل الإعلام، من خلال تخصيص مساحات مناسبة لتغطيتها، والتركيز على إبرازها بلغة دقيقة ومهنية. شراكات استراتيجية في إطار خططها للارتقاء بكفاءة المنظومة الصحية والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، أكد الدكتور عامر شريف حرص «دبي الصحية» على بناء وتعزيز شراكاتها مع كبرى المؤسسات الأكاديمية والطبية العالمية. ففي عام 2024، أطلقت «دبي الصحية» بالتعاون مع جامعة أكسفورد «أكاديمية دبي الصحية للقيادة»، لتأهيل نخبة من القيادات في قطاع الرعاية الصحية. كما تمتد شراكتها مع مستشفى الأطفال الوطني في أمريكا لأكثر من ثمانية أعوام من خلال «مستشفى الجليلة للأطفال»، وتركز على مجالات التكنولوجيا والتدريب التخصصي في طب الأطفال، بما يسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة. وأشار إلى أن «دبي الصحية» وقعت أيضاً مذكرة تعاون مع مستشفى «رويال مارسدن» في المملكة المتحدة، أحد أبرز المراكز العالمية في علاج وبحوث السرطان، لتعزيز التعاون في تطوير نماذج الرعاية الصحية. كما وقّعت مذكرة تفاهم مع كلية الطب «يوماس تشان» التابعة لجامعة ماساتشوستس الأمريكية، بهدف تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة، وتبادل الخبرات والطلبة، والمساهمة في تطوير وتعزيز الصحة العامة وفق أعلى المعايير العالمية. وضمن جهود تبادل الخبرات في برنامج قيادة الأنظمة الصحية، وقعت «دبي الصحية» مذكرة تفاهم مع مجموعة الإمارات والتي تهدف إلى تعزيز تجربة المريض وترسيخ ثقافة التميز في مجالات الرعاية الصحية والضيافة، من خلال تبادل الخبرات بين الطرفين. عطاء مستمر وأوضح الدكتور عامر شريف أن مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية، سجلت أداءً استثنائياً خلال عام 2024، حيث جمعت 177.65 مليون درهم، ما يعكس تنامي الثقة المجتمعية في رسالتها الإنسانية. وأضاف: «في جانب دعم التعليم، قدمت «مؤسسة الجليلة» 13 منحة دراسية للمرة الأولى خلال العام 2024، كما وسّعت نطاق شراكاتها الاستراتيجية بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع مؤسسات وجمعيات خيرية محلية، من بينها جمعية بيت الخير، وجمعية دار البر، ومؤسسة تراحم الخيرية، ومؤسسة عيسى صالح القرق، وجمعية دبي الخيرية، والهلال الأحمر الإماراتي، بما يدعم مشاريعها الحيوية ويعزز استدامة أثرها المجتمعي». وتطرق الدكتور عامر شريف إلى جهود «دبي الصحية» في تحسين تجربة المرضى من خلال تأسيس «مركز العمليات الصحية»، الذي يشكّل حجر الأساس في إدارة شؤون المرضى وتتبع مسار رحلتهم العلاجية منذ اللحظة الأولى لدخولهم المنظومة الصحية وحتى اكتمال العلاج. ويجسّد المركز رؤية «المريض أولاً» من خلال توظيف خبرات متعددة لضمان تقديم رعاية شاملة تتمحور حول احتياجات المرضى، ويسهم كذلك في رصد مؤشرات الأداء وتحليل معدلات الإقبال على الخدمات المجتمعية والرقمية، حيث سجلت المؤشرات نمواً ملحوظاً بين 2022 و2024. ولفت إلى دور المركز المحوري في «برنامج إعادة تصميم رحلة المريض» الذي تتبناه «دبي الصحية» لإنشاء مسارات علاجية متكاملة، حيث تم تحديد 45 رحلة علاجية رئيسية ضمن المنظومة الصحية، تمثل نحو 68% من إجمالي حجم المرضى، وتشمل رحلات الطوارئ، والرعاية التخصصية، والفحوصات الوقائية. كما يعزز البرنامج جاهزية المنظومة الصحية للمستقبل من خلال توظيف البيانات وتحليلها لدعم القرارات وتحسين الخدمات، وقد جاء هذا البرنامج استجابة لتطلعات أفراد المجتمع وملاحظاتهم حول تجاربهم الصحية. سجلت «دبي الصحية» نمواً ملحوظاً في عدد من مؤشرات الأداء خلال عام 2024، حيث ارتفع عدد طلبات توصيل الأدوية إلى المنازل إلى نحو 109 آلاف طلب في عام 2024، مقارنة بـ 37 ألفاً و724 طلباً في عام 2022، مسجلاً نمواً بنسبة 189%. وشهدت خدمة نقل المرضى، والتي تُعنى بتوفير وسيلة نقل مخصصة لنقل المرضى من منازلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية لمواعيدهم الطبية وتلقي العلاج، ثم إعادتهم بعد انتهاء الخدمة العلاجية، إقبالاً واسعاً من قبل المتعاملين، حيث بلغ عدد المستفيدين منها 5,365 مريضاً في عام 2024، مقارنة بـ 862 مريضاً في عام 2023. وفيما يتعلق بخدمة الزيارات المنزلية، نفذت الفرق الطبية 90 ألفاً و816 زيارة خلال ثلاث سنوات، مسجلة بذلك معدل نمو بنسبة 68%، حيث ارتفعت من 23 ألفاً و277 زيارة في عام 2022، لتصل إلى 39 ألفاً و114 زيارة في عام 2024. على صعيد الخدمات الرقمية، نجحت «دبي الصحية» في تقديم خدمة التطبيب عن بُعد لـ 256,350 مريضاً خلال ثلاث سنوات، مسجلةً نمواً بنسبة 17.7%، حيث بلغ عدد الاستشارات المقدمة في عام 2024 نحو 92,930 استشارة، مقارنة بـ 78,969 استشارة في عام 2022. كما تعامل مركز الاتصال في «دبي الصحية» مع نحو 5 ملايين مكالمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تم الرد عليها بكفاءة واحترافية عالية. وبلغت نسبة رضا المتعاملين 93.1% وهو ما يمثل 8% زيادة مقارنة بعام 2022.


الإمارات اليوم
منذ 15 ساعات
- الإمارات اليوم
«أصدقاء مرضى الكلى» تُنظّم فعالية توعوية
نظّمت جمعية أصدقاء مرضى الكلى، التابعة لإدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، فعالية توعوية بعنوان «هل كليتك بخير؟» في سيتي سنتر الزاهية على مدار يومين، بهدف رفع مستوى الوعي بأمراض الكلى، وطرق الوقاية منها، وتعزيز السلوك الصحي بين أفراد المجتمع من مختلف الفئات. وتضمنت الفعالية محطات صحية بالتعاون مع المكتب التمثيلي لوزارة الصحة ووقاية المجتمع بالشارقة ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، لتقديم فحوص مجانية لقياس ضغط الدم، ونسبة السكر في الدم، ومؤشر كتلة الجسم، إلى جانب تقديم استشارات طبية مباشرة، كما شملت الفعالية أنشطة تفاعلية توعوية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتجاوز عدد المستفيدين منها 300 شخص من مختلف الفئات العمرية. وتأتي الفعالية في إطار رؤية الجمعية الرامية إلى تحسين السلوك المرتبط بالصحة لأفراد المجتمع الإماراتي، وسعيها إلى تمكينهم من تبني أنماط حياتية صحية عبر تزويدهم بالمعرفة والمعلومات والمهارات اللازمة. وقالت رئيس مجلس إدارة الجمعية، منى الحواي، إن استقطابنا لأكثر من 300 مستفيد خلال هذه الفعالية يؤكد أهمية الرسالة التي نحملها، ويعزز التزامنا المستمر بدعم صحة المجتمع وتمكينه من تبني أنماط حياة صحية، بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين. وخلال الربع الأول من العام الجاري، نفذت الجمعية عدداً من المبادرات والمشاريع المؤثرة، استهدفت أكثر من 630 مستفيداً، ومن أبرز برامجها مبادرة «اطمئنان» التي تُعنى بتقديم الدعم المعنوي لمرضى الكلى، وتفعيل أنشطة توعوية بالتزامن مع اليوم العالمي للكلى، إلى جانب المعرض الصحي الذي أُقيم في الجامعة القاسمية. كما قدّمت الجمعية دعماً علاجياً لـ19 مريضاً من مرضى الكلى في مختلف إمارات الدولة، بكُلفة تجاوزت 600 ألف درهم، بالتعاون مع الشركاء من الجهات الخيرية الداعمة، ومنها جمعية دار البر، كما نفّذت مبادرة «اطمئنان» التي تستهدف مرضى الكلى في مستشفيات الدولة، وشملت زيارة 77 مريضاً في وحدات غسيل الكلى.