logo
هكذا أصبح 'خبز الدار' في طريقه للانقراض

هكذا أصبح 'خبز الدار' في طريقه للانقراض

العرائش أنفو٠٦-٠٥-٢٠٢٥

هكذا أصبح 'خبز الدار' في طريقه للانقراض
العرائش أنفو
يبدو أن أمنية الفنان الكبير مارسيل خليفة قد تحققت، لكن بطريقة لم نكن نتمناها، حين غنى بحرقة 'أحن إلى خبز أمي'. فذلك الحنين الذي لامس قلوب الملايين لم يعد مجرد اشتياق عابر، بل أصبح واقعا نعيشه بمرارة. فلم يعد ذلك الخبز المنزلي الدافئ، المجبول بحب وعناية ورائحة الأصالة، يزين موائدنا إلا نادرا. لقد أصبح الاعتماد شبه كلي على خبز المخابز، الذي تحوم حوله الشكوك الصحية، من غياب النظافة أحيانا، إلى استخدام مواد قد تكون غير سليمة، ودقيق أبيض مُكرر يحذر الأطباء من أنه قد يكون أحد الأسباب المساهمة في انتشار أمراض العصر كالسكري. إن الحنين إلى 'خبز الأم' ليس مجرد حنين لمذاق، بل هو رمز لتحولات أعمق تمس قلب الأسرة المغربية ودور الأم المركزي فيها.
هذا التحول في عاداتنا الغذائية، المتمثل في غياب 'خبز الأم'، ليس إلا وجها واحدا للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي ألقت بظلالها الثقيلة على مؤسسة الأسرة المغربية، وبشكل خاص على الدور الحيوي للأم في رعاية الأبناء وتنشئتهم. فلقد باتت 'أمهات العصر' كما أصبح يطلق عليهن يتخلين تدريجيا عن أدوارهن الجوهرية في التربية والرعاية، متأثرات بموجات التغيير التي تجتاح المجتمع.
ويتجلى هذا الانشغال المتزايد بالعالم الرقمي بشكل مقلق، حيث كشف تحقيق ميداني أجراه باحثون من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس أن نسبة الأمهات اللواتي يقضين أكثر من أربع ساعات يوميا على منصات التواصل الاجتماعي قد ارتفعت بنسبة 73% خلال السنتين الأخيرتين. هذا الانغماس الرقمي أدى بالضرورة إلى تراجع ملحوظ في وقت التفاعل المباشر والحميمي مع الأطفال، ذلك التفاعل الذي كان يمثل جوهر الرعاية الأمومية ونسيج العلاقة الأسرية.
ومن أبرز مظاهر هذا التحول وتأثيره المباشر على نمط الحياة، نجد الاعتماد المتزايد على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة. لقد أضحت هذه الخيارات بديلا سهلا ومتاحا عن الطهي المنزلي الذي يتطلب وقتا وجهدا لم يعد متوفرا للكثيرات في خضم انشغالاتهن المتعددة، ليحل محل الطبخ التقليدي الصحي الذي كان يميز المائدة المغربية بأطباقه المتوازنة مثل الطاجين والكسكس المحضر بعناية وخضروات طازجة.
ولم يعد الأمر مقتصرا على الخبز، بل طال نمط الغذاء في البيت المغربي ككل. فالوجبات الجاهزة، المليئة بالدهون المشبعة والسكريات المكررة، باتت تحتل الصدارة. ويتأكد هذا التحول الجذري من خلال مشهد المطاعم التي تفيض بالأسر في المدن الكبرى وتضاعف حركة عمال توصيل الوجبات إلى المنازل بشكل لافت، وهو ما يمثل تحولا ثقافيا عميقا في مجتمع كان يعتبر المطبخ قلب البيت وتحضير الطعام فيه قيمة أساسية من قيم الأمومة.
وجه آخر لهذا التحول الاجتماعي يظهر في الاعتماد المتزايد على المدارس الخاصة والحضانات لساعات طويلة تتجاوز الفترة الدراسية المعتادة. فكثير من الأطفال في الأسر المغربية يقضون النهار بأكمله في مؤسسات تعليمية تقدم خدمات 'الرعاية الممتدة'، ليعودوا إلى منازلهم في ساعات متأخرة من المساء، منهكين ذهنيا وجسديا، مما يقلص فرص التواصل الأسري الهادئ والعميق.
وفي قلب هذه التغيرات، يبرز إدمان وسائل التواصل الاجتماعي كظاهرة تستحق وقفة جادة. فالأمهات اللواتي كن في الماضي القريب يقضين ساعات في رعاية أطفالهن وتعليمهم وغرس القيم فيهم، بتن اليوم أسيرات الشاشات الصغيرة. هذا الاستغراق في عالم 'التيك توك' و'الفيسبوك' و'الواتساب' الافتراضي يترك الأطفال، في كثير من الأحيان، فريسة سهلة للإهمال العاطفي والفكري، حتى وإن كانت الأم حاضرة جسديا.
ومن المفارقات المؤلمة أن هذا التحول يتزامن مع انتشار خطاب 'تمكين المرأة' و'المساواة'، الذي قد يُساء فهمه وتطبيقه أحيانا. فبدلا من أن يكون هذا الخطاب داعما لدور الأم في بناء أسرة قوية ومجتمع متماسك، قد يصبح في بعض تجلياته مبررا للتخلي عن مسؤوليات الأمومة الأساسية. يبدو أن البعض وقع في فخ تفسير تحرير المرأة على أنه تحرر من مسؤولياتها الأسرية، بينما الحرية الحقيقية تكمن في القدرة على الموازنة بين الأدوار المختلفة دون التضحية بجوهر الأمومة والأسرة.
إن هذه التحولات المتشابكة لم تمر دون أن تترك بصماتها العميقة والخطيرة على المجتمع المغربي. فالنتائج الكارثية بدأت تظهر بوضوح، حيث سجلت وزارة العدل ارتفاعا غير مسبوق في معدلات الطلاق، مشيرة إحصاءاتها الرسمية إلى ارتفاع النسبة بنسبة 32% خلال السنوات الخمس الأخيرة. كما تزايدت حالات العنف الأسري بنسبة مقلقة، وظهرت أنماط سلوكية مضطربة لدى الأطفال والمراهقين تعكس حالة من الضياع والإهمال العاطفي الذي يعيشونه.
وعلى الصعيد الصحي، تتوازى هذه المؤشرات الاجتماعية المقلقة مع أخرى لا تقل خطورة. فتقارير وزارة الصحة المغربية تشير إلى ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بالسمنة والسكري بين الأطفال، كما تزايدت حالات الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والتوحد الاجتماعي، وهي مؤشرات ترتبط بشكل أو بآخر بنمط الحياة الجديد، بما في ذلك التغذية غير السليمة ونقص التواصل العاطفي الفعال.
فهل يعكس كل ما سبق اختلالا حقيقيا في المنظومة القيمية للمجتمع المغربي؟ هل تراجعت قيمة الأمومة كدور اجتماعي محوري لصالح قيم الاستهلاك والمظهرية والفردانية؟ مما لا شك فيه أن غياب التواصل العاطفي المستمر والعميق بين الأم والطفل في السنوات الأولى من حياته، والذي يتأثر بكل هذه العوامل، يؤدي إلى اضطرابات نفسية عميقة قد ترافقه طوال حياته.
ولكن، من الإنصاف الإشارة إلى أن هذا التحول في دور الأم المغربية لم يأت من فراغ، بل هو أيضا نتيجة لتغيرات اقتصادية واجتماعية عميقة. فارتفاع تكاليف المعيشة وضغوط الحياة الحديثة دفعت الكثير من النساء إلى الانخراط في سوق العمل، ليس فقط بدافع تحقيق الذات، بل كضرورة اقتصادية ملحة للمساهمة في إعالة الأسرة.
غير أن المشكلة الجوهرية لا تكمن في خروج المرأة للعمل بحد ذاته، فهذا حق ومكسب، بل في غياب آليات الدعم الاجتماعي والأسري الفعالة التي تمكنها من التوفيق بين مسؤولياتها المهنية ودورها كأم. فدول كثيرة استطاعت أن تحقق هذا التوازن من خلال سياسات اجتماعية داعمة كإجازات الأمومة المدفوعة، وتوفير حضانات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، ومرونة في ساعات العمل للأمهات، مما يخفف الضغط ويتيح لهن القيام بأدوارهن دون الشعور بالتقصير في أحد الجانبين.
أمام هذا الواقع، بات من الضروري دق ناقوس الخطر والتنبيه إلى ما يتهدد المجتمع المغربي من تفكك أسري وانهيار قيمي محتمل. فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء أي مجتمع، وصلاحها واستقرارها مرهونان بشكل كبير بصلاح دور الأمومة كقيمة ودور اجتماعي محوري. فلا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة أو نهضة حقيقية في ظل تراجع هذه القيمة وانحسار الدور التربوي والرعائي للأم.
وإذا كان طموح الدول السائرة في طريق النمو هو تحقيق التقدم الاقتصادي، فلا يجب أن يأتي هذا التقدم على حساب النسيج المجتمعي والأسري الذي هو أساس كل تقدم حقيقي ومستدام. فلا خير في دواء قد يسبب أعراضا جانبية أخطر من الداء نفسه. إن استعادة دفء 'خبز الأم' ليس مجرد حنين للماضي، بل هو دعوة لإعادة التفكير في أولوياتنا وبناء مستقبل لا يضحي بأغلى ما نملك: الأسرة.
برعلا زكريا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هكذا أصبح 'خبز الدار' في طريقه للانقراض
هكذا أصبح 'خبز الدار' في طريقه للانقراض

العرائش أنفو

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • العرائش أنفو

هكذا أصبح 'خبز الدار' في طريقه للانقراض

هكذا أصبح 'خبز الدار' في طريقه للانقراض العرائش أنفو يبدو أن أمنية الفنان الكبير مارسيل خليفة قد تحققت، لكن بطريقة لم نكن نتمناها، حين غنى بحرقة 'أحن إلى خبز أمي'. فذلك الحنين الذي لامس قلوب الملايين لم يعد مجرد اشتياق عابر، بل أصبح واقعا نعيشه بمرارة. فلم يعد ذلك الخبز المنزلي الدافئ، المجبول بحب وعناية ورائحة الأصالة، يزين موائدنا إلا نادرا. لقد أصبح الاعتماد شبه كلي على خبز المخابز، الذي تحوم حوله الشكوك الصحية، من غياب النظافة أحيانا، إلى استخدام مواد قد تكون غير سليمة، ودقيق أبيض مُكرر يحذر الأطباء من أنه قد يكون أحد الأسباب المساهمة في انتشار أمراض العصر كالسكري. إن الحنين إلى 'خبز الأم' ليس مجرد حنين لمذاق، بل هو رمز لتحولات أعمق تمس قلب الأسرة المغربية ودور الأم المركزي فيها. هذا التحول في عاداتنا الغذائية، المتمثل في غياب 'خبز الأم'، ليس إلا وجها واحدا للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي ألقت بظلالها الثقيلة على مؤسسة الأسرة المغربية، وبشكل خاص على الدور الحيوي للأم في رعاية الأبناء وتنشئتهم. فلقد باتت 'أمهات العصر' كما أصبح يطلق عليهن يتخلين تدريجيا عن أدوارهن الجوهرية في التربية والرعاية، متأثرات بموجات التغيير التي تجتاح المجتمع. ويتجلى هذا الانشغال المتزايد بالعالم الرقمي بشكل مقلق، حيث كشف تحقيق ميداني أجراه باحثون من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس أن نسبة الأمهات اللواتي يقضين أكثر من أربع ساعات يوميا على منصات التواصل الاجتماعي قد ارتفعت بنسبة 73% خلال السنتين الأخيرتين. هذا الانغماس الرقمي أدى بالضرورة إلى تراجع ملحوظ في وقت التفاعل المباشر والحميمي مع الأطفال، ذلك التفاعل الذي كان يمثل جوهر الرعاية الأمومية ونسيج العلاقة الأسرية. ومن أبرز مظاهر هذا التحول وتأثيره المباشر على نمط الحياة، نجد الاعتماد المتزايد على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة. لقد أضحت هذه الخيارات بديلا سهلا ومتاحا عن الطهي المنزلي الذي يتطلب وقتا وجهدا لم يعد متوفرا للكثيرات في خضم انشغالاتهن المتعددة، ليحل محل الطبخ التقليدي الصحي الذي كان يميز المائدة المغربية بأطباقه المتوازنة مثل الطاجين والكسكس المحضر بعناية وخضروات طازجة. ولم يعد الأمر مقتصرا على الخبز، بل طال نمط الغذاء في البيت المغربي ككل. فالوجبات الجاهزة، المليئة بالدهون المشبعة والسكريات المكررة، باتت تحتل الصدارة. ويتأكد هذا التحول الجذري من خلال مشهد المطاعم التي تفيض بالأسر في المدن الكبرى وتضاعف حركة عمال توصيل الوجبات إلى المنازل بشكل لافت، وهو ما يمثل تحولا ثقافيا عميقا في مجتمع كان يعتبر المطبخ قلب البيت وتحضير الطعام فيه قيمة أساسية من قيم الأمومة. وجه آخر لهذا التحول الاجتماعي يظهر في الاعتماد المتزايد على المدارس الخاصة والحضانات لساعات طويلة تتجاوز الفترة الدراسية المعتادة. فكثير من الأطفال في الأسر المغربية يقضون النهار بأكمله في مؤسسات تعليمية تقدم خدمات 'الرعاية الممتدة'، ليعودوا إلى منازلهم في ساعات متأخرة من المساء، منهكين ذهنيا وجسديا، مما يقلص فرص التواصل الأسري الهادئ والعميق. وفي قلب هذه التغيرات، يبرز إدمان وسائل التواصل الاجتماعي كظاهرة تستحق وقفة جادة. فالأمهات اللواتي كن في الماضي القريب يقضين ساعات في رعاية أطفالهن وتعليمهم وغرس القيم فيهم، بتن اليوم أسيرات الشاشات الصغيرة. هذا الاستغراق في عالم 'التيك توك' و'الفيسبوك' و'الواتساب' الافتراضي يترك الأطفال، في كثير من الأحيان، فريسة سهلة للإهمال العاطفي والفكري، حتى وإن كانت الأم حاضرة جسديا. ومن المفارقات المؤلمة أن هذا التحول يتزامن مع انتشار خطاب 'تمكين المرأة' و'المساواة'، الذي قد يُساء فهمه وتطبيقه أحيانا. فبدلا من أن يكون هذا الخطاب داعما لدور الأم في بناء أسرة قوية ومجتمع متماسك، قد يصبح في بعض تجلياته مبررا للتخلي عن مسؤوليات الأمومة الأساسية. يبدو أن البعض وقع في فخ تفسير تحرير المرأة على أنه تحرر من مسؤولياتها الأسرية، بينما الحرية الحقيقية تكمن في القدرة على الموازنة بين الأدوار المختلفة دون التضحية بجوهر الأمومة والأسرة. إن هذه التحولات المتشابكة لم تمر دون أن تترك بصماتها العميقة والخطيرة على المجتمع المغربي. فالنتائج الكارثية بدأت تظهر بوضوح، حيث سجلت وزارة العدل ارتفاعا غير مسبوق في معدلات الطلاق، مشيرة إحصاءاتها الرسمية إلى ارتفاع النسبة بنسبة 32% خلال السنوات الخمس الأخيرة. كما تزايدت حالات العنف الأسري بنسبة مقلقة، وظهرت أنماط سلوكية مضطربة لدى الأطفال والمراهقين تعكس حالة من الضياع والإهمال العاطفي الذي يعيشونه. وعلى الصعيد الصحي، تتوازى هذه المؤشرات الاجتماعية المقلقة مع أخرى لا تقل خطورة. فتقارير وزارة الصحة المغربية تشير إلى ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بالسمنة والسكري بين الأطفال، كما تزايدت حالات الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والتوحد الاجتماعي، وهي مؤشرات ترتبط بشكل أو بآخر بنمط الحياة الجديد، بما في ذلك التغذية غير السليمة ونقص التواصل العاطفي الفعال. فهل يعكس كل ما سبق اختلالا حقيقيا في المنظومة القيمية للمجتمع المغربي؟ هل تراجعت قيمة الأمومة كدور اجتماعي محوري لصالح قيم الاستهلاك والمظهرية والفردانية؟ مما لا شك فيه أن غياب التواصل العاطفي المستمر والعميق بين الأم والطفل في السنوات الأولى من حياته، والذي يتأثر بكل هذه العوامل، يؤدي إلى اضطرابات نفسية عميقة قد ترافقه طوال حياته. ولكن، من الإنصاف الإشارة إلى أن هذا التحول في دور الأم المغربية لم يأت من فراغ، بل هو أيضا نتيجة لتغيرات اقتصادية واجتماعية عميقة. فارتفاع تكاليف المعيشة وضغوط الحياة الحديثة دفعت الكثير من النساء إلى الانخراط في سوق العمل، ليس فقط بدافع تحقيق الذات، بل كضرورة اقتصادية ملحة للمساهمة في إعالة الأسرة. غير أن المشكلة الجوهرية لا تكمن في خروج المرأة للعمل بحد ذاته، فهذا حق ومكسب، بل في غياب آليات الدعم الاجتماعي والأسري الفعالة التي تمكنها من التوفيق بين مسؤولياتها المهنية ودورها كأم. فدول كثيرة استطاعت أن تحقق هذا التوازن من خلال سياسات اجتماعية داعمة كإجازات الأمومة المدفوعة، وتوفير حضانات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، ومرونة في ساعات العمل للأمهات، مما يخفف الضغط ويتيح لهن القيام بأدوارهن دون الشعور بالتقصير في أحد الجانبين. أمام هذا الواقع، بات من الضروري دق ناقوس الخطر والتنبيه إلى ما يتهدد المجتمع المغربي من تفكك أسري وانهيار قيمي محتمل. فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء أي مجتمع، وصلاحها واستقرارها مرهونان بشكل كبير بصلاح دور الأمومة كقيمة ودور اجتماعي محوري. فلا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة أو نهضة حقيقية في ظل تراجع هذه القيمة وانحسار الدور التربوي والرعائي للأم. وإذا كان طموح الدول السائرة في طريق النمو هو تحقيق التقدم الاقتصادي، فلا يجب أن يأتي هذا التقدم على حساب النسيج المجتمعي والأسري الذي هو أساس كل تقدم حقيقي ومستدام. فلا خير في دواء قد يسبب أعراضا جانبية أخطر من الداء نفسه. إن استعادة دفء 'خبز الأم' ليس مجرد حنين للماضي، بل هو دعوة لإعادة التفكير في أولوياتنا وبناء مستقبل لا يضحي بأغلى ما نملك: الأسرة. برعلا زكريا

QNB يُساهم في دعم مستشفيات عزيزة عثمانة وبشير حمزة
QNB يُساهم في دعم مستشفيات عزيزة عثمانة وبشير حمزة

تورس

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • تورس

QNB يُساهم في دعم مستشفيات عزيزة عثمانة وبشير حمزة

تأتي هذه المبادرة، التي ينظمها البنك بالشراكة مع جمعية قرطاج الأفق Association Carthage Horizons بالتنسيق مع وزارة الصحة التونسية ، ضمن استراتيجية البنك الهادفة لدعم القطاع الصحي وتماشياً مع برامجها في مجال المسؤولية المجتمعية. وخلال هذه المبادرة، قام QNB بتوفير مجموعة من المعدات الضرورية لقسم الاستعجالي للأمراض السارية بمستشفى عزيزة عثمانة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المساحات المخصصة للأمهات والأطفال المرضى المقيمين بقسم الأطفال بمستشفى البشير حمزة، بما يُساهم في تعزيز ظروف الخدمات والرعاية الطبية المقدمة وتوفير بيئة صحية آمنة. وتم تدشين هذه الأقسام من المستشفيات العمومية يوم 5 ماي 2025 بحضور وزير الصحة الدكتور مصطفى الفرجاني الذي أكد على ضرورة دعم القطاع الخاص ممثلا هنا في QNB والمجتمع المدني لتحسين ظروف استقبال المرضى وتمكينهم من رعاية صحية أكثر جودة وإنسانية. يشار إلى أن QNB تونس يتواجد في 11 ولاية 25 فرعاً، منها فرعان للحرفاء الأوائل في شارع محمد الخامس في تونس وفي سوسة ، و3 مراكز أعمال موجهة للشركات في تونس وحمام سوسة ، ومكتب صرف بمطار تونس قرطاج.

مؤسسة محمد الخامس للتضامن: حملة طبية- جراحية لفائدة ساكنة إقليم بركان
مؤسسة محمد الخامس للتضامن: حملة طبية- جراحية لفائدة ساكنة إقليم بركان

بلادي

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • بلادي

مؤسسة محمد الخامس للتضامن: حملة طبية- جراحية لفائدة ساكنة إقليم بركان

مؤسسة محمد الخامس للتضامن: حملة طبية- جراحية لفائدة ساكنة إقليم بركان أطلقت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يوم الجمعة الماضي بتافوغالت (إقليم بركان)، حملة طبية – جراحية لفائدة ساكنة عدد من الجماعات التابعة للإقليم؛ وذلك في إطار جهودها المتواصلة لتحسين الولوج إلى الرعاية الصحية المتخصصة. وتندرج هذه الحملة الطبية الكبرى، التي تجمع بين الفحوصات المتعددة التخصصات والتدخلات الجراحية، والمنظمة على مدى ثلاثة أيام، في إطار برنامج الحملات الطبية للقرب التي تنظمها المؤسسة بمختلف أقاليم المملكة، والرامية إلى تقريب الخدمات الطبية الأساسية من الساكنة، والرفع من جودة التغطية الصحية في المناطق التي تعاني نقصا في هذا المجال. وتشمل الخدمات المقدمة في إطار هذه الحملة، التي تستهدف ساكنة الجماعات التابعة لقيادة تافوغالت (تافوغالت، ريسلان، سيدي بوهرية)، وجماعات أخرى مجاورة (بوغريبة، وزكزل)، عدة تخصصات طبية من بينها أمراض النساء والتوليد، وطب العيون، وطب الأطفال، والأنف والأذن والحنجرة، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض القلب، والأمراض الجلدية، والغدد الصماء، وطب الأسنان، بالإضافة إلى خدمات التحاليل البيولوجية والفحص بالأشعة، وكذا توزيع الأدوية بالمجان. وعبأت المؤسسة لهذه الحملة، طاقما طبيا يضم أطباء جراحة العيون بمستشفى الفارابي بوجدة، وأطباء متخصصين من المستشفى الجامعي بوجدة، وأطباء عامين متطوعين، بالإضافة إلى فريق تمريضي مكون من ممرضين تابعين للمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بوجدة، فضلا عن أطر متعددي التخصصات من المركز الوطني محمد السادس للمعاقين بكل من سلا، ووجدة، وطنجة. كما يضم الفريق موارد بشرية تابعة للمؤسسة، بما في ذلك الأطر الطبية، والمساعدات الاجتماعيات، والتقنيين المكلفين بضمان سير العملية بسلاسة ومواكبة الساكنة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس القطب الطبي الإنساني بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، نور الدين الرطبي، أن هذه الحملة الطبية، التي تأتي بعد الحملتين الطبيتين المنظمتين مؤخرا بكل من زاكورة وطانطان، تغطي ساكنة تفوق 50 ألف نسمة موزعة على أكثر من 90 دوارا، ومن المرتقب أن يستفيد من خدماتها المتخصصة والمتنوعة أزيد من 2500 شخص. وأضاف أنه لإنجاح هذه العملية، قامت المؤسسة، بمعية السلطات المحلية وشركائها، بتجهيز منصة بالموقع الرئيسي للحملة (مركز تافوغالت)، تُقدم فيها الخدمات الطبية متعددة التخصصات، ويتم فيها استقبال المرضى المستفيدين في أحسن الظروف. وأوضح أن هذه المنصة، تشمل فضاءات لاستقبال المستفيدين وتوجيههم، وأخرى للفحوصات في الطب العام والطب المتخصص، بالإضافة إلى الوحدات الطبية المتنقلة التابعة للمؤسسة، من بينها وحدة فحص العيون، ووحدة طب الأسنان، ووحدة البيولوجيا، ووحدة الأشعة – والموجات فوق الصوتية، وصيدلية. وبخصوص العمليات الجراحية لطب العيون، أشار السيد الرطبي، إلى أنه يتم إجراؤها بالموقع الثاني للحملة الطبية والمتواجد بمستشفى الفارابي بوجدة. كما أبرز أن هذه الحملة، التي تتيح تلبية الاحتياجات المختلفة للساكنة في مجالات الفحوصات الطبية والرعاية المتخصصة، والكشف عن حالات المياه البيضاء (الجلالة)، وكذا ضمان التكفل بالعمليات الجراحية اللازمة، تتميز أيضا باستخدام الحقيبة الطبية التي تندرج ضمن التطبيب عن بعد، والمتوفرة على مختلف وسائل الكشف والفحص، حيث يتم عبرها التواصل، عن بعد، مع أطباء اختصاصيين متواجدين بكل من الرباط والدار البيضاء. ومن جهتها، أكدت الدكتورة سمية الجديدي، مسؤولة مشاريع بالقطب الطبي الإنساني بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، أنه بالموازاة مع الخدمات الطبية المتخصصة التي تقدمها بموقع الحملة الرئيسي بتافوغالت، تتكفل المؤسسة في مستشفى الفارابي بعمليات جراحية لإزالة الجلالة لنحو 40 شخصا تم تشخيص حالاتهم وتهيئتهم قبليا للجراحة. وأشارت إلى أن هذه العمليات، التي تتم في أحسن الظروف، ستمكن المستفيدين من تحسين مستوى عيشهم، مبرزة أن هذه المبادرة تجسد الحس التضامني للمؤسسة اتجاه هؤلاء المواطنين الذين يستعصى عليهم الحصول على العمليات الجراحية وكذلك الرعاية الطبية المتخصصة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store