اكتشاف حديث يغيّر فهم تاريخ القمر: نشاط بركاني قبل 120 مليون سنة!
عمون- في كشف علمي مثير يعيد رسم ملامح التاريخ الجيولوجي للقمر، أعلن فريق بحث دولي عن أدلة تؤكد وجود نشاط بركاني على سطح القمر قبل نحو 120 مليون سنة فقط، وهي فترة لا تُعد بعيدة من الناحية الجيولوجية، وتزامنت مع وجود الديناصورات على كوكب الأرض.
ويخالف هذا الاكتشاف، الذي نُشر في دورية Science، الفرضيات السائدة سابقًا التي كانت تشير إلى أن النشاط البركاني على القمر قد توقف قبل أكثر من 3 مليارات سنة.
دليل من قلب الزجاج القمري
استندت الدراسة إلى تحليل دقيق لحبيبات زجاجية دقيقة جدًا جلبها المسبار الصيني "تشانغ آه-5" عام 2020 من منطقة "مونس رومكر"، وهي منطقة بركانية تقع على الجانب القريب من القمر.
ومن بين أكثر من 3000 حبة زجاجية فُحصت، رصد العلماء ثلاث حبيبات تحمل تركيبة كيميائية فريدة تشير بوضوح إلى أصلها البركاني. وكانت تحتوي على تركيزات مرتفعة من عناصر تُعرف باسم "الكريب" (KREEP)، وهي مكونات جيوكيميائية تضم عناصر:
البوتاسيوم (K)
العناصر الأرضية النادرة (REE)
الفوسفور (P)
تُعد هذه العناصر مصدرًا حراريًا قويًا، يُعتقد أنه ساعد على إبقاء باطن القمر ساخنًا لفترات أطول مما كان يُعتقد سابقًا.
كبسولات زمنية بركانية
يصف البروفيسور ألكسندر نمتشنوك، المؤلف الرئيسي للدراسة، هذه الحبيبات الزجاجية بأنها:
"كبسولات زمنية تحفظ سجلًا دقيقًا للنشاط البركاني المتأخر على القمر".
وأضاف أن التحليل الإشعاعي أثبت أن عمر هذه الحبيبات يبلغ نحو 123 مليون سنة، مما يجعلها أحدث دليل موثّق على البراكين القمرية.
نتائج تعيد كتابة التاريخ
لطالما اعتقد العلماء أن القمر، نظرًا لصغر حجمه، قد برد بسرعة، ما أدى إلى توقف النشاط البركاني مبكرًا. لكن هذه النتائج تقلب تلك النظرية رأسًا على عقب، إذ تُظهر أن العمليات الحرارية في باطن القمر استمرت لفترة أطول بكثير مما كان متوقعًا.
ويشير الفريق البحثي إلى أن وجود عناصر "الكريب" ربما أدى إلى ذوبان متقطع في وشاح القمر، ما أدى إلى تدفقات بركانية سطحية استمرت حتى عصور جيولوجية متأخرة نسبيًا.
أثر يتجاوز حدود القمر
لا تقتصر أهمية هذا الاكتشاف على القمر فحسب، بل تمتد أيضًا إلى فهم أعمق لتطور الكواكب والأقمار الصغيرة داخل النظام الشمسي وخارجه. فإثبات استمرار النشاط البركاني في جرم سماوي صغير كالقمر، يُعزز من الفرضيات المتعلقة بالعمليات الحرارية في أجسام فلكية مشابهة.
المزيد من المفاجآت في الطريق
ومع استمرار تحليل العينات التي جُمعت من سطح القمر، يتوقع العلماء مزيدًا من الاكتشافات التي قد تكشف عن فصول مجهولة من تاريخ جارنا السماوي الأقرب، وتغيّر مفاهيمنا حول تطور الأجرام السماوية في الكون.
روسيا اليوم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ يوم واحد
- عمون
اكتشاف حديث يغيّر فهم تاريخ القمر: نشاط بركاني قبل 120 مليون سنة!
عمون- في كشف علمي مثير يعيد رسم ملامح التاريخ الجيولوجي للقمر، أعلن فريق بحث دولي عن أدلة تؤكد وجود نشاط بركاني على سطح القمر قبل نحو 120 مليون سنة فقط، وهي فترة لا تُعد بعيدة من الناحية الجيولوجية، وتزامنت مع وجود الديناصورات على كوكب الأرض. ويخالف هذا الاكتشاف، الذي نُشر في دورية Science، الفرضيات السائدة سابقًا التي كانت تشير إلى أن النشاط البركاني على القمر قد توقف قبل أكثر من 3 مليارات سنة. دليل من قلب الزجاج القمري استندت الدراسة إلى تحليل دقيق لحبيبات زجاجية دقيقة جدًا جلبها المسبار الصيني "تشانغ آه-5" عام 2020 من منطقة "مونس رومكر"، وهي منطقة بركانية تقع على الجانب القريب من القمر. ومن بين أكثر من 3000 حبة زجاجية فُحصت، رصد العلماء ثلاث حبيبات تحمل تركيبة كيميائية فريدة تشير بوضوح إلى أصلها البركاني. وكانت تحتوي على تركيزات مرتفعة من عناصر تُعرف باسم "الكريب" (KREEP)، وهي مكونات جيوكيميائية تضم عناصر: البوتاسيوم (K) العناصر الأرضية النادرة (REE) الفوسفور (P) تُعد هذه العناصر مصدرًا حراريًا قويًا، يُعتقد أنه ساعد على إبقاء باطن القمر ساخنًا لفترات أطول مما كان يُعتقد سابقًا. كبسولات زمنية بركانية يصف البروفيسور ألكسندر نمتشنوك، المؤلف الرئيسي للدراسة، هذه الحبيبات الزجاجية بأنها: "كبسولات زمنية تحفظ سجلًا دقيقًا للنشاط البركاني المتأخر على القمر". وأضاف أن التحليل الإشعاعي أثبت أن عمر هذه الحبيبات يبلغ نحو 123 مليون سنة، مما يجعلها أحدث دليل موثّق على البراكين القمرية. نتائج تعيد كتابة التاريخ لطالما اعتقد العلماء أن القمر، نظرًا لصغر حجمه، قد برد بسرعة، ما أدى إلى توقف النشاط البركاني مبكرًا. لكن هذه النتائج تقلب تلك النظرية رأسًا على عقب، إذ تُظهر أن العمليات الحرارية في باطن القمر استمرت لفترة أطول بكثير مما كان متوقعًا. ويشير الفريق البحثي إلى أن وجود عناصر "الكريب" ربما أدى إلى ذوبان متقطع في وشاح القمر، ما أدى إلى تدفقات بركانية سطحية استمرت حتى عصور جيولوجية متأخرة نسبيًا. أثر يتجاوز حدود القمر لا تقتصر أهمية هذا الاكتشاف على القمر فحسب، بل تمتد أيضًا إلى فهم أعمق لتطور الكواكب والأقمار الصغيرة داخل النظام الشمسي وخارجه. فإثبات استمرار النشاط البركاني في جرم سماوي صغير كالقمر، يُعزز من الفرضيات المتعلقة بالعمليات الحرارية في أجسام فلكية مشابهة. المزيد من المفاجآت في الطريق ومع استمرار تحليل العينات التي جُمعت من سطح القمر، يتوقع العلماء مزيدًا من الاكتشافات التي قد تكشف عن فصول مجهولة من تاريخ جارنا السماوي الأقرب، وتغيّر مفاهيمنا حول تطور الأجرام السماوية في الكون. روسيا اليوم


أخبارنا
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- أخبارنا
لأول مرة .. الصين تكشف عن عينات تربة من الجانب المظلم للقمر
أخبارنا : عرضت الصين لأول مرة أمام الجمهور عينات من التربة نُقلت من الجانب المظلم للقمر. ويتزامن هذا الحدث مع احتفال الصين باليوم الوطني لعلوم الفضاء الذي يصادف الذكرى الـ55 لإطلاق أول قمر صناعي صيني "دونغ فانغ هونغ-1" (الشرق الأحمر-1). وفي عام 2024، وبعد مرور أكثر من 50 عاما على إطلاق ذلك القمر الاصطناعي أصبحت الصين أول دولة في العالم تهبط بنجاح على الجانب المظلم للقمر وتجلب عينات تربة منه. وقد عُرضت عينات التربة القمرية التي جمعها المسبار "تشانغ آه-6" من حوض القطب الجنوبي "أيتكين" على الجانب المظلم للقمر في مركز معارض "شانغهاي إكسبو" بمناسبة اليوم الوطني لعلوم الفضاء. كما تم عرض عينات أخرى جمعتها مهمة "تشانغ آه-5" في ديسمبر 2020. وبدأت الصين أول مهمة هبوط على الجانب المظلم للقمر في عام 2019 حيث عمل المسبار "يوتو-2" بنجاح لعدة أشهر في تلك المنطقة غير المستكشفة، وتمكن من اكتشاف نوعيْن من صخور الوشاح القمري التي كان يشك العلماء في وجودها. وفي 3 مايو 2024 أُطلق المسبار "تشانغ آه-6" من مطار"ونتشانغ" الفضائي في جزيرة هاينان بواسطة صاروخ "لونغ مارش-5 واى 8"، وهبط على القمر في 2 يونيو في منطقة حوض القطب الجنوبي "أيتكين" حيث جمع عينات متنوعة من التربة، ثم أقلع من سطح القمر في 4 يونيو. وحمل المسبار لأول مرة في التاريخ عينات تربة من الجانب البعيد للقمر إلى الأرض بوزن بلغ قرابة كيلوغرامين. وصرح نائب مدير إدارة برنامج الفضاء الصيني المأهول لين شيتشيانغ الأربعاء 23 أبريل بأن الصين تجري تحضيرات ناجحة لتنفيذ مهمة مأهولة إلى القمر، حيث تجري حاليا تطوير واختبار النماذج الأولية للمركبات الفضائية اللازمة. ومن المخطط أن يهبط أول مواطن صيني على سطح القمر بحلول عام 2030 لإجراء أبحاث علمية. يذكر أن برنامج الصين لاستكشاف القمر الذي يحمل اسم "تشانغ آه" تيمنا بأسطورة صينية قديمة، يتضمن عدة مراحل، منها الدوران حول القمر، والهبوط عليه، والعودة إلى الأرض. وقد أُطلق أول قمر صناعي "تشانغ آه-1" للقمر عام 2007، وعمل حتى 2009، وساعدت البيانات التي جمعها العلماء الصينيون في رسم أول خريطة حرارية للقمر.

عمون
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- عمون
اكتشاف جديد: بروتين في الدماغ يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم استهلاك الطعام
عمون - كشف فريق من العلماء عن دور مهم يلعبه بروتين أوبسين 3 (OPN3) في تنظيم استهلاك الطعام داخل الدماغ، حيث يتركز هذا البروتين في منطقة تحت المهاد، المسؤولة عن العديد من الوظائف الحيوية مثل تنظيم درجة الحرارة، والشهية، والنوم، والرغبة الجنسية. ووفقًا للدراسة، يساهم OPN3 في تعديل سلوك التغذية من خلال تفاعله مع مستقبل الميلانوكورتين 4 (MC4R)، وهو عنصر أساسي في تحقيق توازن الطاقة في الجسم. آلية العمل وتأثير التجارب أوضح فريق البحث، بقيادة هالة حداد من جامعة براون وبالتعاون مع إيلينا أونسيا وريتشارد لانغ، أن OPN3 يعمل بالتكامل مع MC4R وقناة البوتاسيوم Kir7.1 لتنظيم الإشارات الخلوية وضبط التحفيز العصبي في منطقة تحت المهاد. وأظهرت التجارب أن الفئران، التي تم تعديلها وراثيًا لتفتقر إلى OPN3، تناولت كميات أقل من الطعام وكانت أقل نشاطًا مقارنة بالفئران الضابطة، مما يؤكد دور OPN3 في تنظيم السلوك الغذائي. الحاجة إلى المزيد من البحث رغم النتائج الواعدة، أكد الباحثون ضرورة إجراء دراسات إضافية لفهم تأثير هذه الآلية على الدماغ البشري. كما أشار لانغ إلى أن الفريق لم يتمكن بعد من تحديد ما إذا كان OPN3 يعمل كمستشعر للضوء في دماغ الفأر، وهي مسألة تحتاج إلى مزيد من البحث في المستقبل. تم نشر الدراسة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم. "وكالات"