logo
خطة اقتصادية لاصطياد 271 مليار دولار.. ماذا يدور في عقل رئيس الأرجنتين ؟

خطة اقتصادية لاصطياد 271 مليار دولار.. ماذا يدور في عقل رئيس الأرجنتين ؟

اليوممنذ 7 ساعات

يستعد الرئيس الأرجنتينى خافيير ميلى لتخفيف القواعد الصارمة الخاصة بالتهرب الضريبى فى البلاد فى محاولة لجذب مليارات الدولارات من المدخرات "الخفية" وإدماجها داخل الاقتصاد الرسمى.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إنه من المقرر أن يكشف الرئيس الليبرالي النقاب خلال الأيام المقبلة عن إصلاحات تستهدف إقناع ما أطلق عليهم "الأبطال" الذين يكتنزون الدولارات الأمريكية بشكل غير معلن من أجل الفرار من تقلبات العملة المحلية "البيزو"، وفقدان ثقتهم في البنوك والحكومة.
ولفتت تقديرات رسمية إلى أن تعثر الاقتصاد الأرجنتيني، والرقابة الرأسمالية الصارمة، والرصيد التاريخي من التغييرات في المنظومة الضريبية، جميعها عوامل دفعت المدخرين إلى اكتناز حوالي 271 مليار دولار "تحت المراتب"، وفي صناديق إيداع آمنة، وخارج حدود البلاد.
في المقابل، قال معارضون إن جهود الرئيس الليبرالي ميلي لاجتذاب المدخرين وإغرائهم قد تصبح هدية من السماء لمحترفي التهرب الضريبي، ولممارسي أنشطة غسيل الأموال.
لكن حكومة بوينس آيرس تدعي أنها بينما تقوم بإعادة تنظيم الأموال المكتسبة عن طرق مشروعة والتي لفظتها تحديات الأوضاع في الأرجنتين إلى خارج المنظومة، فإنها لا تزال قادرة على مراقبة تدفقات "الأموال القذرة".
كان الرئيس الأرجنتيني قد صرح أمام مؤتمر إدارة أعمال عقد الأسبوع الماضي قائلاً "إن أولئك الذين يخفون الأموال ليسوا مجرمين، إنهم أبطال تمكنوا من الهروب من السياسيين الفاسدين الذين أرادوا خداعكم بالتضخم."، وتابع قائلاً "إننا نخفف اللوائح حتى لا يُظلم أحد بسبب أنه يستخدم الدولارات التي يكتنزها تحت المرتبة."
ويرى خبراء أن هناك قدراً كبيراً من الاقتصاد الأرجنتيني يعد اقتصاداً غير رسمي، إذ أن ما يقرب من نصف العاملين في الدولة غير مسجلين ولا تشملهم الحسابات، كما أنه من الشائع، حتى بالنسبة للموظفين الرسميين، أن يحصلوا على جزء من رواتبهم بصورة غير مشروعة من تحت الطاولة.
وأشاروا إلى أن كثيراً من المشتريات مثل السيارات وحتى المنازل يتم سدادها، في الغالب، بالدولار الأمريكي، حيث يقوم المشترون بتمرير حقائب العملات الصعبة عبر الطاولة إلى البائعين، فيما تُسجل الأسعار بأقل من القيم التي تم سدادها.
وتنقل "فاينانشيال تايمز"عن بروفيسور القانون الضريبي في جامعة أوسترال الأرجنتينية، دييجو فارجان، قوله "إن مواطني الأرجنتين لديهم شهادات دكتوراه في كيفية الاحتفاظ بأموالهم بعيداً عن السلطات. لذا فإن الحكومة لابد لها من اختراع بعض 'الجزرات' لجذب تلك الدولارات لأن 'العصي' لم تعد تفلح معها."
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن نزعة إخفاء الدولارات في الأرجنتين ليست وليدة اليوم بل لها جذور ممتدة وعديدة، من بينها سلسلة الأحداث التي طرأت في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة حيث قامت الحكومة الأرجنتينية باتخاذ إجراءات مفاجئة لتقييد الوصول إلى المدخرات وطبقت سياسات ضريبية تأرجحت على نطاق واسع بين إدارة أخرى.
وقد تقزمت قيمة العملة المحلية "البيزو" تحت وطأة معدلات التضخم المزمنة، ما شجع المواطنين على الادخار بالعملة الأمريكية الدولار.
وعندما فرضت الحكومة في عام 2011 تدابير مراقبة العملة، الرامية إلى تحجيم مشتريات الدولار من أجل تصحيح وضع العملة المحلية "البيزو"، أخرج العديد من الأرجنتينيين مكاسبهم خارج إطار المنظومة الرسمية والقانونية، وانتقلوا بها إلى السوق السوداء الرحبة للدولار الأمريكي، التي يطلق عليها في الأرجنتين بـ"الزرقاء".
ويتوقع محللون أن تركز إصلاحات ميلي لمثل هذه القواعد على تشجيع شراء السلع والبضائع الباهظة الأسعار، كالسيارات والأجهزة المنزلية.
كما أن العديد من السياسات المرتبطة بالضرائب تتطلب موافقة أعضاء الكونجرس لإجراء أي تغييرات عليها، مشيرين إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس الأرجنتيني سيسعى إلى إجراء تلك التغييرات قبل انتخابات التجديد النصفي في أكتوبر المقبل.
ويراهن الرئيس الليبرالي على الدولارات "المخبأة تحت المراتب"، على حد توصيف الصحيفة البريطانية، من أجل تعزيز الإنفاق الاستهلاكي الذي مني بالركود خلال الأشهر الأخيرة، في الوقت الذي يتعرض أصحاب الدخول المؤقتة لضغوط كبيرة من أجل مواجهة معدلات التضخم المتصاعدة بقوة الصاروخ، والتي بلغت ذروتها في العام الماضي حين بلغت 289 في المائة.
وفي ضوء ضعف حظوظ إمكانية تمرير إصلاحات اقتصادية هيكلية قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في أكتوبر المقبل، فإن الإنفاق الاستهلاكي يبقى هو طوق النجاة والخيار الأسهل الذي يلوذ إليه الرئيس ميلي لتعزيز الأداء الاقتصادي لهذا العام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطة اقتصادية لاصطياد 271 مليار دولار.. ماذا يدور في عقل رئيس الأرجنتين ؟
خطة اقتصادية لاصطياد 271 مليار دولار.. ماذا يدور في عقل رئيس الأرجنتين ؟

اليوم السابع

timeمنذ 7 ساعات

  • اليوم السابع

خطة اقتصادية لاصطياد 271 مليار دولار.. ماذا يدور في عقل رئيس الأرجنتين ؟

يستعد الرئيس الأرجنتينى خافيير ميلى لتخفيف القواعد الصارمة الخاصة بالتهرب الضريبى فى البلاد فى محاولة لجذب مليارات الدولارات من المدخرات "الخفية" وإدماجها داخل الاقتصاد الرسمى. وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إنه من المقرر أن يكشف الرئيس الليبرالي النقاب خلال الأيام المقبلة عن إصلاحات تستهدف إقناع ما أطلق عليهم "الأبطال" الذين يكتنزون الدولارات الأمريكية بشكل غير معلن من أجل الفرار من تقلبات العملة المحلية "البيزو"، وفقدان ثقتهم في البنوك والحكومة. ولفتت تقديرات رسمية إلى أن تعثر الاقتصاد الأرجنتيني، والرقابة الرأسمالية الصارمة، والرصيد التاريخي من التغييرات في المنظومة الضريبية، جميعها عوامل دفعت المدخرين إلى اكتناز حوالي 271 مليار دولار "تحت المراتب"، وفي صناديق إيداع آمنة، وخارج حدود البلاد. في المقابل، قال معارضون إن جهود الرئيس الليبرالي ميلي لاجتذاب المدخرين وإغرائهم قد تصبح هدية من السماء لمحترفي التهرب الضريبي، ولممارسي أنشطة غسيل الأموال. لكن حكومة بوينس آيرس تدعي أنها بينما تقوم بإعادة تنظيم الأموال المكتسبة عن طرق مشروعة والتي لفظتها تحديات الأوضاع في الأرجنتين إلى خارج المنظومة، فإنها لا تزال قادرة على مراقبة تدفقات "الأموال القذرة". كان الرئيس الأرجنتيني قد صرح أمام مؤتمر إدارة أعمال عقد الأسبوع الماضي قائلاً "إن أولئك الذين يخفون الأموال ليسوا مجرمين، إنهم أبطال تمكنوا من الهروب من السياسيين الفاسدين الذين أرادوا خداعكم بالتضخم."، وتابع قائلاً "إننا نخفف اللوائح حتى لا يُظلم أحد بسبب أنه يستخدم الدولارات التي يكتنزها تحت المرتبة." ويرى خبراء أن هناك قدراً كبيراً من الاقتصاد الأرجنتيني يعد اقتصاداً غير رسمي، إذ أن ما يقرب من نصف العاملين في الدولة غير مسجلين ولا تشملهم الحسابات، كما أنه من الشائع، حتى بالنسبة للموظفين الرسميين، أن يحصلوا على جزء من رواتبهم بصورة غير مشروعة من تحت الطاولة. وأشاروا إلى أن كثيراً من المشتريات مثل السيارات وحتى المنازل يتم سدادها، في الغالب، بالدولار الأمريكي، حيث يقوم المشترون بتمرير حقائب العملات الصعبة عبر الطاولة إلى البائعين، فيما تُسجل الأسعار بأقل من القيم التي تم سدادها. وتنقل "فاينانشيال تايمز"عن بروفيسور القانون الضريبي في جامعة أوسترال الأرجنتينية، دييجو فارجان، قوله "إن مواطني الأرجنتين لديهم شهادات دكتوراه في كيفية الاحتفاظ بأموالهم بعيداً عن السلطات. لذا فإن الحكومة لابد لها من اختراع بعض 'الجزرات' لجذب تلك الدولارات لأن 'العصي' لم تعد تفلح معها." ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن نزعة إخفاء الدولارات في الأرجنتين ليست وليدة اليوم بل لها جذور ممتدة وعديدة، من بينها سلسلة الأحداث التي طرأت في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة حيث قامت الحكومة الأرجنتينية باتخاذ إجراءات مفاجئة لتقييد الوصول إلى المدخرات وطبقت سياسات ضريبية تأرجحت على نطاق واسع بين إدارة أخرى. وقد تقزمت قيمة العملة المحلية "البيزو" تحت وطأة معدلات التضخم المزمنة، ما شجع المواطنين على الادخار بالعملة الأمريكية الدولار. وعندما فرضت الحكومة في عام 2011 تدابير مراقبة العملة، الرامية إلى تحجيم مشتريات الدولار من أجل تصحيح وضع العملة المحلية "البيزو"، أخرج العديد من الأرجنتينيين مكاسبهم خارج إطار المنظومة الرسمية والقانونية، وانتقلوا بها إلى السوق السوداء الرحبة للدولار الأمريكي، التي يطلق عليها في الأرجنتين بـ"الزرقاء". ويتوقع محللون أن تركز إصلاحات ميلي لمثل هذه القواعد على تشجيع شراء السلع والبضائع الباهظة الأسعار، كالسيارات والأجهزة المنزلية. كما أن العديد من السياسات المرتبطة بالضرائب تتطلب موافقة أعضاء الكونجرس لإجراء أي تغييرات عليها، مشيرين إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس الأرجنتيني سيسعى إلى إجراء تلك التغييرات قبل انتخابات التجديد النصفي في أكتوبر المقبل. ويراهن الرئيس الليبرالي على الدولارات "المخبأة تحت المراتب"، على حد توصيف الصحيفة البريطانية، من أجل تعزيز الإنفاق الاستهلاكي الذي مني بالركود خلال الأشهر الأخيرة، في الوقت الذي يتعرض أصحاب الدخول المؤقتة لضغوط كبيرة من أجل مواجهة معدلات التضخم المتصاعدة بقوة الصاروخ، والتي بلغت ذروتها في العام الماضي حين بلغت 289 في المائة. وفي ضوء ضعف حظوظ إمكانية تمرير إصلاحات اقتصادية هيكلية قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في أكتوبر المقبل، فإن الإنفاق الاستهلاكي يبقى هو طوق النجاة والخيار الأسهل الذي يلوذ إليه الرئيس ميلي لتعزيز الأداء الاقتصادي لهذا العام.

الرئيس اللبناني: في حال إتمام الاتفاق الأمريكي الإيراني سيكون له تأُثير إيجابي على المنطقة وعلاقتنا بإيران
الرئيس اللبناني: في حال إتمام الاتفاق الأمريكي الإيراني سيكون له تأُثير إيجابي على المنطقة وعلاقتنا بإيران

جريدة المال

timeمنذ 2 أيام

  • جريدة المال

الرئيس اللبناني: في حال إتمام الاتفاق الأمريكي الإيراني سيكون له تأُثير إيجابي على المنطقة وعلاقتنا بإيران

كشف الرئيس اللبناني جوزيف عون عن الجولات الخليجية المكثفة التي أجراها منذ توليه سدة الحكم، قائلًا: لبنان عاد إلى العالم العربي، وهذا كان هدفًا لنا رغم الفترة الضبابية التي ساد فيها سوء الفهم'. وقال عون خلال لقاء مع الاعلامية لميس الحديدي في برنامج كلمة أخيرة على قناة أون، أن الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار الأمني هما المطلبان الأساسيان لدول الخليج من أجل عودة الاستثمارات. أضاف، أن هناك تجاوبًا إماراتيًا وقطريًا في ملف الاستثمار، متوقعًا أن يلحق بهما تجاوب سعودي، قائلًا:'لاحقًا، نتوقع تجاوبًا سعوديًا، وهناك اتصالات جارية مع السعودية، ونتوقع رفع الحظر عن سفر مواطنيهم إلى لبنان قريبًا، على غرار التجاوب الكويتي برفع التعليمات بشأن السفر للبنان'. وقال الرئيس اللبناني: أنه في حال اتمام الاتفاق الامريكي الايراني سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة، وكذلك على علاقتنا بإيران، موضحَا أنه كان واضحًا في موقفه تجاه إيران، مشددًا على أن العلاقة يجب أن تكون مع الدولة، وعلى قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأضاف عون: أنا لا أقبل التدخل في شؤون غيري، فلماذا يقبل غيري التدخل في شؤوني؟ فالدول يجب أن تتعامل مع بعضها البعض، لا مع مجموعات معينة، متابعًا: أعتقد أن إيران قد فهمت الرسالة.

استقرار سعر صرف الدولار واليورو مقابل الدينار الكويتي
استقرار سعر صرف الدولار واليورو مقابل الدينار الكويتي

الدستور

timeمنذ 5 أيام

  • الدستور

استقرار سعر صرف الدولار واليورو مقابل الدينار الكويتي

استقر سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار الكويتي، اليوم الخميس عند مستوى 0.307 دينار وسعر صرف اليورو عند مستوى 0.344 دينار مقارنة بأسعار يوم أمس. وذكر بنك الكويت المركزي، في نشرته اليومية لأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدينار الكويتي، أن سعر صرف الجنيه الأُسترليني استقر عند مستوى 0.408 دينار. وأشار إلى أن الفرنك السويسري انخفض بنسبة 0.17% ليصل إلى مستوى 0.365 دينار، فيما استقر الين الياباني عند مستوى 0.002 دينار. جدير بالذكر أن أسعار الصرف المعلنة من بنك الكويت المركزي تتضمن متوسط أسعار العملة اليوم ولا تعكس أسعار البيع والشراء الفعلية. انخفاض مؤشر الدولار وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية، انخفض بنسبة 0.11% إلى 100.89، لكنه يتجه لتحقيق أرباح للأسبوع الرابع على التوالي. وارتفع الوون الكوري الجنوبي بنسبة 0.8% إلى 1396.22 مقابل الدولار، بعد زيادة 0.6% في الجلسة السابقة. يُذكر أن الوون، كان الأسوأ أداءً بين العملات الآسيوية الناشئة العام الماضي، بخسارته 14%، لكنه حقق مكاسب تقارب 6% هذا العام. تأتي هذه الزيادة في الوون بعد موجة صعود سريعة شهدتها العملة التايوانية في بداية مايو، بالتزامن مع انتهاء محادثات تجارية بين واشنطن وتايبيه. وسجل البيزو المكسيكي 19.38 مقابل الدولار، بالقرب من أعلى مستوياته في سبعة أشهر، فيما ارتفع الين الياباني 0.3% إلى 146.32 مقابل الدولار، مع بقاء العملة اليابانية قرب أدنى مستوياتها في شهر. ويركز المستثمرون اليوم على بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، وسط انتظارهم مزيدًا من التفاصيل حول الاتفاقيات التجارية المحتملة بعد التهدئة بين واشنطن وبكين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store