logo
الباريدوليا والتأويل وحكايات والدتي

الباريدوليا والتأويل وحكايات والدتي

الرياضمنذ يوم واحد
ما زال يقبع في ذاكرة طفولتي شيء من حكايات والدتي قبل النوم عن «أم صخر»، التي لم تكن كما اكتشفتُ لاحقًا إلا كنيةٌ لطائر البوم، ناهيكَ عن «أم السعف والليف» التي كان إدراكي الصغير يجعلني أتوقف عند جرسها اللفظي وحمولتها الصوتية المرعبة فقط، الأمر الذي غيّب عني فكرة أنّها النخلة.. هذه الحكايات المُمتدة فلكلوريًّا في ثقافتنا لم تكن للتسلية فحسب، بل بدت خطابًا والديًّا مُوجَّهًا لِحَضِّنا على النوم والكف عن السجال، والتفكير في عواقب التمرد وعدم الامتثال.
ولكن ماذا بعد الحكاية؟!
فما إن تنقضي الحكاية وتغط والدتي في نومها بعد رحلة يوم شاق حتى تبدأ خيالاتنا التي لا تنضب ولحظات تأملنا في سهادنا الصغير بالتّدفق.. نُحدّق في جدارٍ مشروخ وسط الظلام، فإذا بالشقوق تتخذ هيئة أم صخر، أو أنّ أمّ السعف والليف المنسية خلفه تُحاول أن تبدي شيئًا من أنيابها بين الثقوب.. هذا ليس سحرًا ولا جنونًا، بل هو الباريدوليا (Pareidolia): ميلٌ دفين في النفس إلى أن ترى المعنى حيث لا معنى، والهيئة حيث لا هيئة، والصوت حيث لا صوت. فالباريدوليا تمثّل ظاهرة نفسية يُدرك فيها الإنسان أنماطًا مألوفة غالبًا مثل وجوهٍ أو أشكالٍ رمزية في أشياء غير حيّة أو عشوائية، إنها وظيفة ذهنية تُعبّر عن ميل طبيعي للربط والتفسير، وهذه الظاهرة لا تقتصر على الإدراك الفردي فقط، بل يُمكن أن تؤثر بعمق في الثقافة.
ولكن، أليس هذا هو جوهر التأويل أيضًا؟ أليست الباريدوليا نوعًا من «القراءة»؟
إنّنا نُحمِّل الغيوم شكل حصانٍ هارب، ونرى وجهًا في القمر، ونسمع نغمة موسيقية في ضجيج مروحة، ثم إننا نُحمّل النصوص ما لم تقله أيضًا!
وكأنّ الباريدوليا تكشف عن هذا الجوع الإنساني العميق للمعنى، ذاك أنّ الإنسان بطبعه لا يُطيق الفراغ، ولا يُحبّ أن يرى الصدفة عارية، فيُلبسها قناعًا أو وجهًا أو صوتًا، أو حتى معجزةً.
وهكذا يصبح التأويل امتدادًا لباريدوليا كونية، تجعل من العالَم كتابًا مفتوحًا، ومن الذهن قارئًا لا يكفّ عن التساؤل،
فالتأويل في جوهره ليس سوى محاولة لفهم ما وراء الظاهر، فيسعى الإنسان بطبيعته لتأويل ما يحدث حوله ليربطه بقصة أكبر.
ولذا يبدو أنّ الباريدوليا والتأويل كلاهما يُظهِران ميل الإنسان إلى اكتشاف المعنى حتى في الأماكن التي قد تكون خالية منه موضوعيًا، فكما أن الباريدوليا تُحوّل بقعة رطوبة على الجدار إلى وجه، فإن التأويل قد يُحوّل جملة عابرة إلى حكمة، أو حدثًا عاديًا إلى علامة كونية، ومن هنا يُصبح التأويل تجربة شخصية لا تقل ذاتية عن رؤية وجهٍ في بقعة رطوبة على جدار.
وبالعودة إلى حكايات والدتي.. فهي قد كانت تعرف كيف توقظ الباريدوليا فينا دون أن تُسمّيها؛ وكانت تروي لنا قصصًا نرى عبرها طيف وجهٍ في الدولاب، وامرأةٍ ذات شعرٍ طويل تُطلّ من المرآة، ويد أمٍّ تخرج من قبر لتحتضن صغيرها.. لم نكن نرى شيئًا بأعيننا، ولكننا كنّا نراه بكلّ جوارحنا، فكنّا نؤوّل الظلمة ونُحمّلها كلّ ما لا نجرؤ عليه. وليس ذاك من شيئ موجود بالفعل، بل لأن خيالنا وقد تشبّع بالحكاية بدأ بتفسير الأصوات والصور وفقًا للسياق الخرافي الذي غُرس بداخلنا. وهكذا كانت الحكاية تنبت في جدار الغرفة، وفي زوايا الذاكرة، وربما أصبحت جزءًا منّا، فهي وإن بدت خيالية أو مُرعبة إلا أنها كانت تُشكّل وعينا المبكر؛ حيث علاقتنا الأولى بالتأويل.
ومع ذلك.. لا يُمكن إغفال الجانب السلبي لباريدوليا الطفولة حين تقترن بالخوف والرعب؛ حيث يُعاد تشكيل أذهاننا لتربط بين ما هو غامض وما هو مُهدّد.
لذا فإن تنمية خيال الطفل عبر الحكايات أمرٌ ضروري غير أنّ الخيال الخصب حين يُغذّى بالخوف، فإنه يتحوّل إلى قيد لا إلى جناح، فهي وإن بدت فولكلورية بريئة إلا أنّها قد تُخلِّف آثارًا نفسية كالقلق والفوبيا والوسواس القهري، وانخفاض القدرة على التمييز بين الواقع والخيال.
فبعض قصص الطفولة لم تكن حكايات، بل أفلام رعب تُسلَّط على عقولنا الصغيرة في عتمة الغرف.
حيث لا تغدو الباريدوليا إبداعًا ذهنيًا، بل هلعًا يتكوثر داخلنا، ثم يكبر معنا، ويتسرّب إلى وعينا، فنخاف من الصمت، ونخشى النظر في المرايا، ونرتاب من الزوايا.
إنّ البـاريدوليا ليست مجرّد خلل إدراكي، بل ظاهرة تَعبُر إلى عمق الثقافة، وتؤثر في المعتقدات، وتُثري الفنون، وتُشكّل الذاكرة الجمعية، وتخلق الخطاب الموجَّه. إنها إحدى آليات الدماغ التي تُحوّل الفوضى إلى معنى، الأمر الذي يجعلها حاضرة دومًا في كلّ حضارة تبحث عن شكل في اللاشكل، ونظام في العشوائية.
لذا يمكن القول إنّ الباريدوليا والتأويل وجهان لذات العملة التي سكّها الإنسان حين لم يحتمل العيش في عالم صامت، وربّما ساعدت الوالداتُ أحيانا على ذلك.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستالون يكرم هوغان: "كان في فئة خاصة" ويتذكر مغامراتهما في روكي 3
ستالون يكرم هوغان: "كان في فئة خاصة" ويتذكر مغامراتهما في روكي 3

الرجل

timeمنذ 5 ساعات

  • الرجل

ستالون يكرم هوغان: "كان في فئة خاصة" ويتذكر مغامراتهما في روكي 3

خلال تكريم خاص عرضه برنامج TMZ Presents: The Real Hulk Hogan، أعرب سيلفستر ستالون عن تقديره العميق لهالك هوغان بعد وفاته، واصفًا إياه بأنه "في فئة خاصة". وأكد ستالون أن هوغان كان يتميز بحضور فريد ومهارات لا يمكن استبدالها، وكان تأثيره واضحًا في كل من عالم المصارعة والترفيه. وأوضح أن هوغان استطاع ترك بصمة ثقافية لا تُنسى، حيث امتزجت شهرته بمواهبه الرياضية والشخصية العامة، ما جعله أيقونة لا تضاهى. وذكر ستالون أن احترامه لهوغان يعود لاحترافيته وأمانته في التعامل مع زملائه أثناء العمل، وهو ما انعكس على أدائه في الأفلام والمشاهد الحركية الخطرة. ماذا كشف ستالون عن تجربة تصوير "روكي 3"؟ ستالون يحيي ذكرى هوجان ويكشف تفاصيل "روكي 3" - AFP تطرق ستالون إلى تجربته مع هوغان في تصوير فيلم "روكي 3" عام 1982، موضحًا أنه كان حذرًا في البداية بسبب الحجم الضخم لهوغان، لكنه قرر توظيفه لإيجاد سيناريو "دايفيد وجولياث". وأشاد ستالون بقدرة هوغان على تنفيذ المشاهد الخطرة بنفسه، حرصًا على سلامة زملائه، وقال: "كان ساحرًا في جعل العنف يبدو واقعيًا". فيما شارك ستالون حادثة تعرض فيها لإصابة في ساقه أثناء تصوير أحد المشاهد، ما أظهر التزام هوغان بالاحترافية والأمان، وكيف كان يهتم بزملائه على الرغم من قوة أدائه البدنية. كما أشار ستالون إلى أن هوغان لم يكن مجرد مصارع أو ممثل، بل كان مثالًا للالتزام والانضباط في كافة جوانب العمل، وهو ما جعله يحتفظ بمكانة مميزة في ذاكرة الجمهور وزملائه على حد سواء. مشاريع ستالون المستقبلية بعد تكريمه لهوغان، يواصل ستالون نشاطه الفني في 2025 بلا توقف، حيث يستعد للعودة إلى شخصية بارني روس في فيلم "The Expendables 5"، كما سيشارك في العمل على فيلم الأكشن والإثارة "Alarum". وعلى الصعيد التلفزيوني، يعود ستالون للموسم الثالث من مسلسل "Tulsa King"، فيما يعمل على إنتاج النسخة المنفصلة "NOLA King". Sylvester Stallone Says Hulk Hogan Was In Class Of His Own, Recalls 'Rocky III' | Click to read more 👇 — TMZ Sports (@TMZ_Sports) August 13, 2025 ومن المتوقع أن يطلق ستالون في أكتوبر مذكراته الجديدة بعنوان "The Steps"، التي تستعرض مسيرته المهنية وحياته الشخصية بتفاصيل دقيقة. ويبرز من هذه المشاريع حرص ستالون على تنويع أعماله، حيث يجمع بين الأفلام الضخمة، المسلسلات التلفزيونية، والمشاريع الإنتاجية، مؤكدًا أن مسيرته الفنية الأسطورية لا تزال مستمرة، بينما يواصل إضافة إنجازات جديدة إلى إرثه.

انطلاق معرض الأقرب الدولي للفنّ التشكيلي في بلقرن
انطلاق معرض الأقرب الدولي للفنّ التشكيلي في بلقرن

عكاظ

timeمنذ 9 ساعات

  • عكاظ

انطلاق معرض الأقرب الدولي للفنّ التشكيلي في بلقرن

وسط أجواء ماطرة وحضور رواد الفن انطلقت في محافظة بلقرن برعاية المحافظ محمد بن سعيد بن عامر فعاليات معرض الأقرب الدولي للفنّ التشكيلي 2025. وأوضح المشرف على المعرض عائض أبو زيد أن المعرض سيستمر حتى 17 أغسطس 2025 ويفتح أبوابه يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا حتى العاشرة مساءً مقدّمًا للزوار تجربة فنية وثقافية متكاملة عبر أركان متنوعة، تشمل ركن الحرف اليدوية المستوحاة من الموروث السعودي الأصيل ومجالس الخطاطين التي تزدان بروائع الخط العربي إضافة إلى استديو الريف الذي يتيح للزوار التقاط صور فنية بلمسات تراثية ومرسم فناني المستقبل المخصص للأطفال لتنمية مهاراتهم الإبداعية. وأضاف بو زيد أن المعرض يحظى برعاية عدد من الجهات الأهلية في المحافظة فيما يتولى تنظيمه نادي عناقيد بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين المحليين والدوليين، ويهدف المعرض إلى تعزيز الحراك الثقافي والفني في محافظة بلقرن وفتح آفاق جديدة أمام المبدعين، وترسيخ مكانة المحافظة كوجهة ثقافية وفنية متميزة على خارطة الفنون في المملكة. أخبار ذات صلة

الباريدوليا والتأويل وحكايات والدتي
الباريدوليا والتأويل وحكايات والدتي

الرياض

timeمنذ يوم واحد

  • الرياض

الباريدوليا والتأويل وحكايات والدتي

ما زال يقبع في ذاكرة طفولتي شيء من حكايات والدتي قبل النوم عن «أم صخر»، التي لم تكن كما اكتشفتُ لاحقًا إلا كنيةٌ لطائر البوم، ناهيكَ عن «أم السعف والليف» التي كان إدراكي الصغير يجعلني أتوقف عند جرسها اللفظي وحمولتها الصوتية المرعبة فقط، الأمر الذي غيّب عني فكرة أنّها النخلة.. هذه الحكايات المُمتدة فلكلوريًّا في ثقافتنا لم تكن للتسلية فحسب، بل بدت خطابًا والديًّا مُوجَّهًا لِحَضِّنا على النوم والكف عن السجال، والتفكير في عواقب التمرد وعدم الامتثال. ولكن ماذا بعد الحكاية؟! فما إن تنقضي الحكاية وتغط والدتي في نومها بعد رحلة يوم شاق حتى تبدأ خيالاتنا التي لا تنضب ولحظات تأملنا في سهادنا الصغير بالتّدفق.. نُحدّق في جدارٍ مشروخ وسط الظلام، فإذا بالشقوق تتخذ هيئة أم صخر، أو أنّ أمّ السعف والليف المنسية خلفه تُحاول أن تبدي شيئًا من أنيابها بين الثقوب.. هذا ليس سحرًا ولا جنونًا، بل هو الباريدوليا (Pareidolia): ميلٌ دفين في النفس إلى أن ترى المعنى حيث لا معنى، والهيئة حيث لا هيئة، والصوت حيث لا صوت. فالباريدوليا تمثّل ظاهرة نفسية يُدرك فيها الإنسان أنماطًا مألوفة غالبًا مثل وجوهٍ أو أشكالٍ رمزية في أشياء غير حيّة أو عشوائية، إنها وظيفة ذهنية تُعبّر عن ميل طبيعي للربط والتفسير، وهذه الظاهرة لا تقتصر على الإدراك الفردي فقط، بل يُمكن أن تؤثر بعمق في الثقافة. ولكن، أليس هذا هو جوهر التأويل أيضًا؟ أليست الباريدوليا نوعًا من «القراءة»؟ إنّنا نُحمِّل الغيوم شكل حصانٍ هارب، ونرى وجهًا في القمر، ونسمع نغمة موسيقية في ضجيج مروحة، ثم إننا نُحمّل النصوص ما لم تقله أيضًا! وكأنّ الباريدوليا تكشف عن هذا الجوع الإنساني العميق للمعنى، ذاك أنّ الإنسان بطبعه لا يُطيق الفراغ، ولا يُحبّ أن يرى الصدفة عارية، فيُلبسها قناعًا أو وجهًا أو صوتًا، أو حتى معجزةً. وهكذا يصبح التأويل امتدادًا لباريدوليا كونية، تجعل من العالَم كتابًا مفتوحًا، ومن الذهن قارئًا لا يكفّ عن التساؤل، فالتأويل في جوهره ليس سوى محاولة لفهم ما وراء الظاهر، فيسعى الإنسان بطبيعته لتأويل ما يحدث حوله ليربطه بقصة أكبر. ولذا يبدو أنّ الباريدوليا والتأويل كلاهما يُظهِران ميل الإنسان إلى اكتشاف المعنى حتى في الأماكن التي قد تكون خالية منه موضوعيًا، فكما أن الباريدوليا تُحوّل بقعة رطوبة على الجدار إلى وجه، فإن التأويل قد يُحوّل جملة عابرة إلى حكمة، أو حدثًا عاديًا إلى علامة كونية، ومن هنا يُصبح التأويل تجربة شخصية لا تقل ذاتية عن رؤية وجهٍ في بقعة رطوبة على جدار. وبالعودة إلى حكايات والدتي.. فهي قد كانت تعرف كيف توقظ الباريدوليا فينا دون أن تُسمّيها؛ وكانت تروي لنا قصصًا نرى عبرها طيف وجهٍ في الدولاب، وامرأةٍ ذات شعرٍ طويل تُطلّ من المرآة، ويد أمٍّ تخرج من قبر لتحتضن صغيرها.. لم نكن نرى شيئًا بأعيننا، ولكننا كنّا نراه بكلّ جوارحنا، فكنّا نؤوّل الظلمة ونُحمّلها كلّ ما لا نجرؤ عليه. وليس ذاك من شيئ موجود بالفعل، بل لأن خيالنا وقد تشبّع بالحكاية بدأ بتفسير الأصوات والصور وفقًا للسياق الخرافي الذي غُرس بداخلنا. وهكذا كانت الحكاية تنبت في جدار الغرفة، وفي زوايا الذاكرة، وربما أصبحت جزءًا منّا، فهي وإن بدت خيالية أو مُرعبة إلا أنها كانت تُشكّل وعينا المبكر؛ حيث علاقتنا الأولى بالتأويل. ومع ذلك.. لا يُمكن إغفال الجانب السلبي لباريدوليا الطفولة حين تقترن بالخوف والرعب؛ حيث يُعاد تشكيل أذهاننا لتربط بين ما هو غامض وما هو مُهدّد. لذا فإن تنمية خيال الطفل عبر الحكايات أمرٌ ضروري غير أنّ الخيال الخصب حين يُغذّى بالخوف، فإنه يتحوّل إلى قيد لا إلى جناح، فهي وإن بدت فولكلورية بريئة إلا أنّها قد تُخلِّف آثارًا نفسية كالقلق والفوبيا والوسواس القهري، وانخفاض القدرة على التمييز بين الواقع والخيال. فبعض قصص الطفولة لم تكن حكايات، بل أفلام رعب تُسلَّط على عقولنا الصغيرة في عتمة الغرف. حيث لا تغدو الباريدوليا إبداعًا ذهنيًا، بل هلعًا يتكوثر داخلنا، ثم يكبر معنا، ويتسرّب إلى وعينا، فنخاف من الصمت، ونخشى النظر في المرايا، ونرتاب من الزوايا. إنّ البـاريدوليا ليست مجرّد خلل إدراكي، بل ظاهرة تَعبُر إلى عمق الثقافة، وتؤثر في المعتقدات، وتُثري الفنون، وتُشكّل الذاكرة الجمعية، وتخلق الخطاب الموجَّه. إنها إحدى آليات الدماغ التي تُحوّل الفوضى إلى معنى، الأمر الذي يجعلها حاضرة دومًا في كلّ حضارة تبحث عن شكل في اللاشكل، ونظام في العشوائية. لذا يمكن القول إنّ الباريدوليا والتأويل وجهان لذات العملة التي سكّها الإنسان حين لم يحتمل العيش في عالم صامت، وربّما ساعدت الوالداتُ أحيانا على ذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store